الرئيسيةبحث

يهود ليبيا

كانت تقطن ليبيا طائفة يهودية يقدر عددها بحوالى 40 ألفاً (طبقاً للمصادر اليهودية). بعضهم كان متجذّرا في التربة الليبية،من قبل الفتح الإسلامي، وبعضهم هاجر إليها من دول شمال أفريقيا الأخرى، فيما لجأ بعضهم الآخر إليها من الأندلس هربا من محاكم التفتيش الكاثوليكية.

فهرس

الهجرة اليهودية الأولى

سكن اليهود المدن الإغريقية و الفينيقية في ليبيا ابتداء من القرن السادس قبل الميلاد وكان سبب مجيئهم إلى ليبيا هو التجارة و العمل صياغة الذهب.

الهجرة اليهودية الثانية

بدأت هذه الهجرة بعد سقوط الأندلس عندما قام الأسبان بتعميد و اضطهاد أصحاب الديانات الاخرى الغير مسيحية.

فبعد الاحتلال الأسباني لطرابلس قدر عدد اليهود في طرابلس 750 عائلة ثم توزعت في المناطق القريبة من طرابلس.

مشروع ليبيا كوطن قومي لليهود

في بداية القرن العشرين كانت منظمات يهود العالم منقسمة على نفسها في اختيار وطن قومي لليهود. ففي وقت كان جزءُ منهم لا يقبل أي بديل عن خيار فلسطين والقدس وجبل صهيون، كان هناك جزءُ آخر مُساوٍ في الوزن والأهمية يتخوّف من هذا الخيار، ويعتقد بأنه حلم غير قابل للتحقيق، ويحاول أن يجد وطناً بديلاً عنه يسهل على اليهود إستعماره وإقناع العالم بأحقيّتهم التاريخية فيه، وتكون فيه المقاومة أقل وأسهل بعيداً عن الصراع الديني.

ووقع اختيار هذا الجزء ـ بعد رحلات استكشافية، ودراسات وبحث وتدقيق ـ على ليبيا لتكون ذلك الوطن القومي الذي يحلمون به. وكان صاحب الفكرة اليهودي البريطاني الرّحالة المشهور السير هاري جوهانستين الذي تقدّم بها إلى إسرائيل زانجويل رئيس جمعية الأراضي اليهودية- لندن، فأرسلت الجمعية بعثة علمية إلى ليبيا عام 1906 برئاسة ناحوم سلاوش الأستاذ في السوربون ثم ألحقتها ببعثة أخرى عام 1908. وكانت تقارير البعثتين مشجعة جدا لليهود حتى ان إسرائيل زانجويل ذهب إلى حد القول ان برقة تفضل فلسطين نفسها في تحقيق الموطن القومي لليهود.

تم الإتصال بالسلطنة العثمانية التى وافقت على طلب اليهود في هذا الخصوص، إلا أنها اشترطت أن تقتصر الهجرة إلى ليبيا على يهود السلطنة وحددت لهم منطقة سرت (لجأ إليها يهود برقة بعد ثورتهم على الإمبراطورية الرومانية سنة 115م) وما حولها في وقت كانت المنظمات الصهيونية تصرّ على برقة كلّها، وقد خطّطت لنقل يهود السلطنة إلى برقة حتى يزيد عددهم في وقت قصير على عدد سكان ليبيا كلها من المسلمين بأضعاف، وكان عدد السكان في ذلك الوقت أقل من مليون نسمة، وذلك لتخلق واقعاً جغرافياً جديداً على الأرض لا تملك السلطنة إلا الإذعان إليه، ثم يُفتح بعد ذلك الباب على مصراعيه لهجرة يهود أوروبا وروسيا. وقد عرضوا تسهيلات مالية وسياسية كان الباب العالي في أمسّ الحاجة إليها لتليين موقفه بخصوص برقة بدلاً من سرت، وكانت المفاوضات تسير في اتجاه مصلحة اليهود، وعريكة السلطنة قد لانت بتأثير التسهيلات المعروضة، وعندها حدث الإنقلاب في تركيا فأطاح بالخلافة العثمانية، وكان بلا شك سيوافق على جميع الطلبات اليهودية بلا قيد ولا شرط. إلا أن تحرّك إيطاليا السريع وغزوها لليبيا سنة 1911 بدّد أحلام اليهود في استيطانها، فاجتمع الرأي وتوحّدت الكلمة على استيطان فلسطين.

يهود ليبيا في العصر الحديث

اليهود الليبيين لم يكونوا منفتحين بمدارسهم و أماكن عبادتهم كيهود تونس و مصر و المغرب بل كانو منغلقين على أنفسهم ومع بداية الاحتلال الإيطالي لليبيا تمكن اليهود من بناء مدارسهم و أماكن العبادة فعند نشوب الحرب العالمية الثانية كان عدد اليهود في مدينة بنغازي وحدها 2200 يهودي.

كان أول تصادم تشهده ليبيا بين سكانها من المسلمين واليهود في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 1945 فيما كانت موجة من الإضرابات تجتاح العالم العربي في ذكرى وعد بلفور ثم تكرّر الصدام عام 1948، كنتيجة للأخبار الدموية الواردة من فلسطين. وكان تحرك المسلمين عفويا وتلقائيا بلا ترتيب مبيّت ولا تخطيط واعداد مسبق استُعملت فيه الحجارة والعصيّ، وفي المقابل كان التحرك اليهودي مخطّطاً اذ جهزت له الأسلحة والذخائر، وقد بدأت مغادرة اليهود لليبيا بعد حرب سنة 1967 حيث غادر الكثير منهم ليبيا متوجها إلى الدولة العبرية .ولم يكن هناك أي صراعات أو اعتداءات متبادلة بين الليبيين و اليهود خلال فترة بقائهم في ليبيا عدا بعض المضايقات بعد قيام الدولة العبرية.

وضعية اليهود في ليبيافي 1964

كان عدد اليهود في ليبيا يتراوح بين 6500 و7000، والغالبية تعيش في طرابلس. وباستثناء عدد قليل ممن يشتغلون بالأعمال اليدوية كالنجارة وتحضير الأطعمة والخمور الخاصة باليهود، فإن معظمهم من التجار وأصحاب المحلات التجارية ومعتمدي الوكالات والعمولات التجارية يتمتعون، في الوقت الحاضر بانتعاش اقتصادي لم تر مثله طائفتهم في تاريخها الطويل كله.

قرار مغادرة ليبيا على عجل اتخذه زعماء الجالية اليهوديـة، ولم تطردهم الحكومة الليبية حيث جاءت الخطوة الرسمية الأولى من ليللو أربيب (زعيم طائفة اليهود الليبيين وقتئذ) في 17 يونيو 1967فقد بعث برسالة إلى رئيس الوزراء الليبي طلب فيها بالسماح بالسفر لليهود الراغبين في مغادرة البلاد حتى تهدأ الأمور ويتفهّم الشعب الليبي وضعيّة اليهود الليبيين وافقت الحكومة على ذلك بسرعة وبدأت دائرة الهجرة أعمالها في 20 يونيو وحضرت الوثائق المتعلقة بالسفر.

مراجع