بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين فى الأولى والآخرة والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وعنا معهم ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين بتوفيق من الله تعالى نبدأ بهذه الدراسة عن : السياحة الفكرية . أولا : تمهيد : للتعريف عن السياحة عامة وفكرة الدراسة . ثانيا : أبواب الدراسة : الباب الأول : عن السياحة بمفهومها الشامل فصلان : الفصل الأول : تعريف وتاريخ ونشأة وتطور السياحة ومقوماتها . الفصل الثانى : نظام العمل فى صناعة السياحة . الباب الثانى : عن السياحة الفكرية . الأهتداء بالآيات القرآنية الكريمة , وتفسير علماء المسلمين للآيات التى تدعوا الى : السير فى الأرض( قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الأمم من قبلكم ) ( قل سيروا فى الأرض ثم انظروا كيف بدأ الخلق ) وغيرها من الآيات كثيرة الباب الثانى : استخلاص الحكمة من الأتجاه للسياحة الفكرية . الخاتمة . السياحة فى الاسلام :
فصل فى : أن السير فى الأرضللنظر والأعتبار .
فصل فى : أن السير فى الأرض لتحصيل الرزق والمكاسب والتجارة . فصل فى : أن السير فى الأرض لتحصيل العلم . بتوفيق من الله عند الله سبحانه وتعالى ومع الداومة على قراءة القرآن الكريم ، وما ينتج عنها من نعم كثيرة ، وباعتبار كتاب الله تعالى النور الذى يهدى المؤمنين ، رأينا تعدد الآيات الكريمة التى تدعوا الى : السير فى الأرض للنظر : كيف كانت عاقبة الأمم السالفة ، وللنظر : كيف بدأ الخلق ، وغيرها من الآيات العديدة . ان مفهوم السياحة ، نشاط قديم ، نشأ منذ أن بدأ الأنسان ينظر ويتدبر ليرى أن احتياجاته فى المكان الذى يقيم فيه دائما ، لا تشبعها الأمكانيات المتوافرة بهذا المكان ، فبدأ يبحث عنها فى أماكن أخرى يستطيع أن يذهب اليها ويعود بما يعود عليه وعلى غيره بالنفع . كما أن هناك اماكن أخرى تتوافر بها بكثرة حاجات الأنسان ، رأى أن يذهب بها ليعرضها وبيعها ويتكسب من ورائها .ان هذا النشاط القديم ما هو فى الحقيقة : الا السفر من أجل التجارة وعقد الصفقات وحضور المعارض التجارية : أو سياحة رجال الأعمال . وقياسا على هذا النشاط التجارى منذ القدم ، هناك أيضا عدة أنواع من السفر كان يقوم بها الأنسان اما : - لتلقى العلم ، أو العلاج ، أو القيام بالمناسك الدينية . كما اختلفت وسائل الأنتقال وتطورت من : السفر على الدواب ، فالسفن ، فالقطارات ، والطائرات ، فالسيارات الخاصة والعامة . واختلفت أماكن الأقامة : من اقامة التاجر القديم بنصب خيمته ، أو عند تجار أمثاله ، الى النزل والخانات ، والأستراحات ، فالفنادق وأماكن الأقامة المختلفة . وتنوعت أشكال السياحة : اما سياحة أفراد أو مجموعات وعائلات . وتعددت أغراض السياحة : فمنها السفر من أجل التجارة ، أو لتلقى العلوم ، أو لقضاء العطلات الموسمية أو للعلاج أو لأداء المناسك الدينية أو : السياحة الدينية ،و السياحة العلاجية ، والرياضية ، والترفيهية ، الخ . ونرى مما سبق أن السفر نشاط قديم متجدد زمانا بعد زمان ، لأغراض متعددة ، بوسائل مختلفة ، الى جهات وأماكن شتى ، وكلها أنشطة ضرورية تشبع حاجات الأنسان وتحقق آماله وتعود عليه بالنفع . وهناك نشاط انسانى يدعونا الله تعالى للقيام به : هذا النشاط المتمثل فى السير فى الأرض للنظر والأعتبار : فهل نطلق عليه : السياحة الفكرية ( السير فى الأرض للنظر والأعتبار ) . واذ ندعوا الله تعالى أن يوفقنا لأتمام هذه الدراسة ونشرها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فريد فرح عبد السيد – القاهرة - جمهورية مصر العربية . 76 74 144 010 2 + القاهرة فى 30 من ذى القعدة 1428 / 10 ديسمبر 2007 info@nubianegypt.com
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين فى الأولى والآخرة والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وعنا معهم ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين بتوفيق من الله تعالى نبدأ بهذه الدراسة عن : السياحة الفكرية . أولا : تمهيد : للتعريف عن السياحة عامة وفكرة الدراسة . ثانيا : أبواب الدراسة : الباب الأول : عن السياحة بمفهومها الشامل فصلان : الفصل الأول : تعريف وتاريخ ونشأة وتطور السياحة ومقوماتها . الفصل الثانى : نظام العمل فى صناعة السياحة . الباب الثانى : عن السياحة الفكرية . الأهتداء بالآيات القرآنية الكريمة , وتفسير علماء المسلمين للآيات التى تدعوا الى : السير فى الأرض( قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الأمم من قبلكم ) ( قل سيروا فى الأرض ثم انظروا كيف بدأ الخلق ) وغيرها من الآيات كثيرة الباب الثانى : استخلاص الحكمة من الأتجاه للسياحة الفكرية . الخاتمة . السياحة فى الاسلام :
فصل فى : أن السير فى الأرضللنظر والأعتبار .
فصل فى : أن السير فى الأرض لتحصيل الرزق والمكاسب والتجارة . فصل فى : أن السير فى الأرض لتحصيل العلم . بتوفيق من الله عند الله سبحانه وتعالى ومع الداومة على قراءة القرآن الكريم ، وما ينتج عنها من نعم كثيرة ، وباعتبار كتاب الله تعالى النور الذى يهدى المؤمنين ، رأينا تعدد الآيات الكريمة التى تدعوا الى : السير فى الأرض للنظر : كيف كانت عاقبة الأمم السالفة ، وللنظر : كيف بدأ الخلق ، وغيرها من الآيات العديدة . ان مفهوم السياحة ، نشاط قديم ، نشأ منذ أن بدأ الأنسان ينظر ويتدبر ليرى أن احتياجاته فى المكان الذى يقيم فيه دائما ، لا تشبعها الأمكانيات المتوافرة بهذا المكان ، فبدأ يبحث عنها فى أماكن أخرى يستطيع أن يذهب اليها ويعود بما يعود عليه وعلى غيره بالنفع . كما أن هناك اماكن أخرى تتوافر بها بكثرة حاجات الأنسان ، رأى أن يذهب بها ليعرضها وبيعها ويتكسب من ورائها .ان هذا النشاط القديم ما هو فى الحقيقة : الا السفر من أجل التجارة وعقد الصفقات وحضور المعارض التجارية : أو سياحة رجال الأعمال . وقياسا على هذا النشاط التجارى منذ القدم ، هناك أيضا عدة أنواع من السفر كان يقوم بها الأنسان اما : - لتلقى العلم ، أو العلاج ، أو القيام بالمناسك الدينية . كما اختلفت وسائل الأنتقال وتطورت من : السفر على الدواب ، فالسفن ، فالقطارات ، والطائرات ، فالسيارات الخاصة والعامة . واختلفت أماكن الأقامة : من اقامة التاجر القديم بنصب خيمته ، أو عند تجار أمثاله ، الى النزل والخانات ، والأستراحات ، فالفنادق وأماكن الأقامة المختلفة . وتنوعت أشكال السياحة : اما سياحة أفراد أو مجموعات وعائلات . وتعددت أغراض السياحة : فمنها السفر من أجل التجارة ، أو لتلقى العلوم ، أو لقضاء العطلات الموسمية أو للعلاج أو لأداء المناسك الدينية أو : السياحة الدينية ،و السياحة العلاجية ، والرياضية ، والترفيهية ، الخ . ونرى مما سبق أن السفر نشاط قديم متجدد زمانا بعد زمان ، لأغراض متعددة ، بوسائل مختلفة ، الى جهات وأماكن شتى ، وكلها أنشطة ضرورية تشبع حاجات الأنسان وتحقق آماله وتعود عليه بالنفع . وهناك نشاط انسانى يدعونا الله تعالى للقيام به : هذا النشاط المتمثل فى السير فى الأرض للنظر والأعتبار : فهل نطلق عليه : السياحة الفكرية ( السير فى الأرض للنظر والأعتبار ) . واذ ندعوا الله تعالى أن يوفقنا لأتمام هذه الدراسة ونشرها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فريد فرح عبد السيد – القاهرة - جمهورية مصر العربية . 76 74 144 010 2 + القاهرة فى 30 من ذى القعدة 1428 / 10 ديسمبر 2007 info@nubianegypt.com
بوابة:فكر/صورة مختارة
بوابة:فكر/سينمائيون
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين فى الأولى والآخرة والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وعنا معهم ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين بتوفيق من الله تعالى نبدأ بهذه الدراسة عن : السياحة الفكرية . أولا : تمهيد : للتعريف عن السياحة عامة وفكرة الدراسة . ثانيا : أبواب الدراسة : الباب الأول : عن السياحة بمفهومها الشامل فصلان : الفصل الأول : تعريف وتاريخ ونشأة وتطور السياحة ومقوماتها . الفصل الثانى : نظام العمل فى صناعة السياحة . الباب الثانى : عن السياحة الفكرية . الأهتداء بالآيات القرآنية الكريمة , وتفسير علماء المسلمين للآيات التى تدعوا الى : السير فى الأرض( قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الأمم من قبلكم ) ( قل سيروا فى الأرض ثم انظروا كيف بدأ الخلق ) وغيرها من الآيات كثيرة الباب الثانى : استخلاص الحكمة من الأتجاه للسياحة الفكرية . الخاتمة . السياحة فى الاسلام :
فصل فى : أن السير فى الأرضللنظر والأعتبار .
فصل فى : أن السير فى الأرض لتحصيل الرزق والمكاسب والتجارة . فصل فى : أن السير فى الأرض لتحصيل العلم . بتوفيق من الله عند الله سبحانه وتعالى ومع الداومة على قراءة القرآن الكريم ، وما ينتج عنها من نعم كثيرة ، وباعتبار كتاب الله تعالى النور الذى يهدى المؤمنين ، رأينا تعدد الآيات الكريمة التى تدعوا الى : السير فى الأرض للنظر : كيف كانت عاقبة الأمم السالفة ، وللنظر : كيف بدأ الخلق ، وغيرها من الآيات العديدة . ان مفهوم السياحة ، نشاط قديم ، نشأ منذ أن بدأ الأنسان ينظر ويتدبر ليرى أن احتياجاته فى المكان الذى يقيم فيه دائما ، لا تشبعها الأمكانيات المتوافرة بهذا المكان ، فبدأ يبحث عنها فى أماكن أخرى يستطيع أن يذهب اليها ويعود بما يعود عليه وعلى غيره بالنفع . كما أن هناك اماكن أخرى تتوافر بها بكثرة حاجات الأنسان ، رأى أن يذهب بها ليعرضها وبيعها ويتكسب من ورائها .ان هذا النشاط القديم ما هو فى الحقيقة : الا السفر من أجل التجارة وعقد الصفقات وحضور المعارض التجارية : أو سياحة رجال الأعمال . وقياسا على هذا النشاط التجارى منذ القدم ، هناك أيضا عدة أنواع من السفر كان يقوم بها الأنسان اما : - لتلقى العلم ، أو العلاج ، أو القيام بالمناسك الدينية . كما اختلفت وسائل الأنتقال وتطورت من : السفر على الدواب ، فالسفن ، فالقطارات ، والطائرات ، فالسيارات الخاصة والعامة . واختلفت أماكن الأقامة : من اقامة التاجر القديم بنصب خيمته ، أو عند تجار أمثاله ، الى النزل والخانات ، والأستراحات ، فالفنادق وأماكن الأقامة المختلفة . وتنوعت أشكال السياحة : اما سياحة أفراد أو مجموعات وعائلات . وتعددت أغراض السياحة : فمنها السفر من أجل التجارة ، أو لتلقى العلوم ، أو لقضاء العطلات الموسمية أو للعلاج أو لأداء المناسك الدينية أو : السياحة الدينية ،و السياحة العلاجية ، والرياضية ، والترفيهية ، الخ . ونرى مما سبق أن السفر نشاط قديم متجدد زمانا بعد زمان ، لأغراض متعددة ، بوسائل مختلفة ، الى جهات وأماكن شتى ، وكلها أنشطة ضرورية تشبع حاجات الأنسان وتحقق آماله وتعود عليه بالنفع . وهناك نشاط انسانى يدعونا الله تعالى للقيام به : هذا النشاط المتمثل فى السير فى الأرض للنظر والأعتبار : فهل نطلق عليه : السياحة الفكرية ( السير فى الأرض للنظر والأعتبار ) . واذ ندعوا الله تعالى أن يوفقنا لأتمام هذه الدراسة ونشرها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فريد فرح عبد السيد – القاهرة - جمهورية مصر العربية . 76 74 144 010 2 + القاهرة فى 30 من ذى القعدة 1428 / 10 ديسمبر 2007 info@nubianegypt.com
كتاب عالمي جديد يهود ضد الصهيونية النسخة الكاملة إهداء من المؤلف لكافة مطالعي موسوعة ويكيبيديا
تأليف محمد نمر المدني كاتب وباحث ومفكر سوري
يهود ضد الصهيونية
يهود ضد الصهيونية ثالث أهم كتاب للباحث والكاتب السوري محمد نمر المدني منشورات الدار الحديثة دمشق سورية حقوق الطبع بكافة اللغات محفوظة عالمياً للدار الحديثة بدمشق أنجز الطبع بتاريخ 1 أيار 2007 للاتصال بالمؤلف:
monomr@yahoo.com يسمح باقتباس نصوص وفقرات من هذا البحث مع الاشارة الى المصدر
يهود ضد الصهيونية
محمد نمر المدني
الاهداء.... الى ألما طفلتي الحلوة التي سألتني - لماذا يضربون القنابل على لبنان ؟ وإلى ميار وإباء.
بسم الله الرحمن الرحيم
ولبئس ماشروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون
صدق الله العظيم سورة البقرة الآية 102
هذا الكتاب فقدان الوطن اليهودي
نستخلص من دراسة التاريخ اليهودي عموماً وتاريخ الصهيونية خصوصاً.ومن دراسة الحركات والشخصيات اليهودية المؤثرة, بأن اليهود لاوطن لهم على الاطلاق,وأن هذا الكيان المعاصر المدجج بالسلاح ليسس سوى لعصابة ارهابية من الصهاينة الذين لاقيم لهم يعتنقونها, ولامباديء يحتذونها, ولاأسس يعملون بها. وانما هم يستجيرون بمختارات من القيم المتنوعة التي يقومون أيضاً يتعديلها وتزويرها وفق ماتقتضيه حاجاتهم,بل انهم أحياناً يأخذون بفكر خصومهم من اليهود, ويضطرون إلى تمجيد هؤلاء الخصوم. بالنظر في النتاج الفكري والفلسفي والديني اليهودي الكثير والمتنوع, نستنتج بأن هؤلاء الصهاينة لايمتلكون أية قيم وأية قاعدة فكرية يستند كيانهم على أساسها. انهم يعتمدون فحسب على أكذوبة المحرقة. تلك الأكذوبة التي طواها الزمن. والتي فضحت تفاصيلها ولم يعد أحد حتى من الصهاينة أنفسهم يصدق أحداثها. وان كل النتاج اليهودي يتبرأ من الصهيونية, وكان على الدوام معادياً لها,وسيبقى على عداءه هذا.بل ان اليهود الأحرار يزدادون يوماً بعد يوم بشكل كبير ومقلق للصهيونية وللوجود الاسرائيلي كله. وفي يوم ليس ببعيد سينتصرون عليها. وستضطر الصهيونية لأن تقف عارية بلا قيم وبلا سند. والصهيونية الاسرائيلية تشعر بدنو ذلك اليوم. وتدرك أن ساعة نهايتها قريبة جداً ويقلق حكام اسرائيل من ذلك وقد عبّر ايهود باراك عن قلقه هذا عندما أعلن في برلين بأن اسرائيل تمتلك السلاح النووي وستستخدمه عند الحاجة. وانّ السكان الذين تعتمد عليهم اسرائيل وتجندهم ضد العرب والمسلمين ليسوا جميعهم يهوداً. فمنهم المسيحيون ومنهم الدروز. وبين المستوطنين الجدد مسيحيين ووثنيين قامت اسرائيل باستقدامهم من الاتحاد السوفيتي المنحل, ومن أفريقيا, لتزيد بواسطتهم مواطنيها اليهود مقابل العرب الفلسطينيين.لكن حوالي ميليون ونصف الميليون من هؤلاء يرفضون أن يتهوّدوا ويصرّون على الاحتفاظ بدياناتهم وهي ديانة آبائهم وأجدادهم, وهؤلاء يشكّلون خطراً اضافياً على اسرائيل.وقد برز هذا الخطر في حرب صيف 2006 التي أوضحت فساد وتناقض المجتمع الاسرائيلي من الداخل. وان يهود العالم المشتتين لايقتنعوا بأن اسرائيل هي دولتهم, ولذلك لم يستوطنوا فيها.وان أغلبيتهم تعادي الصهيونية وجرائمها. ومن هنا ندرك تصميم اليهود على البقاء في الشتات. وايمانهم القوي بأن لادولة لليهود. وعندئذ تظل هذه الاسرائيل عصابة لاظلّ لها في العالم كله الا الدعم المالي والعسكري الكبير الذي تمنحه لها الولايات المتحدة وغيرها. وبحصولها على هذا التسلح تصبح كلب حراسة للولايات المتحدة كما قال اليهودي جون روز. ولأن هذا الدعم المالي اليهودي يتناقص يوماً بعد يوم ولأن اسرائيل تعجز عن بقائها كلب الحراسة للولايات المتحدة, فسيأتي يوماً قريباً, تستغني الولايات المتحدة فيه عن كلب الحراسة هذا. اننا نحن العرب المسلمين في مواجهة عدو قزم وتافه وصغير الحجم والفعل.عدو مكروه ومنبوذ من شعوب العالم كله حتى من اليهود أنفسهم. عدو جبان ومختلّ في داخله وآيل إلى السقوط. وبالمقارنة مع الحروب والمواجهات التي خاصها العرب والمسلمين عبر التاريخ فان هذا العدو هو الأقل قوة والأدنى شأناً والأصغر حجماً بين جميع الكيانات التي انتصر عليها أسلافنا وأجدادنا العظماء. وليكن معلوماً بأن أية صورة عن قوة هذا العدو الصهيوني مهما كان مصدرها ليست الاّ من نتاج الحرب النفسية التي تهدف إلى ايقاع الرعب والجبن في النفس العربية والاسلامية, وبالتالي حماية هذا الكيان من الزوال. ومن العناصر المشتركة عند مشاهير اليهود أنهم جميعاً تقريباً يتنقلون من بلد لآخر باستمرار وفي كل بلد يقيم اليهودي فيه يحقق تطوراً نوعياً في حياته,ونلاحظ عند هؤلاء قابلية التحول الكبير السريع والفجائي عن المنهج والفكر الذي كان يعتنقه,وهذا التحول الذي يحدث بالأصل بسبب عدم وجود الوطن يدعوه للانتقال إلى بلد آخر ليتمكن فيه من دعم فكره الجديد وتطويره.وبذلك فانّ أشخاص كانوا عاديين جداً يصبحون مشاهير ومبدعين, ومن المؤكد بأن عدم انتمائهم لأي وطن كان السبب في شهرتهم وابداعهم. ومن الملاحظ أيضاً أن كافة اليهود المشاهير والمبدعين والذين قدّموا للانسانية خدمات في نتاجاتهم لم ينتموا أبداً للصهيونية بل كانوا معادين لها. وبنفس الوقت فان أتباع الصهيونية لم يبدعوا ولم يخرج من بينهم مفكرين وفلاسفة وعلماء بل خرج منهم قتلة وكفرة ووثنيون وعنصريون وكاذبون ومنافقون. وهذه السمات الصهيونية تجبر من يتحلى بها أن يتخلى عن القيم والمباديء وعن أي ابداع حقيقي. ومن هذا المنطلق كانت اسرائيل عقبة لليهود أنفسهم كما يؤكد اليهود. كما نلاحظ في مسيرة حياة اليهود المعادين للصهيونية عنصر مشترك واحد, وهو احتكاك هؤلاء بالعرب المسلمين وتعرفهم على حقيقة الموقف العربي وبالتالي على الاعتداء والظلم الذي تمارسه الصهيونية ضد العرب, وبناء على تلك المعرفة تتكون لديهم مواقف معادية لاسرائيل ولجرائمها. وهذا الأمر ينبهنا إلى أهمية الاحتكاك والتبادل الثقافي, وضرورة تفعيله وتنشيطه على كافة المستويات. سواء مع اليهود المعادين للصهيونية أم غيرهم من أبناء الغرب والعالم. مثلما كان اليهود منبوذين ومضطهدين في أوروبا طوال القرون الماضية, فان اسرائيل اليوم دولة منبوذة من شعوب العالم كله.وتفيد استطلاعات الرأي العالمية بأن اسرائيل وحكّامها يسببان الاشمئزاز والنفور.والانزعاج من انشغال الاعلام بهم.
وفوق ذلك فان اليهود أنفسهم باتوا ينزعجون من الصهيونية ويكيلون لها الاتهامات الكثيرة ويعلنون عدائهم لها. ويعملون بجد ونشاط على ازالتها.ويكثر عدد هؤلاء يوماً بعد يوم. وهم يعيشون داخل اسرائيل وفي دول أخرى. ولعلّ هؤلاء اليهود المعادون للصهيونية هم السلاح الجديد الذي أصبح يهدد الكيان الصهيوني تهديداً حقيقياً. وتبلغ نسبتهم حوالي 90 % من عدد يهود العالم.
وفي هذا البحث نسلّط الضوء على عدد كبير من هذه الحركات والجماعات اليهودية, اضافة للمفكرين والكتاب والأدباء اليهود المعادون للصهيونية. وان تسليط الضوء على هؤلاء والاهتمام بهم يزيد من نشاطاتهم المعادية للصهيونية ويخدم قضيتنا العربية.هؤلاء اليهود يكفّرون الصهيونية ويخرجونها من الجماعة اليهودية, وينتقدون جرائمها وأكاذيبها باستمرار. وينتقدون أكذوبة الهولوكوست التي ابتدعتها الصهيونية. وينشطون في توزيع بياناتهم في وسائل الاعلام العالمية. وهم يشكّلون أكبر خطر على اسرائيل.
الفصل الأول الرفض العالمي للصهيونية
العداء اليهودي للصهيونية يستند العداء اليهودي للصهيونية على أسس عديدة نذكر منها: تكفير الصهيونية واتهام الصهاينة بعدم المعرفة بالتوراة وبعناصر الديانة اليهودية, وارتكاب الصهاينة لجرائم وتناقضات تاريخية منها الزعم بأن العبرية هي لغة اليهود ولغة التوراة, فيما يعتقد البعض بأن العبرية ليست اللغة اليهودية القديمة. ويتهمون الصهيونية بأنها مؤسسة مصالح لامؤسسة يهودية عادلة. ويرفض يهود العالم بالاجمال الهجرة الى دولة الكيان والاستيطان فيها ويبنون مواقفهم على أسس انتقادية متعددة. رغم أن يهود إسرائيل لا يشكلون إلا نسبة ضئيلة من يهود العالم لا تتجاوز الخمس. وأنّ نسبة كبيرة منهم تزيد عن 60 % يرفضون الصهيونية قلباً وقالباً, فإن الحركة الصهيونية استطاعت فيما مضى. وبواسطة الضغوط والعنف أن تهيمن على معظم المؤسسات اليهودية في العالم ، ومنها كثير من الجمعيات اليهودية الأرثوذكسية والإصلاحية التي يوجد بينها وبين الصهيونية تَناقُض من ناحية العقيدة. لكنّ هذه السيطرة القديمة بدأت تتهاوى اليوم. اذ ظهر العداء اليهودي للصهيونية بصورة فاضحة لامثيل لها وباتت تهدد الكيان الصهيوني تهديداً حقيقياً. ومن هنا لجوء اسرائيل الأخير للتفاوض ولمحاولة احلال السلام المزيف وانهاء الأزمة مع العرب.ترى اليهودية الأرثوذكسية أن اليهود شعب بالمعنى الديني وحسب وليس بالمعنى العرْقي كما يتصوَّر الصهاينة. أما اليهودية الإصلاحية فترى أن اليهود ليسوا شعباً أساساً وإنما جماعة دينية يؤمن أفرادها بالعقيدة نفسها.
لاقت الحركة الصهيونية مقاومة شديدة عند ظهورها من أغلبية أعضاء الجماعات اليهودية في العالم واضطرت إلى غزو جماعة الدياسبورا، ولجأت إلى أنواع من العنف لقهرها والسيطرة عليها، وهذا ما تم بالفعل مع منتصف الخمسينيات. ولكن حتى بعد أن حققت الحركة الصهيونية ذلك، رفض أعضاء الجماعات اليهودية الخضوع للأوامر والنواهي الصهيونية. فهم، على سبيل المثال، يرفضون الهجرة إلى إسرائيل ويرون أن مصطلح الوطن القومي ماهو الا مصطلح وهمي، كما أن اهتمام أعضاء الجماعات اليهودية في العالم ينصبّ على موروثهم الثقافي من المجتمع الذي يعيشون في كنفه، فيهود الولايات المتحدة وبريطانيا يتعلمون الإنجليزية ويضعون مؤلفاتهم الدينية والدنيوية بها، كما أنهم لا يدرسون العبرية. وهذا الوضع هو تعبير عن رفض ضمني كامن للمفاهيم الصهيونية. وهي مفاهيم تؤكد أن يهود العالم مجرد أداة لتحقيق الهدف الصهيوني، وأنهم يمثلون هامـشاً يدور حـول المركز القومي الصهيوني أي الدولة الصهيونية. وحتى في إطار الخضوع الظاهري الكامل لإسرائيل، تنشأ مشاكل عدة بين يهود العالم من الصهاينة واليهود غير الصهاينة. ولعل أهم هذه القضايا هي تلك التي أُثيرت منذ عام 1948 عن مدى حق أعضاء الجماعات، على مستوى العالم، في توجيه النقد لإسرائيل. فالدولة الصهيونية تحاول أن تكون علاقتها بيهود العالم علاقة هيمنة، فتتلقى منهم العون والمساعدات والتأييد دون أن يكون لهم حق التدخل في شئونها. وتبين لهم بأنها تمارس الضغوط التعسفية عليهم كما تمارسها على الفلسطينيين ولكنهم، في نهاية الأمر، رفضوا الهجرة إليها وآثروا البقاء في المنفى،فهم يرون المسألة بشكل مختلف، إذ كيف يُطلَب منهم قبول قرارات سياسية إسرائيلية لم يشتركوا في صياغتها، أو تأييد هذه القرارات دون اعتراض؟ وإذا كان لدى الدولة الصهيونية استعداد لأن تتلقى نقودهم بصدر رحب وحماس زائد، فيجب أيضاً أن يتسع صدرها لانتقاداتهم التي تَنصبُّ في الغالب على مسائل محدَّدة.وأولى المسائل المهمة التي يثيرها يهود العالم أن الصهيونية وعدتهم بأن تؤسِّس دولة يهودية تسمح لليهود بالتحكم في مصائرهم مستقلين عن مجتمع الأغيار. ولكن هؤلاء، حين ينظرون، يرون دولة مصابة بأزمة اقتصادية مزمنة وبحرب عسكرية دائمة وبقتل لليهود لايتوقف. فيتنصلون منها. ثم ان انتقاداتهم بمجموعها لو أخذت بها الصهيونية فهذا يعني زوال الصهيونية كلها وازاحتها.
وقد ادعت الصهيونية أن اليهود مصابون بشتى أمراض المنفى، مثل الهامشية والطفيلية وانقلاب الهرم الإنتاجي، وأنها ستقوم بتحويلهم إلى شعب منتج يعمل بيديه. ولكن هذه الدعوات لم تتحقق إذ أن عدد اليهود في الدولة الصهيونية الذين يشتغلون بأعمال إنتاجية في الوقت الحالي يبلغ 20 % ، وكانت النسبة 24% قبل عام 1948. وقد تزايد قطاع الخدمات وتَضخَّم في المجتمع الإسرائيلي وفي الجيش نفسه.ومن القضايا التي يثيرها يهود العالم مشكلة معدلات العلمنة الزائفة المتزايدة في الدولة الصهيونية التي لا تسودها القيم اليهودية، فكثيراً ما يجدون أن بعض مبعوثي الدولة اليهودية لم يقرأوا التوراة في حياتهم قط، ولم يذهبوا إلى معبد يهودي. وتضطر الدولة التي يقال لها يهودية إلى أن تعطي دورات مكثفة في الدين اليهـودي لبعـض مبعـوثيها إلى الخـارج حتى لايفتضح سرها. فهم لا يعرفون كيف تُقام الصلوات اليهودية ولا يدرون شيئاً عن السلوك الواجب اتباعه في المعبد اليهودي.
ويشير هؤلاء المتدينون أيضاً إلى أن الدولة اليهودية، التي كان من المفترض أن تكون مثلاً أعلى يُحتذَي، تبين أنها ذات توجُّه استهلاكي حاد وهي دولة تنتشر فيها الجرائم والمخدرات والدعارة، كما أصبحت ترتع فيها الجريمة المنظمة، وأصبح الجهاز الحكومي لا يتمتع بسمعة طيبة بسبب فضائحه المالية والجنسية المتتالية. وتتهم الدولة الصهيونية أعضاء الجماعات اليهودية بأنهم آخذون في الاندماج، بل في الانصهار والتلاشي في الدول التي يعيشون فيها.، بينما هم يشيرون بدورهم إلى حياة إسرائيل العلمانية، ويؤكدون أن الإسرائيليين هم الذين يفقدون هويتهم اليهودية بالتدريج، وأنهم هم الذين سيندمجون تماماً في حضارة الأغيار. بل إن بعضهم يرى أن ما يحدث في إسرائيل هو ظهور قومية جديدة إسرائيلية لا علاقة لها باليهودية، وبالتالي لا علاقة لها بهم.ويثير يهود العالم قضية أساسية أخرى وهي أن المؤسسة الدينية الأرثوذكسية في إسرائيل ترفض الاعتراف بكافة التنظيمات اليهودية المعادية لنهجها, وخاصة باليهود الإصلاحيين والمحافظين كيهود، وهم يشكلون مع اليهـود اللا أدريين والملحـدين ما يزيد على 80% من يهود العالم الغربي، في حين لا يشكل الأرثوذكس إلا أقلية صغيرة. وتأخذ القضية شكلاً حاداً، كلما أثارت المؤسسة الدينية الأرثوذكسية في إسرائيل قضية تغيير قانون العودة.الذي ظلّت شروطه تنخفض حتى اصبح تعريف اليهودي عندها هو من تهوَّد حسب الشريعة، أي على يد حاخام أرثوذكسي وحسب.
ويرى بعض المفكرين الدينيين اليهود أن ظهور الدولة الصهيونية قد أدَّى إلى انهيار اليهودية وتآكُلها من الداخل، فأصبحت اسرائيل هي الدين اليهودي في العالم، ومصدر القيمة المطلقة لهم، كما أصبح جمع التبرعات من أهم الشعائر «الدينية». وهم يرون أن اليهودي العادي قد أصبح يُفرغ أية شحنة دينية داخله عن طريق النشاط الصهيوني، وهو نشاط دنيوي بالدرجة الأولى. ويثير يهود العالم قضية أساسية أخرى، وهي: هل الدولة اليهودية مجرد دولة تخدم مصالحها بغض النظر عن مصالح اليهود، أو هي دولة يهودية تضع مصالح يهود العالم في الاعتبار؟ وقد أثيرت القضية ً بكل حدة بسبب التعاون الوثيق بين الحكومة الصهيونية وحكومة الأرجنتين العسكرية. وقد قام شامير، باعتباره وزيراً لخارجية إسرائيل، بزيارة الأرجنتين في الأيام الأخيرة للنظام العسكري، وقد ثبت أن هذا النظام، المشهور بميوله النازية المعادية لليهود، كان يقوم بتعذيب معارضيه اليهود على وجه الخصوص. ومع هذا، فقد استمر النظام الصهيوني في الحفاظ على علاقاته بالنظام العسكري في الأرجنتين. وكانت السفارة الإسرائيلية ترفض التدخل لصالح المعتقلين السياسيين اليهود. وثمة حقيقة مهمة تدعو إلى التساؤل: إن أحد أهداف الدولة الصهيونية هو توفير الأمن والحماية لليهود، ومع ذلك فإن أعضاء الجماعات اليهودية يشعرون بأن أمنهم قد تزعزع بسبب الأحداث في الشرق الأوسط وأن الجو الذي يعيش فيه اليهود في عدة بلاد قد تحوَّل من جو آمن إلى جو قلق مشحون. وفي الواقع، فإن كثيراً من المؤسسات اليهودية تحتاج الآن إلى حراسة مسلحة. وقد صرح شامير مؤخراً بأن الدولة الصهيونية لا يمكنها أن تضطلع بمسئولية حماية أعضاء الجماعات اليهودية إذ أنها مشغولة بحماية وبناء نفسها. ويشير اليساريون اليهود في العالم إلى علاقات إسرائيل بالنظم الاستبدادية العسكرية كنظام جنوب أفريقيا السابق وأنظمة أخرى في أمريكا اللاتينية، فهي من أكبر موردي السلاح إليها، كما أن علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية مع نظام جنوب أفريقيا محل انتقادهم، إذ كيف يتأتي لدولة يهودية متمسكة بالقيم اليهودية أن تتحول إلى حليف لكل قوى القمع والإرهاب في العالم؟ ويضطر الليبراليون أيضاً إلى الاحتفاظ بمسافة بينهم وبين الكيان الصهيوني حينما يقوم الصهاينة بعمليات ابادة وحشية تفوح رائحتها مثل صابرا وشاتيلا. وقد حاولت الصهيونية أن تحل مشكلة سلوكها العنصري والإرهابي بأن قلَّصت مجال هذه العنصرية وجعلتها مقصورة على مكان واحد فقط هو فلسطين ولبنان،لتبدو دولة غير عنصرية كونية . بل تقتصر عنصريتها على بؤرة النزاع في فلسطين ولبنان.. ولذا، تستطيع العقيدة الصهيونية أن تتخذ ديباجات اشتراكية في الاتحاد السوفيتي، وديباجات رأسمالية ليبرالية في العالم الغربي، وديباجات فاشية في أمريكا اللاتينية، ويمكنها في النهاية أن تمارس وحشيتها كاملة في فلسطين دون أن تسبب حرجاً كبيراً لمناصريها في الخارج. ومع هذا، نجد أن اندلاع الانتفاضة قد غيَّر هذه الصورة، فقد أصبح الاحتفاظ بالازدواجية صعباً واضطر يهود العالم إلى شجب كافة الأعمال الوحشية التي تمارسها إسرائيل. ومن القضايا التي تثير بعض التوتر بين أعضاء الجماعات اليهودية والدولة الصهيونية أيضاً، هجرة عدد كبير من مواطني الكيان الصهيوني إلى الولايات المتحدة واستيطانهم فيها. ويبلغ عدد المهاجرين حوالي المليون، وان أكثر من نصفهم هم من مواليد إسرائيل (فلسطين)، ، ومن هنا يتم طرح السؤال التالي: هل من الواجب أن تقوم المؤسسات اليهودية بتقديم المساعدة لهؤلاء المهاجرين باعتبارهم يهوداً أم تجب مقاطعتهم باعتبارهم خونةً مرتدين؟ أمام كل هذه التناقضات الصهيونية انتشر العداء اليهودي للصهيونية في العالم كله وبل في داخل الكيان الصهيوني نفسه. وقد جمعنا في هذا الكتاب كلّ مااستطعنا التوصل اليه من نتاج اليهود المعادين للصهيونية, ويشمل هذا النتاج:حركات وجماعات ومؤلفات ومحاضرات وتصريحات ومقالات منوعة.وسوف يستخلص القاريء العزيز بأن عداء هؤلاء اليهود للصهيونية لايقل ضراوة عن عداء العرب لها.وأن جميعهم يدعون إلى انتزاع نهائي للكيان الصهيوني ومحوه عن الوجود, ويتنبؤون بقرب نهايته.كما سيتبين معنا بأن المؤيدين للصهيونية ليسوا سوى أقلية ضئيلة للغاية وتنحصر داخل كيان المتنفذين والمستفيدين ضمن الكيان الصهيوني نفسه وأن نسبة هؤلاء لاتتعدى ال 10% من يهود العالم.
العداء الصهيوني لليهودية من المعروف تاريخياً بأن الصهيونية هي التي بادرت بمعاداة اليهود, واعتبرت نفسها صاحبة حق في ذلك العداء. بل انها تعدت الخط الأحمر في ذلك ولجأت إلى اغتيال اليهود المعارضين لفكرها ولمشروعها, ثم انها قامت بأعمال قتل جماعي كبير لليهود الذين لاينتمون لصهيونيتها. ومن ذلك أعمال القتل التي مارستها في العراق ضد يهود العراق الذين تمسكوا بعروبتهم ورفضوا المشروع الصهيوني برمته. ثم أنها كانت تدمر في عرض البحر اليهود البريطانيين المهاجرين إلى اسرائيل والذين لاينتمون للصهيونية. وكانت الصهيونية أيضاً تعادي اليهود العرب بالاجمال وقد عملت على تصفية وتهجير قسم من يهود فلسطين.وقد وصف المفكر الصهيوني جيكوب كلاتزكين العداء الصهيوني لليهود بأنه دفاع مشروع عن الذات. وقد تبلورت الأفكار الصهيونية والمعادية لليهود في أوربا في القرن التاسع عشر،وأن كثيراً من مقولات الصهيونية هي مقولات عرْقية معادية لليهود في حقيقتها. ويرى الصهاينة أن معاداة اليهود ضرورة لهدف اعادتهم الى فلسطين.وأن المعاداة ظاهرة طبيعية وردّ فعل طبيعي وحتمي لوجود اليهود كجسم غريب في المجتمعات المضيفة. وقد نشأت صداقة عميقة بين حاييم وايزمان وريتشارد كروسمان (الزعيم العمالي البريطاني) حين اعترف هذا الأخير بأنه معاد لليهود . وقد كان تعليق وايزمان على ذلك: لو قال كروسمان غير ذلك فإنه يكون إما كاذباً على نفسه أو كاذباً على الآخرين.
وقد ميَّز هرتزل بين العداء الحديث لليهود وبين التعصب الديني القديم، ووصف هذا العداء الحديث بأنه "حركة بين الشعوب المتحضرة" تحاول من خلالها التخلص من شبح يطاردها من ماضيها. بل يرى الصهاينة أن هذه المعاداة هي أحد ثوابت النفس البشرية. وقد عبَّر شامير عن معاداة البولنديين لليهود، فأشار إلى أنهم يرضعونها مع لبن أمهاتهم.
لا يميِّز الصهاينة بين الأشكال المختلفة لمعادة اليهود وإنما يرونها كلاًّ عضوياً واحداً يتكرر في كل زمان ومكان، كما يرون عدم جدوى الحرب ضد هـذه الظاهـرة باعتبارها أحـد الثوابت وإحدى الحتميات, وان الموقف الصهيوني من اليهود،، لا يختلف في أساسياته عن موقف المعادين الآخرين لليهود. ويتبنى الصهاينة كثيراً من مقولات المعادين لليهود في الغرب، وكثيراً من صورهم الإدراكية النمطية، وتزخر الكتابات الصهيونية بالحديث عن الشخصية اليهودية المريضة غير الطبيعية والهامشية وغير المنتجة التي لا تجيد إلا العمل في التجارة.لا يقل عداء الصهاينة لليهودية عن عدائهم لليهود، فقد رفضوا العقيدة اليهودية وحاولوا علمنتها من الداخل .وانّ العقلية الصهيونية التي تحكم اسرائيل اليوم, هي عقلية ملحدة لتمتّ للعقيدة اليهودية بصلة, ونفعية ووصولية. وهي تدّعي العلمانية, لكنها أبعد ماتكون عنها أيضاً.ولعلّ هذه الأسباب هي التي تدعو اليهود المتدينين والعلمانيين لمعاداة الصهيونية واسرائيل. ومع هذا، يرى بعض الصهاينة أن معاداة اليهود بين الأغيار هي وحدها التي أدَّت إلى بقاء الشعب اليهودي، أي أن عضوية الشعب أو مصدر تماسكه العضوي ليس شيئاً داخلياً. وانما حدث كرد فعل طبيعي تجاه الأغيار.
ويرى شامير بأن الدولة الصهـيونية ستـحارب ضـد مـعاداة اليهود، ولكنها لن تصبح القوة العظمى في تلك الحرب التي ستقوم بهـا المنظمات اليــهودية "فنحن بلد صغير" على حد قوله. ومع ذلك، فإن من الضروري أن نضيف أن الدولة الصهيونية تزيد من حد ظاهرة عداء اليهود بسبب لجوئها إلى العنف والإرهاب في تصفية حساباتها.ومنذ قيام اسرائيل قامت الحركة الصهيونية ودولتها بقتل متعمد لبضعة آلاف من اليهود غير الصهاينة.
الوعي العالمي ضد الصهيونية يرى الصهاينة أن العداء اليهودي للصهيونية إنما هو شكل من أشكال كُره اليهودي لنفسه ورغم أن ظاهرة كره اليهودي لنفسه موجودة عند اليهود لكن لاصحة لهذا الزعم على الاطلاق,لأن اليهودي الذي يرفض الصهيونية هو اليهودي الذي يرفض الصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة, ويرفض السياسة والممارسات الصهيونية أيضاً .ويزداد في السنوات الأخيرة وخاصة في الأشهر الأولى من العام 2007 يزداد الكشف عن حقيقة الصهيونية ومعرفة العالم لحقيقتها كعنصرية تمارس الابادة ولاترتكز على أية قيم وركائز ثابتة.وقد ساهمت عدة عوامل في كشف حقيقة اسرائيل والصهيونية. ونذكر هنا بعض هذه النقاط: - حرب حزب الله على اسرائيل وقصفه لمدنها الداخلية وتهديدها بالانتزاع من المنطقة كلها. فقد كاد حزب الله أن يدخل ويحرر بعضاً من الأرض العربية التي تحتلها اسرائيل.وهذا الحدث الكبير أذهل العالم كله, فبدأت التساؤلات تطرح حول اسرائيل ويهود العالم وحول فائدة الدعم الأمريكي والغربي لهذه الدولة العنصرية. - خطابات الرئيس الايراني المتكررة والتي أطلق فيها عبارات هي أقوى عبارات تحدي توجه لاسرائيل منذ قيامه, فقد قال: اسرائيل دولة يجب أن تمحى من الوجود, اسرائيل تجسيد حقيقي للشيطان. وقد أذيعت أقواله في العالم كله ووصلت إلى آذان جميع الشعوب, وبفضلها طرحت التساؤلات الكثيرة حول هذا الكيان الشغب الذي يزعج هدوء البشرية ويقلق راحة الحضارة التي تحلم بالرفاهية. - مؤتمر طهران المخصص لدراسات الهولوكوست والذي أثار موضوع الأكذوبة من جديد, وعلى صعيد دولي كبير.مما فتح أذهان الشعوب للانتباه إلى تلك الأساطير الكاذبة التي قامت اسرائيل على نفاياتها. - الغزو الأمريكي والغربي للعراق وتهديد ايران. والأعمال الحربية الواسعة وتكاليفها الباهظة التي لامبرر حقيقي لها عند الغزاة الا حماية الكيان الصهيوني. وهنا يضطر المواطن الغربي لطرح التساؤلات عن فائدة الغرب من هذا الكيان الشغب الذي يكلف بلاده خسائر مادية وعسكرية.وقتلى من الجنود الغربيين. - استطلاع عالمي أجرته الـ BBC يثبت أن اسرائيل أكثر الدول تأثيرا سلبيا في العالم. وأنها الأكثر اقلاقاً وازعاجاً لراحة البال. - أظهر استطلاع للرأي في عموم أوروبا أن 59% من الأوروبيين يعتقدون ان اسرائيل هي أكبر مهدد للسلام العالمي. والأمن الدولي. - أساقفة ألمانيا الكاثوليك شبهوا الوضع الفلسطيني الراهن ـ تحت الاحتلال الاسرائيلي ـ بـ (وضع اليهود في بولندا) تحت الاحتلال النازي.أي أنهم شبّهوا الصهاينة بالعنصرية والنازية. - مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة: أدان حرب إسرائيل على لبنان في يوليو 2006، كما أدان فظائع الجيش الاسرائيلي في هذه الحرب. - تفجرت فضيحة جديدة ضد ممارسات الجيش الاسرائيلي في حرب 1967. فقد تكشف ان هذا الجيش قد أباد مئات الأسرى المصريين. - في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن حقوق الانسان لعام 2006: اتهام صريح لإسرائيل بانتهاكات مروعة ضد الفلسطينيين. ومما جاء في هذا التقرير: «ان القوات الاسرائيلية قتلت 660 فلسطينيا في عمليات نفذتها في الضفة وقطاع غزة، وأن عددا ملحوظا من هؤلاء القتلى لم يشاركوا في أي عمليات أو هجمات مسلحة، وأن هناك عمليات انتهاك وتعذيب يتعرض لها الفلسطينيون داخل السجون الاسرائيلية. ولقد اغتالت القوات الاسرائيلية عددا كبيرا من الكوادر الفلسطينية. واستمرت الغارات الجوية الاسرائيلية في قصف التجمعات المدنية الفلسطينية.. وثمة اعتداءات مسجلة من أهمها: ما تعرض له الاطفال الفلسطينيون من هجوم للمستعمرين في الخليل. - تؤكد تقارير لجماعات حقوق الإنسان الاسرائيلية: انه لم يتم اتخاذ أي اجراءات ضد المهاجمين المعتدين الصهاينة في 96 حالة من هذه الاعتداءات.. وفي اكتوبر الماضي اعتقلت اسرائيل 522 فلسطينيا لا يزيد عمر أكبرهم عن 17 سنة، بينما يبلغ اصغرهم الثانية عشرة فقط.. وهناك السجن المعروف باسم 1391 والذي تمنع إسرائيل أي منظمة حقوقية من دخوله. - في الأشهر الأخيرة خصوصاً انطلق اليهود المعادون للصهيونية بحملات اعلامية كثيرة ومنظمة تنتقد اسرائيل ككل, من وجود الكيان نفسه ومن ممارساته وأعماله الابادية, وفي تظاهرات عديدة في أنحاء العالم كله وفي حوارات وندوات أذيعت بعدة لغات تبرأ هؤلاء اليهود من كافة أعمال الصهيونية العنصرية. ويزداد تيار المعارضة اليهودية للصهيونية يوماً بعد يوم, ولعله من أهم الأسلحة التي تواجه الكيان الصهيونية وتهدده. وهنا نركّز على هذا التيار وندعو العرب عموماً وخاصة الهيئات الحكومية والاعلامية إلى التركيز على هذا التيار ودعمه وتقويته.والاستفادة من جهوده. - مذكرات جيمي كارتر التي صدرت نهاية العام 2006 واعتبر فيها أن دولة اسرائيل كيان عنصري, ويمارس أنواع الجرائم اللاانسانية ضد الفلسطسنيين, وقد انتقدت الجماعات الصهيونية هذه الاتهامات التي أثارت سخطها.لكنها قامت بدور كسر الحاجز الذي يمنع انتقاد الصهيونية, وعرّفت الرأي العام بجرائم اسرائيل. - يعرب يهود اسرائيل باستمرار عن انتقادهم لسياسة الدولة الصهيونية في الداخل وفي الخارج. ونرى ذلك يومياً تقريباً في وسائل الاعلام المتعددة.ومن دول الغرب تصدر أصواتاً يهودية كثيرة باستمرار وتنشر عبر وسائل الاعلام وكلها ترفض سياسة وأعمال الدولة الصهيونية.
موت الشعب اليهودي
يطلق مصطلح موت الشعب اليهودي على ظاهرة انخفاض عدد اليهود في دول العالم كله,واستمرار التناقص الكبير الذي سيؤدي خلال عقود إلى الانقراض الحقيقي لليهود, وهذا ماتؤكده مراجع ديمغرافية عديدة.
اسرائيل ليست أرض الميعاد يمكن القول بأن واحداً من أكبر أشكال فشل الدولة الصهيونية في الهيمنة الفعلية على أعضاء الجماعات اليهودية في العالم أنه بعد مرور ما يزيد على مائة عام على الاستيطان الصهيوني في فلسطين، وبعد مرور نحو أربعة عقود على إنشاء الدولة الصهيونية، وبعد الحملات المكثفة، بل الهستيرية، التي تهدف إلى إقناع أعضاء الجماعات بالهجرة إلى فلسطين انطلاقاً من إيمانهم الديني القوي، والتي تؤكد لهم أن هذه الهجرة هي السبيل الوحيد إلى الحفاظ على وطنهم القومي، أي إسرائيل، بعد كل هذا لم تقابل المنظمة الصهيونية والدولة الصهيونية كثيراً من النجاح، الأمر الذي فرض عليهما أن تطرحا جانباً في الآونة الأخيرة تلك المنطلقات العقائدية الصهيونية وتطرحان بدلاً منها شعارات مادية استهلاكية. فإسرائيل، حسب الحملات الدعائية الجديدة، ليست أرض الميعاد ولا مسرح الخلاص، وإنما هي بلد تتوافر فيه أسباب الراحة المادية للمهاجر حيث يمكنه أن يمتلك بيتاً واسعاً كبيراً بشروط ائتمانية سهلة، وبالتقسيط المريح، أو يمكنه أن يجد فرصاً أحسن للعمل أو الاستثمار. بل تم تعديل الأسطورة الصهيونية نفسها، فبدلاً من الإصرار على اليهودي الخالص، اليهودي مائة في المائة،قامت اسرائيل بتوطين مسيحيين من الاتحاد السوفيتي السابق ومن أفريقيا, وحاولت تهويدهم بالقوة وبالضغوط الكثيرة,كما تم الاعتراف بالأمريكي اليهودي، أي اليهودي الذي ينتمي إلى وطنه الأمريكي انتماءً كاملاً، ويعتز بتراثه الإثني ولا يختلف الأمريكي اليهودي في هذا عن الأمريكي الإيطالي أو الأمريكي البولندي. وداخل هذا الإطار، تصبح إسرائيل مثل إيطاليا وبولندا أي «مسقط الرأس» الذي أتى منه المهاجر. ولكــن المفــارقة تكمــن في أن هذه الأسـطورة تقف على النقيــض من الأســطورة الصهيــونية، لأن «مسـقط الــرأس» هي البلـد الــذي يهاجر منه اليهودي، على عكس صهيون أو أرض الميعاد فهي البلد الذي يعود إليه. وهكذا تحوَّلت الأسطورة الصهيونية إلى نقيضها من خلال محاولتها التكيف مع الوضع الأمريكي. ومثل هذه التناقضات سنجدها كثيرة في الكيان الصهيوني, مما يدلّ على أنه لايقوم على أسس ثابتة وراسخة بل على كمّ كبير من الأكاذيب, بل هو يقوم بالتخلي عن الأكاذيب نفسها عندما تدعوه الضرورة لذلك.
