يقع ميناء ضباء في مدينة ضباء.
يعد ميناء ضباء أحد الموانئ المهمة بالمملكة العربية السعودية يعد واحداً من أقدم الموانئ على ساحل البحر الأحمر، ففي القرن الثالث عشر (التاسع عشر الميلادي) كان ميناء ضباء يستقبل الحجاج عن طريق رصيف صغير مصنوع من الخشب للقطائر الشراعية المسماة (الدهو) لإنزال حمولتها في المرسى الكائن في السقالة بالكراع، وكان يعمل على الخط عدد كبير من هذه القطائر بين مينائي ضباء والسويس بجمهورية مصر العربية الشقيقة، ويعد موقع الكراع حالياً واحداً من أجمل المواقع السياحية بمنطقة تبوك، وتشير المصادر التاريخية والجغرافية القديمة إلى ما يتميز به ميناء ضباء فيصفه الجغرافي أحمد بن عمر العذري الأندلسي بأنه مرسى مأمون للسفن وبه سبعة آبار عذبة، كما وصفه البكري في كتابه (الممالك والمسالك) بأنه مرفأ مأمون للسفن، وذكره الحميري في كتابه (الروض المعطر) بأنه مرفأ مأمون للسفن وبه آبار عذبة وشجر (المقل).
اما ميناء ضباء في العهد السعودي افتتح عام 1415هـ ليكون حلقة ارتباط بين المنطقة الشمالية الغربية للمملكة والاقتصاد العالمي وقد لعب الميناء باعتباره رافداً من روافد التنمية بمنطقة تبوك دوراً هاماً في خدمة المسافرين عن طريق البحر ونقل البضائع وكان له التأثير الإيجابي على اقتصاد المنطقة وزيادة حركة التنمية بها لتمتد بذلك الخدمات التي تقدمها الموانئ السعودية من الساحل إلى الساحل ويكون ميناء ضباء أحد الشواهد الحضارية بالمملكة ويتمتع الميناء بمقومات جغرافية تدعمه في تحقيق دور فعال في الاقتصاد الوطني وتؤهله في خدمة دول الجوار - ومشاركته في استقطاب البضائع المتجهة إلى المنطقة الشمالية ودول مجلس التعاون الخليجي والعراق لتميزه بموقعه الجغرافي حيث يقع بنهاية الساحل الشمالي للبحر الأحمر ويبعد عن مدينة تبوك 210كم غربا ويبعد عن مدينة العقبة الأردنية 296كم. ويعد ميناء ضبا أقرب ميناء سعودي للموانئ المصرية المطلة على البحر الأحمر حيث تبلغ المسافة بينه وبين ميناء شرم الشيخ 62ميلاً بحرياً وميناء الغردقة 96ميلا بحرياً وميناء سفاجا 105ميلا بحريا كما أنه أقرب الموانئ السعودية لقناة السويس حيث تبلغ المسافة بينهما 253ميلا بحريا تقطعها السفن في حوالي 17ساعة بمعدل سرعة تبلغ 12عقدة وبالتالي فهو أقربها لدول حوض البحر الأبيض المتوسط ومنفذها بالمنطقة على خطوط التجارة الدولية.
