فرانتس جريلبارتسر Franz Grillparzer (ولد في فيينا 15 يناير 1791- ومات في فيينا 21 يناير 1872) هو أديب وكاتب مسرحي نمساوي.
فهرس
|
ولد فرانتس جريلبارتسر في فيينا في 15 يناير 1791. وقد أنهى في الفترة بين 1804 إلى 1807 دراسة تمهيدية في الفلسفة في جامعة فيينا, ثم بعدها مباشرة دراسة الحقوق. ولكن الأسرة سرعان ما دخلت في أزمات مالية بعد موت الوالد, ولذلك لجأ إلى إعطاء الدروس الخاصة لأبناء البلاد, لكي يستطيع مواصلة دراسة القانون, والتي أنهاها في عام 1811.
واكب مولد فرانتس جريلبارتسر أحاث كبيرة, ففي نفس العام توفي الموسيقار موتسارت, وازداد تأثير الثورة الفرنسية, وامتدت شعلتها داخل و خارج فرنسا. وكانت النمسا قد أصبحت قوة سياسية مستقلة, وفي نفس الوقت كانت تعتبر جزءا سياسيا و فكريا من المنطقة الألمانية كلها. وقد ظل ذلك حتى وقت انفصالها التام عن ألمانيا في حرب عام 1866. وقد أثرت هذه الأحداث في فرانتس تأثيرا كبيرا.
وقد عانى جريلبارتسر من النظام السياسي القائم في بلاده, وكان طغيان هذا النظام متمثلا في الرقابة و البوليس. وكان يشعر بالغضب من هذه الرقابة المتسلطة, وكان يقول :" يبدو أنه ليس لي مكان في هذه الباد, ولكن أحب إلى نفسي أن أفعل و أقاسي كل شيء من أجلها". ولكن عندما انطلقت الثورة الشعبية في النمسا عام 1848, أدرك جريلبارتسر أن إطلاق الحرية الشخصية بلا عنان ولا ضابط, سوف يؤدي إلى تحطيم النمسا التي كانت تحتوي على العديد من القوميات.
وبعد الهزائم التي لحقت بلاده في عام 1859 و عام 1866 في إيطاليا, ازداد تالم جريلبارتسر وحزنه على بلاده. ومن فيينا سافر جريلبارتسر ثلاث مرات إلى ألمانيا ، وقد التقى بجوته في أحد هذه المرات عام 1826. وقد سافر أيضا إلى فرنسا و إنجلترا و تركيا و اليونان.
ومن الشخصيات التي أثرت في جريلبارتسر, يوزف شرايفوجل Josef Schreivogel الذي كان يشجعه ، وقد أخذ بيده وقدمه إلى عالم المسرح بأول مسرحياه وهى الجدة الأولى Ahnfrau. وأكثر صديقات الأديب إخلاصا له كانت كاتارينا فرولش, التي أحبها وخطبها ولكنهما افترقا بعد ذلك. ولكن كانت بينهما صداقة هادئة, ولأن تلك الخطوبة لم تتوج بالزواج كان يطلق عليها" العروس الأبدية".
ولم يكن جريلبارتس شاعرا غنائيا ذا أهمية كبيرة, وقد علل هو نفسه ذلك بقوله: "إنني ألجأإلى الشعر الغنائي فقط, كوسيلة لراحة النفس". وقد توفي فرانتس جريلبارتسر في 21 يناير 1972, في مدينة مولده فيينا, وقد أوصي ان تكون كاتارينا فرولش هي وريثت, وقد عاشت بعده سبع سنوات واعتنت بأشعاره و أعماله الدبية بإخلاص بعد وفاته.
يعد فرانتس جريلبارتس مؤلفا مسرحيا من المقام الأول. ولكننا بالرغم من ذلك ندين له بواحدة من أهم الأعمال الكلاسيكية القصصية في الأدب الألماني. ففي عام 1848 أصدر رائعته النثرية العازف الفقير Der arme Spielmann. ويصور فيها شقاء الفنان وتحطم أحلامه الوردية, على صخرة العالم القاسية.
ولو نظرنا إلى أعمال جريلبارتسر المسرحية, لوجدنا أنها كلها أعمال مأساوية ، باستثناء مسرحية ويل للكاذب. وتدور هذه المسرحيات حول موضوعات أربعة: فمنها ما يدور حول مأساة الذات, وهي مسرحيات: الجدة الأولى و سابفو وبحارة السفينة أرجو و ميديا. ومنها ما يدور حول موضوع الوطن, وهي: الملك أوتو كار و سعادته ونهايته و خادم مخلص لسيدة. ومنها ما تتأرجح احداثها بين الحلم و الحقيقة, وهى : أمواج البحر و الحب والحياة حياة. أما المسرحيات الأخرى وهي : ليبوسا وصراع الأخوة في هابسبورج و اليهودية من طليطلة و إستر, فتدور حول مأساة الإنسانية.
من مقدمة مسرحية الجدة الأولى ...ترجمة وتقديم د. باهر الجوهري من سلسلة" من المسرح العالمي" سنة 1982