الرئيسيةبحث

ضباء

فهرس

مدينة ضبا الشمال

تشرف مدينة "ضباء" على ساحل البحر الأحمر الشرقي وتقع قرب خط طول ( 40-35ْ) ،ودائرة عرض(20-27ْ) "1" أوردها ياقوت"2" في معجمه (( ضبه)) ، وذكرها الجزيري "3"((ضبا)) وأوردها العياشي "4" ((دار أم السلطان))، وذكرها الزيادي "5" ((دار السلطان))وأطلق عليها الحضيكي "6"((بيرالسلطان)) ،ووردت عند النابلسي "7" (( ظبا ،بظم الظاء المعجمة وفتح البائ الموحدة بعدها الف )) هذا المنزل أيضا بمرزوق الكفافي "8"

سبب التسمية

والواقع أن كل المسميات السابقة كلها تعنى المنزل الذي كان ينزله الحاج المصري ،وهو الآن مدينة كبيرة تعرف بمدينة "ضبا" ،وهذة المدينة تقع عى تلال رميلية متحجرة ، وال الشرق من هذه التلال واديان صغيران يطلق على أحدهما وادي "سلمى" وعلى الأخر وادي "كفافة"وقد حفر بعض الأمراء والسلاطين الآبار في هذة المنزلة لسقيا الحاج المصري. والجدير ذكره أن الجزيري –الذي كتب خلاصة خمسين رحلة للحج –يذكر( وأما دار السلطان فستجدة من توجه الأشراف قايتباى إلى الحجاز) وفي هذ هذا دلالة على أن هذه المنزلة لم تتخذ الا حين نزلها السلطان الأشرف "قايتباى " ولهذا سميت بـ"دار السلطان" كماسلف تاريخ بناء قلعة ضبا يرجع أنشاء البناء الحالي لقلعة "ضبا" إلى سنة 1352هـ (1933)م كما هو مدون على اللوحة الحجرية المثبتة أعلى بوابة المدخل ويذكر الشيخ الشريف احمد بن فيصل بن عون الهجاري"9"، أن البنائين الذين قاموا ببناء قلعة "ضباء" كانوا من سكان "ينبع" وكانوا عشرين بنّاء على رأسهم "محمد أبو قرمبش"كما شارك بعض البنائين من مدينة" الوجه" ، كان المشرف على تنفيذ البناء "أحمد الحجيري " ويضيف الشيخ الهجاري بأن الأحجار التي بنيت بها قلعة " ضبا" جلب بعضها من قلعة "المويلح"""10" عن طريق البحر ، والبعض الأخر جلب من جزيرة برقان "11" الموازية لساحل "الخريبة" "12" ، كما أستخدم أيضا الحجر الناتج من هدم "برج" ضباء" الذي بني في العصر العثماني. ويذكر الشيخ الهجاري ، أن القلعة كانت مركز الحكم في "ضبا" ثم أتخذتها أدارة الدفاع مقرا لها سنة 1371هـ (1951)م ، ثم إدارة الشرطة سنة 1385هـ (1965) م ، وهذه الأدارت عملت بعض الإضافات في القلعة ، حيث أضافت ظلة أمام مجموعة الحجرات الواقعة على سار الداخل إلى فناء القلعة في الضلع الشرقي ، والظلة عبارة عن بروز في سقف حجرات الضلع الشرقي على شكل مسطح ، وترتكز الظلة على دعاما ت مربعة ، كما أضافت إدارة الشرطة سنة 1385هـ ظلة أخرى أمام بعض حجرات الضلع الجنوبي مثل الظلة الأولى ، واضافت حجرتين توازيان الحجرة التي ترتكز على السور الجنوبي ، كما قامت بسد مدخل البرج الجنوبي الشرقي ثم أتخذت إدارة "خفر السواحل " "قلعة ضبا" مقرا لها ، والقلعة الآن مهجورة حيث قامت الحكومة السعودية بأنشاء مبان خاصة ومنفردة لكل من الأمارة والشرطة وخفر السواحل وغيرها من الأدارات التي تقوم بخدمة مدينة"ضبا" ، شأنها شأن بقية مدن وقرى المملكة العربية السعودية .

