الرئيسيةبحث

مخطوطات الكتاب المقدس

فهرس

ما هي المخطوطة ، وما هي فائدتها لنا اليوم ؟

المخطوطة تعني الوثيقة التي دونت بخط اليد ، سواء كانت كتابة ، أو بالحفر ( أي النقش ) .. لذا تسمى مخطوطة ، وجمعها مخطوطات . وأما بخصوص مخطوطات الكتاب المقدس ؛ فإنه يعلم كل من درس شيئاً عن المخطوطات القديمة أن هناك آلافاً من المخطوطات القديمة سواء كانت للعهد القديم أو للعهد الجديد أو الكتاب المقدس بكامله . وهذه المخطوطات موجودة في مختلف متاحف العالم الشهيرة . والاكتشافات الحديثة لبعض المخطوطات تعطينا مزيداً من الضوء بشأن الكتاب المقدس. والذي يقارن بين مخطوطات الكتاب المقدس القديمة ، ومخطوطات بعض الكتابات الكلاسيكية القديمة أيضاً ، مثل كتابات هوميروس وما إلى ذلك ، يدهشه حقاً أن يرى توافقاً كبيراً بين مخطوطات الكتاب المقدس ، يكتشف العدد الكبير لمخطوطات الكتاب المقدس.

كيف يحدد العلماء تاريخ المخطوطات بدقة ؟

يستطيع العلماء أن يحددوا تاريخ المخطوطات المختلفة بدقة عن طريق استخدام جهاز خاص لذلك يقوم بتحليل الحبر أو المادة المكتوب عليها وفحص ما يسمى بالكربون المشع أو الكربون رقم 13 كما يمكن التعرف على تاريخ كتابة المخطوطات من نوع الخط المكتوب به كالكوفي والكوفي المعدل والنسخ في اللغة العربية ، وفي الكتابة بحروف منفصلة أو حروف متصلة في المخطوطات اليونانية ، وما إلى ذلك

ومخطوطات الكتاب المقدس الموجودة بين أيدينا اليوم تعود في تاريخ نقلها عن مخطوطات سابقة إلى سنوات قريبة من تاريخ كتابة نسخها الأصلية، بينما نجد أن أقدم مخطوطات كتابات أفلاطون مثلاً تعود إلى 1300 سنة بعد وفاته . ولا توجد مخطوطة لكتابات ديموشين أقدم من 1200 سنة بعد وفاته . وبينما دون تاسيتوس أربعة عشر كتاباً في " التاريخ " عام 1.. ميلادية تقريباً ، لا يوجد لدينا اليوم منها سوى مخطوطات أربعة كتب ونصف ، يعود أقدمها للقرن التاسع الميلادي ! يوجد لدينا اليوم أكثر من عشرة آلاف مخطوطة للكتاب المقدس أو أحد أجزائه ،


ماذا تخبرنا المخطوطات عن الكتاب المقدس؟

تخبرنا هذه المخطوطات بقدم الكتاب المقدس ، وأصالته. وإذا تأملنا تواريخها لوجدنا بأن البعض منها يرجع إلى زمن يسبق من يقولون بتحريفها.

أولاً: شهادة المخطوطات للعهد الجديد

. يقول أ. ت . روبرتس مؤلف أقوى كتاب في قواعد اللغة اليونانية للعهد الجديد : أنه يوجد نحو عشرة آلاف مخطوطة للفولجاتا اللآتينية ، وعلى الأقل ألف مخطوطة من الترجمات القديمة ، ونحو 5,3.. مخطوطة للعهد الجديد بكامله ، كما يوجد لدينا اليوم 24 ألف مخطوطة لأجزاء من العهد الجديد ، كما أننا نقدر أن نجمع أجزاء كثيرة من العهد الجديد من إقتباسات الكتاب المسيحيين الأولين

وإليك أسماء وتواريخ بعض المخطوطات :

مخطوطات جون رايلاند(RYLAND) ( 130 م )

فى مكتبة مانشستر بإنجلترا وهى أقدم المخطوطات ، وقد وجدت في مصر .هي مقتطفات من إنجيل يوحنا ، مع أن المعروف أن هذا الإنجيل كتب في أسيا الصغرى . وهى تؤكد أن الإنجيل كتب حوالى نهاية القرن الأول الميلادى.

. مخطوطات تشسترى بيتى (CHESTER BEATTY PAPYRI ) ( 200 م )

موجودة في متحف بيتى في دبلن ، وجزء منها في جامعة ميتشجان .. وهى من ورق البردى ، وتحتوى ثلاثة منها على معظم العهد الجديد . وهى أقرب المخطوطات إلى النص الأصلى من جهة تاريخية.

بردية بُدمر ( BODMER ) ( 150 - 200 م )

موجودة بمكتبة بدمر وتحوى معظم إنجيل يوحنا ، وهى أهم مخطوطة بعد مخطوطات تشستر بيتى ، وكثيرون من العلماء يرجعون تاريخها إلى منتصف القرن الثانى ، إن لم يكن إلى النصف الأول منه

النسخة الفاتيكانية ( CODEX VATICNUS ) (325 -350 م )

موجودة في مكتبة الفاتيكان وتحوى كل الكتاب المقدس تقريباً ، وهى من أثمن مخطوطات الكتاب المقدس باليونانية.

النسخة السينائية ( CODEX SINAITICUS ) ( 350 م )

موجودة في المتحف البريطانى ، وتحوى كل العهد الجديد ما عدا ( مرقس 16: 9- 2. ، يوحنا 7: 53- 8: 11)كما تحوى أكثر من نصف العهد القديم . وقد عثر عليها تشندروف في سلة للمهملات في دير جبل سيناء عام 1844 م ، وسلمها الدير هدية لقيصر روسيا عام 1859 م وإشترتها الحكومة البريطانية من الإتحاد السوفيتى بمائة ألف جنيه يوم عيد الميلاد سنة 1933 م

النسخة الإسكندرانية ( CODEX ALEXANDRINUS ) ( 400 م )

بالمتحف البريطانى ، وتقول الموسوعة البريطانية أنها من المخطوطات القديمة ، وتحوى كل الكتاب المقدس تقريباً

وهذه المخطوطات القديمة وغيرها تظهر :

(أ) أن مخطوطات الكتاب المقدس أكثر جداً من مخطوطات أى كتاب قديم آخر

(ب) أن تاريخ المخطوطات الموجودة قريب من تاريخ كتابة النص الأصلى ، إذا قارنا ذلك بأى مخطوطة أخرى لأى كتاب قديم.[بحاجة لمصدر]

ويقول العلامة ف ز هورت الذى قضى 28 سنة في دراسة نصوص العهد الجديد : " إن الكثرة من مخطوطات العهد الجديد والتى يعود الكثير منها إلى العصور الأولى التى تكاد تتصل بتاريخ كتابة النص الأصلى ، تجعل نص العهد الجديد يقف فريداً بين كل الكتابات الكلاسيكية القديمة ، ولا تدانيه في ذلك أى كتابات أخرى "

مخطوطات العهد القديم وحده

يرجع تاريخ أقدم جزء مخطوطة للعهد القديم إلى القرن الأول الميلادي أو ربما القرن الثاني ، وهي جزء من مخطوطة مطكتوبة على ورق البردى تُعرف باسم " بردية ناش " وتشمل الوصايا العشر كما نجدها في الإصحاح الخامس من سفر التثنية ، وكذلك : " اسمع يا إسرائيل ... " ( سفر التثنية ، الإصحاح السادس ، والآيات من 4 – 6 ، وهي التي بمثابة إقرار إيمان شعب الله القديم . كما عثر أيضاً على أجزاء كثيرة من العهد القديم ، والتي يعود بعضها إلى القرن الخامس الميلادي التي اكتشفت في مجمع اليهود بحي مصر القديمة بالقاهرة . على أن أهم المخطوطات ذات الشأن التي كانت بين أيدينا قبل اكتشاف مخطوطات البحر الميت عام 1947 هي ما يلي

- مجلد القاهرة Cairo Codex الذي اكتشف في مجمع اليهود بمصر القديمة بالقاهرة ويشمل كتابات الأنبياء وتاريخ كتابته سنة 895 ميلادية

- مجلد ليننجراد الخاص بالأنبياء ويشمل نبؤات أشعياء وأرمياء وحزقيال والأنبياء الصغار الاثني عشر ، وتم نسخه عام 916 ميلادية

- مجلد حلب الذي يشمل العهد القديم (كان كاملا) وتاريخ كتابته 925 ميلادية

- مجلد المتحف البريطاني وهو يشمل الكتب الخمسة الأولى وتاريخه 950 ميلادية

- مجلد روشلين الذي يشمل الأنبياء ، وقد تم نسخ هذا المجلد عام 1105 ميلادية

- مجلد ليننغراد (أقدم مخطوطة كاملة) الذي تم نسخه عام 1108 ميلادية ، ويشمل العهد القديم كله

وهناك أيضاً قطعة بردية ترجمة يونانية لحوالي خمس عشرة آية من سفر التثنية تعود بنا إلى القرن الثاني الميلادي وهي موجودة في مكتبة جون رايلاندز في مانشستر بإنجلترا

إلا أن مخطوطات البحر الميت ( قمران ) والتي اكتشفت في منطقة خرائب قمران في الساحل الشمال الشرقي لمدينة القدس ، وضعت بين أيدينا درجين لسفر أشعياء أحدهما يقارب النص الحالي ، ويعود للقرن الثاني قبل الميلاد ، والدرج الآخر نسخة مختصرة ، ومعه نص سفر حبقوق وتفسير له . وقد اكتشف هذا في الكهف الأول .ودأب علماء الحفريات والبدو على البحث والتنقيب في هذه المنطقة ما بين سنة 1952 و سنة 1956 واكتشفوا مزيداً من النصوص في عشرة كهوف أخرى فوجدوا في الكهف الحادي عشر 41 مزموراً من المزامير التي بين أيدينا اليوم ، كما اكتشفوا أجزاء من أكثر من مائة درج أخرى تشمل بعض الآيات من كل أسفار العهد القديم ما عدا سفر أستير بالإضافة لنصوص أخرى مثل وثيقة دمشق وكتاب إدريس وغيرها.

