إن النشر التقليدي للمعلومات يتم من خلال طباعة الكتب و الصحف و المجلات و توفيرها للقراء ، كما أنه يشمل طباعة المنشورات و الإعلانات التجارية و غير التجارية وتوزيعها بشكل ورقي على المهتمين . وشركة النشر التي ترغب بالترويج لكتاب معين لا يمكنها الوصول إلى قطاع واسع من الناس إلا من خلال حملة إعلانية واسعة تشمل التلفاز و المذياع و الصحف و المجلات ، مما يترتب على ذلك كلفةٌ باهظةٌ تُضاف إلى ثمن الكتاب .
أما إذا أردت معلومات عن كتاب معين فعليك الذهاب شخصياً إلى المكتبة للتحقق من وجود ذلك الكتاب ، أو الاتصال بالناشر . وكذلك الحال إذا أردت أن تحصل على معلومات عن التخصصات المتوافرة في جامعة معينة ، فعليك الاتصال بالجامعة و الاستفسار عن المعلومات التي تريد .
و الواضح أن عملية الحصول على المعلومات بالطريقة التقليدية لها متطلبات كبيرة من حيث الوقت و الجهد و الكلفة المادية المترتبة على ذلك ، كما أن هذا الأسلوب يعاني من محدودية المعلومات التي يمكن الوصول إليها ، فإذا أردت مثلاً الحصول على معلومات من مجموعة كبيرة من الجامعات الأجنبية فإن ذلك يبدو عملاً شاقاً يحتاج الكثير من الوقت .
ومع تقدم تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات وتطورها أصبحت عملية توفير المعلومات و المطبوعات على شبكة الإنترنت عملية سهلة وممتعة ، تُتيح لمستخدم الشبكة تصفح هذه المعلومات ، وهو يعرف بالنشر الإلكتروني . أما الموقع الإلكتروني : فهو مجموعة من الملفات الإلكترونية تُخزن على جهاز حاسوب متصل على شبكة الإنترنت ، وتكون مدعومة بوسائط و أدوات كالأصوات و الرسوم ونقاط التوصيل التي تربط القارئ بمعلومات فرعية أو مواقع أخرى على الشبكة . ويمكن تصفح المعلومات الموجودة في هذا الموقع من أي جهاز آخر متصل بشبكة المعلومات العالمية .
وتستطيع كل جامعة وضع المعلومات اللازمة عن برامجها الأكاديمية على موقع خاص بها على الإنترنت ، وكذلك الأمر بالنسبة لدور النشر و الشركات و المستشفيات و الوزارات مثل وزارة التربية و التعليم و المؤسسات المختلفة و الأماكن السياحية و الفنادق و المنتجعات وغيرها الكثير . كما أن الأفراد هم الآخرون قادرون على وضع معلومات تتعلق بهم ويرغبون بان يطلع عليها الآخرون من خلال إنشاء مواقع خاصة بهم على شبكة المعلومات العالمية .
فهرس |
عند مقارنة أسلوب النشر التقليدي بالنشر الإلكتروني ، تبرز مزايا النشر الإلكتروني المتعددة من حيث تقليل الكلفة و اختصار الوقت و سهولة نشر المعلومة و الحصول عليها وغيرها . كما إن النشر الإلكتروني له محددات تحد من الاستفادة منه بشكل كبير . وفيما يلي توضيح لهذه المزايا و المحددات :
أكثر التكاليف التي يتحملها الناشر أثناء نشر لكتاب معين هي تكاليف الطبع و التوزيع و الشحن . أما في النشر الإلكتروني فلا توجد مثل هذه التكاليف ، حيث يتم الشحن عبر شبكة المعلومات العالمية أي شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) ستأخذ دور الناقل ، و الطباعة تتم من قبل المستخدم إذا أراد طباعة المادة بدلاً من قارئتها على الشاشة (فالمستخدم يدفع تكاليف الأوراق و الحبر و التجليد بدلاً من الناشر) . كذلك فإن النشر الإلكتروني يساعد الباحثين على تقليل التكاليف المتعلقة بتبادل الرسائل العلمية كرسائل الدكتوراه . فالباحث يستطيع أن ينشر رسالته إلكترونياً من موقعه على الإنترنت ليحصل عليها الباحثون في كل مكان متى أرادوا ودون أن يتحمل الباحث تكاليف التصوير و التجليد و النقل .
فالمستخدم لا يحتاج إلى أن يبحث عن كتاب معين في المكتبات ولا يحتاج إلى مراسلة باحث معين كي يحصل على بحث أو معلومة ، فكل ذلك يمكن أن يتم في دقائق عبر الإنترنت عن طريق زيارة المواقع الإلكترونية على الإنترنت .
فبدلاً من تصفح كل صفحات الكتاب أو البحث المطبوع يمكن لجهاز الحاسوب أن يبحث عن كلمة أو كلمات بشكل آلي .
باستخدام ما يعرف بنقاط الربط ""hyper links"" يمكن أن يتم توصيل القارئ أثناء قراءته بمعلومات إضافية أو مواقع أخرى على الإنترنت ، أو توضيحات لكلمات معينة ، أو أصوات وغيرها ، حيث يضغط القارئ على كلمة معينة لينتقل إلى مواد إضافية .
باستخدام تقنية النشر الإلكتروني يمكن الاستغناء عن المساحات التي تحتلها الوثائق المطبوعة ، حيث يمكن استبدال تلك المساحات بجهاز حاسوب خادم "server" له قدرةٌ تخزينةٌ عالية توضع عليه الوثائق الإلكترونية ويكون موصولاً بشبكة الإنترنت .
حيث يستطيع الناشر أو الشركة متابعة الزبائن عن طريق إرسال الرسائل إليهم عبر البريد الإلكتروني بعد شراء الكتاب الإلكتروني أو طلب سلعة معينة إلكترونياً .
حيث يمكن بسهولة تعديل و تنقيح المادة المنشورة إلكترونياً وحصول القارئ على التعديلات ، فلا يحتاج الناشر إلى إعادة طباعة الكتب و الإعلانات بالتعديلات الجديدة ، وكل ما يحتاجه فقط هو تعديل المادة المخزنة إلكترونياً ومن ثم وضع المادة بالتعديلات الجديدة على شبكة الإنترنت .
يتيح النشر الإلكتروني للباحثين و المؤلفين نشر إنتاجهم مباشرة من مواقعهم على شبكة الإنترنت دون الحاجة إلى مطابع أو ناشرين أو موزعين .
النشر الإلكتروني يقلل من استخدام الورق وهذا يعني الحفاظ على الأشجار التي تقطع عادةً وتحول إلى أوراق و كذلك التوفير في كمية الورق المتداول الذي يتحول أحياناً إلى نفايات .
لعل من أهم الأسباب التي تمنع الناشرين من نشر معلوماتهم على شبكة الإنترنت الخوف من النسخ الغير مشروع و الخوف على حقوق المؤلفين الفكرية . لذا تبرز أهمية التحكم باستخدام المواد الرقمية عن طريق السماح للزبائن باستخدام هذه المواد بعد دفعهم لتكاليف معينة ، سواء لمرة واحدة أو بشكل دوري على شكل اشتراكات . وبعد شراء الزبون حق الاستخدام للمادة الرقمية يعطى مفتاحاً للاستخدام مع قيود خاصة على الطبع أو النسخ أو التعديل أو غير ذلك من القيود .