الرئيسيةبحث

هربرت جورج ويلز

هـ. ج. ويلز
هـ. ج. ويلز

هربرت جورج ويلز (21 سبتمبر 1866 - 13 أغسطس 1946) أديب، مفكّر، صحفي، عالم اجتماع ومؤرخ إنجليزي.

يعتبر من مؤسسي أدب الخيال العلمي، وقد اكتسب شهرته بفضل رواياته التي تنتمي لذاك الصنف الأدبي. بعكس معاصره جول فيرن فقد حوت روايات ويلز انتقادات اجتماعية هادفة ولم يكتف بسرد المغامرات.

سيرته

ولد هـ. ج. ويلز في بروملي في مقاطعة كنت في انجلترة. كان أصغر اخوته الثلاثة لأب صاحب دكان ولاعب كريكيت وأم ربة بيت وكانت عائلته من الطبقة الوسطى السفلى. لم يكمل ويلز تعليمه المدرسي إذ اضطر لترك مقاعد الدراسة والعمل مساعدا لتاجر أقمشة بعد إفلاس والده. قام ويلز لاحقا بوصف عمله هذا ما بين السنين 1880 حتى 1883 في روايته Kipps.

عام 1889 بدأ ويلز دراسته في مدرسة "ميدهيرست" وفي جيل 18 عاما حصل على منحة تعليمية في مدرسة العلوم في لندن. درس ويلز علم الأحياء لدى عالم الأحياء المعروف ت. هـ. هاكسلي واشترك في حلقات علمية وكتب في مجلة الجامعة العلمية. في تلك السنين لدأ اهتمامه في الإصلاحات الاجتماعية، ومال نحو الأفكار الاشتراكية. مع الوقت فقد ويلز اهتمامه بالدراسة وترك التعليم عام 1887. قام بالتدريس لمدة أربع أعوام في مدارس خاصة ولم يحصل على اللقب الجامعي الأول حتى عام 1890.

عام 1891 سكن في لندن وتزوج ابنة عمه إيزابيل. استمر ويلز بالعمل في التدريس حتى عام 1893 حين قرر أن يتفرّغ كليّا للكتابة. عام 1894 ترك ويلز زوجته إيزابيل من أجل إحدى طالباته، إيمي كاثرين روبينس، التي تزوجها عام 1895 وقد ولد لهم إبنان جورج فيليب وفرانك ريتشارد. إلا أن ويلز لم يكن زوجا مخلصا وقد كانت له عدة علاقات غرامية.

كانت رواياته منذ البداية من الخيال العلمي، نشرت روايته الأولى عام 1895 وحملت عنوان آلة الزمن وقد حظيت بنجاح بين القراء. نشر روايته الثانية عام 1896 بعنوان "جزيرة الدكتور مورو" عن عالم مجنون يحول الحيوانات إلى كائنات بشرية. عام 1897 نشر الرجل الخفي عن عالم ينجح بإخفاء نفسه ونشر حرب العوالم عام 1898 عن غزو كائنات مريخية للأرض. روايته أول رجال على سطح القمر تعتبر تنبؤاً في أساليب ريادة الفضاء.

كتب ويلز أيضا روايات ليست من صنف الخيال العلمي مثل "الحب والسيد لويشام" و"كيبس" كما نشر كتابه توقعات عام 1901 وكان نشر مسبقا متسلسلا في إحدى المجلات تخت عنوان "تجربة في التنبؤ" محاولا التنبؤ بوضع العالم عام 2000 وقد نجح بالتنبؤ ببعض الأحداث مثل تطور السيارات والقطارات مما سبب نزوح البشر من المدن والسكن في الضواحي، انحلال القيود الاجتماعية على العلاقات الجنسية، فشل العسكرية الألمانية ونشوء الاتحاد الأوروبي؛ لكنه فشل في بعض توقعاته مثل اعتقاده أن الانسان لن ينجح بالطيران حتى خمسينات القرن العشرين واعتقاده باستحالة نجاح الغواصات. وقد كان كتابه هذا أول كتاب يحظى برواج واسع.

عام 1909 نشر روايته "آن فيرونيكا" التي عرض فيها آراء نسوية يصف فيها نضوج آن فيرونيكا من طفلة ساذجة إلى شابة تمثل "المرأة الجديدة" أثارت رواية ضجة كبيرة بسبب آرائها وبسبب تشابه اسمها باسم أمبر ريفز بينما دارت شائعات بأن ويلز أقام معها علاقة غرامية. وكان من وصف الرواية بأنها سم روحي، وتم الادعاء أن الرواية تفسد الجيل الشاب.

انضم ويلز إلى الجمعية الفابية في لندن لكنه سرعان ما اختلف مع قادتها ومنهم برنارد شو. وقد كانت لتجربته أثرا في كتابه "مكيافيللي الجديد" (1911) الذي يصف فيه أعضاء الجمعية الفابية المعروفين. عام 1913 نشر "العالم يتحرر" (The world set free) يحذر فيه من مخاطر الحروب وتنبأ فيه بالحرب الوشيكة. بالإضافة إلى ذلك فقد ذكرت في الكتاب إمكانية بناء قنبلة ذرية ورغم أن المبادئ العلمية التي ذكرها (قنبلة مبنية من الراديوم) لم تكن صحيحة إلا أنه تنبأ بقنبلة يمكنها محو مدينة كاملة كما أن بعض العلماء الذين عكفوا في سنوات الثلاثين والأربعين من القرت العشرين على تطوير القنبلة الذرية قالوا أنهم استمدوا الفكرة من كتاب ويلز هذا.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية نشر عام 1920 موجز تاريخ العالم في مجلدين ليكون من أول من كتب التاريخ متوجها إلى عامة الشعب. رغم رواج لاقى كتابه هذا العديد من الانتقادات من مؤرخين محترفين إلا أن أرنولد توينبي مدحه قائلا أن هذا الكتاب من أفضل المقدمات في موضوع التاريخ. كما نشر "علوم الحياة" في 9 مجلدات بين الأعوام 1930 - 1934 الذي شارك بكتابته جوليان هكسلي وجورج فيليب ويلز. كما نشر أيضا "محاولات في السيرة الذاتية" عام 1934.

عام 1914 زار ويلز روسيا للمرة الأولى ورأى أن النظام فيها قمعي وفاسد. كانت لويلز عدة اعتراضات على الممارسات السوفييتية إلا أنه تفهم أهداف ثورة أكتوبر، عان 1920 زار الاتحاد السوفييتي والتفي لينين. في العشرينات كان مرشح حزب العمال للبرلمان. بين السنوات 1924 حتى 1933 عاش في فرنسا وفي السنوات 1934 - 1946 ترأس جمعية الكتاب العالمية PEN.

هـ. ج. ويلز عام 1946
هـ. ج. ويلز عام 1946

عام 1934 التفى بستالين وروزفلت محاولا، دون جدوى، أن يثير اهتمامهم بآرائه. بعد بقائه بستالين خاب أمل ويلز من الشيوعية وفي كتابه "الإرهاب المقدس" The Holly Terror عام 1939 يصف التطور النفسي لطاغية عصري مستوحيا شخصيته من ستالين، هتلر وموسوليني.

أثناء الحرب العالمية الثانية عاش ويلز في ريجنس بارك في لندن، وقد رفض مغادرتها رغم القصف. كتابه الأخير Mind At The End Of Its Tether المنشور عام 1945 يحمل نظرة متشائمة حول مستقبل البشرية. توفي ويلز في 13 أغسطس 1946.