عقيدة الصهيونية
يرى الصهاينة أن اليهود شعب مثل كل الشعوب يجب أن يحملوا السلاح ويلجأوا للعنف وأن يكون عندهم جيوش وأسلحة ، كما يؤمن الصهاينة بأن اليهود يجب ألا يخضعون إلا للقانون العلماني، أما القانون الديني فيجب أن يطويه النسيان. بل إن الصهاينة ينكرون الطبيعة المقدَّسة للتوراة وينظرون إليها وإلى الكتب الدينية اليهودية الأخرى باعتبارها نوعاً من أنواع الفولكلور الذي يجب الحفاظ عليه باعتباره فلكلوراً وحسب. وتتحول فكرة الاختيار الديني عند الصهانية إلى أفكار عنصرية سياسية، فيصير العنصر اليهودي عنصراً متفوقاً، ويمنح هذا التفوق اليهود حقوقاً معينة تَجبُّ حقوق الآخرين، ولذا يصبح من حقهم الاستيلاء على فلسطين وطرد العرب. وبدلاً من أن يخضع اليهودي لقوانين ديانته، فإن عليه أن يخضع للقوانين العلمانية السائدة بغض النظر عن اتفاقها مع القوانين الأخلاقية أو عدمه.وإذا كان المتدينون اليهود يرون أن اليهودي يكتسب هويته من خلال أداء الشعائر الدينية، فإن الصهاينة يرون أن الإنسان من الممكن أن يبقى يهودياً بشكل عام حتى لو لم يمارس أياً من هذه الشعائر مثل الامتناع عن العمل يوم السبت أو الالتزام بقوانين الطعام أو اتباع التشريعات الخاصة بالزواج، بل حتى إن أنكر وجود الإله. واليهودي الخيِّر لم يَعُد هو اليهودي التَقي الذي يتبع تعاليم دينه وينفذها وإنما هو اليهودي الذي يدفع بسخاء للدولة الصهيونية. وان مؤسسو الحركة الصهيونية رفضوا الدين اليهودي ولم يلتزموا قط بتعاليمه أو قيمه الأخلاقية. وإذا كان المتدينون ينظرون إلى اللغة العبرية باعتبارها لغة دينية يَحرُم استخدامها في الشئون الدنيوية، فإن الصهاينة جعلوها لغة الحديث اليومية في المُستوطَن الصهيوني ثم جعلوها اللغة الرسمية للدولة. ثم رغم أن الصهيونية في كل مرحلة كانت تتبنى عقائد ومفاهيم جديدة ومتغيرة عما قبلها فانها أثبتت بعدم التزامها بأية مباديء أو قوانين على الاطلاق. وأن كل المباديء التي يتم طرحها بين الفترة والأخرى انما هي تتجاوب مع مصلحة بقاء اسرائيل وعدوانيتها.ومن خلال تاريخ الصهيونية الذي بلغ مايعادل المئة سنة نكتشف بأن الصهيونية تعادي العلمانية اليهودية رغم أنها تدّعيها لنفسها. وتعادي الدينية اليهودية رغم أنها تذّعي اعتناقها وتستخدمها لأغراض الاستيطان واقامة دولة على أسس دينية. وتعادي الوسطية والديمقراطية, وتصبح حركة ودولة خالية من أي مبدأ أو عقيدة. وتصبح عصابة دولية مسلّحة فحسب. اشكالية احصاء اليهود في الولايات المتحدة
بلغ عدد يهود الولايات المتحدة عام 1995 إلى 5.800.000 ، الأمر الذي جعلهم أكبر جماعة يهودية في العالم أي نسبة 43.5%. من تعداد يهود العالم.وهم يشكلون 2.4% من الشعب الأمريكي البالغ عدده 257.595.000 نسمة.وبارتفاع عدد المسلمين في الولايات المتحدة فقد أصبح المسامون أكثر من اليهود فيها, وأصبحوا يشكلون المجموعة الدينية الثانية بعد المسيحية, وتراجع اليهود إلى المرتبة الثالثة بعد أن كانوا في العقود الماضية يحتلون المرتبة الثانية.
وقد أصبحت الإحصاءات الخاصّة بأعضاء الجماعة اليهودية مسألة خلافية بشكل حـاد، وخاضـعة للأهواء الأيديولوجية. فحسب إحدى الإحصاءات، بلغ العدد 8.200.000، ولكن الدراسة أضافت أن من بينهم 2.700.000 من « أصول يهودية » ولكنهم لا يعتبرون أنفسهم يهوداً. والاشكالية التي تبرز هنا هي اصرار هؤلاء على التخلي عن يهوديتهم, ونكرانهم لليهودية كلها. ثم لو كان هؤلاء ليسوا يهوداً من منظور الشريعة اليهودية ولا من منظور الإثنية اليهودية ولا من منظور اليهودية الصهيونية ولا من منظور أنفسهم أو جيرانهم، فلم تم ضمهم إلى الإحصاء أساساً؟ ومهما يكن الأمر، يُلاحَظ أن عدد أعضاء الجماعة اليهودية قد تناقص بشكل ملحوظ قياساً إلى عدد سكان الولايات المتحدة. فقد بلغ عدد اليهود عام 1957 نحـو 5.200.000 مليـون، وزاد إلى 5.920.900 عام 1980. ولكن من المعروف أنه حين كانت الزيادة في الشعب الأمريكي 37% كانت الزيادة بين أعضاء الجماعة اليهودية 17% فقط. ويُلاحَظ أنه لم تُسجَّل أية زيادة في عدد اليهود بعد ذلك، بينما زاد السكان في الولايات المتحدة 1.5% سنوياً. وان هذا العدد لا يضم اليهود وحسب وإنما "كل أهل البيت اليهودي"، أي الأعضاء غير اليهود في العائلات اليهودية.وتدل كلّ تلك المعطيات على تناقص حادّ في عدد اليهود وتراجع في نمو هذا العرق مما قد يؤدي إلى انقراضه.
وبسبب الفساد الأخلاقي المنتشر عند اليهود, وبسبب انتشار العهر والبغاء والزواج المختلط في أوساطهم فقد انخفضت نسبة الزواج الطبيعي في أوساطهم, كما انخفضت نسبة الانجاب والخصوبة. ويُلاحَظ أن نسبة الخصوبة بين أعضاء الجماعة اليهودية هي أخفض نسبة بين جميع الشعوب. اذ يتراوح عدد الأطفال تحت سن الخامسة لكل ألف أنثى بين 20 و 44).
وجاء في إحدى الإحصاءات (عام 1971 ـ 1972) أنه في إحدى الجماعات الأمريكية، أنجبت ألف أم يهودية 450 طفلاً مقابل 635 طفلاً للأمهات غير اليهوديات. وقد انخفضت النسبة بعد ذلك فأصبحت 1.4 لكل أنثى وهي أقل نسبة خصوبة في الولايات المتحدة اذ تبلغ النسبة العامة للأنثى الأمريكية 2.5.
واعتماداً على تلك الاحصائيات,يذهب إلياهو برجمان من (مركز هارفارد للدراسات السكانية) إلى أنه حينما تحتفل الولايات المتحدة بعيدها المئوي الثالث (6702) لن يتجاوز عدد اليهود 944.000 بسبب انحفاض نسبة المواليد وازدياد معدلات الاندماج.
كما أن زيادة توزع أو تشتت الجماعات اليهودية، سيؤدي إلى زيادة معدلات الاندماج،وهذا الاندماج الذي يؤدي بدوره إلى ذوبان العنصر اليهودي في المجتمع.
الرفض القومي للصهيونية
يرفض دعاة قومية الدياسبورا الصهيونية لأنهم يرون أن اليهود يُكوِّنون أقليات قومية لها هويات مستقلة خارج فلسطين. وإن معظم دعاة هذا الاتجاه يتحدثون باسم غالبية يهود العالم، وهم يهود اليديشية، فإنهم يتحدثون في العادة عن القومـية اليديشـية التي تكـونت هـوية أعضـائها تحت ظروف خاصة. ولكن، إلى جانب هذا التيار، بدأ يظهر تيار مماثل بين يهود أمريكا يرى أن هويتهم الحقيقية هي هوية أمريكية يهودية تستحق الحفاظ عليها، ومن ثم ينبغي عدم تصفيتها أو إخضاعها للدولة الصهيونية.
كفر اليهود باليهودية
يبتعد اليهود باستمرار عن الديانة اليهودية ويكفرون بها كعقيدة دينية. وتكبر هذه الظاهرة باستمرار, ويعود السبب فيها إلى أعمال التحريف الكثيرة والفاضحة التي يجريها الصهاينة وغيرهم من فلاسفة اليهود على الديانة اليهودية وأحكامها وعقائدها. فقد قال بعضهم بأن الرب هو اسرائيل وتقديس اسرائيل يأتي من تقديس الرب الذي يحل بها. وقيل أيضاً بأن الرب قد أحرق في الأفران النازية مع شعبه اليهودي وأنه انتهى واندثر واختفى, ويدعو هؤلاء إلى اعادة تشكيله من الشراذم والشظايا التي هو فيها. ويمتلك اليهود العشرات من التحليلات المتناقضة المتعلقة بالرب وصفاته. وكذلك عقائد اليهودية كلها تم تشويهها مع مطلع القرن الماضي. واستمرت الصهيونية بهذا التشويه . الأمر الذي جعل اليهود يهاجرون عقائدهم المشرذمة. ويُلاحَظ أن معدلات العلمنة آخذة في التزايد بين الأمريكيين اليهود في العقدين الأخيرين. حيث يتجلَّى ذلك في إقبال الشباب اليهودي على مختلف العبادات الجديدة مثل الماسونية والبهائية والروتارية وغيرها. وقد ورد في إحدى الإحصاءات أن 53% من اليهود لا ينتمون إلى أبرشية دينية، أي لا يذهبون إلى المعبد. ومن النسبة الباقية، ذكر أنّ 50% محافظون، وأنّ 30% أ إصلاحيون. وهناك نسبة ضئيلة في حركة اليهودية التجديدية ولكن هذه الحركة آخذة في الانتشار والاندماج مع اليهودية المحافظة. وهذه الفرق اليهودية هي صيغ مخفَّفة معلمَنة من اليهودية الحاخامية. أما الأرثوذكس، فلا تزيد نسبتهم عن 20% من مجموع اليهود المرتبطين بأبرشية ما، أي أن الأرثوذكس أقل من 10% من يهود الولايات المتحدة. وفي إحصاء عام 1990، ظهر أن 5% فقط يقيمون الشعائر الخاصة بالسبت ويوقد 44% شموع السبت، وأن 15% يمارسون الشعائر اليهودية الخاصة بالطعام المباح شرعياً. وقد انخفضت هذه النسب بمستوى كبير في احصائيات 2005 في الولايات المتحدة.ولوحظ أن اليهود لا يقيمون الشعائر التي تتطلب ضبط النفس وتطويعها، بل يقيمون الشعائر الاحتفالية،وهو ما يدل على أن يهودية يهود أمريكا أمر مرتبط بمزاجية أوقات الفراغ والترويح عن النفس ، كما يدل على أنها غير مرتبطة بأداء الفرائض الدينية وتطويع النفس. ولعلّ هذا الاقبال المتزايد على العلمنة يبعد اليهود عن مناصرة الصهيونية ودولتها اسرائيل. وقد صرح أحد الصحفيين اليهود بأن اليهودية أصبحت، بالنسـبة للأمريكيين اليهـود، ديانة تكمـل الديموقراطية الليبراليـة الأمريكية، ولم تعد انتماءً إثنياً أو قومياً أو حتى دينياً بالمعنى التقليدي للكلمة. ولذا، فإن اليهودية الأمريكية تركز على القيم الأخلاقية العامة التي تتفق مع أخلاقيات المجتمع، وتستبعد كل الجوانب الثقافية أو القومية أو حتى الجمالية لليهودية،ويتجلى ذلك في اندماج اليهودية المحافظة باليهودية الإصلاحية على مستويات القيادة وعلى مستوى الأبرشيات. وفي استطلاع للرأي أُجري عام 1981، صرح كل الذين اشتركوا فيه أن يهوديتهم ليست لها علاقة البتة بمستقبلهم، أي أنها لا علاقة لها برؤيتهم للعالم أو لأنفسهم ولا تحدد سلوكهم في الوقت الحاضر ولا مشاريعهم في المستقبل.ويعتبر هذا الموقف تبرياً تاماً من الصهيونية .
فقد ازداد اندماج اليهود في الثقافة الأمريكية، ويتبدَّى هذا في تَزايُد عدد الكُتَّاب الأمريكيين اليهود وازدياد بروزهم ونجاحهم في التعبير باللغة الإنجليزية الأمريكية عن تجربة أعضاء الجماعة في الولايات المتحدة. كما أن الاندماج يتبدَّى في واقع أن الأمريكيين اليهود يعبِّرون عن هويتهم اليهودية داخل مؤسساتهم الأمريكية المختلفة مثل بقية أعضاء الجماعات الأخرى
ويمكننا القول بأن تصاعد النبرة الصهيونية والحديث المتكرر عن الإثنية اليهودية بين يهود أمريكا ليس تعبيراً عن الانعزال وتماسك الهوية، وإنما هي بمنزلة العكاز الذي يستمد منه اليهودي المندمج نوعاً من الهوية السطحية التي لا تكلفه شيئاً. ويلاحظ بأنه لا يذهب أحد من المتظاهرين بالانتماء لليهودية إلى إسرائيل للاستيطان إذ يكتفي الواحد منهم بإظهار حماسه الزائد ولا يتحدث أحد أبداً عن واجب الهجرة. وقد ورد في إحدى الإحصاءات أن 81% من الأمريكيين اليهود يرون أن التفكير بجدية في الاستيطان في إسرائيل ليس ضرورياً. ولذلك فانّ معدلات الهجـرة من الولايات المتحـدة متدنية، وهس آخذة بالنقصان المستمر.ففي عام 1970 هاجر 7.658 ، وفي عام 1975 هاجر 2964،
ويُلاحَظ أن أعضاء الوكالة اليهودية يحاولون تشجيع الهجرة إلى إسرائيل وجذب اليهود إليها بالحديث عن فرص العمل المتاحة وإمكانات الترقي المادي والراحة المادية المتوافرة، لكن كلّ تلك المحاولات لاتنجح. اذ تفيد الاحصائيات أيضاً بأنّ عدد الذين زاروا إسرائيل للسياحة من يهود الولايات المتحدة هو 15% فقط. ويذكر بأن أعداداً كبيرة من الشباب اليهودي انخرطوا، أثناء حرب فيتنام، في صفوف المتمردين ورافضي الحرب، وهذا يعكس ميولهم للسلام العالمي وعدم تناسق تلك الميول مع سياسة الكيان الصهيوني. وتنشأ أحياناً توترات عميقة بين الأمريكيين اليهود والقيادة الصهيونية، إذ يجد هؤلاء أنه ليس من صالحهم أن يتحالفوا مع الأغلبية الصامتة والجماعات الأصولية التي تطالب بعدم فصل الدين عن الدولة، وهو أمر يتنافى مع الموقف التقليدي لليهود الذي يطالب بمزيد من العلمنة ضماناً للحريات والانعتاق. وفي الآونة الأخيرة، توترت العلاقات بين أعضاء الجماعة اليهودية والدولة الصهيونية لأن هذه الدولة تشوه صورتهم في مجتمعاتهم بسبب حركة الاستيطان وسياسة الابادة في الضفة الغربية ولأنها ترفع شعارات دينية متعصبة تتناقض مع القيم الحضارية التي يعيشون على أساسها. بعد ظهور التيارات السياسية العنصرية الواضحة في إسرائيل وبعد تطرف إسرائيل وتشددها في مواقفها السياسية فإن يهود الولايات المتحدة لم يعودوا يشعرون بالفخر بل ويحاولون الاحتفاظ بمسافة بينهم وبين الدولة الصهيونية. ثم هناك، في نهاية الأمر، قضية هوية اليهودي تلك القضية الأزلية التي لا تجد حلاًّ لها، والتي قد تجعل منهم يهوداً من الدرجة الثانية. كما كان لحادثة الجاسوس بولارد أعمق الأثر في تعميق الفجوة والجفوة بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة، إذ أثبتت لهم أن الدولة الصهيونية تؤثر مصلحتها على مصلحتهم. ومن الملحظ أن هذا الاتجاه يتعمّق ويزداد بعد أن قضت الانتفاضة على صورة إسرائيل بوصفها واحة الديموقراطية والسلام والتسامح.ثم بانتصار حزب الله على الدولة التي كانت تزعم أنها قوية وقادرة على تأمين حياة رغيدة لسكانها المهاجرين. ويمكن القول بأن الاقامة في الولايات المتحدة تمثل التحدي الأكبر بالنسبة للمشروع الصهيوني. وقد أدرك المؤرخ الروسي اليهودي سيمون دبنوف أن مسار الهجرة اليهودية الشرق أوربية متجه نحو الولايات المتحدة، ولذلك فقد تنبأ بفشل المشروع الصهيوني في جذب كثافة سكانية جديدة. فالولايات المتحـدة كما رآهـا هي مركز جذب أكثر تألقاً وأهمية من فلسـطين. ويبدو أنه كان محقاً في رأيه إذ أن مسار الهجـرة اليهـودية لا يزال يتجـه نحـو الولايات المتحــدة بالدرجة الأولى. وربما كان تَساقُط المهاجرين السوفييت (أي خروجهم من الاتحاد السوفيتي زاعمين أنهم سيهاجرون إلى إسرائيل للحصول على تأشيرة خروج ثم يغيِّرون اتجاههم ويهاجرون إلى الولايات المتحدة) وتزايد عدد المرتدين من الإسرائيليين، تعبيراً عن الحركة الطبيعية لليهود نحو الولايات المتحدة، وقد قال سالو بارون: أن صورة الولايات المتحدة الجذابة تناقض بشكل مذهل صورة الدولة الصهيونية الكالحة، فهي دولة لا تتمتع بالأمن. ويرى يهود الولايات المتحدة، بخلفيتهم الشرق أوربية، أن إسرائيل محاصرة ومهدَّدة، تماماً مثل مدنهم في السابقة، في منطقة الاستيطان. وهي دولة تدعي أنها يهودية، ولكنها في الحقيقة بغير هوية واضحة، فلا هي دولة دينية ولا هي علمانية، وهي تعتمد في بقائها على الولايات المتحدة. ومما يزيد الأمور تناقضاً بالنسبة إلى المؤسسة الصهيونية أنه مع تزايد اعتمادها على الولايات المتحدة أصبح بقاؤها مرهوناً بها. وفي الواقع، فإن وجود أقلية يهودية داخل مؤسسات صنع القرار أمر حيوي للصهيونية ولبقائها كله, فهي تعتمد على الولايات المتحدة وعلى نفوذ يهودها هناك اعتماداً كلياً, فيما يخص الموقف السياسي والاعانات المالية, وهبات الأسلحة الحديثة والمتطورة، وهو ما يعني ضرورة بقاء الأمريكيين اليهود في الولايات المتحدة. كما أن الدولة الصهيونية، التي تطالب يهود أمريكا بالهجرة، تجد أن من صالحها أيضاً ألا يهاجروا، ويتنازع هذان العاملان السياسة الإسرائيلية باستمرار إن الرؤية السائدة في مواقف معظم يهود العالم هي الصهيونية التوطينية التي تأخذ شكل سلوك سياسي سطحي صهيوني، وسلوك حياتي عميق لا علاقة له بالصهيونية، وبالتالي بإمكان يهودي من نيويورك أن يذهب للاجتماعات الصهيونية المختلفة وأن يرفع علم إسرائيل علي سيارته ويرسل شيكه إلي الجباية اليهودية الموحَّدة وأن يضع نجمة داود في سترته ويرسل خطاباً لممثله في الكونجرس الأمريكي يطلب منه أن يتخذ موقفاً ممالئاً لإسرائيل (وهذا هو الجانب السياسي من حياته)، ولكنه في الوقت نفسه يندمج في مجتمعه الأمريكي اندماجاً كاملاً ويتبنَّي المُثُل الأمريكية ويركب السيارة الفارهة ، كما يمكنه أن يُطوِّر هويته (الأمريكية) اليهودية داخل إطار الحضارة الأمريكية نفسها فيدرس العبرية أو اليديشية. وإن كان كاتباً، فإنه يكتب قصة أو قصيدة أمريكية ذات ملامح يهودية أمريكية محددة دون أن تكون للصهيونية أية مرجعية في حياته. الرفــض اليهـودي للصهيونيـة
هؤلاء اليهود يرفضون الصهيونية قلباً وقالباً بشكل جوهري ومبدئي. والرفض اليهودي للصهيونية يستند إلى أساسين: أساس علماني ليبرالي أو اشتراكي أو إثني أو أساس ديني. وتاريخ الرفض اليهودي للصهيونية يبدأ مع تاريخ الصهيونية نفسها. وأن المنظمات اليهودية الرئيسية "كافة" قد اتخذت من الصهيونية موقفاً معارضاً منذ أن ظهرت الصهيونية. ولما كان جميع اليهود غير الصهاينة وهم الأغلبية يرفضون الصهيونية باستمرار فكيف استطاعت هذه الحركة التي تفتقد الأسس والقواعد الجماهيرية أن تصبح ذات شأن وتؤسس دولة ؟. والحقيقة أن الحركة الصهيونية كانت تلبي مطالب حكام دول الغرب في حينها, وكانت تسعى لتخليصهم من اليهود المنبوذين في أوروبا, فقامت تلك الحكومات بدعمها وتسيير أمورها , وبقيت الصهيونية تعتمد على الدول الغربية حتى يومنا هذا لأنها لم تمتلك في أية لحظة قوى يهودية تساعدها في الثبات والرسوخ بل ظلّت منبوذة من اليهود أنفسهم.وبالمقاييس الصهيونية ذاتها فقد فشلت الصهيونية في كل مساعيها, ولعلّ أهم الاخفاقات التي اعترتها هي عدم تمكنها من نقل يهود أوروبا إلى فلسطين, أي عجزها عن استقطابهم.وكذلك عدم تمكنها من البقاء بدون معونات كثيرة من دول الغرب.
وفي العام 1897 دفعت المعارضة اليهودية القيادة الصهيونية لنقل مقر انعقاد المؤتمر الأول من ميونخ إلى بازل. وأعلنت اللجنة التنفيذية لمجلس الحاخامات في ألمانيا، عشية انعقاد المؤتمر، اعتراضها على الصهيونية على أساس أن فكرة الدولة اليهودية تتعارض مع عقيدة الخلاص اليهودية. كما اتخذت المنظمتان اليهوديتان الرئيسيتان في إنجلترا (مجلس مندوبي اليهود البريطانيين، والهيئة اليهودية الإنجليزية) مواقف مماثلة. وأعرب مؤتمر الحاخامات الأمريكيين المركزي عن معارضته التفسير الصهيوني لليهودية باعتبار أن الصهيونية تؤكد الانتماء القومي. وعارض حاخام فيينا فكرة إنشاء دولة يهودية لأنها فكرة معادية لليهود وتُرجع كل شيء إلى العرْق والقومية. وقد تبنت اللجـنة اليهـودية الأمريكية موقـفاً مناهضاً للصهيونية عام 1906، ثم انتهجت نهجاً غير صهيوني استمر حتى أواخر عام 1940. وعندما صدر وعد بلفور أعلن 299 يهودياً أمريكياً رفضهم في الحـال، في عريضـة موجهة إلى الحكومة الأمريكية، وقعوا عليها، على أساس أن ذلك يروج لمفهوم الولاء المزدوج. وفي 4 آذار سنة 1919، بعث جوليوس كان، عضو الكونجرس الأمريكي عن كاليفورنيا، ومعه 30 يهودياً أمريكياً بارزاً، رسالة إلى الرئيـس وودرو ويلـسون يحتـجون فيها على فكرة الدولة اليهودية. وأعرب أكثر الموقعين على هذا الاحتجاج عن أنهم يعبِّرون عن رأي أغلبية اليهود الأمريكيين، وكتبوا يقولون: إن إعلان فلسطين وطناً قومياً لليهود سيكون جريمة في حـق الرؤى العالمية لأنبياء اليهود وقادتهم العظماء. واسـتطرد البيان يقول: إن دولة يهودية لابد أن تضع قيوداً أساسية (على غير اليهود) فيما يتعلق بالجنس،
الرفض اليهودي الأرثوذكسي للصهيونية يرى بعض اليهود الأرثوذكس ورثة اليهودية الحاخامية أن العودة إلى أرض الميعاد لا يمكن أن تتم إلا بعد ظهور الماشيَّح المخلِّص في آخر الأيام على أن يقوم هو بقيادة شعبه اليهودي. وبناءً على ذلك، تكون الحركة الصهيونية، بمحاولتها اتخـاذ خطوات عمليـة (مادية علمانية) لإقـامة وطن قومي يهودي، إنما تدخل في أخص خصوصيات الإرادة الإلهية، أي أنها نوع من التجديف والهرطقة، وتأسيس أية دولة علمانية في فلسطين على يد اليهود هو خرق للتعاليم التوراتية.إن الشعب اليهودي ليس شعباً مثل كل الشعوب وإنما هو أمة من الكهنة، كما أن العهد المبرم بينهم وبين الرب عهد ديني من نوع خاص وليس عهداً قومياً كما يتخيل الصهاينة. ويرى هؤلاء الأرثوذكـس ضرورة الإبقـاء على اليديشـية لغةً للتعـامل اليومي، فالعبرية برأيهم هي اللسان المقدَّس. وقد قامت جماعة أجودات إسرائيل بالوقوف في وجه الصهيونية. ومن أهم الشخصيات الأرثوذكسية المعارضـة، جيـكوب دي هـان وناثان بيرنبـاوم. لكن التيار الصهيوني، اكتسح جماعة أجودات إسرائيل، ولم يبق الآن من ممثلي هذا التيار سوى نواطير المدينة وجماعات أخرى متفرقة في أنحاء العالم.
الرفض اليهودي الإصلاحي للصهيونية
لهؤلاء فلسفة دينية خاصة بهم تتمادى في وصف حلول الرب, وفي التصدي للصهيونية على أسس دينية. تَصدُر اليهـودية الإصلاحية عن شكل جديد من أشكال الحلولية، وهو ما يسميه الدكتور المسيري ب «حلولية شحوب الإله» إذ يرون أن الإله قد حل لا في الأمة اليهودية ولا في الأرض اليهودية ولا حتى في التاريخ اليهودي فحسب. وإنما في روح التقدم والعصر، ولذا فهم يرون أن اليهود ليسوا شعباً وإنما أقليات دينية،
وأن الماشيَّح ليس شخصاً وإنما عصر مشيحاني تتحقق فيه كل قيم التقدم والعدالة وهو ليس مقصوراً على اليهود وحدهم. ولذا، فإن اليهودية الإصلاحية تقف ضد الصهيونية بشراسة لأن الصهيونية تصر على أن موضع الحلول هو الشعب اليهودي والأرض
ومن أهم الشخصيات اليهودية المعادية للصهيونية على أساس إصلاحي، كلود مونتفيوري، والحاخام إلمر برجر. وقد حدث تغيُّر جوهري على اليهودية الإصلاحية، إذ اكتسحها التيار الصهيوني، وتمت صهينتها من الداخل، وأصبحت مُمثَّلة في المنظمة الصهيونية العالمية. كما تم تعديل كتاب الصلوات الإصلاحي بحيث أصبح يضم إشارات وعبارات صهيونية. وكان دعاة اليهودية المحافظة في بداية الأمر من رافضي الصهيونية. وبسبب تَماثُل بنيتها وبنية الصهيونية التي تعتقد بأن الرب قد حل بالشعب وبدولة اسرائيل , فقد استطاعت الصهيونية غزوها من الداخل وصهينة اليهودية المحافظة, ورغم ذلك ظلّت بعض الانتقادات تصدر منها بين الحين والآخرو وتتعلّق كلها برفض التوجّه العلماني أحياناً, والالحادي أحياناً أخرى للصهاينة الاسرائيليين.
الرفض الليبرالي العلماني للصهيونية
يؤمن الليبراليون بمُثُل عصر الاستنارة، ووجوب فصل الدين عن الدولة، وأن اليهود ليسوا شعباً وإنما أقلية دينية، وأنهم ليسوا أمة من الكهنة وإنما مواطنون عاديون يتجه ولاؤهم إلى الدولة التي يعيشون فيها، وأن اليهود ليس لهم تاريخ مستقل وإنما يشاركون الشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها تجاربهم التاريخية. فتاريخهم فرنسي في فرنسا، وإنجليزي في إنجلترا، واللغة التي يجب أن يتحدثوا بها هي لغة الوطن الذي يعيشون فيه.
وعلى هذا، فإن حل المسألة اليهودية حسب عقيدتهم لن يتأتى إلا عن طريق مزيد من الاندماج. بل إنهم يعتبرون الحركة الصهيونية عقبة كأداء تقف في طريق الاندماج السوي ليهود العالم. ومعظم الذين يشكِّلون هذا التيار هم من أعضاء الطبقات الوسطى في أوربا الغربية والولايات المتحدة والذين لم يجدوا صعوبة اقتصادية أو حضارية في الاندماج. ومن أهم الرافضين للصهيونية على أساس ليبرالي إدوين مونتاجو وهانز كون وموريس كوهين.
وقد تسبَّب إعلان دولة إسرائيل وصداقتها للعالم الغربي الرأسمالي في تَساقُط الجمعيات التي تعبِّر عن هذا الاتجاه، ولم يبق منها سوى جمعيات متفرقة مثل المجلس الأمريكي لليهودية، الذي يخضع الآن بعض الشيء للنفوذ الصهيوني، وهو ما اضطر الحاخام برجر للاستقالة منه وتكوين جمعية صغيرة مستقلة تحت اسم بديل يهودي للصهيونية
اليهودية الاستيطانية اليهودية الاستيطانية مصطلح يعني أن الديانة اليهودية قد تم علمنتها تماماً واستيعابها في المنظومة الصهيونية حتى أصبح أعضاء الجماعات اليهودية يظنون أن اليهودية هي الصهيونية وأن أهم عمل ديني يهودي هو الاستيطان، وبخاصة في الضفة الغربية.
الرفض الاشتراكي للصهيونية
يَصدُر الرفض الاشتراكي اليهودي للصهيونية عن تَصوُّر أن اليهود أقلية دينية وأن ما يسري على كل الأقليات يسري عليهم، وأن حل المسألة اليهودية يكون عن طريق حل المشاكل الاجتماعية والطبقية للمجتمع ككل.
وقد كان هذا هو الحل الأكثر شيوعاً بين صفوف الشباب اليهودي في روسيا وبولندا وبين صفوف العمال اليهود، الأمر الذي جعل الوجود اليهودي في صفوف الحركات الثورية في شرق أوربا وروسيا أمراً ملحوظاً (وقد أفزع هذا أثرياء اليهود في الغرب أمثال روتشيلد، فساهموا في تمويل الحركة الصهـيونية ليحــولوا الشـباب والعـمال عن طريق الثورة). وقد هُزم هذا التيار في الأربعينيات والخمسينيات بعد ظهور دولة إسرائيل، لكنه بدأ في الظهور مرة أخرى في الغرب خصوصاً بعد أن ظهرت بوضوح الطبيعة الاستعمارية للدولة الصهيونية. ويُلاحَظ أن قطاعات كثيرة من اليسار الجديد في الغرب تعادي إسرائيل رغم وجود كثير من الشباب اليهودي الساخط على قيم المجتمع الرأسمالي الاستهلاكي الذي تمثله الدولة الصهيونية في العالم الثالث.
وقد ضم تيار الرفض الاشتراكي اليهودي للصهيونية عبر السنين عدداً كبيراً من المفكرين اليهود البارزين، مثل: روزا لوكسمبرج وليون تروتسكي وإليا إهرنبورج وكارل كاوتسكي. وماكسيم رودنسون وإسحق دويتشر وبرونو كرايسكي.
ولا يزال عدد كبير من المنظمات اليسارية في أوربا والولايات المتحدة، التي تضم في صفوفها أعداداً كبيرة من اليهود، تنتهج موقفاً مناهضاً للصهيونية والاستعمار الصهيوني والغربي. وقد صدرت عنها بيانات رفض للاحتلال الأمريكي للعراق, وانتقادات لسياسة القادة الاسرائيليين.
ضعف الكيان الصهيوني ينذر بنهايته
إسرائيل كيان ضعيف نشأ بين الدول العربية التي تمتلك القوى العديدة. واستمراره حتى الآن ليس دليلا على قوة إسرائيل ،ولا على ضعف العرب. فبمقدار الهوان العربي تتحقق قوة الكيان الصهيوني ، فإمكانياتنا البشرية والمادية والمعنوية والاقتصادية نكون أكبر بكثير من وجود إسرائيل ومن كافة القوى التي تستعيرها. والعقل العربي قد سقط سقطة كبيرة حينما قبل أن يصنّف الدولة الصهيونية باعتبارها دولة يهودية. لأننا قبلنا الادعاء الصهيوني وأصبحت القضية كونية ومن هنا حدث خلل في التصنيف فالدولة الصهيونية ليست دولة يهودية وإنما هي كيان عصابات تحوّل الى دولة استيطانية احتلالية تأتي بكتل سكانية من دول العالم وتزرعهم في الأرض العربية وتحتلها. كما أن الدولة الصهيونية دولة مبنية على مجموعة أكاذيب :كانت أول أكذوبة أن فلسطين أرض بلا شعب ، وهذا كذب لأن اتفاقية أوسلو وضعت فلسطين على الخارطة ، والأكذوبة الأخرى أن اليهود شعب بلا أرض . لكن يهود العالم يرفضون الذهاب إلى إسرائيل. وظلّوا يفضلون العيش في دول أخرى. لأن الانتفاضة بعثت لهم برسالة مضمونها أن الإسرائيليين كذابون ، وهذه الدولة التي تتدعي أنها يهودية قد فشلت حتى الآن في تعريف اليهودية ، وهي حالة من التناقض بين الديني والعلماني ، فحينما نقول أنها دولة علمانية نجدها علمانية متطرفة وعندما نقول أنها دولة دينية فهي دينية متطرفة أيضا ، ولا يوجد أي نقط لقاء بينهما، وبالنتيجة فهي دولة عصابات لاهوية لها. كما أن هناك رفض للخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي مثال ذلك ابن شقيقة " نتانياهو " الذي رفض الخدمة العسكرية في الضفة الغربية ، وابن شقيقة " موشى ديان " الذي قدم برنامج تلفزيوني يعلم فيه الشباب كيف يهربون من الخدمة العسكرية. كل هذ ه المؤشرات تدل على عدم انتماء اليهود للدولة الصهيونية. وعلى إمكانية نهاية إسرائيل. وأن مقومات الحياة داخل الدولة الصهيونية لايأتي من داخلها وإنما من الخارج ، فهي تعتمد على الدعم الأمريكي والأوروبي. وعندما يتوقف هذا الدعم تزداد إمكانية نهايتها، والفلسطينيين وحدهم غير قادرين على القضاء على الاستيطان الإسرائيلي ، ولكنهم قادرين على طرحه أمام العالم ،وان القضاء على الصهاينة يتطلب دعم عربي إسلامي. الإعلام العربي لا يركز إلا على الضحايا من الفلسطينيين في كل وسائل الإعلام المختلفة في دول الوطن العربي ، ولكنه يتجاهل خسائر وأخبار الطرف الآخر الذي هو إسرائيل ، والاعلام العربي لايركز أيضاً على السجناء الفلسطينيين الذي بلغ تعدادهم عشرات الآلاف, بل يذكرنا بالأسير الاسرائيلي الذي احتجزه الفلسطينيين.حيث يجب على الإعلام أن يركز على كل مسارات القضية الفلسطينية.
تؤكد الصحف الاسرائيلية على أن الجيش الاسرائيلي غير قادر على الاستمرار على هذه الحالة,وليس لديه النفس الطويل . كما أن نسبة كبيرة من الشعب الإسرائيلي مصابون بالاكتئاب والحقد الشديد على الفلسطينيين. وان إسرائيل تريد أن يبقى اليهود داخل العراق فهي تسعى إلى وجود لها في كل مكان في العالم العربي ويتفق هذا مع المخططات الصهيونية وأنه بمجرد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين سعت إسرائيل إلى فتح مكتب إعلامي لها في العراق وسعت إلى التوغل في الأراضي العراقية. وان الحقبة الاستعمارية وصلت إلى ذروتها مع أمريكا ، وإن تم خلق فجوة بين إسرائيل وأمريكا ستكون تلك النهاية لاسرائيل,وهذا رأي الإسرائيليين أنفسهم.
التملص اليهودي من الصهيونية
يطلق المؤرخ العربي عبد الوهاب المسيري مصطلح "التملص من الصهيونية" على قسم من اليهود ويقول: التملّص من الصهيونية هو محاولة أعضاء الجماعات اليهودية التظاهر بالولاء للصهيونية وإعلان ذلك ودفع التبرعات وكتابة الخطابات للضغط من أجل إسرائيل، ولكن الموقف المعلن ليس له علاقة كبيرة بسلوكهم السياسي أو الثقافي المتعين. وقد وصف آحاد هعام هذا الموقف بقوله: إن موقف أعضاء الجماعات اليهودية من الشتات سلبي من الناحية الذاتية، إيجابي من الناحية الموضـوعية. فثمة مقاومة يهودية خفية للصهيونية تأخذ شكل تملُّص يأخذ بدوره عدة أشكال : ـ توجيه النقد للدولة الصهيونية واتهامها بعدم الالتزام بمنظومة القيم التي يؤمن بها اليهودي الذي يوجه النقد (الأرثوذكسية، العلمانية، الاشتراكية... إلخ)
ـ رفض المفهوم الصهيوني الخاص بمركزية إسرائيل في حياة الدياسبورا وطرح مفهوم مركزية الدياسبورا بدلاً من ذلك. ـ رفض الهجرة إلى إسرائيل. وهذا هو أهم أشكال التملص.
وقد رأى بن جوريون ضرورة التفرقة بين الصهاينة الحقيقيين الاستيطانيين الذين يهاجرون ويستوطنون فلسطين لبناء الوطن القومي، والصهاينة الزائفين التوطينيين الذن يتظاهرون بالولاء، واقترح تسميتهم أصدقاء صهيون. وبذلك حافظ على مصطلح صهيون ليربطهم بواسطته.
يهود اسرائيل لايثقون بحكّامهم
بتاريخ 19 نيسان 2007 ذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أن ربع الإسرائيليين يفكرون بالهجرة من إسرائيل، فيما أكدت أيضاً أن 20 ألف إسرائيلي غادروا أو سيغادرون هذا العام من الأراضي المحتلة في العام 1948. وأفادت صحيفة «يديعوت احرونوت» أن «عدد المهاجرين من إسرائيل أصبح يفوق عدد المهاجرين إليها وذلك لأول مرة منذ نحو عشرين عاماً». وأوضحت أن «الكثيرين من الذين أتوا إلى إسرائيل قبل وقت غير بعيد يعتزمون مغادرة إسرائيل مرة أخرى، ومن المتوقع هذا العام تدفق 14 ألفاً و 400 من المشردين اليهود إليها مقابل 20 ألف مهاجر منها». وأشارت إلى أن «مثل هذا الفارق السلبي لم يحدث إلا عقب حرب أكتوبر 1973 وعقب موجة التضخم في إسرائيل عامي 1983 و 1984»، كما أفادت صحيفة «معاريف» بأن «نحو ربع الشعب الإسرائيلي يفكر في الهجرة من إسرائيل وأن نصف الشباب الإسرائيلي تنتابه نفس الفكرة. وعزت الصحيفة ذلك إلى أسباب عديدة وأهمها بالتدريج: - عدم رضا الإسرائيليين عن القيادة السياسية في إسرائيل فيما يخص معالجتهم لمشاكل متعلقة بنظام التعليم في إسرائيل. - غياب الثقة في الطبقة الحاكمة, - القلق بسبب الوضع الأمني.
الفصل الثاني
الحركات اليهودية المعادية للصهيونية
اليهود العرب
تباينت مواقف يهود الأقطار العربية تجاه الصهيونية، ووصل الأمر ببعضها الى حد مقاومة هذه الحركة. وإذا كان طبيعياً أن تجد الصهيونية من يؤيدها وسط هؤلاء؛ فإن من الطبيعي، أيضاً، أن يعارضها آخرون منهم، وأن يناصبوها العداء؛ بعضهم بسبب فكره الماركسي، المعادي للصهيونية، والبعض الآخر لوعيه بأن الصهيونية ستجلب على اليهود عداء العرب، وتضرب مصالح اليهود في الأقطار العربية، التي طالما ظلَّلهم التسامح الذي سادها. وأهم المنظمات التي أسسها يهود من الأقطار العربية، وعملت على محاربة الصهيونية، "عصبة مكافحة الصهيونية" في العراق؛ و"الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية" في مصر.
المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة
لا يزال الإطار التنظيمي ليهود الولايات المتحدة تهيمن عليه العنـاصر العلمانية الإثنية، ولا تلعب فيه المؤسسة الدينية سـوى دور ثانوي. فهو مُقسَّم إلى جماعات وتنظيمات وفروع مختلفة تحتفظ كل واحدة منها باستقلالها. وان ابتعاد اليهود عن المؤسسة الدينية يعني ابتعادهم المبدئي عن الصهيونية الاسرائيلية, وهذا يفيد قضيتنا نحن العرب.بمقدار مايضرّ بالمؤسسة الصهيونية. وبنفس الوقت فان الالتزام اليهودي الديني في الولايات المتحدة يعني معارضة الصهيونية وركائزها الالحادية. وان المهام التنظيمية المعلنة للمؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة هي الدفاع عن الحقوق المدنية والسياسية لأعضاء الجماعة اليهودية، والقيام بالأنشطة الخيرية المختلفة وغيرها. ولا توجد منظمة أو جهة مركزية واحدة تقوم بتمثيل وإدارة شئون الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة، بل يوجد العديد من المنظمات والجمعيات التي تقوم بهذا الدور على المستويات المحلية. ويلاحظ بأن غالبية هذه النشاطات بشكلها الجديد باتت لاتخدم المصالح الصهيونية, وكثير منها يتناقض معها. عصبة مكافحة الصهيونية بعد قيام الدولة الصهيونية مباشرة وفي العراق سمحت الحكومة بتشكيل أحزاب سياسية؛ وهو ما حدا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي (السري)، أواسط سنة 1945، إلى طلب ترخيص لحزب سياسي علني، باسم "حزب التحرر الوطني"؛ فيما كلفت اللجنة المركزية أعضاء يهود في الحزب الشيوعي بالعمل من أجل تأسيس منظمة جماهيرية لمكافحة الصهيونية. وكان اليهود يشكلون في العراق أقلية نشيطة، اقتصادياً وسياسياً وثقافياً؛ الأمر الذي أهَّلهم لاحتلال موقع متميِّز في المجتمع العراقي.
أما الأعضاء الذين كلفوا من قبل اللجنة المركزية للحزب، فهم: يهودا صديق؛ ويوسف هارون زلخة؛ ومسعد قطَّان؛ وإبراهيم ناجي؛ ويعقوب فرايم؛ ونعيم شوع؛ ويوسف زلوف. حيث عقدوا عدة اجتماعات، صاغوا خلالها برنامجاً سياسياً، ونظاماً داخلياً لعصبة مكافحة الصهيونية، التي طلبوا ترخيصاً لها من الحكومة العراقية. وما إن حصلوا عليه، حتى تألفت هيئة إدارية للعصبة، ترأسها يوسف هارون زلخة؛ وكان يهود العراق في أمسِّ الحاجة إلى توثيق صلاتهم بالشعب العراقي، وتحقيق اندماجهم فيه، وإقناعه بانعدام الصلة بين يهود العراق والحركة الصهيونية. وأصدرت العصبة عدة كراسات؛ كما عمدت إلى نشر برنامجها، جماهيرياً؛ وعقدت اجتماعات ومؤتمرات جماهيرية حاشدة في مقرها، بالكرخ، أحد أحياء العاصمة العراقية، وأصدرت جريدتها العصبة،. ونشرت هذه الجريدة سلسلة مقالات، شرحت أهداف العصبة، وسرعان ما جمعتها قيادة العصبة، وأصدرتها في كتاب، حـمل عنـوان: نحـن نكافـح في ســبيل من؟ وضد مـن نـكافح؟. وفيه فصلت اليهودية عن الصهيونية، "المرتبطة بالاستعمار العالمي، وعلى رأسه الاستعمار الأمريكي". مؤكدة أنه "ليس لليهود قضية منفصلة عن قضايا شعوبهم. واعتبر الكتاب الصهيونية عميلاً للإمبريالية، وأداة لها؛ ورأت في "الفاشية والصهيونية توءمين لبغيّ واحدة، هي العنصرية. وأكدت أن الصهيونية إنما تهدف إلى دق إسفين بين اليهود والعرب، بما يصرف هؤلاء وأولئك عن النضال الوطني. ويعلن الكتاب عداء العصبة للوطن القومي اليهودي، لأنه "يُفرِّق بين اليهود ومواطنيهم في الوطن الواحد، ولأنه يستهدف شطر فلسطين العربية عن جسم البلاد العربية، وإفناء شعبنا العربي. ورغم أن الصهيونية تتلون أمام اليهود، بما يرضي فريقاً منهم، إلا أن دينها "نفاق ورياء، وقوميتها عنصرية اعتدائية، واشتراكيتها انتهازية. ورأى أن الصهيونية تطمع، فقط، في إغراق الأسواق بالبضائع، لتضرب الصناعة الوطنية، وتسيطر على التجارة. أما تبنِّي الاستعمار للصهيونية، فلأنها أداته في قلب الوطن العربي. واعتبرت العصبة غياب الديموقراطية عن الأقطار العربية عاملاً منشطاً للصهيونية في هذه الأقطار. وطالبت بضرورة إشراك المنظمات الشعبية في الكفاح من أجل طرد الاستعمار البريطاني، الذي أوجد الصهيونية في فلسطين. حين حلَّت الذكرى الثامنة والعشرون لصدور وعد بلفور (2/11/1945)، أصدرت العصبة بياناً، ضمَّنته استنكارها هذا الوعد. وأضاف البيان أن "الاستعمار يستطيع أن يتكرم بفلسطين، مئات المرات، طالما أنها ليسـت بلاده، وطالما أنه يجـد في ذلك ربحـاً له ومغنماً". واعتبر البيان غاية الاستعمار وعميلته الصهيونية من "وعد بلفور"، تحويل "نضال العرب، الموجَّه ضد الاستعمار، نحو جماهير اليهود، وبذلك تخلق منهم حاجزاً يختفي وراءه الاستعمار، ولو كان المستعمرون يعطفون، حقاً، "على اليهود لعاملوهم معاملة طيبة في أوربا". وأكد بيان العصبة "أن حل المشكلة اليهودية يتم بحل مشكلة البلدان التي يعيش فيها اليهود. أما حل فلسطين، فهو فضلاً عن أنه لا يحل المشكلة اليهودية، فهو اعتداء صريح غاشم على حقوق الشعب العربي". ودعت قيادة العصبة في بيانها المواطنين "إلى النضال من أجل استقلال فلسطين، استقلالاً تاماً، وتأليف حكومة ديموقراطية عربية فيها، ومنع الهجرة الصهيونية إلى فلسطين؛ وإيقاف انتقال الأراضي إلى الصهاينة". كما وأصدرت العصبة بياناً "إلى الجماهير العربية"، ندَّدت فيه بقرار الكونجرس الأمريكي السماح لمئة ألف يهودي بالهجرة إلى فلسطين. ونبهت العصبة إلى مؤامرة بريطانية ترمي إلى تقسيم فلسطين. وأكدت عجز اللجنة الأنجلو ـ أمريكية "عن إصدار حـكم يمس جـوهر القضية.وهو إلغاء الانتداب البريطاني، وتأليف حكومة وطنية ديموقراطية في فلسطين". وبمجـرد صدور بيان اللجنـة الأنجلو ـ أمريكـية، شــاركت العصبة، أواخر مايو 1946 الحزب الشيوعي العراقي وحزب التحرر الوطني، في تنظيم مظاهرة حاشدة، ندَّدت بهذا البيان الاستعماري، واصطدمت بقوات الجيش العراقي، وهو ما دفع الحكومة العراقية إلى تعطيل صحيفة العصبة لمدة سنة. فوجهت العصبة مذكرة إلى رئيس جمعية الصحفيين في بغداد، رأت فيها أن "للاستعمار والصهيونية دخلاً، قد حمل السلطات على إصدار قرار التعطيل... لغرض إيقاف الحملة الوطنية المثارة، اليوم، في سبيل فلسطين العربية"؛ وأن هذا التعطيل "معناه تكميم أفواه الشعب. معناه تجريده من أداة فعالة، توجه نضاله. معناه ترك البسطاء من أبناء شعبنا فريسة الدعايات الأجنبية. وفي آب 1946، اعتقلت الحكومة العراقية قادة العصبة؛ بيد أن محكمة عراقية أصدرت حكمها بالسجن المؤبد على يوسف هارون زلخة، مدعية أنه إنما يترأس عصبة للكفاح من أجل الصهيونية لا ضدها. فيما كانت الحكومة العراقية تعجل بتهجير زهاء مائة وثلاثين ألف يهودي من العراق إلى فلسطين المحتلة، مقابل عشرة دنانير عن كل مهاجر يصل إلى هناك، تدخل جيوب متنفذين في الحكومة العراقية.
منظمة البحث عن العدل والمساواة في فلسطين
في عام 1972، أسَّس الحاخام المر بيرغير منظمته الخاصة، وهي منظمة «البحث عن العدل والمساواة في فلسطين»
والمعروفة اختصاراً باسم «سيرش» وهذه المنظمة مقرها في بوسطن وتصدر نشرة شهرية تُدعَى «نشرة أخبار فلسطين». ويشرك هاناور في المؤتمرات والندوات واللقاءات المعادية للصهيونية على طول الولايات المتحدة وعرضها، ويكتب بكثرة في كل الدوريات المناهضة للصهيونية. كما أنه يشرف على تحرير نشرة جمعيته. والمنظمة لها مكتب في واشنطن منذ 1975، ولها علاقات جيدة مع منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية. ويدعو هاناور ومنظمته إلى اشتراك يهود أمريكا في الضغط على الحكومة الأمريكية من أجل اتخاذ سياسة غير منحازة في الشرق الأوسط من أجل تسوية شكلية وعادلة للمشكلة.
حركة ناطوري كارتا
تعتبر حركة ناطوري كارتا أهم منظمة عالمية معادية للصهيونية وتعتمد في رفضها وسياستها على أسس دينية يهودية أورثوذوكسية.ولها نشاطات كثيرة داخل اسرائيل وخارجها. من أين جاءت التسمية؟ «نواطير المدينة» أو «حُرَّاس المدينة» ترجمة للعبارة الآرامية «ناطوري كارتا»، وهي منظمة يهودية دولية معادية للصهيونية، وقد جاء في التلمود أن حاخامين من حاخامات اليهود ذهبا إلى فلسطين للتأكد من أن كل مدينة من مدنها تضم مدرسة وبيت عبادة حيث يتعلم الأطفال الشريعة، وسألا أهل إحدى المدن عن حراس المدينة (ناطوري كارتا) فأتى سكان المدينة بالشرطة، فقال الحاخامان: "هذان ليسا حرس المدينة، هذان مخربا المدينة فحراس ونواطير المدينة الحقيقيون هم الذين يُصلُّون في بيوت العبادة ويدرسون التوراة ويعلمونها للأطفال. الصهيونية تسرق الاسم:
ومنظمة نواطير المدينة جماعة دينية يهودية أرثوذكسية من أكثر الجماعات عداءً للدولة الصهيونية، وقد ارتبطت كلمة «أرثوذكسية» في الخطاب الصحفي والإعلامي الشائع بتأييد التوسع والاستيطان والعنصرية الصهيونية، وهذا يدل على مدى سطوة الإعلام الصهيوني الذي يحدِّد معنى الكلمات ويفرض الدلالات. فاليهودية الحاخامية الأرثوذكسية ظلت ترفض الصهيونية حتى عهد قريب، وهو رفض ينطلق من عدة أفكار (أو عقائد) جوهرية في العقيدة اليهودية. وما حدث هو أن العقيدة اليهودية تمت صهينتها من الداخل، بينما ظل أعضاء جماعة نواطير المدينة متمسكين بمبادئهم الدينية، والعقيدة الدينــية لتتناقد مع العقيدة العلمانية, وهي لا تتغيَّر ولا تخضع لموافقة أو رفض الأغلبية،
ولكن الإعلام الغربي الصهيوني يصر على أن يستخدم كلمة «أرثوذكسي» بمعنى «متشدد» أو «متعصب» للإشارة إلى اليهود الأرثوذكس الذين تخلوا عن أرثوذكسيتهم وانسحبوا من المعارضة الدينية وانضموا للمعسكر الصهيوني اللاديني. فالصهيونية تصر على سلب اسم الأورثوذوكس من نواطير المدينة. الصهيونية نقيض اليهودية: ويرى أعضاء نواطير المدينة أن الصهيونية لا تمثل استمراراً للتراث الديني اليهودي أو تنفيذاً للتعاليم اليهودية وإنما رفضاً لها وانسلاخاً عن التراث الديني، بل إن الصهيونية من منظور الناطوري كارتا هي أخطر المؤامرات شيطانية ضد اليهودية. ولعل الفكرة الأساسية التي يرتكز إليها الرفض الأرثوذكسي للصهيونية هي فكرة الشعب اليهودي بالمفهوم الديني، فالشعب اليهودي بالنسبة لأعضاء هذه الجمعية ليس شعباً بالمعنى المُتعارَف عليه، وإنما هو أساساً جماعة دينية ظهرت إلى الوجود منذ ثلاثة آلاف عام. ويستمد هذا الشعب وجوده من ميثاقـه مع الخالق وهـو ميثاق دائم لا يمكن فهـمه. وحسـب هذا الميثاق، يلتزم كل اليهود بالتوراة وتعاليمها التي يقوم الحاخامات بتفسيرها كلٌّ في جيله. ورغم أن عقائد اليهود تشير إلى أنهم "شعب الله المختار"، إلا أن الهدف من هذا الاختيار ـ حسب التفسيرات الدينية لناطوري كارتا ـ ليس تمكين اليهود من السيطرة على العالم وإنما العكس، فقد اصطفى الإله اليهود ليقوموا على خدمته في الدنيا، وهم بهـذه الطـريقة يقومـون على خـدمة الجـنس البشري بأسره. وقد تم اختيار اليهود لا لأنهم شعب متعجرف أو جماعة منتصرة، وإنما لأنهم أكثر الناس تواضعاً وسلاماً. بل إن الاختيار يفرض على اليهود واجبات أكثر مما يمنحهم من حقوق. فترى الشريعة اليهودية أن هناك سبعة قوانين أساسية ملزمة لكل البشر كي يصبحوا بشراً (شريعة نوح)، وهناك عشرة قوانين (الوصايا العشر) ملزمة لأتباع الديانات التوحيدية (الإسلام والمسيحية)، ولكن اليهودي وحده عليه الالتزام بالأوامر والنواهي، وهذه القوانين ملزمة لكل منْ وُلد لأم يهودية أو اعتنق اليهودية. ,انطلاقاً من هذا الإيمان بإنسانية مشتركة وخصوصية دينية مستقلة يؤكد أعضاء جمعية نواطير المدينة أن اليهودية تبغض سفك الدماء بل تنادي بتحاشي ذلك بأي ثمن. بل يؤكدون أن العقيدة اليهودية تحض اليهودي على عدم المشاركة في السلطة الدنيوية وعلى رَفْض حمل السلاح. فعلى اليهود أن يتركوا مثل هذه الأمور للدولة التي يعيشون في كنفها. وهم يشيرون إلى واقعة يوحنان بن زكاي، الحاخام اليهودي مؤسس حلقة يفنه التلمودية الذي آثر أن يستسلم للرومان أثناء حصارهم للقـدس على أن يقـاومهم. وكان بذلك يهـدف إلى إنقاذ اليهودية، ولم يكترث من قريب أو بعيد بالدولة اليهودية. وحسب رأي أعضاء جماعة الناطوري كارتا، يعود الاستمرار اليهودي إلى الإصرار على أن اليهودية عقيدة دينية وليست حركة قومية. وتشير أدبيات الجماعة إلى الصراع الذي نشب بين الأنبياء والدولة العبرية، وخصوصاً أثناء حصار البابليين للقدس، إذ كان النبي إرميا يحرّض على الاستسلام والتخلي عن السلطة السياسية حتى يمكن إنقاذ الهيكل من الخراب، فألقته السلطة السياسية في السجن. وبعد السبي إلى بابل طلـب إرميا من اليهود أن يعـبِّروا عن ولائهم للدولة التي يعيـشون في كنفها.
