الأرقام لعام 1996م.
المصادر: منظمة العمل الدولية، صندوق النقد الدولي، الأمم المتحدة.
مصانع تعليب اللحوم مثل هذا المصنع الذي يقع قرب بوينس أيريس، تسهم كثيرًا في الإنتاج الصناعي للأرجنتين. فهذا البلد منتج ومصدّر رئيسي للحوم البقر. |
تتفاوت مزارع الأرجنتين كثيرًا من حيث الاتساع، حيث إن الملكيات الواسعة تنتشر فوق مناطق واسعة من البامبا. ويقوم أصحاب هذه الملكيات بتأجيرها، كما يستأجرون العمال للعناية بملكياتهم الأخرى. وفي الشمال يزرع كثير من العائلات قطعًا صغيرة من الأراضي بما يكفي لإطعامهم. ويمتلك كبار أصحاب الأراضي معدات حديثة، بينما يستأجر المزارعون الآخرون الآلات أو يستعملون المعدات التي تجرها الخيول.
صناعة النفط في الأرجنتين توفر جميع ما تحتاجه البلاد من الزيت تقريبًا. ومصفاة الزيت الموجودة في الصورة تتصل ببوينس أيريس بخط أنابيب طوله 72كم. |
وتشمل واردات الأرجنتين الرئيسية المواد الكيميائية والآلات والحديد والفولاذ.
وقد ازدادت أهمية النقل الجوي بسبب بعد المدن الأرجنتينية بعضها عن بعض. وهناك مطاران رئيسيان في بوينس أيريس. وتُسيَّر رحلات جوية منتظمة تربط أكثر من 50 مدينة أرجنتينية.
تَصْدُر حوالي 190 صحيفة يومية في الأرجنتين، أوسعها انتشارًا صحيفة كلارين التي يملكها القطاع الخاص، وتصدر في بوينس أيريس. ومعدل ما تملكه كل عائلة أرجنتينية جهاز راديو واحد أو أكثر، وتملك معظم العائلات أجهزة تلفاز.
قامت الحكومة الأسبانية لعدة سنوات بتحديد التجارة عن طريق بوينس أيريس فنمت المدينة ببطء. لكن في عام 1680م أسس المستوطنون البرتغاليون مركزًا تجاريًا عبر ريو دي لابلاتا من بوينس أيريس. ثم شجعت الحكومة الأسبانية نمو بوينس أيريس لكي تحمي مستعمراتها من التوسع البرتغالي.
عام 1776م أنشأت أسبانيا مستعمرة اسمها نيابة لابلاتا مكونة مما يعرف الآن بالأرجنتين وباراجواي وأروجواي وأجزاء من بوليفيا والبرازيل وتشيلي. |
بدأ السكان الهنود شمال الأرجنتين يتناقصون تدريجيًا ومات كثير منهم إما بسبب الأمراض الأوروبية أو بسبب قتل الأوروبيين لهم ؛ بينما تزاوج غيرهم مع الأسبان وأنتجوا مزيجًا من السكان من أصل أوروبي وهندي، واحتفظ الهنود في الجنوب بسيطرتهم على بتاجونيا ومعظم أجزاء البامبا.
وفي 25 مايو 1810م أسست بوينس أيريس حكومة مستقلة لإدارة نيابة لابلاتا، ولكن المقاطعات خارج الأرجنتين عارضت ذلك، مما أدى إلى انهيارها أخيرًا.
في عام 1816م أعلنت المقاطعات التي تشكل الآن جزءًا كبيرًا من الأرجنتين، الاستقلال عن أسبانيا. وسمي البلد الجديد مقاطعات لابلاتا المتحدة. |
وقد أراد سان مارتين أن يطرد الأسبان من أمريكا الجنوبية لمنع أي هجمات على الأرجنتين في المستقبل. وفي عام 1817م قاد حملة عبر الأنديز وفاجأ القوات الأسبانية في تشيلي. وبعد انتصاره في تشيلي ساعدت قواته على كسب الاستقلال للبيرو. وينظر الأرجنتينيون الآن لسان مارتين كبطل عظيم من أبطالهم.
وفي عام 1826م أعدت جمعية وطنية دستورًا للأرجنتين. وسمي بيرناردينو دي ريفادافيا أول رئيس للبلاد. واستقال ريفادافيا عام 1827م بعد فشله في إيجاد حكومة وطنية قوية. ثم حكم خوان مانويل دي روزاس، وهو أحد أصحاب الأراضي من سهول البامبا، الأرجنتين كدكتاتور من عام 1829م إلى عام 1852م. وقد أنشأ روزاس شبكة من البوليس السري للتجسس على أعدائه، وقاد حملات عنيفة ضد هنود البامبا. ونشب القتال بينه وبين البلدان الأخرى أيضًا. وفي عام 1852م قاد الجنرال خوستوخوزيه دي أوركويزا ثورة عسكرية أطاحت بروزاس.
في عام 1860م أخذت الأرجنتين اسمها الحالي. وقد كسبت أراضي في الشمال عام 1874م بعد الحرب مع باراجواي. وأصبحت بتاجونيا جزءًا من الأرجنتين عام 1881م. |
ومع انتخاب ميتر رئيسًا بدأت الأرجنتين استقرارًا حكوميًا استمر حوالي سبعين عامًا. وفي عام 1868م خلف دومينغو فوستينو سارمينتو الرئيس ميتر واستمر في الحكم حتى عام 1874م. وقد حاول الرئيسان جذب المهاجرين والاستثمارات من أوروبا للإسراع في تنمية الأرجنتين، كما عمل سارمينتو على نشر التعليم العام.
وفي أواخر القرن التاسع عشر أصبحت البامبا قلب الأرجنتين. وتم طرد آخر السكان الهنود من المنطقة، كما قام آلاف العمال المزارعين القادمين من أوروبا بفلاحة الأرض. وقد ساعدت الأموال البريطانية في بناء خطوط السكك الحديدية، وذلك لنقل إنتاج المزارع من بوينس أيريس. وفي عام 1877م أبحرت أول سفينة مبردة محملة باللحوم الأرجنتينية الطازجة من بوينس أيريس متجهة إلى أوروبا.
وفي عام 1910م أصبح روكو سينز بينا رئيسًا للبلاد. ومع أن سينز بينا كان من المحافظين فإنه عجّل في إصلاح الانتخابات من خلال الكونجرس. وقد نص التشريع المعروف باسم قانون سينز بينا على إجراء الاقتراع السري، وأعطى حق الانتخاب لكل مواطن يبلغ الثامنة عشرة فما فوق، وأوجب عليه الانخراط في الخدمة العسكرية. كما مكّن هذا القانون كبار أصحاب الأراضي من بسط نفوذهم على الانتخابات. وفي عام 1916م تم انتخاب هيبوليتو إيرغوين رئيس الحزب الراديكالي رئيسًا في أول انتخابات نزيهة في ظل القانون الجديد.
ازدهر اقتصاد الأرجنتين خلال الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م) وبعدها،حيث زادت البلدان الأوروبية من مشترياتها من الإنتاج الزراعي الأرجنتيني. وقد تدفق المهاجرون والاستثمارات الأجنبية على البلاد. واعتبرت الأرجنتين من بين أغنى دول العالم خلال السنوات التي سبقت فترة الكساد الكبير، وهو الركود العالمي في سوق العمل الذي بدأ عام 1929م.
كانت الحكومة الأرجنتينية تبدي تعاطفًا علنيًا مع دول المحور وهي ألمانيا، وإيطاليا، واليابان خلال سنوات الحرب العالمية الثانية ( 1939م - 1945م)، إلا أنها أعلنت الحرب على دول المحور في مارس عام 1945م قبل فترة قصيرة من هزيمة هذه الدول.
وفي عام 1943م أطاح ضباط الجيش ثانية بالحكومة الأرجنتينية. وبعد تسلم الكولونيل خوان بيرون سدة الحكم، توالى الجنرالات على رئاسة البلاد. وقد عمل بيرون، بصفته وزيرًا للعمل، على تقوية النقابات، وحاز دعم عمال المناطق الحضرية بمنحهم أجورًا أعلى وإجازات مدفوعة الأجر ومزايا أخرى.
وفي عام 1946م تم انتخاب بيرون رئيسًا للبلاد، كما عملت زوجته الثانية إيفا مساعدة له حتى وفاتها عام 1952م. وقد زادت المصروفات الحكومية كثيرًا أثناء حكم بيرون. كما تولت الحكومة إدارة كثير من الصناعات الوطنية وامتنعت عن تشجيع الاستثمارات الأجنبية. وقد جمعت الأموال لدعم الصناعة بشكل سريع عن طريق فرض الضرائب على المنتجات الزراعية. ونتيجة لذلك قلّ الإنتاج الزراعي، وهبط الدخل القومي، لكن الأجور واصلت ارتفاعها. وقام بيرون بتعليق حرية الصحافة وحرية الكلام، كما عدّل دستور الأرجنتين لتدعيم سلطاته وتمكينه من البقاء في الحكم لفترة ثانية.
أصاب الضعف سلطات بيرون أثناء رئاسته الثانية التي بدأت عام 1952م. والواقع أنه كان قد أوجد أعداء كثيرين له. وأخيرًا فَــقَدَ دعم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية له بعد أن قام بالحد من سلطاتها. وفي عام 1955م قام الجيش والأسطول بثورة ضده فهرب من البلاد. وفي نهاية الأمر ذهب إلى المنفى في أسبانيا.
والحقيقة أن محاولة بيرون لتدعيم الصناعة بشكل سريع على حساب الاقتصاد الريفي جعلت الأرجنتين تعاني اقتصاديًا. ومنذ منتصف الخمسينيات من القرن العشرين أخذت البلاد تعاني من ديون كبيرة وتضخم عالٍ وبطء في الإنتاج. ومع ذلك استمر دعم سياسات بيرون وخصوصًا بين صفوف النقابات.
وخشي قادة الجيش أن يخضع فرونديزي لضغوط البيرونيين (المساندين لبيرون)، وأن يعيد السياسات الاقتصادية البيرونية. فأطاحوا به عام 1962م. ثم قام بحكم البلاد سلسلة من الرؤساء المدنيين والاستبداديين العسكريين حتى عام 1972م.
وفي أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين ساء أداء الاقتصاد الأرجنتيني نتيجة للإدارة السيئة في الحكومة وانتشار الفساد في الجيش. وأدى الضعف في الاقتصاد إلى إضرابات وأعمال عنف واحتجاجات ضد الحكومة. وأخيرًا سمح القادة العسكريون لمؤيدي بيرون بالعودة للسلطة، على أمل أن يعيدوا النظام للبلاد. وفي عام 1973م تم انتخاب هيكتور خوزيه كامبورا، أحد أتباع بيرون، رئيسًا للبلاد. وفي وقت لاحق من ذلك العام عاد بيرون إلى البلاد. واستقال كامبورا بعد فترة قصيرة من عودة بيرون، عندها تم انتخاب بيرون رئيسًا بأغلبية كبيرة، كما أصبحت زوجته الثالثة إيزابيل نائبة للرئيس. وبعد موت بيرون عام 1974م أصبحت إيزابيل أول امرأة تحكم الأرجنتين.
ازدادت مشاكل الأرجنتين بعد تسلم إيزابيل الحكم حيث ازداد التضخم المالي، وانتشر الإرهاب على نطاق واسع من قبل المتطرفين السياسيين المحافظين والليبراليين. وفي أوائل عام 1976م ألقى القادة العسكريون القبض على إيزابيل بيرون وتسلموا زمام الحكم وحلوا الكونجرس. وبدأ القادة العسكريون حملة لتخليص الأرجنتين من المعارضة اليسارية ومن الإرهاب. وتم زج الآلاف في السجون دون محاكمة وتعذيبهم وقتلهم. وكثير من أولئك الضحايا لم يعثر لهم على أثر.
