الرئيسيةبحث

محمد تقي الجلالي

آية الله الشهيد السيد محمد تقي الجلالي أحد علماء ومراجع الشيعة الإثناعشرية


فهرس

ولادتـه

ولد الشهيد الجلالي في اليوم الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة 1355 هـ بمدينة كربلاء المقدّسة، في أسرة أصيلة وعريقة عرفت بالصلاح والعلم والتقوى، وقد أنجبت هذه الاسره شخصيّات علميّة واجتماعيّة.

نبذة عن عائلته

توفّي فجر السبت 20 ـ صفر ـ 1396 هـ بكربلاء، وشيع إلى مرقد الإمام الحسين(عليه السلام)ثمّ إلى مرقد العبّاس(عليه السلام) فإلى النجف الأشرف، وصلّى عليه الإمام الخوئي(قدس سره) في الروضة الحيدريّة ودفن حسب وصيّته في الصحن العلويّ قرب الساباط في الطرف الشمالي الغربي من الصحن العلوي الشريف .


يقول آية الله الحجّة الشيخ آقا بزرگ الطهراني(قدس سره) في ترجمته

هو السيّد عليّ بن السيّد قاسم بن السيّد مير وزير آل جلال الدين الحسينيّ الحائريّ، عالمٌ تقيٌّ وفاضلٌ بارعٌ من أُسرة شريفة، ظهر فيها رجال فضل وتقى، وتصدّوا لخدمة الدين والإرشاد، وقاموا بأداء وظائف الشرع وترويج الشعائر ([2]).

وللسيّد مؤلّفات مذكورة في السيرة([3]).


ولد بكربلاء المقدّسة ليلة الجمعة 1 / ذي الحجة / 1297 هـ وتعلّم فيها القراءة والكتابة، ثمّ انتقل إلى مشهد الإمام الرضا(عليه السلام) وختم القرآن ولمّا يبلغ العاشرة من عمره، وأخذ علوم المنطق والنحو والصرف والبلاغة والفلسفة، ودرس سطوح الأصول والفقه على يد والده آية الله السيّد علي البَجستاني وعلى الاعلام من أساتذتها. ثمّ رجع إلى العراق سنة 1315 هـ ونزل النجف الأشرف، وحضر على أساطين العلم، ومنهم الآخوند الخراساني والسيّد كاظم اليزدي وشيخ الشريعة الأصفهاني، ثمّ انتقل إلى سامراء سنة 1320 هـ فحضر على سماحة الإمام الشيرازي، وقد أُجيز من علماء الفريقين، ثم رحل من سامراء إلى كربلاء بصحبة أستاذه الشيخ الشيرازي في 1336 هـ، وكان معتمده ومرافقه، وأرجع إليه في الاحتياطات، وقد شاركه في جهاده (ثورة العشرين) واستقلّ بعده بالتدريس والإمامة. وافاه الأجل في 12 / ربيع 1 / 1378 هـ في كربلاء المقدّسة، ودفن في الصحن الحسينيّ بمقبرة الميرزا موسى الوزير (وسط الطرف الشمالى) حيث استحدث أخيراً سمّي باب السلام . خلّف السيّد الخراسانيّ ثروةً كبيرةً من المؤلّفات بلغ عددها (143) كتاباً ورسالةً، طبع منها (17) قام السيّد الشهيد بتحقيق بعضها، وقد أعدّ كتاب بمناسبة مرور نصف قرن على وفاته عام 1418هـ بعنوان «سيرة آية الله الخراساني» استوعبت ترجمته.


سيرته

في شهر شوال سنة 1401 هـ 1980 م بدأ النظام العراقي يضيّق الخناق على الشهيد وكانت قد قطعت العلاقة بينه وبين محافظ بابل والمسؤولين، وعلى أثرها وضع الشهيد قيد المراقبة العلنية، ورصد تحركاته بمرأى وبمسمع أبناء القاسم(عليه السلام) فكانت المراقبة واستنفار قوى الأمن حول بناية المدرسة الدينية في القاسم(عليه السلام) والصحن الشريف على أشدّها.


في صباح يوم الخميس من ذي القعدة عام 1401 هـ وعلى عادته، غادر الشهيد النجف الأشرف بصحبة أحد تلامذته متجهاً نحو مدينة القاسم ليشرف عن قرب على وضع الحوزة العلميّة التي أسسها هناك والوضع الاجتماعي والديني .

ويحدّثنا أحد تلامذة الشهيد الذي رافقه عند خروجه من داره في الحنانة في النجف الأشرف يقول: عند خروجنا متجهين إلى ناحية القاسم تابعتنا سيارة فيات إيطالي بيضاء اللون، وعند خروجنا حدود محافظة النجف الأشرف الإدارية ووصولنا مقابل مخازن الحبوب السايلو الواقعة بين قضاء الكوفة ومحافظة بابل، اعترضت تلك السيارة الفيات الإيطالي سيّارتنا وسدّت علينا الطريق وأوقفتنا، وأجبرونا أنا والشهيد على النزول من السيارة . واقتادونا بعد أن عصّبوا عيوننا، ولم نشعر إلا ونحن في مديرية الأمن العامة ـ بغداد .

أمّا الوضع في ناحية القاسم فقد كان متوتراً جدّاً وسيطرت أجواء الرعب على المدينة، حيث كثفت سيارات الأمن دورياتها، ووقف المجرم النقيب شهاب ضابط أمن القاسم(عليه السلام) مع جلاوزته من رجال الأمن مقابل المدرسة الدينية، والدوريات تجوب الشوارع في وسط المدينة.

بدأتُ أراقب الشارع العام وجانبي الطريق لاحتمال العثور على سيّارة الشهيد وعندما تأخّر وصول الشهيد(قدس سره) في الوقت المعتاد خرجت من ناحية القاسم توجّهتُ إلى النجف الأشرف، وعلى طول الطريق بين محافظة بابل والنجف الأشرف حتى وصلت النجف الأشرف، ولكنني لم أجد أثراً للسيّارة، وعلى الفور ذهبت إلى دار الإمام الخوئي ولم يكن فيها مع الإمام غير نجله حجة الإسلام والمسلمين السيّد محمّد تقي وبعد السلام على سماحة الإمام بيّنت له الوضع والرقابة الأمنية الشديدة في ناحية القاسم وحول دار الشهيد في النجف الأشرف لما يقرب من شهرين .

فردّ الإمام إنّ الشهيد لم يخبره بذلك، وتدرّجت بذكر الأحداث وما تعرض له الشهيد من إحضار واستجواب وضرب في مديرية أمن النجف وتهديد بالإعدام إن أخبر سماحتكم بهذا الاستدعاء، وأنه كان يشكو من ألم في الجهة اليمنى من فكّه لما يقرب من أسبوعين .

فتأثّر الإمام الخوئي كثيراً، وأمر نجله السيّد محمّد تقي بالاتصال بمديرية أمن النجف، ولما لم يجد جواباً، اتصل بمديرية أمن بابل، فأنكروا ذلك، بل استغربوا لهذا الخبر .

بعدها اتصل السيّد محمّد تقي الخوئي بمديرية الأمن العامة في بغداد، فأنكروا كعادتهم، واعتذروا بأنه ربّما كان السيّد الجلالي قد تعرّض لحادث اختطاف من عناصر هدفها إثارة البلبلة في الرأي العام، والإساءة إلى النظام بأنه وراء هذه العملية، وأظهروا تقديرهم واحترامهم للشهيد الجلالي(قدس سره) مضافاً إلى أنه الشخص المقرّب من الإمام الخوئي ولا يمكن أن يتعرّضوا لأمثاله . بعد ذلك وحيث لم أعرف مصير الشهيد تحدّثت للامام الخوئي بأن السيّد الجلالي هُدّد من قبل مجموعة تردّت برداء الدعوة والعمل للدين، فازداد استغراب الإمام الخوئي لذلك وقال : انه لم يسمع بهذا.

وبعد شهرين من الاعتقال أُطلق سراح الطالب الذي كان بصحبة الشهيد فأخبرنا بأنّ السيّد الجلالي لم تثبت عليه إدانة.

وأضاف بأنه سيطلق سراح السيّد الجلالي بعد مدّة قليلة، حسبما أخبره ضابط أمن في مديرية الأمن العامة في بغداد، وأبلغنا بمواصلة الدراسة والحضور في مدرسة القاسم الدينية، وأن الأمور طبيعية لحين الإفراج عن السيّد الجلالي.



وفاته

تم إعدامه في شهر رمضان 1402 هـ 1982 م والتمثيل بجسده وكسروا جمجمته وشوّهوا معالم وجهه. ولم يكتفوا بما مارسوه معه من التعذيب حال حياته . وأشار هذا المعتقل إلى أن الذي أدلى بشهاته ضدّ الشهيد(قدس سره) أعدم بعده وفي نفس اليوم.