وفيما يخص علاقة اليهودي بأرض الميعاد، يؤكد نواطير المدينة أن اليهـودي المتدين يتجـه بعواطفه وقلبه لهـذه الأرض (صهيون، أو إرتس يسرائيل، أو أرض الميعاد المقدَّسة) وخصوصاً مدينة القدس، فهم يذكرونها في صلواتهم عدة مرات كل يوم. ولقد تلا اليهود هذه الصلوات آلاف السنين، ولكن هذه الصلوات لا علاقة لها بالصهيونية أو بفكرة العودة الصهيونية. فنفي اليهودي من أرض الميعاد هو من الأوامر الربانية التي لا يمكن مخالفتها أو التمرد عليها، ولذا لا يملك اليهودي المتدين إلا أن يستمر في صلواته إلى أن يستجيب الإله لدعائه ويأمر بعودة اليهود.
فالماشيَّح المُنتظَر هو وحده القادر على إقامة الدولة، وحين يعود سيؤسس مملكة الكهنة والقديسين. أما الصهاينة فهم يحاولون التعجيل بالنهاية ويدعون إلى العودة بقوة السلاح دون انتظار مشيئة الإله. ولذا، فدولة إسرائيل في نظر نواطير المدينة ثمرة الغطرسة الآثمة لأنها قامت على يد نفر من الكافرين الذين تمردوا على مشيئة الإله، وهي خيانة للشعب اليهودي الذي تأسَّس كجماعة دينية في سيناء لا في أرض الميعاد. لكل هذه الأسباب يرفض نواطير المدينة دولة إسرائيل وكل مؤسساتها، بل يرفضون زيارة الحائط الغربي, المسمى صهيونياً بحائط المبكى لأن القدس تم فتحها بالقوة. وتختلف الكارتا مع زعم الصهيونية القائل بأنها تحمي أمن اليهود بعد أن تعرَّضوا للإرهاب في الشتات آلاف السنين، وأنها بعثت الروح العسكرية في اليهود مرة أخرى. وتبين أدبيات الناطوري كارتا أن عدد اليهود الذين قُتلوا في الأعوام القليلة الماضية يفوق كثيراً عدد اليهود الذين قُتلوا في أي مكان آخر عبر تاريخ اليهود كله. وإن أمن اليهود يكمن في إمكانية تَصالُحهم مع الدول الاسلامية التي يعيشون بين ظهرانيها . وهم يستشهدون على ذلك بقول النبي إرميا، ولهذا فإن تصوُّر أن الدولة الصهيونية ذات الجيوش الصهيونية يمكنها أن تحمي اليهود هو تصوُّر خاطئ من أساسه. وإن الجيتو الصهيوني الكبير يحتاج إلى دعم يهود المنفى لحماية أمنه أكثر من احتياج يهود المنفى إليه. وهذه حقيقة مهمة. ويتهم نواطير المدينة الحركة الصهيونية بأنها حركة معادية لليهود، فالدولة الصهيونية تدَّعي أنها دولة كل اليهود، وأن اليهودي يتوجه بولائه للدولة اليهـودية وحـدها وليس للدولة التي يعيش فيها، وبالتالي فهي تخلق لليهود مشكلة ازدواج الولاء وتدعم الاتهامات المعادية لليهود. ولأن الصهيونية تزدهر بازدهار معاداة اليهود، فهي تُروِّج لها. بل إن الصهيونية تحاول أن تُقوِّض وضع اليهود أينما وُجدوا حتى تضطرهم للهجرة إلى إسرائيل. ويحاول نواطير المدينة تعريف الناس بها أن الصهاينة تعاونوا مع النازيين حتى يقضوا على يهود شرق أوربا باعتبار أن جماهير شرق أوربا اليهودية كانت القاعدة العريضة التي يستند إليها الرفض الديني للصهيونية، ووجود مثل هذا الرفض على مستوى جماهيري واسع كان سيسحب من الصهيونية أية شرعية. وقد نجحت جماعة نواطير المدينة في الإفلات من براثن الصهيونية والنجاة بنفسها, رغم تمكّن الصهيونية من القضاء على أغلب الحركات اليهودية المعادية لها.
وجماعة نواطير المدينة جماعة دولية تضم اليهود المتدينين في الولايات المتحدة وفي كل أنحاء العالم الذين يعارضون الصهيونية ودولتها. وكانت الجماعة جزءاً من حركة أجودات إسرائيل الأرثوذكسية التي قامت عام 1912في شرق أوربا محاولةً تجميع اليهود الأرثوذكس من أجل معارضة الاتجاهات العلمانية خصوصاً الصهيونية. وبعد صدور وعد بلفور قدمت أجودات إسرائيل احتجاجاً إلى عصبة الأمم ضد الهيمنة الصهيونية على اليهود في فلسطين، كما أنهم رفضوا الانضمام إلى اللجنة القومية وهي (الكيان السياسي الصهيوني الذي كان من المفترض أن يمثل كل يهود فلسطين لكن ذلك لم يحصل.). وقد حاربت جماعة أجودات إسرائيل الوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية بكل ضراوة. وفي عام 1927، طلبت بشكل رسمي من عصبة الأمم أن تبلغ سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين أن يكون لليهود المتدينين الحق في ألا ينضموا لهذه اللجنة وأن يكون لهم كيانهم السياسي المستقل. وقد قُبل طلبهم بشأن عدم الانضمام ورفض الشق الخاص بالاستقلال. تعديل العقيدة اليهودية: وان موقف الأجودات تحـوَّل بالتـدريج إلى المصـالحة مع الصهيونية، وانتهى بهم الأمر إلى مناصرتها والاندماج فيها. وقد تم هذا عن طريق تعديل متتالية الخلاص، فالمتتالية التقليدية هي: نفي ـ انتظار الماشيَّح ـ عودة الماشيَّح إلى فلسطين في آخر الأيام ـ عودة الشعب تحت قيادته. وقد عُدِّلت المتتالية لتصبح كما يلي: نفي ـ انتظار الماشيَّح ـ عودة مجموعة من اليهود للاستيطان في فلسطين للإعداد لعودة الماشيَّح ـ عودة الماشيَّح في آخر الأيام ـ عودة الشعب تحت قيادته, وهذا التعديل يدلّ على سطحية المعتقدات الدينية اليهودية عموماً, وعلى قابليتها للتحيف كلما تطلبت الضرورة. وبسبب هذه المواقف الموالية للصهيونية، انشق عن حركة أجودات إسرائيل بعض الأعضاء الذين قَدموا إلى فلسطين عام 1935 وافدين من ألمانيا وبولندا، وشكَّلوا تَكتُّل حيفرات حاييم الذي أصبح فيما بعد يُدعَى «ناطوري كارتا». ومن المعضلات الجوهرية التي يواجهها نواطير المدينة أنهم يعارضون فكرة التنظيم نفسها، فهم يرون أنفسهم جماعة دينية، وبالتالي فهم ينظرون إلى فكرة التنظيم السياسي باعتبارها فكرة معادية لهم على عكس الصهاينة الذين قاموا من البداية بتنظيم أنفسهم تنظيماً دقيقاً واستغلوا الضغوط الدولية والمناورات السياسية خير استغلال ومع هذا، بدأت الجماعة في نهاية الأمر نشاطها فاتهمت حركة أجودات إسرائيل بأنها، مثل حركة المزراحي (الصهيونية الدينية)، تمالئ الصهيونية. وأصدرت (منذ عام 1944) صحيفتها الخاصة وأخذت تشكل مجتمعها الخاص المستقل عن الكيان الصهيوني والقائم على التدين والزهد من جهة، والقطيعة مع المُستوطَن الصهيوني من جهة أخرى.
وقد بدأت جماعة الناطوري كارتا في الآونة الأخيرة في إعادة تنظيم نفسها وزيادة نشاطها وتكثيفه، كما بدأت تتعامل مع وسائل الإعلام والمنظمات الدولية المختلفة بشكل أكثر كفاءة، فأصبح لها مراقب في هيئة الأمم المتحدة. وقد قامت بدور فعال أثناء مناقشة قرار هيئة الأمم الخاص باعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية، كما أنها تقوم الآن بدور تربوي واسع في صفوف اليهود وغير اليهود. وهي تدعو لإسقاط دولة إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية في كل الأراضي الفلسطينية وتدويل القدس. ولجمعية نواطير المدينة مجلس إداري يتكون من سبعة رجال لهم القرار في إدارة شئون الجماعة في الحياة الدنيوية والدينية. ويبلغ عدد أعضاء الجمعية حوالي 60 ألفاً، وأكبر تَجمُّع لهم في بروكلين في نيويورك، كما توجد جماعات صغيرة في لندن وأنتويرب ومونتريال وفي القدس.
بيان من حركة ناطوري كارتا
بعون الله حركة اليهود المتدينين تشجب وتستنكر بشدة الخطة الهتلرية النازية, التي تهدف لطرد رئيسنا المبجّل والمحبوب أبو عمار رئيس السلطة الوطنية ورئيس فلسطين. المعترف به من كل العالم كقائد أوحد للشعب الفلسطيني. هدف النازيين من هذا الطرد البشع هو: - اهانة واذلال الشعب الفلسطيني والمسّ بكرامته. - من خلال طرد القيادة الفلسطينية يستطيع الصهاينة استبعاد الشعب وتمرير مخططاتهم البشعة. وتشكيل حكومة دمى موالية لهم. وانّ رئيسنا ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أبو همّار لم يخضع أبداً لاملاآت النازيين, ولشروطهم الكاذبة. ولم يعترف بهم كممثلين للشعب اليهودي كله.ولن يعترف بأنهم أصحاب الأرض بفلسطين. ووقف متصدياً لهم سنتين تحت الحصار ببطولة. وهم بآلتهم العسكرية يحاولون سحب شرعيته بتمثيل الشعب الفلسطيني. ونحن ننادي كافة شعوب العالم والدول المتحضرة طالبين العدل والسلام والعمل بكل الامكانيات المتوفرة للتصدي للصهاينة ومنع مؤامرة النازيين البشعة. والتي يهدفون من خلالها احكام السيطرة على الشعب الفلسطيني. الذي يرزح تحت الاحتلال ويعاني من المجازر الهائلة. التي ترتكب على أيدي الأذرع الارهابية النازية يومياً. وكل ذلك يتم ضمن سكوت وخرس عالمي وهنا تظهر ازدواجية الرؤية العالمية بسكوتهم الغير مبر على أعمال الارهاب والذبح.التي ترتكب على أيدي الأذرع الارهابية النازية.بحق الشعب الفلسطيني يومياً. وهذا السكوت يعبر عن تقبل العالم لهذه الأعمال لأنه يمرّ دون أية معارضة. بينما أعمال مقاومة الاحتلال الغير شرعي والنازي ينظر اليها على أنها مستهجنة عند كل شعوب العالم. نحن نصلي لله من أجل انقاذ قائدنا ورئيسنا الوطني أبو عمار. من أيدي هذا الوحش النازي. وأملنا بالله كبير ألا يكون بعيداً ذلك اليوم الذي ينتصر فيه الشعب الفلسطيني. وتعود له السيادة على كافة الأرض بما فيها القدس الشريف. ويطرد منها النازيين والمشركين من الأرض المقدسة باذن الله. وبقوته. ونفوز بوعد الأنبياء باظهار عدل الله على العالم كله. وكل الشعوب تتوحد بعبادة اله واحد. الموقعين بألم وغضب قيادة اليهود المتدينين العالمية حركة ناطوري كارتا لليهود المتدينين القدس المحتلة – فلسطين.
اليهود يشكروا الشعوب الاسلامية
منذ قيام الدولة الصهيونية . وخصوصاً في الفترة الأخيرة. يعتقد العالم بأن هناك علاقة بين الدولة التي تسمي نفسها بالتزييف ( اسرائيل) وبين الشعب اليهودي. ولذلك وبما أننا نطبق شريعة الشعب اليهودي بدون تغيير وجدنا أنه علينا العودة لتوضيح المقاط التالية. 1. يهودي كلمة تطلق على كل من يطبّق قوانين الدين اليهودي. أي التوراة المقدسة وشعائرها. 2. الشعب اليهودي عاش كشعب عندما كانت له دولة خاصة به. وكذلك بقي يعيش كشعب بعد تشتته.لأن أمتنا تتوحد من خلال تمسكها بالتوراة. 3. الأرض المقدسة أعطيت للشعب الاسرائيلي بشرط تطبيق الشعائر التوراتية. وعندما أخلّوا بذلك سحبت منهم هذه الأحقية وخرجوا للشتات. ومنذ ذلك الوقت منعت منا بمنع توراتي شديد.اقامة مملكة لنا بالأرض المقدسة أو بأي مكان آخر, فقط علينا أن نكون موالين للمالك التي نعيش تحت سلطتهم. 4. هذا الوضع القائم منذ ألفي سنة تقريباً والشعب اليهودي المشتت منذ ألفي سنة تقريباً . والشعب اليهودي متفرق في أنحاء المعمورة. ودائماً حافظ اليهود على ولائهم لسلطة الدولة التي عاشوا في كنفها. 5. الشعب اليهودي يشكر كل من وفّر لهم الحماية, وحرية العبادة بشكل حرّ. ونشكر المسلمين بشكل خاص فهم الذين حموا اليهود بينما الشعوب الأخرى استعبدت اليهود ولاحقتهم وقتلتهم. بينما المسلمون هم وحدهم من الشعوب الذين فتحوا أبوابهم لليهود وتقبلونهم للعيش والرعاية والأمان في بلدانهم. 6. كانت على الدوام العلاقات بين العرب المسلمين واليهود علاقات محبة وسلام وصداقة. وتثبت الحقيقة ويثبت التاريخ بأن اليهود عاشوا بين المسلمين في كل الدول العربية ولمئات السنين وسط علاقات الاحترام والتقدير والصداقة. 7. ظلّ اليهوةد عبر جميع الأجيال يتطلعون إلى لمس تراب الأرض المقدسة. والسكن فيها ولكن بهدف اقامة الشعائر الدينية فيها , والتمتع بقدسيتها.لابهدف قتل الأبرياء من أهلها. ولكن لاسمح الله أن يكون لليهود هدف سياسي أو سلطوي فيها. فذلك أمر حرام علينا. ونشير إلى أنّ آبائنا وأجدادنا عاشوا جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني في هذه الأرض كلّ منهم كان يساعد الآخر لمصلحة الجميع. 8. وحتى قبل مئتي سنة ظلّ اليهود محافظين على التوراة والشرائع بدون كلل. وكانت القيادات اليهودية من حاخامات التوراة الذين قادوا الشعب اليهودي وفق الأسس التوراتية السليمية. وكانوا ملتزمين بتعاليم التوراة وموالين للممالك التي تحكمها حسبما تنص التوراة. وبذلك ساعدوا أيضاً على حفظ سيادة تلك الممالك. لكن ومن المؤسف أنه بدأت في هذه الأيام تظهر نظريات جديدة في أوروباز نظريات تدّعي الحرية والمساواة , فاتبعها قلة من اليهود, فابتعدوا عن التوراة وعن شعائرها. وعملوا على زعزعة القيادة الروحية للشعب اليهودي. وعلى أساس هذا التناقض ولدت الحركة الصهيونية منذ حوالي المئة سنة, وترأسها يهود ضالين كفار وثنيين تركوا التوراة والشرائع الدينية. 9. منذ نشوء الصهيونية وقفت ضدها اليهودية الحاخامية المتدينة وتحدتها بحرب ضروس لم تكن حرباً على العلمانية فحسب بل لأن الصهيونية تتناقض وطريق الشعب اليهودي. تلك الطريق التي يلتزم التصرف بها وفق تعاليم التوراة. والتي تخصّ مرحلة الشتات. لكن الصهاينة تحرشوا بالأمم وطلبوا سلطة سياسية على الأرض المقدسة بالرغم من رفض الفلسطينيين الذين هم سكان الأرض الأصليين لتلك الخطة. ووقتئذ ظلّ زعماء اليهود الأورثوذوكس يرفضون ذلك الاستيلاء الجائر. ويعارضونه بكل قوة. 10. الصهاينة الذين رفضوا سماع صوت الحاخامات ورأي التوراة استمروا في طريقهم المخزية, حتى استطاعوا التأثير على الحكومة البريطانية وانتزعوا منها وعد بلفور الشهير. ولأسفنا فمنذ ذلك الوقت بدأت تتدهور العلاقات بين العرب الفلسطينيين واليهود العرب المقيمين بينهم. وذلك لأن الشعب العربي فهم بأن اليهود سيأخذون السلطة من يدهم. وسيأخذون المسجد الأقصى من سلطتهم. فوصلت الأمور لما هي عليه الآن.!.ومنذ ذلك الحين سعى قادة اليهود لتعريف المسلمين بأننا لاغاية احتلالية وسلطوية عندنا. ومنهم الحاخام اليهودي آنذاك يوسف حاييم رونفيلد الذي وجد ضرورة تنظيم زيارة للشريف حسين ولابنيه الفيصل وعبد الله ليعربوا فيها عن عدم رغبة اليهود بالاستيلاء على الأرض العربية. وتمت تلك الزيارة واستقبل الوفد باحترام كبير كعادة المسلمين وحكامهم, وتم الاتفاق على أن يعيش اليهود في بلدان عربية آمنين كما جرت العادة وألا يطلبون أي سلطة سياسية فيها. وكان من بين أعضاء ذلك الوفد الحاخام يسرائيل دهاني الذي دفع حياته بسبب تلك الزيارة. 11. انّ اليهود المتدينين ظلوا على الدوام يستنكرون استيلاء اسرائيل على الأرض العربية وطرد أهلها وابادة بعضهم بشكل غير انساني على الاطلاق. وهم يعتبرون أعمالها ارهابية ولاانسانية بل بربرية. ولاتتناسب مع أخلاق الشعب اليهودي. 12. أعلن اليهود المتدينون على الدوام بأنهم ضد الصهيونية وبعد استيلائها على أرض العرب رفضوا الاعتراف بدولة الصهاينة, واننا نؤكد للعالم أجمع بأن اسرائيل لاتمثل اليهود , وان اسم اسرائيل الذي سرقته منا بغير شرعية هو اسم مزيف, فحسب التوراة يمنع علينا كيهود أن نتمرد على أي شعب, بل يتوجب أن نظل خاضعين لسلطتهم. واننا يتوجب علينا أن ننتظر اليوم الذي تقوم فيه مملكة الخالق ويعم يومها السلام. ويتحقق هذف النبي أشعيا. 13. امتنع اليهود المتدينون على الدوام من أخذ أية مخصصات مالية للمؤسسات التعليمية من السلطة الصهيونية, كما أننا لانخدم في جيشهم, ولانشارك بالانتخابات البلدية أو الكنيسيت ,ولانتحدث بالعبرية التي هي لم تكن على الاطلاق لغة التوراة. واننا نلتزم بكل هذا لنثبت بأننا نعادي سلطتهم التي ترفضها الانسانية جمعاء. 14. فيما يخص المسجد الأقصى والسلطة عليه , ونريد أن نثبت هذا الموقف منا: فحسب التوراة لايجوز لنا مطلقاً الدخول إلى المسجد الأقصى فهو للمسلمين وليس لنا, ولايجوز الاستيلاء عليه من قبل الصهاينة, ونحن ملتزمين بتلك النصوص وننتظر اليوم الذي يعود فيه الحق لأصحابه. ويدخله المسلمون آمنين. 15. لايحق للصهيونية الاستيلاء على ذرة تراب واحدة في الأرض المقدسة, ولايحق لهم التحدث باسم اليهود.لأنهم لايمثّلون أحد من اليهود, وانهم لايتصرفون كيهود بل كعصابة مسلحة.وان أعمالهم تدنس الأرض المقدسة. 16. نعود ونؤكد رغبتنا في العيش الآمن والمشترك تحت لواء السلطة العربية الاسلامية, تماماً كما يعيش اليهود في أوروبا وغيرها. وأن يكون كل هدفهم المحافظة على ممتلكاتهم والتمتع بحريتهم, والتمتع بقدسية هذه الأرض التي نعتقد بأنها مقدسة عند كل الأديان السماوية. وهانحن نوقع على هذا الاعلان ونسأل الله سلامه وبركته في الأعالي. وليصل خيمة سلامه على هذه الأرض وهذه المدينة.التي هو اختارها.
التوقيع حركة ناطوري كارتا يهود ضد الصهيونية. 29 \ 4 \ 2001
ماهي منظمة الكارتا؟ الكارتة تعارض انشاء وابقاء ووجود ما يسمى "دولة اسرائيل"! اليهودية. الكرتة الآرامية هي عبارة عن "حراس المدينة. الاسم الوصفي لهم الكرتة. وعندما قام الحاخام بخدمة تفتيش رعوية في هيبا وارتسيل. سأل عن رؤيته حول حرّاس المدينة في اسرائيل, وعن مقارنة حراس المدينة بجيش اسرائيل فقال: ان هؤلاء ليسوا أولياء المدينة ولكن المدمرات هي التي دفعت المواطنين لتصديقهم والاعتقاد بهم وبهذا استغلت الصهيونية قوتها. عقائد ناطوري كارتا: - غلَّبت الطبقة التوحيدية داخل العقيدة اليهودية على الطبقة الحلولية التخصيصية الوثنية التي تجعل اليهود وحدهم مركز اهتمام الإله، وتمسكت بالحل الحاخامي لمشكلة الحلول. - فصلت اليهودية الحاخامية العقيدة اليهودية عن الأرض المقدَّسـة، وهو ما يعني عـدم حـلول الإله في أرض بعينها، والاعتقاد بأن الاله مفارق للعالم, ومخالفة الصهيونية القائلة بحلول الاله في اسرائيل. - تمسكت اليهودية الحاخامية بمسألة أن اختيار اليهود أمر منوط بتنفيذهم الشريعة، وهو ما يعني أن الذات اليهودية لم تَعُد مقدَّسة من خلال الوراثة (وهو أمر مألوف في الأنساق الحلولية). وإنما تُكتَسب القداسة من خلال ما يقوم به اليهودي من أفعال أخلاقية. - جعلت اليهودية الحاخامية العودة (وتأسيس الدولة) مسألة منوطة بالأمر الإلهي ولا دخل للبشر فيها. - يؤمنون بفصل الخالق عن المخلوق، كما أكدوا عنصر الإنسانية المشتركة بين اليهود والأغيار، وهو عنصر موجود في التلمود وإن كانت بعض التفسيرات تتعمد إغفاله. - تمسُّك نواطير المدينة بالطبقة التوحيـدية هو الذي عصمهم من السـقوط في الوثنية الصهـيونية العلمانية،
الحياة الدينية الخاصة: لنواطير المدينة نمط حياتهم الاجتماعي والاقتصادي الخاص. ونسـاء نواطير المدينـة زاهـدات في الملبـس والمظهر الخارجي والمساحيق، وهن لا يتبرجن بل يلبسن الملابس البسيطة كما يكرسن حياتهن لأسرهن. أما الرجل، فإنه يدرس التوراة والتلمود ويرعى أسرته ويمارس الحرف المتاحة له. ويرتدي رجال نواطير المدينة القمصان البيضاء بدون أربطة العنق والمعاطف السوداء والقبعات ذات الحواف العريضة (التي كانت شائعة في شرق أوربا) ولا يشذبون لحاهم أو سوالفهم الطويلة. وتتقيد الجماعة ككل بأسلوب الحياة بين يهود اليديشية في بولندا وروسيا. والحي الذي يقطنون فيه في القدس هو حي مائة شعاريم (المائة بوابة) أما في تل أبيب، فهم يوجدون في حي بناي براك، وفي نيويورك يتركزون في بروكلين في حي وليامز برج.
التأسيس تأسست منظمة الكارتا في القدس بفلسطين في عام 1938 ، وقد انشقت عن اغودات ييسرويل. تلك المنظمة التي انشئت في عام 1912 لغرض محاربة الصهيونية.التي كانت تخدع بواسطة المال والشرف وبيعها "العجل الذهبي". وانفصلت الكارتا برجالها الذين يريدون الحفاظ على ايمانهم ومواصلة الكفاح ضد الصهيونية ونأت بنفسها عن أغودات ييسرويل. وعن أعمالها على مرّ السنين ، ودعى عدد من الناشطين الكرتة آنذاك لايجاد تسوية لقضية اليهود خارج فلسطين. ولبعض الاسباب القهرية تخلى المناضلين الافراد الأوائل عن البلد الذي واسرهم والذي عاشوا فيه لاجيال عديدة بأمان وحماية العرب والمسلمين قبل أن تقوم دولة اسرائيل.وتشمل أيديولوجية الكارتا رفض العيش تحت هرطقة اسرائيل غير الشرعية. فاسرائيل هي البدعة. وكان بامكان اليهود أن يعيشوا مع أسرهم حياة آمنة وطبيعية بلاقتل ولاموت في هذا البلد.وبلامضايقات مستمرة. ومن هذه المنطلقات ومن هذا التشتت قامت الكارتا الدولية وانتشرت واستمرت بالاهتمام بالمؤسسات التعليمية اليهودية والمعابد اليهودية المنتشرة في العالم. وهي تنشر ايديولوجيتها بواسطة نشر الكتب والمطبوعات ودور النشر والمؤسسات الاعلامية المختلفة,ولها فى نيويورك ثلاثة معابد في بروكلين (ميثاق الحقوق وبارك يامزبورغ ومنظمة أصدقاء القدس في نيويورك ،وان منظمة الكارتة الدولية تدعم السياده الفلسطينية على جميع الاراضي المقدسة. وللتفسير نقول: فنحن ضد الصهيونية. نزاعنا مع الصهيونية القائمة على مستويات عديدة. اولا : باقامه دولة في فلسطين التي هي ممنوعه حسب القانون اليهودي ، وبهذا تخالف الصهيونية عقيدة التوراة اذ تنفي العقوبه الالهيه الكامنة في الشعب اليهودي في المنفى. تلك العقوبة التي فرضها الله عليهم مادام الشعب اليهودي.
ثانياً: كرست الصهيونية معظم طاقتها الى اجتثاث ايمان التوراة التقليدي. وابتداع عقيدة يهودية جديدة.
ثالثا: ارتكبت الصهيونية شر أخلاقي شديد في معاملتها للشعب الفلسطيني. ولهذه الأسباب فاننا ندعو ونطالب بدون حل سلمي بيننا وبين الصهيونية وبدون حوار أو مهادنة، الى تفكيك الدولة الإسرائيلية بالكامل. فاذا كانت تهتم بعدد اليهود او البقاء على أمنهم هناك, فكيف قامت بتدريب الشرطة الفلسطينية وبتزويدها بالسلاح,؟ ألا تقوم الشرطة الفلسطينية بقتل بعض اليهود؟. اليس هذا الخوف ما قد يؤدي الى موت اليهود الذين يعيشون في الارض؟ واننا في الواقع نخشى اكثر مانخشاه على حياة اليهود في هذه الحاله اليائسة التي تعيشها اسرائيل. فبعد 53 عاما نجد أنها خاضت خمسة حروب رئيسية. وحروب لا نهاية لها ، تكافح الارهاب بارهاب المدنيين الأبرياء, وتتسبب في ايقاع قتلى من الجانبين. لا يوجد اي حل في الافق. كل من اليمين واليسار الاسرائيلى قد فشل فشلا ذريعا في معالجة هذا الوضع. نقدم بديلا لما هو واضح ولتلك التجربه الماساويه. ولكن اليهود لا يستحقون وطن. نعم وهم ليسوا بحاجة للوطن.وانّ اليهود المؤمنين بالتوراة والمخلصين والذين عاشوا طوال 1900 عاماً لم يؤمنوا بضرورة انشاء وطن لهم.وظلوا يعيشون في المنفى ولايعتقدون بضرورة استخدام الوسائل العسكرية. وان العقيدة اليهودية ترى بأنه في نهاية الأيام وفي آخر الزمان وعندما يختار الخالق تخليص كل البشريه ثم كل الشعوب في المشاركة في العبادة منه. وهذا لن يتطلب الاخضاع أو ملكيه الشعوب. وسيكون وقت الاخوة العالمية مع الأخوة الروحيه في الاراضي المقدسة. حتى ذلك الحين سيبقى الشعب اليهودي يحمل مهمة معينة في المنفى. مهمة أوكلها الله اليه.وماذا يمكن ان تكون مهمته ؟ قبول الايمان والاعتقاد بالبقاء في المنفى. قولا وعملا ، وبهدوء وسلام. وبشكل مخفي على العمل الروحي والمعنوي ، وبصفة عامة لحضور العمل في الخدمة عن طريق دراسة التوراة والصلاة والخير. والشعب الفلسطيني هم ضحايا الحركة الصهيونية في العمى الاخلاقي والعناد فاسرائيل لاتراعى وجود شعوب اخرى تعيش بينها. كالشعب الفلسطيني والذي له حق في وطنه. بل انه هو صاحب الحق الكامل. ويحق لهم التعويض المالي عن فقدان الممتلكات او الضرر الذي لحق بهم على مدى العقود الماضية. ولعلّ من الجهود التي نقوم بها, هي إننا كثيرا ما ننشر بياناتنا لدعم المطالب الفلسطينية ، والتعاطف مع معاناتهم. كما وشاركنا الفلسطينيين احتجاجا على الاعتداءات التي تعرضوا لها. كما ونقوم بالمحافظة على الجمهور اليهودي في العالم الاسلامي، ونحاول ضم أصواتهم وجهودهم الى حركتنا وأهدافنا.وسلاحنا في ذلك الالتزام بقداسة وتعليمات التوراة اليهودية والتقاليد اليهودية ,التي تمنع معاداة الناس كي لاتتسبب بمعاداة الآخرين لليهود.هذا العداء الذي لايمكن أن يمحى من الذاكرة اليهودية. وبالنسبة لعمليات السلام واتفاقيات أوسلو وغيرها, فاننا نرحّب بأي مسعى يهودي يتفهم معاناة الشعب الفلسطيني ويخفف عنهم.وبذلك تعتبر اتفاقيات السلام خطوة نحو الطريق الصحيح. ودليلنا هو أن الضمير الأخلاقي الذي يجب أن يتوفر في كل يهودي يقبل بأي نوع من السلام وتخفيف القتال والموت. وبنفس الوقت فاننا نعتقد ان كل هذه الخطط ، على الرغم من أنها قد تكون حسنة النية ظاهرياً ، فان مآلها الفشل. فاليهود حسب تعليماتنا اليهودية ممنوعون من ممارسة السياده السياسية على الارض التي ليست لهم. فكيف يدعون الى عملية سلام ويكونوا هم طرف فيها ؟ وكيف يقومون بالتوقيع على أساس امتلاكهم للأرض التي اغتصبوها.؟.يتوجب على اليهود أن يكونوا مسالمين مع البشر جميعاً. انّ المشروع الصهيوني مآله الى الفشل الذريع ان عاجلاً أو آجلاً. فاليهود يدعون للتعامل الدائم بموجب الاخلاق والصدق مع كافة البشر دون استثناء. وهذه هي مهمتنا "مملكة كهنه وأمه مقدسه". وقد ضللت الصهيونية الكثير من اليهود. وقادتهم الى الاعتداءات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وارتكبت الجرائم بأياديهم الآثمة.لذا يتعين على جميع اليهود ما في وسعهم تصحيح هذا الوضع بالسعي للسلام والمصالحة والحوار عند التعامل مع الشعب الفلسطيني وجميع الدول الاسلامية. وهذا واحد من أعظم التجارب الروحيه التي تواجه الشعب اليهودي الى اقامة علاقة أخلاقية مع الاخوة الاسلامية.الخالق يدير العالم . فهو القادر ومعه كل الامور ممكنة.وان الصهاينة يشعرون بخيبة أمل كبيرة اذ استنفذوا كل جهودهم وقوتهم لكسب يهود العالم الى جانبهم, لكنهم لم يبرحوا بذلك. وان كافة مباديء الصهيونية آلت بهم الى الطريق المسدود. ثم الطريق تلو الطريق مسدود. وكذلك فان يهود العالم وجدوا كافة الطرق مسدودة أمامهم, فليس أمامهم الا حلّ واحد أوحد يتوقون اليه.وهو نحن اليهود المتدينين الذين نعمل ونجمع جهودنا ضد اسرائيل نفسها. نحن أمل اليهود في العالم ومنقذيهم.ونحن نلتزم بتعاليم وتقاليد التوراة.وسيقوم الكثير من اليهود في وقت ليس ببعيد بالانضمام الى صوتنا صوت الحق.وبمساعدتنا تنفيذ خططنا.ونحن نأمل بألا تذهب الكثير من دماء الأبرياء سواء يهود أو مسلمين فلسطينيين. واننا نتوق الى اليوم الذي يكون فيه الكثيرون يدركون ان الطريق الوحيد الى السلام الحقيقي يكمن في الشعب اليهودي الى العودة للحقيقية المهمة وهي حياة اليهود بسلام في المنفى ، "نشرة دولية صادرة بعدة لغات عن حركة ناطوري كارتا"
يهود ينحازون لمنظمة الكارتا
في يوم الأحد 7 كانون الثاني 2007 قام مئات من اليهود بالتظاهر أمام المعابد اليهودية في نيويورك وفي مقاطعة مونسي روكلاند لدعم حاخامات الكارتا ومناهضة الصهيونية الأرثوذوكسية,ورفعوا لافتات. تظهر الدعم للحاخامات الذين اجتمعوا مع الرئيس الايراني في كانون الاول 2006 حيث اجتمع بالرئيس الايراني وفد من الحاخامات واعربوا عن رأيهم بأن المحرقة يجب الا تستخدم لاضفاء الشرعية على وجود دولة اسرائيل والصهيونية. مما أدى الى احتدام الخلاف مع العرب والمسلمين. وقال ان اسم الكارتا مأخوذ من (المزامير) الفصل. 127. (تلمود القدس ، نسبة الى مجموعة من اليهود المتشددين في القدس الذين رفضوا وما زالت ترفض) الاعتراف بوجود سلطة او ما يسمى "دولة اسرائيل" والتي وما زالت تقدم رأيها وتظهر علنا موقفها الذي يستنبط من موقف التوراة اليهودية والاخلاص لها.والكرتة هي طائفة صغيرة وجماعة متطرفه "متشددة" من اليهود. التي لم تتخذ اي شيء خارج القانون المكتوب والشفوي المنصوص في التوراة كما هو منصوص عليه في حالاشا وشولشان اروش. الكرتة هي تجسيد لرفض التغييرات والأكاذيب التي فعلتها الصهيونية, خلال المئة سنة ونيف من عمرها. وحسب نصوص التوراة فلا يحق للصهيونية أن تقيم دولة وتقتلع شعباً. فاليهود مكانهم هو في المنفى. ومؤيدي الكارتا كثيرون وهم يرسلون أولادهم للدراسه في مؤسسات تعليميه تديرها اليهودية الكرتة ، او المشاركة في الانشطه والجمعيات او التظاهر الى جانب الكرتة. صحيح ان عدد الأسر التي يمكن تصنيفها ضمن الكرتة كجماعة او اعضاء ناشطون في (سي هي) صغيرة نسبيا وهي تقدر فقط بعدة آلاف ، لكن عدد اليهود المتشددين الذين يؤمنون ضد الايديولوجيه الصهيونية اليهودية يبلغ مئات الآلاف. الكرتة معارضة لما يسمى "دولة اسرائيل" ليس لانها تعمل بشكل علماني ، بل لأن مفهوم دولة يهوديه ذات سيادة يتناقض مع القانون اليهودي. وهي تضم جمعاً كبيرا من الحاخامات الذين يعادون الصهيونية العلمانية. وحسب رأي الكارتا وهو مأخوذ من التوراة فانه لايحق لليهود انشاء دولة قبل ظهور الماشيح. (المسيح من بيت داود). وعلاوة على ذلك ، تفيد نصوص التوراة بضرورة أن نمنع كل يهودي من أن يقيم دولة. ونعتبره متمرداً وخارجاًعلى التوراة واليهودية. ولذلك فنحن لانشارك في أي نشاطات لدولة اسرائيل ولانأخذ من أموالها ولامن المساعدات المقدمة لها.ولانشارك في الانتخابات ولانرسل أولادنا الى مدارسها, انها مقاطعة دينية تامة مع الصهيونية الخارجة عن اليهودية. وهي التي قامت بتحريف نصوص التوراة والتلمود, لكن لايحق لأحد حتى لو كان الحاخام الأكبر نفسه أو النبي أن يحرّف في نصوص التوراة.قامت الصهيونية باغتصاب بيت المقدس باسم اسرائيل . لكن يجب أن تعاد كافة الممتلكات الى أصحابها. فنحن يهود ونرجو ألا يعتبر العالم بأن الصهيونية تمثل كافة اليهود. وبحجة الهولوكوست جاء الصهاينة يمارسون الابادة هنا ويقيمون دولة ويمنعون أحداً من انتقادها. رسالة من منظمة الكارتا الدولية
أصدقاء الأقصى الى اسماعيل هنية
ينبغي الا يكون هناك شك فى ان جذور المشكلة التي تواجهها منطقة الشرق الاوسط والعالم هو الارهاب الصهيوني للدولة ما لم يرتكبها الصهاينة ، المنشقون الدينيون من المتعاونين مع الاسف مع الصهاينة من أجل المال والسلطة. كلنا الاعور أي ان دولة اسرائيل الصهيونية برغم قوتها الكبيرة تمتلك الجيش وتسلحه باخطر اسلحه الدمار الشامل وقد تم انتهاك العشرات من قرارات الامم المتحدة منذ عشرات السنين. أين العقوبات من المجتمع العالمى الحديث والتقني والعلماني وعلى التكنولوجيا نظامه؟ اين هي الاستنكار لايوجد استنكار؟ اين المناقشات حول نزع السلاح وتغيير النظام فى القدس الأرض؟ اي شخص حتى ادنى معرفة بالتاريخ والاحداث الحالية يعرف ان الدولة الصهيونية هي التي صنعت ماساه الشعب اليهودي للفلسطينيين وتستعين برأس المال العالمي وتسخره ضد المسلمين في العالم. نحن ندافع بشرف عن الحق ونطالب قادة الدول الكبرى ان نفكر بعمق في أنّ الصهيونية الحالية هي مصدر المعاناة والغضب في العالم الاسلامي. ومن الاهميه القصوى لجميع قادة العالم الاقرار بأنها هي المصدر الحقيقي لهذه المآسي وهذا الظلم الذي يمارس ضد العرب والمسلمين في الاراضي المقدسة. الخوف والشر ليس الأشقاء والاصدقاء العرب المسلمين، بل من الصهاينة. لكن لا يمكن لهم الانتصار الطويل. انهم الكابوس الصهيوني الحقيقي, وان لهم نهاية قريبة. ان اسعد يوم سيكون لنا جميعاً.هو في تفكيك الدولة الصهيونية ،فلنعمل معا ، جنبا الى جنب ، مع بلدكم الام والثورة على انهاء جميع المصائب الآتية من الصهيونية. واننا بحاجة الى ان نرى اليوم الذي يعم فيه السلام بهذا البلد الفلسطيني العربي الذي عاصمته القدس.
التوقيع ناتوري الكارتة
ملاحظة: بالنسبة ليوم السبت الذي حلّ فاننا نرى ضرورة المشي على الأقدام عدة اميال الى حضور الاجتماع ، وكذلك رفض استخدام مكبرات الصوت.
رفض اعلان دولة اسرائيل: غداة إعـلان قـيام إســرائيل عام 1948، قامت الجمعية بإرسال رفضها قيام الدولة إلى الأمم المتحدة. وخلال معركة القدس، دعت الجمعية إلى هدنة وإلى تدويل القدس حتى يتم فصلها عن الكيان الصهيوني. وبلغ الأمر ببعض أعضائها أن أعلنوا صراحةً رغبتهم في العيش تحت الحكم الأردني. وقد أرسل الحاخام هيرش برقية إلى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة يطلب بموجبها أن تعلن الأمم المتحدة أن حي المائة شعاريم إمارة مستقلة. ولا تعترف جماعة نواطير المدينة بالدولة الصهيونية حتى الوقت الحاضر، ويقوم أعضاؤها بتنكيس وحرق الأعلام الصهيونية,والصيام في يوم إعلان تأسيس الدولة الصهيونية. وهم ينظمون المظاهرات والاحتجاجات السياسية ضدها. وتتبنَّى جماعة ناطوري كارتا موقفاً إيجابياً من منظمة التحرير الفلسطينية ومن حقوق العرب في فلسطين وتعلن أن أعضاءها على استعداد لأن يعيشوا كأقلية دينية تحت حكم حكومة فلسطينية تضمن حقوقهم السياسية. وتتعرض الجماعة ـ كما هو متوقع ـ لمضايقات كثيرة ومتواصلة من السلطات الصهيونية حيث تقوم الشرطة الإسرائيلية بين الفينة والأخرى بمداهمة حي المائة شعاريم (بكلابها وهراواتها) لاعتقال بعض أعضاء الجماعة وخرق حرمات منازلهم، هذا بالإضافة إلى أن الحكومة الصهيونية تحاول تقليص حدود الحي بقصد خَنْقه وحَصْر خطره.
مأزق الشرق الأوسط سلسلة النشرات رقم 2 مرة اخرى عدد القتلى يزداد في الاراضي المقدسة. مرة اخرى "حمائم" و "صقور" الصهاينة يمارسون العنف والقتل مجتمعين ومتفقين.,فهل هناك اي بديل حقيقي من انهاء دوامة الموت والقتل؟ هذه هي الاسئلة التي يطرحها يهود العالم من مختلف الانتماءات. وأما أولئك الذين يعتقدون ان الخلاص يكمن في معسكر باراك أو شارون . فان احساسهم مهزوم, تلك الهزيمة التي اصابت الصهيونية ومعها اليهود من غي المتحالفين الذين ظلوا على مرّ العصور يتسائلون عن نهاية المطاف والمآل.ويطالبون باعادة النظر في مباديء وأعمال الصهيونية العنصرية.لم تحقق الصهيونية شيئاً مما وعدتنا به.ولذلك آن الأوان لاعادة النظر فيها ككل. واسرائيل ليست ملاذ آمن لليهود كما قيل لهم من قبل.بل على العكس انها في حالة دائمة من الحروب والارهاب والاقتتال, ولم تنجح مفاوضات السلام حتى اليوم. فنحن أمل الشعب اليهودي ونصرته. ونحن التائبين ندعوا الصهيونية للتوبة. عمّا تفعله بدباباتها وأسلحتها الفتاكة. لقد استطاعت الصهيونية خلال العهود السابقة أن تؤثّر بواسطة اعلامها القوي والموجه على الرأي اليهودي وأن تؤثر على الرأي العالمي أيضاً. ونحن ندعو اليهود جميعاً بأن لايتأثروا بالاعلام السيء التابع للصهيونية. لكن وعي اليهود بدأ يتحقق. وتصريحات حركة اسرائيل أغودات تفيد بأن الصحوة اليهودية بدأت تتحقق. انّ أجدادنا عاشوا طوال قرون عديدة في ظل الحكومات الاسلامية . وكانوا متمتعين بحرية كبيرة, وبعطف ديني من الاسلام الذي يحمي الأديان.لقد كذبت الصهيونية في زعمها بتأمين وطن قومي لليهود, وبزعمها أن اسرائيل ملاذ آمن لهم. فبعد نشاط خبيث استمر مئة سنة وبعد استعمار للأرض استمر أكثر من ستين سنة مازال اليهود يعيشون في خطر ويتعرضون للموت كل يوم. وتتمثل خطة منظمتنا بتطهير عقول الصهاينة واعادتهم الى صوابهم الديني اليهودي.وتطهير قلوبهم, والسعي معهم لايجاد مخرج مناسب لليهود وذلك حسب نصوص التوراة. اذ لابدّ من تخليهم عن السلطة وتسليم الأرض الى أصحابها.ثم يتوجب أن تتفكك كافة فروع الحركة الصهيونية وتزول هيمنتها. ونعيد من جديد اظهار صورة اليهودي التي نرضاها.ونحن نصلّي من أجل أن يعمّ السلام في هذه الأرض المقدسة.وسنتخلى عن القدس الشريف, ونعيدها لأصحابها. وعندئذ ستعود الكرامة الى الشعب اليهودي الذي أفقدته اياها الصهيونية.. الصهيونية ميتة لامحالة: اننا نسعى لاثبات أن الصهيونية ميتة لامحالة, ونناقش هذه الحقائق مع الحركات الصهيونية وفروعها بغية استقطابها. لكننا فشلنا فشلاً ذريعا مع حركة مفدال, لقد استمرت الصهيونية في رفض الاعتراف بنا كمعارضة حقيقية وشرعية.ويرى الكثيرون بأن رفض الصهيونية الاعتراف بالمعارضة هو خيانة للشعب اليهودي برمته. ووفقا للاستاذ جوزيف هودارا جامعة بار - ايلان ، الديموغرافيه والايديولوجيه والدينية المناهضه للصهيونيه فانّ المعارضة الدينية تمثّل تهديدا خطيرا لاسرائيل كدوله.
تفكك الجماعة اليهودية الأمريكية
تعتبر الجماعة اليهودية الأمريكية أقوى الجماعات الصهيونية في العالم ,وقد شهدت الجماعة اليهودية الأمريكية ثلاثة أحداث تناقضية أساسية توالت خلال أقل من عام. وكانت تنحصر المشكلة في نفوذ مؤسسات الجالية اليهودية في أميركا، وبخاصة منظمة «إيباك» التي تعتبر أقوى جماعات الضغط في الولايات المتحدة،.
وأن إسرائيل، عن طريق جماعات الضغط اليهودية، استطاعت التأثير على مسارات السياسة الخارجية الأميركية إما بإعادة تشكيلها بما يخدم مصالح إسرائيل وإما بفرض هذه المصالح على صانع السياسة الأميركية وإن تعارضت مصالح الدولتين.
وليس جديداً أن يدور في الولايات المتحدة جدل من هذا النوع، ولكن الجديد هو شراسة الهجمة المضادة التي شنتها جماعات الضغط الصهيوني على المستويات كافة. بلغت الشراسة أقصاها في الهجمة التي تعرض لها الكاتب الشهير طوني جات ومنعه من إلقاء محاضرة في ضيافة قنصلية بولندا في نيويورك عن موضوع الاضطهاد النازي لشعب بولندا، الأمر الذي حرض الكثيرين على البحث عن تفسيرات لهذا التوتر داخل الجماعة الصهيونية الأميركية مختلفة عن التفسيرات التقليدية. ثم جاءت الانتقادات شديدة القسوة على كتاب الرئيس الأسبق جيمي كارتر الذي اتهم فيه إسرائيل بممارسة نوع من التمييز العنصري. وفي تشرين الثاني خطب البليونير الهنغاري اليهودي جورج سوروس في حفل يهودي لجمع الأموال لإسرائيل في مدينة نيويورك قائلاً إن «العداء المتصاعد للسامية في أوروبا هو نتيجة مباشرة لسياسات إسرائيل والولايات المتحدة»، واعترف في اللحظة نفسها بأنه هو نفسه مسؤول عن العداء للسامية بسبب نشاطاته المالية التي دفعت رئيس حكومة ماليزيا السابق مهاتير محمد للقول بأن اليهود يحكمون العالم بالوكالة. ووصف المسؤولون عن الجالية اليهودية الأميركية وعلى رأسهم إبراهام فوكسمان كلمات سوروس بأنها «فاضحة» وهاج الحاضرون الذين انتظروا من سوروس الذي يحضر للمرة الأولى حفلاً يهودياً، تأييداً لإسرائيل والجالية اليهودية، دعماً مالياً معتبراً، واعتذاراً عن مواقفه «المعتدلة» تجاه حقوق الفلسطينيين. ولم تمض أيام إلا وكان سوروس يلقي بقنبلة أخرى أشعلت مزيداً من نيران التوتر داخل الجماعة اليهودية الأميركية، ومنها إلى الجماعات اليهودية في كل مكان. إذ اتضح أن أحد كبار موظفي معهد «المجتمع المفتوح»، وهي المنظمة الخيرية التي يمولها سوروس، يقوم باتصالات في نيويورك مع كبار الشخصيات اليهودية «المعتدلة» التي تعترض على هيـــــــمنة المنظمات الصهيونية الأميركية وبخاصة «إيباك» على الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة، وتردد آنذاك أنه كان يسعى لإقامة منظمة يهودية بديله لها. ثم أعلن مورتون هالبرن وجوزيف بن آمي مبعوثا سوروس والاثنان عملا مستشارين للرئيس كلينتون، أن المنظمة الجديدة التي يؤيدان قيامها ستحاول إقناع الحكومة الأميركية بانتهاج سياسات من شأنها تسريع حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وأصرا على أن المبادرة لا تسعى لإحداث انقسام في الجالية اليهودية، وإنما لإقـــــامة جهاز مواز يقدم سلعة لا تقدمها «إيباك»، هذه السلعة هي تشجيع الحكومة الأميركية على إقامة دولتين فلسطينيتين وترشيد السياسة الخارجـية الأميركية في الشرق الأوسط، والامتناع عن الدعم التلقائي لكل ما تفعله حكومة إسرائيل. وبدا كما لو أن القائمين على «إيباك» والمنظمات الصهيونية الأميركية فقدوا اتزانهم تحت وقع الضربات المتلاحقة التي تلقوها خلال العام الأخير، وكان أولها اتهامهم بالتجسس على ملفات في وزارة الدفاع الأميركية، وثانيها فشلهم في تمرير قانون ضد الإرهاب الفلسطيني، كان الغرض منه قطع كل علاقة بين الحكومة الأميركية وحكومة فلسطين والقوى «المعتدلة» الفلسطينية والشعب الفلسطيني. وألقى الزعماء الصهاينة باللوم بسبب هذا الفشل على العناصر المتمردة داخل الجماعة اليهودية الأميركية. ومما يدل على فقدان الاتزان وارتكاب اللجنة اليهودية الأميركية، إحدى المنظمات الصهيونية، خطأ توجيه اتهام علني لكل «الليبراليين اليهود» الذين ينتقدون أحياناً إسرائيل والسياسات الأميركية المؤيدة للتطرف الإسرائيلي، بأنهم وراء اندلاع العداء للسامية في أميركا والعالم،
وجاء رد قادة الليبراليين اليهود عنيفاً ومنهم أشخاص انضموا إلى مبادرة مورتون هالبرن وجورج سوروس إنشاء منظمة بديلة لمنظمة ايباك.
وقال سوروس: أستطيع أن أفهم موقف يهودي ليبرالي «معتدل» يرى أن مصلحة إسرائيل على الأمد الطويل لا يخدمها تعصب المنظمات الصهيونية الأميركية وتشددها. وبالفعل فقد سمعت أحدهم ينتقد ضغطاً قامت به هذه المنظمات على الحكومة الأميركية لتدعم مادياً ودبلوماسياً كتاباً قام بتأليفه أحد عتاة الصهيونية الأميركية ومن أشد الكارهين للعرب والمسلمين ويدعى روبرت ساتلوف، يتهم فيه العرب من سكان شمال إفريقيا بأنهم لم يبذلوا جهداً لحماية اليهود خلال زحف الألمان في الحرب العالمية الثانية وقمع حكومة فيشي لليهود في شمال إفريقيا، وينتقد العرب ويتهمهم بالتآمر على ابادة اليهود الأوروبيين فيما مضى.وقد دار ساتلوف على العواصم العربية يردد هذا اللغو، هذه السموم الأمر الذي تسبب في غضب عارم بين كثيرين ممن استمعوا إليه من الأساتذة والطلاب وأعضاء مراكز البحث وقيادات في المجلس المصري للشؤون الخارجية. وانصب الغضب على الإدارة الأميركية التي قامت بتمويل رحلة الكاتب في دول عربية يروج بين مواطنيها للإيمان بمحرقة هم أنفسهم الآن ضحاياها وأجدادهم الذين يتهمهم ساتلوف بالتواطؤ مع النازيين كانوا واقعين تحت قهر الاستعمار الفرنسي والبريطاني والجيش الأميركي الزاحف لطرد الألمان. ويسأل الكثيرون من الذين حضروا هذه المحاضرات كيف لوزارة خارجية تزعم أنها تركز جهودها على تحسين صورة أميركا في الخارج أن ترسل بأميركي يكره العرب ليسبهم في عقر دارهم ويلعن تاريخهم ويهين قياداتهم الفكرية والأكاديمية والديبلوماسية ويتعالى على مثقفيهم وممثلي حكوماتهم. وأن قوى وأشخاصا في أوروبا وأميركا صاروا يعتقدون أن النفوذ الصهيوني في بلادهم تجاوز الحدود المقبولة، وإنه في دولة مثل ألمانيا وصل هذا النفوذ إلى حد فرض قيود على حرية الدولة في صنع سياستها الخارجية، بل وفي حالات معينة، مست القيود سياسات داخلية.
وأن نفوذهم في ألمانيا قد يكون أقوى من نفوذهم في الولايات المتحدة، وأن المبالغة في فرض الإرادة الصهيونية والإسرائيلية مسؤولة بشكل مباشر عن تدهور علاقات حكومات أوروبا بأقلياتها العربية والإسلامية.
وأنه في أميركا على وجه الخصوص كانت ورطة العراق، التي لعب فيها المتطرفون من اليهود في جماعات اليمينيين الجدد دوراً كبيراً، هي التي جذبت انتباه أعضاء في النخبة السياسية الأميركية إلى الخطورة التي يمكن أن يتسبب فيها السماح لجماعة ضغط أجنبية بالمشاركة الفعلية في صنع السياسة الخارجية الأميركية وتحديد أولوياتها لصالح دولة بعينها.
منظمة يهود التوراة الحقيقيون
منظمة يهود التوراة الحقيقيون في امريكا.. فقد وجهت هذه المنظمة اليهودية الكبيرة نداء الى الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش، تناشده فيه: الكف عن اطلاق (صفة دولة يهودية) على الكيان الصهيوني. وجاء في النداء اليهودي الصريح: «نكتب اليكم بسبب اهتمامكم بمعاناة شعوب الشرق الاوسط.. ونود ان نستلفت انتباهكم الى انه بالرغم من ادراككم بأن هناك العديد من اليهود يدعمون ويؤيدون دولة اسرائيل، فان الذي يحتمل الا تكونوا قد سمعتم عنه هو وجود اغلبية صامتة من اليهود معارضة للصهيونية تظل وسائل الاعلام متجاهلة لها، وهي اغلبية باقية على صمودها في الولاء لتعاليم حاخاماتها التي تقول: ان الفكر الصهيوني ينافي تماما ديانتنا اليهودية ومنذ تدمير المعبد المقدس في القدس، ونفي الشعب اليهودي قبل حوالي ألفي عام مضت. تعيّن علينا ان نكون على ولاء صحيح للدول التي اقمنا فيها، ولم نسع على الاطلاق للقيام بانشاء دولة مستقلة ذات سيادة في الارض المقدسة او في اي مكان آخر في العالم. لذلك فان الأمر الاكثر الحاحا هو اننا نشعر بقلق شديد من الاشارة الى دولة اسرائيل بأنها (دولة يهودية)، فهذا الوصف يعرض رفاه اليهود في العالم كله للخطر من خلال ربط اليهود واليهودية بافعال الدولة الصهيونية. فهذه الدولة ومن يدعمها في العالم كله تسعى هي ومؤيدوها الى اثارة الكراهية ضد اليهود في العالم بسبب سياسات اسرائيل، في حين ان الصهاينة لا يمثلون الشعب اليهودي بأي طريقة كانت.." "سيدي الرئيس نحن نقدر لكم شعوركم الكريم تجاه اليهود لكننا نؤمن بأن بركات الرب ونعمه على الولايات المتحدة سوف تزداد لو توافر تفهم اعظم وسياسات مختلفة فيما يتعلق بالفارق والاختلاف بين اليهودية والصهيونية.. التوقيع الاغلبية الصامتة من اليهود الامريكيين."
منظمة الأصوات اليهودية المستقلة
تمردت كتلة يهودية لها اعتبارها على هيئة نواب اليهود البريطانيين التي تحتكر التعبير عن رأي اليهود ومصالحهم في بريطانيا. نعرف أنه بين وقت وآخر يقع احتجاج أو تعلو أصوات يهودية تعترض على تصلب مواقف هيئة النواب اليهـود ، وبخاصة مواقفها من خروقات إسرائيلية واضحة لما يتصوره البعض عملية السلام في الشرق الأوسط، أو بسبب الضغوط المبالغ فيها أحياناً على الحكومة البريطانية لتتخذ سياسات معادية للعرب والمسلمين بشكل عام، كما أننا نذكر بيانات نشرتها الصحف كإعلانات لشخصيات يهودية تعترض على سياسات إسرائيلية أو بريطانية ولكنها في كل الأحوال كانت نادرة وضعيفة التأثير،
وكان الرد عليها يأتي بسرعة وبقسوة. إلا أنه لم يحدث أن قامت حركة تمرد داخل المجتمع اليهودي في بريطانيا قادها أشخاص من وزن إريك هوبسباوم المؤرخ الذي يحظى باحترام المجتمع الأكاديمي العالمي، وهارولد بينتر الأديب والكاتب المسرحي الحائز على جائزة نوبل للسلام. ولم يحدث أن تشكلت بالفعل منظمة كتلك التي أعلن عن تشكيلها أخيراً تحت اسم «الأصوات اليهودية المستقلة» تعلن بمنتهى الوضوح أنها تقوم كبديل يحد من التأييد الأعمى للسياسات الإسرائيلية من جانب منظمات وأجهزة قائمة مثل هيئة النواب اليهود. وقد أعلن مئة شخص أو أكثر انضمامهم لهذه المنظمة الجديدة، التي برر قيامها المؤرخ هوبسباوم في تصريح بقوله: إنه من المهم لغير اليهود أن يعرفوا أن هناك يهوداً لا يوافقون على الإجماع «الظاهري» داخل الجماعة اليهودية على شعار أن اليهودي الطيب هو اليهودي الذي يؤيد إسرائيل. وأوضح آخرون في المنظمة الوليدة أن المبادرة انطلقت بسبب الكبت المتراكم داخل الجماعة اليهودية البريطانية نتيجة الرأي اليهودي المتوحد في تأييد السياسات الإسرائيلية.
ويبدو واضحاً أن تياراً يقوى داخل الجماعة اليهودية البريطانية لم يعد يخفي تبرمه من الاتهامات المتزايدة بعدم الولاء وأحياناً الخيانة وكراهية الذات لهؤلاء اليهود الذين يبدون آراء تختلف عن الرأي الواحد الذي تفرضه هيئة النواب اليهود والحكومة الإسرائيلية. تقول المتحدثة باسم منظمة أصوات يهودية مستقلة: أن القطاع العريض من الرأي اليهودي في بريطانيا لا تعكسه مؤسسات تزعم أنها وحدها لها الحق في تمثيل الجماعة اليهودية البريطانية. وجاء هذا التطور في الجماعة اليهودية البريطانية في أعقاب تطورات لا تقل أهمية وقعت داخل الجماعة اليهودية الأميركية، وهي الجماعة الأهم على الإطلاق بين الجاليات اليهودية في العالم والأعظم تأثيراً ونفوذاً. فماذا قال الحاخام ويس؟.. قال: «إن اسرائيل أفسدت كل شيء على الناس جميعا: اليهود منهم وغير اليهود. وهذه وجهة نظر متفق عليها عبر المئة سنة الماضية، أي منذ قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية الى شيء مادي ذي هدف قومي للحصول على قطعة أرض. وجميع المراجع تؤكد ان هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو اليه الديانة اليهودية.. يجب الا تكون لنا دولة، ويجب ان نعيش بين الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفي عام كمواطنين مخلصين يعبدون الله، ويتصفون بالرحمة الربانية.. وعلى عكس ما يعتقد كثير من الناس. فقد كنا نعيش بين المجتمعات المسلمة والعربية دون أن تكون هناك حاجة الى رقابة منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.. وقد كانت حياة اليهود أفضل بنسبة 100% مما هي عليه الحال قبل وجود اسرائيل. ففي فلسطين لدينا شهادة الجالية اليهودية التي كانت تعيش هناك، وغيرها من الجاليات في اماكن اخرى بأنهم كانوا يعيشون في توافق، وانهم ناشدوا الامم المتحدة بذلك، حسب الوثائق التي بحوزتنا، حيث ان كبير الحاخامات اليهود في القدس قال: "نحن لا نريد دولة يهودية، وعند اتخاذ قرار قيام اسرائيل تم تجاهل سكان البلد من المسلمين والمسيحيين واليهود.. ان اليهود يعانون، وان الفلسطينيين يعانون ونحن نصلي من اجل التعجيل بتفكيك اسرائيل بطريقة سلمية."
الاتحــاد المـــركزي لليهود الألمان
منظمة يهودية ألمانية أُسِّست في برلين عام 1893 بهدف كفالة المساواة المدنية والاجتماعية بين اليهود وغيرهم من الرعايا الألمان. وقد عملت المنظمة على توحيد اليهود الألمان كافة في إطار تنظيمي واحد بغض النظـر عن تباين انتمـاءاتهم السـياسية أو تصوراتهم الدينية، كما سعت إلى تعزيز الانتماء الألماني في أوساط اليهود.
وقد اعتبرت المنظمة أن يهود ألمانيا يشكلون جماعة دينية لا جماعة قومية وأنهم جزء لا يتجزأ من الأمة الألمانية، كما كانت ترى أن حل مشاكل اليهود الألمان يجب أن يتم في إطار الدولة الألمانية وليس بالانفصال عنها. ومن هذا المنطلق، عارضت المنظمة النزعات الانعزالية في أوساط اليهود، واتخذت موقفاً مضاداً من المشروع الصهيوني، وخطط تهجير اليهود إلى فلسطين وتوطينهم هناك. ويُلاحَظ أن نشاط بعض هذه الجمعيات كان نشاطاً يهودياً توطينياً يهدف إلى تحويل هجرة يهود اليديشية من أوربا إلى أماكن متفرقة من العالم، وليس إلى فلسطين بالضرورة، لأن هؤلاء المهاجرين كانوا يهددون مواقعهم الطبقية ومكانتهم الاجتماعية. ولذا، فالنشاط التوطيني هنا ليس ذا مضمون صهيوني، وخصوصاً أن هذه الجمعيات كانت تحاول أيضاً المساهمة في عملية دمج المهاجرين اليهود في مجتمعاتهم. وقد كرسـت المنظـمة جـل طاقـتها لمواجهة حملات العداء لليهود، ونشر الكتابات الرامية إلى التعريف باليهودية، كما كانت تقوم بتمويل ومؤازرة الدعاوى القانونية ضد التشهير باليهود أو باليهودية.
وقد تغيَّر اسم المنظمة في عام 1935 ليصبح «الاتحاد المركزي لليهود في ألمانيا»، ثم تغيَّر ثانيةً عام 1936 ليصبح «الاتحاد المركزي اليهودي»، ثم تم حلها في عام 1938 وجرى دمجها في منظمة المجلس الموحَّد لليهود الألمان. جماعة بريــرا الصهيونية دخيلة على القيم اليهودية
«بريرا» كلمة عبرية تعني «الاختيار»، و«بريرا» جماعة يهودية أمريكية تحاول التملص من الصهيونية، أطلقت على نفسها هذا الاسم للرد على الشعار الإسرائيلي إين بريرا ein brieraأي لا اختيار. وقد ازدهرت هذه الجماعة في منتصف السبعينيات. وكانت تضم في صفوفها تحالفاً بين اليهود المتدينين (محافظين وإصلاحيين وأرثوذكس) واليهود غير المتدينين. ورغم أن أعضاء بريرا كانوا يسمون أنفسهم صهاينة، ويتبنون كثيراً من المواقف الصهيونية، ويؤكدون حق إسرائيل في البقاء، إلا أن الصهيونية التي كانوا يؤمنون بها كانت صهيونية توطينية مخففة (صهيونية الإحسان والإنقاذ والحفاظ على الهوية اليهودية أينما وُجدت) تؤمن بمركزية الدياسبورا (الجماعات اليهودية في العالم) في الولايات المتحدة وغيرها من الدول. وهم، لهذا السبب، كانوا يحاولون الحفاظ على مسافة بينهم وبين الدولة الصهيونية ليضمنوا استقلالهم الثقافي. كما أنها كانت صهيونية دخلت عليها قيم دينية وأخلاقية جعلت من المستحيل على أعضاء بريرا تَقبُّل سياسات إسرائيل دون تساؤل. وقد كان أعضاء هذه الجمعية يشجعون الاتجاهات المعتدلة داخل إسرائيل وينشئون علاقات مع من يُطلَق عليهم «الحمائم»، كما أنهم كانوا يؤيدون حق تقرير المصير للفلسطينين. ولكل هذا، لم تكن المؤسسة الصهيونية سعيدة بوجود هذه المنظمة، فعملت على التخلّص منها وقضت عليها في نهاية الأمر.
برنامج اليهودية الجديدة حلولية بدون اله
برنامج اليهودية الجديدة وهي منظمة أمريكية يهودية تأسَّست عام 1980، وهي من أهم المنظمات اليهـودية المتملـصة من الصـهيونية . وتزعم المنظمة أنها تَصدُر عن مفهوم «إصلاح العالم»، وهو مفهوم قبَّالي حلولي يعني أن إصلاح العالم وتجميع شرارات الإله المتناثرة (أي ذاته) لا يمكن أن يتم إلا بمساعدة الشعب اليهودي، وأن منهاجها وإن كان يعبِّر عن أية حلولية فهي حلولية بدون إله أي حلولية المجتمعات العلمانية، إذ أن محرري برنامج الجماعة قد حولوا أنفسهم إلى مطلق يقرر كل القيم. والواقع أن القيم التي قرروا تبنيها هي القيم السائدة في الأوساط اليسارية التقدمية في الولايات المتحدة. ويبدأ البرنامج بالديباجات القومية الإثنية المعتادة التي تضفي عليه الشرعية اليهودية اللازمة، فبعد الحديث عن التيقون عولام يتحدث أصحاب البرنامج عن إيمانهم بوحدة التاريخ اليهودي ووحدة المصير اليهودي، ثم يبدأ بعد ذلك الابتعاد التدريجي عن الحلولية التقليدية. وهي تهتم ببقاء الشعب اليهودي وازدهاره. ولكن من الواضح أنها لم تُحوِّله إلى مطلق، فهو شرط الحياة وحسـب ولكنه ليـس هدفها، وهو الأساس المادي ولكنه ليس الهدف النهائي. وبعد هذا التعريف المبدئي، يذهب البرنامج إلى ضرورة أن يتقرَّر البرنامج من خلال "أخلاقياتنا" اليهودية، ومن خلال إمكانيات يهود الولايات المتحدة الإبداعية لا من خلال أعدائها. وانطلاقاً من هذه النقطة، تؤكد الأجندة البُعْد الروحي في حياة اليهود وضرورة بَعْث مؤسسة الصدقة. ثم يؤكد البرنامج أهمية ألا يتم تجنيد قيادات الجماعة اليهودية بناءً على وضعهم المالي. فمثل هذا الوضع أمر معاد لليهودية. والواقع أن طرح القضية على هذا النحو هو رسالة موجهة للقيادة الصهيونية في الولايات المتحدة التي تضم كثيراً من رجال الأعمال والصناعة. ثم يتوجَّه البرنامج بعد ذلك إلى أساس العلاقة مع إسرائيل، فيقرِّر أن كل اليهود مسئولون الواحد منهم عن الآخر فالمسئولية مُتبادَلة ، ومصير الشعب اليهودي في أي مكان من العالم مرتبط بمصير اليهود في المكان الآخر لكن الارتباط هنا يعني الاستقلال وعدم التماثل. ومن هنا، يجب أن يهتم كل فريق بمصير وأمن الآخر بل بتوجُّهه الأخلاقي. ومعنى ذلك أن يهود العالم ويهود إسرائيل يجب أن يتعاملوا، الواحد منهما مع الآخر، على قدم المساواة. ورغم هذا الارتباط، فإن البرنامج يؤكد الاستقلال إذ أن القرارات الخاصة بإسرائيل وسياستها لابد أن يتخذها الإسرائيليون أنفسهم، تماماً كما ينبغي أن تُتخَّذ القرارات التي تؤثر في حياة الجـماعات اليهـودية من جـانب أعضاء هذه الجماعات. فهم إذن، يرفضون مركزية إسرائيل في حياة الدياسبورا، ويرفضون المفهوم الصهيوني الخاص بتصفية الدياسبورا واستقلالها. ولذا، فإن الأجندة تؤيد حق اليهود السوفييت في الحصول على حقوقهم الثقافية، وهو مطلب غير صهيوني ينبني على استمرار وجود اليهود السوفييت في بلدهم وعدم هجرتهم. ويرى البرنامج ضرورة الدخول في حوار ديموقراطي بل في صراع بين يهود العالم وإسرائيل، وأن من واجب كل فريق أن ينبه الآخر إلى نقط قوته ونقاط ضعفه، ومعنى ذلك أن من حق يهود العالم توجيه النقد لإسرائيل. بل ان توجيه مثل هذا النقد ليس حقاً ولكنه واجب. وأكدت الأجندة ضرورة الحوار والاعتراف المتبادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وبعد هذا، تطالب بكل شيء يُوصَف بأنه تَقدُّمي على وجه الأرض (أو في العالم الغربي على وجه التحديد): انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 ـ إنهاء الاحتلال وسياسة الضم والتوسع ـ وقف الاستيطان ـ المفاوضات المباشرة ـ إنهاء التمييز العنصري ضد السفارد والدروز والمزراحي والعرب ـ المساواة بين النساء والرجال ـ إنهاء احتكار المؤسسة الأرثوذكسية للحياة الدينية في إسرائيل ـ إنهاء التمييز ضد الشواذ جنسياً وضد المسنين ـ حرية الصحافة ـ الاهتمام بالبيئة ـ تأكيد أن دستور البلاد مبني على الاعتراف بحقوق كل المواطنين. وعلى صعيد السياسة الخارجية، وجهت المنظمة النقد اللاذع لإسرائيل لأنها تدعم النظم الفاشية في أمريكا اللاتينية وجنوب أفريقيا ولأنها تورِّد السلاح لهم. كما انتقدت ممارساتها الابادية ضد العرب. كما تطالب بضرورة نزع السلاح على مستوى العالم بأسره وبوقف عسكرة الاقتصاد العالمي، وتدين الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية. وقد انضمت جماعة الأجندة اليهودية الجديدة إلى الفيدرالية اليهودية. الدياسبورا
ان فكرة مركزية إسرائيل عند بعض الصهاينة الأوائل من دعاة الصهيونية السياسية كانت تعني ضرورة تصفية الدياسبورا. ولكن دعاة الصهيونية الإثنية، الدينية والعلمانية، يذهبون إلى أن مركزية إسرائيل هي مركزية ثقافية بالدرجة الأولى. ويطلق مصطلح «مركزية إسرائيل في حياة الدياسبورا» وهو يعني أن مركز الحياة اليهودية في العالم بأسره هو إسرائيل (فلسطين). وتضفي الرؤية اليهودية الدينية على إرتس يسرائيل صفة محورية في حياة اليهود، فكان على اليهودي أن يحج ثلاث مرات في العام لتقديم القرابين للإله في الهيكل القائم في القدس.
وقد قام الصهاينة بعلمنة هذه العقيدة فنادوا بضرورة أن تصبح الدولة الصهيونية مركز حركية الجماعات اليهودية في العالم، وأن تكون الدولة الصهيونية الملجأ الوحيد لليهود، وبأن تقوم وحدها بالدفاع عنهم، وقالوا إن الحروب التي يخوضها المستوطنون الصهاينة إنما تهدف إلى الدفاع عن كل يهود العالم. ويرى الصهاينة أن الدولة الصهيونية هي التي تساعد يهود العالم في الحرب ضد خطر الاندماج وفي الحفاظ على الهوية اليهودية، وأنها هي التي تضمن استمرار التراث اليهودي وتطوُّره، وتحسن صورة اليهود أمام الأغيار، فبدلاً من صورة اليهودي التاجر والمرابي والجبان تأكدت صورة اليهودي باعتباره المقاتل الشرس وبذا يستعيد اليهودي احترامه لنفسه بعد أن فقده بسبب آلاف السنين من النفي. وتقوم المنظمة الصهيونية بإشاعة هذه الرؤية فتبيِّن مدى مشاركة الجماعات اليهودية في بناء إسرائيل ودعمها والالتفاف حولها، ومدى تَحمُّسهم أثناء الحروب الإسرائيلية المتتالية، وذلك حتى يشعروا بأنهم جزء من إسرائيل وحتى يتعمق لديهم الإحساس بازدواج الولاء.
يهودية متنقلة حسب ديبنوف عارض ديبنوف وغيره الفكرة الصهيونية ودعى الى قومية دياسبورا.طارحاً فكرة المركز الثقافي المتنقل من عاصمة إلى أخرى بحسب مدى ازدهار الجماعات اليهودية حضارياً وثقافياً، فالمكان الأكثر حضارة وثقافة عنده هو الذي يشكل المركز. ولكن هذا المكان ليس بالضرورة فلسطين أو إرتس يسرائيل (فقد يكون الأندلس أو بابل أو روسيا أو الولايات المتحدة)، غير أن الصهيونية تحارب مثل هذه التعددية. وتفترض مركزية إسرائيل هامشية أعضاء الجماعات، وضرورة تصفيتها، أو على الأقل تحويلهم إلى أداة تُستخدَم. ولكن واقع أعضاء الجماعات اليهودية في العالم يُثبت زيف هذا المفهوم، كما يثبت أن هذا المفهوم ينتمي إلى عالم الأحلام والأماني وربما الأوهام، إذ أن الدولة الصهيونية لا تؤثر كثيراً في الحياة الثقافية أو حتى الدينية للأمريكيين اليهود. والواقع أن أعضاء الجماعات اليهودية قد يتحدثون قولاً عن مركزية إسرائيل، ولكنهم يسـلكون حسـبما تمليه مصلحتهم ورؤيتهم عليهـم. وإن الدولة الصهيونية، بسبب مركزيتها التي تزعمها لنفسها ومرجعيتها اليهودية التي تدعيها لنفسها، تُلحق الأذى والضرر باليهود كما حدث أثناء حادثة الجاسوس جوناثان بولارد وكما حدُث في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية حيث يظهر جنود الدولة اليهودية وحشية وعنصرية معادية للجنس البشري كله. مما يلحق الأذى بيهود العالم وبصورتهم في المجتمعات التي يعيشون فيها.
جمعية التاريخ اليهودي
أسسّ لوسيان وولف جمعية التاريخ اليهودي المعارضة للصهيونية والتي كانت تبحث عن حلّ آخر لليهود يختلف عن الحل الصهيوني جذرياً. كان لوسيان وولف صحفياً ومؤرخاً بريطانياً يهودياً، كرس حياته للدفاع عن حقوق اليهود في البلاد التي يعيشون فيها أي أن موقفه مع الحقوق اليهودية كان موقفاً معارضاً للموقف الصهيوني
وكتب كثيراً من المقالات للمجلات البريطانية اليهودية وغير اليهودية. وكان وولف عضواً في اللجنة الأجنبية المشتركة التي أسستها الهيئة اليهودية الإنجليزية ومجلس مندوبي يهود بريطانيا. وقد حاول قصارى جهده أن يجد حلاًّ للمسألة اليهودية أينما ظهرت، وتركزت جهوده على روسيا ورومانيا.
ولكن يُلاحَظ أن وولف كان دائماً يبحث عن حل للمسألة اليهودية خارج إطار الصهيـونية. ولذا، فقـد كرَّس حياته للدفـاع عن حقوق اليهود في أوطانهم. عارض وولف النشاط الصهيوني وكتب مقالة بعنوان "الخطر الصهيوني" (1904 نشرها في مجلة تايمز. وقد تَعاوَن وولف مع زانجويل في المنظمة الصهيونية الإقليمية. كما أسَّس جمعية التاريخ اليهودي في إنجلترا، وانتقد بروتوكولات حكماء صهيون بشدة. وكتب مؤلفاً يفند فيه الحجج التي أتت فيها.
الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية في أواسط سنة 1946، تشكلت في مصر "الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية"، بمبادرة من منظمة "إيسكرا" الشيوعية المصرية السرية، حيث كلفت "قسم اليهود" في المنظمة بتأسيس هذه الرابطة، بعد تعاظُم الخطر الصهيوني، والتهاب القضية الفلسطينية، وهو ما تطلَّب تنظيماً جماهيرياً، يؤكد انفصال الدين اليهودي عن الصهيونية، الحركة السياسية الموالية للاستعمار، ومن هنا عداء الصهيونية لليهود، فضلاً عن عدائها للحركات الوطنية. كما يناضل هذا التنظيم ضد الصهيونية ولأن هذا التنظيم سيحصر نشاطه في الوسط اليهودي المصري، لذا كان طبيعياً أن يقوم على أكتاف اليهود.
هكذا تأسست "الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية. ولخصت أهدافها في محاربة العنصرية، ومكافحة الاستعمار، وربيبته الصهيونية.وشدَّدت على أن جماهير اليهود تعادي الصهيونية. ودعت الرابطة إلى تكتيل جميـع العناصر الوطنيـة المخلصة، لتحطيم الاستعمار، وقهـر الصهــيونية، وإيجـاد شرق عربي حر مسـتقل، يظلله التسـامح، وجو الأخـاء المطهر من العنـصرية العصبية المقيتة، التي لن يكسب من ورائها سوى الغاصب المحتل. ضمت اللجنة التأسيسية للرابطة في عضويتها: عزرا هراري (أمين السر)؛ ومارسيل إسرائيل؛ وإدوار متالون؛ وهانزين كاسفلت؛ وإدوارد ليني.
رأت الرابطة أنها بمناهضتها للصهيونية تخدم المصالح الحقيقية للطائفة اليهودية المصرية. وقد وقعت الرابطة بين مطرقة الحكومة المصرية المستبدة، وسندان الصهيونية النشيطة في مصر. مع ذلك، نجحت الرابطة في إصدار كراسة واحدة، في يونيه 1946. وفي مايو 1947 اعتقلت حكومة محمود فهمي النقراشي وأعضاء اللجنة التأسيسية للرابطة، أهداف الرابطة: - الربط الوثيق بين يهود مصر والشعب المصري، في الكفاح من أجل الاستقلال والديموقراطية. - الكفاح ضد الدعاية الصهيونية التي تتعارض مع مصالح كل من اليهود والعرب. - العمل على حل مشكلة اليهود المشردين ورغم عمر الرابطة القصير، إلا أنها نجحت في الكشف المبكر عن خفايا وأخطار الصهيونية.وإلقاء حزمة أضواء على طبيعتها وروابطها الحميمة بالاستعمار، وخطرهما على الحركات الوطنية العربية وعلى جموع اليهود؛ كما أوضحت الرابطة أن الدولة اليهودية ستساعد على تثبيت أقدام المستعمرين في المنطقة، وتربط اليهود بعجلة الاستعمار، وتصبح الدولة رأس الرمح الاستعماري ضد شعوب البلاد العربية, وهذا ماحدث بالفعل. وأدانت الرابطة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، التي تعارضها أغلبية الشعب الفلسطيني، وتؤدي باليهود إلى أن يعيشوا في جو حرب أهلية في فلسطين . وأعربت الرابطة عن ثقتها في أن "فلسطين الحرة المستقلة ستشترك مع الدول الديموقراطية الأخرى، في إيواء اليهود المشردين. واقترحت الرابطة حلاً لمسألة المشردين اليهود، مؤداه إعادتهم إلى البلاد التي طردتهـم منها الفاشية، واسـتقبال من يُرفَض منهــم في سائر الأقطار. كما ندَّدت الرابطة بالإرهاب الصهيوني في فلسطين، ووصفته بالفاشـية، وبأنه موجَّه ضــد الجماهير اليهودية، ولحساب المستعمرين؛ الذين وجدوا فيه ذريعة لاستمرار قمعهم للشعب الفلسطيني. ورأت الرابطة في "تكوين جبهة موحدة مع الحركة التحريرية العربية في سبيل فلسطين حرة مستقلة ديموقراطية. وتكون طريق الخلاص الوحيد للجماهير اليهودية في فلسطين.
وفيما يتصل بالتأييد الذي تلقاه الصهيونية في أوساط اليهود المصريين، قدمت الرابطة تفسيراً طبقياً. ذلك أن أغلب يهود مصر ينتمون إلى الطبقات المتوسطة؛ "فصاحب الخدمة اليهودي، والتاجر الصغير، والمستخدم، الذين يقاسون شظف العيش، كثيراً ما يقعون فريسة للدعاية الصهيونية، التي تجعلهم يحلمون بالهرب من حياتهم الصعبة، ليعيشوا في فلسطين. إضافة إلى ضغط أصحاب الأعمال الصهيونيين، أو المجندين للصهيونية. ولا ترى الرابطة من سبيل أمام يهود مصر إلا الانضمام إلى الحركة الوطنية المصرية، والتضامن التام معها، في سبيل تحقيق جميع أهدافها، إذ لا تختلف مصالح الجماهير اليهودية، بتاتاً، عن مصالح الشعب المصري،
وأن المشكلة اليهودية أصبحت، اليوم، ذات ثلاثة جوانب متمايزة: أولها مشكلة الأقليات اليهودية في أرجاء العالم؛ وثانيها يهود فلسطين؛ وثالثها اليهود الذين لا مأوى لهم. وأنكرت الرابطة على اليهود حق إقامة دولة خاصة بهم. وأكدت أن العداء لليهودية لا يتقدم إلا حيث تتراجع الديموقراطية. واتهمت الرابطة الصهيونيين "بصرف اليهود عن الكفاح ضد عدوهم الأول ـ ألا وهو الفاشية". ورأت أن سلام الأقليات اليهودية لن يُكفَل، إلا بالتحالف مع القوى الديموقراطية، التي بتحقيقها للحرية والرفاهية لكل الشعب ستحقق بهذا الحرية والرفاهية لليهود. وانتهت الرابطة في كراستها إلى أن "الطريق الوحيد الذي يجب أن يسلكه يهود فلسطين هو التفاهم مع العرب، والاتحاد معهم، لتحرير فلسطين من نير الاستعمار". ذلك "أن فلسطين مستقلة ديموقراطية هي الوحيدة التي تستطيع أن تضمن للسكان اليهود حياة رغدة، حرة، ومثمرة".
ما كان لنشاط الرابطة أن يستمر دون رد فعل عنيف من الحركة الصهيونية في مصر، التي اسـتقرت بالبوليـس المصري وببـعض البلطجية، وعمدت إلى طرد الشيوعيين اليهود من نادي مكابي القاهرة. وفي السياق نفسه، اجتمعت الجمعيات الصهيونية في مصر، واعتمدت ميزانية مقدارها عشرة آلاف جنيه، لمحاربة الشيوعيين اليهود في مصر وأنشطتهم المتزايدة.
تصاعدت المواجهة بين الصهيونيين والشيوعيين اليهود، ولجأ الأخيرون إلى نشر مقالات في يومية صوت الأمة القاهرية الوفدية، ومنها كشف انتساب البورجوازية اليهودية في مصر للصهيونية. كما ألقت هذه المقالات الضوء على "أوكار الصهيونية في مصر"؛ وفي مقدمتها "مكابي القاهرة"، مقر النشاط التخريبي والدعوة للصهيونية. حيث تعلو جدرانه شعارات تدعو للهجرة إلى فلسطين "الوطن القومي لليهود"؛ وتشيد بالصهيونية، باعتبارها حركة وطنية.
في مجال كشف "الأوكار الصهيونية"، نشرت صوت الأمة حلقة أخرى، خصصتها لكشف شركة الإعلانات الشرقية، باعتبارها وكراً صهيونياً. وكانت الشركة تصدر صحيفتين بالفرنسية (لابورص؛ و البروجريه)؛ وصحيفتين أخريين بالإنجليزية (الإجبشيان جازيت؛ و الإجبشيان ميل). وعـادت ملكـية الشـركة لبعـض الصهاينة والإنجليز. وجعلت مهمتها الدفاع عن الاستعمار والصهيونية، ومهاجمة الوطن والوطنيين المصريين، حتى وصفتهم "بأنهم جماعة من الرعاع". ولطالما أثارت خوف الأجانب "من الحركة الوطنية في مصر". وأدانت صحف هذه الشركة "الحركة الوطنية العربية في فلسطين بأنها حركة رجعية". وألقى مقال صوت الأمة الضوء على احتكار هذه الشركة للإعلانات في مصر، وهو ما أوقع عدداً كبيراً من الصحف والمجلات المصرية تحت سيطرة هذه الشركة.
ثم تطور الصراع بين اليهود الصهيونيين وخصومهم اليهود الشيوعيين إلى الاشتباك بالأيدي، غير مرة، وفيها سالت الدماء. ونفى الرأسمالي اليهودي المصري الكبير، رئيس مكابي القاهرة، كليمان شيكوريل، إلى صوت الأمة أن يكون المكابي وكراً للصهيونية. وإن لم يعلن شيكوريل معاداته للصهيونية، على نحو ما فعل خصومه الشيوعيون اليهود.
ونشرت صوت الأمة مقالاً آخر، تناول استخدام المدارس الأجنبية، والسفارة البريطانية في بث السموم الاستعمارية، بينما يستخدم الصهاينة المدارس اليهودية في نشر دعايتهم، وجَمْع التبرعات، ويديرون من نواديهم المؤتمرات ضد الشعب الفلسطيني. وقد تبع هذا مقال آخر، كشف النقاب عن لجنة تكوَّنت من كبار الماليين اليهود المناصرين للصهيونية في مصر، وتقوم بتحصيل جنيهاً مصرياً واحداً من كل يهودي قادر، لحساب الأنشطة الصهيونية.
في أواسط يونيو 1947، أبلغت وزارة الشئون الاجتماعية المصرية سكرتير الرابطة، عزرا هراري "بعدم الموافقة على تكوين الرابطة، لأسباب تتعلق بالأمن العام.! وهنا يمكن طرح أسئلة كثيرة.؟
في مايو 1948، ألقت سلطات الأمن المصرية القبض على كل اليهود المصريين المعادين للصهيونية، وأبعدت النسبة الأكبر منهم عن البلاد، فانحسر الأساس الجماهيري للرابطة، وكفت عن الحركة.
الفصل الثالث
سياسيون ومفكرون
معادون للصهيونية
نعوم شومسكى لماذا يخاف العالم من الولايات المتحدة؟ نعوم شومسكى، أستاذ فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مؤسس علم اللسانيات الحديث وناشط سياسى كبير، وهو من أهم المعادين للنشاط الصهيوني فى الولايات المتحدة اليوم, ولنشاطات الولايات المتحدة الاستعمارية التي تخدم اسراشيل. وهو من اكبر منتقدي السياسة الأمريكية الموالية لإسرائيل والصهيونية , وعرف أيضا بمواقفه المعارضة للحرب على العراق, ويصنف نعوم تشومسكي ضمن تكتل اليهود المناهضين للصهيونية. فقد قرر أن السياسات الإسرائيلية والصهيونية ليستا بالضرورة مترادفتين، ومن ثم يستطيع أي يهودي أن يشجب السياسات الإسرائيلية والتصدي لها دون أن يتخذ موقفاً معادياً للصهيونية بالضرورة، ومع هذا صُنِّف تشومسكي معادياً للصهيونية رافضاً لها. وقد أبدع تشومسكي في ابداع نظريات لغوية (لسانية) صارت تدرّس في كافة جامعات العالم المتخصصة باللغات.
اسرائيل هي الملك آهاب: انهم يتهموني بتناقض نفسي مع نفسي, لأنني أعادي اسرائيل. أولئك الذين يعرفون الكتاب المقدس يعرفون أصلهم. هذه التهم تعود إلى أيام الملك آهاب، الذي كان يجسد الشر في الكتاب المقدس. لقد أدان الملك آهاب النبي إيليا بوصفه كارها لإسرائيل، وقد وافق على ذلك المتملقون في قصر الملك آهاب. كان إيليا "يهوديا كارها لذاته،" لو شئنا الاستعارة من قاموس المتملقين في ذلك القصر، لأنه كان ينتقد سياسات الملك ويدعو إلى العدل واحترام حقوق الإنسان. وكانت هناك تهم مماثلة في الاتحاد السوفييتي فيما مضى: كان يحكم على المنشقين بأنهم يكرهون روسيا، وثمة أمثلة أخرى من الأنظمة الدكتاتورية والمتسلطة. وهذه التهم تعكس قيم استبدادية متأصلة، فبالنسبة للحاكم المستبد الموغل في الاستبداد فإن سلطات الحكم يجب أن تتطابق مع الشعب والثقافة والمجتمع. إسرائيل هي الملك آهاب وروسيا هي الكرملين، وبالنسبة للحكام المستبدين فإن انتقاد سياسة الدولة هو انتقاد للبلاد ولشعبها، أما بالنسبة لأولئك الذين لديهم أي اهتمام بالديمقراطية والحرية فإن هذه التهم مضحكة تماما. إذا أدين شخص إيطالي ناقد لبرلسكوني بأنه "معاد لإيطاليا" أو بأنه "إيطالي كاره لذاته" فهذا سوف يثير السخرية في روما وميلانو، ولو أن ذلك كان ممكنا في أيام نظام موسوليني الفاشي. الولايات المتحدة تمنع أي حل سلمي: “أنا لا أنتقد إسرائيل على وجه التخصيص، ولكني أنتقد بقوة الدور الحاسم للولايات المتحدة – وهي بلادي على كل حال – في تأييدها للجرائم البربرية للدولة التابعة لها وفي منع تسوية سياسية سلمية وفق الخطوط التي يؤيدها عمليا العالم قاطبة منذ السبعينات، وبالنسبة للعقلية الاستبدادية فهذا يمثل "كرها لإسرائيل" أو "كرها للولايات المتحدة." الملك آهاب والمتملقون في قصره، الكرملين ومفوضوه، والآخرون الذين يدعون للخضوع الذليل للسلطة سوف يوافقون بدون شك، أما أولئك الذين يثمنون عاليا الحرية والعدل وحقوق الإنسان فسوف ينحون نحوا مختلفا، كما جرت عليه الأمور عبر التاريخ
الانتخابات الأمريكية المزورة: يكشف شومسكي عن سيطرة المال الصهيوني على الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ويقول: كثيرا ما أوضح علماء السياسة بأن الولايات المتحدة هي أساسا دولة يحكها حزب واحد. وهو حزب رجال الأعمال المؤلف من جناحين، الديمقراطيون والجمهوريون،وهذه الثنائية مزيفة وخادعة ظاهرياً. وأن معظم المواطنين يوافقون على ذلك. ثمة ان نسبة عالية، تفوق 80 % ، تعتقد بأن الحكومة تخدم "مصالح الأقلية وذوي المصالح الخاصة"، وليس مصالح الشعب، وقد اعتبر 75 % بأن التنافس خلال انتخابات عام 2000 كان على العموم مهزلة وخدعة لا علاقة لها بالناخبين، وكانت مجرد لعبة يمارسها الأغنياء والمساهمون بالتبرعات الانتخابية لزعماء الحزبين وشركات الدعاية والعلاقات العامة التي تدرب المرشحين على التفوه بأشياء لا معنى لها غالبا، والتي يمكن لها أن تتلقف بعض الأصوات.هذا تم قبل أن تتم الانتخابات فعلا، وانها انتخابات مزورة , وقد تمّ اختيار بوش دون أن يحوز على أغلبية أصوات الناخبين.وهذا نموذج للانتخابات عموماً في الولايات المتحدة.ومن المرجح أن تبقى الحالة كما هي.وأن تخدم المال الصهيوني ولاتسعى لخدمة المواطن الأمريكي. نظام حكم الطغمة المتعددة الأقطاب: أعتقد أن أمامنا مهمة جسيمة. ويتعين علينا أن نسرع في العمل بها. ألا وهي خلق مجتمع ذي ثقافة أكثر ديمقراطية تكون الانتخابات فيه ذات معنى أسمى بكثير وتكون فيه مشاركة سياسية دائمة أكثر عمقا من قبل عامة الشعب. هنالك علماء سياسة أكثر جدية في صفوف الاتجاه السائد لا يصفون الولايات المتحدة بأنها "ديمقراطية" بل يطلقون عليها تسمية " نظام حكم الطغمة المتعددة الأقطاب": أي نظام تتخذ فيه القرارات من قبل النخبة، وتتم المصادقة شعبيا على هذا النظام من وقت لآخر.
السيطرة على النفط وحماية اسرائيل:
إن التحكم في مصادر الطاقة في الخليج يمنح "قوة الفيتو" على نشاطات المنافسين، كما أشار قبل نصف قرن جورج كينان، وهو أحد المخططين السياسيين الرئيسيين، هذا وتتفهم أوروبة وآسيا الوضع تماما ولطالما سعت كل منهما للوصول إلى مصادر الطاقة بشكل مستقل، وكان جزء كبير من الصراع للسيطرة في الشرق الأوسط وزرع اسرائيل يتعلق بهذه القضايا. أما شعوب المنطقة فينظر إليها على أنها عامل عرضي طالما أنها خانعة ومطيعة والقليل يدرك هذا الأمر. لا أحد يجادل في أن الهدف الرئيسي من الغزو الأمريكي للمنطقة العربية هو السيطرة على الاحتياطي الهائل للطاقة النفطية في منطقة الخليج الفارسي، بما فيها العراق، والدفاع عن وجود الكيان الصهيوني وحمايته من الزوال.وهذا كان من الهموم الأساسية للقوى العظمى الصناعية منذ الفترة التي أقيمت فيها دولة العراق من قبل البريطانيين، وذلك لكي يضمنوا بأن تكون مخزونات النفط في أيد بريطانية وبأن تمنع دولة العراق الوليدة من التمتع بمنفذ مباشر إلى الخليج. في ذلك الوقت لم تكن الولايات المتحدة لاعبا رئيسيّا في الشؤون الدولية. ولكن بعد الحرب العالمية الثانية أضحت الولايات المتحدة القوة العالمية المسيطرة بامتياز وأضحت السيطرة على مخزونات الطاقة في الشرق الأوسط أحد الأهداف الرئيسية لسياستها الخارجية، كما كان هدفا للقوى المهيمنة قبلها. وفي الأربعينات من هذا القرن أدرك المخططون الأميركيون بأن موارد الطاقة في منطقة الخليج "هي مصدر هائل للتفوق الاستراتيجي،" على حد تعبيرهم، كما أنها " واحدة من أعظم الغنائم المادية في تاريخ العالم.” ومن الطبيعي أن تتجه نواياهم للسيطرة عليها... رغم أنهم لم يستخدمونها كثيرا بأنفسهم لسنوات طويلة، وحتى الآن تم استثناء صناعة النفط من الاستيلاء الأجنبي لأن هذا أمر فاضح إلى درجة زائدة، ولكن هذا الاستيلاء سوف يتم لاحقا حين يتحول الانتباه عن العراق إلى مكان آخر.
دولة تابعة في العراق:
بالتأكيد إن مخططي السياسة الأميركية ينوون إقامة دولة تابعة في العراق، وذات مظاهر ديمقراطية إذا أمكن ذلك، على الأقل لاعتبارات دعائية. ولكن إذا كان العراق يبغي استقلالاً زائدا عن اللزوم، فلن يكون أكثر من "واجهة عربية،" على حد تعبير البريطانيين عندما كانوا مهيمنين على المنطقة وسلطتهم تقبع خلف هذه الواجهة بعيدا عن الواجهة. وهذا جزء مألوف من تاريخ المنطقة خلال القرن المنصرم، وذلك هو الأسلوب الذي استخدمته الولايات المتحدة على امتداد قرن كامل لتسيير شؤون مناطق سيطرتها في الغرب ذاته، ولا يوجد أي مؤشر على حصول معجزة تغيير من أي نوع. لقد فرضت قوات الاحتلال الأميركية على العراق برنامجا اقتصادياً لا يقبل به أبدا أي بلد ذي سيادة: إنه يضمن عمليا استيلاء الشركات المتعددة الجنسية (وأغلبها أميركي) والبنوك على الاقتصاد العراقي بأكمله. أدعو العراقيين بألا يتحالفوا مع الأمريكيين: حين يضع الضعفاء ثقتهم في أنظمة القوة فهم ببساطة يبحثون عن الكوارث. قد يشاءون أن يتعاونوا مع دولة قوية، ولكن إذا حدث ذلك فيجب ألا يكون لديهم أية أوهام.
فبعدما فشلت واشنطن في العثور على أسلحة الدمار الشامل تحولت بدعايتها إلى "إقامة الديمقراطية، “ وهذا يفنّد بشكل مطلق زعمهم الأول بأن "المسألة الوحيدة" كانت تدور حول إمكانية حمل صدام على التخلص من أسلحته، ولكن بوجود طبقة مثقفة مطيعة إلى حد كاف وبوجود إعلام يدين بالولاء فإن المهزلة تستمر بدون أي عائق. ولتقويم الادعاء الجديد لابد لأي شخص عقلاني إن يسأل كيف تصرف في السابق أولئك الذين يدعون بأنهم "تواقون إلى الديمقراطية" وكيف يتصرفون اليوم حين يتعلق الأمر بمصالحهم. أولئك الذين يرغبون في تقويم هذه الادعاءات يتوجب عليهم أن يفعلوا ذلك بكل تأكيد، وسوف يكتشفون أنه يتم السماح "بالديمقراطية" عندما تكون "مفروضة من الأعلى" حيث تحتفظ بالسلطة تلك النخب السياسية التي تتعاون مع الشركات الأميركية وتؤمن مصالح الدولة الأمريكية.
الارهاب وأسلحة الدمار الشامل سيجتمعان: إن الأمن القومي للولايات المتحدة مهددا فقط من قبل الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل والذين سوف يجتمعان معا إن عاجلا أم آجلا، وربما يؤدي ذلك إلى نتائج مروّعة. إن وكالات الاستخبارات الأميركية وغيرها من الوكالات، وأيضا محللي السياسة الخارجية المستقلين تنبأوا بأن غزو العراق سوف يؤدي إلى ازدياد الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل. ولقد ثبتت صحة توقعاتهم، والأسباب واضحة. لقد أعلنت القوة العالمية المسيطرة عن نيتها بمهاجمة أية جهة ترغب بمهاجمتها، بدون ذريعة مقبولة أو تفويض دولي، وذلك وفق استراتيجية الأمن القومي الموضوعة في عام 2002، ثم باشرت على الفور بالقيام " بعمل نموذجي" لكي تظهر للعالم أنها تعني تماما ما تقول، وغزت بلدا مهما كانت تدرك بالطبع بأنه عمليا عاجز عن الدفاع عن نفسه. وعندما تشاهد ذلك أهداف محتملة فإنها لا تقول: "شكرا! اذبحني من فضلك" بل إنها تلجأ إلى وسائل الردع أو الانتقام أحيانا. لا أحد يستطيع بالقوة العسكرية منافسة الولايات المتحدة، التي يبلغ حجم نفقاتها العسكرية حوالي ما ينفقه بقية العالم بأسره. هذا هو سبب التوقعات شبه الإجماعية من قبل الخبراء بأن الإعلان عن "استراتيجية الأمن القومي" وغزو العراق سوف يؤججان الإرهاب والسعي لحيازة أسلحة الدمار الشامل. وان إدارة بوش تدرك ذلك، كما تدركه أجهزة الاستخبارات ويدركه المحللون المستقلون. إنهم لا يفضلون أن يلحقوا الأذى بالأمن القومي للولايات المتحدة ويعرضوا السكان لتهديدات خطيرة. غير أن هذا لا يشكل أولوية بالنسبة لهم بالمقارنة مع أولويات السيطرة على العالم ازدراء تجاه المنظمات الدولية: لطالما أظهرت الولايات المتحدة الازدراء تجاه مجلس الأمن والمحكمة الدولية والهيئات الدولية عموما، وهذا ليس موضع جدل على الإطلاق. ولكن هذه الإدارة شديدة التطرف في احتقار القانون الدولي والهيئات الدولية، لدرجة أنها كانت موضع إدانة لم يسبق لها مثيل من قبل أرباب السياسة الخارجية، وفوق كل ذلك فهناك قدر كبير من الوقاحة والمجاهرة بعدم وجود حاجة حتى لمناقشة هذا الموضوع. فمنذ سنوات أبلغت إدارة بوش الأمم المتحدة بأنها قد تغدو "ذات نفع" إذا اتبعت أوامر الولايات المتحدة، وإلا ستكون مجرد جمعية يمارس فيها الجدل (على حد تعبير كولن باول.) هذا الوضع استمر في الماضي وهو مستمر اليوم، والأمر ليس مقصورا على المسألة العراقية وحدها. وإذا ركزنا اهتمامنا فقط على الشرق الأوسط فإن الولايات المتحدة تابعت على مدى ثلاثين عاما نهجها بحماية دولتها التابعة إسرائيل بنقض قرارات مجلس الأمن ومنع إصدار قرارات في الجمعية العمومية، وبالطبع بمنح المساعدات العسكرية والاقتصادية لدولتها التابعة لتستمر ببرنامج ضم الأجزاء المهمة في الضفة الغربية إلى إسرائيل، وهذا هو أحد الأسباب الذي جعل الولايات المتحدة متفوقة بشكل واضح في مجال استخدام الفيتو لنقض قرارات مجلس الأمن (تتبعها بريطانيا، ولا يقترب أحد مجرد اقتراب من هذا المستوى) منذ الستينات، عندما بدأت الأمم المتحدة بالاستقلال نوعا ما عن سيطرة الولايات المتحدة نتيجة لتصفية الاستعمار ولتعافي الدول الصناعية من الحرب. وهذا بالطبع ليس السبب الوحيد، فالولايات المتحدة تستخدم الفيتو لنفض قرارات مجلس الأمن في طائفة من القضايا، بما فيها حتى الدعوة إلى احترام القانون الدولي... والتي لا تذكر الولايات المتحدة بالاسم، مع أن الجميع يدرك لمن توجه هذه الدعوة.
