الرئيسيةبحث

الدردنيل ( Dardanelles )


مضيق الدردنيل يقع بين أوروبا وآسيا.
الدردنيل مضيق يربط بحر إيجة ببحر مرمرة. والمضيق جزء من مجرى الماء القادم من البحر الأسود المحاط باليابسة إلى أن يصل إلى البحر الأبيض المتوسط. يشكل البْوسْفُور جزءاً من هذا المجرى، وهو مضيق يربط البحر الأسود ببحر مرمرة، وترجع كلمة الدردنيل إلى اسم مدينة إغريقية قديمة، هي دردنوس التي كانت تقع بالجانب الآسيوي من المضيق، وكان الإغريق يسمون هذا المضيق باسم هليسبونت.

يبلغ عرض الدردنيل عند أضيق نقطة منه 1,5كم انطلاقاً من الشاطئ الأوروبي إلى الشاطئ الآسيوي، ويبلغ معدل عرض المضيق ما بين خمسة إلى ستة كيلومترات على طول 60كم، أما معدل العمق فيصل إلى 60م. ويتميز سطح الدردنيل عادة بقوة تياره في اتجاه بحر إيجة، أما التيار التحتي فيجري شرقاً، ويحمل معه الماء المالح عبر بحر مرمرة والبوسفور إلى البحر الأسود. ويمنع هذا التيار التحتي البحر الأسود من أن يصبح ذو مياه عذبة.

وفي سنة 480ق.م أقام أحشورش الأول ملك فارس قنطرة من المراكب عبر الدردنيل قرب أبيدوس، ومن خلالها قاد جيشًا للاستيلاء على أوروبا. وفي سنة 334 ق.م. قاد القائد المقدوني الإسكندر الأكبر جيشه مستعملاً قنطرة مماثلة عبر الدردنيل للوصول إلى آسيا. وبعد مرور مئات السنين أصبح المضيق ذا أهمية للدفاع عن الإمبراطورية البيزنطية. وبعد سقوط هذه الإمبراطورية، استولى الأتراك العثمانيون على الدردنيل. ★ تَصَفح: الإمبراطورية البيزنطية.

وفي سنة 1841م، اتفقت القوى الكبرى في أوروبا ـ بريطانيا، وفرنسا، وبروسيا، والنمسا ـ على أن تعطى تركيا دور المراقب لكل السفن التي تمر عبر الدردنيل. وقد تجدد هذا الاتفاق عدة مرات في سنوات 1856م، 1871 و1878م. وفي سنة 1923م فتحت معاهدة لوزان الدردنيل أمام كل الدول. وفي سنة 1936م أعطى ميثاق مونترو تركيا حق إعادة إضفاء الصفة العسكرية على المضيق.

وفي بداية الحرب العالمية الثانية، كان المضيق مسدوداً أمام كل السفن إلا تلك التي ترخص لها تركيا. وعلى الرغم من أن التحكم في الدردنيل كان مهدداً بسبب الحرب، فقد تمكنت تركيا من مراقبته. وبعد الحرب العالمية الثانية، لم ينجح الاتحاد السوفييتي (السابق) في بسط نفوذه على الدردنيل، وقد دعمت القوى الغربية حق تركيا في هذا المضيق الاستراتيجي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية