فاطمة رشدي | |
---|---|
فاطمة رشدي مع حسين صدقي في أحد مشاهد فيلم العزيمة
|
|
الميلاد | 3 فبراير 1908 الإسكندرية |
الوفاة | 23 يناير1996 |
فاطمة رشدي ، فنانة مصرية نشأت وترعرعت في الفن منذ طفولتها وحتى شيخوختها ، من رائدات المسرح والسينما المصرية وقامت بالتأليف والاخراج والتمثيل ، على المسرح والسينما ، كما كانت صاحبة فرقة مسرحية وهي فرقة فاطمة رشدي تركت تراثاً فنياً لا يمكن انكاره ، وعاصرت عمالقة المسرح والسينما المصريين من جيل الرواد من عشاق الفن ، من مواليد 3 فبراير 1908 وقد لقبت فاطمة رشدي (سارة برنار مصر) وكان لديها هوس وحب وولاء منقطع النظير لفن التمثيل في تلك الفترة المبكرة.
فهرس |
ولدت فاطمة رشدي في 3 فبراير 1908 بالإسكندرية واخواتها فنانات ايضا وهن رتيبة وإنصاف رشدي ، بدأت فاطمة رشدي حياتها الفنية مبكراً جداً ،عندما كانت في التاسعة أو العاشرة من عمرها عندما زارت بفرقة أمين عطاالله حيث كانت تغني أختها ، وأسند إليها أمين عطا الله دوراً في إحدى مسرحياته ، كما كانت تؤدي أدوار غنائية ثانوية في بدايتها ، وظهرت على المسرح مع فرقة عبد الرحمن رشدي ، ثم انضمت بعد ذلك إلى فرقة الجزايرلي. ثم تعرفت بعزيز عيد فلقنها دروسا في القراءة والكتابة و أصول التمثيل وانتقلت بين مسارح روض الفرج - حيث كانت تشهد تلك المنطقة الشعبية نهضة فنية واسعة واخرجت الكثير من رواد الفن التمثيلي في مصر - فعملت في مسرح روز اليوسف ثم في فرقة رمسيس وصارت بطلة للفرقة.
وعندما شاهدها المطرب سيد درويش عام 1921 دعاها للعمل بفرقته التي كونها بالقاهرة .فبدأت حياتها الفنية في فريق الكورس والإنشاد مع سيد درويش ونجيب الريحاني.
وفي عام 1923 التقى بها رائد فن المسرح عزيز عيد الذي توسم فيها الموهبة والقدرات الفنية الكامنة ، فضمها إلى فرقة يوسف وهبي بمسرح رمسيس ، و تعهدها بالمران والتدريب وعلمها التمثيل ، كما أوكل مهمة تلقينها قواعد اللغة العربية إلى مدرس لغة عربية. ثم تزوجها بعد ذلك لتصبح نجمة فرقة رمسيس المسرحية.
وفي عام 1924 أتيح لفاطمة رشدي بفضل ذلك الدعم الكبير القيام بأدوار البطولة في عدة مسرحيات من بينها : ( الذئاب - الصحراء - القناع الأزرق -الشرف - ليلة الدخلة - الحرية - النزوات )
ومن ذلك مسرحية " النسر الصغير " لمؤلفها أدمون روستان، وقام بتعريبها كل من عزيز عيد والسيد قدري، وقام بدور البطولة فيها فاطمة رشدي وعزيز عيد وقدم لها الكاتب الناقد السوري سامي الشمعة للتعريف بالمسرحية بقوله :« وإننا لنرجو أن يقبل الشباب على روايات فاطمة رشدي العظيمة وهي فرصة لا يجدر بهم إضاعتها وهم يرون فيها أميرين من أمراء الفن))» [1].