المستقبل ليس للطغمة ثمة أمل كبير في مستقبل أفضل، وبناء مستقبل كهذا يجب أن يكون مهمة رئيسية للشعب في أميركا وللشعوب في الغرب عموما وفي بقية أنحاء العالم، أما بالنسبة "للنموذج الأميركي، “ فالأمر يعتمد على الشعب في الولايات المتحدة وهو لديه إنجازات رائعة يشهد له بها: حرية التعبير ، كما أنه تم اكتساب المزيد من الحقوق، وهي نتيجة نضال شعبي دؤوب. أما النموذج الأميركي الحالي الذي يجري الحديث عنه, وعن ما يتضمنه الإعلان عن "استراتيجية الأمن القومي" وتطبيقاتها العملية، أو النموذج الليبرالي الجديد الذي يبتغي نقل السيطرة على معظم أنحاء العالم إلى أيدي الشركات المتعددة الجنسية المرتبطة ببعضها البعض وإلى بضعة دول قوية – وهي ما تطلق عليها وسائل الإعلام التجارية اسم "الحكومة العالمية الفعلية" – فأنا بالتأكيد آمل، كما ينبغي أن نأمل جميعا، ألا ينجح. أنظمة القوة فقدت السيطرة على الشعوب: من الناحية العملية لقد تم الإعلان عن غزو العراق في أيلول 2002 مع الإعلان عن "استراتيجية الأمن القومي، “ وقد أعقب ذلك حملة دعائية حكومية/إعلامية واسعة حولت قطاعات كبيرة من الرأي العام الأميركي بعيدا تماما عن نطاق الرأي العام العالمي، والغالبية باتت تعتقد أن صدام حسين كان خطرا وشيكا على الولايات المتحدة وأنه كان مسئولا عن جرائم 11 أيلول 2001 وبأنه كان يخطط لفظائع جديدة بالتعاون مع القاعدة، الخ. هذه الاعتقادات كانت متلازمة مع تأييد الغزو، وهذا لا يشكل مفاجأة. كان من المعروف أن هذه الاعتقادات خاطئة تماما، ولكن هذا لم يهم: الأكاذيب التي تذاع بشكل مدوي وعلى نحو لا ينقطع أضحت هي الحقيقة العليا. ورغم ذلك فإن الحملة الدعائية نجحت فقط بشكل جزئي. لقد بلغت الاحتجاجات على الغزو مستويات لا يضاهيها أي شيء في تاريخ أوروبا أو الولايات المتحدة. عندما هاجمت الولايات المتحدة فيتنام عام 1962 لم يكن هناك أي احتجاج على الإطلاق، ولم يبلغ الاحتجاج أي مستوى جدي قبل 4 أو 5 سنوات، وفي غضون ذلك كانت فيتنام الجنوبية، والتي شكلت الهدف الرئيسي للهجوم، قد دمرت عمليا، وكان العدوان قد امتد إلى معظم الهند الصينية. لأول مرة في تاريخ الغرب، كان هناك احتجاج هائل ضد غزو العراق حتى قبل أن يعلن الغزو رسميا، وهذا مثال واحد فقط من ضمن أمثلة عديدة تدل على أن أنظمة القوة قد فقدت السيطرة على قطاعات مهمة من الشعب، وهناك مثال آخر يتمثل في الحركات المطالبة بالعدل في العالم والتي انتشرت في أرجاء المعمورة، هذه الحركات لم يسبق لها مثيل. المعايير الجديدة بروفة : الاعتداء على العراق يمثل مرحلة جديدة على نحو ظاهر. ورغم أنه ليس غير مسبوق، لكنه رغم ذلك جديد بشكل واضح. لابد أن ننظر إلى هذا الاعتداء كنوع من التجربة أو البروفة. فالعراق يُنظر إليه كهدف سهل للغاية ومجرد من الدفاع. وقد افتُرض، ربما عن حق، أن المجتمع سوف ينهار، وأن الجنود سوف يدخلون وسوف تكون السيطرة للولايات المتحدة التى سوف تؤسس نظاما من اختيارها وعلى أساس عسكرى تضعه هى. وبعد ذلك سوف يواصلون حل القضايا الأصعب التى ستظهر تباعا. إن تجربة السير هى تجربة وتأسيس ما تسميه الولايات المتحدة "المعايير الجديدة" فى العلاقات الدولية. والمعايير الجديدة هى "حرب وقائية" (ولنلاحظ أن المعايير الجديدة وضعتها الولايات المتحدة وحدها). ومن ثم، وعلى سبيل المثال، عندما غزت الهند باكستان الشرقية لإنهاء مجازر رهيبة، لم تكن تؤسس معيارا جديدا للتدخل المسلح بين البشر، لأن الهند كانت هى البلد المخطئ، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة عملت جاهدة على معارضة هذا الفعل. ورغم ذلك فهي اليوم تقوم بمثله. الحرب الاستباقية: هذه الحرب ليست حربا وقائية ، فهناك فرق جوهرى. الحرب الوقائية لها معنى، ومعناها أنه، على سبيل المثال، إذا جاءت الطائرات عبر الأطلنطى لضرب الولايات المتحدة، فإن الولايات المتحدة لها أن تضرب هذه الطائرات وتسقطها حتى قبل أن تلقى قنابلها، ولها أن تهاجم القواعد الجوية التى جاءت منها هذه الطائرات. فالحرب الوقائية هى رد فعل لهجوم حالى أو وشيك الوقوع. أما قانون الحرب الاستباقية فهو مختلف تماما، فهو يعنى أن للولايات المتحدة الحق ـ وحدها، فليس ثمة من له هذا الحق غيرها ـ فى مهاجمة أى بلد تدّعي أنه يمثل احتمالا لتحديها. ومن ثم، إذا ادعت الولايات المتحدة، على أية أسس، أن البعض قد يمثل لها فى بعض الأحيان تهديدا، إذن فيمكنها مهاجمة هذا البعض. انّ هذه الحرب هي حرب حماية لدولة اسرائيل, حمايتها من موجة المدّ الاسلامي المتصاعد باستمرار والذي يقدر بالفعل على ازالتها لولا التدخل الأمريكي في المنطقة. لقد أُعلن قانون الحرب الاستباقية بوضوح فى تقرير الاستراتيجية الوطنية فى سبتمبر الماضى. وأثار هذا التقرير قشعريرة فى العالم كله، بما فى ذلك مؤسسات المجتمع فى الولايات المتحدة نفسها، التى نرى أن معارضتها للحرب عالية على غير المعتاد. إن فحوى ما يقوله تقرير الاستراتيجية القومية هو أن الولايات المتحدة سوف تحكم العالم بالقوة، التى هى البُعد ـ والبُعد الوحيد ـ الذى تتفوق فيه تفوقا هائلا. وبالإضافة إلى ذلك، أنها سوف تفعل ذلك فى المستقبل لأجل غير مسمى، لأنه إذا ظهر أى احتمال لتحدى هيمنة الولايات المتحدة، فإن الولايات المتحدة سوف تدمره قبل أن يصبح تحديا. وهذه هى أول ممارسة لهذا القانون. فإذا نجح تطبيقه بهذه البنود، كما يفترض أن يحدث، لأن البلد المستهدف مجرد من القدرة الدفاعية، فسوف ينبرى المحامون العالميون والمثقفون الغربيون وغيرهم للكلام عن معايير جديدة فى الشئون الدولية. ومن المهم تأسيس مثل هذه المعايير إذا كانت الولايات المتحدة تأمل فى أن تحكم العالم بالقوة فى المستقبل المنظور. وقد أثبتت الحرب حتى الآن فشلها على كافة الأصعدة, فهي لم تستطع حماية اسرائيل كما خططّ لها , ولم تحقق لا الأمن والديمقراطية ولا السلام بل أدّت الى القتل على الهوية وتهجير مليوني عراقي الى الخارج وثلاثة ملايين الى الداخل.
عنصرية بلا ضمير: هذا الهجوم ليس بدون سابقة، لكنه غير مألوف نهائيا. وسوف أشير إلى سابقة واحدة لأظهر مدى ضيق هذا المنظور. فى 1963، ألقى دين أكيسون ـ الذى كان رجل دولة محترم للغاية وكبير المستشارين لإدارة كنيدى ـ كلمة أمام الجمعية الأمريكية للقانون الدولى، برر فيها هجوم الولايات المتحدة على كوبا. وقد كان هجوم إدارة كينيدى على كوبا إرهابا دوليا واسع المدى وحربا اقتصادية. وكان توقيت هذا الهجوم هاما ـ فقد جاء مباشرة بعد أزمة الصواريخ السوفييتية فى كوبا فى الستينيات، عندما كان العالم على حافة حرب نووية أخيرة. وفى هذه الكلمة، قال أكيسون: "لا اعتبار لقضية قانونية إذا كانت الولايات المتحدة تتصرف استجابة لتحديات لمكانتها، أو هيبتها، أو سلطتها"،. وهذا أيضا تصريح أملاه مذهب بوش. ورغم أن أكينسون كان شخصية هامة، فإن ما قاله لم يكن سياسة حكومية رسمية فى فترة ما بعد الحرب [العالمية الثانية]. ولكنه الآن يعتبر بمثابة سياسة رسمية وهذا أول تعبير عنها. سياسة تتجه النية لأن تكون سابقة للمستقبل. مثل هذه "المعايير" لا تطبق إلا عندما تفعل إحدى القوى "الغربية" شيئا، لا عندما يفعل الآخرون. وهى جزء من العنصرية العميقة الغور للثقافة الغربية، والتى ترجع إلى قرون من الاستعمار، وهى عميقة حتى أنها تُمارس بلا وعى أو ضمير. ومن ثم فإننى أعتقد أن هذه الحرب خطوة جديدة هامة، وهذا هو المقصود بها. الاكراه يسمونه ديبلوماسية: فى حالة حرب فيتنام، على سبيل المثال، لم تحاول الولايات المتحدة حتى أن تحصل على تأييد دول العالم. ومع ذلك، فأن ذلك غريب وغير مألوف. هذه قضية أكرهت فيها الولايات المتحدة، لأسباب سياسية، على أن تحاول إجبار العالم على قبول وضعيتها ولم تقدر، وهو أمر غير مألوف ففى حرب الخليج الأولى، أكرهت الولايات المتحدة مجلس الأمن على قبول وضعها، رغم أن الكثير من دول العالم كانت ضد ذلك. حتى الناتو تعاون معها، والدولة الوحيدة فى مجلس الأمن التى لم توافق كانت اليمن، وقد عوقبت بقسوة عقب ذلك مباشرة. فى أى نظام قانونى نأخذه بجدية، تعتبر أحكام الإكراه باطلة، ولكن فى الشئون العالمية التى يقودها منطق القوة، فالإكراه مقبول، ويسمونه ديبلوماسية. مكافئة ومعاقبة الدول: والحالة الأكثر دراماتيكية هى حالة تركيا. وتركيا دولة عرضة للكثير، عرضة لعقاب الولايات المتحدة وحوافزها. ورغم ذلك، فإن الحكومة الاسلامية الجديدة، اتخذت موقف حوالى 90 بالمائة من شعبها. وأعتقد أن ذلك أثار دهشة الجميع .وقوبل هذا الموقف من تركيا باستنكار مرير، مثلما قوبل بالاستنكار المرير أيضا موقف كل من فرنسا وألمانيا لأنهما دافعتا عن موقف الغالبية العظمى من شعبيهما. وأما الدول التى مُدحت وأُثنى على موقفها مثل إيطاليا وأسبانيا، فهى التى وافق قوادها على اتباع أوامر واشنطن ضد إرادة ربما 90 بالمائة من شعوبها. وهذه خطوة جديدة أخرى. لا أستطيع أن أفكر فى حالة أخرى تم فيها الإعلان بكل هذا الوضوح عن كراهية الديمقراطية وازدرائها، ليس فقط من الحكومة، ولكن أيضا بواسطة المعلقين الليبراليين وغيرهم. والآن نشأ أدب جديد فى محاولة شرح لماذا تحاول فرنسا وألمانيا، وما يُسمى "أوروبا القديمة"، وتركيا ودول أخرى، أن "تزعزع" الولايات المتحدة. ومن غير المفهوم بالنسبة لهؤلاء الحكماء المفوهين أن هذه البلدان تفعل ذلك لأنهم جادون فى ديمقراطيتهم، وأنهم يعتقدون أنه عندما تكون الغالبية العظمى من الشعب لها رأى، فإن الحكومة ينبغى أن تتبعه. وهذا ازدراء حقيقى للديمقراطية، تماما كما أن ما حدث فى الأمم المتحدة هو ازدراء تام للنظام العالمى. والواقع أن هناك نداءات الآن ـ من جريدة وول ستريت، وبعض أعضاء الحكومة وغيرهم ـ لحل الأمم المتحدة. لماذا يخافون من الولايات المتحدة؟ إن الخوف من الولايات المتحدة فى جميع أنحاء العالم أمر غير عادى. أمر شديد التطرف، حتى أنه يناقش فى وسائل الإعلام المنتشرة. فالموضوع الرئيسى للعدد القادم من النيوزويك هو: لماذا يخشى العالم الولايات المتحدة لهذه الدرجة. وجريدة البوست وضعت نفس الموضوع على رأس موضوعاتها منذ أسابيع قليلة. وبالطبع، اعتُبر ذلك خطأ العالم، وأن العالم به شىء "غلط" يجب على الأمريكيين أن يتعاملوا لتصحيحه بشكل ما، لكنه أيضا شىء يجب التعرف عليه. ففكرة أن العراق تمثل أى نوع من الخطر الواضح والماثل هى، بالطبع، ليس لها أى أساس مادى على الإطلاق. ومن المثير للعجب أن لا أحد يلتفت إلى هذا الاتهام إلا شعب الولايات المتحدة. وانه ثمة إنجاز مبهر لدعاية وسائل الإعلام الحكومية، وتتضح نتيجة هذا الإنجاز فى الاستفتاءات. فالاستفتاءات العالمية تظهر أن تأييد الحرب أعلى فى الولايات المتحدة عنه فى البلاد الأخرى. أى أنه، رغم ذلك، أمر مضلل، لأنه إذا تأملنا فى الأمر أكثر، سوف نجد أن الولايات المتحدة أيضا مختلفة فى أمر آخر عن العالم؛ فمنذ سبتمبر 2002، كانت الولايات المتحدة هى البلد الوحيد فى العالم الذى يعتقد 60 بالمائة من أبنائه أن العراق يشكل تهديدا مباشرا ـ وهو أمر لا يصدقه الناس حتى فى الكويت وإيران.
حملة الميديا المضللة: يصدق 50 بالمائة من شعب الولايات المتحدة أن العراق كان مسئولا عن الهجوم على مركز التجارة العالمى. وقد حدث هذا التحول فى الرأى منذ سبتمبر 2002. والواقع أنه بعد هجوم 11 سبتمبر، كانت النسبة حوالى 3 بالمائة. وقد تمكنت دعاية وسائل الإعلام الحكومية من رفعها إلى 50 بالمائة. فإذا كان الناس يعتقدون بصدق أن العراق قام بأعمال إرهابية كبيرة ضد الولايات المتحدة وأنه يخطط لفعل ذلك مرة أخرى، فى هذه الحالة سوف يؤيدون الحرب. وكما قلت، حدث ذلك بعد سبتمبر 2002. ففى سبتمبر 2002 بدأت حملة الميديا الحكومية، وكذلك بدأت حملة انتخابات التجديد النصفى. وكان يمكن أن تتعرض إدارة بوش لصدمة لو كانت القضايا الاجتماعية والاقتصادية فى الصدارة، لكنها تمكنت من كبت هذه القضايا لصالح قضايا الأمن ـ واحتشد الناس تحت مظلة السلطة. هذه بالضبط هى الطريقة التى كانت تُدار بها البلاد فى الثمانينيات. ولنتذكر أن هؤلاء هم تقريبا نفس الأشخاص الذين كانوا فى إدارة ريجان وبوش الأب. وخلال الثمانينيات نفَّذوا سياسات محلية أضرّت بالشعب وعارضها الناس، كما نستدل من الاستفتاءات الكثيرة. ولكنهم استطاعوا أن يحتفظوا بالسيطرة عن طريق إثارة المخاوف. وهكذا كان جيش نيكاراجوا على بعد يومين من تكساس، وعلى وشك أن يهزم الولايات المتحدة، وكانت القاعدة الجوية فى جرانادا إحدى القواعد التى سوف يستخدمها الروس لضرب أمريكا. كان أمر يعقب الآخر، كل سنة، وكلها جديرة بإثارة السخرية. وقد أعلنت إدارة ريجان الطوارئ القومية بالفعل فى عام 1985، بسبب تهديد للولايات المتحدة تمثله حكومة نيكاراجوا. الهجوم على الدول الضعيفة: إننى فقط أقتبس أقوال السى. آى. إيه. وغيرها من وكالات الاستخبارات وبحكم الواقع الفعلى أقتبس رأى كل متخصص فى الشئون الدولية والإرهاب. فإدارات الشئون الخارجية، والسياسة الخارجية، والدراسة التى أجرتها الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، ولجنة هارت ـ رودمان الرفيعة المستوى على التهديدات الإرهابية للولايات المتحدة، كلها تجمع على أن العدوان على العراق وغيرها من المحتمل أن يزيد الإرهاب ويكثر من إنتاج أسلحة الدمار الشامل. والسبب بسيط: جزء منه للانتقام، ولكن الجزء الأهم هو مجرد الدفاع عن النفس. اذ ليس ثمة طريق آخر لحماية النفس من عدوان الولايات المتحدة. والواقع أن الولايات المتحدة مقنعة للغاية فى عرض وجهة نظرها، فهى تعلم العالم درسا فى غاية القبح. ولنقارن بين كوريا الشمالية والعراق. العراق ضعيف ولا يمتلك قدرة دفاعية؛ والواقع أنه أضعف نظام فى المنطقة. بينما يحكمه وحش كاسر، لا يمثل تهديدا لأى أحد آخر. أما كوريا الشمالية، من ناحية أخرى، فهى تمثل تهديدا بالفعل. ولكن الولايات المتحدة لم تهاجم كوريا الشمالية لسبب بسيط للغاية: إنها تملك وسائل ردع. إنها تملك مدفعية ثقيلة موجهة إلى سيول، وإذا هاجمتها الولايات المتحدة، يمكنها أن تمسح من الوجود جزءا كبيرا من كوريا الجنوبية. ومن ثمّ فالولايات المتحدة تقول لدول العالم: إذا كنتم بلا دفاع، سوف نهاجمكم متى نريد، ولكن إذا كنتم تملكون وسائل ردع، فسوف نتراجع، لأننا لا نهاجم إلا أهدافا لا تستطيع الدفاع عن نفسها. وبتعبير آخر، إنها تقول لدول العالم إنه من الأفضل أن تطور شبكة إرهابية وأسلحة دمار شامل أو غير ذلك من وسائل الردع الفعالة، وإذا لم تفعل، فهى معرضة لـ "حرب وقائية. ولهذا السبب وحده، فمن المحتمل أن تقود هذه الحرب إلى تكاثر كل من الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل. الكارثة الانسانية: لا أحد يعرف، بالطبع كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع عواقب الحرب على الإنسان والإنسانية. ولهذا لا يلجأ الناس المحترمون الشرفاء للعنف لأن المرء لا يعرف ببساطة كيف تكون العواقب.لقد أوضحت وكالات الغوث والجماعات الطبية التى تعمل فى العراق أن العواقب ستكون وخيمة. ويأمل الجميع ألا يصل تأثيرها إلى ملايين الناس، ولكن هذا يمكن أن يحدث. وعندما يكون هناك مجرد احتمال لذلك، فإن اللجوء إلى العنف عمل إجرامى. وهناك بالفعل ـ أعنى، حتى قبل الحرب ـ كارثة إنسانية. وحسب التقديرات المتحفظة، فإن عشر سنوات من العقوبات قد قتلت مئات الآلاف من الناس. فإذا كان هناك شرف وأمانة، فيجب على الولايات المتحدة أن تدفع تعويضات عن فترة العقوبات وحدها. والحالة أشبه بضرب أفغانستان، فعندما كان الهجوم الأمريكى فى مراحله الأولى. كان من الواضح أن الولايات المتحدة لا تنوى بحث العواقب بأى حال. وليس لدى أى أحد فكرة عن المدى الذى وصلت إليه عواقب العدوان على معظم أنحاء البلد. ثم، لا يوجد دخل تقريبا. وأخيرا، خرجت أفغانستان من نشرة الأخبار، ولم يعد أحد يتذكرها.
الديمقراطية تعني اتباع أوامر واشنطن: فى العراق، سوف تقوم الولايات المتحدة بعرض مشهد عن إعادة البناء الإنسانى، وسوف تضع على رأس البلاد نظاما تسميه ديموقراطيا، والديمقراطية هنا معناها أنه يتبع أوامر واشنطن. ثم ستنسى ماذا سوف يحدث بعد ذلك، وستواصل المسيرة إلى التالى. الميديا تعبد السلطة: فى الوقت الحالى تتزعم وسائل الإعلام الهتافات للفريق المحلى. أنظر إلى السى. إن. إن. ـ وهى مثيرة للاشمئزاز ـ وستجد أن الأمر لا يختلف فى كل مكان. وهذا هو المتوقع فى زمن الحرب؛ فالميديا تعبد السلطة. والأكثر إثارة للاهتمام هو ما حدث فى الإعداد للحرب. فى الواقع إن دعايات الميديا الحكومية كانت قادرة على إقناع الناس بأن العراق خطر ينذر بالانفجار، وأن العراق مسئولة عن 11 سبتمبر، وهذا إنجاز مبهر، وكما قلت، تم تحقيقه فيما لا يزيد على أربعة أشهر تقريبا. فإذا سألت العاملين فى الميديا عن ذلك سوف يقولون: "ولكننا لم نقل ذلك أبدا"، وهذه حقيقة، فهم لم يفعلوا. لم يحدث أن أُذيع تصريح بأن العراق على وشك غزو الولايات المتحدة أو أنه قام بعملية الهجوم على مركز التجارة العالمى. وإنما أُدخل ذلك فى الأذهان تسللا، تلميحا إثر تلميح، حتى استطاعوا أن يحملوا الناس على تصديقه فى النهاية.وكلنّا يعلم بأن المال والفكر الصهيوني العنصري هو الذي يقف وراء الميديا في الولايات المتحدة ويضغط عليها.
المعارضة تكبر كل يوم: المعارضة فى العالم كله هائلة وغير مسبوقة، ونفس الشىء واقع فى الولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال بالأمس، كنت فى مظاهرات فى مدينة بوسطن، فى الحديقة العامة ببوسطن. ولم تكن المرة الأولى التى ذهبت إلى هناك. فى المرة الأولى شاركت فى مظاهرات كان عليّ أن ألقي فيها كلمة فى أكتوبر 1965. وكان ذلك بعد أربع سنوات من بدء الولايات المتحدة عدوانها على فيتنام الجنوبية. وكان نصف فيتنام الجنوبية قد تم تدميره وتم توسيع الحرب إلى فيتنام الشمالية. ولم نستطع القيام بمظاهرة بسبب الهجوم العنيف المضاد علينا، وبمساعدة الصحافة والإذاعة الليبرالية، والتى هاجمت هؤلاء الناس الذين يجرؤون على رفع صوت معارض لحرب "أمريكية" تم اسكات المعارضة. ورغم ذلك، ففى المناسبة الحالية، كانت هناك معارضة حاشدة قبل شن الحرب رسميا، ثم مرة أخرى فى يوم شن الحرب ـ ولم تكن هناك أية مظاهرات مضادة. وهذا فرق جوهرى. ولولا عامل الخوف لربما كانت هناك معارضة أكبر كثيرا.والخوف يعني أنه ليست هناك ديمقراطية. والحكومة تعلم أنها لا تستطيع القيام بعدوان وتدمير في العراق لفترة طويلة كما حدث فى فيتنام لأن الشعب لن يتحمل ذلك. وليس أمامها إلا طريق واحد للقيام بحرب اليوم. أولا، اختيار عدو أضعف كثيرا، عدو يفتقد القدرة الدفاعية. ثم تزايد التلميح فى نظام الدعاية وكأنه على وشك القيام بعدوان علينا أو أنه تهديد مباشر. ثم، سوف تحتاج إلى نصر سريع مبهر. ومن الوثائق الهامة التى تسربت عن رئاسة بوش الأب وثيقة ترجع لعام 1989 تصف كيف يجب أن تقوم الولايات المتحدة بحرب. تقول الوثيقة إن الولايات المتحدة يجب أن تحارب أعداء أكثر ضعفا بكثير، وإن النصر يجب أن يكون سريعا وحاسما، حيث أن التأييد الجماهيرى سوف يتلاشى سريعا. ولم يعد الأمر كما كان فى الستينيات، عندما كان يمكن القيام بحرب لسنوات دون أية معارضة على الإطلاق.
الولايات المتحدة زعيمة الارهابيين: أطلق على الولايات المتحدة اسم "زعيمة الإرهابيين" وأول هؤلاء الارهابيين هم الصهاينة الاسرائيليين. وقد أجريت دراسات موثقة ومفصلة عن السجل الطويل والرهيب لأعمال الولايات المتحدة وعن دعمها الحاسم للإرهاب الذي تمارسه جهات تابعة لها، وعندما أستعرض هذا السجل فأنا أستخدم التعريف الرسمي للحكومة الأميركية لكلمة "الإرهاب." ولكن ثمة أقلية فقط تود استخدام التعريف الرسمي، لأن هذه هي النتيجة الفورية، رغم أن التأييد الأميركي الحاسم لإرهاب الدولة ضد الأكراد كان موجودا بالدرجة الأولى في تركيا في التسعينات، عندما أصبحت تركيا تحتل الصدارة بين الدول التي تتلقى المساعدات العسكرية الأميركية (إذا وضعنا جانبا إسرائيل ومصر) بينما كانت تطرد ملايين الأكراد من ريفهم عقب تدميره، وتقتل عشرات الآلاف وتمارس كل الأعمال البربرية التي يمكن تخيلها، وهي من أسوأ جرائم التسعينات، وهي ماثلة بقربك. وأنا شخصيا شاهدت بعض النتائج في مدن الصفيح في استانبول التي سيق إليها المهجرون، وفي أسوار مدينة ديار بكر حيث حاولوا البقاء على قيد الحياة، وفي أماكن أخرى أيضا. وهذا جزء صغير جدا من القصة، ولا يتطرق إلى الفظائع الإرهابية التي تم ارتكابها، وفي هذا الصدد ثمة سجل طويل شنيع. وفي الحقيقة تنفرد الولايات المتحدة بأنها الوحيدة التي أدانتها المحكمة الدولية وذلك بسبب هجومها على نيكاراغوا وارتكاب أعمال تتساوى مع الإرهاب الدولي، ولقد أمرت المحكمة إدارة ريغان – والتي عادت إلى السلطة الآن – بأن تنهي حربها الإرهابية على نيكاراغوا. وبالطبع لم تقم الولايات المتحدة وزنا لأمر المحكمة، وسارعت إلى تصعيد حربها الإرهابية، كما أنها نقضت قرارات مجلس الأمن المؤيدة لحكم المحكمة. وهذه الممارسات ليست بأي حال من الأحوال حكرا على الولايات المتحدة. وعلى العموم فإن ممارسات كهذه تتوازى نوعا مع درجة القوة والقدرة على ارتكاب الجرائم. وهذا شيء مألوف أو ينبغي أن يكون كذلك بالنسبة للضحايا عبر القرون. لكن هل تستطيع الأنظمة التي تتمتع بالقوة أن تصون القيم الإنسانية؟ بالتأكيد إنها تستطيع، وأحيانا تقوم بذلك بالفعل، وهذا ينطبق أيضا على الولايات المتحدة. هذا يحدث عندما تشكل حماية القيم الإنسانية خدمة لمصالح القوى العظمى أو عندما تطالب بذلك جماهير المواطنين المستثارة. وكلا العاملان مسئول عن قيام الولايات المتحدة بحماية الأكراد في التسعينات، بينما كانت الولايات المتحدة تؤمن الدعم العسكري والدبلوماسي الحيويين لأعمال القمع الوحشية بحق الأكراد في الجهة الأخرى من الحدود، مع أن المواطنين في الولايات المتحدة ما يزالون غير عالمين بهذه الجرائم، حيث يقوم الإعلام والفئات المثقفة بالتكتم على البراهين العديدة عليها، كما هو الحال بوجه عام.
انهم يطمسون حقائق حرب فيتنام للتغطية على حرب العراق كاد الشعب الفيتنامي يختفي من شدة ممارسة الابادة الموجهة ضده. والتساؤل الذي يطرح هو فيما إذا كانت الولايات المتحدة تمتلك الصدق والشجاعة والاستعداد لمواجهة ماضيها بنزاهة. فالولايات المتحدة كقوة عظمى قادرة على أن تتنكر لماضيها كي تتجنب عواقب أفعالها, لكن هذه الصفة لا تليق بسمعة دولة عظمى كالولايات المتحدة. في ذلك الوقت من عام 1970حين أدلى جون كيري بشهادته الدقيقة والنزيهة أمام الكونغرس, كان 70% من الأمريكيين يجمعون على أن الحرب في فيتنام غير عادلة وغير أخلاقية, فوفقا لبرنارد فال وهو أحد مؤرخي حرب فيتنام الموثقين , بلغ عدد الفيتناميين الذين لقوا مصرعهم حتى عام 1965 أكثر من 150,000 مواطن بفعل ما اسماه " قوة سحق الآلة العسكرية الأمريكية " واستخدام الأمريكان لجميع الأسلحة من قنابل النابالم الى الغازات المسببة للتقيؤ. في عام 1967 وقبل عامين من وصول كيري الى فيتنام , حذر فال من أن فيتنام كوحدة تاريخية وحضارية , معرضة لخطر الاندثار, فتلك الدولة كانت تلفظ أنفاسها بكل ما للكلمة من معنى تحت وطأة ضربات أقوى ماكنة عسكرية لم يسبق لقوة مثلها في التاريخ أن أطلق لها العنان في مثل هذه البقعة الصغيرة. وفي نهاية الستينات عملت أمريكا على توسيع رقعة الحرب لتشمل جميع أجزاء الهند الصينية , فرَد برانفمان وهو صحافي يعمل في إحدى المنظمات الإنسانية الدولية كشف ما يجري هناك وفي لاوس على وجه التحديد , حيث أُجبر الناس على العيش في قرى تحت الأرض ولمدة عامين متواصلين هربا من القصف السجادي الوحشي للطائرات النفاثة. برانفمان أجرى شخصيا لقاءات صحافية مع اكثر من 2000 قروي نجوا من عمليات القصف في لاوس , وجميعهم , دون استثناء , أكدوا بأن قراهم سويت بالأرض تماما, والشواهد لازالت قائمة الى اليوم في شمال لاوس لمن لديه الرغبة بمشاهدتها. أن اغلب عمليات القصف كانت تتركز على تلك القرى المكشوفة بحجة أن شعب اباثيت ومقاتلي فيتنام الشماليين يستطيعون التحرك بسهولة في الغابات الكثيفة التي يصعب على الأمريكان مراقبتها من الجو. بعد ذلك امتدت الحرب الى كمبوديا , وقبل فترة قصيرة, تم الكشف عن شهادة هنري كيسينجر فيما يخص هذا الموضوع, بعد كشف النقاب عن أشرطة قديمة تحتوي على مكالمات بين الرئيس نيكسون وهنري كيسينجر , وحسب شهادة كيسينجر, فأن الرئيس نيكسون اصدر أوامره بشن قصف شامل على كمبوديا يستهدف " كل شيء" متحرك ... ومثلما يشير برانفمان فان الولايات المتحدة ألقت ب 6.727.084 طن من القنابل على الهند الصينية, أي بما يزيد على ثلاثة أضعاف القنابل التي ألقيت على أوربا وحوض الباسيفيك مجتمعين خلال الحرب العالمية الثانية . قد لا يتسنى لنا أبدا معرفة أعداد القتلى من القرويين, ضحايا عمليات القصف الغير مشروعة تلك, وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت ماكنمارا قدر عدد القتلى ب 3,4 مليون شخص. وطالما أن العدد الأكبر من هؤلاء قتل بنيران أمريكية , فأن التقديرات بخصوص أعداد الضحايا من الأبرياء لابد وان تبدأ بمئات الآلاف صعودا.
البيت الأبيض يخاف من رأي الشارع الأمريكي:
من المؤكد أن الجدل الذي أثير أخيراً حول حرب فيتنام انما هو محاولة من جانب اتباع بوش لطمس معالم حقبة قذرة من التاريخ الأمريكي, فالدول العظمى بحاجة الى إخضاع الناس بتعمد حجب المعلومات عنهم أو طمس الحقائق التاريخية كي يتسنى لها تمرير سياسات لا تحظى بالتأييد ,لأن إطلاع الناس على الحقائق سيدفع بهم حتما الى الاحتجاج والمقاومة. وخلاصة القول, فان الأعمال الفظيعة التي ارتكبت في فيتنام أُوقفت تحت ضغط موجة الاحتجاجات الشعبية , التي كانت نتيجة لإطلاع الشعب الأمريكي على حقيقة ما يجري هناك . فالرأي العام لم ينقلب و يقف بحزم ضد تلك الحرب التي بدأت في عام 1962الا في عام 1972 . الشيء اللافت للانتباه بشان حرب العراق , انه " وللمرة الأولى" خرجت مظاهرات احتجاج كبيرة منددة بها وتشكلت حركة مناهضه للحرب قبل وقوعها , بدأ الشعب الأمريكي يتغير, واصبح اليوم اكثر اطلاعا على ما يجري, الأمر الذي يرعب أصحاب السلطة في البيت الأبيض. لذلك تراهم يحاولون جاهدين العمل على تزوير وطمس لكل مايجري من أحداث.
الاسترتيجية الامبراطورية:
هذه "الاستراتيجية الامبراطورية" الجديدة كما وصفتها على الفور أهم المجلات المؤسساتية تجعل من الولايات المتحدة "دولة تحريفية تسعى الى استخدام مختلف أشكال تفوقها المؤقت في إطار نظام عالمي تمسك هي بزمامه". وفي هذا "العالم الاحادي القطب ، ما من دولة أو تحالف يمكنه أن ينازع" أميركا في دورها "كزعيمة وحامية وشرطي العالم." وقد حذر جون إيكنبري، صاحب هذه الاستشهادات، من مخاطر هذه السياسة على الولايات المتحدة نفسها دون أن يكون هو الوحيد في ذلك، معترضا بشدة على هذه التطلعات الامبراطورية.
وقد كشف أحد التحقيقات، أجرته مؤسسة غاللوب في كانون الأول 2002، أن مشروع حرب على العراق تخوضها "الولايات المتحدة وحلفاؤها من جانب واحد" لن يحظى تقريباً بأي دعم جماهيري أمريكي.
استسلمي أيتها الأمم المتحدة: وقد أبلغ السيد بوش الأمم المتحدة أنها لا يمكن أن تكون "فعالة" الا إذا وافقت على مخططات واشنطن، وإلا عليها التسليم بأنها ليست الا مكاناً للمجادلات. وفي دافوس وأبلغ كولن باول، أن للولايات المتحدة "الحق المطلق في القيام بعمل عسكري." ليفصح موضحاً: "كلما اقتنعنا بأمر ما سنرسم بنفسنا الطريق ". وعشية حربهما، كشف جورج بوش وتوني بلير، في قمة جزر الاسور عن ازدرائهما الحقوق والمؤسسات الدولية. ذاك ان الانذار الذي وجهاه لا يستهدف العراق إنما الأمم المتحدة، كأنهما قالا لها بالمختصر المفيد: استسلمي وإلا سنخوض هذا الاجتياح دونما اهتمام بموافقتك التافهة. وسنقوم بذلك سواء أغادر صدام حسين وعائلته بلادهم أم لا .
وبالصوت الصارخ كان الرئيس بوش يصرح بان للولايات المتحدة "السلطة المطلقة في استخدام القوة من أجل حماية أمنها القومي". إلا ان البيت الأبيض كان مستعداً ليقيم في العراق "واجهة عربية" بمجرد أن تستقر قواتها في قلب أهم منطقة منتجة للنفط في العالم. وعندها فان قيام ديموقراطية رسمية لن يطرح مجدداً أي مشكلة، لكن شرط ان تكون وليدة نظام خاضع كتلك الأنظمة التي تدعو اليها واشنطن وفق معاييرها الخاصة.
تشريع القضاء على خطر غير موجود: ان "الاستراتيجية الامبراطورية" الصادرة في أيلول 2002 تسمح للولايات المتحدة بشن "حرب وقائية". وليس استباقية . ذلك أنه من الآن وصاعداً بات الأمر يعني تشريع القضاء على أي خطر لم يتجسد بعد. وربما يكون وهمياً أو مختلقاً. وفي هذه الحالة لا تكون الحرب الوقائية إلا "الجريمة القصوى"
وهكذا، وفي وقت كانت فيه الولايات المتحدة تجتاح العراق كان المؤرخ أرثر شليسنغر يعتبر أن الاستراتيجية الامبراطورية للرئيس بوش هي "قريبة الى حد مرعب من السياسة التي انتهجتها اليابان الامبراطوري في زمن بيرل هاربر، ذلك اليوم الذي كما وصفه في تلك الحقبة رئيس أميركي آخر بأنه سيبقى "وصمة عار الى أبد الآبدين. ويضيف شليسنغر أن لا غرابة في انحسار "موجة التعاطف العالمي التي تدفقت على الولايات المتحدة بعد 11 أيلول 2001 أمام موجة عالمية من الكره إزاء الغطرسة والنزعة العسكرية الأميركيتين"، ولا غرابة ايضا في الفكرة القائلة بأن الرئيس الأميركي يشكل خطراً على السلام أكبر بكثير من الخطر الذي يمثله صدام حسين نفسه.
بل ان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد كرر كلام رجل العصابات آل كابوني: "الكلمة اللطيفة والبندقية يوفران من المكاسب اكثر مما توفره الكلمة اللطيفة دون أي شيء آخر." كما ان الزعماء الأميركيين كانوا يدركون أن تصرفهم سيزيد من خطر نشر أسلحة الدمار الشامل وأسلحة الارهاب. لكن تحقيق بعض الأهداف يهمهم اكثر من هذا النوع من الخطر. ذلك أن ما يريدونه في آنٍ معاً هو تثبيت هيمنة الولايات المتحدة في العالم وعلى الصعيد الداخلي تنفيذ برنامجهم لضرب الانجازات التقدمية التي انتزعت عبر أشكال النضال خلال القرن العشرين. بل أكثر من ذلك هم يحتاجون الى إضفاء الطابع المؤسساتي على هذه الثورة المضادة لجعلها دائمة. وفي العقيدة الأميركية الجديدة يجب أن يلبي الهدف المقصود من الولايات المتحدة معايير عدة، فيفترض أن يكون عاجزاً عن الدفاع عن نفسه، وعلى درجة من الأهمية تبرر الاهتمام به وأن لا يبدو كـ"خطر حيوي" وحسب بل أيضاً "الشر المطلق". وقد استجاب العراق هذه المواصفات بصورة مثالية،
هذا الاتهام المفحم على لسان الرئيس بوش يبدو في ظاهره عادلاً، فكل الذين يساهمون في صنع الشر لا يحق لهم أن يبقوا دون عقاب. لكن يمكن أن يعتبر من بين هؤلاء صاحب هذه الاقتراحات النبيلة وبعض معاونيه الحاليين وجميع الذين ساعدوهم عندما دعموا معاً الشر المطلق المتجسد ولزمن طويل بعد ارتكابه معظم جرائمه الرهيبة. ذاك أن الزعماء الغربيين، وفي وقت كانوا يجترون الكلام حول الفظائع التي ارتكبها الوحش صدام حسين، كانوا يخفون معلومة أساسية وهي أن كل ذلك قد تم بدعمهم حيث أن هذا النوع من الأمور ما كان في الحقيقة يهمهم. وقد تحول دعم الأمس إدانة بمجرد ان اقترف صديق الأمس جريمته الفعلية الأولى وهي أنه خرج عن طاعتهم (أو ربما أنه أساء فهم الأوامر) لدى اجتياحه الكويت. وقد جاءت العقوبة رهيبة... لكن بحق شعبه العراقي، وقد جددت واشنطن دعمها السيد صدام حسين مباشرة بعد حرب الخليج عندما سحق الديكتاتور حركة التمرد التي ربما كان من الممكن ان تطيح به. وفي تلك الفترة أوضح توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمس" أن "العالم الأمثل" قد يكون في نظر البيت الأبيض "طغمة عسكرية حازمة بدون صدام حسين" . وبما ان هذا الهدف بدا صعب التحقق تطلب الأمر الاكتفاء بالخيار الثاني الممكن، وهكذا انهزمت حركة التمرد بمجرد أن واشنطن وحلفاءها "أجمعوا بشكل مستغرب على اعتبار أن النظام العراقي، مهما كانت أخطاؤه، يوفر للغرب وللمنطقة ضمانة أكبر بالاستقرار من أولئك الذين سيتعرضون لقمعه ."
ولم يكن الشعب الأميركي يستجيب بسرعة. فتم إغراقه في حالة من الهيجان الاحترابي. فمنذ أول شهر أيلول 2002 أمطر بوابل من المعلومات المرعبة حول الخطر الداهم الذي يمثله صدام حسين على الولايات المتحدة وحول علاقته بتنظيم القاعدة، تلك المعلومات التي تحدثت عن تورط النظام العراقي في اعتداءات 11 أيلول 2001. غير أن معظم الأدلة "المقدمة لم يكن من شأنها الا إثارة السخرية العامة" بحسب ما كتبت مديرة مجلة آتوميك
وقد أعطت هذه الهجمة مفعولها، فإذا غالبية الأميركيين يتوصلون الى اعتبار أن صدام حسين يشكل "خطراً داهماً" على الولايات المتحدة، وسرعان ما بات نصفهم تقريباً يعتقد أن العراق قد شارك في اعتداءات 11 أيلول ، وبذلك تولدت حالة تأييد القيام بالحرب،
احتلال العراق زاد من نفوذ القاعدة: وفي الأول من أيار 2003، ومن على منصة حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن"، أراد الرئيس بوش استعراضاً ضخماً الغاية منه إعلان نهاية حرب الستة أسابيع هذه. فقد زعم أنه حقق مؤخراً "نصراً في الحرب على الارهاب (بعد أن) أزال أحد حلفاء تنظيم القاعدة." علماً أنه لم يقدم أي دليل يثبت علاقة السيد صدام حسين بعدوه اللدود أسامة بن لادن. وقد رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الاستعراض على منصة "ابراهام لنكولن" هو بمثابة إطلاق حملة إعادة الانتخاب للعام 2004". وهذا ما عمل به قبل عشرين عاماً الرئيس رونالد ريغن حيث وظف عملية اجتياح جزر غرينادا في العام 1983 في عملية إعادة انتخابه في العام التالي.
غير أن هذه الحملة الدعائية المكثفة، حتى وإن لاقت بعض النجاح لم تتوصل الى تغيير الرأي العام حول المسائل الجوهرية. وبما أن جيش الاحتلال لم يستطع كشف مخابئ أسلحة الدمار الشامل الشهيرة تحول موقف الادارة من "الثقة المطلقة" بأن العراق يمتلك هذه الأسلحة الى الفكرة القائلة بأن الاتهامات التي أطلقت كانت "مبررة نتيجة اكتشاف بعض التجهيزات التي من المحتمل ان تساعد في العمل على تصنيع هذه الأسلحة." وعندها اقترح بعض كبار الموظفين "تصويباً" في مفهوم الحرب الوقائية التي سمحت للولايات المتحدة بمهاجمة "دولة تمتلك بكمية كبيرة من أسلحة فتاكة"، وهذا التعديل "يقترح أن تتصرف الادارة الأميركية ضد أي نظام معادٍ من المحتمل أن يرغب أو يتمكن من انتاجها ." وهكذا فان النتيجة الرئيسية لسقوط الاتهامات التي سيقت لتبرير الاجتياح كانت انفلات المعايير التي تسمح باللجوء الى القوة. ضد الوحدة الأوروبية:
إن لغضب واشنطن على "أوروبا القديمة" جذوراً أعمق بكثير من مجرد كره الديموقراطية. فطالما كانت الولايات المتحدة مترددة إزاء توحيد القارة العجوز. فمنذ ثلاثين عاماً، وفي خطاب له بمناسبة "سنة اوروبا"، نصح السيد هنري كيسنجر الأوروبيين بأن يمارسوا "مسؤولياتهم الاقليمية" في "إطار شامل من النظام العالمي" الذي تحدده الولايات المتحدة. إذن كان محظراً من الأساس سلوك طريق مستقل. طوني جات الضغط الصهيوني يورّط الأمريكيين في العراق
اقترح الكاتب اليهودي طوني جات إنشاء دولة ديموقراطية علمانية تضم إسرائيل والضفة وغزة، وقال :
ان مواقع كثيرة في العالم، وليس فقط الشرق الأوسط، لم تعد تتحمل أنواعاً من الضغط العنيف الذي تمارسه إسرائيل والمنظمات الصهيونية في الخارج. وأستطيع أن أتوقع نشاطاً إسرائيلياً وصهيونياً مكثفاً يعيد تقديم إسرائيل كضحية أعمال «إرهابية» خطيرة ومؤامرة عالمية جديدة معادية للسامية. فبالنسبة لإسرائيل، أعتقد أنها لن تسمح بالثقوب في السد تتسع وستعمل فوراً على وأد أي «صحوة أميركية» قد تدفع النخبة السياسية في واشنطن مستقبلاً إلى إعادة النظر في سياساتها في الشرق الأوسط، أو إلى تقييد نشاط «إيباك» أو صنع توازن جديد بين اليهود والأقليات الأخرى في المجتمعات الغربية. وأظن أن سوروس وأمثاله وكثيرون من الليبراليين اليهود سيتعرضون لمصاعب هائلة إن استمروا يلحّون على ضرورة ترشيد السياسات الإسرائيلية في الشرق الأوسط والحد من مبالغات قوى الضغط الصهيونية.
أتصور أن ورطة أميركا في العراق وتطورات أخرى متوقعة في الشرق الأوسط وفي توازن القوى الدولية، ستسلط الأضواء بشدة على العلاقة بين واشنطن وجماعات الضغط الصهيونية، والعلاقات داخل الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة.
يسرائيل شاحاك قال المفكر اليهودي: اسرائيل شاحاك: «إن اسرائيل كدولة يهودية تشكل خطرا ليس على نفسها وسكانها فحسب، بل تشكل خطرا على اليهود كافة او على الشعوب والدول الأخرى جميعاً في الشرق الأوسط وما وراءه». الحاخام يسرويل ويس Yisroel Weiss جماعة اليهود المتحدون ضد الصهيونية
يقول الحاخام يسرويل ويسس لوسائل الاعلام: انّ إسرائيل أفسدت كل شيء على الناس جميعاً. اليهود منهم وغير اليهود. ومنذ أن قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلى شيء مادي ذو هدف قومي للحصول على قطعة أرض، وعبر جميع المراجع قالت اليهودية المؤمنة بأن هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو إليه الديانة اليهودية. وهو أمر محرم قطعاً في التوراة لأننا منفيون بأمر من الله. يجب أن لا تكون لنا دولة يجب أن نعيش بين جميع الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفي عام كمواطنين مخلصين يعبدون الله ويتصفون بالرحمة الربانية. وعلى عكس مما يعتقد الناس، هذه الحرب حرب ليست دينية، فقد كنا نعيش بين المجتمعات المسلمة والعربية دون أن تكون هنالك حاجة إلى رقابة منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. نحن لا نريد دولة يهودية. وعند اتخاذ قرار قيام إسرائيل تم تجاهل سكان ذلك البلد من المسلمين والمسيحيين واليهود. الصهيونية تسبب معاداة السامية: هنالك قتل بسبب معاداة السامية، وهنالك موضوع آخر، عندما تثير العداء بخلق معاداة السامية من خلال الصهيونية. أي بعبارة أخرى أن الأمر لم يأت هكذا دون أنك تطرق نوافذ جيرانك وتدعوهم إلى معاداة السامية. وهذا ماظلت الصهيونية تفعله. صحيح أنه لا يجب أن تكون لدينا دولة، ولكنها قامت، غير أن الدعاية الصهيونية بأن العرب يريدون رمي أي يهودي في المحيط، وبأن هنالك حقد دفين على ليهود، مكنهم من إقناع الكثيرين من اليهود، وهو ما جعل هؤلاء يخافون من العودة إلى تلك الأرض, فذلك كذب وافتراء فاليهود يعانون والفلسطينيون يعانون، ونحن نصلي من أجل التعجيل بتفكيك هذه الدولة اليهودية بطريقة سلمية.
اسرائيل كذبة شيطانية يقول الحاخام يسرويل ويسس: ان «دولة اسرائيل»، ما هي إلا «كذبة شيطانية خدعت ذوي النوايا الحسنة حول العالم، وأقنعتهم بدعم هذا الكيان الشرير والبغيض». وينتمي الحاخام اليهوديّ يسرويل ويس إلى جماعة «اليهود المتحدون ضد الصهيونية.
وإن إسرائيل أفسدت كلّ شيء على الناس جميعاً، اليهود منهم وغير اليهود. وهذه وجهة نظر متفق عليها عبر المئة سنة الماضية، أيْ منذ أنْ قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانةٍ روحية إلى شيءٍ مادي ذي هدفٍ قوميّ للحصول على قطعة أرض، وجميع المراجع قالت إنّ هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو إليه الديانة اليهودية -وهو أمر محرّم قطعاً في التوراة لأنّنا منفيّون بأمرٍ من الله. ويجب أن لا تكون لنا دولة. يجب أن نعيش بين جميع الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفَي عام كمواطنين مخلصين. وعلى العكس مما يعتقد الناس، هذه الحرب حرب ليست دينية، فقد كنّا نعيش بين المجتمعات المسلمة والعربية من دون أن تكون هنالك حاجة إلى رقابة منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. لقد كانت حياة اليهود قبل قيام اسرائيل أفضل مما هي عليه بعد قيامها بنسبة 100 في المئة. ففي فلسطين لدينا شهادة الجالية اليهودية التي كانت تعيش هناك، وغيرها من الجاليات في أماكن أخرى، وكلّهم يؤكدون بأنهم كانوا يعيشون في توافقٍ مع العرب قبل العدوان الصهيوني.
زعيم الطائفة اليهودية في ايران يعلن كرهه لاسرائيل قال زعيم الطائفة اليهودية في إيران بأن كل اليهود الحقيقيين والذين يؤمنون بالله ونبيه موسى عليه السلام يكرهون إسرائيل بشدة بسبب تصرفاتها البربرية. وإن دعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لاختفاء إسرائيل من خريطة العالم تعكس وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وإن اليهود الحقيقيين مع المسلمين يسيرون في طريق المعركة ضد الصهيونية والجرائم الإسرائيلية. وإن الشعب الفلسطيني المضطهد من قِبل الاحتلال الإسرائيلي عليه أن يشعر أن هناك من يؤيده من بين أبناء الديانات السماوية الأخرى.
الباحث الصهيوني ايلان بابية
ايلان بابية أستاذ جامعي في جامعة حيفا, وكاتب صهيوني بارز, ألقى محاضرة في جامعة الناصرة وفضح قيها كمؤرخ أعمال الابادة التي مارستها الصهيونية عبر تاريخها في أرض فلسطين وقال: ان الدولة العبرية ارتكبت حرب ابادة وتطهير عرقي ضد الفلسطينيين قبل واثناء حرب العام 48. واضاف المؤرخ اليهودي ايلان بابه أن اسرائيل لن تنعم بالهدوء والأمن الا في حال اعترافها بالمسؤولية عن النكبة الفلسطينية وقيامها بالتطهير العرقي وسماحها بعودة اللاجئين. بابه المحاضر في جامعة حيفا خلال ندوة في مدينة الناصرة أن اسرائيل تورطت في جرائم ضد البشرية عام 48 استناداً إلى وثائق ومراسلات داخلية من أرشيفات الحركة الصهيونية تفتح للمرة الأولى.