وتحتفظ سجلات محكمة "ضبا" "13" بحجة أستحكام القلعى التي تثبت ملكيتها للدولة مؤرخة 15 ربيع الثاني سنة 1368هـ (1948)م المبنى العثماني الزائل كان يقوم على الربوة التي أنشئت عليها قلعة "ضباء" القائمة حاليا"برج ضبا" الذي يرجع انشاءه إلى العصر العثماني "14" وحول تحديد المكان الذي كان يقوم فيه هذا البرج ، يذكر الأستاذ"حسن أمين بديوي""15" أن جزءا من الأراض التي كان يقوم عليها البرج ضمن منشآت قلعة "ضبا" القائنة حاليا من ناحية سورها الغربي وكان البرج العثماني في محطة "ضبا" يتبع قلعة" المويلح" اداريا وكان يتسلم عهدة لمن يتولى إدارة قلعة "المويلح" ثم أصبح برج "ضبا" مقرا لنائب ملك العرب "16" ، وأنشئ في "ضبا" إدارة للشرطة ومديرية"17". وتصف احدى الوثائق "18" برج "ضبا" حيث تفيد بأنه كان مبنى يتكون من فناء بسور وثلاث حجرات في الطابق الأرضي /كانت تستخدم لأقامة الجنود ، أما الطابق العلوي فيتكون من غرفة واحدة كانت معدة لأقامة رئيس الجند " البلوكباشي " أما عن اسلوب تسقيف البرج ،فتفيد الوثيقة السابقة أن حجرات البرج كانت مسقفة بسقف مسطح ، واستخدم في تسقيفها عرقا من الخشب . وبناء البرج على طرف الربوة الغربي يعني أنة كان يشرف على ساحل البحر الأحمر ،ومن ناحية أخرى تفيد الوثيقة نفسها أن البرج كانت به مدافع ، لذا يمكن الأستنتاج بأن سور البرج كانت به فتحات للمدافع لصد أي عدوان على ساحل "ضبا" الجدير ذكره أن هذا البرج كان قائما اثناء دخول الجيش السعودي مدينة "ضبا"بقيادة "محمد بن عبدالله بن عقيل " الذي تسلم البرج بما فيه من أسلحة وعتاد من "أحمد ابوطقيقه" شيخ الطقيقات " "19" وأستخدم هذا البرج لأقامة الحكومة السعوديةفي مدينة "ضبا" حيث يذكر الشيخ الهجاري أن البرج كان يحتوي علىغرفة في الطابق العلوى أستخدمت مقرا للأمارة ،ووحجرتين في الطابق الأرضي أستخدمت أحداهما مقرا للمالية والشرطة والأخرى لمحكمة "ضبا" واستمر الحال كذلك حتى بنيت قلعة "ضبا" سنة 1352هـ (1933) م

