المدرسة العسكرية (بالفرنسية: École Militaire) هي أكاديمية عسكرية فرنسية، تقع بالحي السابع من مدينة باريس، في نهاية المحور الممتد من برج إيفل في الشمال الغربي مارا بشامب دي مارس (ساحة مارس) في الجنوب الشرقي. وقد وجدت في القرن الثامن عشر بهدف إلحاق الشباب من ذوي أصول فقيرة بالجيش.
فهرس |
في عام 1748 وضعت حرب النمسا (1740-1748) أوزارها. وبالرغم من إنتصار فرنسا في هذه الحرب إلا أنها أظهرت جليا عدم دقة الإستعدادات الفرنسية لشن حروب مماثلة. في ضوء ذلك، تقدم قائد الساكسون (بالفرنسية:le Maréchal de Saxe) - الذي حارب إلي جانب القوات الفرنسية - بإقتراح إلي الملك لويس الخامس عشر (بالفرنسية:Louis XV) في عام 1750 ببناء مؤسسة ملكية عسكرية بهدف تدريب وإعداد الشباب الفقراء للإلتحاق بالجيش الفرنسي، وقد تقدم بإقتراحه هذا بدعم كل من الإقتصادي الفرنسي باريس دوفيريني (بالفرنسية: Pâris-Duverney) ومدام بومبادور (بالفرنسية:Madame de Pompadour)، وبالفعل نجح دوفيريني بالحصول علي موافقة الملك لإلحاق 500 شاب لهذه المؤسسة.
عهد الملك لويس الخامس عشر بتصميمها إلي معماري البلاط الملكي جابريل (بالفرنسية: Jacques-Ange Gabriel)، علي أمل أن يترك مبني يخلد به إسمه مثلما فعل سلفه لويس الرابع عشر عندما بني الإنفاليد (بالفرنسية:Hôtel des Invalides) ليضع فيه رفات جنوده. وبالفعل في 24 يونيو 1751 وضع جابريل تصميما رائعا للمدرسة والذي يتضمن وجود نظام لإمداد المدرسة بالمياه عن طريق حفر بئر ومصارف للمياه، بالإضافة إلي بناء كنيسة كبيرة في منتصف المدرسة تنافس تلك التي بنيت في الإنفاليد.
في 13 سبتمبر 1751، بدأ العمل علي إنشائها بحفر البئر، ولكن نفذت المخصصات المالية سريعا. في نفس الوقت، أدت الحروب التي خاضها الملك لويس الرابع عشر إلي عدم توافر الأموال الازمة في خزانة الدولة. ترتب علي هذا أن تقدمت أعمال الإنشاء ببطء شديد، حتي أنه مع حلول عام 1756 لم يكن تم الإنتهاء سوي من بعض المباني الخدمية، لهذا تقرر أن يكون عدد المقبولين للإلتحاق بالدراسة فيها محدودا بحيث يتم استخدام مباني الخدمات كقاعات للتعلم. وبالفعل، فتحت المدرسة أبوابها في هذا العام - 1756 - أمام 200 تلميذ ليتلقوا فيها التعليم العسكري.
وتوالت أعمال الإنشاء في ظل هذه الأزمات المالية، ولم يعد بإستطاعه كل من مدام بومبادور و دوفيريني تقديم الدعم الكافي للمدرسة، مما حدي بالملك أن يقرر في عام 1760 تشارك كل من الأكاديمية العسكرية و الكلية الملكية في تقديم الدعم المالي للمدرسة، وعلي ذلك عاد جابريل للعمل مرة آخري لإستكمال أعمال البناء بالمدرسة.
في اثناء في الإنشاء عام 1766، قام جابريل بتعديل المساقط الخاصة بالمدرسة، بحيث تفتح الواجهة الرئيسية علي شامب دي مارس بعد تجهيزها وليس علي الجانب الآخر كما كان مخططا من قبل، مما ساهم في إضافة بعد بصري آخر لمدينة باريس. وفي عام 1768 وضع الملك حجر الأساس لباقي أعمال الإنشاء التي إنتهت في عام 1780.
لمدة عشرين عاما منذ - الإفتتاح الجزئي في 1768 - إستمرت المدرسة في تقديم العلوم العسكرية حيث تلقي العديد من الشبان الفرنسيين تعليمهم فيها، وكان أشهرهم نابليون بونابرت (بالفرنسية: Napoléon Buonaparte)؛ الذي إلتحق بها في أكتوبر 1784 ليتخرج منها بعد عام واحد أي في 1785.
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث تم إغلاق المدرسة في 9 أكتوبر 1787 - أي بعد 7 أعوام من إنتهاء أعمال الإنشاء - ليتم تجاهلها تماما خاصة بعد قيام الثورة الفرنسية. إستمر الأمر كذلك حتي نهاية القرن 19، حيث رجعت المدرسة لوظيفتها الأولي: التدريس وكان ذلك في عام 1878.
في عام 1911 تم إنشاء المعهد العالي للدراسات العسكرية فيها ومنذ هذا التاريخ لم تعد مقرا لأية تدريبات آخري عسكرية آخري. ومنذ عام 1924 وهي المقر الرسمي للمشرف العام علي الجيش الفرنسي (بالفرنسية: chef d'état-major des armées (CEMA)) وجميع الإستقبالات الخاصه به. أما حاليا، فقد أصبحت الأكاديمية مقرا لعدد من المؤسسات المعنية بالتعليم العالي العسكري في فرنسا وهي: