الرئيسيةبحث

نابليون الأول ( Napoleon I )



نابليون الأول في مكتبته يتخذ وضعًا خاصًا للفنان جاك لويس ديفيد. عمل ديفيد رسامًا ببلاط الإمبراطور الفرنسي.
نابليون الأول (1769 - 1821م). قائد عسكري فرنسي توج نفسه إمبراطوراً لفرنسا. وقد مثل أشهر عبقرية عسكرية في زمنه، بل ربما كان أشهر من تقلد رتبة لواء في التاريخ. وقد كون إمبراطورية ضمت معظم غربي أوروبا ووسطها. ويعرف أيضًا باسم نابليون بونابارت.

وقد أطلق عليه لقب العريف الصغير في عام 1796م في معركة لودي، بالقرب من ميلانو في إيطاليا.

طفولته:

ولد نابليون في أجاكسيو في جزيرة كورسيكا في البحر الأبيض المتوسط. وكان الطفل الرابع والابن الثاني لـكارول وليتيزيا رامولينو بونابرت، وقد انحدر والده من عائلات إيطالية نبيلة.

دخل نابليون عام 1779م وهو في التاسعة من عمره مدرسة فرنسية عسكرية في مدينة براين لوشاتو في فرنسا بالقرب من ترويز، وكان مستواه متوسطًا في معظم المواد الدراسية، إلا أنه كان متفوقًا في الرياضيات.

سيرته العسكرية المبكرة:

في يناير من عام 1785م، تقلد رتبة ملازم ثان في سلاح المدفعية في الجيش الفرنسي وعمره حينئذ ستة عشر عامًا. وفي عام 1791م تمت ترقيته إلى ملازم أول، ثم إلى نقيب في عام 1792م.

وفي فرنسا انضم إلى جماعة اليعاقبة المتطرفة، الذين طالب كثير منهم بجعل فرنسا جمهورية ديمقراطية.

أيقونة تكبير إمبراطورية نابليون الأول

زواجه:

في عام 1796م تزوج نابليون من جوزفين دو بوراني وهي امرأة من أصل فرنسي من المارتنيك، في جزر الهند الغربية. وكانت تكبره بستة أعوام ولها طفلان من زوجها السابق.

وبحلول عام 1796م أصبحت النمسا العدو الرئيسي لفرنسا. وبعد اندلاع الحرب بينهما كسب نابليون الحرب. وفي أقل من عام هزم أربعة جيوش، كان كل منها أكبر من جيشه. وحقق انتصارًا نهائيًا، بعد أن تقدم إلى جبال الألب مهددًا فيينا في أوائل عام 1797م. وفي أكتوبر من العام نفسه وقعت فرنسا والنمسا معاهدة كامبوفورميو التي بموجبها توسعت أراضي فرنسا، وعاد نابليون إلى باريس فاسُتقبل استقبال الأبطال.

حتى ذلك الوقت كان نابليون قد رسم وخطط استراتيجية عسكرية على درجة كبيرة من النجاح، شكلت الأساس لحملاته اللاحقة. كانت الخطة تقضي بأن يبدأ المعركة محتفظًا في خطوطه الخلفية بأكبر قدر ممكن من الاحتياط، ثم يبحث عن أضعف نقاط خطوط العدو، ويرمي بكامل ثقله في تلك النقطة في اللحظة الحاسمة.

وفي مايو من عام 1798م أبحر نابليون إلى مصر على رأس جيش مؤلّف من 38,000 جندي. وفي شهر يوليو هزم نابليون المماليك (حكام مصر العسكريين) في معركة الأهرامات بالقرب من القاهرة. إلا أنه في الأول من أغسطس من العام نفسه، تم تدمير الأسطول الفرنسي الذي كان راسيًا في خليج أبي قير في معركة أبي قير البحرية، على يد الأسطول البريطاني بقيادة اللورد هوراشيو نلسون.

وفي عام 1799م غزا نابليون عكا، إلا أنه فشل في الاستيلاء عليها. فتراجع إلى مصر، حيث هزم الأتراك في أبي قير. وبعد ذلك سمع بهزيمة الجيش الفرنسي في إيطاليا فعاد إلى فرنسا.

وفي يونيو عام 1800م فاجأ بجيشه النمساويين، وهزمهم في معركة مارنجو. وفي عام 1801م وقع النمساويون معاهدة لونيفيل، التي عملت على تثبيت معاهدة كامبوفورميو.

أثبت نابليون أنه إداري مدني من الطراز الأول ؛ حيث وضع قانون نابليون أو القانون المدني، الذي لايزال يشكل أساس القانون المدني الفرنسي.

وفي مايو من عام 1804م، تم انتخابه من قبل مجلس الشيوخ والشعب الفرنسي إمبراطورًا لفرنسا. وفي الثاني من شهر ديسمبر من نفس العام، توّج نابليون نفسه إمبراطورًا في احتفالات جرت في كاتدرائية نوتردام في باريس. وفي عام 1810م وصلت إمبراطوريته إلى ذروتها بضم هولندا وأجزاء كثيرة من شمالي ألمانيا إليها.

في يونيو من عام 1812م عبر جيش نابليون ـ المكوَّن من 600,000 رجل ـ نهر نيمن إلى روسيا. واندفع الجيش إلى موسكو ليجدها خالية تقريبًا من السكان. وبعد فترة وجيزة من دخول الجيش الفرنسي موسكو دمرت النيران ـ التي أشعلها الجيش الروسي المنسحب ـ أجزاء كبيرة من موسكو، فلم يتمكن نابليون من تزويد جيوشه بالإمدادات، وأخذت جيوشه تكافح ضد العواصف الثلجية ودرجات الحرارة التي بلغت حد التجمد. وهلك في تلك الحملة نحو 500,000 جندي أو أسروا أو هاموا على وجوههم.

مقبرة نابليون شيِّدت في كنيسة القبة بباريس. وضعت رفات العريف الصغير في هذه المقبرة التي ترتفع حوالي 4,5م.
وبعد عودته من روسيا واجه نابليون حلفًا عدائيًا من النمسا وإنجلترا وروسيا وبروسيا والسويد. وفي أكتوبر 1813م اشتبك الطرفان في ليبزج في معركة الأمم، فهُزم نابليون، وعاد أدراجه إلى فرنسا، فطارده الحلفاء واستولوا على باريس في مارس من عام 1814م. ثم نفي نابليون وعيّن حاكمًا لجزيزة إلبا الصغيرة جدًا والواقعة في طرف الساحل الشمالي الغربي لإيطاليا. وفي 20 مارس من العام نفسه، دخل نابليون باريس عائدًا من إلبا محمولاً على أكتاف الجماهير التي كانت تهتف باسمه.

وفي 18 يونيو شن نابليون هجومًا على دوق ولنجتون في واترلو بإنجلترا، التي أصبحت من أكثر معارك التاريخ شهرة. في الوقت الذي بدت فيه القوات البريطانية على وشك الانهيار، وصلت قوات القائد بولخر لتشد من أزر ولنجتون. ونتيجة للتفوق العددي الهائل للعدو تلقى الجيش الفرنسي هزيمة ساحقة.

وفي أغسطس من العام نفسه نفي نابليون إلى جزيرة سانت هيلانة الموحشة.

توفي نابليون في الخامس من مايو 1821م، نتيجة إصابته بالسرطان، ودفن في تلك الجزيرة، إلا أن جثمانه أعيد إلى باريس، ودفن في كنيسة القبة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية