الرئيسيةبحث

البيوتر، سبيكة ( Pewter )



البيوتر سبيكة ذات لون فضي، تُسْتخدم في صنع الأواني وأطقم الشاي.
البِـيُـوتَرْ، سبِيكة. سبيكة البيوتر تتكون أساساً من القصدير، وتحوي أيضاً الأنتيمون والنحاس. والبيوتر ذو لون فلزي أبيض يشبه كثيراً لون الفضة مع لمسة صقل تتراوح بين القتامة واللمعان الشديد. وهو يُستخدم على نطاق كبير في صنع بعض السلع مثل الأواني، والشمعدانات، وأطقم الشاي. وسبيكة البيوتر رقيقة، تنثني بسهولة، ولهذا تتطلب الأواني المصنوعة من البيوتر عناية خاصة عند استعمالها.

ويتكون البيوتر من 90% على الأقل من القصدير وهو فلز رقيق جداً. وتضاف نسبة 2 إلى 8 % من الأَنْتِيمُون، و3 % من النحاس الأحمر، لتقوية البيوتر وجعله سميكاً. وفي وقت من الأوقات، كان معظم البيوتر يحتوي على الرصاص، لكن الرصاص سَبَّب قتامة، إلى جانب احتمال تحلله في بعض الأطعمة والمشروبات التي تقدَّم في أواني البيوتر، مُكوِّنًا موادّ سامة. ومنذ منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، بدأ في إنجلترا استخدام نوع من البيوتر خال من الرصاص، عرف بمعدن بريتانيا. وهو يتكون من القصدير والأَنْتِيمُون والنحاس الأحمر، ولم يكن لمعانه ينطفئ. واليوم يُستخدم كل من فلز بِرْيِتَانْيَا والبيوتر، في صنع قطَعِ البيوتر.

كيفية صنع البيُوتَر:

الخطوة الأولى في صنع البيوتر هي صهر القصدير في إناء يعرف بالبوتقة ثم تتم إذابة الأَنْتِيمُون والنحاس الأحمر في القصدير السائل. وبعد خلطها تمامًا، تصب السبيكة في تشكيلات من الفلز أو من الجص أو من الخشب لسك القطع المطلوبة.

ويمكن أيضا صبُّ البيوتر في قوالب من حديد، ثم تتم تسويتها، وتقطع على هيئة قوالب يُقاس عليها. وتتشكَّل هذه القوالب على هيئة أُسطوانة أو قرص أو صحائف مربعة أو أسلاك يُشكِلُها الحرفيون في أشكال مختلفة. ويتم تشكيل أقراص البيوتر من خلال عملية تسمى الغزل. ويتكون الغَزْل من وضع القرص في مواجهة قالب صلب أو خشبي تديره آلة تسمى المِخْرَطة. ويستخدم الحرفيون أدوات ثالمة لضغط البيوتر في شكل قالب الغزل. وتُشكَّلُ صحاف البيوتر في هيئات أو أشكال شتى، وذلك بطَرْق الفلز بمطرقة من الجلد أو الفلز أو البلاستيك أو الخشب. ويستخدم الحرفيون أسلاك البيوتر زينة لزخرفة أدوات البيوتر. ويتم ضم أجزاء مواد البيوتر العديدة في عملية تُسَمَّى الِّلحام بالسبيكة. ★ تَصَفح: اللحام.

العناية بالبِيُوتَر:

إذا وجد البيوتر العناية اللائقة، فإن لمعانه لاينطفئ ولايتطلب صقلاً. ويجب أن يتم غسله في ماء ساخن به صابون، بسرعة قدر الإمكان، بعد الاستخدام. ويجب أن يُشْطَف البيوتر في ماء ساخن رائق ويُجفَّف فورًا بقطعة قماش لينّة. ولا تترك قطع البيوتر لتجف في الهواء لأنه يترك أحياناً بقعاً مائية من الصعب إزالتها. ولاينبغي غسل البِيْوتَر في غسّالة الأطباق لأن حرارة دورة التجفيف يمكن أن تجعل السطح قاتمًا.

ويجب ألا تستخدم قطع المائدة من البيوتر في تجهيز الطعام. فالبيوتر قابل للانصهار ما بين 244° و 295°م، وعلى هذا يمكن أن ينصهر إذا وُضع في أحد الأفران أو على مقعد.

نبذة تاريخية:

كان الناس في إنجلترا وبقية أوروبا يستخدمون البيوتر بكثرة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين في أدوات الطهي المنزلي، وإلى حد ما، في أواني الكنائس. وقد قَدَّم الحرفيون البيوتر بديلاً أرخص من الفضة والذهب، لكنه أقل إرضاء لتَدنِّي جودته.

صار البيوتر معروفًا لدى الناس الذين لم يكن في مقدورهم شراء المعادن الثمينة. وكثير من القطع المصنوعة منه نسخ متنوعة من أعمال صائغي الذهب والفضة. وقد حدث هذا لأن صانعي البيوتر، مثلهم مثل العاملين في المعادن الثمينة، تمثلوا النماذج السائدة في ذلك الوقت، ولم يحاولوا تقليد القطع كثيرة الزُخْرُفْ خاصة التي تناسب المعادن الأكثر نقاء، بل اختاروا بحكمة القطع البسيطة، المُتْقَنة الصنع، غير المزخرفة، بتصميمات تتوافق على وجه الخصوص مع البيوتر. لكن بعد عام 1800م، حل الخزف والأواني الزجاجية، تدريجيا، محل البيوتر.

واليوم، نجد معظم البيوتر العتيق موجودًا في المتاحف أو ضمن المجموعات الخاصة، وقد يحوي هذا البيوتر الرصاص، ولذلك لاينبغي استخدامه في تقديم الأطعمة. وصنع قطع من البيوتر حرفة شائعة في المنازل، والورش المدرسية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية