الرئيسيةبحث

مسيحية في المغرب

حتى وقت قريب ضل ساكنة المغرب والعالم العربي والاسلامي يعتقدون أن الدين الكاسح للملكة المغربية هو الاسلام مع الاعتراف بأقلية يهودية مرتكزة في عدة مدن مختلفة مثل: بجعد، فاس، مراكش، مكناس، في أحياء خاصة بهم لطالما عرفت باسم الملاح . لكن الأمر الذي يجهله العالم والمغاربة هو وجود أقلية مسيحية بروتستانتية ظلت متواجدة في تنامي ضئيل نضرا لعدم اعتراف الدولة المغربية بالمواطن المغربي المسيحي ما فرض نوعا من السرية في ممارسة الطقوس الخاصة بهم ولعل أبرز دليل على تنامي وبروز المسيحية في المجتمع المغربي هو دق ناقوس الخطر كما أعلن السيد الوزير أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية هو دليل على وجود هذه الفئة وبشكل كبير يفرض نفسه متطلبا خطوة جريئة من الحكومة المغربية تعترف فيه بهذه الأقلية وبحقها في الوجود والحياة وممارسة شعائرها بكل حرية وبدون اضطهاد .

بعد أن كانت السلطات المغربية تغض الطرف في الماضي عن مثل هذه الأنشطة التبشيرية بالنظر إلى عدم تقدير حجمها الحقيقي، فإن الحقائق التي قدمتها صحيفة"لوموند" الفرنسية في تحقيقها المذكور أعلاه فرضت شكلا جديدا من التعاطي مع هذه الظاهرة، فانتقل الحديث عنها إلى داخل البرلمان المغربي حيث طرح حزب الاستقلال (المشارك في الحكومة) سؤالا شفويا على وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق قبل أسابيع قليلة، وبدأت التعبئة من أجل معرفة حجم التنصير في البلاد، كانت نتيجتها الخروج بتقرير عن حجم الظاهرة انتهى إلى أن هناك بالفعل نحو 800 منصر ينشطون في مختلف المدن المغربية حسب الرقم الذي أوردته الصحيفة الفرنسية المشار إليها. وقدم التقرير معلومات ضافية عن وسائل المبشرين المعتمدة في نشر المسيحية في أوساط الشباب المغربي والفئات الاجتماعية الفقيرة. فقد أشار إلى أن كنائس التبشير العالمية في أوروبا وأمريكا تعمل على نقل المبشرين إلى المغرب تحت صفات مختلفة: أطباء، ممرضين وممرضات، أساتذة في المراكزوالبعثات التعليمية الأجنبية، مقاولين ومستثمرين أو مهندسين، يشترط فيهم معرفة كاملة بالدين المسيحي واطلاع كاف على تعاليم الإسلام ومعرفة اللغة الإنجليزية، وتعمل على توزيعهم على مختلف الأقاليم والمناطق بهدف الاقتراب من السكان وقضاء حاجياتهم، حيث يوزعون الأدوية على المرضى والمحتاجين. وأشار التقرير إلى أن"جامعة الأخوين" بمدينة إفران التي أنشأت قبل أعوام بتعاون مغربي ـ سعودي أصبحت هي الأخرى ملاذا للمبشرين، إذ اعتنق الكثير من طلبتها الديانة المسيحية، بسبب اعتماد مناهج التعليم في هذه الجامعة على تبادل الأساتذة والبعثات العلمية، الأمر الذي جعل بعض الحركات التبشيرية الأمريكية من أوهايو وجورجيا وأركانساس تستغلها لنشر النصرانية. وأشار التقرير إلى أن منظمة"المسيحية اليوم" الأمريكية أرسلت في شهر ديسمبر 2004 بعثة تبشيرية خاصة إلى المغرب وأخرى في مارس 2004، وعقدت البعثة الثانية لقاءات مع مسؤولين مغاربة بهدف طلب السماح لهم بممارسة عملهم التبشيري، وأعلن "سيزيك" أحد مسؤولي "الجمعية الوطنية للإنجيليين" الأمريكية أن تلك اللقاءات أسفرت لأول مرة عن فتح مشاريع لتطوير المسيحية بالمغرب كالمبادرات الثقافية" مشيرا إلى أن السلطات المغربية سمحت بإقامة حفل موسيقي مسيحي بمدينة مراكش السياحية هذا العام.