ويقول أيضاً الناقد سامي الشمعة عن الديكور في تلك المسرحية : « يدهشنا جداً أن نرى أن هذا الاستعداد العظيم في مسرح فاطمة رشدي فقد بلغت زينة رواية النسر الصغير) لا حد الإتقان فقط بل حد الكمال، فقد كنا ننتقل من بهو إلى بهو، في قصر شامبرون، فنرى كل شيء ملكياً إلا المقاعد) وكل شيء يفتن الناظر وينقله إلى عالم العظمة والجلال))» [2]
وهي المسرحية التي قدمتها الفنانة العالمية سارة برنار لأول مرة ، ومن هنا حصلت فاطمة رشدي على لقبها " سارة برنار مصر "
زارت فرقة فاطمة رشدي وعزيز عيد العراق شأنها في ذلك شأن العديد من الفرق المعروفة في هذا الوقت ومنها : فرقة جورج ابيض التي زارت بغداد عام 1926 وكذلك فرقة يوسف وهبي وفرقة فاطمة رشدي وعزيز عيد عام 1929، وقد اعد لهم مسرح لهذا الغرض في البصرة وفي شارع ابوالأسود الدؤلي. ولكن المكان قد تهدم » [3]
وقد كانت لتلك الزيارات أثر على المسرح العراقي في تلك الفترة ومن ذلك التحاق عميد المسرح العراقي حقي الشبلي بفرقة فاطمة رشدي ويسافر معها إلى مصر ليتدرب ليستفيد من التجربة المصرية في ذلك الوقت [4]
فقد كانت الفرقة بحاجة لممثلين عراقيين ، وقداقتنع كل من عزيز عيد وفاطمة رشدي بموهبته الفنية ، فاتفقا على انضمام الشبلي رسميا للفرقة بعد ان سعت فاطمة رشدي وتوسطت عند الملك فيصل الاول شخصيا بالموافقة للسفر معها إلى القاهرة لزيادة خبرته وصقل موهبته وعلى حسابها الخاص ، وبالفعل غادر الشبلي بغداد باتجاه القاهرة ، سنة كاملة كان هناك محط اهتمام ورعاية الفنانة فاطمة رشدي. [5]
قدمت هناك العديد من المسرحيات على رأسها مصرع كليوباترا لأحمد شوقي وأسرت قلوب الناس في هذا الدور.
وبعد ذلك ذهبت فاطمة رشدي إلى إلى بيروت سنة 1929م ، ولقيت إقبالاً كبيراً من جانب محبيها ولقّبت بصديقة الطلبة، وأقام لها الطلبة في أيار حفلة تكريميّة في فندق رويال، تحدث فيها كنعان خطيب وأحمد دمشقية وتقي الدين الصلح وإبراهيم رشدي وإبراهيم طوقان وخليل تقي الدين.
قدمت فرقة فاطمة رشدي على مسرح صالة الأمبير عدة مسرحيات منها:
وقدمت في الهواء الطلق على سطح الباريزيانا المسرحية الشهيرة مصرع كليوباتره لأمير الشعراء أحمد شوقي ، كما قدمت مسرحية (العواصف) من تأليف أنطوان يزبك وكانت المسرحية عبارة عن عرض لبعض الأخلاق والعادات بالنقد والتحليل، وتدور حول نزاع يثور في قلب امرأة بين رجلين أو عاطفتين، تنتقد خلالها فكرة الشخص الثالث (المحلل).
ثم انفصلت فاطمة رشدي عن عزيز عيد بسبب غيرته الشديدة وبإنفصالها عنه انفصلت عن مسرح رمسيس ، وكونت بعدها فرقتها المسرحية الخاصة الشهيرة التي حملت اسمها وقدمت 15 مسرحية في سبعة أشهر،والتي اخرجت نجوماً مثل محمود المليجي ومحمد فوزي الذي كان يلحن المونولوجات التي تقدم بين فصول المسرحيات.
