الرئيسيةبحث

القشريات ( Crustacean )



أيقونة تكبير أنواع القشريات
القِشريّات حيوانات لا فقارية ذات أرجل عديدة المفاصل، وليس لها عظام ويُغطى جسمها بصدفة أو غلاف يُدعى الهيكل الخارجي. وتشمل القشريات: السرطانات وجراد البحر والكركند والروبيان والبَرنقيل وبراغيث الماء، وقمل الخشب.

ويعرف العلماء الآن نحو 42 ألف نوع من القشريات، أضخمها حجماً هو السرطان العنكبوتي العملاق الموجود في اليابان، إذ تبلغ المسافة بين رجليه الكلابيتين المنبسطتين 3,5م، وأصغرها حجماً، مثل أنواع مجدافية الأرجل وبراغيث الماء، لا تبلغ المليمتر الواحد طولاً. ويعيش معظم أنواع القشريات في مياه البحار، وإن كان بعضها يعيش في المياه العذبة، كما أن هناك أنواعًا قليلة تشمل سرطانات معينة وقمل الخشب، تعيش على البر.

تؤدي القشريات دورًا رئيسيًا في البيئة المائية. فمن المعروف أن أغلب البيئات المائية تعمل فيها الدياتومات، أو الطحالب المائية، والكائنات الحية الدقيقة الأخرى كمُنتجات أساسية للغذاء، حيث تقتات قشريات صغيرة كثيرة هذه الكائنات الدقيقة. وفي المقابل، فإن هذه القشريات الصغيرة تمثل هي الأخرى مصدرًا غذائيًا للأسماك والحيوانات المائية الأكبر حجما. ولهذا، فإن القشريات تعمل رابطة أساسية بين الكائنات الحية الدقيقة المنتجة للغذاء وبين الحيوانات الأكبر حجماً في سلاسل الغذاء المائية.

ويتغذى الناس في كثير من مناطق العالم بالسَّرطانات والكركند والروبيان والقشريات الأخرى، ولكن بعض القشريات تسبب مشكلات عديدة للناس. فعلى سبيل المثال، تحفر أنواع معينة من قمل الخشب البحري في الأرصفة الخشبية، وبذا تدمّرها. كما أن أفراد البرنقيل تلصق أنفسها بجدران السُّفُن وبالتالي تؤدي إلى تقليل سرعتها. وتدمر أنواع معينة من السرطانات والقشريات الأخرى حقول الأرز ، وذلك بالحَفر في السدود التي تحيط بالحقول، أو بالتهام نباتات الأرز الصغيرة.

جسم الحيوان القشري

جسـم الروبيان

الجسم الخارجي:

يتألف الجسم في أغلب القشريات المكتملة النمو من ثلاثة أجزاء رئيسية، يتألف كلٌّ منها من عدة حلقات أو عُقل. وهذه الأجزاء الثلاثة هي: 1- الرأس، 2- الصدر، 3- البطن.

تمتلك القشريات زوجين من قرون الاستشعار يخرجان من جانبي الرأس. كما يشتمل الرأس أيضاً على الفم الذي تحيط به ثلاثة أزواج من الفكوك، وعلى العيون كذلك. وتتصل العيون بسطح الرأس وقد تُحمَلُ على نهايات سويقات ممتدة من الرأس.

أما الصدر فلكِّل حلقة فيه زوج من الأرجل. وتمتلك أغلب القشريات أرجلاً يتراوح عددها بين 6 و14 زوجاً، وإن كانت هناك أنواع قليلة تمتلك أكثر من هذا العدد، وأنواع أخرى يقل عدد أرجلها عن العدد المذكور. تستعمل القشريات بعض أرجلها في السباحة أو المشي بشكل أساسي، وتستخدم أرجلاً أخرى كُلاَّبية في الإمساك بالطرائد، أو في القتال، أو في أداء أنشطة أخرى.

يفتقر البطن في أغلب أنواع القشريات إلى الأرجل. ولكن القشريات رخوية الهيكل، وهي مجموعة رئيسية تشمل الكَركَند والروبيان، تمتلك أرجلاً بطنية صغيرة تستعملها في السباحة وفي التنفس، كما تقوم إناث بعض الأنواع باستعمال هذه الأرجل في حمل بيضها. ويوجد لدى الكثير من القشريات رخوية الهيكل أيضًا ذيلٌ مفلطح يتحرك بسرعة دافعاً الحيوان إلى الخلف.

يقوم الهيكل الخارجي للقشريات بحماية ودعم أعضاء الحيوان الداخلية. وقد يكون هذا الهيكل طريا، وقد يكون بالغ الصلابة، ولكنه عموماً طري ورقيق عند المفاصل حتى يسمح بالانثناء. ويلاحظ أن لبعض أنواع القشريات درعًا خارجيًا يسمى الدَّرَقَة، ويمتد من الجهة العلوية للرأس مغطياً كل الصدر.

الأعضاء الداخلية:

تتشابه القشريات في أعضائها الداخلية. يضخ القلب الدم في أغلب أنواع القشريات إلى كل أنحاء الجسم، وإن كانت بعض الأنواع الصغيرة الحجم لا قلب لها، ويدور الدم فيها بفضل حركات الجسم.

يتألف الجهاز الهضمي للقشريات من ثلاثة أجزاء رئيسية. ففي القشريات رخوية الهيكل يُطحَنُ الغذاء في المعى الأمامي، ويستمر الهضم في المعى الأوسط أو المعدة. أما المعى الخلفي أو المعبر الشرجي، فإنه يختزن المواد الغذائية غير المهضومة إلى أن يتم طرحها خارج الجسم.

يمتلك الحيوان القشري دماغًا صغيراً يتصل بحبل عصبي يمتد بطول الجانب الأسفل للجسم، وهو الحبل الذي تنتشر عليه تجمعات من الخلايا العصبية التي تتحكم في الأنشطة المتنوعة.

