الأسر بمصر القديمة |
مصر قبل الأسرات |
عصر نشأة الأسرات |
عصر الأسر المبكرة |
1 - 2 |
الدولة القديمة |
3 - 4 - 5 - 6 |
فترة إنتقالية أولى |
7 - 8 - 9 - 10 - |
11 (طيبة فقط) |
الدوله الوسطى |
11 (كل مصر) |
12 |
فترة إنتقالية ثانية |
13 - 14 - 15 - 16 - 17 |
الدولة الحديثة |
18 - 19 - 20 |
فترة إنتقالية ثالثة |
21 - 22 - 23 - 24 - 25 |
العصر المتأخر |
26 - 27 - 28 |
29 - 30 - 31 |
العصر الإغريقي والروماني |
بطالمة - الإمبراطورية الرومانية |
الفترة المصرية الإنتقالية الأولى هو الاسم الذي اطلقه علماء المصريات علي الفترة ما بين نهاية الدولة القديمة للمملكة وحلول الدولة الوسطى.
عصر الاضمحلال الأول
. . و كان فترة اضطرابات و قلاقل . . حيث انهار نظام الحكم المركزي . . و تسمى كل من استطاع باسم فرعون سقوط الدولة القديمة و الثورة الإجتماعية
يطلق مصطلح عصر الاضمحلال الأول في التاريخ المصري القديم على الفترة من نهاية الأسرة السادسة و انهيار السلطة الملكية المركزية . . حتى إعادة توحيد البلاد على يد الأسرة الحادية عشرة . .
و يبدو مانيتون . . أو بالأحرى أفريكانوس عن مانيتون . . و هو يكتب مؤرخا لهذا العصر في أسوأ حالاته . . فيذكر أن الأسرة السابعة تتكون من سبعين ملكا حكموا سبعين يوما . . و يؤرخ للأسرة الثامنة بسبعة و عشرين ملكا في 146 عاما . . و للأسرتين التاسعة و العاشرة في هيراكليو بوليس بتسعة عشر ملكا مجتمعين حكموا في 594 عاما . . و الأسرة الحادية عشرة في طيبة . . بستة عشر ملكا في ثلاثة و أربعين عاما . .
أما رواية إيوسيبوس عن مانيتون فتبدو أقل شطحا في الخيال . . و إن لم تستلهم من الواقع أقله . . فعلى طول هذه المرحلة لم يذكر ملك واحد بالاسم عدا أخيتوس . . من ملوك الأسرة التاسعة . . و الذي هو أسوأ من كل أسلافه . .
على أية حال ما كتبه مانيتون لا يعدو كونه تاريخا خرافيا . . غير ذي صلة بالواقع . . لكنه في تقسيمه العام قد وضع خطة للكتابة نناقشها فيما يلي . .
تدعي إحدى النظريات أن انخفاضا في درجة حرارة الكوكب قد أدى إلى انخفاض مخيف في مستوى الأمطار الموسمية . . و بالتالي إلى انخفاض مستوى فيضان النيل . . و أن ذلك الانخفاض في مستوى الفيضان قد تتابع لعقدين أو ثلاثة في أواخر حكم بيبي الثاني . . منذ نحو 2200 سنة قبل الميلاد . . و يظهر ذلك في انخفاض مستوى المياه في بحيرة منخفض الفيوم انخفاضا ملحوظا . . مما أدى إلى مجاعة هائلة . . و لعل المثل المصري القديم عن انخفاض مستوى النهر حتى لتعبره على الأقدام دليل على تلك المأساة . .
و لما كان هذا الانخفاض في مستوى الأمطار عالميا فإنه لم يكن يشمل شرق أفريقيا فحسب . . بل امتد إلى الشرق الأوسط . . مما أدى إلى نزوح جماعات هائلة من سكان شرقي النيل و غربه إلي وادي النيل التماسا للغذاء . .
و تفصيل ذلك أن البدو رغم الهزيمة المنكرة التي لحقت بهم في عهد بيبي الأول لم يفقدوا الأمل في غزو مصر التي كانت في تلك الفترة تزخر بالثراء و الغنى . . و قد سنحت لهم الفرصة في عهد بيبي الثاني لنيل مآربهم إذ كانت الأحوال مهيئة لذلك فقد كان كل حاكم من حكام المقاطعات الوراثيين في الوجه القبلي منهمكا في المحافظة على مقاطعته التي تعد بمثابة مملكة صغيرة مستقلة ضد المجاعة . . أما في الوجه البحري فيحتمل أن القوم كانوا ملتفين حول الملك . . حيث مقر حكمه . . غير أنه ليس لدينا من الوثائق التاريخية ما يحدد لنا الموقف بالضبط . . لكن على أية حال كان موقف الحكومة المصرية في هذا العهد في حالة يرثى لها . .
و كانت الضرائب في مصر تحدد سنويا على أساس مستوى الفيضان . . على أساس مقدار ما يمكن للفلاح زراعته لا على ما يزرعه فعلا . . و ربما كان ارتفاع الضرائب في ظل انخفاض المحاصيل هو الشرارة الأولى التي أدت إلى أول ثورة إجتماعية سجلها التاريخ . .
و قد كان من جراء امتداد الفوضى أن ساد البلاد الخوف و انتشر القحط . . و عم الانحلال الخلقي و عدم المبالاة بالتقاليد الدينية و المعتقدات الموروثة . . و ليس لدينا وثائق تاريخية تنير لنا الطريق خلال هذا العصر المظلم اللهم إلا معلومات ضئيلة جدا . . لكن من جهة أخرى قد اسعفتنا الوثائق الأدبية الشعبية مما يمكن أن نسميه مراثي الدولة القديمة . . و ترجع معظمها إلى أوائل الدولة الوسطى . . و الواقع أن أزمة هذا العصر قد طال أمدها فأثرت على أذهان القوم . . و بخاصة على أفكار الحكماء و أهل الفكر و على خيال القصاصين . . فنراهم يصورون ما حاق بالبلاد من ضعف و شدة و ما قاست من ويلات و خراب بعبارات مؤثرة قوية خارجة من الأعماق . . بينما يشير بعضها الآخر إلى غزو الساميين حاملي السهام . .
و أهم ما وصل إلينا من هذا العصر كتاب تحذيرات نبي . . و هو من الكتب الأدبية النادرة في حسن تركيبها و تأثيرها في النفس . . حتى أن أدباء العصور التالية كانوا يحتذون منه نموذجا أدبيا يدرس . . و لا نبالغ إذ نقول أن هذه القطعة الأدبية تصف لنا أول انقلاب اجتماعي معروف في التاريخ . . و لعلنا لا نبالغ إذا ما شبهناه بالثورة البلشفية في أوائل القرن العشرين . .
و موضوع هذه التحذيرات هو أنه حاقت بالبلاد مصيبة شنعاء في عهد أحد حكام الأزمان القديمة . . فثار عامة الناس على الموظفين و علية القوم . . و عصي الجند المرتزقة من الأجانب قادة البلاد . . و يحتمل أن الساميين قد هددوا الحدود الشرقية أيضا . . و بذلك انحل الحكم المنظم في مصر بالجملة . . لكن الملك الطاعن في السن كان يعيش في طمأنينة في قصره . . لأنه كان يغذى على الأكاذيب . . و عندئذ ظهر حكيم يدعى إي بور و أخبر الملك بكل الحقيقة فوصف له البؤس الذي عم البلاد و تنبأ بما سيأتي بعد . . و حرّض سامعيه على أن يحاربوا أعداء البلاد . . و ذكّرهم بأن العبادات لابد أن تعاد إلى ما كانت عليه . .
و العهد الذي حدث فيه هذا الانحلال لابد و أن يكون في نهاية الدولة القديمة . . و ذلك أنه أنه في ختام الأسرة السادسة اختفت مصر عن الأعين فجأة و صارت في ظلمة كأن مصيبة عظمى قد نزلت بها . . و أن ما ذكر هنا من أن الملك الذي كان يخاطبه الحكيم كان مسنا ليتفق تماما مع الحقائق التاريخية . . لأن الملك الذي اختفت معه الدولة القديمة لابد و أن يكون بيبي الثاني الذي جلس على العرش في السنة السادسة من عمره . . و حكم أربعة و تسعين عاما . . كما نقل المصريين أنفسهم . .
يبتدئ المتن بوصف البؤس العام الذي حل بالبلاد من سرقة و قتل و تخريب و قحط . . و تفكك الإدارة و القضاء على التجارة الخارجية . . و غزو الأجانب و تولية الغوغاء مراكز الطبقات العليا . . فيذكر الحكيم أن أهل الصحراء قد حلوا مكان المصريين في كل مكان و أصبحت البلاد ملآي بالعصابات . . حتى أن الرجل كان يذهب ليحرث أرضه و معه درعه . . و شحبت الوجوه و كثر عدد المجرمين و لم يعد هناك رجال محترمون . . و فقد الناس الثقة في الأمن . . و على الرغم من فيضان النيل فقد أحجم الفلاحون عن الذهاب لفلاحة أرضهم خشية اللصوص و قطاع الطرق . . و صارت النساء عواقر و لم يعد هناك حمل . . بسبب إعراض خنوم عن هذا العمل غير المجدي . .
و أصبح المعوزين يمتلكون أشياء جميلة . . بينما نجد الأشراف في حزن لا يشاطرون أهليهم أفراحهم . . ثم إن القلوب صارت ثائرة و الوباء انبعث في كل الأرض . . و الدم أريق في كل مكان . . و كثر عدد الموتى حتى أصبحت جثثهم من الكثرة بحيث استحال دفنها . . و لذلك فإنها ألقيت في الماء كالماشية الميتة . . و أصبح أصحاب الأصل الرفيع مفعمين بالحزن بينما امتلأ الفقراء سرورا . . و كل بلدة تنادي قائلة . . فليقص أصحاب الجاه عنا . . و صارت الأرض تدور كعجلة الفخاري . . فأصبح اللص صاحب ثروة . . و تحول النهر إلى دماء عافتها النفوس . . و دمرت البلاد و صار الوجه القبلي صحراء جرداء . . و أصبحت التماسيح في تخمة بما قد سلبت . . و انتشر حفارو القبور في كل مكان بسبب كثرة الموتى . . و خربت البيوت . . و أصبح المصريون لا يرون الآن . .
و صار الذهب و اللازورد و الفضة و الياقوت تحلي جيد الجواري بينما تمشي السيدات النبيلات في طول البلاد يقلن : ليت لدينا بعض الشيء لنأكل . . و صارت أعضاؤهن في حالة يرثى لها لما عليها من خرق بالية و قلوبهن تنفطر حزنا عندما يشاهدون أنفسهن على حالتهن هذه . .
و أصبح مهندسو السفن الملكية يشتغلون عمالا عاديين . . و لم يعد الناس يذهبون إلى ببلوص . . جبيل لبنان . . لإحضار خشب الأرز لأجل الموميات و أصبحت المدن لا تؤدي الضرائب بسبب القلائل و أصبحت الخزينة من غير دخل . .
و قضي على الضحك فلم يعد يسمع . . بينما أخذ الحزن يمشي في طول البلاد و عرضها ممزوجا بالأسى . . و كره الناس الحياة حتى أصبح كل واحد منهم يقول : ياليتني مت قبل هذا . . و الأطفال الصغار يقولون : كان يجب عليه ألا يجعلنا على قيد الحياة . . و أولاد الأمراء يضرب بهم عرض الحائط . . و الأطفال حديثو الولادة يلقون على قارعة الطريق . .
و انتزعت موميات علية القوم من مقابرهم و ألقيت في الطريق العام . . و أصبح سر التحنيط جهرا . . و ألقي المواطنين على أحجار الطواحين . . و أصبح الذين كانوا يرتدون الكتان الجميل يجلدون . . و اضطرت سيدات الطبقة الراقية اللائي كن يسكن في البيوت إلى العمل الشاق في حرارة الشمس . . و أصبحت اللائي كن على أسرة أزواجهن ينمن على مضاجع مقضة . . و صارت السيدات مثل الجواري . . و تحولت أغاني العازفين أناشيد حزن . .
و أصبح الرجل الأحمق يشك في وجود الإله فيقول : إن عرفت أين يوجد الإله قدمت له قربانا . . و أصبحت الماشية و القطعان تندب بسبب حالة البلاد . . و الرجل يقتل أخاه من أمه . . و الطرق شائكة فاللصوص يكمنون في الحشائش حتى يأتي المسافر في ظلام الليل ليسلبوا منه حمله و يسرقوا ما عليه ثم يضربونه بالعصى حتى يقطع نفسه ثم يذبح ظلما . .
و قد انمحى ما كان يشاهد بالأمس و اتلفت المحاصيل و أصبح القوم يأكلون الحشائش . . و لم عد هناك فاكهة و لا أعشاب تقدم للطيور . . و قد أصبحت القاذورات تختطف من أفواه الخنازير بسبب الجوع . . و انعدمت الغلال . . و جرد القوم من الملابس و العطر و الزيت و صارت المخازن خاوية . .
و سلبت كتابات قاعة المحاكمة الفاخرة . . و أذيعت التعاويذ السحرية التي كانت ملكا للحكومة . . و نهبت الإدارات العامة . . و مزقت قوائمها . . و ذبح الموظفون و صار القوم يطأون بأقدامهم قوانين قاعة المحاكمة . . و الفقراء يروحون و يجيئون في البيوت العظيمة . . المحاكم العليا القديمة . . دون خوف أو وجل . .
بعد ذلك يأخذ الحكيم في وصف مصائب حلت بالبلاد تفوق بمراحل تلك التي سبق أن شكا منها . . إذ تنهار الملكية و ينتصر العامة . . و هنا يظهر ثانية كيف أن الأغنياء قد صاروا فقراء بينما أصبح الغوغاء أثرياء فيقول :
انظر . . فقد حدثت أشياء لم تحدث فيما مضى . . إذ اغتصب الفقراء القبر الملكي . . و أصبح الملك الذي دفن كصقر يرقد على نعش . . و آل الأمر إلى أن حرمت البلاد الملكية بسبب بعض القوم الذين لا شعور لهم . . و أظهر الناس العداء للملك الذي جعل الأرضين في سلام . . و أفشيت الأسرار الملكية و صار مقر الملك رأسا على عقب . . و امتلأت الأرض بالعصابات و اغتصب الجبناء الرجال الشجعان . . و أصبح من لم يكن في مقدوره أن يصنع لنفسه تابوتا يملك قبرا قد اغتصبه لنفسه . . و ألقي بأرباب المكان الطاهر . . على قارعة الطريق . . و حدث أن الذي لم يكن يستطيع أن يقيم لنفسه حجرة أن ملك فناءا مسورا . . و طرد حكام البلاد و أصبحوا ينامون في المخازن . . و اضطرت السيدات الكريمات إلى الرقاد على الفراش الخشن . . و أصبح الرجل الميسور ينام ظمآنا . . و ذلك الذي كان يستجدي العقار صار يملك الجعة المسكرة . . و الذين كانوا يملكون الملابس أصبحوا في خرق بالية . . و ذلك الذي لا ينسج لنفسه أصبح يمتلك الكتان الجميل . . و من لم يبن لنفسه قاربا أصبح الآن صاحب سفن . . و من لم يكن له ما يظله أصبح يملك الأفياء . .
و هؤلاء الذين كانوا يملكون ما يأويهم أصبحوا الآن عرضة لزعازع العواصف . . و أصبح من كان يجهل الضرب على العود يملك قيثارا . . و ذلك الذي لم يكن يغني له أحد أصبح الآن مثني عليه من معبودة الموسيقى . . و أصبح من كان ينام أعزبا بسبب الحاجة يجد الآن سيدات نبيلات . . و من كان لا يملك شيئا صاحب ثروة . . و يمتدحه الأمير تملقا . . و من كانت لا تملك صندوقا صارت صاحبة صوان . . و من كانت تشاهد وجهها في الماء صاحبة مرآة . . و أصبح القصابون يغشون المعبودات فيقدمون لها ذبيحة من الأوز بدلا من الثيران . . و لم يعد هناك موظف في موضعه اللائق به . . و أصبح الناس كالقطيع المذعور منغير راع . . أما الماشية فهي تجول و لا أحد يعنى بها . . و كل إنسان يأخذ لنفسه ما يريد منها . . و أصبح الرجل يذبح أخوه بجواره فيتركه في الضيق لينجو بنفسه . . و لم يعد هناك صانع يعمل إذ أن العدو قد حرم البلاد حرفها . .
ثم يأخذ الحكيم في حث المخلصين للعرش على مقاومة أعداء الجالس عليه فيأمرهم بتدمير خصوم المقر الملكي . . صاحب الموظفين المتفوقين و القوانين العدّة . .
ثم ينتقل الحكيم إلى تذكير القوم بعبادة المعبودات القديمة . . و كيف كانت تجري فيما مضى . . و كيف يؤول أمرها في المستقبل . . فيذكرهم كيف كانت تجلب الإوز سمينة و تقرب . . و كيف كانت تقام عمد الأعلام عند مداخل المعابد . . و تنقش ألواح القربان . . و كيف كان الكهنة يطهرون المعبد . . و كيف كانت ترعى الأنظمة . . و تذبح الثيران . .
ينتقل الحكيم بعد ذلك إلى مخاطبة الملك المسن فيقول له : إن القيادة و الفطنة و الصدق معك . . و لكنك لا تنتفع بها . . فالفوضى ضاربة أطنابها في طوا البلاد و عرضها . . و لكنك مع ذلك تغذى بالأكاذيب التي تتلى عليك . . فالبلاد قش ملتهب و الإنسانية منحلة . . ليتك تذوق بعض هذا البؤس بنفسك . .
بعد ذلك يصف لنا الوقت السعيد الذي يحفظه المستقبل . . فيذكر أنه عندما تشيد ايدي الناس الأهرام . . و تحفر البرك و تنشئ للمعبودات مزارع فيها أشجار . . و عندما يكون السرور شاملا و كبار الموظفين واقفين ينظرون إلى الأفراح و هم يرتدون أجمل الثياب . . و عندما تكون الأسرة الوثيرة و وسادات العظماء محمية بالتعاويذ التي تقيهم الأرواح الشريرة . .
بعد ذلك نشاهد فجوة في المتن . . لابد و أنها كانت تحوي رد الملك على هذا الكلام . .
ثم يجيبه الحكيم بأن القوم يغطون وجوههم من المستقبل و يستمر في وصف سوء حال البلاد . . و اقتحام مقاصير القبور و حرق التماثيل . . غير أن المتن مهشم تماما . .
و نخلص من هذا المتن أن المجاعة قد حدثت . . تلتها ثورة اجتماعية . . واكبها غزو أجنبي أطاح بالدولة من أساسها . .
و إذن الأغلب أن الساميين من سوريا قد غزوا البلاد . . و لابد أن ذلك الغزو قد بدأ من شرق الدلتا . . و لعله أمتد حتى شمل أجزاءا من الوجه القبلي كما يظن الأستاذ بتري . . و لعل بعضهم قد تسمى فرعونا على نحو ما نرى من الأسماء السامية في ملوك الأسرة السابعة . . و لعل الأسرة السابعة المنفية نفسها هي بقية الأسرة السادسة التي حكمت من نفس المكان و قد أظهرت الاعتراف بسيادة الساميين في الدلتا عليها لفترة ما . . يدل على ذلك تذبذب الأسماء فيها بين المصرية و السامية . . لكن ذلك كله محض رجم بالغيب . . و العلم عند علام الغيوب. .
و لعل في ظهور الأزرار التي كانت تتخذ منذ نهاية الأسرة السادسة ثم اختفت في الأسرتين التاسعة و العاشرة . . دليل على انعدام الصلة السياسية لا العرقية بين الساميين و الليبيين . .
مرن رع – أنتي إم ساف الثاني 2185 – 2184
نتري كا رع 2184 - 2183
من كا رع 2183 – 2181 و قد عثر على اسمه في ورقة تورين . .
الأسرة السابعة أسرة محلية في منف . .
و قد روى مانيتون أن هذه الأسرة كانت تضم سبعين ملكا حكموا سبعين يوما . . و لا نظن أن مثل هذه الأسرة لها وجود بهذه الصفة . . و ربما ضرب مانيتون ذلك مثلا للفوضى العامة في ذلك الوقت . .
و الظاهر أن ملوك تلك الأسرة لم يشيدوا مبان عظيمة كأسلافهم . . كما لم يعثر في محاجر سيناء أو الحمامات على أي أثر منقوش . . و كان المتبع من قبل أن كل ملك من الذين أقاموا المباني الضخمة أن ينقش اسمه على صخور تلك الجهات تذكارا للحملات التي تجلب الأحجار النادرة لعماراته و مقابره . . و الواقع أننا لا نعرف شيئا عن آثار من الأسرة السابعة . .
نفر كا رع الأول 2181 - ؟ و قد عثر له على بعض الجعارين . .
نفر كا رع – نيبي
جيد كا رع – شيماي و قد عثر على اسمه في ورقة تورين . .
نفر كا رع – خندو و قد عثر له على أسطوانة من حجر اليشم الأخضر . . و يعتقد أنها صناعة سورية . .
مرن حور (مرسى ان حور ؟ ؟ )
نفر كا مين
ني كا رع . . رع إن كا و قد عثر على جعران له . . و على الرغم من الإشارات المصرية التي وجدت عليه فإن الرسم الذي عليه تدل على أصل سامي . . و هو يشبه الرسم على أسطوانة الفرعون خندو . .
نفر كا رع – تلولو . . رب الشمال
نفر كا حور ؟؟؟؟ - 2173 و قد عثر له على مراسيم . .
و من المحتمل جدا أن الأسرة المنفية التي لم تستمر لأكثر من تسع سنين قد اختفت حوالي عام 2173 . . و الظاهر أن قبل هذا التاريخ بعامين كانت المملكة الشمالية قد حرمت ريفها الخصيب . . إذ اقتطع منها أقليم آخر يحوى عدة مقاطعات . . و ذلك أن حاكم مقاطعة أهناس . . هيراكون بوليس . . و اسمه خيتي قد أعلن نفسه فرعونا على مصر العليا و السفلى . . و اتخذ لنفسه لقب مر إيب . .
و لا يعلم كيف انتهت تلك المملكة المنفية . . على أن شواهد الأحوال كلها كانت تنذر بسقوطها . . إذ كانت فريسة بين الساميين الذين كانوا يحتلون الدلتا . . و بين ملوك أهناس الجدد . .
و في ذلك الحين نجد مصر مقسمة ثلاثة أقسام . . ففي الوجه البحري كانت الدلتا في يد الساميين القادمين من سوريا . . و في مصر الوسطى كان حكام أهناس من الجنس الليبي هم المسيطرون . . و في الوحه القبلي كانت البلاد ملتفة حول حكام طيبة . .
الأسرة الثامنة من قفط
و الظاهر أنه كان من جراء الحركة التي قام بها حكام المقاطعات للمحافظة على مقاطعاتهم من المجاعة منذ الأسرة السادسة . . أن انفصل الأمراء المحليين بما تحت أيديهم من مقاطعات . . ثم ما يستتبع ذلك من معارك محلية نستمع إلى صداها في تحذيرات إيبور و نقوش مقبرة حاكم إدفو عن معركة بين فقط و طيبة من ناحية . . و إدفو و ألفنتين و هيراكو بوليس من ناحية أخرى . . و لعل في ذكرى هذه المعركة الغامضة ما يشير إلى وجود أمثالها مما لم يصل إلينا نبأه . .
و يبدو أن حاكم مقاطعة قفط آنس من نفسه القوة فضم إلى مقاطعته المقاطعات السبع العليا من الوجه القبلي . . و أسس مملكة مستقلة تحت سلطانه عن أسرة منف . . و المرجح أن هذه الأسرة قفطية قد مكثت نحو أربعين سنة . .
و نجد في قائمة العرابة المدفونة أسماء 17 ملكا حكموا زمنا في عهد هذه الأسرة . . و في قائمة تورين ثمانية ملوك فقط . . أما مانيتون فيذكر أن عدد ملوكها ثمانية عشر ملكا دون ذكر أسمائهم . . على حين أن قائمة سقارة لم يرد فيها ذكر فرعون بعد بيبي الثاني إلى أوائل الأسرة الحادية عشرة . . أي أنها أهملت الأسرات السابعة و الثامنة و التاسعة و العاشرة . .
أما الآثار فلم تكشف ما يشفي الغلة . . حقا أنه يوجد في سقارة بعض أهرام لابد أنها أقيمت بعد عهد بيبي الثاني . . غير أن اسم ملك ما لم يتحقق من بينها . .
و إذا حكمنا من خلال الأسماء التي ذكرتها قائمة العرابة المدفونة فنجد نفر كا رع . . و ددف رع . . و نفر إر كا رع . . و غيرها من الأسماء المصرية الصميمة مما يرجح أن سيادة الساميين لم تصل قط إلى ذلك العمق . .
و قد كانت نقطة ضعف ملوكها أن غمروا وزرائهم الذين كانوا ينتخبون من أسرة خاصة بسلطة واسعة . . حتى أنهم كانوا في الواقع هم المسيطرون الحقيقيون على شئون المملكة . .
و قد عثر على مقبرة لأحد حكام مقاطعة إدفو في بلدة المعلة . . منتصف الطريق بين إسنا و أرمنت على الشاطئ الأيمن للنيل . . و يفهم من نقوشها أن الحركة الإنفصالية التي قام بها فراعنة قفط لم تقبلها المقاطعات الثلاثة الجنوبية . . ألفنتين و إدفو و هيراكن بوليس . . بل حارب أهلها من أجل استقلالهم ضد طيبة و قفط . . في جانب ملك لم تعينه النقوش . . و قد ختمت هذه الحروب بانتصار طيبة و قفط . .
واج كا رع – بيبي سنب 2173 – 2169
نفر كا مين – عنو 2169 – 2167
قا كا رع – إبي 2167 – 2163
نفر كاو رع الثاني – خا_ _ 2163 – 2162
نفر كاو حور – خوي هاب 2162 – 2161 Neferkawhor Khuwihap و قد عثر له على عدة مراسيم في قفط نفسها . .
منها مرسوم خاص بوقف تمثال لفرعون . . و قد ارسل الأمر الخاص بهذا الوقف إلى رئيس كتبة الحقول للمقاكعات الخامسة و السادسة و السابعة و الثامنة و و التاسعة . . من مقاطعات الوجه القبلي لتنفيذه . . و لا نزاع في أن جميع الحقول الفرعونية في المقاطعات المذكورة هي المقصودة بحبسها على التمثال . . مما يدل على ضئالة ممتلكات الفرعون في تلك المقاطعات . . و لا ريب أن سبب تناقص أملاك الفرعون إنما يعزى إلى ما كان يهبه الفرعون من ها لحكام الأقاليم الوراثيين . . مما زاد في سلطانهم و قلل نفوذه . .
و منها مرسوم آخر ينصب فيه الفرعون وزيره شماي مديرا على الوجه القبلي . . و يضع تحت سلطانه الإثنتي و العشرين مقاطعة التي كان يشملها صعيد مصر مع ذكر كل منها حسب ترتيبها الجغرافي . .
و مرسوم آخر يلي السابق يعين فيه الفرعون وزيرا آخر . . لعله ابن شماي ليكون مديرا للوجه القبلي و قد حدد اختصاصاته بالمقاطعات السبع الجنوبية فقط . . و لعل الوزير قد أشرك معه ابنه في المقاطعات التي تحت سلطانه . . و يمكننا أن نستنتج أن وظيفة الوزير التي أنشأها الفرعون لكبح جماح حكام الأقاليم قد أصبحت ، تبعا لروح العصر وراثية . . يتولاها الابن عن الأب . . مما جعل نفوذ الملك صفرا . .
نفر إر كا رع 2161 – 2161
دمزاب تاوي (دمج اب تاوي ) ؟؟؟؟
و قد عثر له على مرسوم في قفط . . و هذا الفرعون لم يذكر في قوائم الفراعنة المعروفة لذلك العهد . . غير أنه من المحقق أنه كان من هذه الأسرة . . و قد تأكد ذلك من اسم الوزير الذي ذكر معه . .
و قد جاء في هذا المرسوم أن الفرعون كان يهدد بالعقاب الصارم كل أهل هذه الأرض الذين يعتدون على الأوقاف أو يتلفون أو يهشمون النقوش أو المعابد أو موائد القربان أو تماثيل الوزير إدي التي توجد في كل المعابد و الأماكن الدينية . .
أليس من المدهش أن نرى للوزير إدي تماثيل و قربان في كل المعابد التي في الوجه القبلي . . و أن يحافظ عليها و يعتنى بها بهذه الكيفية . . و أدهش من ذلك أنه بجانب العقاب الدنيوي الذي يلقاه كل من يتعدى على حقوق هذا الوزير نرى فرعون يعلق أهمية كبرى على العقاب في الآخرة . . يقول : إن المعتدين لن يجمعهم الإله مع الملائكة المطهرين . . بل سيوثقون و يكبلون و يساقون أسرى للمعبود أوزير و لمعبودات مدنهم . .
و هنا نشاهد أن أوزير و المعبودات المحلية صارت تعد قضاة . . و قد كانت هذه المكانة محفوظة من قبل لرع . . مما يدل على الانقلاب الديني ضد عبادة أون و مملكة منف . .
و أخيرا نراه يهدد بسخطه و غضبه كل الموظفين . . بما فيهم الفرعون و الوزير و الأمراء الذين يعارضون تنفيذ هذا المرسوم . . ! ! . .
و يضاف إلى هؤلاء عدة ملوك لا يعرف عنهم غير أسمائهم . . واج كا رع سخم كا رع إتي إيمحتب إسو إتنو
و لا يعرف كيف اختفى أمراء قفط الذين كانوا أصحاب السلطة في المقاطعات الجنوبية . . و ربما يعزى ذلك إلى ضعفهم و تغلب حكام طيبة عليهم . .
و يظن الأستاذ بتري أن الوجه القبلي قد غزاه في ذلك الوقت قوم من الجنوب . . و كان من جراء ذلك أن استوطن الغزاة طيبة . . و كان منهم فيما بعد سلالة ملوك الأسرتين الحادية و الثانية عشرة . . و مما يدعم هذا الفرض وجود دم نوبي في هؤلاء الملوك الذين كانوا يتسمون بأسماء منتوحتب . . و سنوسرت . . و امنمحيت . .
كانت البلاد قد اجتيحت من أطرافها . . فالساميون من الشرق و النوبيون من الجنوب و اللوبيون من الوسط . . و عادت البلاد سيرتها الأولى من الانقسام و الفوضى . . و لم يبق فيها تحت سلطان الجنس المصري الحقيقي إقليم واحد . .
