وهو هشام بن عروة ابن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ، بن قصي ، بن كلاب ، الإمام الثقة ، شيخ الإسلام أبو المنذر القرشي ، الأسدي ، الزبيري ، المدني . ولد سنة 61هـ، الموافق 680م، وهو من حفاظ الحديث، وسمع من أبيه ، وعمه ابن الزبير ، وزوجته أسماء بنت عمه المنذر ، وأخيه عبد الله بن عروة ، وعبد الله بن عثمان ، وطائفة من كبراء التابعين ، منهم أخوه عثمان ، وابن عمه عباد ، وابن ابن عمه عباد بن حمزة بن عبد الله ، وأبو سلمة ، وابن المنكدر ، وعمر بن عبد الله بن عمر ، وعمرو بن خزيمة ، وعمرو بن شعيب ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة ، وعبد الرحمن بن سعد ، وعبد الرحمن بن كعب ، وعوف بن الطفيل ، ومحمد والد السفاح ، وابن شهاب ، وأبو الزبير ، ووهب بن كيسان ، وأبو وجزة ، وكريب ومحمد بن إبراهيم التيمي ، وبكر بن وائل وهو أصغر منه ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وأبو الزناد ، وابن القاسم ، ويزيد بن رومان ، وغيرهم . ولقد كان يمكنه السماع من جابر ، وسهل بن سعد ، وأنس ، وسعيد بن المسيب ، فما تهيأ له عنهم رواية ، وقد رأى ابن عمر ، وحفظ عنه أنه دعا له ، ومسح برأسه . حدث عنه : شعبة ، ومالك ، والثوري ، وخلق كثير . ولحق البخاري بقايا أصحابه كعبيد الله بن موسى . قال وهيب : قدم علينا هشام بن عروة ، فكان مثل الحسن ، وابن سيرين . وقال ابن سعد : كان ثقة ، ثبتا ، كثير الحديث ، حجة . وقال أبو حاتم الرازي : ثقة ، إمام في الحديث . وقال علي بن المديني : له نحو من أربع مائة حديث . وقال يحيى بن معين وجماعة : ثقة . وقال يعقوب بن شيبة : هشام ثبت ، لم ينكر عليه إلا بعدما صار إلى العراق ، فإنه انبسط في الرواية ، وأرسل عن أبيه أشياء ، مما كان قد سمعه من غير أبيه عن أبيه . وقال عبد الرحمن بن خراش : بلغني أن مالكا نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق ، وكان لا يرضاه ، ثم قال : قدم الكوفة ثلاث مرات ، قدمة كان يقول فيها : حدثني أبي قال : سمعت عائشة . والثانية ، فكان يقول : أخبرني أبي عن عائشة. وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة ، يعني يرسل عن أبيه.
توفي هشام بن عروة في بغداد، سنة 146هـ، الموافق763م، وصلى عليه الخليفة أبو جعفر المنصور، ودفن في مقبرة الجانب الشرقي من بغداد، والتي سميت بمقبرة الخيزران لاحقا نسبة إلى الخيزران بنت عطاء، وهي في منطقة الأعظمية.