بناير او جانفي او ناير بحسب اختلاف اللهجات الأمازيغية والمغاربية في شمال افريقيا هو أحد الشهور الأمازيغية, فهو الشهر الأول من السنة الأمازيغية, ويتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية. والسنة الأمازيغية تتبتدئ من سنة تسعمائة وخمسين قبل الميلاد, وبالتالي فان التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التأريخ الميلادي, فمثلا توازي السنة الأمازيغية 2955 السنة 2005 الميلادية.
لقد ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم, فمثلا يعتقد الأمازيغ ان من يحتفل بيناير سيحضى بسنة سعبدة وناجحة, ويختلف شكل الأحتفال من قببلة إلى اخرى, ويبدوا انه حتى بعض القبائل المعربة تحتفل بالسنة الأمازيغية. ويعتبر الكسكس احدى الوجبات الهامة في ذلك الأحتفال, وتجدر الأشارة إلى ان الكسكس وجبه عالمية امازيغية الأصل, ذات اعتبار متميز لدى المغاربيين امازيغا ومعربين. بل حتى ان المغاربة يتناولون الكسكس في يوم الجمعة باعتباره سببا للأجر وقربة الله.
حسب المعتقدات الأمازيغية فقد استهانت امرأة عجوز بقوى الطبيعة فاغترت بنفسها فسارت ترجع صمودها ضد الشتاء القاسية, إلى قوتها ولم ت شكر السماء, فغضب يناير فطلب من فورار ان يقرضه يوما حتى يعاقب العجوز على جحودها, والى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم العجوز ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر, ويفضل عدم الخروج للرعي مخافة عاصفة شديدة.
اذا كان التقويم العربي يبدأ بهجرة محمد رسول الأسلام, والقويم الميلادي يبدأ بولادة عيسى المسيح ، والتقويم اليهودي بهجرة موسى وقومه إلى فلسطين فان الأمازيغ يرجعون بداية اقويمهم إلى انتصار ملكهم الشهير شيشنق على الفراعنة بعد ان حاول هؤلاء احتلال شمال افريقيا, وحسب اعتقاد الأمازيغ فقد جرت الحرب في ما يعرف اليوم بتلمسان في الجزائر.
اقرأ ايضا: اسرة مصرية ثانية وعشرون, فورار, تقويم فلاحي مغربي