المبنى السعودي القائم

يميل تخطيط قلعة"ضبا" الحالي إلى الأستطاله ، وأطوال القلعة من الخارج على التوالي، الضلع الشري (68.40م) ،والشمالي( 45.40م)، والغربي (67م)، والجنوبي (45.20م) ، وفي كل ركن من اركان القلعة الأربعة برج على هيئة ثلاثة أرباع الدائرة ،وترتكز حجرات القلعة على أسوارها من الداخل . ويقع مدخل القلعة في الضلع الشرقي ويميل قليلا جهة البرج الشمالي الشرقي ، ويتسع بمقدار (3.20م) ، عقد بعقد نصف دائرى ، ركب عليه باب خشبي ومصراعان. وتفضي البوابة إلى دهليز مستطيل مساحتة( 7.70م في 4.60م)، سقف بسقف مسطح ،ويفتح مباشرة على فناء القلعة ، وفي دهليز القلعة ثلاث حجرات ، أثنتان متماثلتان على يمين الداخل ، مساحة الواحدة منها (4م في 4,80م) ، وسقف بسقف مسطح ،والحجرتان ليست لهما نوافذ ولكل منهما باب خشبي . ويلاصق هاتين الحجرتين السلم الصاعد إلى سطح القلعة وممر السور ويتكون هذا السلم من ثلاثة صفوف من الدرج وعرض السلم (1.80م)، والصف الأول به (13) درجة ، أما الصفان الثاني والثالث به(5) درجات وترتفع كل درجة (25سم). أما الحجرة الثالثة التى تفتح على دهليز القلعة ، فتقع على يسار الداخل ومساحتها (5.40م في 3.8م)، وسقف بسقف مسطح ،وبابها يتوسط جدارها الشمالي ويتسع بمقدار (1.40م) ، ولها نافذة أتساعها (1م) تطل على الدهليز . وتلاصق الحجرة السابقة حجرة ثانية مساحتها ( 6.40 م في3.80م) ، سقفت بسقف مسطح ، وبابها في جدارها الشمالي بمقدار (1.30م)، وله نافذتان اتساع الواحدة منها (1م) ، الأولى في الجدار الشمالي بجوار الباب ،والثانية في الجدار الغربي وتطل على فناء القلعة . وخلف الحجرة التى تقع على يسار الداخل إلى دهليز القلعة ، أربع حجرات متشابهة ، سقفت بسقف مسطح ، تبلغ مساحة الواحدة منها (6.20م في 4م ) ، ولكل واحدة منها باب في منتصف جدارها الشرقي يفتح على فناء القلعة باتساع (1م)وعلى جانبي الباب نافذتان تطلان على فناء القلعة ايضا اتساع الواحدة منها (1)م . وأمام الأربع حجرات السابق وصفها بنيت أربع دعامات – أضيفت سنة 1385هـ حين كانت القلعة مقرا لأدارة شرطة ضبا – لحمل الظلة التي ترتكز على أطراف الحجرات الأربع العليا من جهة ،وعلى الدعامات الأربع من جهة أخرى . وبعد هذه الحجرات نصل إلى مدخل البرج الجنوبي الشرقي ، ويتسع بمقدار ( 2.30م) ، والرحبة التي أمام مدخل البرج الجنوبي الشرقي مساحتها ( 7.50م في 4م )، سدت سنة 1385هـ نظرا لأن البرج الجنوبي شاهق الأرتفاع ويمثل خطورة ، فبني عليه جدار ،وأستخدمت حجرة جديدة سنة 1385هـ تخرج عن مستوى حجرات الضلع الجنوبي . ويحتوي الضلع الجنوبي على خمس حجرات أثنتان منها متشابهتان جهة البرج الجنوبي الشرقي ، ومساحةالواحدة منها ( 2.60م في 80 سم ) ، سقفت بسقف مسطح ،وليس لها