واعتبر أن تنكر إسرائيل حتى اليوم لجريمتها بالتطهير العرقي وطرد الفلسطينيين من ديارهم يحول دون وصول الشعبين لأي تسوية، موضحاً أن مثل هذه التسوية لا تنجز حتى بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 وأن الطريق الممكنة الوحيدة لإنهاء النزاع يكمن في إقامة دولة ذات بنية ديمقراطية حقيقية وثنائية القومية على أراضي فلسطين التاريخية والسماح لمن يريد من اللاجئين العودة، وأن إسرائيل لم ولن تكون دولة ديمقراطية.
فقد وضعت الصهيونية خطة مكتوبة للتطهير العرقي في فلسطين قبل النكبة بسنوات وتم تطويرها مع الوقت إلى أن تبلورت نهائياً فيما يعرف بـ "الخطة د" . وهذه الخطة تجسد قرار الصهيونية بإقامة دولة يهودية بقوة السلاح وبتطهير فلسطين من سكانها الأصليين، بل أن الصهيونية ورغم كل مساعيها الكبيرة ودعم الانتداب البريطاني لها تمكنت من حيازة 5.8% من الأراضي الفلسطينية فقط. وحول مزاعم الصهيونية بأن حرب العام 48 كانت بسبب مهاجمة الجيوش العربية لإسرائيل، أؤكد بأنه عندما داست قدم أول جندي من الجيوش العربية أرض فلسطين كان أكثر من نصف سكانها الفلسطينيين ِبين نازح ولاجئ، وهذا دليل قاطع يؤكد أن الخطة كانت مبرمجة وتم تنسيقها، وأن الحرب كانت نتيجة للتطهير لا العكس. فقد بعث رئيس وزراء اسرائيل الاول دفيد بن غوريون رسالة لابنه عام 1937 أكد فيها رؤيته بضرورة طرد العرب من فلسطين عنوة عندما تحين اللحظة المناسبة كالحرب مثلاً. وان الخطة " د " للتطهير العرقي والتي عكف على بلورتها بن غوريون و11 قائداً صهيونياً في العاشر من مارس من العام 48، حيث تم توزيع فلسطين الى مناطق جغرافية، وأوكل لقادة التشكيلات العسكرية الصهيونية تنفيذ عمليات التطهير ضد الفلسطينيين في هذه المناطق. ومما لاشك فيه بأن حرب 48 استخدمت من قبل الصهيونية كوسيلة لتطبيق خطة التطهير العرقي بخلاف أبحاث المؤرخين الإسرائيليين الجدد، الذين اعتبروا أن التطهير جاء نتيجة للحرب. وكانت بعض الخطط الحربية التي طبقتها العصابات الصهيونية تدل على فعل الابادة، حيث كانت تقوم بقصف القرى الفلسطينية بالمدافع وفي حال لم يرحل أهاليها، يقوم أفراد العصابات باقتحام القرى وجمع الشبّان وإعدامهم رمياً بالرصاص، ورميهم في حفر كبيرة. ومن خلال هذه الخطط استطاعت العصابات زرع الرعب والخوف في قلوب سكان قرى أخرى والتي قام قسم من سكانها بالمغادرة والهرب. وأن قادة الحركة الصهيونية أصدروا تعليمات بإطلاق النار على كل فلسطيني يبلغ من العمر عشر سنوات فما فوق. فقد خططت الصهيونية لتطبيق برنامجها في غضون ستة شهور ،لكنها تمكنت من ذلك في كثير من الأحيان بأقل من ذلك بكثير، حيث أنها دمرت 530 قرية وأفرغت11 مدينة من سكانها.
الحاخام اسرائيل هيريتش
الحاخام يسرائيل هيريتش هو من جماعة "مئه شاعريم " افراد الطائفة اليهودية التي تصر على هويتها الفلسطينية معلنة رفضها المطلق للصهيونية بالشفافية والوضوح والحدة المعهودة ويتحدث الحاخام اسرائيل هيرش ويقول:
اننا نفضل ان تسيطر الحركة الاسلامية على العالم. وعندئذ يتدخل الرب الحنان ويقول " لا يهمنا النظام ما يهمنا هو ان ندرس التوراه بهدوء ونحن لا توجد لدينا اي حرب ضد اي شخص ونحترم كل انسان, حتى الحركات الاسلامية نفسها . نحن نؤمن بان الدولة الفلسطينية المتمتعة بكامل حقوقها ستقوم باذن الله . وان شاءالله سيستغرق ذلك وقتا لكن ليس بالكثير.
نعرف في تاريخ اليهود انه في الوقت الذي لن يتبعوا فيه التوراه دمروا ونحن على ثقة بان هذه الدولة " اسرائيل" ستفقد وجودها وكيانها قريبا وبدون اي شك ستختفي ولن يكون لها وجود بموجب ما هو مكتوب في " سفر عاموس هنا" " الله سيبيد هذه المملكة لكن كيف سيحصل ذلك ؟ لا نعرف .
لقد اظهرت الحرب الاخيرة عجز الجيش الاسرائيلي وضعفه. وأتوقع زوال اسرائيل عما قريب . وان الحركة الصهيونية لا تمت لليهودية بصلة وهم ليسوا يهوداً حسب التوراة ولا تربطهم اية علاقة بارض " اسرائيل " فلسطين ، بل انهم وثنيين وكاذبين. الحركات الدينية مثل شاس وأجودات اسرائيل قامت قبل قيام دولة اسرائيل وتتشبث بفكر معارض للصهيونية وعند قيام الدولة قرروا ان يحاربوا من داخل المؤسسات الصهيونية للنظام اليهودي وفي الواقع تحولوا الى جزء من المؤسسة الصهيونية على الرغم من تصريحاتهم حول مناهضة الصهيونية . لقد خدعتهم السلطة والمال.ونحن لا نعتبر انفسنا جزء من المؤسسة ولا نتلقى ميزانيات منها. ونحن لا ننتمي لهم أيما انتماء. وبالنسبة لأعمال الاحتلال, فنحن لا ندخل اي منطقة احتلت بعد عام 1967 لأنها ليست أرض يهودية.لقد تلقينا تأشيرات لدخول هذه المناطق من الرئيس ياسر عرفات لكننا لم نذهب الى هناك بسبب الرموز الصهيونية الموجودة هناك.ولا نريد ان نكون جزء ممن يسيطرون على هذه الاماكن. وكانت علاقتنا مع ياسر عرفات ممتازة طوال سنوات حكمه.ونحن نعمل على ان يكون لنا تمثيل في حكومة الوحدة الوطنية. وبعد وفاة ياسر عرفات رحمه الله انطلقت حرب السيطرة على السلطة خاصة ان حركة فتح لم تقبل الواقع الجديد بفقدانها السلطة فحاولوا اللجوء الى كل طريق اخر من اجل الرجوع عنوة الى السلطة وهذا الامل ألحق الاذى بالشعب الفلسطيني.ونحن نتمنى لهم أن يتفقوا ان جماعة مئة شاعريم ليست بحركة سياسية ونحن لا نتدخل بسياسة دولة اخرى نحن يهود نريد العيش والخضوع لنظام الدولة الفلسطينية لان الفلسطينيين اصحاب الأرض وأصحاب الحق. ولا يهمنا ان كان يحكمنا حماس او فتح .بل اننا نفضل النظام الاسلامي بزعامة حماس على النظام الصهيوني. وبالنسبة لابو مازن فهو وللأسف يخضع للادارة الامريكية والصهيونية بحيث انه ملزم بان ينال اعجابهم من اجل ان" يبقى" وعليه بقينا في الخارج ونحن نحافظ على علاقات غير رسمية وليست علنية معه. لان هذا ممكن ان يضره على الساحة الدولية واتصلنا كذلك مع حماس ونعمل معها بالتفاوض على ان يكون لنا ممثل في الحكومة.ونحن نطالب بأن يكون لنا منصب وزير في الحكومة الفلسطينية باستمرار. ولنا أتباع في كل أنحاء العالم لكن لا يوجد احصاء حول العدد. فهناك اتباع في كل انحاء العالم وحركتنا حركة ايديولوجية وليست سياسية وعدد اتباع الحركة آخذ في الازدياد على الدوام. ولنا نظرة متميزة في وجود أعضاء عرب في الكنيست الصهيونيي,فاعضاء الكنسيت العرب يعتقدون مثل "الحريديم" انه بامكانهم النضال من اجل حقوقهم من خلال وجودهم داخل الكنيست وهذا الامر ليس صحيحا وبالتالي فهم يعترفون بالمؤسسة الصهيونية. يقولون بأن الصهاينة احتلوا أراضيهم وبنفس الوقت يجلسون معهم ويعترفون بهم . وعمليا لايمكننا منعهم من الترشح للكنيست. لكننا ننصحهم بأن يبتعدوا عن الصهيونية كلها. الحرب التي شنها حزب الله على الصهيونية, اثبتت الكذبة حول ان الجيش الاسرائيلي قادر على كل شيء وجاء والحمد لله الشيخ حسن نصرالله واثبت ان هذه الفكرة خاطئه ، وبالنسبة للحرب على العراق هناك يد صهيونية دفعت الولايات المتحدة من اجل القيام بذلك . رودولـف كاشـتنر يعتبر كاشتنر من ألدّ أعداء الصهيونية. وكان قد اكتشف أسرارها التي تشكّل أخطاراً على اليهود وعلى العرب والشعوب الأخرى,وكان ينطق بكلمات لاذعة ضد الصهيونية. وينتقد أكاذيب الهولوكوست النازي, ولذلك تخلّصت الصهيونية منه واغتالته في اسرائيل ولم تسمح بدفنه في مقابر يهودية, وتعترف الوثائق اليهودية اليوم باغتياله. كان كاشتنر أحد زعماء الحركة الصهيونية في المجر. وترأس عدداً من المنظمات الشبابية الصهيونية. وان مسيرة حياته وعلاقته القوية بالنازية تكشف عن فضيحة للصهيونية، وتظهر أسراراَ كبيرة عن علاقة الصهاينة بالنازية وعن وجود لعبة خفية كان ضحيتها الألمان النازيون.تعاون مع النازيين قبل وبعد احتلالهم للمجر ولكن في عام 1952 أرسل المواطن الإسرائيلي مايكل جرينوولد كتيباً لبعض القيــادات الصهـيونية اتهم فيها كاشتنر بالتعاون مع النازيين، وأنه قام بالدفاع عن أحد ضباط الحرس الخامس (الإس. إس.) أثناء محاكمات نورمبرج الأمر الذي أدَّى إلى تبرئته وإطلاق سراحه. وقد قام الحزب الحاكم في إسرائيل بمحاولات مضنية لإنقاذ كاشتنر وتبرئته. كما بيَّن كاشتنر أثناء محاكمته أنه لم يكن يسلك سلوكاً فردياً وإنما تَصرَّف بناءً على تفويض من الوكالة اليهودية (التي أصبحت الدولة الصهيونية عام 1948).
ولم يكن كاشتنر مبالغاً في قوله فالمواطن الإسرائيلي جويل براند كان على علم ببعض خفايا القضية وبمدى تورط النخبة الحاكمة في لعبة شبطانية صهيونية. وقد طُلب منه الإدلاء بشهادته، ولكنه آثر ألا يفعل وبدلاً من ذلك كتب كتاباً بعنوان الشيطان والروح يقول فيه:
" إن لديه حقائق تبعث على الرعب وتدمغ رؤوس الدولة اليهودية الذين كانوا رؤساء الوكالة اليهودية ." وأضاف قائلاً : " إنه لو نشر مثل هذه الحقائق لسالت الدماء في تل أبيب"
وقد قضت المحكمة الإسرائيلية بأن معظم ما جاء في كتيب جرينوولد يتطابق مع الواقع. وبعد إشكالات قضائية كثيرة، وحُسمت المسألة لصالح الحزب الحاكم. حينما أطلق مجهول الرصاص على كاستنر وهو يسير في الشارع وقتله وأنهى الفضيحة الكبيرة..
وقد سـجل موشـيه شاريت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، هذه الكلمات في مذكراته: " كاستنر. كابوس مرعب. " ويشير براند في كتابه إلى كاشتنر ويقول:"رجال السياسة الذين يتسمون بالحذر، كانوا لا يعرفون ماذا سيفعلون مع هذا الرجل بعد محاكمته"، وكانوا يفكرون في "إسكاته" والحقيقة أن كاشتنر كان يرفض كل الاتهامات التي ألصقها اليهود بالنازيين ومن بينها الاتهام بالإبادة. بل انه كان يجرّم الصهيونية في الكثير من أعمالها ولهذه الأسباب تم القضاء عليه واستمرّت الصهيونية في خدعها وتضليلها للشعوب.
ألان سولومونوف جرائم الصهيونية أساءت الى اليهود
وهو شخصية أمريكية يهودية شهيرة، يطالب إسرائيل بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وأن تنشئ دولتين، واحدة فلسطينية والأخرى إسرائيلية، ويسلّط سولونوف الضوء على جرائم الصهيونية في فلسطين ويقول بأنها أساءت الى يهود العالم كلهم.ويقول: ليس الفلسطينيين هم الذين بحثوا عن اليهود في أركان العالم مشرقه ومغربه ليعتدوا عليهم, بل ان الصهيونية هي التي دخلت ديارهم وطردتهم ومارست الابادة ضدهم, وما أعمال الفلسطينيين الاّ دفاع عن النفس.
المؤرّخ سـيمون دبنــوف دولة الأقليات
يرى ديبنوف أنّ اليهود يشكّلون أمةً لا دولة ولا أرض لهم، ولذا، فقد أُعفوا من مسئولية الحكم والاضطرار إلى اللجوء للعنف والقسر،وهو مؤرخ روسي يهودي، والمُنظِّر الأساسي لفكرة قومية الدياسبورا، ذلك المفهوم الذي طُرح كأحد حلول المسألة اليهودية. وُلد في مقاطعة موجيليف في روسيا، وتلقَّي تعليماً دينياً تقليدياً إلا أنه تخلي عن ممارسة الشعائر الدينية في سن مبكرة، كما حصل علي قدر من التعليم العلماني في المنزل وأتقن العبرية والروسية إلي جوار اليديشية لغته الأصلية. وفي الفترة 1880 ـ 1906، انتقل بين عدة مدن روسية من أهمها أوديسا التي كانت تُعتبر آنذاك مركزاً للبعث الثقافي للجماعة اليهودية في روسيا وانضم هناك إلي دائرة آحاد هعام (فيلسوف الصهيونية الثقافية، أي الإثنية العلمانية)، ثم استقر في بطرسبرج حيث عمل بتدريس ما يُسمَّي «التاريخ اليهودي» الذي أصبح اهتمامه الرئيسي. وقد أصدر عدة أعمال في هذا المجال شملت دراسة في تاريخ الجماعات اليهودية في شرق أوربا، ودراسة موجزة لتاريخ الجماعات اليهودية وتاريخ الحسيدية.
تأثر دبنوف بكل من فكر الاستنارة، والفكر المعادي للاستنارة؛ تأثر بوضعية أوجست كونت وليبرالية جون ستيورات ، فرفض اليهـودية من حيث هي فكرة تتناقـض مـع الفردية والحرية والتفـكير العلمي، وطرح جانباً مقولات مثل «رسالة الشعب المقدَّس» و«الارتباط الأزلي بأرض الميعاد» إذ وجد أنها لا تفسر وضع الجماعات اليهودية في العالم، وتبنَّي بدلاً من ذلك منهجاً يأخذ في الاعتبار المعطيات المادية البيئية والحسية ويؤكد التفاصيل والأشياء المتعينة والقراءة المتعينة للتـاريخ وينظر إلي اليهـود واليهودية باعتبارهما ظواهر اجتماعية وتاريخية. لكن تأثير الفكر المعادي للاستنارة يتبدَّي في اهتمامه بالبُعد الخاص والعضوي والروحي في الظواهر الإنسانية. وقد تأثر دبنوف بفلسفة فختة وبمفاهيم المؤرخ الفرنسي فوليوبفكر المفكر والمؤرخ الأدبي تايين الذي اعتبر القـيم الروحية لأي شـعب إنما هي نتـاج تطلعاته وظروفه الخاصة. وقد تَبنَّى في نهاية الأمر المفهوم العضوي للأمة الذي طرحه كلٌّ من رينان وتايين والذي أصبح جزءاً من الخطاب السياسي الغربي في القرن التاسع عشر. ولذا، فرغم أن رفضه اليهودية انطلاقاً من رؤيته العلمية المستنيرة، إلا أنه عاد وقَبلها انطلاقاً من الفكر المعادي للاستنارة باعـتبارها تعبيراً إيجابياً عن الروح القـومية للشعب اليهودي. ومن الأفكار الأساسية التي أثرت في دبنوف بشكل جوهري فكرة دولة القوميات، أي الدولة الإمبراطورية التي تضم عدة قوميات لكل منها هويتها ولغتها بل تاريخها المستقل، بحيث تحتفظ كل جماعة أو أقلية قومية بقدر من الحكم الذاتي وتشارك في صنع القرار السياسي من خلال مؤسسات الدولة الواحدة والتمثيل السياسي. وقد لاقت دولة الأقليات صدى في نفس دبنوف لأنها تستند إلى معطيات تاريخية متعينة (شعوب قومية قائمة بالفعل ودولة حديثة) وهو ما يجعله قادراً على قبولها. فهي، مع علميتها، تقبل قدراً من الخصوصية دون أي استدعاء للغيبيات. وقد كانت هذه الازدواجية ضرورية لدبنوف، فقد لاحظ أن خصوصية يهود اليديشية لا تكمن في يهوديتهم "العالمية" التي تستند إلى عناصر ثابتة ومطلقة وإنما في يديشيتهم الخاصة والنابعة من وضعهم كأقلية داخل التشكيل السياسي والحضاري الشرق أوربي. ولذا، فإن كل الحلول التي يطرحها نابعة من تَصوُّره أن يهود شرق أوربا يشكلون ظاهرة اجتماعية تشترك في الخصائص مع الظواهر المماثلة دون أن تفقد بالضرورة خصوصيتها. ينطلق دبنوف من طرح رؤية للتاريخ الإنساني تُقسِّمه إلى مراحل، فتَطوُّر الإنسانية هو أساساً تَطوُّر من المادية إلي الروحية ومن البساطة الخارجية إلي التعقيد الداخلي. وهو يُقسِّم النماذج القومية إلى ثلاثة نماذج: النموذج القَبَلي، والنموذج السياسي الإقليمي أو النموذج المستقل، والنموذج الحضاري التاريخي أو النموذج الروحي. وهذه النماذج مترابطة بشكل عضوي، بمعني أن كل أمة لابد أن تمر من خلال المراحل أو النماذج الثلاثة. والنموذج القَبَلي، حسب تصوُّر دبنوف، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة، في حين أن النموذج السياسي أقل ارتباطاً بها. أما النموذج الروحي فهو مستقل عنها إ. وهذا الابتعاد التدريجي عن الطبيعية يتضح أكثر ما يتضح في علاقة كل نموذج قومي بالأرض. فالأرض، بالنسبة إلى النموذج الأول، تمثل جزءاً جوهرياً من كيانه وبيئته،ويؤمن دبنوف بأن الشعب اليهودي «شعب روحي» ينتمي إلى النموذج الثالث من القوميات، ولذا فهو في غني عن الأرض والدولة علي عكس الصهاينة الذين يصرّون على عودة اليهود إلي الطبيعة وإلى الأرض، ويُفرِّق دبنوف بين الأنانية القومية والفردية القومية، ويرى أن القومية اليهودية يجب عليها أن تعرف حدودها وألا تطمع في الاستيلاء على أرض الآخرين. ولابتوقف مستقبل الأمة اليهودية حسب ديبنوف على أية رسالة سرمدية تنقلها للعالم، بل يعتمد أساساً على مدى نجاحها في تطوير شخصيتها الحضارية المستقلة. وهذه الشخصية ليست شخصية ثابتة متقولبة تعبِّر عن فكرة جوهرية أزلية، وإنما هي شخـصية كانت ولا تزال في حــالة تَطوُّر وتَغيُّر دائمين، أي أن دبنوف يقف على الطرف النقيض من الصهاينة الذين يخلعون صفة الأزلية على الشخصية اليهودية ويرون أنها تجسيد لرسالة اليهود السرمدية التي تتخطى حدود التطورات التاريخية وتعلو عليها. والمُلاحَظ أن مقدمات دبنوف التحليلية رغم ديباجتها الإنسانية والتاريخية الواضحة، فهي صهيونية حتي النخاع، ولا تختلف كثيراً عن مقدمات فيلسوف الصهيونية الثقافية آحاد هعام. فكلٌّ منهما، شأنه شأن كل صهيوني، يفترض وجود أمة يهودية لها شخصية متميِّزة ووضع فريد بين الأمم، وأن ثمة تاريخاً يهودياً عالمياً، وأن ثمة وحدة عالمية بين جميع الجماعات اليهودية في العالم تفصلها عن التشكيلات التاريخية التي توجد فيها هذه الجماعات.ولكن دبنوف لا يتحدث في واقع الأمر عن القومية اليهودية وإنما عن القومية اليديشية أو عن السمات القومية الخاصة بيهود شرق أوربا الذين كانوا يُشكِّلون ما يقرب من 80% من يهود العالم،ولكن الدارس المدقق سيجد أن ثمة عناصر أساسية في رؤيته جعلته يُعدِّل مستوى تحليله ويتخلي عن مستوي التعميم الخاطئ. فهو يختلف عن الصهاينة في أنه يرى أن تراث يهود الدياسبورا، أي يهود العالم خارج فلسطين، لا يُشكل انحرافاً عما يُسمَّي "التاريخ اليهودي الواحد الحقيقي"، أي تاريخ اليهود في فلسطين. وعلى هذا، فإنه لا يذهب إلى أن كل اليهود مرتبطون بمركز واحد هو فلسـطين، بل إنه يرى أن التاريخ اليهودي إن هو إلا تاريخ الدياسبورا. ولهذا، فإن النسق الذي يبدعه هو نسق متعدد المراكز لا يتسم بالعضوية الصارمة والتجانس والواحدية. فهو يؤكد وجود وحدة بين الجماعات اليهودية المتناثرة في العالم، لكن هذه الوحدة لا تعني عدم التنوع، فالحضارات اليهـودية تختـلف باختلاف الظروف التاريخية والجـغرافية التي تنشـأ فيها. وهو لهذا، يرى أن مركز هذه الحضارة أو الحضارات كان وسيظل متغيِّراً ينتقل من بلد إلى آخر. لقد لاحظ تفكك الجماعات اليهودية في أوربا وروسيا بالذات، ولاحظ الهـجرة اليهـودية المتجهة إلى الولايات المتحـدة وإلى غيرها من الدول، كما لاحظ أخيراً معدلات الاندماج المرتفعة. ولكل هذا فإنه تنبأ بأن يهود اليديشية سيتحولون إلى يهود روس، ومعظم يهود العالم سينتقلون إلى الولايات المتحدة، حيث سيكون بوسعهم تطوير شخصيتهم اليهودية الأمريكية في الدياسبورا الجديدة،ورغم الدينامية الهستيرية التي تتصف بها الصهيونية وتنظيماتها العديدة، فإن التطور التاريخي أثبت زيف الأطروحات الصهيونية وصدق تحليلات دبنوف. وان حركيات المجتمعين الأمريكي والسوفيتي (والمجتمع الغربي ككل) تؤدي إلى تَصاعُد معدلات الدمج والزواج المُختلَط وانصهار واختفاء أعضاء الجماعات اليهودية. وتأثرت الحركات اليهودية بفكر ديبنوف وطوّرته حتى أصبح على خلاف تامّ مع الصهيونية.
أهــارون ليبرمــان حركة الاستنارة والوسطية اليهودية ليبرمان كاتب روسي يهودي وُلد في ليتوانيا، وكان من دعاة حركة الاستنارة اليهودية، كما كان عضواً في الحركات الثورية السرية في فلنا. وقد مثَّل ليبرمان داخل حركة الاستنارة اليهودية التيار المطالب بالجمع بين التحول الاجتماعي والاقتصادي والاحتفاظ بالانتماء القومي اليهودي متأثراً بالفكر الشعبوي الروسي، فرفض المفهوم القائل بأن التحديث ينطوي على نفي ما هو قومي. وقد هاجم ليبرمان بشدة فكرة أن يتولَّى أثرياء اليهود قيادة عملية التغيير ووجَّه هجومه اللاذع للبورجوازية اليهودية وفي عام 1875، اضطر ليبرمان، بسبب نشاطه الثوري، إلى الفرار إلى لندن حيث انضم إلي دائرة الثوريين الروس، والتحق بواحدة من أهم المجلات الروسية الثورية ونشر فيها مقالات عديدة في الفترة بين عامي 1875 و1876. ورغم أن نبرته الثورية والأممية أصبحت أكثر وضوحاً وقوة، إلا أن ليبرمان ظل يؤكد الجانب الإثني وطالب بتضامن الجماهير اليهودية واعتبر أن "التاريخ اليهودي" والتعاليم اليهودية قد مهَّدت الطريق أمام اليهود ليكونوا الممثلين الطبيعيين للاشتراكية الثورية. وهذا اللجوء إلى الرموز الدينية أو التاريخية كان في الواقع من سمات الحركة الشعبوية الروسية، وكان يهدف إلي تعبئة الجماهير وكسب تأييدها للقضايا الثورية. كما طالب بضرورة إيجاد إطار تنظيمي مستقل لأعضاء الجماعـة اليهـودية يعمل داخل الإطار الأوسع للحركة الثورية الروسية. وقد هاجم ليبرمان المثقفين اليهود المتروِّسين بشدة، واعتبرهم نخبة منفصلة عن الجماهير اليهودية وبعيدة عن حقيقة أوضاعهم. كما اعتبر أن أكثر العناصر قدرة علي تأسيس حركة ثورية بين الجماهير اليهودية هي العناصر القريبة من هذه الجماهير والمرتبطة بعالمها، ورأى أن طلبة المدارس التلمودية العليا اليشيفا هم أكثر العناصر المؤهلة لهذا الدور. وهذا أيضاً أحد الأسباب التي دفعته للاهتمام باللغة العبرية باعتبارها أفضل أداة للعمل بين طلبة المعاهد التلمودية وتجنيدهم للعمل الثوري وتدريبهم لكي يصبحوا من القيادات الثورية اليهودية. وفي عام 1876، أصدر بياناً بالروسية والعبرية مُوجَّهاً للشباب اليهودي في روسيا بشكل عام ولطلبة المدارس التلمودية العليا بشكل خاص هاجم فيه البورجوازية اليهودية وحمَّلها مسئولية الشقاء والاضطهاد اللذين تعاني منهما الجماهير اليهودية، كما ناشد المثقفين من الشباب اليهودي الانضمام للجماهير الكادحة. واتخذ ليبرمان خطوات عملية في هذا الاتجاه حينما شارك عام 1876 في تأسيس الاتحاد الاشتراكي العبري في لندن. وفي عام 1877، أصدر ليبرمان جريدة باللغة العبرية لاقت قبولاً كبيراً لدي دعاة التنوير الراديكاليين، ولكنه تَعرَّض أيضاً لانتقادات حادة من جهات عدة حيث رأي البعض (داخل الدوائر الراديكالية). وارتبط ليبرمان بسيدة متزوجة من ثري أمريكي، وسافر وراءها إلى الولايات المتحدة. وحصل منها على كمية كبيرة من المال.ثم انتحر عـام 1880 بعد أن أطـلق الرصاص على نفسه أثناء زيارته لها في منزلها, وعندما دخل زوجها على الخائنين.ورغم تأكيد ليبرمان أهمية اللغة العبرية قياساً إلى اللغة اليديشية، إلا أن كثيراً مما طرحه مهَّد الطريق أمام بلورة الأساس الفكري لحزب البوند فيما بعد. ومع هذا، يمكن القول بأن تأرجحه بين اللغة العبرية من جهة والتوجه إلى الجماهير اليديشية من جهة أخرى هو تعبير عن أحد التناقضات الأساسية الكامنة في حركة الاستنارة (بين النزعة الاندماجية الثورية والنزعة القومية الانعزالية، أي الصهيونية).
أ. ف. ستون مغامرات أقزام إسرائيل
كاتب وصحفي أمريكي يهودي، ولد في العام 1907 ودرس الفلسفة في جامعة بنسلفانيا. ويُعَدُّ من المؤمنين بأن الجماعات اليهودية خارج فلسطين لها تراثها وهويتها وإسهاماتها الحضارية وبوجوب الحفاظ على هذا الوضع وتدعيمه. وهو ينظر نظرة قاتمة إلى ما يسميه قومية ليليبوت ويعني بها مغامرات أقزام إسرائيل (أو الصهيونية)، وهي قومية ضيقة الأفق إذا ما قورنت بما يسميه «قومية الشتات» بنظرتها العالمية ويؤكد ستون أن القومية الأولى ثمرة الاهتمام الضيق بالمصلحة القَبَلية، أما الثانية فتنبع من رؤية إنسانية. وقد ألقَى ستون نظرة شاملة على منجزات الشتات (أي أعضــاء الجمــاعات اليهــودية في العــالم)، فوجـد أن الفترات التي ازدهرت فيها حياة اليهود مرتبطة بحضارات ذات رؤية تعددية، سواء في الفترة الهيلينية في الإسكندرية، أو الفترة التي ســادت فيــها الحضــارة العــربية في الأندلـس (وشمال أفريقيا)، أو في العصر الحــديث في غـرب أوربــا والولايــات المتـحدة. وهــو يــري أن ازدهـار حياة اليهود في الشتات وإسهاماتهم الحضارية ظاهرة إيجابية جــديرة بالحــفاظ عليـها وتدعيمها. ويعود الى تاريخ العرب في الأندلس ويؤكّد على ازدهار لامثيل له لليهود في عهد الخلافة الاسلامية فيها.ولذلك، فبدلاً من المطالبة بتصفية الوجود اليهودي في الاتحاد السوفيتي أو تهجير اليهود إلى أرض الميعاد، وبدلاً من التهييج ضد الاتحاد السوفيتي، يقترح حث الاتحاد السوفيتي على القضاء على معاداة اليهود. ويؤكد ستون أن الصهاينة لم يتفقوا معه في المنهج لأن الصهيونية تزدهـر مع الكــوارث اليهودية، فبــدون هــذه الكوارث لن تقوم لها قائمة. ثم يهاجم ستون الدولة الصهيونية لاضطهادها الفلسطينيين وإنكارها حقوقهم. ومات ستون عام 1989 حبيب شيفر
حبيب شيفر يهودي كان محارباً للشيوعية. وهو يرفض الصهيونية باعتبارها مؤامرة شيوعية وعلى أساس أن الدولة الصهيونية هي أداة في يد الاتحاد السوفيتي لتخريب العالم الحر. لكن هذا الادعاء بات من المنسيات التاريخية.
إدموند هاناور مؤسس جماعة سيرش
مؤسس جماعة سيرش اليهودية في الولايات المتحدة, وهو يطالب بالمصالحة مع الفلسطينيين واقامة دولتين اسرائيلية وفلسطينية. وينتقد ممارسات الارهاب الصهيوني وتهجير العرب.ويُسمِّي نفسه معادياً للصهيونية. وقد سخّر نفسه لكشف أكاذيب الصهيونية وأضاليلها, ويكتب عمّا حققته الصهيونية بواسطة أكذوبة المحرقة, فيقول: انّ مثل هذه الأساطير الخرافية لم تعد تنطلي على أحد من البشر, وسيأتي يوماً قريباً لايصدّقها أحد على وجه الأرض. كما جاء في تطلّعاته المستقبلية أن الولايات المتحدة ستتخلى في السنوات القادمة عن دعم الصهاينة وستنبذهم, وحينئذ سيواجهون العرب أصحاب الأرض الحقيقيين بمفردهم, ولذلك فهو ينصحهم من الآن بالتفاوض مع العرب الفلسطينيين وبتوقيع معاهدات السلام الدائم معهم.
مــوريتز جــودمان
حاخام وعالم ألماني وكان كبير حاخامات فيينا.ولد عام 1835 ومات في 1918وله أبحاث في تاريخ التربية والثقافة عند أعضاء الجماعة اليهودية في الغرب في العصور الوسطى، مبنية على أثر البيئات غير اليهودية في الجماعات اليهودية. وحينما ظهرت كراسة هرتزل المعنونة ( دولة اليهود)، أصدر جودمان كتيبه بعنوان اليهودية القومية (عام1797) للرد عليه، وفيه حاول جودمان أن يثبت عدم وجود ما يُسمَّى بالشعب اليهودي. وقد طرح السؤال التالي على الصهاينة: من الأكثر اندماجاً: اليهودي الذي يحتفظ بشعائر دينه ويندمج في المحيط الحضاري أم اليهودي الصهيوني الذي يخرقها كلها ليحتفظ بهوية إثنية لا أساس لها؟ وقد هاجمه هرتزل ونوردو بشراسة، فكلاهما لم يكونا يكترثان بالدين اليهودي بقدر ما كانا يهتمان بالهوية اليهودية وبتحقيقها باعتبارها وسيلة لإفراغ أوربا من اليهود.
الحاخام جيكـوب نيوزنر أمريكا موطن اليهود ينطلق الحاخام نيوزنر من تعريفين للشعب اليهودي أحدهما ديني وثقافي والآخر سياسي وقومي. وهو يري أن الدولة اليهودية قد يكون لها مركزية في حياة اليهود (الزمنية التاريخية)، ولكنها لا مركزية لها في حياة اليهود المتعينة كأناس "يعيشون ويعانون، يولدون ويموتون، يفكرون ويشكون، يربون أطفالهم ويقلقون عليهم، يحيون ويعملون. فما دام اليهود بشراً يعيشون في ظل ظروف إنسانية مستقلة، فلا الصهيونية ولا دولة إسرائيل يمكنها أن تكون محور حياتهم. كما أكد الحاخام نيوزنر أن الصهيونية ليـس لديها ما تقوله بالنسـبة لقضـايا الحياة الثابتـة الخالدة، لأنها (أي الصهيونية) لم تثر قط مشكلة الوجود اليهودي كما عبَّرت عنها اليهودية. وهوعالم ومؤرخ أمريكي يهودي درس في جامعة كولومبيا وجامعة براون. ومن أهم مؤلفاته كتاب تاريخ اليهود في بابل (خمسة أجزاء، والتقاليد الحاخامية عند الفريسيين. واليهودية في عصر علماني. واليهودية الأمريكية. وله دراسات مهمة في التلمود. ويُعَدُّ من أهم علماء التلمود في العصر الحديث ويُعَدُّ نيوزنر من أهم المفكرين الأمريكيين اليهود الذين يدافعون عن الوجود اليهودي خارج فلسطين. ولذا فهو يرفض المفهوم الصهيوني لإسرائيل باعتبارها المركز الروحي ليهود العالم. ورفض نيوزنر الصهيونية وقال بأن الصهيونية أخذت تصبح تدريجياً بديلاً زائفاً عن الدين اليهودي، فاستولت على الخطاب الديني اليهودي وعلى رموز اليهودية الدينية، ولذا يعتقد الكثيرون أن الصهيونية واليهودية هما شيء واحد. ونتيجة هذا، يفشل كثير من يهود أمريكا في ممارسة أي نوع من أنواع التسامي الديني والتجاوز الروحي للعالم المادي، ذلك لأنهم يركزون كل اهتمامهم على قطعة أرض لا يعيشون فيها. وثمة فارق شاسع بين أن يحلم المرء بأرض توجد في السماء في نهاية الزمان او أن يحلم ببلد بعيدة بإمكان الإنسان أن يذهب إليها إن أراد ، أي أن صهيون بالنسبة ليهود أمريكا لم تَعُد حلماً دينياً وإنما أصبحت تذكرة ذهاب وعودة إلى إسرائيل لمدة أسبوعين.
وقد أكد أن الوقت قد حان للقول "إن أمريكا أفضل من القدس بالنسبة لليهود، وإن كانت هناك أرض ميعاد فإن اليهود الأمريكيين يعيشون فيها ويشعرون بالسلام والأمن على نحو لا يمكن أن يُتاح لهم في إسرائيل ولأنّ اليهود في الولايات المتحدة طائفة مدللة, وتجري مع التيار الرئيسي للحياة الأمريكية، وينتمي سبعة أعضاء يهود إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، أي 7% من أعضاء المجلس لطائفة تشكل 2% من مجموع السكان. لكل ذلك، دعا نيوزنر الجميع لطي المسألة وتساءل: أين يفضل أن يعيش اليهودي؟ ويجيب هو بأن اليهودي الأمريكي يعيش حياة يهودية كاملة في الولايات المتحدة، وأن الدولة اليهودية لا تشكل مركزاً روحياً بالنسبة له.
يوســف ســونفلـد يتعبّد اليهود بسلام في القدس
كبير حاخامات اليهود الأرثوذكس في فلسطين إبان فترة بداية الانتداب البريطاني وحتى وفاته عام 1932. وُلد في المجر، والتحق بحلقة الحاخام أبراهام شاح وسافر عام 1873 مع معلمه إلى فلسطين ليستقر فيها. كان عدواً لا يهدأ للصهاينة ودعاواهم العلمانية. وقد رفض منصب حاخام القدس. كما حارب النفوذ الصهيوني في المدارس اليهودية، وحارب ضد سيطرة الصهاينة على التجمع اليهودي في فلسطين. التقى الحاخام سوننفلد بالملك حسين ملك الحجاز لطمأنته، والإعراب عن رغبة السكان اليهود الصادقة في التعاون والسلام وحسن الجوار مع أصدقائهم وجيرانهم العرب.
وأصدرعام 1929 بياناً يدعو فيه السكان العرب إلى العيش في سلام وحب مع اليهود مؤكداً لهم رغبة اليهود في التعبد بإخلاص وفي الحياة الدينية الخالصة في الأرض المقدَّسة وكان مقتنعاً بأن الاستفزازات الصهيونية المُتعمَّدة للعرب هي سبب القلاقل. أرسل عام 1931 تحياته كالعادة إلى المؤتمر الإسلامي المنعقد في القدس داعياً للعيش في سلام على الأرض المقدَّسة.
حاخامات الاحتجاج الصهيونية تناقض آمال اليهود استخدم هرتزل مصطلح «حاخامات الاحتجاج» عام 1897 ليصف به مجموعة من الحاخامات الألمان الذين احتجوا على انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول وحذروا قيادات الطائفة اليهودية والحاخامات من الاشتراك فيه. وقد نجم عن الاحتجاج الأول تغيير مكان انعقاد المؤتمر الذي كان قد خُطِّط له أساساً أن ينعقد في ميونخ. وبعد أن فشل حاخامات الاحتجاج في منع انعقاد المؤتمر الأول، نشروا مقالاً مؤداه أن الصهيونية تناقض آمال اليهود.
ونظراً لانفصال هرتزل وبقية أعضاء القيادة الصهيونية عن الدين اليهودي، وعدم إدراكهم كثيراً من مفاهيمه، فإن هذا الهجوم كان يمثل مفاجأة كاملة بالنسبة إليهم. فكتب نوردو يتحدث عن خيانة الحاخامات وكيف أنهم "يجب أن يحافظوا على حب اليهود لشعبهم ولإرتس يسرائيل وقد كان نوردو يجهل أن الحب التقليدي لصهيون هو حب ديني لا يترجم نفسه إلى عودة جسدية حرفية بل يحرِّم مثل هذه العودة، وأنه يختلف تماماً عن الحب القومي العلماني لأرض الأجداد الذي يُترجم نفسه إلى استيطان
إسرائيل فرومكين
صحفي روسي يهودي وُلد في روسيا البيضاء سنة 1850. كان صحفياً ناقداً لاذعاً للمستوطنين اليهود الأوائل، كما نقد فسادهم المالي والأخلاقي مطالباً بإصلاح حركة التوطين ولكنه غيَّر موقفه مع وصول دفعات جديدة من المستوطنين عام 1882 إذ أصبح عدواً لدوداً لحركة أحباء صهيون وكذلك هرتزل وآحاد هعام فيما بعد، وعارض بشدة الحركات التوطينية مع إنتقاد طابعها العلماني وموقف فرومكين يلقي الضوء على اختلاف طبيعة الهجرة اليهودية إلى فلسطين قبل وبعد الحركة الصهيونية. فمعارضته انحلال المستوطنين اليهود المادي والأخلاقي تحوَّلت إلى معارضة كاملة لفكرة الاستيطان اليهودية مع الصهيونية.
حبيــب شـــيبر دولة الأديان في فلسطين
مواطن إسرائيلي هاجر إلى الولايات المتحدة في منتصف الستينيات. وهو مناهض عنيد للصهيونية ويعتبر نفسه لاجئاً سياسياً في الولايات المتحدة. وقد أسَّس عام 1968 منظمة «لجنة دولة الأراضي المقدَّسة المعادية للصهيونية» التي تهدف إلى إقامة دولة منزوعة السلاح في الأراضي المقدَّسة بفلسطين تسمح بتعايش كل الأديان في سلام. ولأجل تحقيق ذلك، تهدف اللجنة إلى اجتثاث الصهيونية من المنطقة. والواقع أن شيبر هو المنظمة أساساً ومقرها في فيرفاكس بولاية فرجينيا. وعن طريق منظمته هذه، يقوم بإرسال خطابات تحث الحكومة الأمريكية على رفض المطالب الإسرائيلية وتدعوها إلى تَبنِّي مواقف ضد إسرائيل. وتعقد اللجنة المؤتمرات من أجل تحقيق أهدافها، مثل مؤتمر عام 1982 الذي دعـت فيه إلى خَلْق حكـومـة الأراضـي المقدَّســة في المنفى. وشيبر يعتبر نفسه متطرفاً يمينياً، وقد أعرب غير مرة عن اعتقاده بأن إسرائيل ألعوبة في يد السوفييت لهدم الديموقراطية الأمريكية وتقويضها. وقال إن من الأفضل إرسال الأموال والدعم العسكري الذي ترسله الولايات المتحدة لإسرائيل إلى السلفادور مثلاً.
نيثــان بيرنبـــاوم اليهود جماعة دينية لاعرقية
كاتب سياسي نمساوي يهودي. وُلد في فيينا عام 1864 ومات 1937 . تخلَّى عن العقيدة اليهودية وتَبنَّى الحلول الصهيونية، واشترك في تأسيس منظمة شبابية هي منظمة قديما (1882). وفي عام 1884، صدر أول أعداد مجلته الانعتاق الذاتي (سميت باسم كراسة بنسكر)، وقد بلور بيرنباوم الفكرة الصهيونية قبل ظهور هرتزل ونشر كتاباً عن المسألة اليهودية عام 1893 بعنوان البعث القومي للشعب اليهودي في أرضه كوسيلة لحل المسألة اليهودية. تَعاوَن بيرنباوم في بداية الأمر مع المنظمة الصهيونية العالمية، وحضر المؤتمر الصهيوني الأول (1897 ومن المعروف أنه أول من استخدم كلمة «صهيونية» بمعناها الحديث في مجلة الانعتاق الذاتي عام 1890). وقد عرَّف الصهيونية بأنها حركة ترى أن القومية والعرْق والشعب شيء واحد، وهي الدعوة التي جعلت السمات العرْقية اليهودية قيمة نهائية مطلقة بدلاً من الدين اليهودي، وخلَّصت اليهودية من المعتقدات المشيحانية. ولذا، فإن الصهيونية حركة للدفاع عن مصالح العرْق اليهودي. ولكن بعد عام 1897، ظهرت مشاكل بينه وبين التعريف الهرتزلي للأمة اليهودية، إذ أن هرتزل (وهو يهودي غير يهودي) كان يرى أن العداء لليهود هو مصدر تماسك اليهود ومصدر هويتهم. أما بيرنباوم، فكان يرى أن الهوية اليهودية لها قيمة في حد ذاتها وأن وجود اليهود في أنحاء العالم ليس أمراً سلبياً، وأن الثقافة اليهودية أمر يستحق التطوير (ومن هنا كانت محاضرته في المؤتمر الصهيوني الأول عن الصهيونية كحركة ثقافية). وهو، لهذا السبب، كان يرى أنه لا تَعارُض بين محاولته البحث عن وطن للفائض البشري اليهودي وولائه لوطنه كيهودي مندمج. ولهذا السبب، رشَّح بيرنباوم نفسه للبرلمان النمساوي كصهيوني عام 1907 (وخسر في الانتخابات). وقد تطوَّر موقفه هذا بالتدريج إلى أن أصبح من رافضي الصهيونية وأصبح من دعاة القومية اليديشية (قومية الدياسبورا) كحل للمسألة اليهودية. ولذا، نجده يؤكد أهمية الإسهامات الحضارية اليديشية وأهمية الحفاظ على هويتهم، فدافع عن اليديشية (مقابل العبرية) ودعا إلى مؤتمر تشيرنوفيتس 1908 الذي نادى بأن اليديشية هي اللغة اليهودية القومية، تماماً مثل العبرية. ولكنه كما تجاوز الصهيونية، واكتشف قصورها واختزاليتها، اكتشف أيضاً أن الدعوة للقومية اليديشية أمر لا يكفي إذ اكتشف أن اليهود ليسوا جماعة عرقية أو إثنية وإنما هم جماعة دينية، وأن جوهر الوجود اليهودي هو العقـيدة اليهودية. وهذا ما يُفرِّق بين اليهـودي والوثني، ويُفرِّق بين الحياة السعيدة في العالم الرباني. وقد كان اكتشاف بيرنباوم لحقيقة العالم الحديث ووحشيته وماديته اكتشافاً فجائياً غيَّر مجرى حياته تماماً، فاكتشف ما تصوَّر أنه المعنى الحقيقي لتاريخ العالم: نضال قوى الخير الرباني لهزيمة عالم الوثنيين. كما قال بأن الغرض من الوجود اليهودي هو الإبقاء على النور الإلهي مشتعلاً. ولذا، يجب أن يكرِّس اليهودي نفسه لخدمته كما فعل منذ بداية التاريخ. لكل هذا، اتجه بيرنباوم لليهودية الأرثوذكسية وانضم لجماعة أجودات إسرائيل وأصبح رافضاً تماماً للصهيونية
يوسف دوشينسكي
حاخام أرثوذكسي معاد للصهيونية، وُلد في المجر عام 1867 ومات سنة 1948 . أسس مدرسة حاخامية في جالانتا عام 1895، وزار فلسطين للمرة الأولى عام 1932. وعاد لتشيكوسلوفاكيا، ثم عاد واستلم في فلسطين منصب الحاخام وبدأ نشاطه ضد الدعاية الصهيونية فوراً. شهد عام 1936 أمام لجنة بيل ضد الصهاينة، وطلب رفع وصايتهم عن حياة اليهود، وأدان نظرة الدول إليهم باعتبارهم ممثلين لليهود. طلب عام 1946 من اللجنة الأنجلو أمريكية الخاصة أن يسمحوا لليهود بالعيش في سلام ودعة للعبادة في الأرض المقدَّسة وليس لإقامة دولة. ورفض، أمام اللجنة الخاصة للأمم المتحدة، إقامة الدولة الصهيونية التي اعتبرها الخطر الأول على يهود العالم. وطلب أن تُترك القدس (على الأقل) حرة مقدَّسة. واحتج علناً على تصرفات الصهاينة غير الأخلاقية، وأدان تجنيدهم النساء، بل دعا كل النساء حتى للانتحار بدلاً من ارتكاب المعاصي الأخلاقية. وحرَّم على طلابه حتى الاعتراف بدولة إسرائيل. وقد قابل الكونت برنادوت في محاولة لإطلاع الأمم المتحدة على رفض اليهود للدولة الصهيونية.
جون روز
اسرائيل كلب حراسة
ولد جون روز في مقاطعة يورك شاير في إنجلترا عام 1945 لعائلة يهودية إنجليزية متدينة. درس علم الاجتماع
وفي العام 1967 وخلال حرب الأيام الستة بين إسرائيل والعرب كانت هناك تظاهرات يومية في الجامعة وانفجر نقاش حاد عندها سمع جون روز بالقضية العربية الفلسطينية للمرة الأولى ويذكر في مذكراته أنه في اليوم الأول من الحرب كان يدعم إسرائيل بشدة ولكنه التقى بعد ذلك بيهودي معادي للصهيونية فاستطاع معه بنهاية حلول اليوم السادس للحرب أن يكون مساند للعرب وأدرك أنه لا يمكن أن يكون إنساني ولا أممي ولا اشتراكي دون أن يؤمن بالعدالة والمساواة في تلك الفترة، انضم جون روز للاشتراكيين الدوليين ومنذ ذلك الوقت أصبح معادي للحركة الصهيونية. وفي أواخر التسعينيات وجد أنه يجب أن يؤصل ويعمق فكره عن الفرق بين اليهودية كديانة والصهيونية كحركة ارهابية.فالتحق بجامعة ثاوز هانتون وحصل على درجة الماجستير في الدراسة اليهودية والتي كان لها أثر كبير في وضع أرضية لكتابه الشهير:
أساطير الصهيونية الذي صدر في العام 2004 كما كان له في الثمانينات كتيب بعنوان:
إسرائيل الدولة الخاطفة كلب حراسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط،
موريس كوهين
فيلسوف أمريكي يهودي. وُلد في روسيا وهاجر مع أسرته إلى الولايات المتحـدة. 1938 أصبح أستاذاً للفلسفة في جامعة شيكاغو كما أصبح رئيساً للرابطة الفلسفية الأمريكية
تركَّز اهتمام كوهين على فقر الطبقات العاملة، واكتشف أن القانون هو نتاج تطوُّر تاريخي إنساني. وله عدة مؤلفات أهمها: أهم هو العقل والطبيعة: مقال في معنى المنهج العلمي وقد بيَّن كوهين كيف هيمنت أفكار القومية العضوية (التي تقف على الطرف النقيض من القومية الليبرالية)، وكيف عبَّرت عن نفسها من خلال الفكر الصهيوني. ويذهب كوهين إلى أن فلسفة الاندماج الليبرالية تعود إلى الفيلسوف إسبينوزا الذي بيَّن أن اليهود، مثل سائر الجماعات الإنسانية الأخرى، يرتبطون بوشائج المعاناة، وأن الأمم كلما ازدادت استنارة وأزالت القيود المفروضة على اليهود، سيتبنى هـؤلاء عادات الحـضارة الغــربية، وبذا ستُحل المسألة اليهودية
ولكن عملية تحرير اليهود وإعتاقهم لم تبدأ إلا في القرن التاسع عشر. ورغم أن اليهود تبنوا مُثُل الليبرالية العقلانية، إلا أن تحريرهم الكامل لم يتم ولم يُمنَحوا حقوقهم كافة إلا مع نهاية القرن التاسع عشر، ولذلك فقد اعتنق بعض اليهود مُثُل القومية الرومانتيكية التي بدأت في ألمانيا كرد فعل لمُثُل الثورة الفرنسية الليبرالية وقد أدَّى هذا بدوره إلى انتشار الفكر الصـهيوني الذي يسـتند إلى مقولات النظرية العرْقية. ولكن الصهاينة، بدلاً من أن يُنصِّبوا الجنس التيوتوني جنساً أسمى، يضعون اليهود في المكانة المتفوقة نفسها باعتبارهم الشعب الذي له «روحه» الفريدة التي لا يمكن أن تعبِّر عن نفسها إلا في فلسطين ومن خلال اللغة العبرية.
وقد صدرت بعد وفاته مجموعة مقالات بعنوان تأملات يهودي تائه (1950) وهي مجموعة مقالات قصيرة ناقدة عن اليهودية.
