"كيوبتس" أو "الكيبوتس" (بالعبرية קיבוץ وتعني: تجمّـُع وجمعها بالعبرية קיבוצים "كيبوتسيم"، أو بالعربية "كيبوتسات") هو تجمع سكني تعاوني تضم جماعة من المزارعين أو العمال اليهود الذين يعيشـون ويعملون سـوياً، ويبلغ عـددهم ما بين 40 و1500 عضو.
ويُعدُّ الكيبوتس من أهم المؤسسات التي تستند إليها الحركة الصهيونية في فلسطين (قبل 1948) أو إسرائيل (بعد تأسيسها) والتي أثرت على الحياة السياسية والاجتماعية في إسرائيل حتى بداية الثمانيات وقتما بدأ انحطاطها. وهو مؤسسة فريدة مقصورة على المجتمع الصهيوني، إذ لا توجد أية مؤسسة تضاهيها في الشرق الأوسط أو خارجه.
تأسس أول الكيبوتسات سنة 1909 على ساحل بحيرة طبريا، على بعد 10 كم جنوبي مدينة طبريا، وسمي "كفوتسات دغانيا" (קבוצת דגניה) أي "مجموعة دغانيا". منذ ذلك الحين تأسست 300 كيبوتس تقريبا، آخرها سنة 1998. في سنة 2004 كانت في إسرائيل 278 كيبوتسا سكن فيها 126800 نسمة، أي 2% من مواطني إسرائيل، أكثريتهم الساحقة من اليهود، ،اغلهم من اليهود الغربيين أي المهاجرين من أوروبا إلى فلسطين.
ورغم تنوُّع انتماءات الكيبوتسات السياسية، تأسست عام 1999 "الحركة الكيبوتسية" تشترك فيه 85% المزارع الجماعية. وقد تكونت "الحركة الكيبوتسية" من منظمتي "الحركة الكيبوتسية الموحدة" ("تاكام") و"حركة الكيبوتس القطرية" (أو "هاشومير هاتساعير"). ومن غير هذه الحركة توجد أيضا "حركة الكيبوتس المتدين" التي تجمع التجمعات المتدينة القريبة من الحزب المتدينين القوميين ("المفدال"). قبل 1979 كان الانفصال السياسي بين الكيبوتسات أكثر، ولكن في ظل الصعوبات الاقتصادية اضطرت تكثيف التعاون بينها، وقررت توحيد أجنحتها السياسية.
إن أهمية الكيبوتسات داخل إسرائيل في العقود الثلاثة الأولى لقيام الدولة تبدو من الإحصاءات التي قد تعطي فكرة عن مدى إسهام هذه المؤسسة في المجتمع الإسرائيلي في ذلك الحين. فعلى سبيل المثال لا الحصر، بلغت نسبة أعضاء الكيبوتس في النخبة الحاكمة (أي بين قيادات المجتمع الإسرائيلي) سبعة أضعاف نسبتهم في المجتمع (ويكفي أن نذكر أن دافيد بن غوريون وموشيه ديان وشيمون بيريس ويغآل آلون وغيرهم من أبناء الكيبوتسات). وكان ثُلث الوزراء الإسرائيليين من 1949 حتى 1967 من أعضاء الكيبوتس، كما أن 40% من إنتاج إسرائيل الزراعي و7% من صادراتها في ذلك الحين كانت من إنتاج الكيبوتسات، و8% من إنتاجها الصناعي. هذا يعني أن نوعية سكان الكيبوتسات كانت من النخبة الصهيونية ومن الفئات القوية في المجتمع الصهيوني، ثم الإسرائيلي، أكبر بكثير من نسبتها في المجتمع. في نهاية سبعينات القرن ال20 ظهرت موجة من الحفيظة ضد الكيبوتسات، خاصة بين اليهود الشرقيين العائشين في المدن الصغيرة. معظم الأراضي التابعة للكيبوتسات هي بملكية الدولة، من بينها أراض صادرتها الدولة من عرب فلسطينيين هجروا خلال حرب 1948. كانت سياسة الدولة عبر السنوات منح الكيبوتسات حرية للاستثمار من أراضي الدولة ما دامت الكيبوتسات تستخدمها للزراعة والصناعة. في نهاية التسعينات أخذت بعض الكيبوتسات تستخدم هذه الأراضي لبناء مراكز تجارية وطالبت الدولة بالاعتراف بالكيبوتسات كمالكة الأراضي بالفعل. وقد نشأت حركة يهود شرقيين تطالب بإعادة تقسيم الأراضي من جديد بسبب إحساسهم بالإجحاف في هذا الأمر معتقدين أن من حقهم الاستفادة بشكل أكبر من الأراضي التابعة للدولة.
منذ فوز حزب الليكود في الانتخابات الإسرائيلية العامة سنة 1977 والأزمة الاقتصادية التي شهدتها إسرائيل في الثمانيات تقلص دعم الحكومة الإسرائيلية للكيبوتسات وتقللت أهميتها في المجتمع الإسرائيلي. الكثير من أبناء أعضاء الكيبوتسات انتقلوا إلى المدن أو إلى البلدات غير التعاونية. كذلك، في السنوات الأخيرة، أصبح بعض الكيبوتسات بلدات غير تعاونية لاستحالة أعضائها التمسك بالأفكار التعاونية في ظل التغييرات بمنهج الاقتصاد الإسرائيلي.
د. عبد الوهاب المسيري، "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، دار الشروق، القاهرة 2004.