تأسست منظمة الهاجاناه الصهيونية او (من العبرية הגנה أي الدّفاع) في العام 1921 في مدينة القدس وكان الهدف من تأسيسها الدفاع عن أرواح و ممتلكات المستوطنات اليهودية في فلسطين خارج نطاق الانتداب البريطاني. وبلغت المنظمة درجةً من التنظيم مما أهّلها لتكون حجر الأساس لجيش إسرائيل الحالي.
فهرس
|
قبيل تأسيس الهاجاناه، كانت منظمة "هاشومير" معنية بحفظ الأمن في التجمعات اليهودية في فلسطين، ولم يتجاوز عدد أفراد المنظمة عن 100 فرد على أحسن تقدير. تأسست "هاشومير" من المهاجرين اليهود في العام 1909 وكانت "هاشومير" تتقاضي أجراً سنوياً نظير خدماتها الأمنية للتجمعات اليهودية.
أعطت الثورة العربية في فلسطين في الأعوام 1920-1921 مؤشراً قوياً لزعامة اليهود في فلسطين بأن الحماية البريطانية لا يُعوّل عليها في حفظ أرواح وممتلكات اليهود واستبعاد قدرة منظمة "هاشومير" في لعب دور الحراسة والسهر على أمن التجمعات اليهودية، والحاجة لتأسيس جهاز أمني مركزي وذي تجهيز أفضل من "هاشومير"، فانشأت الهاجاناه كبديل للـ"هاشومير" في يونيو 1920.
في الأعوام التسعة الأولى لتأسيس الهاجاناه، كانت الأوضاع مستتبّة نسبياً وكانت الهاجاناه منظمة مدنية تُدار من قِبل إدارة مدنية بقيادة يسرائيل جاليلي. وما أن إندلعت الثورة العربية في 1929 والتي خلّفت 133 قتيلاُ يهودياً، تطوّر حال منظمة الهاجاناه بشكل جذري وانظم اليها آلاف الشّبان اليهود وقامت باستيراد السلاح الأجنبي وانشاء الورش لتصنيع القنابل اليدوية والمعدات العسكرية الخفيفة وتحولت إلى جيش نظامي بعد ان كانت ميليشيا ذات تدريب متدنّي.
بحلول العام 1936، أصبح أعداد الهاجاناة 10000 مقاتل و 40000 من الإحتياط. وخلال ثورة 1936 - 1939، قامت الهاجاناه بحماية المصالح البريطانية في فلسطين وقمع الثّوار الفلسطينيين. وبالرغم من عدم إعتراف الحكومة البريطانية بالهاجاناه، الا ان القوات البريطانية قامت بالتعاون وبشكل كبير مع منظمة الهاجاناه فيما يتعلق بالقضايا الأمنية وأمور القتال.
في العام 1937، قام اليمين المتطرّف في منظمة الهاجاناه بالانشقاق وتأسيس منظمة الـ "إرجون" (1) ويعزى إنشقاق الإرجون عن الهاجاناه لحجم القيود البريطانية المفروضة على الهاجاناه وازدياد الضغط العربي الفلسطيني. ولامتصاص الغضب العربي، قامت الحكومة البريطانية بتقييد الهجرة اليهودية إلى فلسطين مما دعى الهاجاناه لتنظيم هجرات يهودية سرية غير مشروعة إلى فلسطين وتنظيم المظاهرات المناهضة للحكومة البريطانية.
في العام 1939، أعلن رئيس مجلس إدارة "الوكالة اليهودية"، "ديفيد بن غوريون" دعمه التّام للحكومة البريطانية وعزمه القتال ضد "ادولف هتلر" النّازي مع القوات البريطانية، الا ان أفراد منظمة الإرجون لم يعبأوا بتصريح بن غوريون وقاموا بقصف المواقع البريطانية.
في السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، قامت القوات البريطانية بالتماس التعاون مع منظمة الهاجاناه خوفاً من تغلغل قوات المحور في شمال أفريقيا. ولكن بعد هزيمة "إروين رومل" في معركة العلمين في 1942، تنفّس البريطانيون الصعداء وأخذوا خطوة إلى الوراء فيما يخصّ الدعم والتعاون مع منظمة الهاجاناه.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عمدت منظمة الهاجاناه بشنّ حملة مناهضة للقوات البريطانية في فلسطين، فقامت بتحرير المهاجرين اليهود الذين احتجزتهم القوات البريطانية في معسكر "عتليت"، وقامت بنسف سكك الحديد بالمتفجرات، ونظّمت حملة هجمات تخريبية استهدفت مواقع الرادار ومراكز الشرطة البريطانية في فلسطين. أضف إلى ذلك استمرار منظمة الهاجاناه بتنظيم الهجرات اليهودية الغير مشروعة إلى فلسطين، وكذا قامت بمذابح إرهابية ضد المدنيين الفلسطينيين بغرض إجلائهم من المدن والقرى الفلسطينية لتقام المستوطنات على أنقاضها.
في 28 مايو 1948، أعلنت الحكومة الإسرائيلية المؤقّتة بإنشاء "جيش الدفاع الإسرائيلي" والتي خلفت الهاجاناه في لعب دور الأمن والأمان ومنعت الحكومة الإسرائيلية المؤقّتة أيّ من التشكيلات القتالية باستثناء قوة الدفاع الإسرائيلية الا ان منظمة الإرجون لم تعبأ بقرار الحكومة المؤقتة مما أثار المناوشات بين قوات الإرجون وقوات الهاجاناه لفترة وجيزة، وفي النهاية، القى الإرجون أسلحتهم وشكّل "مناحيم بيغن" حزباً سياسياً (حزب "حيروت") على أنقاض منظمة الإرجون.
(1) قامت الإرجون بارتكاب شتّى الأعمال الإرهابية بحق الشعب الفلسطيني ومنها "مذبحة دير ياسين" في ابريل 1948.
بوابة عسكرية تصـفح مقـالات ويكـيبيـديا المهـتمة بالعسكرية. |
بوابة عسكرية تصـفح مقـالات ويكـيبيـديا المهـتمة بالعسكرية. |