ميغيل دي ثيربانتِس سابيدرا (Miguel de Cervantes Saavedra) عاش (القلعة 1547م- مدريد 1616م) هو كاتب أسباني. اشتهر بروايته "دون كيشوت دي لامانشا" أو (دون كيخوتى) (1605-1615م)، وهي شخصية مغامرة حالمة تصدر عنها قرارات لاعقلانية. تركت حياة "ثيربانتِس" الحافلة بالأحداث أثرا بليغا في أعماقه، وتجلى ذلك في طغيان روح السخرية والدعابة على أعماله. يُعتبر من بين أشهر الشخصيات الإسبانية في العالم، وقد كرمته بلاده فوضعت صورته على قطعة الـ50 سنتا الجديدة.
واحد من أبرز الأدباء الإسبان في القرن السابع عشر الميلادي، ولد عام 1547 في قرطبة (إسبانيا) وهو ابن لصيدلي جراح فقير الحال أمضى طفولته متنقلاً هنا وهناك في إسبانيا.
كان يكتب الشعر في تلك الفترة، وكتب قائلاً أن (هناك طريقين يقودان إلى الثروة والمجد أحداهما طريق العلم والآخر طريق السلاح) لم يكن قد اقترب من أي منهما وهو في الثالثة والثلاثين وكان قبل ذلك أشد املاقاً.
كانت حياته حافلة بالأحداث والمغامرات، فقد شارك في معركة "ليبنتي" البحرية ضد العثمانيين، وفقد على أثرها إحدى ذراعيه، فلقِب بـ"أكتع ليبنتي". إلا أن ذلك لم يكن ليثني عزمه عن المغامرة من جديد، غير أن حظه العاثر قاده إلى الأسر في احدى تحرشات الأسطول الاسباني على مدينة الجزائر بعد أن تم القبض عليه في ضواحي المدينة من طرف جنود سلطان الجزائر، أمضى خمسة أعوام في سجون مدينة الجزائر، لم يخرج منها إلا بعد أن تم دفع فديته.
كان يعيل ابنة غير شرعية وزوجته وأمه وعمته وعندما كان ينتظر يحدوه الأمل بالنجاح، لذا فقد استقر رأيه على بدء مهنة أدبية، شعره غير موح ومسرحياته فاشلة رومانسيه الريفية، أطلق سراحه بعد أن دفع أهله فدية باهظة ثم عاد إلى إسبانيا واعتزل عام 1582 م الجيش بعد اشتراكه في القتال بالبرتغال.
بعد عودته إلى إسبانيا عام 1584 م تزوج من "كاتالينا دي سالازار" وأمضى بعضا من الوقت في منطقة "لامانشا" موطن زوجته، كانت حياته شاقة وصعبة بحيث أن الديون أثقلت كاهله مما اضطره إلى الإستدانة طيلة الوقت وسجن أكثر من مرة لعجزه عن تسديد ديونه.
نشر أول رواية خيالية تدور حول حياة الرعاة عام 1585 م مكتوبة بالشعر والنثر أسماها (لاجالاتيا) كتب بين عامي 1585 - 1588 أكثر من عشرين مسرحية لم يبق منها سوى مسرحيتين، كما ألف كثيراً من الشعر.
اختار بداية من عام 1587 م الإستقرار في إشبيلية، كان ذلك أثناء توليه مهمة الإشراف على تموين الأسطول الإسباني (الأرمادا) ثم كان أن أفلس البنك الذي كان يضع فيه الودائع المالية عام 1597 م، فوضع "سيرفانتس" في السجن مجددا، واستلهم أثناء فترة سجنه شخصية دون كيشوت دي لامانتشا
اختار بداية من عام 1587 م الإستقرار في إشبيلية، كان ذلك أثناء توليه مهمة الإشراف على تموين الأسطول الإسباني (الأرمادا)فشغل وظيفة مأمور في الحرب الإسبانية (الأرمادا) ليدفع الديون التي أثقلت كاهله لكن إسبانيا هزمت عام 1588 م مما أوقع سرفانتس في اضطراب كبير حيث كان قد أودع نقوده عند أحد الصيارفة المفلسين أودع بعدها السجن عند اكتشاف العجز في حساباته.
غادر السجن عام 1603 م عندما كان يكتب روايته (دون كيشوت) واحتجزته الشرطة ثانية عام 1605 م وهي (السنة التي نشر فيها) الجزء الأول.
نشر عام 1605 م. الجزء الأول من رواية (العبقري النبيل دون كيشوت دي لامانتشا) وتلفظ أحياناً (دون كيخوتة) أما الجزء الثاني فلم يظهر سوى عام 1615 م وهي أروع الكتب في الأدب العالمي وكثيراً مايقارن في حياته الواقعية ببطله الخيالي.
قبيل ظهور الجزء الثاني عام 1615 م كان قد أصدر أعمالاً أدبية قليلة الأهمية منها (روايات القدرة) عام 1613 م التي تتكون من إثنتي عشرة مغامرة رومانسية مبنية على خلفية واقعية وتعد من أمثلة مختلفة للسلوك الذي يجب تجنبه، ثم تبعها برواية ثانية بعنوان (الرحلة إلى بارناسوس) عام 1614 وأعقبها براجعة ساخرة للشعراء المعاصرين تتسم بالواقعية وسرعة الأداء.
قضى معظم حياته في العصر الذهبي في إسبانيا عندما كانت سفنها غنية ويتكلم المثقفون لغتها وأدبها معروف في أنحاء أوروبا لكنه لم يذق طعم الإزدهار والرخاء وتوفي في 23 نيسان 1616 م مات فقيراً معدماً ولم يتذوق طعم الشهرة التي نالها بعدئذ.