معهد تكنولوجيا ماساتشوستس هو عبارة عـن جامعة بمدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس تأسست عام 1861. و يعتبر هذا المعهد من المعاهد المتألقة عالميا. و قد عمل بالمعهد العديد من العلماء الكبار أمثال نوربرت فينر ؛ مهمتها الأساسية هي التعليم والبحث في التطبيقات العملية للعلوم والتكنولوجيا ، هذا المعهد مقسم إلى خمسة مدارس وكلية واحدة تحتوي على 34 تخصص أكاديمي و 53 مختبراً ، وحتى نفهـم أهمية هذا المعهد فقد لعب دوراً رئيسياً هـندسة الطب الحيوي وفي تطوير الحاسبات الإلكترونية وفي أجهزة الملاحـة المستخدمـة في القذائف والمركبات الفضائيـة . ويبلغ عدد الطلبة فيه 10.000 طالباً من جنسيات متعددة. وتشتهر هيئة التدريس في المعهد والمكونة من 960 عضواً بالتفوق والامتياز في مجال الأبحاث التقنية المتقدمة وتطبيقاتها، حيث نال 64 منهم جائزة نوبل.
أسس هذا المعهد العالم الأحيائي ويليام باتون روجرس في عام 1861م ، والذي آمن بأن هذا المعهد سيكون قادراً على دفع التنمية الصناعية لأمريكا إلى الأمام ، من خلال نظام تربوي تعليمي يجمع بين البحث والتعليم من جهـة والصناعـة من جهـة أخرى ، وقد أدت هذه الفلسفـة إلى أن تعتبر الصناعـة والأبحاث شيئاً أساسياً في تكوين هذا المعهد وفي عام 1865م بدأ المعهد بالعـمل فعلياً واستقبال الطلبة.
معهد MIT مصنف على أنه أفضل أول جامعـة بين أعلى مائتي جامعـة في العالم وعلى أنه أيضاً الأول بالنسبة كجامعـة تكنولوجيـة ، أما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية فقد صنفـه مجلس البحث القومي في 1995م على أنه الأول من ناحية السمعـة وعلى أنه الرابع بالنسبة لكثافة الجوائز الممنوحـة إليه.
مدرسة سلون للإدارة (التابعـة للمعهد) صنفت على أنها الرابعـة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية على حسب تصنيف US News في عام 2006م ؛ برامج الخريجين التي يقدمها المعهد في الكيمياء وعلوم الحاسبات والاقتصاد والهندسة والرياضيات والفيزياء احتلت المرتبة الأولى من قبل US News .
وطبقاً للـ US News و التقرير العالمي حول “أفضل الجامعات” فإن الـ MIT يعتبر أفضل رابع جامعـة بعد جامعة هارفرد وجامعة ييل وجامعة برنستن.
لا يمنح المعهد أي درجات فخرية إلا في مناسبات نادرة ، مثلما حينما منح وينستون تشرشل في عام 1949م وسلمان رشدي في عام 1993م أستاذية فخرية .
التدريس في هذا المعهـد يقوم على الأسلوب الطبيعي المستخدم في جميع أنحاء العالم تقريباً ، حيث يدخل الأستاذ لشرح المحاضرة حول موضوع ما ، ثم يطلب من الأساتذة المساعدين إدارة حوار مع الطلبة للوصول إلى تفاصيل موضوع المحاضرة ، أو يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات لحل المشاكل يطلق عليها p-sets ، حيث يتم تكليف الطلبة بحل مشكلة في كل أسبوع تقريباً ؛ في نهاية المنهج الجامعي فإن الطلبة يقومون بجمع هذه الحلول مع أسئلة الاختبارات وإجاباتها ويطلقون عليها bibles (كتب توراة) ، وبعد عدة سنوات من جمع الكثير من هذه bibles فإن الطلبة يسلمونها إلى الجيل التالي ، ولذلك فهي بالفعل “من جيل إلى جيل”.
في الفصل الدراسي الأول (السيمستر) للطلبة فإنه لا يتم إسناد تقديرات إليهـم (مثل بقية الجامعات) بل يتم تقديرهـم على حالتين فقط: اجتاز المقرر\لم يجتاز المقرر ، أما الفصل الدراسي الثاني فيتم تقديرهم هكذا: ABC أو لم يجتاز المقرر ؛ من الجيد هـنا أن المقررات التي يفشل فيها الطالب يتم الإشارة إليها في الأوراق داخل المعهـد فقط ، وليس خارجـه ، فبعد التخرج لن يكون في سجلك أنك رسبت في مادة من المواد … بالنسبة للمعدل الجامعي العام للطلبة فهـو على مقياس 5 ، حيث: A=5 ، B=4 ،C=3 ،D=2 and F=0 . من المستغرب هـنا أن طلبة المعهد حينما تسألهـم عـن تخصصاتهـم والمواد التي يدرسونها فإنهـم لا يجيبونك باسم التخصص بل برقم التخصص . الضغوط شديدة جداً على الطلبة والأساتذة يحاسبونهـم بشكل دقيق للغـاية ، ولذلك فإن العلاقة التي تربط بين الطلبة والمعهد هي علاقة حب وكره في نفس الوقت ، وشعار المدرسة الشكلي هـو IHTFP وهي أي جملة تبدأ أحرف كلماتها بهذا الشعار ، ويمكن أن تكون هذه الجملة حسب الطلبة I hate this fucking place, أو جملة حب للمعهد مثلاً I have truly found paradise …… العديد من قيم هذا المعهد التي يحملها وطلابه تأتي من ثقافة الهاكر ، والعديد من مفاهيم هذه الثقافة بل والعديد من أعلامها وجدت في هذا المعهد ابتداء من ريتشارد ستولمان ، على كل فإن الفعل hack له عدة معاني في هذا المعهد ، ولأداء هذا الفعل “To hack ” فإنه يعـني مثلاً تفحص المناطق بشكل فيزيائي ودقيق للغـاية حتى القضبان الموجودة مثلاً في الشارع والسقوف وكيف تم بناء أرضية المنطقـة .. وما إلى ذلك ، أما الهاك Hack كاسم (أو علم) فهـو يعـني نكتة عـملية متقنـة .
لدى معهد MIT منهج دراسي أساسي للطلبة (تحت التخرج) يتكون من: العلوم و الكتابة\الاتصال ، متطلب الإنسانيات والآداب والعلوم الاجتماعية ، متطلب المختبر .. وهذه المجموعـة يطلق عليها متطلبات المعهد العامـة واختصاراً GIRs [1]. وسيأتي شرحها الآن:
في الغالب فإن هذا المتطلب ينهيـه الطلبة في السنة الأولى لأن الكثير من دراساتهـم المتقدمـة ستعتمد عليه وهـو يتألف من مقررين اثنين في الفيزياء ، ومقررين اثنين في الرياضيات تغطي تفاضل المتغيرات الوحيدة ، وتفاضل المتغيرات المتعددة ، ومقرر واحد في الكيمياء ، ومقرر وحيد في الأحياء .
كل قسم يقدم موضوع في المختبر يتطلب عـمل اليد الدقيق وكتابة تحليل حتى يتم إنجاز متطلب المختبر .
يهتـم MIT بلغتـه الأم ، ولذلك فهي أحد المتطلبات الأساسية ، وموضوعاتها هي الكتابة التفسيرية expository writing ، والتحدث ، وأشكال الحديث الشائعـة في الحقول العلمية المحترفة .
يتم إنهاؤه في فصل واحد فقط خلال ثمانيـة مقررات وهـو يستهدف بناء كفاءة الطالب التقنيـة مع زيادة وعيه بالمجتمع البشري وتقاليده ومؤسساته.
يملك الطلبة (تحت التخرج) العديد من الفرص لتعزيز أهدافهـم الدراسية لا أعـني هـنا من ناحية أكاديمية بحتـة بل أيضاً من ناحيـة عـملية كذلك .. حيث أن معهد الـ MIT يقدم العديد من الفرص لتحقيق ذلك ومن ضمنها أيضاً خمس برامج للمبتدئين ، وعلى كل فسأذكر اثنين من البرامج التي يقدمها المعهد لجميع الطلاب:
The Undergraduate Research Opportunities Program
يدعم هذا البرنامج تعاون المعهد والطالب في مجالات عديدة للأبحاث، مثل علاج السرطان والخدمات التعليمية والعربات التي تستخدم الطاقة الشمسية والإمكانيات أصلاً لانهائيـة ، وفي العادة فإن الطلاب ينضمون إلى مشروع من مشاريع المعهد ، ولكن أيضاً بإمكانهـم تصميم مشروعهـم الخاص وطلب المشورة من المعهد ؛ ومن الممكن أن يحصل الطلبة على ائتمان أكاديمي أو دفع مالي أو يعـملوا كمتطوعين ، والبرنامج مفتوح لجميع طلبة المعهد وفي أي قسم .