تتنفس أغلب القشريات، بخياشيم. وأغلب أنواع القشريات صغيرة الحجم لا خياشيم لها، ولذا فإنها تتنفس عبر جلدها.

الحَـواسّ:

لأغلب القشريات المكتملة النمو زوج من العيون المركبة. وتتألف العين المركبة من عُدَيسَات منفصلة كثيرة، تستطيع أن تتعرف على الحركة بسهولة. ★ تَصَفح: العين المركبة. وكذلك فإن أنواعاً كثيرة من القشريات لديها عين بسيطة واحدة تحسّ بالضوء، ولكنها لاتكوِّن صورةً لما هو موجود في البيئة المحيطة بها. وليس لدى الصغار في أغلب القشريات ـ وكذلك الكبار من مجدافيات الأرجل وأنواع قليلة أخرى ـ سوى عين بسيطة واحدة...

يغطي أجزاء جسم القشريات هُلبُ شعري أو شعيرات حسية صلبة يتخصص بعضها في الإحساس باللمس، وبعضها في الشم، وبعضها في التذوق. وهي تتركز أساساً في قرون الاستشعار وفي أجزاء الفم وفي الأرجل الكلابية.

حياة القشريات

التكاثر:

يقوم الذّكر في أغلب أنواع القشريات بوضع نطافه على صدفة الأنثى حيث تخصب البيض حينما تضعه الأنثى. ويتراوح عدد هذا البيض بين عدد قليل وعدة آلاف. وفي أغلب الأنواع تحمل الأنثى بيضها على شعيرات تلتصق بجسمها إلى أن يفقس.

أيقونة تكبير حقائق حول القشريات

النمو والنشأة:

يفقس البيض في أغلب أنواع القشريات فتخرج منه يرقات لاتشبه أبويها وهي صغار، وتمّر بتغيُّرات جسدية عديدة قبل أن تصبح مشابهة للآباء. ولكن في أنواع قليلة ـ تشمل نطاط الشواطئ وقمل الخشب ـ يفقس البيض فتخرج منه قشريات مكتملة النمو قزمية الحجم.

لا يتمدد الهيكل الخارجي للحيوان القشري، ولهذا فإن الحيوان الآخذ في النمو يكرر خلع قشرته القديمة، ويُنتج قشرة جديدة في كل مرة أكبر حجماً مما سبقها. وتُعرَفُ عملية خلع القشرة القديمة للجسم باسم عملية الانسلاخ. تتكون قشرة جديدة، رخوة ورقيقة تحت القشرة الخارجية القديمة قبل بدء الانسلاخ، ثم تنشق القشرة القديمة ويخرج منها الحيوان. ثم يزداد جسم الحيوان حجماً قبل أن تتصلَّب قشرته الخارجية الجديدة.

ُتضاف حلقات وأرجل جديدة إلى مؤخرة جسم اليرقة مع كل انسلاخ وبذلك تصير اليرقة أكثر شبها بالحيوان المكتمل النمو. وفي بعض الأنواع يتغير شكل الجسم تغيرًا كاملاً بعد انسلاخ واحد. ويستمر الكثير من أنواع القشريات في ممارسة عمليات الانسلاخ، إلا أن أنواعاً أخرى تكفُّ عن هذه العملية بعد أن يكتمل نموها.

إذا تحطمت أجزاء من جسم الحيوان القشري، فإنه يعوضها عن طريق عملية تُدعى التجدد. فإذا خسر قرناً من قرون الاستشعار، أو مخلباً أو رجلاً، فإن جزءًا تعويضياً ينبُت مكانه ويظهر واضحاً أثناء الانسلاخ التالي. ويكون هذا الجزء التعويضي صغيراً في البداية، لكنه يكبر بمرور عمليات الانسلاخ المتوالية. ويقوم بعض أنواع القشريات، كالسرطانات والكركند، ببتر أحد أطرافه إذا أمسك به عدوٌّ من ذلك الطرف.

الطعام والعادات:

تعيش بعض أنواع القشريات معيشة طفيلية على الحيوانات الأخرى، ويقوم بعضها الآخر ـ كالسرطانات وجراد البحر والكركند ـ بافتراس المخلوقات المائية المتنوعة. كما يأكل الكثير من هذه الأنواع بقايا الحيوانات والنباتات. تندفع مجدافيات الأرجل وبراغيث الماء ويرقات القشريات المختلفة مع تيار الماء وتأكل أعداداً من الأحياء المجهرية الطافية فيه. وعلى الجانب المقابل، فإن هذه القشريات يأكلها البرنقيل وبعض أنواع الروبيان الدقيق وقشريات أخرى، وأنواع كثيرة من السمك. وتأكل الحيتان المختلفة تلك الأنواع الصغيرة من الروبيان. كما تصبح قشريات أخرى متنوعة فرائس للطيور والثدييات البرية.

تعيش القشريات في مواطن متنوعة ؛ فبعضها يندفع مع تيار الماء على الدوام، وبعضها الآخر يجوس ويطوف بامتداد قاع الماء ويختبئ بين الصخور والأعشاب، وتتخذ بعض القشريات من الإسفنج والمرجان وأصداف الرخويات مأوى لها. وقد تحفر السرطانات والقشريات الأخرى في الطين أو في الرمل من أجل الوصول إلى مكان آمن لها. وتلصق البرنقيلات أنفسها بالصخور على امتداد شواطئ البحار وعلى أجسام السلاحف والحيتان والسفن والأرصفة. وتعيش معظم القشريات البرية تحت الصخور أو أوراق الأشجار الساقطة، أو داخل أنفاق وأماكن رطبة أخرى.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية