وادي دوعن يعتبر من الأودية الهامة في محافظة حضرموت ويتفرع إلى فرعين وادي الأيمن و وادي الأيسر، إشتهرت المنطقة بأجود أنواع العسل في العالم وهو العسل الحضرمي، وفي هذا الوادي تنتشر الكثير من المواقع الآثرية الهامة أهمها مدينة ريبون الأثرية و قرية القزة بالإضافة إلى القرى السياحية الجميلة المتناثرة على ضفتيي الوادي.
تـقـع أطـلال وخـرائـب مدينة ريبون إلى الجنوب الغربي من مدينة سيئون ، على بعد نحو (94 كيلو متر) اسفل وادي دوعن ، وتعتبر من أقدم المدن التاريخية في وادي حضرموت وتشكل أطلالها وخرائبها عدة تلال آثرية وأعداد كثيرة من شبكات الري المتفرقة في عدة أماكن . تزيد مساحتها على ( 10 هكتار ) ، يعود تاريخ هذه المدينة إلى ما قبل القرن السابع قبل الميلاد وأستمر فيها الاستيطان حتى القرون الميلادية الأولى ، جرت في خرائب هذه المدينة حفريات وأبحاث ودراسات أثرية من قبل البعثة الآثرية اليمنية السوفيتية في الفترة من ( 83-1988م ) ، وتوصلت إلى أن سكان المدينة كانوا قد زاولوا الزراعة ، وتربية الحيوانات ، وبنوا مجمعات سكنية جميلة خاصة للسكن ، وأبنية أخرى خاصة لأنشطتهم الدينية كالمعابد ، وقد كانت كل الأراضي المحيطة بالمدينة مغطاة بشبكات الري والقنوات والسدود وأحواض المياه ، وتدل كلها على ازدهار بلغ أوجه ، ومن أهم المعالم الخاصة بالمدينة والتي تمت فيها الحفريات الآثرية هي كالأتي : - معبد الإلهة ( ذات حميم ) . - معبد الإله ( سين ) . - شبكات وقنوات الري .
في الجزء الأسفل من وادي الغبرة ، أحد روافد وادي دوعن ، إلى الجنوب الغربي مـن مدينة سيئون ، على بعد نحو (102 كيلو متر) ، تكاد أن تكون هذه القرية غير معروفة حتى عام (1984م) ، عندما وجدت البعثة الآثرية اليمنية السوفيتية ، بالقرب منها ، وبالقرب من نبع الماء المسمى بشرحبيل ، على مغارة وجدت فيها آثار من العصر الحجري ، التي تعطينا صورة عن الماضي السحيق لحضرموت ، إذ تعطينا هذه المغارة برهاناً مادياً على استيطان الإنسان لحضرموت في المرحلة المبكرة من العصر الحجري القديم ( الباليوليت ) ، فقد احتفظت هذه المغارة بطبقاتها الحضارية المتعددة ، والأدوات الحجرية بنفس الشكل والحالة ذاتها بمثل ما خلفها الإنسان الأول ، وكذلك اكتشفت بقايا مواقده ، وهذا يدل على أن المغارة استعملت لفترة زمنية طويلة كمسكن ، والمهم جداً أنه بالقرب من هذه المغارة تم اكتشاف طبقات مترسبة محتوية على بقايا نباتات قديمة وكذلك عظام مختلفة من بينها عظام حيوانات ضخمة ، جميعها تظهر للعيان مطبوعة ومتحجرة على الصخور المترسبة ، ودراسة هذه المغارة سوف تقدم لنا معلومات هامة عن الحياة البيئية القديمة ، واكتشاف هذه المغارة يعد بصورة خاصة اكتشافاً ثميناً ، فهي بحسب المعلومات المتوفرة تعتبر الأولى والوحيدة من المعالم الأثرية من نوعها في شبة الجزيرة العربية.
تقع مدينة الهجرين إلى الجنوب الغربي من مدينة سيئون على بعد نحو ( 100 كيلو متر) ، في وادي دوعن يرجع تاريخها إلى ما قبل الإسلام ، وتعتبر من أجمل مدن وادي دوعن ، أقيمت على مرتقع صخري يشرف على مدخلي الوادي الأيمن والأيسر ، مبانيها قوامها الطين يتداخل لونها مع لون صخور المرتفعات دُورها عالية متراصة ومتقاربة من بعضها ، كونت بينها أزقة ضيقة للمشاة، وتشتهر هذه المدينة بكثرة مساجدها إذ تحتوى على عشرة مسجداً هي :" الجامع ، مسجد الخربة ، مسجد مكارم ، مسجد الشيخ طه بن عفيف ، مسجد با نواظير ، مسجد با يحيى ، مسجد با حسين ، مسجد المسمر ، مسجد القرن ، مسجد فاطمة الزهراء ، مسجد عمر " ، تحيطها المناظر الطبيعية الخلابة لغابات النخيل .
تقع قرية المشهد إلى الجنوب الغربي من مدينة سيئون ، على بعد نحو (90 كيلو متر) ، وهي قرية صغيرة على الطريق المؤدي إلى دوعن ، وتبعد حوالي (5 كيلو مترات) عن خط الإسفلت ، أول من حل وأستقر بها الأديب على بن حسن العطاس وارتبطت باسمه (1160هـ ) ، بعد ما كانت تستخدم كمأوى لقطاع الطرق ، والمشهد تعنى أو تقابل الضريح نسبة إلى قبر العطاس ، وتقام زيارة دينية له سنوياً في الفترة الممتدة من 8 ربيع أول وحتى 16 منه وتصل أوجها يوم 12 ربيع أول ، الذي يصادف مولد الرسول الأعظم محمد (ص) وهذه القرية تتكون ما بين (15-20 منزلاً) ، يسكن فيها عدد قليل من السكان ، وابرز معالم القرية قباب العطاس الثلاث كل واحدة منها عبارة عن ضريح مربع تقريباً تقوم عليه قبة غير مرتفعة ، وفي داخل هذا الضريح القبر الذي نصبت عليه التركيبة الخشبية ( التابوت ) المزخرفة ، بزخارف نباتية متداخلة ومتكررة وإلى جانب هذه القباب هناك مسجداً صغيراً إلى جوارها وسقاية ماء ـ صهريج مغلق لخزن المياه ـ .
هي قرية صغيرة تقع إلى جنوب غرب سيئون على بعد نحو (123 كيلو متر) ، تقع في خاصرة وادي دوعن ، وبعد تجاوزها بثلاثة كيلو متر يتفرع الوادي إلى شقين الأيمن والأيسر ، ولذا تسمى مفتاح دوعن وقد كانت المركز الإداري لمديرية دوعن ، وأهم معالمها مسجدها الجامع وقلعة " آل العمودي " .
هي قرية قديمة في وادي دوعن إلى الجنوب الغربي عن سيئون على بعد نحو( 321 كيلوا متر) ، وكانت مركز دويلة آل " العمودي " ، ويوجد فيها صهريج ماء كبير يعود إلى القرن العاشر الهجري ، بناه السـلـطـان عـامــر بن عبد الوهاب.
هي قرية صغيرة فـي الوادي ، تبعـد عن سيئون في الجهـة الجنوبيـة الغربيـة حـوالـي (143 كيلوا متراً ) ، تقع بجانب المرتفعات الشرقية لمدخل وادي دوعن الأيمن وترجع تسميتها بقرن ماجد إلى وجود القلعة الآثرية الجميلة على حافة الجبل المطل عليها .
هـي قرية صغيرة في الوادي ، وتبعـد عـن سيئون في الجهة الجنوبية الغربية على بعد نحو(140 كيلوا متراً ) ، كانت المركز السياسي " لآل العمودي " في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي تقام فيها زيارة حولية مرتبطة بذكرى الشيخ الجليل معروف باجمال خلال الفترة (18-22) من شهر ذي الحجة من كل عام هجري .
هي قريـة صغيرة في الـوادي ، وتبـعـد عـن سيئـون فـي الجهـة الجنوبيـة الغربية نحـو ( 147 كيلوا متراً ) ، وأهـم مـعـالـمـهـا ضريح هادون عليه السلام بن النبي هود عليه السلام ، تقام له زيارة حولية ، يومي (15-16 )من شهر شعبان من كل عام .