يعقـوب دي هـان أول ضحايا الصهيونية
أستاذ قانون دولي ورجل دين يهودي هولندي. عمل محاضراً في الجامعة. انضم دي هان للاشتراكيين الديموقراطيين، وسافر إلى روسيا ضمن وفد حزبي، وعند عودته ألف كتاباً عن أحوال المعتقلين السياسيين في سجون القيـصر. تراجع دي هان عن الاشتراكية وانفصل عن زوجته وعاد إلى اليهودية وأصدر عام 1918 كتاب الأنشودة اليهودية الذي تلقفته الدعاية الصهيونية، فهاجر إلى فلسطين عام 1919. وعمل في فلسطين مراسلاً لجريدة هولندية تَصدُر في أمستردام، كما عمل أيضاً لجريدة ديلي إكسبريس اللندنية. وشيئاً فشيئاً غيَّر دي هان انتماءه السياسي والعقائدي وأصبح من أعداء الصهيونية والمتحدث باسم اليهودية الأرثوذكسية وأجودات إسرائيل (التي كانت حينذاك معادية تماماً للصهيونية من منطلق ديني)، وانبرى للدفاع عن حقوق العرب في أرضهم. وقد أرسل عشرات العرائض والدعاوى لعصبة الأمم رافضاً حق الصهاينة العلمانيين في التحدث باسم الجماعات اليهودية كلها وحصل في النهاية على حق أن يعتبر كل يهودي متدين نفسه خارج نطاق الوكالة اليهودية، وضمن ذلك حق رفض دفع الضرائب. وقد أثارت مواقفه المتوالية ضد الصهيونية ونشاطه الفعال ضد الاستيطان الصهيوني استياء المؤسسة الصهيونية، فبدأت الصحف الصهيونية مثل هآرتس في مهاجمته بعنف، ودعته بالخائن، وأعلنت أنه عنصر خطر ينبغي التخلص منه. بيد أن هذا الهجوم المادي والمعنوي لم يثنه عن عزمه وعن كراهيته وعدائه للصهيونية التي كان يراها الخطر الأكبر على اليهودية بل على القيم الإنسانية كلها. ونظَّم الصهاينة مقاطعة شاملة لمحاضراته في الجامعة الأمر الذي دعا دي هان إلى الاستقالة. وكان رد دي هان على هذه الاعتداءات قوياً وحكيماً، فقد نظم اجتماعاً شديد الأهمية بين الشريف حسين ملك الحجاز والأمير عبد الله أمير إمارات شرق الأردن والملك فيصل ملك العراق وبين كبار الحاخامات اليهود الأرثوذكس. وقد صعَّد هذا الهجوم الصهيوني ضد اليهود الأرثوذكس عامة ودي هان على وجه الخصوص. وقد تلقى دي هان العديد من التهديدات بالقتل ما لم يترك فلسطين فوراً. بل إنه تنبأ بموته حين قال لمراسلين صحفيين فرنسيين "سوف ترون، سيقتلني الصهاينة، فهذا ديدنهم".
وفي 29 يونيه عام 1924، كتبت إحدى الجرائد الصهيونيـة محـذرة: "إن الخائن دي هان سيرحل إلى لندن ليخطب أمام مجلس العموم البريطاني ويحطم طموحات اليهود القومية". وفي 30 يونيه عام 1924، تم اغتياله بالفعل، وثبت تَقاعُس المستشفى الذي نُقل إليه عن إنقاذه، وكذلك فقد تغاضت قوات الشرطة المُكلَّفة بحمايته عن القيام بواجبها، وكان الصهاينة من الوقاحة بحيث إنهم اتهموا العرب بقتله وأرجعوا اغتياله إلى علاقة جنسية شاذة بينه وبين أحد العرب. وبعد مرور خمسين عاماً من مقتل دي هان، اعترف الصهاينة بتدبير اغتياله، وبذا كان الحاخام دي هان أول الضحايا اليهود الذين اغتالهم الصهاينة في فلسطين.
ميخائيـــل فيســمندل
حاخام أرثوذكسي شهير من المجر. زار فلسطين لأول مرة عام 1935. بدأ رحلته لإنقاذ اليهود من الاضطهاد النازي منذ عام 1938، فعمل في هذا الاتجاه بشكل منقطع النظير طوال الفترة 1942-1944. وكان قد عقد اتفاقاً مع فيسلنكي نائب أيخمان لإنقاذ يهود سلوفاكيا مقابل رشوة تقدَّر بمبلغ 50 ألف دولار. وقد أصدر فايسمندل كتابه المسمى من الأعماق الذي أثبت فيه بالوثائق والبراهين تواطؤ القيادات الصهيونية مع النازي من أجل المساعدة على هجرة اليهود إلى فلسطين وكذلك من أجل الحصول على الأموال من الحلفاء. وعارض فايسمندل إقامة دولة إسرائيل بكل قوته وخطب ضدها في الأمم المتحدة وفي وزارة الخارجية الأمريكية.
يوئيـل تايتلــباوم
الصهيونية مصدر الموبقات والشرور
يوئيـل تايتلــباوم كبير حاخامات الفرقة الحسيدية المسماة «ساتمار» وجماعة نواطير المدينة الأرثوذكسية. وُلد في رومانيا داخل أسرة حاخامات عام 1887 ومات سنة 1979 . ورُسِّم حاخاماً وعمره 17 عاماً. وقد أسَّس مدرسة حاخامية في ساتمار في رومانيا عام 1906. كان الحاخام تايتلباوم، منذ البداية، عدواً لدوداً للصهيونية، وكان يرى أنها مصدر كل الموبقات والشرور. وقد سُجن في معسكرات الاعتقال النازية وهرب وأُعيد اعتقاله عدة مرات، ونجح في النهاية في الهرب إلى سويسرا ثم ذهب إلى فلسطين لفترة قصيرة. وفي فلسطين، طالب يهود العالم بإدانة الصهيونية وطرقها المخادعة والدنيئة ودعا إلى التنصل منها تماماً. ثم ارتحل إلى الولايات المتحدة حيث استقر هناك منذ عام 1946 وحتى وفاته. وأسَّس قرية حسيدية في وليامزبرج وهي ضاحية من ضواحي نيويورك، وأطلق عليها اسم قرية يوئيل. وقد لاقى الحاخام وفرقته الأمرَّين من قبَل سلطات نيويورك للحصول على التصريح بإقامة قريتهم تلك حتى نجحوا في ذلك. وكان الحاخام يُدين الصهيونية في كتاباته دائماً، كما كان يصفها بالخداع والكذب وبأنها ستؤدي بيهود العالم إلى الدمار والهلاك المادي والروحي. وحذَّر غير مرة من الحروب العدوانية التي تَشنُّها الدولة الصهيونية. وكان الحاخام لا يعترف بالدولة الصهيونية ويحرض على مقاطتعها. ولأنه حاخام القدس، فقد كان يزور فلسطين من وقت لآخر ولكنه كان يرفض أن يستقل القطارات التي تحمل رموز الدولة الصهيونية.
وقد أصدر الحاخام تايتلباوم كتاباً دينياً من ثلاثة أجزاء: يختص الجزء الأول ببعض المحظورات التي وردت في التلمود ومن أهمها ألا يثور اليهود ضد الأمم وألا يهاجروا هجرة جماعية إلى الأرض المقدَّسة. والجزء الثاني يختص بالحياة في الأرض المقدَّسة وبيَّن فيه أنه لا يوجد أي إصرار في التوراة على ذلك.
والجزء الثالث كان عن استخدام العبرية كلغة تَخاطُب، وقد أدان ذلك بل حرَّمه معلناً أن هذا تدنيس للسان المقدَّس .وقد أصدر تايتلباوم كذلك كتاباً دينياً حول حرب 1967 فأدانها وأنكر أن انتصارات القوات الصهيونية هو من قبيل المعجزات الربّانية كما تدّعي الصهيونية. وقاطع تايتلباوم حزب أجودات إسرائيل الديني لتخليه عن معارضة الصهيونية ودخوله الحكومة والكنيست.
موشـيه منوهـين
مفكر يهودي مناهض للصهيونية وُلد عام 1893 في روسـيا، ثم هاجر إلى فلسطين ليعيش في كنف جده. تلقَّى تعليمه الأولى في المدارس التلمودية بالقدس. ثم ذهب إلى نيويورك حيث أتم دراساته الجامعية هناك عام 1917. وقد تأثر في هذه الفترة بآراء آحاد هعام ومارتن بوبر ويهودا ماجنيس، ومن ثم أعلن معارضته وعد بلفور والصهيونية الدبلوماسيةالاستعمارية التي رآها مجرد تزييف لليهـودية، وخـطراً داهماً على البشرية ينذر دائماً بحــمامات دم. ومن ثم، فقد رفـض العـودة إلى فلســطين واستقر في كاليفورنيا.
وقد سافر منوهين مع أسرته لدول عديدة وتَقابَل مع عدة سياسيين مهمين في بلدان مختلفة، وعبَّر مراراً وتكراراً عن أسفه وقلقه بشأن الوضع المتدهور في الشرق الأوسط. وعن حزنه لآلام ومتاعب سكان فلسطين من العرب الذين يُطرَدون من ديارهم. انضم منوهين إلى المجلس الأمريكي لليهودية لعدة أعوام، وكان من محركي فكرة معارضة القومية اليهودية التي قادها برجر وعبَّر عن هذه المعارضة في كتابه: انحطاط اليهودية في عصرنا (1969)، ولكنه استقال من المجلس الأمريكي لليهودية بعد أن تخلَّى عن سياسة معارضة الصهيونية عام 1967. وشارك منوهين في تأسيس منظمة "بدائل أمريكية يهودية للصهيونية"، ولكنه استقال منها عام 1972 لضعف تأثيرها وقلة حيلتها على حد قوله. واستمر مناهضاً شديداً للصهيونية التي رآها خطراً محدقاً بالعالم أجمع وباليهود، حيثما كانوا، بصفة خاصة. وأكد منوهين أن الصهيونية تتعارض مع انتماء اليهود القومي في البلاد التي ينتمون إليها، ومن ثم فإنها تشكل عقبة في سبيل أن يحيوا حياة طبيعية منتجة سواء على المستوى العملي أو على المستوى النفسي، وعبَّر منوهين عن هذه الآراء في كتابه: نقاد الصهيونية اليهود 1974
وقد شرح منوهين الفرق بين الصهيونية واليهودية مستخدماً التقليد اليهودي الشهير في مقارنة الكاهن بالنبي حيث قال:
"لقد كان لدى الشعب اليهودي كهنة وأنبياء، وكان الكهنة دعاة الحلولية الوثنية على الدوام أبواق القوميين والسياسيين. أما الأنبياء وأتباعهم دعاة الفكر التوحيدي فقد كانوا يؤمنون بالنزعة الإنسانية العالمية والعدالة والإنصاف والرقي الأخلاقي.
إلمــر بيرجـــر ازالة الصبغة الصهيونية عن اسرائيل
حاخام أمريكي ويهودي اندماجي إصلاحي من أهم الشخصيات المعادية للصهيونية والرافضة لها. وُلد في كليفلاند ونُصِّب حاخاماً عام 1932. وساهم مع غيره من الإصلاحيين عام 1943 في تكوين منظمة المجلس الأمريكي لليهودية، وهو تنظيم يهودي معاد للصهيونية رأسه في البداية ليسنج روزنولد كان يهدف إلى تشجيع يهود الولايات المتحدة على الاندماج واعتبار اليهودية عقيدة (فقط) لا علاقة لها بالانتماء القومي. وعارض المجلس الجهود الرامية إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين أو في أي مكان. وقد شغل بيرجر منصب المدير التنفيذي للمجلس منذ إنشائه حتى عام 1955 ثم انتُخب عام 1955 نائباً للرئيس. وقد عارض بيرجر، بشجاعة، قيام الدولة اليهودية في فلسطين، وأعرب عن اعتقاده بأن الصهاينة قد استغلوا قلق اليهود الأمريكيين مما حدث في أوربا على يد هتلر للوصول إلى أغراضهم. كما أنه يرى أن الصهيونية تهدف إلى قلب الدين إلى مبدأ سياسي. وكان بيرجر من أوائل من نددوا بالعنصرية الصهيونية، وقد صاغ مصطلح «إزالة الصبغة الصهيونية عن إسرائيل» معرباً عن أمله في إقامة دولة تضم اليهود والمسلمين والمسيحيين في سلام. وقام الحاخام بيرجر بزيارات متعددة للأقطار العربية. وفي عام 1964، أحرز بيرجر أعظم انتصاراته في إطار صراعه ضد الصهيونية، وذلك عندما حصل بالاشتراك مع البروفسور ميليسون على رفض رسمي من وزارة الخارجية الأمريكية لمقولة "القومية اليهودية" وذلك في إطار خطاب من فيلبس تالبوت ينص على أن هذا المفهوم ليست له قيمة قانونية في نطاق نصوص القانون الدولي. وبعد حرب 1967، كثَّف الحاخام بيرجر جهوده ضد الصهيونية واتهم إسرائيل بأنها المعتدية وبأنها دولة عنصرية. وكان الانتصار الذي حققته إسرائيل عام 1967 قد غيَّر موقف العديد من أعضاء المجلس الأمريكي لليهودية، فاتهمه بعضهم بالتطرف في مصادقة العرب الأمر الذي حدا بالحاخام بيرجر إلى تقديم استقالته من المجلس عام 1968. وقد أدَّت هذه الاستقالة إلى تضاؤل نفوذ المجلس وانتهائه فعلياً بعد فقدانه قوته المحركة. بيد أن الحاخام بيرجر استمر في مناهضته الصهيونية ودعاه بعض أعضاء المجلس الذين يتفقون معه في الرأي إلى تأسيس منظمة بديلة. وفي عام 1969، أسَّس مع هؤلاء الأعضاء منظمة "بدائل أمريكية يهودية للصهيونية" وانتُخب رئيساً لها، وهي منظمة تؤكد القيم الإنسانية العالمية الموجودة في الديانة اليهودية، وتطرحها مقابل الدعاوى العنصرية التي تقول بوجود الشعب اليهودي ووجود رابطة روحية بينه وبين إسرائيل. وتركز المنظمة في دعايتها على فضح فكرة "الولاء المزدوج" الكامنة خلف هذه المقولة الصهيونية. وتضم المنظمة حوالي 1500 عضو وتَصدُر نشرة تقرير بدائل أمريكية يهودية للصهيونية يحرر الحاخام بيرجر معظم مادتها بالاشتراك مع مزفنسكي كما يشارك الحاخام بيرجر بانتظام في جميع المؤتمرات الدولية المعارضة للصهيونية. وتنظم المنظمة المؤتمرات المناهضة للصهيونية، بيد أن قدرتها المادية المحدودة تمنعها من التأثير الفعلي في الساحة الأمريكية السياسية. وقد كتب بيرجر العديد من الكتب المناهضة للصهيونية. من أهم مؤلفات برجر:
الورطة اليهودية (1945)،
و تاريخ متحيز لليهودية (1951)،
من يعرف أفضل من هذا فعليه أن يعلن ذلك (1955)، مذكرات يهودي معاد للصهيونية (1976)،
اليهودية أم الصهيونية (1986)، السلام لفلسطين (1993)، والكتاب الأخير هو أهم كتبه العلمية ويضم تحليلاً لبعض الوثائق الرسمية الصهيونية والإسرائيلية.
مكسيم رودنسون
مفكر ماركسي ومستشرق فرنسي من أصل يهودي. وُلد في باريس عام 1915، درس في قسم اللغات الشرقية الحية في السوربون حيث درس اللغات السامية والإثنوجرافيا وعلم الاجتماع. خدم في الجيش الفرنسي في سوريا أثناء الحرب العالمية الثانية، وبقي لمدة 7 سنوات في لبنان حيث عمل كمدرس في مدارس إسلامية ثانوية وكموظف في الإدارة الفرنسية في سوريا ولبنان، وفي هذه الفترة قام بزيارات متعددة لمختلف دول الشرق الأوسط. انضم للحزب الشيوعي الفرنسي عام 1937، أصدر نشرة الشرق الأوسط الشهرية السياسية عامي 1950 و1951، وذلك بعد عودته لفرنسا عام 1947. وترك الحزب الشيوعي الفرنسي عام 1958،. له مؤلفات عديدة حول الإسلام والعروبة والمسـألة اليهـودية، من بينها: الإسلام والرأسمالية (1966)، و إسرائيل والرفض العربي (1968)، و الإسلام والماركسية (1972)، و إسرائيل واقع استعماري (1973)، و العرب (1979)، و محمد (1979)، و شعب يهودي أم مسألة يهودية 1981
ويذهب رودنسون إلى أن المنطق الصهيوني منطق إحلالي يقوم على الإحلال القسري للسكان (العرب) بغيرهم (اليهود)، ومن ثم فهو عدواني واستعماري وعنصري، وهذا يعني أن الدولة الصهيونية دولة لخدمة الاستعمار ارتبطت - كحركة - بالاستعمار البريطاني منذ نشأتها ثم بالإمبريالية الأمريكية فيما بعد. والعنصرية التي تقوم عليها الفكرة الصهيونية ودولة إسرائيل تؤدي إلى سيادة القيم الإسبرطية أي قيم المحاربين الدائمين، وهو المنطق الذي يحكم قادة إسرائيل. وهو يرى أن هذا المنطق نفسه قد أوصل المشروع الصهيوني إلى طريق مسدود، فلا يمكن تخيل بشر في حالة استنفار دائم. وتلجأ إسرائيل إلى المغامرات العسكرية وذلك لتهدئة حالة التهيج والاستنفار المستمرين بين المستوطنين وتنفيس الطاقة العدوانية لديهم. وهذا، بدوره، يخلق توترات جديدة ويزيد الاستنفار والتهيج، وهكذا في حلقة مفرغة مدمرة. ومن ثم، فإن التناقضات الداخلية تأكل الدولة الصهيونية من الداخل والمنظمات الصهيونية تتخبط في صراعات داخلية مدمرة.
ويرى رودنسون أن الصهيونية هي نتيجة ظاهرة معاداة اليهود، ويشير إلى أن معظم اليهود في أوربا كانوا في طريقهم للاندماج، ثم جـاءت النازية لتقـدم فرصة نادرة للحركة الصهيونية وتبث الروح فيها.
وقد لعب رودنسون دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر وتسهيل الحوار بين منظمة التحرير الفلسطينية وبعض الجماعات المعتدلة واليسارية في إسرائيل، وذلك من منطلق إيمانه بالقيم الإنسانية العامة. بيد أنه لا يرى نفعاً كبيراً من هذا الحوار في أحسن الأحوال. فالحوار يفيد فقط في إطار الإستراتيجية العامة للطرفين المتحاورين، لكن القادة الإسرائيليين أفهموا شعبهم أن الفلسطيني حيوان يسير منتصب القامة، وأن الفلسطينيين من جانبهم يرفضون الحوار مع الإسرائيليين. ويرى رودنسون أن الغربيين يتأثرون كثيراً بما يحدث في إسرائيل أكثر مما يحدث في الدول العربية حيث لا يأبهون بما يحـدث في هذه البـلاد كثيراً أو لا يأبـهون بها على الإطلاق، فلا تزال المشاعر العنصرية وآثارها السياسية تطغى على حياة الغربيين. ويضرب رودنسون مثالاً لذلك بتزايد نمو الأحزاب العنصرية والنازية في الغرب الأوربي، ولذا فهو لا يعتقد في أطروحات غياب الإعلام العربي وتغيير الحالة الذهنية الغربية هانـز كـون
مؤرخ أمريكي يهودي ولد عام 1891درس الدكتوراه في جامعة براغ، واستقر في فلسطين عام 1925 ولكنه تركها عام 1934، واستقر في الولايات المتحدة حيث عمل أستاذاً للتاريخ في كلية سميث كوليج ويدور اهتمام كون حول فكرة القومية، وأهم أعماله هي: فكرة القومية وعصر القومية (1962)، و مقدمة للدول القومية (1967). وله كتاب عن بوبر وهايني وآحاد هعام، واختياره لهذه الشخصيات يدل على قلقه من الفكرة الصهيونية، وهو قلق عبَّر عنه في دراسته التي حملت عنوان (صهيون وفكرة اليهودية القومية).
ويقول كوهن في دراسته هذه: "لا توجد حضارة عظيمة لم تتأثر بالحضارات الأخرى أو تقتبس منها، سواء في مجال الدين أو في مجال اللغة أو القوانين أو العادات. وهكذا كان اليهود، فقد بلغوا درجة عالية من الامتياز بعد أن تركوا فلسطين واختلطوا بالشعوب الأخرى، فإن العودة للأصل ليست بالضرورة شيئاً إيجابياً يزيد من درجة الإبداع. فالفرنسيون لم يضرهم كثيراً تخليهم عن لغتهم الأصلية الغالية وتبنيهم لغة الغزاة الرومان. بل إن مصدر التشريع الأوربي كله هو القانون الروماني، وهو قانـون فُــرض فرضاً من الخــارج على أوربا ولـم ينبع من داخلها.
ويبيِّن هانز كون أن ثمة تيارين متعارضين داخل اليهودية: تيار قومي وآخر معاد للقومية، وأن التوراة جاء فيها أن زعماء الشعب اليهودي ذهبوا إلى النبي صمويل وطلبوا منه أن يُنصِّب عليهم ملكاً، أي أنهم كانوا يطلبون أن يكونوا مثل كل الأمم وأن تكون لهم حكومة مثل كل الحكومات ودولة مثل كل الدول. وحينما رفض النبي أن يفعل ذلك، أخبره الإله أن يساير اليهود لأنهم بإصرارهم على أن يكونوا مثل كل الشعوب الأخرى لم يرفضوا صمويل وإنما رفضوا الإله نفسه، فهم يودون أن يكونوا خدماً للدولة بدلاً من أن يقوموا على خدمة الإله. وقد أسَّس اليهود دولتهم بالفعل، ولكن الأنبياء أخذوا منها موقف المعارضة، فقام إرميا بالهجوم عليها كما قام عاموس بإعادة تفسير فكرة الشعب المختار حسب أسس جديدة، فالاختيار حسب تفسيره لا يعني أن الإله منح اليهود حقوقاً خاصة، ولا يعني أن انتصارهم على الآخرين أمر أكيد، وإنما يعني أن الإله سيُنزل بهم أشد العقاب إذا ارتكبوا أية خطايا حتى ولو كانت عادية "إياكم فقط عرفت من جميع قبائل الأرض لذلك أعاقبكم على جميع ذنوبكم" (عاموس 3/2). بل إن عاموس كان راديكالياً في تفسير فكرة أرض الميعاد نفسها، فحسب رؤيته لا يوجد أي فرق بين جماعة يسرائيل والأجناس الأخرى.
إن مساعدة الإله لليهود على الخروج من أرض مصر ليست مقصورة على اليهود، فالإله يساعد كل الشعوب ولا يميِّز بين شعب وآخر. وقد جاء في سفر أشعياء هذه الرؤية العالمية الشاملة لمستقبل يضم كل البشر "في ذلك اليوم تكون سكة من مصر إلى آشور فيجيء الآشوريون إلى مصر والمصريون إلى آشور ويعبد المصريون مع الآشوريين... مبارك شعبي مصر وعمل يدي آشور وميراثي إسرائيل" (أشعياء 19/25).
ويذكر كون أيضاً في مجال تقديم رؤية اندماجية للتاريخ اليهودي حادثة يفنه، وذلك حين قام الحاخام يوحنان بن زكاي بالهرب من القدس أثناء حصار الرومان لها وأقام مدرسة تلمودية في يفنه وذلك حتى يضمن ألا يباد كل الفقهاء والحاخامات، ولا يبقى منهم أحد يحمل مشعل الشريعة وينقلها ويفسرها للشعب بعد سقوط القدس. وبهروبه هذا، تخلَّى يوحنان بن زكاي عن فكرة الدولة اليهودية، وأثبت أن الدولة في تاريخ اليهود ليست سوى ظاهرة عرضية وأن اليهودية كدين وكتراث حضاري ظاهرة فريدة مستمرة تضرب بجذورها في عالم الروح اليهودية. ومن الواضح أن الهدف من هذه القراءة للتاريخ اليهودي هو إثبات أن الرؤية الصهيونية لليهود واليهودية متناقضة مع تجربة اليهود التاريخية ومع القيم الأخلاقية والدينية التي تدافع عنها اليهودية كدين
ويَظهَر التناقض بين الصهاينة والاندماجيين بشكل جلي في موقفهم من معاداة اليهود. فبينما يرى الصهاينة أنه مرض أزلي أو جرثومة حتمية خبيثة يصاب بها كل الأغيار في كل زمان ومكان، يؤكد هانز كون أن الاندماجيين ينظرون إليها بشكل عقلاني على أنها مرض اجتماعي يتغيَّر بتغير الظروف. وبالتالي، إذا ازدادت المجتمعات الإنسانية استنارة وعقلانية خفَّ خطر معاداة اليهود.
ويثير كون قضية تَعارُض الصهيونية مع حقوق اليهود، فالصهيونية لا تطالب بالحرية الفردية لليهود وإنما تطالب بالاستقلال الجماعي لهم وبحقهم في الهجرة، وهذا أمر يتنافى مع التقاليد الليبرالية التي لا تتعامل إلا مع الأفراد كأفراد ولا تتعامل إلا مع حقوق الأفراد داخل أوطانهم. وبالتالي، فإن الطرح الصهيوني لقضية الحقوق اليهودية يضر بهذه الحقوق وبحقوق كل يهودي يرغب في البـقاء في وطـنه وفي الحصول على حقوقه السياسية والمدنية.
ألفــريد ليلينتــال دولة مشتركة بدون صهيونية
محـام يهـودي أمريكي معـاد لإسرائيل والصـهيونية. وُلد عام 1916، وحصل على درجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة كولومبيا عام 1939. وقد عمل في وزارة الخارجية الأمريكية في الفترة من 1941 - 1943، وخدم في الجيش الأمريكي في الفترة من 1943 - 1945 في منطقة الشرق الأوسط، ثم عاد لمنصبه في وزارة الخارجية في الفترة بين عامي 1945 و1947. وكان ليلينتال مستشاراً قانونياً لوفد الولايات المتحدة في مؤتمر سان فرانسيسكو الخاص بميثاق الأمم المتحدة عام 1945.
وقد جذب ليلينتال الانتباه بمقال له نشرته مجلة ريدرز دايجست عنوانه "راية إسرائيل ليست رايتي" (1949) عبَّر فيه عن رفضه لفكرة الدولة اليهودية وأثار قضية الولاء المزدوج الذي تفرضه إسرائيل على اليهود الأمريكيين. وكانت تلك الفكرة موضوع كتابه الأول( ما ثمن إسرائيل؟ (1954).( وتحدث عن الولاء المزدوج وآثاره على اليهود الأمريكيين سواء على المستوى النفسي أو على المستوى العملي. وفي كتابه وهكذا يضيع الشرق الأوسط تحدث عن الخطر الكامن على مصالح الولايات المتحدة نتيجة التأييد الأعمى للسياسات الإسرائيلية وعدم الاهتمام بالمنظور العربي أو بوجهة النظر العربية. وفي مؤلفاته العديدة التالية تحدث عن تأثير الصهيونية على صناع القرار في الولايات المتحدة وفي وسائل الإعلام، وما يترتب على ذلك من مخاطر على الأمن والسلام العالميين. وقد عبَّر ليلينتال عن هذه الفكرة بوضوح في كتابه حلقة الوصل الصهيونية ويحمل عنواناً فرعياً هو: ما ثمن السلام؟ الذي صدر عام 1978. وقد أصدر ليلينتال كتابين آخرين بالإضافة لما سبق هما: الوجه الآخر للعملة (1965)، و هؤلاء هم أصدقائي (1961). ويدعو ليلينتال إلى اعتراف الولايات المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية وإلى تدخل اليهود الأمريكيين بشكل فعال من أجل إنهاء الصهيونية في الشرق الأوسط وقيام دولة مسالمة في فلسطين تجمع المسلمين واليهود والمسيحيين والعبرانيين ولكن بدون صهيونية
جيكوب بيتشوفسكي اعادة النظر في صهيون
حاخام يهودي إصلاحي اندماجي. وُلد في برلين وتعلَّم في كلٍّ من برلين وإنجلترا واسكتلندا والولايات المتحدة الأمريكية التي هاجر إليها عام 1948. حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت ورُسِّم حاخاماً. عمل حتى 1955 في ويست فرجينيا وبنسلفانيا ثم عاد للتدريس في المعهد اليهودي للدين، وأصبح عام 1961عضواً في هيئة تدريس كلية الفلسفة والدين في كلية أنطاكية بولاية أوهايو، ثم عمل في الفترة من 1963 - 1964 كحاخام أول ومدير للدراسات اليهودية للكلية اليهودية بها. ويُعَدُّ بيتشوفسكي كاتباً لاهوتياً شهيراً غزير الإنتاج، وفي كتابه منذ سيناء وحـتى الآن: وجـهة نظر جـديدة في التـوراة (1961)، أوضح الرابطة العضوية القوية بين اليهودية الإصلاحية والتقليد اليهودي. فاليهودية الإصلاحية - حسب وجهة نظره - إن هي إلا تشكيل متطور من أشكال هذا التقليد. وعلى هذا الأســاس، يعادي الحاخام بتشوفسكي الصهيونية معاداة لا هوادة فيها، وأصدر عام 1966 كتابه إعادة النظر في صهيون حيث نبذ الدعاوى الصهيونية حول القومية اليهودية، كما أنكر أن تكون الصهيونية ناطقة بلسان كل اليهود، وأكد أن التقاليد اليهودية الحقة لا تتفق مع الصهيونية ورفض بشدة محاولات تلك الدولة إسرائيل التأثير على البنية الإجمالية للحياة اليهودية في الولايات المتحدة.
مــارك لــين اسرائيل هي أقل الأماكن أمناً
محام يهودي، وعضو مجلس نواب ولاية نيويورك سابقاً. اشتهر على مستوى الولايات المتحدة نتيجة دعاواه بأن لي هارفي أوزوالد ليس القاتل الحقيقي للرئيس كنيدي. ومنذ عام 1980، ركز لين اهتمامه على الشرق الأوسط وأسس منظمة المجلس القومي للشرق الأوسط وذلك في ممفيس بولاية تنسي. وتهدف المنظمة إلى تعريف الجمهور الأمريكي بالمشكلة الفلسطينية، وذلك من أجل تغيير سياسة الولايات المتحدة إزاء منظمة التحرير الفلسطينية. وقد أعرب لين عن إيمانه بأن كفاحه من أجل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو كفاح ضد معاداة اليهود، لأن الدولة الصهيونية هي أقل الأماكن أمناً بالنسبة لليهود، ويرفض لين الدعاوى الصهيونية حول حقوق اليهود التاريخية والتوراتية في فلسطين ويرى أن إسرائيل دولة توسعية إمبريالية طردت العرب من ديارهم، ومن ثم فإن الإسرائيليين هم نازيون جدد ليس إلا.
وقد حاول لين أن يجتذب لمنظمته بعض الشخصيات السياسية المعتدلة مثل أندرو يونج سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحـدة. ورغـم فــشله في هذا، فقد نجح في أن يفتتح فرعين لمنظمته، الأول في كلية أنطاكية بولاية أوهايو والآخر في جامعة أنديانا في مدينة أنديانا بوليس.
ويدعو لين إلى إيقاف شحنات السلاح الأمريكية لإسرائيل ومشاركة منظمة التحرير في مؤتمر السلام الدولي، ومن ثم إقامة دولة ديموقراطية علمانية على كامل التراب الفلسطيني. وقد أدان بشدة عدوانية وقسوة أرييل شارون ومناحم بيجين والمذابح التي ارتكبتها إسرائيل في لبنان، وقارنها بما حدث على يد النازيين مؤكداً رؤيته لإسرائيل كدولة نازية المحتوى. وفي مقالات متأخرة تطاول مارك لين على الحكومة الأمريكية وطالبها بالتخلي عن دعم اسرائيل, وبالتحرر مما أسماه بالضغوط الصهيونية التي تفرض عليها.
نورتـون ميزفنسـكي مهاجمة الأسس النظرية للصهيونية
أستاذ تاريخ بجامعة كونتيكت. وُلد عام 1932 بولاية أيوا، وتخرَّج في جامعة أيوا ثم أكمل دراساته العليا بولاية ويسكونسين، وعمل بالتدريس في هارفارد وجامعات أمريكية أخرى. وفي عام 1983، أصبح عضواً مشاركاً في مركز دراسات الشرق الأوسط بهارفارد. ويُعتبر ميزفنسكي واحداً من أنشط اليهود المناهضين للصهيونية. عمل بين عامي 1966 و1967 مديراً تنفيذياً للمجلس الأمريكي لليهـودية، وهو المنـصب الذي كان إلمر بيرجـر يشغله حتى عام 1955. ويقوم ميزفنسكي بإلقاء المحاضرات ضد إسرائيل والصهيونية، ويهاجم بشدة أنشطة دولة إسرائيل والأسس النظرية للصهيونية. وقد ساهم ميزفنسكي في تحرير المرجع المهم وثائق عن إسرائيل بين عامي 1967 و1973، و قراءات نقدية للصهيونية (1975). كما شارك بعدة مقالات في العديد من الكتب والدوريات والمجلات والأبحاث المهتمة بالقضية الفلسطينية. ويعتبر ميزفنسكي تلميذاً للحاخام بيرجر، فمعاداته للصهيونية تنبني على أساس القيم الدينية الاندماجية والدفاع عن القيم الإنسانية - وذلك على الرغم من أن عائلته لها انتماء صهيوني قوي ورغم تأثره في شبابه بالفكر الصهيوني. وقد اشتهر ميزفنسكي في أواسط السبعينيات كمنظِّر معاد للصهيونية
لينـــي برينــر علاقة الصهيونية بالفاشية والنازية
صحفي أمريكي يهودي ماركسي تروتسكي الاتجاه. وُلد في بروكلين عام 1937 ونشرت مقالاته في العديد من الصحف والمجلات. وهو من العناصر النشيطة المعادية للحرب والمناهضة للصهيونية ومن دعاة الحقوق المدنية في أمريكا. وفي عام 1983، نشر برينر كتابه المهم الصهيونية في عصر الديكتاتورية.
وتنبع أهمية الكتاب من أنه يوضح التواطؤ الصهيوني مع النازية والفاشية وغيرها من الحركات الشمولية في أوربا بالوثائق والأدلة، وبالتالي فإنه يثبت كذب الادعاء الصهيوني القائل بأن الصهاينة يمثلون اليهود في أنحاء العالم كافة، كما يوضح الطابع العنصري والعرْقي للحركة الصهيونية وتصرفاتها العملية النفعية التي أدَّت إلى مصرع مئات الألوف بل الملايين من البشر من اليهود وغيرهم في سبيل الوصول إلى غايتها: أموال اليهود الألمان ومادتهم البشرية الاستيطانية. ويوضح الكتاب أن الإرهابيين الذين تعاملوا مع النازي من قبل هم حكام إسرائيل اليوم، ويبين للقارئ سهولة التوحد بين الصهيونية والنازية لأن الأساس البنيوي واحد.
ونشر برينر عام 1984 كتابه الثاني الستار الحديدي: تاريخ الصهيونية التصحيحية. وهو يفضح في هذا الكتاب علاقات عصابتي إرجون وشتيرن بالنازي وتطورهما الإرهابي الحقيقي. ويرتكز رفض برينر للصهيونية على منظومة اجتماعية أيديولوجية ترى أن الصهيونية حركة تعمل في خدمة قوى الاستعمار العالمي، وهي إحدى أطروحات الماركسيين الأساسية.
عائلــة مـونتاجــو الصهيونية تجمع اليهود في جيتو منعزل
عائلة يهودية إنجليزية من رجال المال والسياسة، من أصل سفاردي. وقد كانت عائلة مونتاجو تعارض الحركة الصهيونية من منظور اندماجي. وفي عام 1853، أسَّس صمويل مونتاجو (1832 - 1911) البنك التجاري: صمويل مونتاجو وشركاه الذي ساهم من خلال نشاطه في مجال المبادلات المالية في جعل لندن المركز الرئيسي للمقاصة في سوق المال العالمي. وقد ظلت الخزانة تستشيره في العديد من الشئون المالية. وقد حصل صمويل عام 1907 على لقب «بارون»، وكان عضواً في البرلمان. واهتم صمويل مونتاجو بالشئون اليهودية، فسافر إلى فلسطين وروسيا والولايات المتحدة، إلا أنه ظل معارضاً للصهيونية بشدة. وقد كان ولداه الاثنان لويس وإدوين من معارضي الصهيونية أيضاً. وقد عارض إدوين، الذي احـتل عـدة مناصـب ســياسية مهمة، وعد بلفور. وقبل صدور الوعد بأسابيع قليلة، كتب إدوين مذكرة نبه فيها إلى ما ينطوي عليه وعد بلفور من كراهية لليهود وعداء لهم، وبيَّن أنه لا يمكن الحديث عن أمة يهودية أو جيش يهودي. وقد كانت الحركة الصهيونية في ذلك الوقت قد بدأت محاولتها، التي كُللت بالنجاح في نهاية الأمر، من أجل إنشاء فيلق يهودي يضم المهاجرين اليهود من شرق أوربا، تحارب إلى جانب القوات البريطانية لتأكيد الوجود اليهودي المستقل. وقد قال مونتاجو إن تأسيس مثل هذه الفرقة يعني أن أخاه وابن أخيه سيضطرون إلى الخدمة العسكرية جنباً إلى جنب مع أناس لا يفهمون اللغة الوحيدة التي يتكلمانها (الإنجليزية). ثم أشار مونتاجو إلى أن العودة التي يتحدث عنها الدين اليهودي لا يمكن أن تتم إلا تحت إشراف العناية الإلهية. وأضاف بعد ذلك متهكماً أن بلفور وروتشيلد ليسا هما المسيح المخلِّص. ويعترف مونتاجو بأن فلسطين تحتل مكانة خاصة في قلوب اليهود، ولكن هذا ينطبق أيضاً على المسيحيين ، بل إن الأراضي المقدَّسة (حسب تصوُّره) تلعب دوراً أكثر مركزية في الرؤية المسيحية. كما بيَّن مونتاجو أن أعضاء الوزارة البريطانية والصهاينة ينظرون إلـى فلسطين من زواية ضيقـة تركز على حقبة واحدة من تاريخ فلسطين، بمعنى أنها تتجاهل الحقب غير اليهودية المختلفة والتي تشمل الجزء الأكبر من تاريخ فلسطين (ويشير مونتاجو في مذكرة، أخرى إلى عروبة فلسطين وإلى تاريخها العربي الطويل). وفي نهاية المذكرة، يضع مونتاجو النقط على الحروف فيقول: "حينما يكون لليهودي وطن قومي، فسوف يَنتُج عن ذلك على وجه اليقين أن يزداد الاتجاه نحو حرماننا من حقوق المواطنة الإنجليزية. ستتحول فلسطين إلى جيتو العالم". ومعنى ذلك أن من يعادون اليهود والصهاينة يحاولون حَصْر اليهود داخل جيتو قومي مُوسَّع، ولكنه جيتو محاط بأسوار عالية تفصل الحضارة والشخصية اليهودية عن عالم الأغيار. وكان بذلك يتنبأ بعزلة اليهود خلف جدار عزل يفصلهم عن العرب, والحقيقة أنّ الجدار الذي بدأ ببنائه أرييل شارون يفصل اليهود عن المحيط العربي الذي يعيشون هم في وسطه. واقترح مونتاجو حرمان كل صهيوني من حق التصويت بدلاً من حرمان اليهود البريطانيين من جنسيتهم، وأضاف أنه يميل إلى التعامل مع المنظمة الصهيونية بوصفها منظمة غير شرعية تعمل ضد المصلحة الغربية الإنجليزية. وقد أدَّت ضغوط إدوين مونتاجو (وغيره) على الوزارة البريطانية إلى تعديل النص الأصلي لوعد بلفور، بحيث لا تصبح الدولة اليهودية المزمع إنشاؤها دولة كل يهود العالم وإنما دولة من يرغبون في الهجرة إليها. كما أعرب شقيقه عن أنه لا يعتبر اليهودية أكثر من ديانة. ويُعتبر موقف عائلة مونتاجو من الحركة الصهيونية تعبيراً عن بعض الاتجاهات بين أعضاء الجماعات اليهودية المندمجين التي رفضت الصهيونية واعتبرتها تعبيراً عن عقلية الجيتو في خلطها بين الدين والقومية. كما رأت أن اليهود لا يشكلون سوى أقليات دينية يعتنق أعضاؤها الديانة اليهودية وينتمون، مثلهم مثل غيرهم من المواطنين، إلى دولتهم القومية التي هي مصدر ثقافتهم ومركز ولائهم. وقد رأى هؤلاء أن الصهيونية تشكل عقبة في طريق الاندماج السوي.
امــرام بــلاو
مؤسس حركة ناطوري كارتا، وُلد في القدس لأسرة يهودية وحارب ضد الحاخام الصهيوني كوك منذ شبابه، وأدان المدارس التي أقامها الصهاينة لتعليم العبرية الحديثة والتعاليم العلمانية. نجح بالمشاركة مع الحاخام سوننفلد في الحصول على موافقة حكومة الانتداب على الفصل بين اليهود الأرثوذكس والصهاينة. وعندما لاحَظ أن ثمة تقارباً بين حركة أجودات إسرائيل والصهاينة، انفصل عنها وأدان قادتها واتهمهم بالتواطؤ مع المارقين الصهاينة من أجل المال والجاه والسلطة، وأنشأ حركة الناطوري كارتا لحماية قداسة المدينة المقدَّسة (القدس).
وتَظاهَر عام 1948 مع 6000 من اليهود احتجاجاً على قرار التقسيم وضد فكرة دولة إسرائيل التي رفضها حتى قبل أن تنشأ. وفي هذه المظاهرة، قامت القوات الصهيونية بإطلاق النار على المتظاهرين فجرحت العديد منهم. وعندما قامت دولة الصهاينة، رفض الحاخام بلاو الاعتراف بها ورفض الخضوع لقوانينها وتظاهر ضدها، وقامت الحكومة الإسرائيلية باعتقاله وسجنه عشرات المرات
أرسل عام 1974 رسالة إلى الرئيس نيكسون من أجل فَصْل القدس عن دولة الصهاينة أو على الأقل إيجاد حل لمشكلة اليهود الأرثوذكس.
الفصل الرابع
الكتب والمؤلفات اليهودية المعادية للصهيونية
كتاب
المعارضون اليهود للصهيونية طوال مئة عام
لمؤلفه ياكوف رابكين يتحدث رابكين عن جماعات المعارضة ضد الصهيونية منذ مئة عام وحتى هذه السنوات.ويرى بأن هذه المعارضة التي حاولت الصهيونية مرات عديدة القضاء عليها ومسحها من الوجود واغتيال أهم شخصياتها الخطيرين على دولة اسرائيل , هذه المعارضة تقوى في السنوات الأخيرة وتحقق نجاحات مبهرة وتنتشر بكثرة في العالم وباتت تهدد اسرائيل فعلاً.
ويرى كثيرون ان رفض الصهيونية كما فعل خيانة تجاه الشعب اليهودي. ووفقا لدراسة جوزيف هودارا الأستاذ في جامعة بار ايلان ،فان الديموغرافيه والايديولوجيه والدينية المناهضه للصهيونيه تمثل تهديدا خطيرا لاسرائيل كدوله. هذا الكتاب يلقي الضوء على طبيعه وتاريخ هذا التهديد ويجمع الأحداث التقليديه والمصادر المعاصرة التي تدعم المعارضة اليهودية للصهيونيه.
أساطير الصهيونية تهدد السلام ومستقبل اليهودية
جون روز
صدر للكاتب البريطاني اليهودي جون روز كتاب هام بعنوان أساطير الصهيونية تهدد السلام ومستقبل اليهودية. ونشر في العام 2004. وللكاتب جون روز كتاب سبقه بعنوان إسرائيل الدولة الخاطفة.. كلب حراسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ومن كتاباته نلخّص بعض المواضيع:
اتجاه مابعد الصهيونية: أن عددا من الإسرائيليين الذين عملوا سابقا في المؤسسة الصهيوينة أصبحوا الآن "يخافون حقا من الوحش فرانكشتاين الذي ساعدوا هم أنفسهم على خلقه، فبدأوا يحاولون الانفصال عن المشروع الصهيوني الذي تنتمي إليه جذورهم.
وأن أبرز إسهامات هؤلاء الذين يمثلون اتجاه ما بعد الصهيونية، هي مساعدة مؤرخين ومفكرين "في تكثيف حرب الدعاية ضد الصهيونية في أوروبا وأميركا وهذا هو إسهامنا في تحرير فلسطين". وان الكثير من مواطني اسرائيل يطالبون بإلغاء "قانون العودة" الإسرائيلي الذي يمنع الفلسطينيين من العودة إلى بلادهم منذ أكثر من نصف قرن، لكنه يقضي بأن من حق أي يهودي في أي دولة الالتحاق بإسرائيل، لأن إلغاء هذا القانون سيقوض دعامة مهمة من دعائم الصهيونية. وإن الصهيونية تتجاهل المكون العربي الإسلامي في التاريخ اليهودي, ذلك المكوّن الذي أفادها على مر العصور. بل انها لا ترى سوى المعاناة اليهودية خلال فترات "النفي" في أوروبا. وأسطورة النفي هذه لها سخافتها المخصوصة وقد سيستها الصهيونية عندما جلبتها من قصص الكتاب المقدس منذ هدم المعبد في القدس على يد القائد الروماني تيتوس عام 70م حتى قيام إسرائيل عام 1948 وأنه وفقا لما أطلق عليه أسطورة النفي فإن اليهود الذين كانوا يعيشون خارج فلسطين يعتبرون منفيين طوال تلك القرون.
يشتشهد السياسيين الإسرائيليين بحكايات الكتاب المقدس عن أرض إسرائيل القديمة الصهيونية مبنية على سلسلة من الأساطير مجموعة من المفاهيم الزائفة،لكن ما حدث من طرد للفلسطينيين عام 1948 لم يكن سوى تطهير عرقي وأن حق الفلسطينيين في العودة هو أيضا شرط أساسي لمثل هذه التسوية. وأن ديفد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل "تباهى مرة بأن الأسطورة يمكن أن تصبح حقيقة إذا آمن الناس بها بما يكفي من القوة".
لقد استخدم بن غوريون بحذق ومهارة خفة اليد الثقافية كي يتلاعب باحتراف بقصص الكتاب المقدس بحيث تناسب المزاعم السياسية للصهيونية على الأرض الفلسطينية.. وان بن غوريون دمر أية احتمالات لمصالحة عربية إسرائيلية. وان بن غوريون الذي ولد في بولندا عام 1886 أعلن للسلطات البريطانية عام 1936 أن "الكتاب المقدس هو مصدر الملكية لنا".
وإن هذا الأساس هو المفهوم الجغرافي "السيئ" للرؤية الصهيونية وأن الصهيونية التي حملت وعدا بتحرير اليهود كانت حركة في الاتجاه المضاد.
أنها بعد الحرب العالمية الأولى ساعدت على تقوية الاستعمار البريطاني للعالم العربي، كما أن الدولة العبرية "المختلقة حديثا لم تكن سوى رصيد إستراتيجي لمخططات الولايات المتحدة الإمبريالية الجديدة للمنطقة العربية، وفي كل من الحالين كانت الصهيونية معتمدة على القوى الإمبريالية الغربية تماما.
وأن ظل اللاجئ الفلسطيني سيظل يطارد إسرائيل إلى الأبد ماديا وسياسيا وأخلاقيا ونفسيا وعسكريا في نهاية الأمر. وان الانتحاري الذي يفجر نفسه في بداية القرن الحادي والعشرين يجسد إخفاق الدولة اليهودية في فهم مغزى سلوكه، بل ان هذا الانتحاري هو اللاجئ الذي لم يسمح له بالعودة إلى وطنه.
السلام بعيد: السلام بعيد على الأقل في الوقت الحالي بسبب العقيدة الصهيونية التي فيها خطورة حتى على مستقبل إسرائيل والديانة اليهودية ككل. الصهيونية هي المشكلة وإزالتها هو الشرط الأساسي للسلام في الشرق الأوسط. ففي الصهيونية تهديد لا يقتصر على الفلسطينيين وعلى مستقبل اليهودية نفسها.
الانفلات من الصهيونية: ما صعق بورغ وكذلك ماك فليستي نائب عميد القدس الذي صعقهما هو مستوى اللاإنسانية في الأراضي المحتلة. وهزت هذه الأمور أرضية الصهيونية. فنكرها هؤلاء الذين كانوا يعتقدون أنها انسانية. ومن هنا بدأ التمييز يتضح في عقول اليهود عموماً وبدؤوا ينقلبون على الصهيونية, ومنهم بورغ والسيد ماك فيليسي. وانا طبعا أُعجبت بهؤلاء الصهيونيون الذين انفصلوا عن الصهيونية هناك تيار في إسرائيل يمكننا أن نطلق عليه تسمية: تيار ما بعد الصهيونية. وهؤلاء المنشقون الجدد يفكرون بما هو مستحيل بما هو بعد الصهيونية. ويسعون لمستقبل جديد لتلك المنطقة من العالم. تعتقد الصهيونية بأنها قادرة على اخفاء ماتفعله مع الفلسطينيين من أعمال جائرة. لكن هذا لايمكن اخفاءه ولا يمكن إخفاء مستوى العنف والوحشية عن العالم والتناقض الأكبر بالنسبة للصهيونية أو الدولة اليهودية في فلسطين يعني أن شعب آخر لن يكون له دولة. وهذا الأمر بالنسبة للإنسانيين بين الصهيونيين يشكّل أزمة أخرى. هي أزمة وجود. لو عدنا مائة سنة وفكرنا بالمستوطنين اليهود الذين وصلوا إلى فلسطين صحيح أن كثيرين منهم كانوا فعلا يفروا من العداء للسامية أي الكراهية لليهود في أوروبا الشرقية. ولم يكونوا على علم بأن هناك شعب آخر في فلسطين وعندما اكتشفوا ذلك كان أمامهم خيارين إما الرجوع والعيش مع الفلسطينيين أو استبعادهم ولكن الصهيونية تقوم على استبعاد الفلسطينيين. وقد حاولت ابادتهم لكنها لم تستطع. وبالتالي أصبحت الصهيونية عنيفة.وهذا مالم نقبله. وبكلمة سهلة أصفها هي انها استعمار.والإمبراطورية البريطانية كانت استعمارية أيضاً. والأمريكيين أصبحوا اليوم استعمار. لابقاء لاسرائيل بدون الهيكل: قامت اسرائيل على أساس ديني يعتمد على أكذوبة بناء الهيكل اليهودي.من الصعب أن نرى وجود إسرائيل بدون الهيكل الصهيوني فإذا أزيل الهيكل الصهيوني. بواسطة مفاوضات السلام. ولو نظرنا إلى المطالب الثلاثة للفلسطينيين نهاية الاحتلال مقاسمة القدس وعودة اللاجئين فلو نظرنا إلى هذا الوضع وتركنا الشعبين ليقررا المصير فأعتقد أن الصهيونية لم تبق. بل ان اسرائيل ستزول إلى الأبد, تراجع الهجرة إلى اسرائيل: أن هناك تراجع في الهجرة إلى إسرائيل. وهذا واقع حقيقي, فعندما كنت صغيرا كنا نتحدث عن شتات اليهود ولكن الآن يوجد شتات إسرائيلي وهذا أيضا مدهش. وان كثيرون من الإسرائيليين يغادرون إسرائيل فقد سئموا من السياسة، أقلية بسيطة انضمت إلى جماعة مثلي في بريطانيا وأميركا أي الحركة اليهودية ضد الصهيونية ولتحقيق أهداف الفلسطينيين أصبحنا قوة قوية لأننا انفصلنا عن الحركة الصهيونية, ووقفنا في مواجهتها.
اسرائيل ستنتهي: ان أقلية بين الإسرائيليين بدؤوا يمتعضون من سياسات الدولة ويتطلعون إلى مخرج منها وإن هيكل الصهيونية يجب أن يتفكك في وقت من الأوقات في القريب العاجل إن شاء الله. خدعونا بالهولوكوست: كان حلم اسرائيل قويا بالنسبة لليهود مثلي الذين تربّوا في الغرب في الخمسينات والستينات اذ كنا نعيش في خلفية الهولوكوست التي صدّرتها الصهيونية وفرضتها على اليهود وعلى غيرهم.وكنا نعتقد أن من حق اليهود أن يمتلكوا أرضاً وكنا نؤمن بكل الأساطير عن المستوطنين اليهود الذين يحولون الصحراء إلى جنات لم نكن نعرف شيء عن العرب أو بالتحديد عن الفلسطينيين العرب، لكن هذا الحلم ارتطم بحقيقة هؤلاء اللاجئين والشعب الفلسطيني وانتهى عندما رفع الفلسطينيون رأسهم ودخلوا التاريخ مرة أخرى بقوة.
