يوهان كريستوف فريدريش فون شيللر Johann Christoph Friedrich von Schiller ( ولد في مارباخ 1759- ومات في فايمار1805) هو شاعر ومسرحي كلاسيكي ألماني. يعتبر هو و جوته مؤسسي الحركة الكلاسيكية في الأدب الألماني, ويعتبر من الشخصيات الرئيسية في التاريخ الأدبى الألماني.
فهرس
|
ولد شيللر في 10 نوفمبر 1759 في مارباخ الواقعة علي نهر النيكار في الجنوب الألماني. وكان والده ضابطا و طبيبا في جيش الدوق كارل أويجين في شتوتجارت. وكانت لدى والدته نزعة متدينة. فزرعت في نفس شيللر حب الدين و الأخلاق و المثل العليا.
وقد التحق شيللر في طفولته و صباه بمدرسة القرية في لورش, ثم بالمدرسة اللاتينية في لودفيجسبورج. وبعد أن أنهي دراسته فيهما أراد أن يدرس اللاهوت, ولكن آماله تلك فشلت بسبب الدوق كارل أويجين الذى فرض على شيللر الدخول إلى الأكاديمية العسكرية.
وكان الدوق كارل أويجين قد أسس مدرسة عسكرية تكون مهمتها تخريج الضباط والجنود و القادة في جيش الدوقية.
والتحق بها شيللر عام 1773 واختار في البداية أن يدرس القانون ، ولكنه تحول في عام 1775 إلى دراسة الطب. وقد بدأ شيللر يكتب في هذه الفترة محاولات شعرية و مسرحية تحت تأثير فريدريش جوتليب كلوبشتوك و جوتهولد إفرايم ليسسنج, وقد نشر من هذه المحاولات الأولي في الكتابة قصيدة المساء Der Abend .
وبدأ شيللر في عام 1777 في مسرحيته الأولي اللصوص Die Raüber تحت تأثير أفكار عصر التنوير. وفي هذه المسرحية يتجسد الرفض المطلق للسلطة المطلقة, والنزوع نحو الحرية الاإنساني من الاضطهاد والظلم الاجتماعي. وبذلك أصبح شيللر من الممثلين الأساسيين لأفكار حركة العاصفة و الاندفاع "روحي ظامئة إلى الحرية".
وكان العرض المسرحي الأول لمسرحية شيللر اللصوص في 13 يناير 1782فى مانهايم, والذي نجح نجاحا أسطوريا جعلت من شيللر بين ليلة و ضحاها من ألمع الشخصيات الأدبية في ألمانيا. وحين فرض الدوق كارل أويجين قرارا بمنع كتابات شيللر لما فيها من التحريض عبي الطغيان و الاستبداد والدعوة إلي الحرية, قرر شيللر الهروب مع صديق صانع آلات الكمان شترايشر إلي مانهايم.
وهناك بدأ شيللر كتابة مسرحية جديدة هي فييسكو والتي اكتملت و عرضت في عام 1984. وأصابت شيللر في هذه الفترة أزمة مالية و نفسية, والتي نجح في اجتيازها وذلك بفض عمله في صحيفة تاليا .وتوالت بعد ذلك أعماله الدرامية, فكتب دسيسة وحب التي ينقد فيها زيف المجتمع و قسوته. وكانت دوقية فايمار في ذلك الوقت عاصمة للأدب في ألمانيا ففيها جوته وهردر و فيلاند, وكان الدوق كارل أوجوست فون زاكسن-فايمار محبا للفن والمسرح, فازدهرت الحياة الفنية و الأدبية في دوقيته.
وكان شيللر وسط الأزمات المادية التي تلاحقه, يريد أن يستقر ماديا ليتفرغ لأعماله, فارتحل إلي فايمار بعد أن دعاه الدوق إلي المجىء إليها في عام 1784. وفي فايمار التقي شيللر بجوته, الذي ربطت بينهما صداقة عميقة, كانت من أشهر الصداقات في التاريخ الأدبي.وقد
تأثر شيللر بأفكار جوته كما تأثر جوته بأفكار شيللر. وفي فايمار وجد شيللر المكان الذي كان يتمناه, فهناك الصداقات الأدبية و الأحاديث مع نبلاء الأسرة الملكية. وفي هذه الفترة كتب شيللر واحدة من أروع قصائده, التي لحنها بيتهوفن فيما بعد في سيمفونيته الناقصة, و المسماة ب"إلى السعادة". وفيها يمجد شيللر الرغبة الإنسانية الجارفة نحو السعادة, رغم الآلام التي تكبل روح الإنسان.
وفي تلت الفترة ازداد اهتمام شيللر بالتاريخ, الذي يعتيه المنبع الحقيقي للتجارب الإنسانية. ومن كتابات شيللر التاريخية: تاريخ سقوط الأراضي الواطئة من الاحتلال الإسباني. وقد أصبح شيللر أستاذا للتاريخ في جامعة يينا عام 1987, وذلك بتوصية خاصة من جوته. وكانت محاضرته الأولي بعنوان"ما المعنى والهدف من دراسة التاريخ العالمي؟" .
كما اهتم شيللر بالفلسفة, وتأثر بفلسفة كانت ، وكانت له أيضا كتابات فلسفية حول الفن والأدب.ومن هذه الكتابات الفلسفية:"عن الشعر الحساس و الشعر الفطري". وكتب شيللر المسرحيات التاريخية التى تعكس اهتمامه العميق و المتجذر بالتاريخ.
فكتب الثلاثية المسرحية فالنشتاين التي تدور حول شخصية فالنشتاين أحد القواد العسكريين, في حرب الثلاثين عاما. وكتب في سنة 1800 مسرحية ماريا ستيوارت حول ملكة إستكلندا ماريا ستيوارت و صرعها مع أختها ملكة إنجلترا إليزابيث. وكتب في سنة 1801 مسرحية عذراء أورليان حول كفاح جان دارك الفرنسة. ثم كانت آخر أعماله فلهلم تل حول شخصية أحد الثوار في سويسرا.
وقد مات شيللر في عام 1805 بعد صراع طويل مع المرض لم يتوقف خلاله عن الكتابة و الإبداع الشعري و المسرحي.