Independent Activities Period
خلال شهر يناير ، وفي فترة أربعـة أسابيع فإن الطلبة يهتمون بمصالحهـم الدراسية الخاصة وأهدافهـم ، ويبقى العديد من الطلبة في الحرم الجامعي أثناء برنامج IAP حيث هـناك تشكيلة واسعـة من الورش ممكن أن يشاركوا فيها يصل عددها إلى 600 ورشـة ، ما بين مشاريع بحوث مستقلة أو حلقات دراسية أو سفرات ميدانية ، أو سلسلة محاضرات والكثير من النشاطات التي لا تلائم التقويم الأكاديمي التقليدي ، العديد من أعضاء الكلية يختبر تجارب دراسية إبداعيـة أثناء هذا البرنامج
العديد من طلبة المعهد يضعون خاتم MIT ، وهـو خاتم كبير وثقيل ومميز ويمكن أن يلاحظه الآخرون من مسافة بعيدة ، الاسم الرسمي لهذا الخاتم هـو: خاتم التكنولوجيا القياسي .. ولكنه يعرف باسم براس رات Brass Rat ؛ هذا الخاتم يتم تصميمه بشكل طفيف عـن كل سنة ليستطيع الآخرون معرفة في أي سنـة تخرج حامل الخاتم ، ولكنه هذا الخاتم دائماً ما يكون له تصميمـه الأساسي المكون من ثلاثة أجزاء ومن الممكن أن تراه في الصورة المقابلة.
بالإضافة إلى المدارس الموجودة في معهد MIT ، فإن لديه أيضاً العديد من المختبرات والمجموعات ومن ضمنها: مختبر أبحاث الإلكترونيات. مختبر MIT الإعلامي. مختبر لينكولن. منتدى MIT للاستثمار. مركز MIT للاقتصاد الإلكتروني. مختبر علوم الحاسب والذكاء الصناعي.
مجهـود كبير يقوم به العاملون في المعهد لجمع الأموال فبالإضافة إلى الرسوم التي يدفعها الطالب والتي تصل إلى 30 ألف دولار سنوياً فلقد تم إنشاء وقف برأسمال قدره 6.7 مليار دولار يتم استعمال مدخوله السنوي بالإضافة إلى التبرعات التي تأتي من الأفراد والهيئات والمؤسسات والشركات والتي جلبت في العام الدراسي 2004-2005 حوالي 216.9 مليون دولار
مهمـة الجامعات والمعاهد التي في وزن هذا المعهد هي: التعليم والبحث ، حيث يتم ربط التعليم ببناء المعرفـة المتزايد في عالم الصناعة ، وليس الأمر مثل الجامعات العربيـة التي اعتبرت البحث رفاهيـة والتزمت بالتعليم على أنه الأساس ، فأدى الأمر إلى فشلها في الاثنين ، وعلى كل فإن ميزانيـة البحث لدى المعهد في السنة المالية 2005 وصلت إلى 567.4 مليون دولار أمريكي (انظر الشكل بالأسفل لمزيد من التفاصيل) ، وتضمنت الإنجازات التي نجح المعهد في تقديمها:إختراع العـملية الحديثة في حفظ الأطعـمة والمأكولات ، تطوير أنظمـة التوجيه الملاحيـة ، وتطوير الأطراف الصناعيـة والتصوير الفوتغرافي السريع وغيره.
يعتبر المعهد من أحد جامعات الأبحاث القياديـة في الولايات المتحدة الأمريكيـة ، في 2004-2005 عـمل تقريباً 3500 باحث وطالب على مشاريع تمولها إما الحكومـة أو المؤسسات الصناعيـة ، وبشكل تقريبي فإن 2500 متخرج من المعهد تم تعيينهـم كباحثين في المعهد وأكثر من 600 متخرج من المعهد أيضاً تم تعيينهـم كأساتذة مساعدين .
يوجد حالياً 61 فائزاً بحائزة نوبل يرتبط بشكل مباشر إلى معهد MIT ؛ حيث يوجد 25 أستاذاً و 24 خريج من المعهد (منهـم ثلاثة من الأساتذة) و 14 باحثاً وشخص واحد staff physician .
نظراً للنجاح الكبير الذي قدمـه هذا المعهد فلقد نجحت بعض الدول في تقليده بنجاح ، حيث رصد الأوروربيون 2.5 مليار دولار للمعهد الأوروبي للتكنولوجيا الذي يحاكي MIT ، أما في دول العالم الثالث فلقد تم في الهـند بناء سلسلة المعاهد الهندية السبعة للتكنولوجيا ، وهي المعاهد التي وصفها رئيس شركة ميكروسوفت بيل جيتس بالمعجزة العلمية. وهي المعاهد التي وضعت الحجر الأساس للنهضة الهندية في برمجيات الكمبيوتر الموجهة إلى التصدير ، وهذا يفسر التفوق الهـندي الواضح في مجال البرمجيات. في إفريقيا سيتم تأسيس المعهد الإفريقي للعلوم والتكنولوجيا والذي سيكون له عدة مراكز في أنحاء القارة الإفريقية ويستهدف أن تكون طاقتـه الإنتاجيـة السنويـة 5 آلاف باحث ومهندس .