قدمت فرقة فاطمة رشدي العديد من النصوص المترجمة والمقتبسة بالإضافة إلى بعض المؤلفات المحلية وفي مقدمتها مسرحيات أحمد شوقي
وتخفق في أول تجربة سينمائية لها مع بدر لاما في فيلم «فاجعة فوق الهرم» (1928) والذي قوبل بهجوم كبير نالته من الصحافة لضعف مستواه من وجهة نظرالنقاد في ذلك الوقت، ولولاها لمني الفيلم بخسارة فادحة. ثم أقنعها المخرج وداد عرفي بأن يخرج لها فيلم «تحت سماء مصر»/ «تحت ضوء الشمس» ؟ لكنها أحرقته لأنه كان أقل مستوى من الفيلم السابق.
انصرفت بعدها إلى المسرح ولعدة مواسم ثم زاوجت بينه وبين السينما.وكانت عودتها إلى الشاشة بفيلم «الزواج» والذي عرض (1933) ، كمؤلفة ومخرجة وممثلة، ومثل أمامها فيه محمود المليجي - في أول أدواره السينمائية - ويروي الفيلم قصة الفتاة المغلوبة على أمرها والتي زوجها أبوها على غير ما تهوى فكانت نهايتها الموت.
ثم فيلم «الهارب» مع بدر لاما، و«ثمن السعادة»، ثم فيلمها الهام مع كمال سليم رائد الواقعية المصرية «العزيمة». حاز الفيلم على نجاح كبير، فيما فشل فيلمه «إلى الأبد». بعد ذلك شاركت في فيلم «العامل» و«الطريق المستقيم» (مع يوسف وهبي بك ) وتتالت أفلامها بعد ذلك وهي : «بنات الريف»، «مدينة الغجر»، «غرام الشيوخ»، «الريف الحزين»، «عواصف»، «الطائشة»، «دعوني أعيش»، «الجسد».
انضمت فاطمة رشدي إلى المسرح العسكري وأدت العديد من البطولات المسرحية ، وأخرجت مسرحية " غادة الكاميليا " ، ثم انضمت للمسرح الحر عام 1960 وقدمت مسرحيات الكاتب الكبير نجيب محفوظ " بين القصرين " ، ثم " ميرامار " عام 1969 .
|
|
بعد انفصالها عن عزيز عيد تزوجت من المخرج كمال سليم الذي اسند إليها أهم أدوارها وهو دورها في فيلم العزيمة كما تزوجت المخرج محمد عبد الجواد وعاشت بعيداً عن الأضواء لسنوات طويلة ثم تزوجت رجل أعمال من الصعيد ، ثم تزوجت عام 1951 من ضابط بوليس.
وقد صدرت مذكرات ممثلة المسرح الاولى فاطمة رشدي في 128 صفحة من تأليف محمد رفعت في جزء واحد ، الناشر: مؤسسة عز الدين.
أطلق اسم فاطمة رشدي على أحد شوارع القاهرة الكبرى بمنطقة الهرم ( شارع فاطمة رشدي ) - الجيزة إحياءاً لذكراها واعترافاً بفضلها.
اعتزلت الفن في أواخر الستينات . وانحسرت الأضواء عنها مع التقدم في السن وضياع الصحة والمال وكانت تعيش في أواخر أيامها في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة ، إلى أن كشفت جريدة الوفد المصرية المعارضة عن حياتها البائسة التي تعيشها ،ثم تدخل الفنان فريد شوقي لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها وتم ذلك بالفعل ، فقد حصلت على شقة ، إلا أن القدر لم يمهلها لتتمتع بما قدمته لها الدولة ، لتموت وحيدة تاركة ورائها ثروة فنية عملاقة تزيد عن 100/ 200 مسرحية و16 فيلماً سينمائياً، وحياة عاشتها طولا وعرضاً عاصرت خلالها جيل من عمالقة المسرح ورواد السينما وتوفيت في 23 يناير 1996 عن عمر يناهز 84 عاماً.