يطلق مصطلح نار الاغريق Greek fire على سائل محرق أستعمل كسلاح من قبل البيزنطيين في حروبهم البحرية منذ 674 ميلادية.
تسمى النار الاغريقية باللغة اليونانية "ايغرون بير" υγρόν πυρ أي النار الرطبة. ولم تعرف بعد طبيعة هذه المادة، و لكن يرجح أنها كانت مزيجا مركبا من عدة مواد سريعة الاشتعال كالنفط و ملح الصخور و الكبريت و القار [1] [2]. و كانت لهذه المادة خاصية الاحتراق حتى على سطح الماء، لذلك سميت أيضا بالنار السائلة أو البحرية. يذكر المؤرخ البيزنطي ثيوفانس Theophanes، أن اختراع النار الاغريقية يرجع للمهندس الفينيقي كالّينيكوس Callinicus من بعلبك و ذلك سنة 670 ميلادية [3]. ويعتقد المؤرخون أنها من نتاج التأثيرات العلمية للحضارة الهيلينية، و خاصة مدرسة الاسكندرية في مجال الكيمياء [4].
أستعملت النار الاغريقية عدة مرات للدفاع عن مدينة قسطنطينية وفك الحصار عنها في 674 وكذلك في معركة سيلايوم البحرية سنة 677، ضد الأسطول الأموي، و كذلك ضد البلغار سنة 941 ميلادية. و يوصف استعمالها بالطريقة التالية : كان المزيج المحرق يعبأ في قدور كبيرة، على متن سفن حربية سريعة تسمى بالـ"درومون" (باليونانية δρόμων، تعني العداء)، و عند الاستعمال يسخن و يضخ في سيفون من النحاس ينتهي بمحقن مركب في مقدمة المركب (يعرف بالـ"سيفوناريوس" siphònariòs) ينفث المادة السائلة على سفن الأعداء، و التي تلتهب بصفة تلقائية [5]. و قد اكتشفت مادة مشابهة و أستعملت من قبل البحرية الصينية بهذه التقنية أو معبأة في قنابل يدوية و قذائف منجنيق سنة 975 ميلادية [6] .