وتعود هذه المخطوطات إلى مابين القرنين الأول والثاني قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي . ويلاحظ كل من يدرس هذه النصوص أنها تشابه كثيرا النص الموجود بين أيدينا اليوم .

مخطوطات البحر الميت هو الاسم الذي يطلق على مجموعة من المخطوطات ترجع في أصلها إلى جماعة دينية قديمة كانت تعيش بالقرب من البحر الميت

الإكتشافات الأولى : لا نعلم على وجه اليقين متى اكتشفت أولى هذه اللفائف ، ولكن الأرجح أن ذلك حدث في سنة 1947 . فقد جال أحد البدو يبحث عن شاته الضالة فدخل إلى أحد الكهوف في المنحدرات العالية في وادي قمران على بعد نحو ميل إلى الغرب من الطرف الشمالي الغربي للبحر الميت . وعلى بعد يزيد قليلاً عن ثمانية أميال إلى الجنوب من أريحا . تعثرت أقدام البدوي في عدة جرار يبلغ إرتفاع الجرة منها أكثر من قدمين ، ونحو عشر بوصات في العرض ، وجد بها رقوقاً من الجلد ملفوفة في نسيج من كتان ، فأخذها من الكهف سراً وذهب بها لأحد محال التحف الأثرية في بيت لحم ، فأشترى البعض منها ، ووصل الباقي إلى يد رئيس دير السريان الأرثوذكسي في أورشليم

وقام عدد من العلماء بفحص اللفائف في 1947 ، وقد ظن البعض في البداية أنها مخطوطات مزيفة ، ولكن أ . ل . سوكنك من الجامعة العبرية بأورشليم ، أثبت أنها مخطوطات أثرية قديمة واستطاع شراء ثلاث منها . ونقلت بعض المخطوطات إلى المعاهد الأمريكية المختصة بالأبحاث الشرقية ، حيث تحقق مديرها مستر ج . تريفر من قيمتها ونجح في تصويرها ، وأرسل بعض صورها إلى و.ف.أولبريت – العالم في الأركيولوجية الكتابية . وقد قرر هذا العالم أن هذه اللفائف تعتبر أهم كشف لمخطوطات العهد القديم ، وهو ما أيدته الأبحاث التالية

وعندما تأيديت أهمية هذه اللفائف ، قامت الحرب بين العرب وإسرائيل في سنة 1948 ، فحالت دون تحديد موقع الكهف الأول والتنقيب فيه تنقيباً علمياً ، وهو ما قام به في 1949 ج.ل.هاردنج من إدارة الأثار الأردنية ، ومستر ى.ديفو من مدرسة التوراة في أورشليم فاستطاعا استعادة مئات القصاصات من المخطوطات الكتابية وغير الكتابية ، والأبوكريفية التي لم يكن بعضها معروفاً من قبل . لقد كان الكهف مستودعاً لمكتبة تتكون من نو مائتي لفافة ، ويحتمل أن الأيدي قد إمتدت إليها من قبل إذا صحت رواية يوسابيوس من أن أوريجانوس استخدم ترجمة يونانية لسفر المزامير وجدت في كهف بالقرب من أريحا . وقد تكون هي نفس المكتبة التي وصفت بأنها " بيتالكتب الصغير " الذي وجده أحد الرعاة بالقرب من أريحا في نحو عام 8.. م ، وبلغ خبره البطريرك النسطوري تيموثاوس الأول

وكانت الحرب الفلسطينية دافعاً إلى نقل اللفائف ، التي كانت في حوزة البطريرك السرياني إلى الولايات المتحدة في 1948 حيث نشرها م.باورز ، ج.تريفر ، و هـ . براونلي . وقد اشتملت هذه اللفائف على لفافة كاملة لنبوة إشعياء ، وتعليق على سفر حبقوق ، ووثيقة أطلق عليها باروز اسم " كتاب النظام " لأنه كان يشتمل على القواعد التي تحكم حياة الجماعة في قمران ولم يمكن في البداية فض إحدى اللفائف التي ظنوا في البداية أنها " سفر لامك " الأبوكريفي ، فلم تفتح اللفافة إلا في 1956 وثبت أنها الإصحاحات الأولى من سفر التكوين بصياغة أخرى وقد نشر في 1956 تحت اسم " التكوين الأبوكريفي "

. أما اللفائف التي حصل عليها أ.ل.سوكنك ، فكانت تشتمل على لفافة غير كاملة لسفر إشعياء ، ومخطوطة عن الحرب ، وأربعة أجزاء من مجموعة من ترانيم الشكر ، وقد نشر كل المجموعة في 1954 ، يادين بن سوكنك – بعد موت أبيه – تحت عنوان :" كنز اللفائف المخبوءة ". كما نشر دكتور بارثلمي ، ج.ت.ميليك القصاصات التي وجدت في الكهف الأول في قمران في 1955 تحت اسم " قمران – الكهف الأول "

ثم تتالت الإكتشافات من عام 1951 وحتى عام 1955 ،