نوافذ وتلاصقها حجرة كبيرة مساحتها ( 11.90م في 4م) ، سقفها مسطح، وتفتح هذة الحجرة على فناء القلعة بباب اتساعة ( 1.30م) ، كما تطل على فناء القلعة نافذتان عرض الواحدة منها (1م) ، كما تفتح هذه الحجرة في جدارها الغربي على حجرة أخرى مساحتها (5م في 4م) بجواره نافذة عرضها (1م) . وتلاصق الحجرة السابقة حجرة ثانية مساحتها ( 4م في 5م ) ، سقها مسطح ولها باب يفتح على فناء القلعة بأتساع (1م) ، ونافذة عرضها(1م) تطل على فناء القلعة. وأمام الحجرة الكبيرة والحجرتين الصغيرتين أستحدثت سنة 1385هـ الظاة التي ترتكز على ثلاث دعامات مربعة (80سم في 80سم )، ثم نصل بعد ذلك إلى مدخل البرج الجنوبي الغربي وعرضه (3.80م) . أما مجموعة حجرات الضلع الغربي ، فأولها ثلاث حمامات متجاورة ، مساحتهة الواحد منها ( 1.40م في 1.90م ) ، سقفها مسطح ، وأتساع باب الواحد (60سم) ركب عليه باب خشبي . وتلاصق هذة الحمامات أربع حجرات ترتكز على سور الضلع الغربي من الداخل ، مساحة الواحدة منها (5م في 4.40 م) ، وسقفت كل واحد منها بسقف مسطح متهدم حاليا وكل حجرة منها لها باب يتسع بمقدار (1.30م) ، ويفتح على فناء القلعة ، ونافذة عرضها (80سم) تطل على فناء القلعة ايضا. وتلاصق الحجرات الأربع حجرة صغيرة مساحتها ( 1.30م في 5م )، بعدها السلم الذي يصعد به إلى ممر السور ، عرضه (1.30م) ويتكون من (13) درجة ، ويتفرع من السلم صفان من الدرج في نهاية العليا وكل صف يتكون من ثلاث درجات . وبعد السلم حجرة صغيرة مساحتها ( 1.30م في 5م ) سقف تلثها بسقف مسطح ، وبعد ذلك مساحة خالية ثم فتح في جدار السور باب خلفي للقلعة سنة 1385هـ (1965م) ليسمح بدخول سيارات الشرطة إلى فناء القلعة ، وعرض البوابة الحالى (3.60م) ،ولكن يضهر من الجدار ان أنه كان أقل أتساعاً. بعد المدخل ثلاث حجرات متجاورة ، مساحة الأولى (3م في 4.30م) وكل واحدة منها لها باب يفتح على فناء القلعة باتساع (80سم) ونافذة تطل على فناء القلعة باتساع (60سم) ، وسقفت كل حجرة منها بسقف مسطح متهدم حاليا ، ثم نصل إلى مدخل البرج الشمالي الغربي ويتسع بمقدار (3.60م) . وبعد مدخل البرج الشمالي الغربي مسافة خالية طولها ( 4.80م)، يقع بعدها مسجد القلعة ومساحته ( 19.80م في 7.20م) ، ويقع مدخل المسجد في ركنه الجنوبي الشرقي ويتسع بمقدار ( 1.40م) تجاورة نافذة تتسع بمقدار (1.20م) ، يبرز محراب المسجد من الخارج على مستوى الجدار الجنوبي بمقدار (2م) ، على هيئة نصف دائرية ، وتتوزع اربع دعامات مربعة (80سم في 80سم) داخل المسجد لحمل سقفه المسطح المتهدم حاليا وبجوار المسجد حجرة ترتكز على جدار الضلع الشمالي للقلعة مساحتها (5م في 3.30م) ، وبابها في ضلعها الجنوبي يتسع بمقدار (1م) وبجوار الباب نافذة عرضها (1م) ايضا ، بعدها مسافة