فريدريك إنجلز(بالإنجليزية: Frederich Engels)
(1820-1895م) صديق ماركس وزميله، وضعا سويةالفكر الماركسي.
عكف إنجلز، منذ أول عهده، على دراسة المشكلات الفلسفية الأخلاقية في إطار نقد المجتمع الطبقي، والبرجوازي.
ولد إنجلز عام 1820 في بارمن وهي مدينة من إقليم ريناني تابع لمملكة بروسيا. وكان والده صاحب مصنع. وفي 1838 اضطر إنجلز لأسباب عائلية وقبل أن ينهي دراسته الثانوية لان يعمل مستخدما في مؤسسة تجارية في مدينة بريمن. ولكن الأعمال التجارية لم تمنع إنجلز قط من العمل على تثقيف نفسه علميا وسياسيا. فمنذ أن كان في المدرسة الثانوية حقد على الأوتوقراطية وعلى تعسف البيروقراطية. وقد دفعته دراساته الفلسفية إلى ابعد من ذلك. فقد كان مذهب هيغل في ذلك الحين مسيطرا على الفلسفة الألمانية وأصبح إنجلز من أتباعه. ومع أن هيغل نفسه كان معجبا بالدولة البروسية الأوتوقراطية التي كان يخدمها بوصفه أستاذا في جامعة برلين فقد كان مذهبه مع ذلك ثوريا. وخلافا لهيغل والهيغليين الآخرين كان ماركس وإنجلز ماديين. وفي اتخاذهما عن العالم والإنسانية مفهوما ماديا لاحظا انه كما أن الأسباب المادية هي في أساس جميع ظاهرات الطبيعة كذلك تطور المجتمع البشري مشروط بتطور القوى المادية المنتجة. لقد تعرف إنجلز على البروليتاريا في إنجلترا في مركز الصناعة الانجليزية في مانشستر حيث أقام سنة 1842 مستخدما في مؤسسة تجارية كان أبوه مسهما فيها. فان إنجلز لم يكتف بعمل بسيط في مكتب المصنع بل زار الأحياء القذرة حيث كان يقطن العمال وحيث استطاع أن يرى بأم عينه كل بؤسهم وبلاياهم. ولم يكتف بملاحظاته الشخصية بل قرأ أيضا كل ما سجله الغير من قبله عن حالة الطبقة العاملة الانجليزية ودرس درسا دقيقا جميع الوثائق الرسمية التي تمكن من الرجوع إليها. إن كتابه "حالة الطبقة العاملة في إنجلترا" الذي صدر سنة 1845 كان ثمرة تلك الدراسات وتلك الملاحظات. في مانشستر أقام علاقات مع أعضاء حركة العمال الانجليزية في ذلك الوقت واخذ يكتب في المنشورات الاشتراكية الانجليزية. وعند عودته إلى ألمانيا في 1844 وأثناء مروره بباريس تعرف على ماركس. وكان يراسله منذ بعض الحين. ففي باريس وبتأثير الاشتراكيين الفرنسيين والحياة الفرنسية كان ماركس قد غدا أيضا اشتراكيا. وهناك كتب الصديقان معا "العائلة المقدسة أو نقد النقد". وهذا الكتاب الذي كتب ماركس القسم الأكبر منه والذي صدر قبل سنة من صدور كتاب : "حالة الطبقة العاملة في إنجلترا" يضع الأسس للاشتراكية المادية الثورية. وقبل نشر كتاب "العائلة المقدسة" نشر إنجلز في مجلة ماركس وروغه "الحولية الفرنسية الألمانية" "دراسات انتقاديه حول الاقتصاد السياسي" حلل فيها من وجهة نظر الاشتراكية الوقائع الأساسية في النظام الاقتصادي المعاصر الناجمة حتما عن سيطرة الملكية الخاصة. إن صلات ماركس بإنجلز قد دفعت الأول بدون جدال إلى الاهتمام بالاقتصاد السياسي هذا العلم الذي قامت مؤلفاته بثورة كاملة فيه. و من سنة 1845 إلى 1847 عاش إنجلز في بروكسيل وباريس رابطا دراسته العلمية بالنشاط العملي بين العمال الألمان في هاتين المدينتين. وفي تلك الفترة أقام ماركس وإنجلز علاقات مع المنظمة الألمانية السرية المسماة "عصبة الشيوعيين" التي عهدت لهما بعرض المبادئ الأساسية للاشتراكية التي صاغاها. وهكذا صدرا في سنة 1848 بيانهما المشهور: "بيان الحزب الشيوعي". أما ثورة 1848 التي اندلعت أولا في فرنسا ثم امتدت إلى البلدان الأخرى في أوروبا الغربية فقد جعلت ماركس وإنجلز يقرران العودة إلى بلادهما. وهناك في بروسيا الرينانية قاما على رأس الجريدة الديمقراطية "الجريدة الرينانية الجديدة" التي كانت تصدر في مدينة كولونيا. وكان الصديقان روح جميع المساعي الثورية الديمقراطية في بروسيا الرينانية. وقد دافعا بأقصى القوة والعزم عن مصالح الشعب والحرية ضد القوى الرجعية. غير أن الغلبة كانت لهذه القوى الرجعية. فعطلت "الجريدة الرينانية الجديدة". ولما كان ماركس قد فقد جنسيته البروسية أثناء هجرته فقد طرد. أما إنجلز فقد اشترك في انتفاضة الشعب المسلحة واشتراك في ثلاث معارك من اجل الحرية. وبعد هزيمة الثوار هرب إلى لندن عن طريق سويسرا.
كذلك جاء ماركس وأقام في لندن أما إنجلز فقد عاد بعد حين مستخدما من جديد ثم شريكا في المؤسسة التجارية نفسها في مانشستر حيث كان قد اشتغل في السنوات الأربعين. وحتى سنة 1870 عاشا إنجلز في مانشستر وماركس في لندن. ولكن هذا لم يكن يمنعهما من أن تكون وحدة أفكارهما وثيقة اشد الوثوق. فكانا يتراسلان كل يوم تقريبا. وفي هذه المراسلات كان يطالع الصديق صديقه بآرائه ومعلوماته. وكانا يتابعان معا صياغة الاشتراكية العلمية. وفي سنة 1870 أقام إنجلز في لندن مواصلا مع ماركس حياتهما الفكرية المشتركة الزاخرة بنشاط شديد حتى عام 1883 عام وفاة ماركس. وقد كانت ثمرة هذا العمل بالنسبة لماركس – كتابه: "رأس المال"، أعظم مؤلف في الاقتصاد السياسي في عصرنا. وكانت بالنسبة لإنجلز عددا من المؤلفات الكبيرة والصغيرة. كان ماركس يعمل في تحليل الظاهرات المعقدة في الاقتصاد الرأسمالي. وكان إنجلز يعرض في مؤلفاته بأسلوب واضح وجدلي في كثير من الأحيان اعم القضايا العلمية ومختلف وقائع الماضي والحاضر ضمن اتجاه المفهوم المادي للتاريخ لدى ماركس ونظريته الاقتصادية. وبين مؤلفات إنجلز هذه نذكر كتابه الجدلي "ضد دوهرنغ" (الذي حلل فيه أهم قضايا الفلسفة والعلوم الطبيعية والاجتماعية) وكتابه "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" و"لودفيغ فيورباخ". وقد توفي ماركس قبل أن يتمكن من انجاز مؤلفه العظيم عن رأس المال. أما مسودة المخطوطة فكانت جاهزة. وهكذا قام إنجلز بالعبء الثقيل بعد وفاته صديقه فنقح واصدر المجلدين الثاني والثالث من "رأس المال": فقد نشر المجلد الثاني في 1885 والثالث في 1894 (و لم يتوافر له الوقت لتحضير المجلد الرابع). ولقد اضطر لبذل مجهود كبير جدا لتحضير وإصدار المجلدين المذكورين.
بعد حركة 1848 – 1849 لم يتجل نشاط ماركس وإنجلز في المنفى في ميدان العلم فقط. فقد أسس ماركس في سنة 1864 "جمعية الشغيلة العالمية" التي امن قيادتها مدة عشر سنوات. وكذلك أسهم إنجلز بقسط نشيط في شؤونها. وبعد وفاة ماركس أصبح إنجلز وحده المستشار والمرشد للاشتراكيين الأوروبيين. وفي 05 عشت 1895 توفي فريديريك إنجلز في لندن. لقد كان إنجلز بعد صديقة كارل ماركس (المتوفي في 1883) ابرز عالم ومرب للبروليتاريا المعاصرة في العالم المتمدن بأسره. ومنذ أن جمع المصير كارل ماركس وفريديريك إنجلز أصبح عمل حياة الصديقين عملا مشتركا. لقد كان ماركس وإنجلز أول من بينا أن الطبقة العاملة تولد بالضرورة مع مطالبها من النظام الاقتصادي الحالي الذي مع البرجوازية يخلق وينظم البروليتاريا بصورة حتمية. وبينا أيضا انه ليست المحاولات الطيبة التي يقوم بها هؤلاء أو أولائك الأشخاص الكرماء هي التي ستحرر الجنس البشري من البلايا التي تضغط عليه في الوقت الحاضر بل النضال الطبقي التي تخوضه البروليتاريا المنظمة. وقد كان ماركس وإنجلز أول من برهنا في مؤلفاتهما العلمية على أن الاشتراكية ليست ضربا من تخيلات الحالمين بل هي الهدف النهائي والنتيجة الضرورية لتطور القوى المنتجة في المجتمع المعاصر. إن كل التاريخ المكتوب حتى أيامنا هذه قد كان تاريخ نضال الطبقات وتعاقب سيطرة وانتصارات طبقات اجتماعية على طبقات أخرى. وهذه الحالة ستدوم ما دامت أسس نضال الطبقات والسيطرة الطبقية قائمة – أي ما دامت الملكية الخاصة والإنتاج الاجتماعي الفوضوي قائمة. إن مصالح البروليتاريا تتطلب تدمير هذه الأسس فينبغي إذن أن يوجه ضدها نضال العمال المنظمين الواعي الطبقي. والحال إن كل نضال طبقي هو نضال سياسي.
فريدريك أنجلس
1820-1895
و تكتب في بعض الترجمات فريدريك أنجلز الصديق الحميم لـ كارل ماركس ، و هو من مواليد بارمن في ألمانيا من أصل يهودي ، ساعد كارل ماركس مادياً ، و فكرياً ساهم في كتابة ، البيان الشيوعي ، من أهم أعماله،، أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة ،، لودفيج فيورباخ و نهاية الفلسفة الألمانية الكلاسيكية ،، الرد على دهرينغ ،، مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي ،،
التقى فريدريك أنجلز في فرنسا في 1844 و اثناء مروره بباريس ب كارل ماركس ، و الذي كان يراسله منذ بعض الحين ، ففي باريس و و بتاثير الاشتراكيين الفرنسيين و الحياة الفرنسية كان ماركس قد غدا ايضا اشتراكيا ، و هناك كتب الصديقان معا "العائلة المقدسة او انتقاد النقاد". و هذا الكتاب الذي كتب ماركس القسم الاكبر منه و الذي صدر قبل سنة من صدور كتاب : "حالة الطبقة العاملة في إنجلترا" يضع الاسس للإشتراكية العلمية
و من سنة 1845 إلى 1847 عاش انجلز في بروكسل و باريس ، رابطا دراسته العلمية بالنشاط العملي بين العمال الالمان في هاتين المدينتين. و في تلك الفترة اقام ماركس و انجلز علاقات مع المنظة الالمانية السرية المسماة "عصبة الشيوعيين" التي عهدت لهما بعرض المبادئ الاساسية للاشتراكية ، التي صاغاها و هكذا صدرا في سنة 1848 بيانهما المشهور: "بيان الحزب الشيوعي". و الذي يسمى اختصارا البيان الشيوعي.
اما ثورة 1848، التي اندلعت اولا في باريس ثم امتدت إلى البلدان الاخرى في أوروبا الغربية فقد جعلت ماركس و انجلز يقرران العودة إلى بلادهما ، قاما على راس الجريدة الديمقراطية "الجريدة الرينانية الجديدة" التي كانت تصدر في مدينة كولونيا ، و كان الصديقان روح جميع المساعي الثورية الديمقراطية في بروسيا الرينانية ، و قد دافعا باقصى القوة و العزم عن مصالح الشعب و الحرية ضد القوى الرجعية ، غير ان الغلبة كانت لهذه القوى الرجعية كما هو معلوم ، فعطلت "الجريدة الرينانية الجديدة". و لما كان ماركس قد فقد جنسيته البروسية اثناء هجرته فقد طرد ، اما انجلز فقد اشترك في انتفاضة الشعب المسلحة و اشتراك في ثلاث معارك من اجل الحرية ، و بعد هزيمة الثوار هرب إلى لندن عن طريق سويسرا.
بعد حركة 1848 – 1849 لم يتجل نشاط ماركس و انجلز في المنفى في ميدان العلم فقط ، فقد اسس ماركس في سنة 1864 "جمعية الشغيلة العالمية" التي قادها لمدة عشر سنوات ، و كذلك اسهم انجلز بقسط نشيط في شؤونها ، اما "الجمعية العالمية" التي كانت حسب فكرة ماركس توحد البروليتاريين من جميع البلدان فقد كان نشاطها ذا اهمية كبرى في تطور الحركة العمالية ، و مع ان هذه الجمعية قد حلت في السنوات السبعين فان الدول التوحيدي الذي قام به ماركس و انجلز لم يتوقف بل خلافا لذلك نستطيع القول بان دورهما كمرشدين فكريين للحركة العمالية كان يتعاظم دائما لان الحركة نفسها كانت تتطور دونما توقف ، و بعد وفاة ماركس اصبح انجلز وحده المستشار و المرشد للاشتراكيين الاوروبيين ، و اليه كان ياتي لطلب النصائح و الارشادات الاشتراكيون الالمان الذين لم تنفك قوتهم تنمو نموا سريعا ، رغم الاضطهادات الحكومية و كذلك ممثلوا البلدان المتاخرة بحركاتها اليسارية مثل الاسبانيون و الرومانيون و الروس الذي كان عليهم ان ينتصروا و يزنوا خطاهم الاولى. فقد كانوا جميعا ينهلون من الينبوع الدفاق ينبوع معارف انجلز و تجربته.
توفي فريدريك أنجلز في 5/8/1895 م في لندن
مراجع هامة
كتاب فريديريك انجلز - حياته و اثاره
تأليف فلاديمير إيليتش أوليانوف لينين
طبعة دار التقدم موسكو