نجيب الريحاني ممثل فكاهي مصري، عرف بشخصية كشكش بيه، ولد عام 1889 وتوفي في 8 حزيران 1949 إثر إصابته بمرض التيفوئيد، ولد لأب من أصل عراقي مسيحي وأم مصرية قبطية، ونشأ في القاهرة وعاش في منطقة باب الشعرية الشعبية منفردا فعاشر الطبقة الشعبية البسيطة والفقيرة. يقول عنه يحيي حقي في كتاب له عن الريحاني "أنه كان من الأجانب الذين أكرمت مصر وفادتهم، ولكنه عاش طيلة حياته يشعر بفارق مكتوم بينه وبين المصريين، وهذا سر وحدته الملحوظة في حياته العامة والخاصة". وعاش نجيب في حي الظاهر بالقاهرة وبدت عليه ظاهرة الإنطوائية إبان دراسته بمدرسة الغرير الابتدائية، وهي مدرسة لغتها الرسمية الفرنسية مما أتاح له فهم هذه اللغة وتطويعها لعقليته الصغيرة.
وعندما أكمل تعليمه ظهرت عليه بعض الملامح الساخرة، ولكنه كان يسخر بخجل أيضا، وعندما نال شهادة البكالوريا، كان والده قد تدهورت تجارته فاكتفى بهذه الشهادة.
وبحث عن عمل يساعد به أسرته، فقد كان مولعا بأمه أشد الولع وتعلم منها الكثير، فقد كانت هي الأخرى ساخرة مماتشاهده إبان تلك الفترة التي كانت تعج بالمتناقضات الإجتماعية، وقد تفتحت عينا نجيب الريحاني على أحداث عظيمة كانت تمر بها مصر.
وكان نجيب الريحاني قد التحق بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر بنجع حمادي بالصعيد، وهذه الشركة كانت ملكا خالصا للإقتصادي المصري "عبود باشا" والذي أنشأ عدة شركات تعمل في كل المجالات، على غرار شركات مصر التي أنشأها زعيم الإقتصاد المصري في ذاك الوقت طلعت حرب.
ولكن هذه الوظيفة البسيطة والتي كان نجيب الريحاني يتقاضى منها راتبا شهريا ستة جنيهات، وهو مبلغ لابأس به في ذلك الوقت، لم تشبع رغبته فاستقال منها وعاد إلى القاهرة ليجد أن الأمور قد تبدلت وأصبح الحصول على عمل في حكم المستحيل، وأصبحت لغته الفرنسية التي يجيدها غير مطلوبة، وقدمت لمصر لغة أجنبية ثانية بعد أن أستتب الأمر للإنجليز وسيطروا على كل مقدرات مصر.
وفي يوم قادته قدماه إلى شارع عماد الدين الذي كان يعج آنذاك بالملاهي الليلية، وقابل صديق له كان يعشق التمثيل وأسمه محمد سعيد وعرض عليه أن يكونا سويا فرقة مسرحية لتقديم الإسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهي الليلية.
تزوج من الراقصة اللبنانية بديعة مصابني التي طلقها فيما بعد بسبب غيرتها الشديدة عليه وله منها ابنة واحدة.
فهرس |
اعتزل الريحاني المسرح عام 1946 بعد أن قدم مع بديع خيري صديق عمره وتوأمه في الكوميديا 33 مسرحية من أهمها:
إتجه بعد ذلك إلى السينما وله فيها عشرة أفلام. ففي عام 1934 قدم شخصية كشكش بك في فيلم "صاحب السعادة كشكش بيه".
توفي في نفس السنة التي مثل فيها فيلم (غزل البنات) 1949 م، وشاركه البطولة نخبة من النجوم المصريين منهم ليلى مراد وأنور وجدي ويوسف وهبي ومحمود المليجي وفريد شوقي والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب الذي قدم فيه أجمل أغانيه (عاشق الروح)، ويعتبر غزل البنات من أجمل الأفلام التي قدمها الريحاني.
[[1]]