الأساطير الصهيونية: هناك عدة أساطير قامت الصهيونية على أساسها, أريد أن أشدد على بعضها: فقد اختطفت الصهيونية من اليهود الدين اليهودي لأسباب سياسية لسرقة الأرض الفلسطينية استعملوا التوراة لهذا الغرض وهذا غير منصف وغير علمي, وفي الوقت نفسه فهو مخالف لتعاليم التوراة. ويعتمد على سياسة أساطير مبتدعة. يقولون إن الشعب اليهودي يتمتع بالحرية في فلسطين ولكنهم ينكرون على الشعب الفلسطيني حريته ويدّعون بأنهم دولة مستقلة وذات سيادة, ولكنهم في الواقع كانوا يعتمدون فيما مضى على الإمبراطورية البريطانية ثم الآن يعتمدون على حماية الولايات المتحدة وإمبراطوريتها.ولانعرف على من سيعتمدون في النهاية. الصهيونية فاشية: ان نسبة 20% من الصهاينة فاشيين ولكنهم خرجوا من هيكل قمعي وكانت له أيديولوجيته في تبرير وجود دولة يهودية على أرض فلسطينية عربية وبالتالي هناك جناح متطرف عن الصهيونية نفسها, ويسمى بالجناح المعتدل. لكن حتى هذا الجناح المعتدل له مشكلة في السياسة ولايمكن قبوله. فالمعتدلين الذين يريدون التعايش مع الفلسطينيين لا يستطيعون التأقلم مع المطلب الرئيسي للفلسطينيين وهو عودة اللاجئين.وبالتالي فقد ظلّوا صهاينة قمعيين. وان ادعاء الصهاينة بالعلمانية ليس الاّ نفاق مبني ضمن المشروع الصهيوني منذ البداية. واننا نجزم بأنهم لايمتّون إلى العلمانية بأية صلة كانت.فبن غوريون ادعى بأنه علماني.وقال: رغم أنه لا يؤمن بالدين كان يعتمد الاقتباس من التوراة ليبرر سرقة الأرض العربية أي أنهم استغلوها لأغراضهم الخاصة وهذا طبعا خطأ وهو تناقض سياسي في بنية الدولة الصهيونية. الحركة اليهودية المعادية لاسرائيل: أننا في الحركة اليهودية المعادية لاسرائيل أقلية لكننا لنا صوت عالي ولنا أثر أيضا. أغلبية اليهود يخافون منا ولا يريدون مناقشتنا، وانّ ثقل الأيديولوجية في الصهيونية والتي كانت قوية قبل ثلاثين وأربعين سنة هي اليوم ضعيفة. هذا خطر هام تواجهه الصهيونية في أوروبا الغربية وكذلك في أميركا الشمالية. هذا هو الحال. لقد فقدت الصهيونية ثقتها الأيديولوجية وأريد أن أنسب إلى مفكر ديني يهودي وهو الأمريكي مارك أليس انه يستعمل الأخلاقيات اليهودية لتبرير الصهيونية. وقد قال عن الجماعات اليهودية إنها حرب مدنية للضمير أي أن كثيرين من اليهود لا يريدون الاعتراف بأن هناك جدل في أوساط العائلة اليهودية. وسوف يطفوا هذا الخلاف على السطح قريبا في السنوات القريبة الثلاث القادمة. فعلى سبيل المثال لي أخ أكبر لازال صهيونيا وكلما التقينا نتناقش بموضوع الصهيونية.هذا طبعا موجود في كل العائلات اليهودية. لا أريد أن أبالغ قوتنا نحن لازلنا أقلية ولكننا لنا صوت عالي ومؤثر. وأعتقد أننا بدأنا نكسب النقاش ونضم الينا المؤيدين، كان الرأي العام البريطاني مثلا مؤيدا لإسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية أما اليوم فإن استفتاءات الرأي تشير إلى أغلبية كبيرة تطالب بالعدالة للفلسطينيين، وهذه المطالب تزداد يوماً بعد يوم. فالفلسطينيون الآن أصبحوا شعبا في وجهة نظر البريطانيين وأصبح الشعب البريطاني بالرغم من الأخطاء والتزييف الذي تروجه الصحافة يفهمون ما يدور وأنا أيضا قمت بدوري وساعدت في عكس التيار الصهيوني. وهذا آخر موقف لهم على ساحة المعركة يتحولون ضد عمدة لندن بأنه ضد اليهودية ويسمونني بأنني أكره اليهود وهذا يؤكد بأنهم وصلوا إلى نهاية المطاف. مازالت الحركة الصهيونية قوية عسكريا بسبب تأييد الولايات المتحدة ودعمها الكبير.ولكنها عقائديا صارت أضعف كيان في العالم، وقبل يومين تحدث فيلسوف يهودي في نيويورك. وانتقد إسرائيل وقال إن إسرائيل لايمكن أن تستمر كما فعلت وأصبح عليها أن تعترف بالمطالب العادلة للفلسطينيين. هذا تطور عظيم كان في الماضي لا يمكن أن يحدث قبل ثلاثين أو أربعين سنة. ان جيل اليهود الجدد فهموا بعد خمسين سنة أن إسرائيل يجب ألا تبقى دولة استيطانية. وكانوا يحلمون. وكانوا يؤمنون أن المستقبل سيكون مسالما ومستقرا ولكنهم عرفوا الآن الحقيقة وهي أن إسرائيل مجتمع عنيف وعنفوي ضد الفلسطينيين وكذلك ضد الإسرائيليين الآخرين وضد الحرية. وقد عرف الجميع بأن اسرائيل مبنية على مشروع استعماري. فالصهيونية لم تعرّف بنفسها كمشروع استعماري. ولكن لأنها استعمارية فيجب أن يكون هناك إعادة تفكير أي أن الفارق الكبير هو أن الحلم أصبح كابوس. نحن نعيش الآن الكابوس ويجب أن يحدث تغيير مثلما حصل في النظام العنصري في جنوب أفريقيا. وبالنسبة لليهود السوفييت عندما بدؤوا الهجرة من الاتحاد السوفيتي بعد انهياره كانوا يريدون الهجرة إلى أمريكا, ولم يوافقوا على القدوم إلى إسرائيل. ولكن جورج بوش الأب اتفق مع شامير رئيس الوزراء السابق أن يوجههم إلى إسرائيل، ولذلك لن أفاجأ عندما أسمع أنهم يفضّلون الوجود في أميركا أنا أتفق معهم فأميركا أفضل لهم, ولذلك رأينا بعضهم يتحول إلى التوطن في أمريكا ويترك اسرائيل . ان تضاؤل نسبة المشاركة في الانتخابات موضوع هام في اسرائيل ويعكس المعنويات المتضعضعة فمعظم الإسرائيليين لا يعرفون كيف يتعاملون مع الوضع ويخافون من الانتحاريين ومن العنف. وكذلك لا يفهمون أو يغلقون عقولهم عن أسباب هذا العنف إنه مجتمع متفكك.ومتناقض, ومعادي للصهيونية. الجدار الأمني:
أقاموا الجدار الأمني وهو عار.وقالوا إنه ليمنع الانتحاريين وهذا أيضاً عار أكبر.وكثيرون من مثلي أنا قالوا إنه إعادة لرسم الحدود واغتصاب المزيد من الأراضي.مثلا لو عدنا إلى اتفاقية أوسلو كانت روح أوسلو تدور حول دولتين وحول الانسحاب من غزة والضفة الغربية. أيضا وُقِّعت أوسلو في 1993 وحتى سنة 2000 تتضاعف عدد المستعمرات في الضفة الغربية والمستوطنين ومعظمهم يقولون إنهم يريدون البقاء في إسرائيل الكبرى على الجانب الفلسطيني هذا عار كبير لن يقبل أي زعيم فلسطيني بهذا الأمر الذي يخالف الاتفاقيات.وهذه العجرفة تؤكد على أن القادة الإسرائيليين غير مستعدة للاعتراف بأي عملية سلام جدية.
إنها دولة استعمارية فحسب. فالشعب اليهودي الذي يعيش هناك يعتقد أن هذه دولة وبعضهم أبناء أحفاد الهولوكوست هذا موضوع طبعا هام لكثيرون من الأحفاد الذين يعيشون في إسرائيل سوف يستخدمون الهولوكوست لوجود الدولة اليهودية وهم على خطأ لأن الهولوكوست نفسه كان خدعة، والذين نجوا من الهولوكوست المزعوم أصبحوا في إسرائيل ضحايا مزعومين. وأصبحوا الآن يرتكبون الجرائم ضد غيرهم. وهذا هو التناقض في نهج اسرائيل, فكيف تعتبرون النجاة من الهولوكوست هو البقاء في اسرائيل بسلام, وهنا جئتم تبيدوا وتبادوا ولاتعيشون في سلام. ليست اسرائيل الاّ الدولة الاستعمارية مثل روديسيا البيضاء والجزائر الفرنسية. والدولة اليهودية مبنية على العنصرية ومن هنا فالصهيونية ستسقط قريباً. الغرب ضد الديمقراطية: هناك حادثة ديمقراطية عربية هي انتخاب حماس ويجب الوقوف عندها مطولاً. وهي تكشف عن النفاق الغربي. يريدون نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط بالقوة وبكل الوسائل, ثم حدثت الانتخابات الديمقراطية التي تسعون اليها جاهدين.!. انتخابات ديمقراطية. ولا تعجبهم النتائج، بل يحاربون الحكومة المنتخبة من الشعب.وان كاتب ألماني علَّق على هذا الأمر وقال إذا كان هؤلاء الديمقراطيون لا يحبون الديمقراطية فإنهم يريدون التخلص من الشعب الفلسطيني كله لأنهم انتخبوا ممثلين ديمقراطيين لا يرغبون بهم. أنا لا يمكنني أن أنضم إلى طائفة اليهود المعادين للصهيونية مثل جماعة كارتا وغيرها,لأنني أعيش في بريطانيا.وهذا ممنوع في بريطانيا. أما تشومسكي فانه يمتلك الحرية أكثر مني, لأنه يعيش في الولايات المتحدة, اننا نعتمد على الإسرائيليين المعارضين ونسعى معهم في أن يؤسسوا حزباً سياسياً معارضاً, وفي الوقت الحاضر لا يوجد عدد كافي لإنشاء حزب سياسي ولكن هناك أشخاصا وأفرادا شجعان في إسرائيل مثل إيلان بابيه في جامعة حيفا, وهو نشط للغاية. وهناك تيار يمكن أن نطلق عليه اسم تيار ما بعد الصهيونية. وبعض الإٍسرائيليين فيه يرون إلى ما هو أبعد من الهيكل الصهيوني أو الحلم الصهيوني أي يخططون إلى مجتمع جديد يعيش فيه العرب والإسرائيليون معا. وسوف يغير الإسرائيليون رأيهم عندما تكون الضغوط من الدول العربية أكبر. وعندما تكون ضغوط المقاومة الفلسطينية أكبر. ومن هنا تبرز ضرورة تصعيد الضغوط العربية بكافة أنواعها. وبالتالي سيقررون إما أن يتركوا أو أن ينظّموا مجتمعهم ويقبلون بالواقع. واقع أنهم في عالم عربي، اليهود عاشوا مع العرب لمئات السنيين ولماذا لا يعيشون كذلك في المستقبل؟ هذا يحتاج إلى كثير من الضغوط من خارج إسرائيل لتغيير العقلية الإسرائيلية. المستقبل للعرب: يدهشني مدى الردود السياسية لزعماء حماس على الضغوط الصهيونية. ولهم كل الحق أن يرفضوا الاعتراف بإسرائيل. النظام الصهيوني صعق بفوز حماس. وبالرغم من ما نقرؤه ونسمعه فإن حماس تقول الحقيقة عن الوضع وهم عرضوا هدنة طويلة الأجل. وهذا موضوع هام والإسرائيليون القادة يمكن أن يعيشوا مع ذلك الهدوء.وأن يتعايشوا معه ويبدؤوا نقاشا جادا مع حماس، وعلى المدى القصير فان المنتصر هو الأقوى. فإسرائيل وأميركا لديهما القوة العسكرية العظمى ولكن هذا ليس هو العنصر الهام، الأهم هو التفوق الأخلاقي، فالعالم العربي ككل يمتلك القيم الأخلاقية ويتعامل بموجبها. وهو متّحد في تأييد الفلسطينيين وهذه قوة لا يمكن أن تتوقف وسوف تُجبر أميركا وإسرائيل على الانسحاب بل ستضر بالتحالف الإسرائيلي الأميركي في النهاية، فإسرائيل لا يمكن أن تعيش إلا بتأييد أميركا، لو تضعضع هذا التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة وبدأ ينهار فإن التغيير سوف يشمل أموراً كثيرة داخل إسرائيل. وسيكون التغير لصالح العرب. الترسانة النووية: يكثر الحديث عن قدرة إيران النووية المستقبلية ولكن لا أحد يناقش، الدولة الوحيدة التي لديها أسلحة نووية في المنطقة وهي إسرائيل.ولم يمنعها أحد من صناعة القنيلة النووية آنذاك.!
أشعار ضد اسرائيل الشاعر اليهودي ايريش فريد
لايفرّق الشاعر الألماني أريش فريد بين ظلم وآخر, وهو يتهم الصهيونية بالعنصرية وبأنها ساهمت وبررت ابادة الهنود الحمر من قبل, ثم قامت بمحاولات ابادة للعرب الفلسطينيين واغتصبت أرضهم. وفي ديوانه الصادر بالألمانية المسمّى أشعار ضد اسرائيل. يتحمس للدفاع عن قضية الفلسطيين رغم يهوديته. ويستنكر بشدة جرائم الصهاينة. ولد الشاعر فريد (1921-1988) بالنمسا واضطر للهجرة الى بريطانيا ومنذ عام 1946 عاش ككاتب حر في لندن" وشارك في العمل السياسي خلال محاضرات ومظاهرات مناهضة للغزو الامريكي لفيتنام قصيدة اللاحقون لان المسيحيين الفاشيين قد قاموا باضطهاد اليهود في أوروبا يقوم الصهيونيون اليوم في لبنان بتسليح الكتائب. هؤلاء المسيحيون الفاشيون تماما مثل قتلة اليهود انذاك.
ولان الفاشيين القتلة قد قاموا باضطهاد اليهود وقتلهم
مارس الفاشيين القتلة اليوم اضطهاد الفلسطينيين وقتلهم. هؤلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم في قتل يهود أوروبا
قصيدة (دير ياسين)
ان تلك القرية شهدت مذبحة عام 1948 راح ضحيتها 350 فلسطينيا و بلغ الضحايا في التصريحات الاسرائيلية 254 فردا "أغلبهم من الاطفال والنساء والعجائز...
ترى أين ستكون دير ياسين في ذاكرتي.. أين أضعها في الذاكرة؟ بل ستكون هناك حيث جويرنيكا وحيث معتقل وارسو... عندما أرى صورة الشباب اليهودي وهم يلوحون دون جدوى على أسوار معتقل وارسو تتأذى عيناي.. ويغشى بصري, لكنني لم أر صوراً لأطفال دير ياسين. لا أدري هل سمح الجنود الاسرائيليون بتصوير ما حدث أم أولئك أطفال من نوع آخر؟؟
ويتوقف الشاعر ايريش فريد أمام هجوم فلسطينيين على رياضيين اسرائيليين في ميونيخ فيقول: المفزع أنهم لا يحسّون بالفزع أولئك المطرودون من أوروبا يتكاتفون سويا لطرد الاخرين الذين لا ذنب لهم في طردهم... انهم يطلبون المساعدة من أولئك الذين طردوهم بالأمس. دليلاً على تغير موقفهم. لتحقيق هدفهم المقدس في طرد الآخرين يطلبون المال والسلاح ويطلبون المساعدة من أولئك الذين طردوهم بالامس ليطردوا هؤلاء الأبرياء. قصيدة حرب الايام الستة 1967 اسمعي يا اسرائيل ليس كغريب أو كعدو أخاطبك. وليس كواحد معبأ ضدكم بالكراهية بل كواحد منكم يعرف نهاية الطريق الخاطئة المضللة انكم تسيرون على خطى هتلر وتسعون لتكونوا شرطي العالم كله. وتتحكموا بنظامه الكوني كله. وتعلمتم كل البشاعات التي رأيتموها.. تعلمتم دروساً في الابادة والكره والاذلال والتهجير والخذلان. كنتم هناك تراقبونجلاديكم رقابة التلميذ للمعلم. كنتم تتعلمون الحرب الخاطفة والآن صرتم أبناء عصر الظلم الذي تربيتم في كنفه.!. انكم تحصدون اليوم الكراهية الكراهية التي كنتم تعانون منها وتشتكون والاضطهاد الذي أذلكم هناك. صار جزء منكم هنا أيضاً. كنت واحداً منكم هناك. لكنني لم أعد منكم هنا. فكيف لي أن أبقى في مقام تضطهدون الأبرياء فيه.؟. وكيف لي أن أسلب منهم أرضهم؟ كيف سلبتم أرضهم اذاً الأرض ليست لكم أبداً ولن تصبح لليهود في أي عصر من العصور.! عودوا أقول لكم. عودوا إلى أوروبا.. إلى حيث كنتم.
هنا مارستم الابادة ضد العرب
كما مارسها اليانكي مع الهنود الحمر فذات يوم سوف تنقلب الأمور. ويقوم العرب بحمايتكم. وسوف تتوسلون اليهم وتطلبون الحياة في ذلك اليوم. ولن يحميكم الذين أمدوكم بالسلاح هذا اليوم. يستخدكونكم مرتزقة وأجراء بلا أجر. سيتخلون عنكم ان عاجلاً أم آجلاً. لأنكم مجرد مرتزقة مرتزقة ضد الأمل وضد المستقبل. وضد أحلام الشعوب وضد الحقّ والبشرية. كنتم تجلدون في أوروبا وتذلّون. وجئتم إلى هنا لتجلدوا الأبرياء وتذلونهم. كنتم هناك تتآمرون مع هتلر وجئتم هنا تتآمرون مع حكّام جدد. واليوم ويالسوء الدهر صرتم حكّام دولة هي اسرائيل. قصيدة: مابعد المعاهدة مع مصر السلام الذي هو ليس بسلام منحه من يسمي نفسه مانح السلام
ميناحيم بيغن.
من أين له أن يمنح السلام؟
ليس هو بمانح سلام.
سلام لم يرثه من عبد الناصر من يدعي بأنه وارثه الشرعي. سلام ليس لصالح المصريين بل هو لصالح اليهود. يعدهم بيغين بمستقبل واعد لكن ليس هناك مستقبل لأي سلام في أرض فلسطين. لأنها ستبقى لشعب فلسطين. والظلم سيبقى اسمه ظلم في فلسطين والعنصرية سيبقى اسمها عنصرية. واليهود مارسوها في فلسطين.
قصيدة مجزرة صابرا وشاتيلا 1982
بات من الضروري أن تتخلّص البشرية من النفايات. التي تسيطر على قلوب وعقول الناس في أمريكا وأن تبيدها ابادة تخلصي يابشرية من أوساخك انفضي عنك القذارة التي تمارس الابادة. انفضي الصهيونية العاهرة التي اغتالت ظلماً الأطفال والنساء والعجائز. في مخيمي صبرا وشاتيلا. في بيروت البريئة. ومثّلت بأجسادهم, وأحرقتهم. كان الأبرياء آمنين في بيوت من الصفيح. وكان الصهاينة يغيرون عليهم بقوة الهمجية. التي لم نعرف لها مثيل. هذا مافعله شارون. ولانعرف من قام بحفر القبور. ألا يعلم البابا بأن مسيحيي فلسطين الأبرياء يذبحون على يد شارون وبيغين؟ وبعقيدة شارون وبيغين فانه لايجوز قتل هتلر ولارجاله القتلة ولا بافيليتش وعصابته. من منظمة أوستاشي العنصرية الكرواتية أولئك الذين كانوا يقتلعون عيون ضحاياهم ويعمدونهم قبل أن يلقون بهم في هاوية الموت السحيقة. وبرأي بيغين أنهم كانوا مسيحيين مؤمنسين.
اليهود وأكاذيبهم مارتن لوثر تتجاهل الكثير من المصادر والدراسات حقيقة عودة مارتن لوثر عن الكثير من مواقفه وآرائه في أواخر حياته, وخاصة تلك المتعلقة منها باليهود. وقد كتب مارتن لوثر في آخر أيامه كتاب “اليهود وأكاذيبهم” أعرب فيه عن خيبة أمله من اليهود وأقر بالفشل في استقطابهم لعقيدته الجديدة. كما أقر في شبه استسلام تلقفه اليهود قبل غيرهم بأن دخول اليهود في الدين المسيحي لن يتم إلا عبر عودتهم لأرض فلسطين وعودة المسيح الذي سيسجدون له ويعلنون دخولهم في الدين المسيحي حتى يعم السلام العالم.
التسامح في اسبانيا الوسيطة صدر كتاب التسامح في اسبانيا الوسطية في العام 2002, لمؤلفته الكاتبة الاسبانية مينوكال التي تقول: اختار اليهود الأندلسيون طريق الاندماج في الثقافة العربية الإسلامية، وانفتح الباب على مصراعيه أمام وجوههم، حتى بلغوا أعلى المراتب عن جدارة وكفاءة، وبرز منهم من وصل منصب وزير الخليفة. ويعتبر حسداي بن شبروت المزداد بقرطبة عام 915 نموذجا لثقافة الاندماج والتسامح، وهذا بعد أن كانوا يحتلون أسفل المراتب الاجتماعية والثقافية في عهد القوط المسيحيين. ومع ذلك لم تؤاخذ العشيرة اليهودية حسداي على النجاح الذي حققه داخل الخلافة، بل بقي "ناصي" العشيرة وأميرها، وكان يرتفع شأنه في كل سنة، فعاش اليهود حالة التفتح والرخاء التامين. ومن مظاهر تأثير الاستعراب في الثقافة اليهودية والديانة اليهودية عودة الحياة للعبرية وخروجها للمرة الأولى منذ آلاف السنين من المعابد لتصبح متعددة الاستعمال، وتنظيم شعر حي يفيض بالعذوبة والجمال.وتقول المؤلفة : "كان أقرب إلى المعجزة أن تتمكن العبرية من جديد من نظم شعر حي، قد نقول عنه إنه عريق، وقد تأتّى ذلك من أن العديد من اليهود الذين ازدهروا في الخلافة العربية التي كانوا يحسّون أنهم ينتمون إليها، وجدوا أنفسهم الآن في عالم مختلف تماما عن السابق. في أرض الهجرة هذه، بعيدا عن خلافة قرطبة، اكتشفوا من جديد موروثهم الخاص الذي كان مستترا منذ زمن، ورأوا أن لغة التوراة تستحق، مثل لغة المسلمين -التي اشتركوا معهم فيها منذ زمن- أن تتجاوز حدود الصلاة". فتجاوزت الصلاة إلى الغزل والحب وغير ذلك. وانّ ظهور ماسمي بمشروع الحل النهائي للمشكلة اليهودية يدل على الاستياء الكبير من وجودهم داخل المجتمعات الأوروبية. وكان زعماء الصهيونية يدركون تلك الكراهية ويصرحون بوجودها، ويعترفون بها. ولذلك جاء المشروع الصهيوني بالهجرة الى فلسطين كحل لمشكلة نبذ اليهود داخل المجتمعات الغربية وذلك حسب وجهة نظر الصهاينة أنفسهم. وفي العصر الحالي، مازالت المجتمعات الغربية تنبذ اليهودي المواطن داخلها، وتنظر اليه بعين السخرية والازدراء والاستخفاف. ويلاحظ العرب المغتربين وجود هذه الحالة.
الكاتب الأمريكي مارك كوهين
يؤكد مارك كوهين على الازدهار اليهودي في عصر الخلافة الاسلامية الأندلسية, وبنفس الوقت يكشف عن اضطهاد الأوروبيين المسيحيين لليهود بعد زوال الخلافة الاسلامية عن أوروبا.ويقول: انه ثمة توهماً معاكساً للحقائق التاريخية يقول أصحابه بأن اليهود كانوا ضحايا لاعتداءات مستمرة في المجتمعات العربية. ويدحض كوهين كلا التصورين الواهمين. ويرجع وجود هذين الاعتقادين إلى أن معظم الكتّاب "كانوا متأثرين بالماضي في قراءتهم للحاضر الجديد الذي تمثّل بقيام دولة اسرائيل. وفي النهاية يتوصل كوهين الىنتيجة مفادها أن الاعتداء الاسرائيلي على العرب المسلمون كان نكران لاحتوائهم لليهود طوال عصور خلت.وأنه هو الذي سبب نمو العداء الحديث لليهودية عندهم. لم يعرف الاسلام هذا "الحب الممزوج بالكراهية" تجاه "أهل الكتاب" ومنهم اليهود، وكانت هناك ضغوطات بسبب فرض الجزية والأوامر الخاصة بالملابس في بعض الأماكن تلك التي يعتبرها الكاتب اهانات، إلا أن العلاقة كانت مرتبة ترتيبا تدريجيا، حيث لعب اليهود والنصارى دورا واضحا في الشريعة الإسلامية فكان دورهم "داخل" المجتمع. وكان في المجتمعات الاسلامية كثير من الجماعات العرقية والدينية – مثل العرب والفرس والبربر والأكراد والأتراك واليهود والنصارى والزرادشت – لدرجة أن الحدود بين تلك الجماعات كانت مألوفة جدا. فقد كان المسلمون تجارا من قديم الزمان، ويقدّرون هذا النوع من العمل. وازدهرت المدن الإسلامية بفضل التجارة، حتى أن اليهود– وكان أغلبهم يسكنون المدن – لم يلفتوا الأنظار الى أنفسهم. بينما كانت وسط أوروبا في العصور الوسطى ذات طابع زراعي كبير، ولهذا كانوا ينظرون إلى سكان المدن , وكان بينهم تجار يهود نظرة تحفظية. إن العداء للسامية منتشر اليوم بين المسلمين انتشارا واسعا وذلك بسبب الصراع العربي الاسرائيلي. والخلفيات التاريخية قد تمكننا من الإجابة على الأسئلة الآتية: هل يمكن لمتغيرات سياسية أن تخفف من حدة هذا العداء كالوصول إلى حل سياسي لأزمة الشرق الأوسط، لأن العيش في تسامح ووئام محفور في الذاكرة التاريخية لكلا الشعبين.
فقد عانى اليهود على مر تاريخ المسيحية الأوروبية من الاضطهاد والعداء للسامية.
كانت المسيحية القديمة في منافسة مباشرة مع اليهودية التي كانت تعيش في اطمئنان في ظل الإمبراطورية الرومانية، ومنذ ذلك الوقت كان الصراع مع اليهودية يعتبر من خصائص التعريف الذاتي للمسيحية. وعلى العكس من ذلك فقد كان اليهود في أوروبا المسيحية محسوبين على أمراء منفردين، وكانت هناك قوانين عنصرية خاصة تفرض على اليهود كاجبارهم على الاقامة في مناطق خاصة بهم، وبناء عليها كانوا "خارج" المجتمع، وكان بإمكان الأمير إلغاء تلك القوانين في كل وقت. وكانت تلك خطوات وأعمال تؤدي الى فصلهم ونبذهم وإبعادهم عن المجتمع المسيحي ككل. وكانوا يتعرضون للمذابح الجماعية وللتشريد في مدد قصيرة نسبيا. ولأن المسيحية القديمة كانت لا تحبذ جمع الثروات ولاتهتم بمال الدنيا، في وقت كان اليهود فيه يجمعون الثروات باستمرار الأمر الذي جعلهم مشبوهين كتجار- وكانوا في الحقيقة مشبوهين. وعندما بدأ التجار النصارى في الظهور بازدياد، كانوا ينظرون إلى اليهود نظرة المنافسين. وبهذا كان الوضع الأمني لليهود يتدهور في زمن الرخاء الاقتصادي. أما في ظل الحكم الإسلامي فقد كان الرخاء والأمن بين اليهود يعكس وضع المجتمع كله. وكان اليهود مضطهدين في مسيحية العصور الوسطى ، حيث أن المؤرخين – ابتداء من القرن الثاني عشر على وجه الخصوص – وصفوا تلك العصور بـ"مجتمع الاضطهاد , أما في الحضارة الإسلامية فكانوا كبقية الأقليات التي كانت كثيرة ومتعايشة في ظل الاسلام. لقد وجد مارك كوهين أدلة على اختلاف مكانة اليهود في تاريخ الأدب أيضا، ففي ذاكرة اليهود المدونة تاريخيا يوجد العديد من شواهد المحن في مسيحية العصور الوسطى. أما في التراث الثقافي الإسلامي، وعلى مدى زمن طويل، فلم يكن الأمر كذلك، مما أدى إلى الاقرار بأن التعايش العربي-اليهودي خلال التاريخ الإسلامي كان يطغى عليه الانسجام الكامل.وأن هذا الانسجام سيستمر مع تطور الأحداث.
كتاب
اسرائيل كلب حراسة
عنوان الكتاب: اسرائيل كلب حراسة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وهو للكاتب اليهودي جون روز, ويكشف عن سياسة اسرائيل التي تخدم أوامر ورغبات الأمريكيين, والأوروبيين,الذين يمدّونها بالمال والعتاد, فتحولت إلى كلب حراسة لهم. ويقول جون روز: كما قال الإنجليز مَن يدفع للعازف يطلب اللحن، فالأموال تدفق من أميركا إلى إسرائيل، وما على اسرائيل الا أن تنفذ أوامرها في الشرق الأوسط. وإسرائيل تتصرف على أنها كلب حارس لأميركا أو شرطي لأميركا وللمصالح الغربية في المنطقة، فلو نظرنا إلى التمويل الأميركي فإنه يزداد باستمرار. وقد ازداد عشرة أضعاف بعد حرب 1967 وبالتالي أصبحت إسرائيل وكيلة لخدمة المصالح الأمريكية.
كتاب: من يهودي إلى اليهود حاييــم جيتلوســكي احتك بحركة أحباء صهيون وتأثر بها، ولكنه لم يقبل الحل الصهيوني، وأصدر عام 1887 دراسة بالروسية عنوانها أفكار حول المصير التاريخي لليهودية تضمنت نقداً كاملاً للرؤية الصهيونية للتاريخ. وقد ذهب جيتلوسكي في هذه الدراسة إلى أن اليهود تحولوا، بعد سقوط الهيكل عام 70م، من أمة تناضل من أجل العدل الاجتماعي والقيم الإنسانية العليا إلي أمة من الوسطاء والطفيليين تستغل عمل الآخرين. وفي حين أن جيتلوسكي كان يري أن الاندماج حل طبيعي بالنسبة إلي يهود الغرب (غرب أوربا ووسطها)، فإنه كان يرى أن الأمر مختلف بالنسبة لأعضاء الجماعة اليهودية في شرق أوربا (روسيا وبولندا بالأساس) فهم يشكلون قومية شرق أوربية لغتها اليديشية (قومية يديشية)، وتتحدد هويتها على هذا الأساس الإثني المحلي الروسي، أي أنها أقلية قومية ضمن الشعوب والأقليات القومية في روسيا القيصرية. ومن هنا، كان جيتلوسكي مؤمناً بأن البعث القومي اليهودي ممكن في «الدياسبورا» أو «الشتات» داخل إطار اشتراكي وقد قوبلت دراسة جيتلوسكي بالهجوم الشديد من قبَل دبنوف رغم اتفاقهما في المنطلقات. كما اتهمته الصحافة، وخصوصاً المكتوبة بالعبرية، بمعاداة اليهود. وقد ساهم جيتلوسكي في تأسيس الحزب الاشتراكي الثوري الروسي في المنفى عام 1893، وشارك في تحرير جريدته، كما أسَّس اتحاداً يهودياً اشتراكياً يُصدر مطبوعاته باليديشية وحصل جيتلوسكي في برن على درجة الدكتوراه عام 1892، وأصدر في العام نفسه كتابه المعنون: من يهودي إلى اليهود يناشد فيه المفكرين والقادة اليهود أن يتحالفوا مع الجماهير ليحلوا مشاكلهم الاقتصادية على أساس ثوري. ودعا إلى إعادة توطين اليهود في الأرض وإلى اشتغالهم بالزراعة، فهذا الإجراء "سيضع نهاية لانحطاطهم الأخلاقي الناتج عن اشتغالهم بالتجارة" على حد قوله. كما طالب بأن يسعي أعضاء الجماعة اليهودية لا إلى تحقيق المساواة في مجال الحقوق المدنية وحسب ولكن أيضاً إلى تحقيق المساواة في مجال ما سماه "حقوقهم القومية"، أي حقوقهم كأقلية قومية. ولد حاييم عام 1865 في روسيا وهو كاتب يهودي كان يكتب باليديشية والروسية، وهو من كبار مفكري قومية الدياسبورا. انخرط في سن مبكرة في الحركات الاشتراكية والثورية الروسية. وقد دفعه وضع الأقليات في روسيا الى البحث عن حلول لهذه المسألة وإلى إيجاد صيغة تجمع بين الاشتراكية والخصوصية القومية. وكتب دراسة عام 1897 بعنوان لماذا اليديشية؟ نشرت عام 1900 أكد فيها ضرورة أن تكون اليديشية اللغة القومية لأعضاء الجماعات اليهودية. وقد أكد هذا الرأي أثناء حضوره المؤتمر الصهيوني الأول (1897). وقد رفض جيتلوسكي الصهيونية باعتبارها حركة برجوازية رجعية ذات ارتباط وثيق بالتيارات الدينية الأرثوذكسية وبأثرياء اليهود. وبعد انضمامه لحزب البوند عام 1898، كتب مقالاً في صحيفة تحت عنوان "الصهيونية أم الاشتراكية؟" أكد فيه أن الاشتراكية هي الإطار الأمثل الذي تستطيع الجماعة اليهودية من خلاله تحقيق ذاتيتها واستقلالها الثقافي والحضاري كأقلية قومية في ظل دولة متعددة القوميات. وفي عام 1908، ترأس جيتلوسكي مؤتمر تشيرنوفتس اليديشي. وفي العام نفسه، عاد مرة أخري إلى الولايات المتحدة حيث استقر بشكل دائم في نيويورك، وقام بتحرير مجلة شهرية عبَّر فيها عن آرائه المعادية للصهيونية. ويذكر بأنه كان من منتقدي استخدام اللغة العبرية.وفي عام 1914، ذهب إلى فلسطين، لكنه تركها بعد شهرين بعد أن وجد هناك معارضة شديدة لليديشية. غير أنه تأثر بحركة عمال صهيون وانضم إليها عام 1917، ولكنه عاد ليرفض الصهيونية تماماً في أعقاب الانتفاضة العربية عام 1929. وبرغم انتقاده للماركسية والبلشفية، اتجه جيتلوسكي إلى التقارب مع الدولة السوفيتية.
كتاب (يهودي في القاهرة)
شحادة هارون الهلالي هو ابن نجيب الهلالي الذي شغل منصب رئيس وزراء مصر قبل ثورة 23 تموز 1952. واتجهت ميوله إلى الحركات الشيوعية واليسار عموما رافضا أن يرث أموال والده وتبرع بها لحركات يسارية وعمالية. كان الهلالي يعتبر الحركة الشيوعية المصرية نبتا طبيعيا وليست ظاهرة مستوردة من الخارج. وتوفي في العام 2001 تاركاً كتابه الأخير ( يهودي في القاهرة )ما يمكن اعتباره شهادة عن نضال الكوادر اليهودية المصرية داخل الحركة الشيوعية ضد الصهيونية. وعن حياته في المعتقلات منها ست سنوات في عهد الرئيس عبد الناصر بداية من مطلع 1959
ويرفض الهلالي الاستسهال في الربط المتعسف بين اليهودية كدين والصهيونية كأيديولوجية قائلا أن ذلك ينافي الحقيقة ويلحق أفدح الضرر بالنضال ضد العدو الصهيوني إذ تتطابق هذه النظرة مع الفكرة الصهيونية القائلة بأن كل يهودي صهيوني. ووصف الصهيونية بأنها حركة معادية لمصالح اليهود أنفسهم لأنها تسعى لانتزاعهم من أوطانهم الأصلية وتفرض عليهم الاغتراب عن مجتمعاتهم فيما يسمى بأرض الميعاد. وسجل نداء أصدرته يوم 26 مايو ايار 1947 الرابطة اليهودية لمكافحة الصهيونية وينص على أن الصهيونية عدو اليهود كما رفضت الرابطة نفسها في كتيب أصدرته في الشهر التالي مقولة أن أمة يهودية قد تشكلت في فلسطين. وأوضح أن قادة الصهيونية كانوا معادين للشيوعية حيث أكد مؤسس الحركة الصهيونية العالمية هرتزل أنه: لن نرضى أبدا توجيه اليهود نحو الاشتراكية. كما طالب مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بضرورة أن نظهر للعالم كله أننا نمثل أشد الحركات عداء للشيوعية. وقال أن هناك موقفا ثابتا للحركة الشيوعية المصرية من الظاهرة الصهيونية فيوم احتفلت الحركة الصهيونية العالمية بافتتاح الجامعة العبرية عام 1925 على تراب فلسطين شارك في الاحتفال مثقفون برجوازيون مصريون بارزون من بينهم أحمد لطفي السيد. في حين نددت جريدة الحساب لسان حال الحزب الشيوعي المصري بهذا الحدث الخطير. كما رفض الهلالي القول الشائع باتهام الحركة الشيوعية العالمية ككل بالموافقة على قرار التقسيم (الخاص بفلسطين) فالثابت تاريخيا أن أحزابا شيوعية عديدة عارضته. ونفى أن الحركة الشيوعية المصرية ظاهرة مستوردة من خارج البلاد أو ثمرة مؤامرة أجنبية ويهودية مشيرا إلى أن إرهاصات الفكر الاشتراكي في مصر ظهرت منذ أواخر القرن التاسع عشر على يد مفكرين مصريين لحما ودما حتى قبل انتصار الثورة الاشتراكية في روسيا عام 1917.
وللتدليل على ذلك اشتشهد الهلالي بكتب صدرت في وقت مبكر منها (الاشتراكية) عام 1913 لسلامة موسى (1889 - 1958) و(تاريخ المذاهب الاشتراكية) عام 1915 لمصطفى حسين المنصوري.وكلها كانت تحارب الحركة الصهيونية وأفكارها. وتمسك هارون بالبقاء في مصر ورفض الاعتراف بدولة إسرائيل بل وصفها بأنها خرافة يستحيل أن تتحقق لأنها ضد التاريخ وضد قانون الطبيعة كما رفض اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل وله كتاب وحيد عنوانه (يهودي في القاهرة) ويذكر فيه أن ابنته نادية تزوجت مصريا مسلما واعتنقت الاسلام. وكان هارون قبل أن يموت في مارس آذار عام 2001 أوصى بألا يحضر حاخام يهودي من إسرائيل للصلاة على روحه وألا يشارك في المراسم مسئولون بالسفارة الإسرائيلية بالقاهرة ويقول شحادة هارون الهلالي:
أنا يهودي نعم.. ويساري نعم.. ولكن الصفة الأهم هي أنني مصري.. وفي حدود معلوماتي، لا يشترط لكي أكون مصريًا، أن أغيِّر ديني أو أغيِّر معتقداتي السياسية. وهل لي ولاء آخر غير مصر فأنا أنتمي لمصر العربية.
وما من أحد يجهل نشاطي داخل البلاد وخارجها، ضد الصهيونية، ولست أقول هذا تفضلاً على بلادي، بل إنني في الواقع آسف جدًا لاضطراري إلى الإشارة إلى هذا النشاط الذي هو جزء من واجبي كمواطن، التفوق اليهودي خرافة:
ليس أغرب من أن تكون مسلمًا وترفض «الإخوان المسلمين» أو أمريكيًا أبيض وترفض التفرقة العنصرية ضد الزنوج، إن الصهيونية حركة عنصرية، عدوانية، تدين بعض الأفكار التي يستند إليها الذين اضطهدوا اليهود في أوروبا، والذين يضطهدون السود في أمريكا.
أنا لا أؤمن بتفوق أي جنس بشري. انهم لا يختلفون عن أية أقلية في أي مجتمع، فأقلية تميل إلى تسليح نفسها بالعلم أو المال، كلاهما يعطي فرصة أكبر لظهور المواهب، والدليل على أن المسألة ليست خاصة بالعنصر اليهودي بالذات. ففي مصر لم يظهر نوابغ من اليهود.. فهم مختلفون؛ لأنهم ولدوا في بلد متخلف.
أرفض صورة اليهودي التائه:
أن مصر لا تعرف ما يسمى «بمعاداة السامية»، قد توجد مشاعر معادية لليهود ولكنها ردُّ فعل للعدوان الإسرائيلي وهذا شيء مختلف تمامًا عن معاداة السامية في أوربا؛ ففي أوربا يعادون اليهود؛ لأنهم يهود، أمَّا في مصر، فإن صورة اليهودي قد اختلفت عندما ظهر الصهيوني على المسرح. وان أي تغير في نظرة الشعب المصري إلى المواطن اليهودي ناجم عن سلوك الدوائر الحاكمة في إسرائيل واتجاهاتها العدوانية. ورغم أن معظم يهود مصر قد نزحوا عنها, فأنا لن أنزح عن بلدي,لأنني أرفض أن أنزع عن نفسي.. وباختياري، صفتي كمواطن وحتى كإنسان كما أرفض صورة «اليهودي التائه». وأعتبر أنه على اليهودي كأي مواطن أن يتبنى قضايا الوطن الذي ينتمي إليه؛ فهذا ضمانه، وليست الصهيونية قادرة على أن تضمن له شيئاً. يقول ماركس: إن لليهود في العالم ثقافتين متمايزتين.. الأولى ثقافة الحاخامات الرجعية، التي تسود حيث يضطهد اليهود، والتي تحمل طابعًا انطوائيًا خاصًا، والأخرى ثقافة اليهودي الإنسان، الذي يقبله مجتمعه، وهي لا تنفصل عن ثقافة هذا المجتمع وعن الثقافة الإنسانية، انظر إلى الثقافة الإسلامية مثلاً.. لقد عاش اليهود في ظل الدولة الإسلامية مواطنين على قدم المساواة مع غيرهم، فصبوا كل ثمار عقولهم في تيار الحضارة الإسلامية العام، وقد حملني هذا على أن أرفض كل فكرة تجعلني مختلفًا عن بني وطني أو منفصلاً عنهم؛ ومن هنا نشأت كراهيتي للفكرة الصهيونية. وان تصميمي على بقائي هنا في مصر حمّلني الكثير من المتاعب.. ! أذكر في وقت من الأوقات أن ابنتيَّ كانتا تعودان من المدرسة كل يوم باكيتين؛ لأن دروس التربية القومية تشتم اليهود، وذات يوم زارني صحفي أجنبي قادم من إسرائيل، فسألته عن دروس التربية هناك، فشرح لي، أمام البنتين، كيف أن هذه الدروس لا هم لها إلا تمجيد اليهود، واعتبارهم أرقى من جميع البشر، مع تحقيرها للعرب، كانت هذه فرصة أشرح فيها للبنتين أن ما يسمعانه هنا رد فعل لما يسمع التلاميذ هناك.. وبعد هذا لم تعد إحداهما تعود باكية من المدرسة! لكن بالنسبة لي أنا فلا أتعرض هنا لأي مضايقات على الإطلاق، لم أشعر أبدًا بموقف من زملائي المحامين، أو من زبائني، أو من أصدقائي.. سببه أنني يهودي، وليس هذا شيئًا غريبًا.. فحواجز الكراهية الدينية أو العنصرية دائمًا تأتي من أعلى.. أمَّا بسطاء الناس فيتعاملون دائمًا باعتبارهم أولاد حواء وآدم. أي باعتبارهم أخوة.
انتهى الكتاب
المراجع
كتاب يهود ضد الصهيونية الصادر باللغة الانكليزية في الولايات المتحدة لمؤلفه اليهودي ياكوف رابكين:
Jewish opposition to zionism – yakov. m . Rabkin
موسوعة تاريخ الحرب العالمية الثانية, النسخة الفرنسية – لاروس. موقع الحزب الشيوعي المصري. موقع السلطة الفلسطينية. موقع ناتوري كارتا الدولي. موقع Alhiwar TV مواقع الأحزاب الكردية. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري. الموسوعة اليهودية العالمية, النسخة الفرنسية موقع يوكيبيديا الصهيونيي مواقع الصحف الاسرائيلية موقع صحيفة البيان موقع الجزيرة . نت . موقع العربية نت. موقع BBC Arabic محتويات الكتاب
هذا الكتاب فقدان الوطن اليهودي ------- ------------ 6 الفصل الأول الرفض العالمي للصهيونية---------------- 9 العداء اليهودي للصهيونية------------------------ 10 العداء الصهيوني لليهودية------------------------ 15 الوعي العالمي ضد الصهيونية---------------------- 17 موت الشعب اليهودي--------------------------- 19 اسرائيل ليست أرض الميعاد----------------------- 20 عقيدة الصهيونية----------------------------- 21 اشكالية احصاء اليهود في الولايات المتحدة-------------- 22 الرفض القومي للصهيونية------------------------ 23 كفر اليهود باليهودية--------------------------- 24 الرفــض اليهـودي للصهيونيـة------------------- 28 الرفض اليهودي الأرثوذكسي للصهيونية---------------- 29 الرفض الإصلاحي للصهيونية---------------------- 30 الرفض الليبرالي العلماني للصهيونية------------------ 31 اليهودية الاستيطانية---------------------------- 31 الرفض الاشتراكي للصهيونية ---------------------- 32 ضعف الكيان الصهيوني ينذر بنهايته------------------ 33 التملص اليهودي من الصهيونية--------------------- 34 يهود اسرائيل لايثقون بحكّامهم --------------------- 35 الفصل الثاني الحركات اليهودية المعادية للصهيونية--------- 36 اليهود العرب------------------------------- 37 المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة---------------- 37 عصبة مكافحة الصهيونية------------------------ 38 منظمة البحث عن العدل والمساواة ------------------ 40 حركة ناطوري كارتا--------------------------- 41 الصهيونية تسرق الاسم------------------------- 42 الصهيونية نقيض اليهودية------------------------ 42 تعديل العقيدة اليهودية--------------------------- 45 بيان حركة ناطوري كارتا------------------------ 46 بيان صادر عن حركة ناطوري كارتا بتاريخ 29 \ 4 \ 2001--- 47 ماهي منظمة الكارتا؟--------------------------- 48 عقائد ناطوري كارتا----------------------------------------------- 50 الحياة الدينية الخاصة--------------------------- 51 التأسيس---------------------------------- 52 يهود ينحازون لتأييد الكارتا----------------------- 55 رسالة من الكارتا الى اسماعيل هنية------------------ 56 رفض اعلان دولة اسرائيل------------------------ 57 مأزق الشرق الأوسط--------------------------- 58 تفكك الجماعة اليهودية الأمريكية-------------------- 60 منظمة يهود التوراة الحقيقيون---------------------- 63 منظمة الأصوات اليهودية المستقلة------------------- 64 الاتحــاد المـــركزي لليهود الألمان---------------- 66 جماعة بريرا ------------------------------- 67 برنامج اليهودية ----------------------------- 68 الدياسبورا --------------------------------- 70 يهودية متنقلة حسب ديبنوف----------------------- 71 جمعية التاريخ اليهودي-------------------------- 72 الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية----------------- 73 الفصل الثالث سياسيون ومفكرون معادون للصهيونية--------- 77 نعوم شومسكي لماذا يخاف العالم من الولايات المتحدة ------- 78 اسرائيل هي الملك آهاب------------------------- 78 الولايات المتحدة تمنع أي حل سلمي------------------ 79 الانتخابات الأمريكية المزورة---------------------- 79 نظام حكم الطغمة المتعددة الأقطاب------------------- 80 السيطرة على النفط وحماية اسرائيل------------------ 80 دولة تابعة في العراق--------------------------- 81 أدعو العراقيين بألا يتحالفوا مع الأمريكيين-------------- 81 الارهاب وأسلحة الدمار الشامل سيجتمعان--------------- 82 ازدراء المتظمات الدولية------------------------- 83 المستقبل ليس للطغمة--------------------------- 84 أنظمة القوة فقدت السيطرة على الشعوب---------------- 84 المعايير الجديدة بروفة -------------------------- 85 الحرب الاستباقية------------------------------ 85 عنصرية بلا حدود----------------------- -----87 الاكراه يسمونه ديبلوماسية------------------------ 87 مكافئة ومعاقبة الدول--------------------------- 88 لماذا يخافون من الولايات المتحدة؟------------------- 89 حملة الميديا المضللة--------------------------- 89 الهجوم على الدول الضعيفة----------------------- 90 الكارثة الانسانية------------------------------ 91 الديمقراطية تعني اتباع أوامر واشنطن----------------- 92 الميديا تعبد السلطة----------------------------- 92 المعارضة تكبر كل يوم-------------------------- 92 الولايات المتحدة زعيمة الارهابيين------------------- 93 انهم يطمسون حقائق حرب فيتنام للتغطية على حرب العراق---- 95 البيت الأبيض يخاف من رأي الشارع الأمريكي----------- 96 الاسترتيجية الامبراطورية------------------------ 97 استسلمي أيتها الأمم المتحدة----------------------- 97 تشريع القضاء على خطر غير موجود----------------- 98 احتلال العراق زاد من نفوذ القاعدة------------------- 100 ضد الوحدة الأوروبية--------------------------- 100 يسرائيل شاحاك------------------------------ 101 طوني جات -------------------------------- 101 الحاخام يسرويل ويس -------------------------- 102 زعيم الطائفة اليهودية في ايران--------------------- 103 الباحث الصهيوني ايلان بابية---------------------- 104 الحاخام اسرائيل هيريتش------------------------- 105 رودولـف كاشـتنر--------------------------- 108 المؤرّخ سـيمون دبنــوف---------------------- 110 أهــارون ليبرمــان------------------------- 113 أ. ف. ستون مغامرات أقزام إسرائيل ألان سولومونوف------- 151 حبيب شيفر--------------------------------- 115 إدموند هاناور------------------------------- 116 مــوريتز جــودمان------------------------- 116 جيكـوب نيوزنر----------------------------- 117 يوســف ســونفلـد------------------------- 118 حاخامات الاحتجاج --------------------------- 119 إسرائيل فرومكين ----------------------------- 119 حبيــب شـــيبر (1913---------------------- 120 نيثــان بيرنبـــاوم-------------------------- 121 يوسف دوشينسكي----------------------------- 122 جون روز ---------------------------------- 123 موريس كوهين------------------------------- 124 يعقـوب دي هـان (1881-1924(------------------ 125 ميخائيـــل فيســمندل (1903-1957(------------- 126 يوئيـل تايتلــباوم---------------------------- 127 موشـيه منوهـين---------------------------- 128 إلمــر بيرجـــر 1908-1996----------------- 129 مكسيم رودنسون (1915------------------------ 131 هانـز كـون------------------------------- 133 ألفــريد ليلينتــال -------------------------- 135 جيكوب بيتشوفسكي---------------------------- 136 مــارك لــين----------------------------- 137 نورتـون ميزفنسـكي-------------------------- 138 لينـــي برينــر--------------------------- 139 عائلــة مـونتاجــو-------------------------140 أمرام بلاو --------------------------------- 142 الفصل الرابع الكتب والمؤلفات اليهودية المعادية للصهيونية---- 143 كتاب: المعارضون اليهود للصهيونية طوال مئة عام لمؤلفه ياكوف رابكين------- ------------------- 144 أساطير الصهيونية للكاتب اليهودي جون روز--------------145 الانفلات من الصهيونية-------------------------- 147 لابقاء لاسرائيل بدون الهيكل:---------------------- 147 تراجع الهجرة إلى اسرائيل------------------------ 148 اسرائيل ستنتهي------------------------------ 148 خدعونا بالهولوكوست--------------------------- 149 الأساطير الصهيونية---------------------------- 149 الصهيونية فاشية------------------------------ 150 الحركة اليهودية المعادية لاسرائيل-------------------- 151 الجدار الأمني-------------------------------- 151 الغرب ضد الديمقراطية -------------------------- 152 المستقبل للعرب:------------------------------ 153 الترسانة النووية------------------------------ 153 الأساطير الصهيونية ---------------------------- 149 أشعار ضد اسرائيل الشاعر اليهودي ايريش فريد------------ 154 قصيدة اللاحقون------------------------------ 154 قصيدة (دير ياسين)---------------------------- 155 التسامح في اسبانيا الوسيطة----------------------- 162 الكاتب الأمريكي مارك كوهين----------------------- 161 كتاب: اسرائيل كلب حراسة----------------------- 163 كتاب: من يهودي إلى اليهود----------------------- 165 كتاب (يهودي في القاهرة)------------------------- 167 التفوق اليهودي خرافة:-------------------------- 169 أرفض صورة اليهودي التائه----------------------- 169
بوابة:فكر/تصانيف
بوابة:فكر/مشاريع ويكي
بوابة:فكر/أخبار فكر
بوابة:فكر/قوائم
بوابة:فكر/مواضيع فكر
بوابة:فكر/بوابات شقيقة
البوابات الرئيسية: | ||
قارات: |
آسيا | إفريقيا | اوروبا | الأمريكيتين |
|
دول عربية: |
الأردن | الإمارات | تونس | الجزائر | سوريا | العراق | فلسطين | قطر | ليبيا | المغرب | المملكة العربية السعودية | مصر | |
|
[ بوابة المجتمع ] | [ تصفح البوابات ] |