الرئيسيةبحث

التحفة الأثرية ( Antique )



نحت من بنين على نهج تشريفي لملك بنين بغرب إفريقيا، وكان ذلك في القرن الثامن عشر تقريبًا.
التُّحْفَة الأثرية قطعة قديمة، ذات قيمة فنية. ويُعدُّ جَمع التحف هواية عند الكثيرين. كما تُعْرِض المتاحف مجموعاتها الأثرية من التحف، لقيمتها الفنية المميزة، أو لأهميتها التاريخية.

وتختلف الآراء في تحديد الزمن الأدنى، الذي يؤهل تحفة ما ؛ للدخول في عداد التحف. ويتفق معظم المعنيين باقتناء التحف على أنه لابد أن يتجاوز عمر التحفة 100عام. وإن لم يكن القدم هو الدافع الوحيد للاقتناء، فإن مايهم جامعي هذه التحف ما تثيره من إحساس جمالي، أي أن تكمن جاذبيتها في طرازها الفني وتكوينها الزخرفي. ويُجمع البعض على تفضيل العمل اليدوي للتحف على الصناعة الآلية.

وجرت العادة على التمييز مابين التحف والآثار والفنون الجميلة. فالآثار هي المبتكرات التي خلّفتها الحضارات القديمة كاليونان، وروما، ومصر، وحضارات أمريكا الشمالية والجنوبية. أما الفنون الجميلة فتشتمل على فن العمارة والرسم والنحت. وقد جرى تقسيم التحف تقليديًا إلى أربع مجموعات رئيسية هي: السيراميك، والأثاث، والزجاج، والمعادن. ومن الصعب وضع حدود واضحة تفصل ما بين التحف والآثار والفنون الجميلة.


تحف تضم مصابيح مزودة بساعات، من الصناعة اليدوية لمدينة لندن في منتصف القرن السابع عشر الميلادي (أعلى اليمين) خزف أثري لمزهريات صنعت في أواخر القرن الثامن عشر، بأسلوب كان أول ظهوره في الصين (أعلى اليسار).

التحف الخزفية:

ومن التحف الخزفية الأوروبية التي أجمع مقتنو التحف على تفوقها، الخزف المصقول الذي أُنتج خلال القرن الثامن عشر الميلادي، كالخزف المُزخرف والخزف المصقول، وقد تعلَّم الخزَّافون الأوروبيون صناعة الخزف الصيني والأساليب الصينية التي أثَّرت في الأساليب الفنية لمنتجات مصانع الخزف الشهيرة في ميسين بألمانيا، وسيفرز بفرنسا وتشلسي بإنجلترا. كما شاع استعمال الخزف الإنجليزي المعروف باسم خزف ستافوردشاير خلال تلك العقود. وتشمل المُقْتَنَيَات ؛ خزفيات المائدة كالدوارق، والقدور، والأطباق، بالإضافة إلى التماثيل.

تحف الأثاث:

وتشمل القطع التي صنعت في أوروبا خلال القرن السابع عشر الميلادي، التي تميّزت بكثرة زخارفها على النمط الباروكي، وقد عُرِفَت بطراز الملك لويس الرابع عشر، وهي ذات قيمة فنية متميّزة وقد طرأ تحسّن على صناعة الأثاث الإنجليزي خلال القرن الثامن عشر بفضل التصاميم التي أدخلها كل من توماس شيبنديل وجورج هيبلوايت وتوماس شيراتون. وقد كان عملاؤهم من الموسرين. وينْصَب الاهتمام على تحف الأثاث التي تضم المقاعد والمناضد، والمكاتب، وخزانات الأدراج، وهي نماذج من التحف يقْبِل عليها الأفراد والمتاحف بناء على طرازها، وفترتها التاريخية ومتانتها. ويُستعمل في صناعتها وزخرفتها أنواع متعددة من الأخشاب. وقد تعلَّم الأوروبيون دهان الأثاث بالمينا، من الصُنَّاع الآسيويين. كما دَرَج أصحاب المشاغل الصغيرة على تقليد التصاميم الشهيرة، قانعين بتبسيط ماصَعُب عليهم تقليده.

التحف الزجاجية:

صارت مدينة البندقية مركزًا لصناعة الزجاج الأوروبية منذ القرن الثالث عشر الميلادي، وإن أخذت أسرار الصناعة تتسرب إلى الأقطار الأخرى منذ القرن السادس عشر فظهر الزجاج السميك المنقوش بألمانيا. وأتقن جورج رافينز كروفت صناعة الزجاج المُعَالج ببلورات الرصاص في السبعينيات من القرن السابع عشر. كما تم في أيرلندا إنتاج الزجاج المعروف باسم واتفُورد في الثمانينيات من القرن الثامن عشر. وتضم التحف الزجاجية كؤوس النبيذ، والأكواب والمزهريات والأواني، المصنوعة من الزجاج الشفاف أو الملوَّن. وفي أوائل القرن الثامن عشر تم إنتاج الزجاج المحفور وهو نوع من الزجاج يتم نقش الزخارف على سطحه حفرًا. وقد بدأت صناعة الزجاج في الولايات المتحدة عقب استقرار الأوروبيين بها. وكانت صناعته تتم بطرق النفخ التقليدية بوساطة مشاهير الصُنَّاع أمثال هنري وليم ستيغل و ج.ف.أميلنج.

دورق للشراب من الفضة من عمل الصائغ الأمريكي بول ريفر صنع حوالي عام 1762م تقريبًا. ويعكس أسلوبه الطراز الإنجليزي البسيط الذي تأثر به ريفر في تلك الفترة.

التحف المعدنية:

يشتد الإقبال على اقتناء التحف المصنوعة من الذهب والفضة وهي أغلى التحف المعدنية. ومن هذه النفائس النادرة، التي يتسابق الهواة إلى اقتنائها الأكواب المطلية، وهي آنية كبيرة للشرب صنعت في القرن الثامن عشر، من ابتكار كبار الصاغة أمثال بول ريفر، أحد أبطال الثورة الأمريكية. وقد تشمل المقتنيات أيضًا الأطباق والزبديات، والملاعق وأواني المائدة الأخرى المصنوعة من القصدير المخلوط بالمعادن المسمى بيوتر وتضم التحف المعدنية الأخرى ملحقات المدفأة من الأدوات المصنوعة من النحاس الأصفر أو الحديد المطاوع.

أنواع أخرى من التحف:

ينصب اهتمام الكثيرين من جامعي التحف على المنسوجات كالسجاجيد ومفروشات السرائر يدوية الصنع، والقطع المنتقاة من أقمشة التطريز النموذجية. وثمة أنواع أخرى شائعة الاقتناء منها البنادق والأسلحة الأخرى، والدُمى، وساعات الحائط، والمصابيح وأجهزة الإنارة المختلفة، واللعب القديمة.


المصدر: الموسوعة العربية العالمية