القابلية للاستعمار هو مصطلح أو مفهوم طرحه مالك بن نبي في 1948 م في كتاب شروط النهضة ، فالمحتل الذي يحتل أرضا ويسيطر على ترابها فأنه مع مرور الزمن يبقى غازيا ومحتل لفرد غير قابل للاستعمار ، ويكون مستعمرا لفرد قابل للاستعمار ، والقابلية تعتمد على مفاهيم الاستعمار, الحضارة ، الفرد والمجتمع .
الاستعمار هو أن تسيطر دولة ما بقوة السلاح أو المال أو التفوق التكنولوجي والعلمي على دولة أو عدة دول وتستغل مواردها وثرواتها لصالحها ، وقد بدا الاستعمار في عهود مبكرة من الفراعنة والرومان وغيرهم ، ومنها الاحتلال العسكري الأسباني في أميركا والإنكليزي في ما يعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال التي استعمرت المرافئ والمراكز التجارية ، وبدأ الاستعمار المالي بشركات ما وراء البحار والاستغلال والاحتكار لثروات بلدان الشرق الأقصى . فقد استطاعت إنجلترا أن تستعمر قارة الهند بكاملها, فكانت الهند تنتج وتصدر المواد الأولية من شاي وقطن وتبيع لإنجلترا بسعر زهيد وتعيد إنجلترا للهند القطن منسوجا في مصانعها بسعر مرتفع .
الحضارة : هي مجموع الشروط الأخلاقية والمادية التي تتيح لمجتمع معين أن يقدم لكل فرد من أفراده في كل أطوار حياته المساعدة الضرورية . فأفراد المجتمع يضعون الشروط لنهضته مثل التعليم و الأمن واحترام الفرد وغيرها . ويحاول المستعمر أن يفرض شروط حضارته على البلاد التي أحتلها ، ويفرض ثقافته وغيرها ليبقى البلد المحتل تابعا له . فالحضارة هي التي تصنع منتجاتها وليس العكس ، وليست الحضارة تكديس واستهلاك لمنتجات حضارة أخرى ، فكثير من البلدان يظهر فيها الزي الأوربي والسيارة الفارهة والهاتف النقال وناطحات السحاب مع التخلف في المجتمع و الأمية والتبعية .
الزجاج مثالا قابل للكسر ولكن صناعيا أمكن تصنيع زجاج غير قابل للكسر بتغيير المواد الأساسية بطرق صناعية, والمجتمع قابل للاستعمار لأن لديه القابلية ، والاحتلال تأكيد للقابلية وعدمها ، كما هو كسر الزجاج تأكيد للقابلية وعدمها ،المثال عليها هو الجزائر مع المحتل الفرنسي والهند مع المحتل الإنكليزي ، الجزائر تخسر مليون ونصف المليون شهيد في حرب استقلالها ، وتخضع الهند ويستغل المحتل ثرواتها لفترة طويلة من الزمن قبل أن تنال استقلالها .