اضافة إلى أنه أقرب خط لبضائع الترانزيت بين دول الخليج وجمهورية مصر العربية عبر أراضي المملكة حيث يبعد عن الكويت 1560كم ويبعد عن العاصمة العراقية بغداد 1235كم. ويرتبط الميناء برحلات ملاحية منتظمة على مدار العام مع الموانئ المصرية تصل في حالة الذروة إلى 6رحلات خلال (24) ساعة وقد حققت هذه الخطوط الملاحية حركة تجارية نشطة مستمرة في النمو على الرغم من أن الميناء يعتمد على الركاب كنشاط رئيس فيه حيث تم في عام 2006/2005م نقل عدد (1462417) راكب ووصل عدد السفن التي رست بالميناء إلى 1661سفينة إلا أن الميناء استطاع مناولة كميات متزايدة من البضائع العامة ما بين صادرات وواردات وصلت إلى (129.979) طن بزيادة قدرها 3.8% وتم تفريغ 168.970طن من البضائع السائبة بزيادة 20.8% وقد شجع الميناء التجار من دول مجلس التعاون الخليجي بحكم موقعه على استيراد بضائعهم من جمهورية مصر العربية عن طريقه مما ساعد على آزدهار حركة الترانزيت والتي بلغت 101.743طن بزيادة قدرها 63.1% بالاضافة إلى ان أعداد سيارات الركاب بلغت 71390سيارة في عام 2006/2005م وبلغ أعداد الشاحنات 10984شاحنة وبذلك يكون الميناء قد حقق معدلات أداء متميزة في جميع الأنشطة. وقد تم تجهيز الميناء لاستقبال سفن المواشي الحية حيث سبق له تفريق عدد 1.500.000رأس من الماشية وأيضا سفن الاسمنت حيث تم تصدير 238.000طن من الاسمنت خلال عام 1420ه ونظراً لارتفاع مؤشرات الأداء وتحقيقا للهدف الذي انشئ من أجله تواصلت مسيرة التطوير لتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين والركاب فقد سبق للميناء أن مر بمراحل تطويرية منذ انشائه منها تشييد مستودعات أخرى لتخزين البضائع وتعزيز الوحدات البحرية واستكمال سفلتة ساحات البضائع وإنارتها وإنشاء ورشة بحرية لإصلاح القاطرات وإنشاء صالة لكبار الزوار بالاضافة إلى منح المزيد من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص للاستثمار بالموانئ فقد تم تخصيص مواقع الميناء للشركات والمؤسسات السعودية وذلك لإنشاء مشاريع تساعد على توفير الخدمات ومنها محطة محروقات مع كامل خدماتها ومجمع تجاري وفندق ومطعم وسوبر ماركت ومسجد بالإضافة إلى أحد فرع البنوك المحلية.
ومن ضمن المراحل التطويرية تم توسعة صالة الركاب القادمين إلى 1440مترا مربعا حيث تتسع لأكثر من 3000راكب في آن واحد وتم زيادة الطاقة الاستيعابية لمحطة سيارات الركاب حيث تم انشاء عدد 2مظلة اضافية للسيارات القادمة والمغادرة بمساحة 2016متر مربع لكل مظلة واشتملت التوسعة على إنشاء عدد 9مكاتب وعدد 12طاولة خرسانية لتفتيش عفش الركاب وبذلك أصبحت سعة منطقة المغادرة 150سيارة وقادرة على انهاء اجراءات عدد 16سيارة في آن واحد وسعة منطقة القدوم 200سيارة وقادرة على انهاء اجراءات عدد 40سيارة في آن واحد وتم طرح مشروع توسعة صالة المغادرة بمساحة مماثلة لتوسعة صالة القدوم والبالغة 1440متر مربع في منافسة عام بالإضافة إلى طرح مشروع انشاء رصيف متعدد الأغراض بغاطس 15متراً وتجهيزه واستصلاح المنطقة المساندة له وتم طرح أعمال التعميق وحماية الجوانب لحوض الرصيف المزمع انشائه ولقناة الدخول ولحوض الدوران في منافسة عامة والتي ستشمل توسعة حوض الدوران من 500متر وتعميقه من 11مترا إلى 15متراً وتوسعة الممر الملاحي من 95مترا إلى 120متراً وتعميقه من 11مترا إلى 16مترا.
كذلك تم طرح مشروع انشاء محطة معالجة وشبكة للصرف الصحي بالميناء والعمل قائم في تنفيذ مشروع سفلتة ساحات في مواقع مختلفة بالميناء وإنارتها بالاضافة إلى تحديث شبكة الاتصالات وأجهزة المسح الهيدروغرافي في الموانئ وتم إنشاء شبكات حاسب آلي تربط جميع الموانئ والجهاز الرئيسي بالرياض وتم تشغيلها وجاري ربطها مع شبكات مستأجري عقود الإسناء بالموانئ.