خالية طولها (4م) . ثم نصل إلى مدخل البرج الشمالي الشرقي ، ويتسع بمقدار (3.40م) وبعد مدخل البرج الشمالي الشرقي حمامان متجاوران يرتكزان على سور القلعة الشرقي ، مساحة الأول من جهة البرج ( 2م في 1.40م) والثاني ( 1.80م في 1.40م) ، وبجورا هذا الحمام حجرة مساحتها ( 6.20م في 3م) ، يتوسط بابها جدارها الغربي ويتسع بمقدار(1م)، وعلى جانبي الباب نافذتان ، عرض الواحدة منها (1م) ، وترتكز هذة الحجرة في جدارها الجنوبي على الحجرات التي على يمين الداخل في دهليز القلعة . أبراج قلعة ضبا سبق القول بأن تخطيط قلعة ضبا يحتوى على برج في كل ركن من أركان القلعة الأربعة ، وهذه الأبراج الأربعة متشابهة في شكلها الخارجي فهي على هيئة ثلاثة أرباع الدائرة ، كما تتشايه في أن كلا منها يتكون من طابق واحد أرضي مدخله من فناء القلعة ، كماتتشابه في سمك جدرانها حيث يبلغ سمك الجدران(( متر مربع )) وتختلف الأبراج عن بعضها من ناحية عدد فتحات المدافع وأشكالها فالبرج الشمالي الشرقس به أربع فتحات للمدافع ، الفتحة الأولى من ناحية السور الشرقي تتسع بمقدار (60سم)، وتأخذ في الأتساع إلى الخارج حتى يصل عرضها إلى (80) سم ، والفتحة الثانية تتسع من الداخل بمقدار (1.10م) ، وتضيق نحو الخارج تصل إلى (70سم) تجاورها فتح ثالثة بنفس المقاييس ، تليها فتحة رابعة تتسع من الداخل بمقدار (80سم) وتتسع نحو الخارج حتى تصل إلى (1.60م) ،ويرتفع البرج الشمالي الشرقي من أرضية الربوة (6.80م) . أما البرج الشمالي الغربي فقد فتحت في جداره الساتر - المتهدم معظمه حاليا- ثلاث فتحات للمدافع متساوية المقاييس ، تتسع من الداخل بمقدار (70سم) وتأخذ في الأتساع نحو الخارج حتى تصل إلى (1.40م) ، ويرتفع البرج الشمالي الغربي عن أرضية الربوة بمقدار (3.80م) ، وفتحت في البرج الجنوبي الغربي ثلاث فتحات للمدافع ، الأولى من ناحية السور الغربي تتسع من الداخل بمقدار (1م) وتضيق كلما اتجهت نحو الخارج حتى تصل إلى (80سم) ، وبجوارها فتحة ثانية تتسع بمقدار (1.60م) وتضيق نحو الخارج حتى تصل إلى (90سم) / أما الفتحة الثالثة فتضيق من الداخل بمقدار (80سم) وتتسع من الخارج (1،60م) . أما البرج الجنوبي الشرقي ، فيختلف في شكلة الخارجي عن بيقة الأبراج ، فالمداميك المكونة لبدن البرج من الخارج تأخذ في الضيق من قاعدة البرج حتى يصل نصف قطر البرج من الداخل إلى (1.50م) ، وفي الجدار الساتر لهذا البرج ثلاث فتحات للمدافع ، تضيق من الداخل وتتسع من الخارج ، ويرتفع هذا البرج عن أرضية الربوة بمقدار (8.60م ) ، وهذا الأرتفاع نتيجة اختلاف مستويات الأرض . صهريج قلعة ضبا يقع في الركن الجنوبي من فناء القلعة ، ويرتفع عن الأرض بمقدار (1م)ومساحتة(4م في 2 م) وعمقة (5م) ، ويظهر أنه يملاْ عن طريق السقاء

