الوحدة العربية فكرة تشكلت و تبلورت بالتزامن مع تشكل فكرة القومية العربية بحيث تطرح فكرة إنشاء دولة عربية واحدة تضم كافة الأراضي العربية من المحيط إلى الخليج .
التعريف السابق وهو تعريف الوحدة العربية و الذي ساد في حقبة الستينات و حتى الثمانينيات يطرح الآن مفهوم جديد للوحدة العربية يعتبر قريبا من المشروع الأوروبي ، أي الدعوة للإنصهار في كتلة ذات سياسة خارجية موحدة ، و ذات ثقل اقتصادي كبير يقوم على التكامل الاقتصادي و العملة الموحدة و حرية انتقال الأفراد و البضائع بين الأقطار المختلفة ، بالإضافة لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك للوصول إلى : اتحاد عربي مع المحافظة على الخصوصية الثقافية للأقطار العربية كل على حدة.
تشكلت القومية العربية مع نهايات القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين أو عصر القوميات كما يسميه البعض ، كان من رواد حركة القومية العربية مفكرون من أمثال المفكر السوري ساطع الحصري ، زكي الأرسوزي ، عبد الرحمن عزام. تجلت القومية العربية في أوجها بالثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين من مكة ، لكن الآمال المعقودة على الحصول على دولة الوحدة - و كانت في وقتها مفهوما متطرفا يعني دولة الخلافة الإسلامية - تقوضت بأسرها بعد عقد فرنسا و بريطانيا اتفاقيات سايكس بيكو و التي تهدف لاقتسام إرث الامبراطورية العثمانية.
فهرس |
أعلن الشريف حسين بن علي الثورة ضد الأتراك باسم العرب جميعا. وكانت مبادئ الثورة العربية قد وضعت بالاتفاق ما بين الحسين بن علي وقادة الجمعيات العربية في سوريا والعراق في ميثاق قومي عربي غايته استقلال العرب وإنشاء دولة عربية متحدة قوية، وقد وعدت الحكومة البريطانية العرب من خلال مراسلات حسين مكماهون (1915) بالاعتراف باستقلال العرب مقابل إشراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك. ونشرت جريدة "القبلة" بيانا رسميا برفع العلم العربي ذي الألوان الأربعة ابتداءا من (9 شعبان 1335\10 يونيو 1917) وهو يوم الذكرى السنوية الأولى للثورة. وقال البيان أن العلم الجديد يتألف من مثلث أحمر اللون تلتصق به ثلاثة ألوان أفقية متوازية هي الأسود في الأعلى متبوعا بالأخضر في الوسط والأبيض في الأسفل. وتشير الألوان الأفقية المرفوعة إلى شعارات رفعها العرب قديما (الأسود: الدولة العباسية) (الأخضر: الدولة الفاطمية) (الأبيض: الدولة الأموية)؛ أما المثلث الأحمر فيشير إلى الثورة. وقد جمع العلم في ألوانه الأربعة رموز الاستقلال والتاريخ العربي في كل الأزمنة، واستمر العلم حتى عام 1964.
على الرغم من الحدود الوهمية التي تم اصطناعها في بدايات القرن بين الأراضي العربية ، فإن هذه الحدود و بقوة الزمن بدأت تخلق فواصل فعلية بين مختلف الأقطار ، و هذه الاختلافات تصعب و بشكل متزايد الانصهار للشعوب العربية في بوتقة واحدة
من بلدان عربية ما زالت تحكم بالنظم الملكية ، إلى أخرى تتمتع ولو نظريا بنظم حكم جمهوري ديمقراطي
تعتبر جامعة الدول العربية الإطار الوحيد المقبول للعمل العربي المشترك اليوم ، مقرها في مصر .
بين مصر وسوريا و ذلك بين عام 1958 و عام 1961 و كان الرئيس جمال عبد الناصر رئيس جمهورية الوحدة ، قامت تلك التجربة و التي تعتبر التجربة الأهم في مجال الوحدة العربية كرد على التهديدات المتزايدة من حلف بغداد على سوريا، قررت القيادة السياسية في مصر وقتها مساندة سوريا و لو رمزيا بارسال بعض القوات المصرية إلى سوريا و قد وصلت عبر ميناء اللاذقية، بعد هذا الحدث سافر أبرز قادة الأحزاب و ضباط الجيش المتنازعين على السلطة إلى القاهرة طالبين من جمال عبد الناصر اعلان دولة الوحدة و الا فإن الدولة ستتمزق شر ممزق و كان ذلك دون حتى علم الحكومة السورية و على رأسها الرئيس شكري القوتلي، كان جمال عبد الناصر رافضا وقتها لفكرة اقامة دولة وحدة بشكل مرتجل و سريع ، و اقترح فترة تحضيرية مدتها خمس سنوات ، الا أنه رأى أن أي ضغط اضافي على أعصاب أولئك الضباط سيؤدي فعلا لانفجار سوري لا تحمد عقباه ، اشترط جمال عبد الناصر حل الأحزاب السياسية في الساحة السورية قبل الموافقة على اعلان الوحدة ، و قد وافق ممثلو الأحزاب و من بينهم حزب البعث وقتها على القرار على مضض ولكن لمصحلة قيام الدولة الوحدوية المنشودة ، يعيب الكثيرون على عبد الناصر اتخاذ ذلك القرار و يعتبرونه سببا في شلل الحياة السياسية السورية و التي كانت مفعمة بالحيوية في عقد الخمسينات .
وسمي الاتحاد الهاشمي : برئاسة الملك فيصل الثاني ونائبه الملك حسين وانفرط بالطاحة بالهاشميين بالعراق
بين سوريا و مصر و ليبيا و ذلك في عهد أنور السادات و حافظ الأسد و معمر القذافي ، وقد أثيرت في وقتها كثير من الاعتراضات على أنور السادات لدخوله في الاتحاد و اتهامه بتمييع القرار السياسي المصري و استقلاليته في الدخول في هكذا اتحاد
ضم الأردن ومصر والعراق واليمن الشمالي: وكانت رئاسته دورية بين الملك حسين وحسني مبارك وصدام حسين وعلى صالح انفرط بانقسام الدول في موقفها من حرب الخليج الثانية 1991، كان الهدف الأساسي من الاتحاد العربي هو إبقاء شكل من التواصل مع مصر بعد خروجها من جامعة الدول العربية إثر توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل بعد زيارة السادات الشهيرة للقدس ، و لم يتم قبول عودة مصر مرة أخرى للجامعة و التي نقلت مقرها إلى تونس الا وقت ملابسات حرب الخليج
مجلس دول التعاون الخليجي يعتبر إطارا تنتظم ضمنه مجموعة الدول العربية المطلة على الخليج ، يعتبر هذا التجمع تجمع الأغنياء في العالم العربي نظرا للاقتصادات القوية للدول الخليجية و العائدة من ارباح النفط ، يسعى المجلس لإنشاء عملة خليجية موحدة .