الرئيسيةبحث

دون كيخوتى

دون  كيخوتي  العمل الأصلي الجزء الاول في 1605
دون كيخوتي العمل الأصلي الجزء الاول في 1605

دون كيخوتى دي لامانتشا (دون كيشوت) هي رواية مكتوبة مبكره للمؤلف الاسباني ميغيل دي سرفانتس سافيدرا. اوجد سرفانتس المنشأ الروائي لقصة دون كيخوتي استنادا إلى مخطوطة من اختراع مؤرخ مغاربي ، كان العمل في مجلدين : الاول في 1605 ، والثاني في 1614 .

نشر عام 1605 م. الجزء الأول من رواية (العبقري النبيل دون كيشوت دي لامانتشا) وتلفظ أحياناً (دون كيخوتة) أما الجزء الثاني فلم يظهر سوى عام 1615 م وهي أروع الكتب في الأدب العالمي وكثيراً مايقارن سيرفانتس في حياته الواقعية ببطله الخيالي.

فهرس

تأثير الرواية

عندما اصدر ميجيل دى سيرفانتس (1547- 1616م) روايته هذا عام 1605م لم يكن معروفا في الاوساط الادبية ولم يكن أحد يتوقع له هذا النجاح الساحق، بل كان مجرد جندي متقاعد يعاني من الضيق المادي وله بعض المحاولات غير الناضجة في كتابة التمثيليات والروايات والنقد الادبي[1]. رواية دون كاشيوت هي العمل الاكثر تأثيرا من الادب الاسباني في العصر الذهبي وربما الادب الاسباني بأسره مؤسسا لاعمال الغرب الحديثة في الأدب ، و هي الأكثر رواجا من اعمال الادب غير الديني وغير السياسي في كل الاوقات. رواية دون كيخوتة هي الأكثر شعبية في التاريخ و نالت هذه الرواية الزاخرة بأعمال البطولة مرتبة أفضل رواية من بين روايات أفضل " مئة كاتب في العالم"[2].

الرواية

التماثيل البرونزية في  مكان ميلاد سرفانتس متاحف -- الكالا دي ايناريس  دون  كيخوتي و سانشو بانزا
التماثيل البرونزية في مكان ميلاد سرفانتس متاحف -- الكالا دي ايناريس دون كيخوتي و سانشو بانزا

دون كيخوتى هو رجل نحيف طويل قد ناهز الخمسين - بورجوازي متوسط الحال يعيش في احدى قرى اسبانيا في إقليم لامانشا الإسباني ابان القرن السادس عشر لم يتزوج من كثرة قراءاته في كتب الفروسية كاد يفقد عقله وينقطع ما بينه وبين الحياة الواقعية ثم يبلغ به الهوس حدا يجعله بفكر في ان يعيد دور الفرسان الجوالين وذلك بمحاكاتهم والسير على نهجهم حين يضربون في الارض ويخرجون لكي ينشروا العدل وينصروا الضعفاء، ويدافعوا عن الأرامل واليتامى والمساكين. فأعد عدته للخروج بان استخرج من ركن خفى بمنزله سلاحا قديما متآكلا خلفه له آباؤه فأصلح من امره ما استطاع، واضفى على نفسه درعا، ولبس خوذة وحمل رمحا وسيفا وركب حصانا اعجف هزيلا[1].

يروي المؤلف في كتابه هذا ما حدث لنبيل كان يعيش في إقليم لامانشا الإسباني، ولا يملك سوى درع ورمح وفرس. إلا أن هذا لم يمنعه من أن ينصب نفسه فارسا متجولا برفقة فلاح بسيط من جيرانه يدعى سانشو بانزا، معتقدا أن من واجبه محاربة الظلم والظلام في كافة بقاع الأرض. كان سانشو بانزا ضخم الجثة بعكس صاحبه دون كيخوتي الطويل الهزيل، وتنشأ المفارقات المضحكة ابتداء بمنظر الرجلين ثم تستمر على طوال هذه الرواية الكوميدية ذات الأسلوب الجميل والخفيف.[3]

شخصية دون كيخوته من النماذج الانسانية العليا وهي شخصية مغامرة حالمة تصدر عنها قرارات لاعقلانية، اما رفيقه سنشوينثا فيمثل بدن الانسان، هذا الرفيق الاصيل للروح.[4].

حديث دون كيخوتى مع سانشو، المؤمن بالفروسية والخادم الشكاك، من أكثر الحوارات سحراً في الأدب .جزأي دون كيخوتة اشبه بالنظرية وعكسها. فنرى دون كيخوتة في الجزء الأول من الرواية كمبدع فانتازي حقيقي أُتخم من قراءة نصوصٍ قديمة عفنة، فينطلق ليسن قوانين الفروسية من جديد ، ليدافع عن العدالة والحب في عالم آثم. يقاتل طواحين الهواء، النعاج وبنات صاحب الخان. ويقول كارلوس فوينتز، في مقالته العظيمة عن دون كيخوتة، " إنها فن يُحيي ما قتله التاريخ."

أما الجزء الثاني من الرواية فيقطع العرى مع الماضي. ونجد كيخوتى، الذي جلد سانشو قبل قليل لاعتقاده أن معلمه لا يعرف أن دولوسينيا ليست فائقة الجمال. إنه يعرف أنها مجرّد فتاة قروية سوقية، لكنها أنبل من أن تبقى كذلك، ينادي على سانشو: " تعال، يكفي أن أراها أنا جميلة وشريفة... لقد رسمتها في مخيلتي كما أريدها أن تكون." إننا لا نعرف هنا من يسخر من من، ومن نحن لنشرّع الفرق بين الحلم والحقيقة؟ إننا الممثلون والجمهور معا في تمثيلية تحزيرية.

هنا ينقض دون كيخوتى على عرض دمى متحركة ويقطع رأس الجنود-الدمى، ليمنعهم من اعتقال عاشق وأميرته وهما هاربان معا إلى أحضان الحرية. ثم يعوّض بعدئذٍ صاحب الدمى بسخاء لقاء "دين الشرف" هذا. في الفصل الأخير نرى التركيب النهائي:

يتبرأ دون كيخوتة المحتضر من " أشباح الجهل السوداء" التي جاءته من القراءة " من كتبي البغيضة عن الفروسية". ويندم على شيء واحد فقط وهو عدم امتلاكه الوقت الكافي لقراءة " كتب أخرى يمكن أن تنير الروح[4].

التفاعل النصي

جسد دون كيخوتي أن العصر الجديد لايمكن أن تمثله الثقافة القديمة . ورغم الطموح الكبير الذي يحمله دون كيخوتي لاستعادة القيم البالية فإن فشله في تحقيق أسطورته الشخصية دليل فشل تلك النصوص في التواصل مع العصر [5].

المراجع

  1. ^ أ ب اليوم الثقافي
  2. ^ سيمون جينكينز
  3. ^ Ubivers-livre
  4. ^ أ ب Adabwafan
  5. ^ سعيد يقطين