ويضيف الاستاذ محمد القصير وهو مؤرخ في مدينة ضبافي احدى ردوده في منتدى المويلح عن القلعة: ارادت الحكومة السعودية ان تجعل القلعة تطل على الجهات الاربع على مدينة ضباء فكانت بجوراها ارض مللك السيد شاكر بن السيد عبدالرحمن الحلو فاخذت الدولة منه الارض وعوضت بدلامنها ويضيف يقول من قام بانشاء القلعة هناك اناس ضلموا في تاريخ هذه القلعة منهم أشهر معلمي البناء في زمانه السيد محمد بن شاكر الشريف حيث أول شخص اضيف اليه مهنته مهندس في مدينة ضباءوهو لم يدرس حرفا واحد عن الهندسة يقولها ضاحكا .

ميناء ضباء

يعتبر ميناء ضباء في المنطقة الشمالية الغربية للمملكة من أحدث الموانئ

التي أقامتها المؤسسة العامة للموانئ لينضم إلى منظومة الموانئ السعودية التي تغطي كافة سواحل المملكة، وقد بلغت تكلفة إنشائه 160 مليون ريال وكان افتتاحه في الخامس من شهر جمادى الآخرة عام 1415هـ تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك.

"عالم السعودية"

التقت الربان محمد بن أحمد مرعي الشريف مدير عام ميناء ضباء لإلقاء الضوء على الميناء وأبرز مشروعات ومراحل تطويره.

ما قبل الإسلام

يقول الشريف:

في البداية أحب أن أوضح أن لميناء ضباء بعدا تاريخيا وحضاريا من حيث علاقته بالمنطقة المحيطة به على مر العصور، وكان له دور في دعم الحركة الاقتصادية في المنطقة الشمالية الغربية، كما يعد واحداً من أقدم الموانئ على ساحل البحر الأحمر، ففي القرن الثالث عشر (التاسع عشر الميلادي) كان ميناء ضباء يستقبل الحجاج عن طريق رصيف صغير مصنوع من الخشب للقطائر الشراعية المسماة (الدهو) لإنزال حمولتها في المرسى الكائن في السقالة بالكراع، وكان يعمل على الخط عدد كبير من هذه القطائر بين مينائي ضباء والسويس بجمهورية مصر العربية الشقيقة، ويعد موقع الكراع حالياً واحداً من أجمل المواقع السياحية بمنطقة تبوك، وتشير المصادر التاريخية والجغرافية القديمة إلى ما يتميز به ميناء ضباء فيصفه الجغرافي أحمد بن عمر العذري الأندلسي بأنه مرسى مأمون للسفن وبه سبعة آبار عذبة، كما وصفه البكري في كتابه (الممالك والمسالك) بأنه مرفأ مأمون للسفن، وذكره الحميري في كتابه (الروض المعطر) بأنه مرفأ مأمون للسفن وبه آبار عذبة وشجر (المقل).

واستطرد الشريف قائلاً: أما الآن فيعتبر ميناء ضباء أحدث الموانئ السعودية، وجاءت فكرة إنشائه واختيار موقعه في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله في إطار السياسة الحكيمة وإدراكاً منها بأن الموانئ رافد من روافد التنمية وحلقة ارتباط بين الاقتصاد الوطني بمختلف قنواته وأنشطته والاقتصاد العالمي، ولحاجة المنطقة الشمالية الغربية من المملكة لميناء يربطها بالعالم الخارجي ويسهل على المستثمرين نقل بضائعهم ويخدم حركة المسافرين عن طريق البحر، وقامت المؤسسة العامة للموانئ بدراسات فنية وجدوى اقتصادية في منطقة تبوك لإنشاء ميناء فيها، وأسفرت نتائج تلك الدراسات عن حاجة المنطقة الماسة لميناء، فكان موقع ميناء ضباء الذي له بحكم الموقع تأثير إيجابي على اقتصاد المنطقة وزيادة حركة التنمية بها لتمتد بذلك الخدمات التي تقدمها الموانئ السعودية من الساحل إلى الساحل وليكون ميناء ضباء أحد الشواهد الحضارية في مملكتنا الحبيبة.


الموقع الجغرافي للميناء

ويوضح مدير عام ميناء ضباء أن الموقع الجغرافي للميناء يقع في نهاية الساحل الشمالي للبحر الأحمر على بعد 120 كيلو مترات عن تبوك غرباً و27 كيلو متراً عن محافظة ضباء شمالاً، كما أنه محمي طبيعياً بالجبال من ثلاث جهات وهو أقرب الموانئ السعودية لقناة السويس وبالتالي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط ومنفذها بالمنطقة على خطوط التجارة الدولية، فتبلغ المسافة بين ميناء ضباء وقناة السويس 253 ميلاً بحرياً تقطعها السفن في حوالى 17 ساعة وبمعدل سرعة يبلغ 21 عقدة، كما تبلغ المسافة بينه وبين ميناء شرم الشيخ 62 ميلاً بحرياً تقطعها السفن بزمن قدره ساعتان، ويبعد عن ميناء الغردقة بمسافة 93 ميلاً بحرياً تقطعها السفن بزمن يقدر بحوالى 3 ساعات، أما ميناء سفاجا فيبعد عن ميناء ضباء 97 ميلاً بحرياً مما يجعله أقرب خط لبضائع الترانزيت بين دول الخليج العربي وجمهورية مصر العربية عبر أراضي المملكة.


ثلاثة أرصفة

ويبلغ عدد الأرصفة بالميناء ثلاثة أرصفة بطول 600 متر وعمق 10 أمتار ونصف المتر، وهي رصيف خدمات الوحدات البحرية (حرس الحدود) بطول 70 متراً وعمق 7 أمتار، ورصيف الصيادين بطول 90 متراً وعمق 7 أمتار، وطول القناة الملاحية 1482 متراً وقطر الدوران 500 متر.

كما يقوم الميناء باستقبال ومغادرة السفن على مدار الساعة حيث تستخدم هذه الأرصفة للركاب والبضائع العامة والسائبة والمبردة والمواشي الحية.

الخطوط الملاحية

وحول الخطوط الملاحية يقول الربان محمد الشريف بأن الميناء يرتبط برحلات ملاحية منتظمة على مدار العام مع الموانئ المصرية تصل في حالة الذروة إلى 6 رحلات خلال 24 ساعة، ويزيد عدد الركاب خلال العام عن 750 ألف راكب، بالإضافة إلى البضائع العامة الواردة والصادرة وبضائع الترانزيت.

التشغيل والصيانة

وعن تشغيل ميناء ضباء وما واكبه من دعم واهتمام من قيادتنا الرشيدة يقول الشريف: بعد أن قامت المؤسسة العامة للموانئ بتوفير جميع التجهيزات لتشغيل الميناء وبدأ استقبال السفن عام 1415هـ وتزايدت أعداد السفن والبضائع والركاب عاماً بعد عام، وتتويجاً لجهود المؤسسة، صدر الأمر السامي الكريم رقم 7/ب/16941 وتاريخ 6/11/1417هـ بإسناد جميع أعمال التشغيل والصيانة وإدارة الأرصفة والمعدات للقطاع الخاص للمساهمة في استكمال منظومة التنمية، وخصص الميناء عام 1421هـ لتشغيل وصيانة التجهيزات البحرية وخدمات محطة البضائع والركاب.


مراحل التطوير

وعن مراحل التطوير يقول مدير عام ميناء ضباء: نظراً لارتفاع مؤشرات الأداء وتحقيقاً للهدف الذي أنشئ الميناء من أجله كرافد من روافد التنمية، تواصلت مسيرة التطوير لتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين والركاب، فقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظه الله بوضع حجر الأساس لمشروع تطوير الميناء بتاريخ 25/1/1419هـ، واشتملت مراحل تطويره على عدة مراحل، ففي المرحلة الأولى ساحة تخزين مكشوفة بمساحة 130 ألف متر مربع، وتشييد مستودع لتخزين البضائع بمساحة 6 آلاف متر مربع، وتعزيز الوحدات البحرية بقاطرة قوة 2000 حصان وقارب إرشاد سريع، وسفلتة ساحة المعاينة والأعمال التكميلية لصالة سيارات الركاب لتسهيل إجراءات القدوم والمغادرة، وإنشاء صالة لكبار الزوار وتوسعة صالات الركاب.

وفي المرحلة الثانية تم إنشاء ورشة بحرية بمساحة 120 متراً مربعاً لإصلاح الوحدات البحرية، وسفلتة ساحات بضائع الترانزيت وموقع بضائع التبريد وساحات مواقف السيارات مع إنارتها، إضافة إلى أن هناك مشاريع مستقبلية أخرى كأنشاء رصيف تجاري لاستقبال السفن ذات الحمولات والأحجام المختلفة وإنشاء برج لمراقبة السفن التي ترد للميناء والخدمات الأخرى المساندة من القطاع الخاص كإنشاء محلات تجارية وفندق وبنك ومحطة محروقات ومكتب اتصالات.


المرجع

منتدى المويلح