الأسرة التاسعة في هيراكليو بوليس . .
كان مقر فراعنة الأسرتين التاسعة و العاشرة مدينة هيراكليو بوليس . . و تعرف الآن باسم اهناس المدينة . . و يظن بعض المؤرخين أن ملوكها من أصل ليبي . . و أنهم غزوا مصر عن طريق الفيوم حتى وصلوا إلى مدينة أهناس . . و اتخذوها عاصمة لملكهم . . لما لها من مكانة تاريخية و دينية . . فضلا عن كونها أعظم مدينة صادفتهم أثتاء زحفهم على البلاد . .
و الواقع أن مدينة أهناس كانت حاضرة ملوك الوجه القبلي . . نسوت . . قبل توحيد الأرضين . . هذا إلى أنها كانت من أقدم المواطن المقدسة في البلاد . . إذ يعزى إليها في الأساطير أن شو معبود الهواء قد رفع في هذه المدينة السماء عن الأرض . . و كانتا رتقا إذ ذاك . . و جعل الأرض يبسا . . و جاء كذلك في الأساطير أن رع معبود الشمس أرسل إلى هذه المدينة المعبودة سخمت . . و تختص بالحرب . . لتهلك بني الإنسان بسبب عصيانهم و ثورتهم على هذا المعبود المسن . . و في القصص الديني أن أوزير و حور ابنه قد توجا ملكين على البلاد في هذه المدينة . . و قد ذكر في كتاب الموتى – فصل 125 أنها أصل أحد القضاة الأثنين و الأربعين الذين يحاكمون في قاعة الحساب . . و يدعى كاسر العظام . .
و لا ريب أن دخول الليبيين مصر عن طريق الفيوم لا يبتعد كثيرا عن فترة دخول الساميين الشرقيين . . إذ نجدهم يستولون في 2175 على مقاطعات الأسرة السابعة المنفية في شمال الصعيد . . مما عجل بسقوطها . .
مري إب رع خيتي – أختيوس الأول 2160 - ؟؟؟؟ تركنا الدلتا عام 2173 و هي في يد الساميين و قد انهارت الأسرة المنفية بسبب فقدانها ريفها الخصب غذ سلبه منها ملوك أهناس . . و الظاهر أن الفترة من 2173 إلى 2160 قد قضاها ملوك أهناس في حروب مع الساميين للسيطرة على الدلتا . . على أنه ليس لدينا وثائق تدعم هذا الزعم . .
و يبدو أن أسلافه قد اقتضوا أمدا من الزمن حتى يتشربوا بالمدنية المصرية و يطلقوا على أنفسهم ألقاب الملك . .
و قد كان لخيتي الأول شهرة سيئة في التاريخ . . إذ تذكر الروايات عن مانيتون أن من بين الملوك التسعة عشر الذين حكموا في اهناس كان اختبوي خيتي أسوأ أسلافه . . و قد أنزل الضرر بكل سكان مصر . . و انتهى الأمر به إلى الجنون . . و أغتال حياته تمساح في مثل صارخ على العدالة الإلهية . . و عن ارستاتونيس السكندري أن الفرعون السابع و العشرين من ملوك طيبة و يدعى خوتورتوروس العاتي حكم سبعة أعوام ارتكب خلالها مظالم كثيرة . .
و لا نزاع في أن خيتي الذي عثر على اسمه في النقوش هو نفسه أختيوس الذي يذكره مانيتون . . غير أنه ليس لدينا من الوثائق التاريخية ما يؤكد وصف مانيتون . . لكن حوادث التاريخ خير شاهد على أن الذين يقومون بتأسيس دولة باغتصاب عروش غيرهم لا يبالون بما يعترضهم . . و لا يقيمون وزنا للمظالم التي يرتكبونها في سبيل أغراضهم . .
و لا غرابة إذا كان خيتي قد ظهر بمظهر المتوحش عند تأسيس ملكه في إهناس . . و لا غرابة إذا كان قد أحاط نفسه بهالة من الخوف حتى لا ينازعه أحد . .
ملك مجهول
نفر كا رع الثالث
نب كاو رع – أختيوس الثاني و قد جاء ذكره في قصة الفلاح الفصيح . . و يبدو بلا شك ممتازا بالنكات . . و يعده بعض المؤرخين آخر ملوك هذه الأسرة . .
ست أوت اختوي الثالث
ملك مجهول
مري _ _ _
شد _ _ _
حـ _ _ _
ملك مجهول
ملك مجهول
ملك مجهول
أوسر _ _ _ ؟؟؟؟ - 2130
الأسرة العاشرة في هيراكليو بوليس
مري حات حور 2130 - ؟؟؟؟
نفر كا رع الرابع - اختوي الرابع
وان كا رع (واح كا رع) – أختيوس الخامس
و يبدو أن البلاد كانت في ارتباك شديد و مشاحنات من طرفيها . . و لم يكن في مقدور فرعون إهناس أن يقبض على زمام الأمور . . فكانت الدلتا كما ذكر خيتي الثالث عندما كان ينصح ابنه خيتي الرابع في حال سيئة . . و لم يكن في مقدور خيتي الثالث إلا أن يهدئ الأحوال بعض الشيء . . و قد واتاه الحظ في الدلتا فنجح في التغلب عليها . .أما في الجنوب فكان حظه عاثرا . .
