الرئيسيةبحث

القلف ( Bark )



بنية القلف يتألف القلف من القلف الداخلي والقلف الخارجي. وتحمل أنسجة القلف الداخلي الغذاء وتخزنه. أما القلف الخارجي فهو أنسـجة ميتة تقوم بعمل الغطاء الواقي للشجـرة. والمخطط إلى اليسار يبين القلف، كما نراه على الشجـرة، والرسم إلى اليمين يرينا منظرًا مكبرًا للأنسجة.
القلف هو الطبقة الخارجية لمعظم أنواع الأشجار والشجيرات، وهو يحمي الساق والجذور والأفرع من الأضرار والحشرات والأمراض، وكذلك من فقدان الماء، كما أن أنسجته تقوم بنقل السكر من الأوراق إلى الأجزاء الأخرى في النبات.

يتكون القلف من طبقات دائرية من الأنسجة التي تقع خارج اللب الخشبي للأشجار والشجيرات. وتقسم هذه الأنسجة إلى جزءين هما القلف الداخلي والقلف الخارجي. وتقوم أنسجة القلف الداخلي بنقل الغذاء وتخزينه. أما القلف الخارجي فهو بمثابة غطاء واقٍ للنبات.

ويبدأ تكوين القلف في معظم الأشجار والشجيرات أثناء السنة الأولى من حياتها، وفي كل عام من الأعوام التي تلي ذلك العام الأول تتكون طبقات جديدة من القلف الداخلي والخارجي وبذلك يزداد سمك القلف تدريجيًا.

القلف الداخلي:

يتكون من طبقات من الأنسجة الحية النامية، وهذه الأنسجة ـ مرتبة من الداخل إلى الخارج ـ هي 1- اللحاء، 2- البشرة الفلينية، 3- النسيج الإنشائي الفليني.

يتكون اللحاء أساسًا من الأنابيب الغربالية التي تقوم بنقل السكر من الأوراق إلى أسفل. وتدعم هذه الأنابيب حزم من الألياف. ويحتوي اللحاء أيضًا على أنواع أخرى من الخلايا، ويشمل ذلك الخلايا المرافقة والخلايا الشعاعية. ويتم تكوين اللحاء في النباتات الخشبية المكتملة النمو بوساطة نسيج يسمى النسيج الإنشائي (الكمبيوم) يتوسط الخشب والقلف. وتتكون طبقات جديدة من الخشب والقلف الداخلي عن طريق انقسامات في خلايا النسيج الإنشائي ويتسبب ذلك في زيادة سمك ساق النبات. وعندما يتراكم القلف الجديد تدريجياً فإنه يدفع اللحاء القديم إلى الخارج ويكسِّره في القلف الخارجي.

والبشرة الفلينية طبقة من خلايا تخزين الغذاء. وتتكون من النسيج الإنشائي الفليني الذي يُشبه عمله عمل النسيج الإنشائي في إنتاج الأنسجة الجديدة. ويتسبب نمو القلف الجديد في دفع البشرة الفلينية والنسيج الإنشائي الفليني حتى يتم فصل كلٍّ منهما عن الآخر ثم تموت خلاياهما، وعندئذ تتكون طبقات جديدة من البشرة الفلينية والمولد الفليني لتحل محل الأنسجة الميتة.

القلف الخارجي:

يتكون أساسًا من الفلِّين وهو نسيج جاف ميت ينتجه النسيج الإنشائي الفليني. وتوجد بقع من اللحاء الميِّت على امتداد القلف الخارجي للأشجار والشجيرات المكتملة النمو، ويدفع هذا اللحاء الميت إلى الخارج نتيجة لنمو اللحاء الجديد.

والخلايا الفلينية لها جدران سميكة تتكون من مادة شمعية غير منفذة للماء تسمى السوبرين. وتقوم هذه المادة بحماية النبات من فقد الماء، كما تمنع تسرب الغازات إلى داخل النبات أو خارجه. ويتم دخول الغازات وخروجها عبر العديسات (المسامات العدسية)، وهي نتوءات مستديرة أو بيضيِّة منتشرة على سطح القلف وفي السيقان الحديثة، كما تظهر على القلف الخارجي.

تكون طبقة الفلِّين في الأشجار الصغيرة والشجيرات رقيقةً وناعمة. وعندما يزداد النبات سمكًا فإن هذه الطبقة تنشق وتتكون خلايا فلينية جديدة تحتها، وتستمر هذه العملية طوال حياة النبات مما يتسبب في أن يصبح القلف الخارجي خشنًا ومغطى بالقشور. وفي القليل من أنواع الأشجار يظل القلف الخارجي ناعمًا لأنه يتمدد بسهولة. ومن أنواع الأشجار ذات القلف الناعم أشجار الزان والقضبان.

ويُنتِج النسيج الإنشائي الفلِّيني طبقةً جديدة من الفلين سنوياً. ولا يزداد سُمْك القلف كثيرًا في معظم الأشجار لأنها تفقد بعضًا من القلف القديم كل عام. ومع ذلك يبلغ سمك القلف الخارجي لشجرة كبيرة من أشجار الخشب الأحمر في كاليفورنيا أكثر من 60سم عند القاعدة ويتسبب كل هذا السُّمك للِّحاء الخارجي في حماية الأشجار من التلف الذي ينتج عن حرارة الحرائق.

كيف يستخدم الناس القلف:

استعمل الناس القلف قديمًا في صنع القوارب والملابس والمساكن، وبمرور الزمن أصبح قلف العديد من الأشجار ذا قيمةٍ تجارية ويستخدم في صنع الكثير من المنتجات.

يقوم الصنَّاع باستخدام الفلين المأخوذ من القلف الخارجي السميك جدًا لأشجار البلوط الفلينية في صنع سدَّادات الزجاجات والأرضيات والمواد العازلة ومنتجات أخرى عديدة. ويحتوي قلف أشجار معينة على حمض التنيك، وهو مركَّب يستخدم في دبغ الجلود. ويَمدُّنا قلف بعض الأشجار المدارية بمواد تستعمل في صنع اللبان والمطاط.

ويُصنَع من قلف الكرز دواءٌ لعلاج السُّعال، وكذلك فإن القرفة يتم الحصول عليها من القلف. ويصنع الخيش وهو نوع خشن من قماش القنب، وكذلك الكتان، من ألياف اللحاء.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية