كنيسة يسوع الملك للكلدان الكاثوليك بالحسكة (بالآرامية: ܥܕܬܐ ܟܠܕܝܬܐ ܩܬܘܠܝܩܝܬܐ) هي كنيسة في مدينة الحسكة في سوريا وتنتمي إلى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية البابلية المنتمية بدورها إلى الكرسي الرسولي بروما .
في أوائل القرن العشرين نزح بعض الكلدان عن بلادهم الأصلية، وهجروا بلاد الرافدين وتركيا والعجم[بحاجة لإعادة كتابة]، هربا من الحكم العثماني المتهم بأضطهاده الكبير ضد المسيحيين والآشوريين، وأستوطنوا مدن سوريا و لبنان ، ومن بينهم مدينة الحسكة في شمال شرق سورية التي كانت في بداية نهضتها، وكانت تسمى هذه المنطقة بالجزيرة العليا .
كانت هذه الكنيسة في بدايتها تابعة كنسيا لمطرانية ماردين الكلدانية.
تتأصل أكثر العائلات الكلدانية الحسكاوية بالعادات و التقاليد والطقوس الماردينلية، كما تتأثر أيضا بمناطق ديار بكر وسعرت و أورميا و جزيرتا بوتان و ابن عمر و شمال العراق .
كانت الطوائف الشرقية الكاثوليكية في ذلك الزمان ترعى الشؤون الكلدانية الروحية، إلى أن بدأ عام 1930 المطران مار إسرائيل أودو (1859-1941) راعي أبرشية ماردين في آنذاك برعاية أبناء الطائفة بالحسكة فقد أرسل إليهم الكاهن أوغسطين خرموش (1832-1955) في نيسان 1930 ، بعد أن كان قد خدم في أبرشية ماردين الكلدانية .
عندما وصل الكاهن الجديد إلى رعيته بالحسكة، حل ضيفا لمدة عام في منزل هرمز شاقو و خصص غرفة من المنزل لإقامة الذبيحة الإلهية وممارسة الأسرار المقدسة فيها، لحين شراء أرض لبناء كنيسة عليها.
وفي عام 1931 وقع إختيار أوغسطين على تلة مرتفعة و اتخذ منها وقفا للطائفة وبنى عليها معبداً صغيراً ( كابيلا ) وعدة غرف لسكناه ، على نفقة المطران إسرائيل أودو ، كما بنى أيضاً وأحدى وعشرين محلاً للوقف ، ثم حول هذه المحلات لبيوت للإيجار .
والجدير بالذكر هنا أنه في 12 أيار 1931 تم تأسيس جمعية القديس منصور دي بول بول الخيرية ، وكان مرشدها الروحي هو أوغسطين خرموش .
وفي العام التالي ( 1932 ) باشر الخوري ببناء الكنيسة من الحجر الأبيض تحت أسم يسوع الملك برخصة وبدعم مادي من راعي أبرشية ماردين المطران مار إسرائيل أودو ثم توالت التبرعات من المنتسبين للكنيسة.
تم تكريسها من قبل المطران يعقوب يوحنا حبي النائب البطريركي على السريان الكاثوليك بالجزيرة في 7 نيسان 1935 .
ونظرا لجهود أوغسطين خرموش في خدمة الكنيسة في تلك الحقبة رقي إلى رتبة الخوريفسقفوس ، وذلك بموجب سك رسمي من قبل المطران إسرائيل أودو.
توفي المطران إسرائيل أودو في شباط 1940 ،وفي 25 تشرين الثاني 1936 عين فيليب شوريز ( السعرتي الأصل ) من قبل الكرسي الرسولي مدبراً رسوليا ًُ لطائفة الكلدان الجزيرة العليا وكان مركزه مدينة الحسكة وكان يتنقل بين الحسكة و القامشلي و ساهم في إنشاء دار الخورنة في الحسكة ، لكن أصيب بالمرض ( ذات الرئة ) وتوفى في مشفى أوتيل ديو في بيروت 8 نيسان 1938 .
تم تعيين جبرائيل نعمو مدبراً رسولياً على الكلدان في سورية ولبنان و الجزيرة العليا من قبل الكرسي الرسولي في 30 أيلول 1938 ثم رقي إلى درجة الأسقفية في 2 نيسان 1939 بوضع يد غبطة البطريرك مار يوسف عمانوئيل توما الثاني ، أمافي 10 آب 1939 فقد عين المطران جبرائيل نعمو ، الخوريفسقفوس أوغسطين خرموش نائبا أسقفياً لمنطقة الجزيرة العليا ،
خدم هذه الأبرشية الشاسعة من مقره بحلب لمدة 18 عام .
وفي عهده عين الأب الخوريفسقفوس أوغسطين خرموش نائبا أسقفياً للجزيرة العليا في 10 آب 1939 . في هذه الأثناء ازدهرت النشاطات الكنسية والاجتماعية في الكنيسة ، كذلك في نفس العام تأسست مدرسة الكلدان الكاثوليك تحت شعار ( علم وفضيلة ) ، التي قامت بتدريس العديد من الطلاب من جميع الطوائف والمذاهب و الأطياف بالحسكة ، وتم تشكيل نادي للشبيبة الكلدانية ، وأخوية قلب يسوع ، ومجلس استشاري لكاهن الرعية ( المجلس المللي ) وبهمة الراعي الفاضل الخوريفسقفوس أوغسطين خرموش تم تأسيس المدرسة الكاثوليكية الموحدة في مدينة الحسكة ( تضم الكنائس الكاثوليكية كلدن - أرمن - سريان ) ، وكان المدير الأول لها ( من عام 1952 - 1955 ) . وعند ما كان في دير السيدة يقيم رياضة روحية هناك مع أخوته الكهنة وصل خبر وهي وفاه الخوريفسقفوس أوغسطين خرموش أثر مرض ذات الرئة وجرى هناك بالموصل حفل تأبيني كبير له ترأسه النائب البطريركي المطران سليمان الصائغ ، إعيد جثمانه إلى مقر رعيته ودفن في ثراها بتاريخ 25/أيلول/1955.