إذ منذ اعتلائه أريكة الحكم قامت بينه و بين أحد البيوتات الكبيرة في الجنوب منازعات كان لها خطرها عليه و على أخلافه . . و كان مقر حكومة هذا البيت الكبير الذي ظهر في الجنوب بلدة طيبة . . و كان حاكمها هو أنتف عا ابن أنتف الأول مؤسس هذا البيت . .
و من المحتمل أنه لم يمض طويل زمن على تولي أنتف عا إمارة طيبة حتى قامت المشاحنات بين إهناس و طيبة . . و قد بدأ النزاع من جانب فرعون كما ذكر خيتي الثالث مبديا أسفه على ما بدر منه . . و أن كل هذا قد حدث عفوا . . و لم يشعر بنتائجه حتى حلت الكارثة . .
و في بردية تدعى ورقة بطرسبرج . . وصلت إلينا منقولة عن نسخة يرجع تاريخها إلى الأسرة الثامنة عشرة . . في تعاليم وجهها وان كا رع إلى ابنه مري كا رع . . نجد إشارتين إلى سبب النزاع بين إهناس و أمير طينة الذي كان يعد من رعاياه في الظاهر . . يقول : إن مصر تحارب من الجبانة و تخرّب المقابر . . و قد فعلت ذلك نفسي و قد حدث ذلك فعلا . . و هذه إشارة إلى انتهاك حرمة المقابر و لابد أنها تشير إلى مدينة طينة المقدسة . . يقول : إنني استوليت عليها بالهجوم كالصاعقة . . ثم يقول : تأمل لقد حلت في زمني كارثة خرّبت أحياء طينة . . و قد حدث ذلك فعلا . . و قد كنت أنا السبب فيها . . و قد أحسست بجرمي بعد أن اقترفته . . و كان ذلك من سيئاتي . . فاحذر لأنه من عمل سيئة يجزى بمثلها . .
و على الرغم من غموض النص فإنه بإمكاننا أن نقرأ من بين السطور أن ملك أهناسيا و أنتف عا أمير طيبة قد أدّعى كل لنفسه السلطان على طينة و العرابة المدفونة التي تتاخمها . . و كان الفرعون يؤازره تف إيب أمير أسيوط يعدان هاتين البلدتين حصن باب الجنوب لأملاكهما . . أما أنتف عا فكان يراهما الباب المؤدي إلى الشمال لأملاك الفرعون . . و من المحتمل جدا أنه قامت بعض المشاحنات بين القابضين على إدارة تلك الجهة من كلا الجانبين مما أدى إلى نشوب الحرب . . و جعل خيتي يشير في تعاليمه لابنه عن هذا الحادث الذي كان من نتيجته أن نهبت المقابر في تلك الجهات . .
و الواقع أن سلطان فراعنة أهناس كان ضئيلا . . بل منعدما فيما خلف حدود مدينة طينة و بلدة العرابة المدفونة . . و كذلك كان نفوذه في شمال طيبة نفسها ضعيفا . . و يرجع ذلك إلى أن الأمراء المحليين في أسيوط . . و إن كانوا يدينون بسلطان ملوك أهناس إلا أنهم كانوا في الواقع أعظم منهم قوة و أعز نفرا . . و كانوا يعملون لحفظ كيان الفرعون الآخذ في الانهيار . .
و قد خلف أمراء أسيوط وثائق تاريخية منقوشة على مقابرهم الضخمة . . و الظاهر أن الأمير الذي كان يدعى خيتي الثاني . . و كان أمراء أسيوط في ذلك الحين يتسمون باسم خيتي تيمنا بفراعنة أهناس . . هو صاحب النقش الأول يتبعه تف إيب ثم خيتي الثاني . .
و في النقوش أن أمير مقاطعة أسيوط قد تربى و ترعرع مع أولاد فرعون . . يقول هذا الأمير : لقد أمر الفرعون بتعليمي السباحة مع أطفاله . . و ذكر أنه كان له جيش و اسطول مؤلف من سفن عظيمة . . و قد جعلها في خدمة مليكه كلما أقتضت الأحوال . . و أنه قام بأعمال مجيدة لمقاطعته . . و أن البلاد قد أثرت في عهده . . يقول : إن أسيوط كانت مرتاحة مطمئنة لإدارتي و دعى الإله لي أهل أهناس . .
مري كا رع
ملك مجهول ؟؟؟؟ - 2040
الأسرة الحادية عشرة
أنتف الأول – سحر تاوي 2134 – 2117 2133 - 2123
أنتف الثاني – واح عنخ 2117 – 2069 2123 - 2074
أنتف الثالث – نخت نبت إب نفر 2069 – 2060 2074 - 2066
نب حتب رع – منتو حتب الأول 2060 – 2010 2066 - 2040
سنخ كا رع – منتو حتب الثاني 2010 - 1998
نب تاوي رع – منتو حتب الثالث 1997 – 1991
كان انتصار الأسرة الحادية عشرة على الأسرة العاشرة التي عاصرتها ، إيذانا ببزوغ فجر الدولة الوسطى . .