وقد لحق المزيد من الضرر بالاقتصاد الأرجنتيني نتيجة للحرب بينها وبين بريطانيا عام 1982م حول جزر الفوكلاند. وتطالب الأرجنتين منذ زمن بعيد بملكية هذه الجزر التي تقع على بعد 500كم شرقي مضيق ماجلان، إلا أن بريطانيا بدأت منذ عام 1833م تحكم تلك الجزر التي تسميها الأرجنتين جزر مالفيناس. وفي أبريل من عام 1982م قامت القوات الأرجنتينية باحتلال تلك الجزر مما سبب اندلاع معارك جوية وبحرية وبرية بينها وبين بريطانيا من أجل السيطرة على تلك الأراضي. وقد استسلمت القوات الأرجنتينيّة في الفوكلاند في شهر يونيو إلا أن الأرجنتين لم تتخل عن المطالبة بجزر الفوكلاند.
وقد اضطر الحكام العسكريون الأرجنتينيون تحت ضغط الهزيمة في الفوكلاند والقلاقل الاقتصادية والسياسية المتزايدة إلى الدعوة لانتخابات حرة في أكتوبر من عام 1983م. وتم انتخاب رئيس الحزب الراديكالي راؤول ألفونسين رئيسًا للبلاد. وتسلمت الحكومة المدنية الجديدة الحكم في ديسمبر عام 1983م.
وعد ألفونسين بإجراء تحقيق في أعمال الحكومة السابقة في حملة ضد الإرهاب. ونتيجة لتلك التحقيقات قُدم للمحاكمة كثير من العسكريين ورجال الحكومة. وفي عامي 1985م و 1986م أدين ثلاثة من الرؤساء السابقين والعديد من كبار الضباط العسكريين، وحكم عليهم بالسجن لتورطهم في أعمال القتل والتعذيب.
وفي عام 1989م تفاقم التضخم المالي. وفي شهر مايو من عام 1989م تم انتخاب كارلوس منعم رئيسًا للبلاد وهو من أصل عربي من سوريا. وقد تسلم زمام السلطة في شهر يوليو، فقدم بسرعة برنامجًا اقتصاديًا للطوارئ. ومنعت الحكومة، كجزء من ذلك البرنامج، الزيادات في أسعار المواد الغذائية والكثير من البضائع الاستهلاكية الأخرى. كما تضمن البرنامج تخفيضات في النفقات الحكومية وبيع كثير من المنشآت إلى القطاع الخاص. وعلاوة على ذلك قامت الحكومة بتخفيض كبير في سعر العملة الأرجنتينية من أجل زيادة مبيعات سلعها داخل البلاد وخارجها. واتخذت إجراءات أخرى لزيادة الدخل، تضمنت زيادات حادة في أسعار خدمات مرافق الكهرباء والبترول والغاز الطبيعي.
في عام 1989م أصدر منعم عفوًا عن بعض الأشخاص الذين أُدينوا بالتورط في أعمال القتل والتعذيب في أواسط الثمانينيات من القرن العشرين. وفي عام 1995، أقر كثير من قادة الجيش بانتهاك حقوق الإنسان إبان الأحداث التي شهدتها الأرجنتين في سبعينيات القرن العشرين.
وكان نجاح الرئيس منعم في خفض التضخم، وعلاجه لكثير من المشكلات الاقتصادية سببًا في إعادة انتخابه رئيسًا للبلاد عام 1995م.
وفي عام 1999م، فقدت حكومة منعم ثقة الشعب بعد سلسلة من الفضائح وتهم الفساد لحقت ببعض أعضائها. وفي 10 ديسمبر 1999م أدى فيرناندو دولا روا اليمين الدستوري بوصفه رئيسًا للبلاد لفترة خمس سنوات. وكان بعض المحللين السياسيين قد أشاد بسياسة روا وحنكته عندما كان عمدة للعاصمة بوينس أيريس إذ أفلح في تحسين الخدمات العامة بصورة كبيرة في حدود الموازنة العامة للعاصمة.
تواريخ مهمة في الأرجنتين | ||||||||||||||||||||||||||||
|