وأما المشاريع المخطط تنفيذها فهي إنشاء محطة حاويات بميناء ضباء بنظام (B.O.T) حيث أثبتت جدوى انشاءها بناءً على تقرير الشركة التي تم تكليفها بدراسة جدوى ا نشاء المحطة وإقامة محطة لتزويد السفن بالوقود وانشاء منطقة للإيداع واعادة التصدير وانشاء مستودع تبريد للبضائع داخل الساحة الجمركية وإقامة شركة للمطاحن تستهدف احتياجات السوق المحلية من القمح بها صوامع لتخزين القمح ومطاحن ومستودعات. ومن ضمن المشاريع المخصصة للميناء للعام المالي 1428/1427ه والتي تحت التنفيذ والبالغ تكاليفها أكثر من 11مليون ريال انشاء مجمع الادارة وبرج المراقبة البحرية وتعميق الأرصفة والمداخل وحوض الدوران بالميناء وتوريد قارب اطفاء حريق وانشاء محطة تحلية بالميناء وتغيير شبكة مياه الشرب وتحديث شبكة تصريف الأمطار والصرف الصحي. وقد تم اعتماد مبلغ 20مليون ريال لأعمال جديدة بالميناء لاستصلاح مساحات البضائع العامة والترانزيت وإنارتها وتسويرها بالميناء.
4 ملايين راكب
وعن أداء ميناء ضباء منذ بداية تشغيله وحتى نهاية عام 1423هـ يقول الشريف إن إجمالى ما استقبل من الركاب بلغ 4 ملايين راكب، كما استقبلت 5500 سفينة و222 ألف سيارة، أما البضائع العامة المناولة بالطن فقد بلغت 800 ألف طن، والبضائع السائبة (شعير) فبلغت 574 ألف طن، وبلغت البضائع السائبة المصدرة من الميناء 238 ألف طن أسمنت خلال عام 1420هـ. كما بلغت البضائع الترانزيت من وإلى دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ودول أخرى 300 ألف طن، وبلغ عدد المواشي المفرغة في هذا الميناء مليون ونصف المليون رأس.
أهم الإنجازات
وعن أهم إنجازات الميناء مقارنة بالعام المالي 1422/1423هـ فقد زادت نسبة أعداد السفن بنحو 55%، وعدد الركاب 7.5% وأعداد السيارات 11.4% والشاحنات 10.1% وكميات البضائع المناولة 29.9% وبضائع الترانزيت 6.1% وكميات الحبوب السائبة (شعير) بنسبة 39.1%، كما زادت الإيرادات بنسبة 9.72%.وفيما يتعلق بالتشغيل في محطة الركاب فقد بلغ عدد الركاب 766.719 راكباً بزيادة 7.5% عن العام السابق، وبلغ إجمالى عدد السيارات القادمة والمغادرة 27.978 سيارة بزيادة 11.4%، وبلغت البضائع العامة والسائبة فيما بين صادر ووارد 285.558 طناً بزيادة 29.9% عن العام الماضي.
التدريب
ويوضح الشريف أن المؤسسة العامة للموانئ اعتمدت برنامجاً تدريبياً مكثفاً لمنسوبي الميناء والشركات التابعة له لرفع مستوى الأداء في مركز التدريب بميناء جدة الإسلامي وذلك على أعمال الأمن والسلامة والمسح البحري وإرشاد السفن والتفتيش البحري والشحن والتفريغ وتشغيل المعدات، كما بلغ عدد المتدربين من منسوبي الميناء 28 متدرباً خلال العام 1423/1424هـ، كما تمت إقامة دورة تدريبية بالميناء ودورات بمعهد الإدارة العامة بالرياض وجدة.