الرئيسيةبحث

غيشا

فتيات برتدين كيمونو خاص بالـمائيكو، وهي التسمية التي تطلق على فتاة الغيشا اليافعة أثناء مرحلة تعلمها أصول المهنة.
فتيات برتدين كيمونو خاص بالـمائيكو، وهي التسمية التي تطلق على فتاة الغيشا اليافعة أثناء مرحلة تعلمها أصول المهنة.


غيشا أو غييشا (باليابانية: 芸者 = شخص + فن) هي المرأة في اليابان التي كان دورها ينحصر في الترفيه عن الرجال عن طريق المحادثة وأداء بعض الفنون التقليدية على غرار الرقص، الغناء والموسيقى.


فهرس

التاريخ

يعود أصل الـ"غيشا" إلى العصور الأولى من تاريخ اليابان، حيث عاشت جماعات من الناس، كرست حياتها للفن والترفيه، كان عملها أشبه بما تقوم به نساء الـ"غيشا" اليوم. كان أغلبهم من الرجال (أوتوكو نو غيشا)، ثم أخذت النساء تغزوا المهنة، قبل أن تصبح حكرا عليهن.

تعليم البنات

في بداية القرن السابع عشر (الـ17 م)، بدأت نساء الـ"غييشا" يتجمعن في بيوتات خاصة (أوكييا)، كانت تشرف عليهن سيدة متقدمة في السن تقوم بدور الحماية أيضا. كان هذا المجتمع نسائيا خالصا، ويسود فيه نظام طبقي متشدد، يتم تطبق قواعد صارمة على النساء عند دخولهن هذا العالم.

تأتي الفتيات الشابات، في بعض الأحيان بمحض إرادتهن للبحث عن المال، إلا أنه في الأغلب يتم بيعهن من قبل أوليائهم لهذه البيوتات، يتم إخضاعهن لتدريب شاق وطويل، يستمر مع مرحلة الطفولة ثم مراهقة (حتى سن الرابعة عشر -14- تقريبا). يطلق على الفتيات أثناءها لقب "مائيكو". تحت قيادة نساء غيشا مخضرمات، يفضي بهن هذا التعليم إلى إتقان فنون الرقص، العزف على الآلات الموسيقية ("كوتو" و"شاميسن") والغناء، بالإضافة إلى تعلم طريق اختيار والاعتناء بملابسهن وجمالهن، وتعلم أساليب المحادثة الراقية.

ترتبط الفتيات بعد هذه المراحل التعليمية الطويلة بالسيدة التي تشرف عليهن، وبالبيت الذي تربين فيه. عندما يصبحن متقدمات في السن يتزوجن أو يقمن بإدارة بيوتات "غيشا" جديدة، ويقمن برعاية المنتسبات الجديدات.

تعرف نساء الغيشا كيف يبقين على الغموض الذي يخيم على عملهن، حيث يحار المرء بين مظهرهن الذي يوحي بالأدب واللباقة، وما تقتضيه مهنتهن من العمل كمومسات في أحيان كثيرة. يقوم بعض الزبائن بإبداء رغبتهم في التمتع مع إحدى النساء، ثم تقوم المشرفة على البيت بطلب رأي المعنية، رغم أنه لايمكن للمشرفة أن ترغم النسوة على قبول هذه الطلبات (وتسم العملية ميزوآغي -mizuage- باليابانية)، إلا أن العاملات في هذا المجال يعلمن أن رفض طلبات الزبائن، يمكن أن بفقدهن مكانتهن لدى الزبائن. اشتهرت العديد من نساء الغيشا ممن تتوفر فيها الحذاقة والذكاء، وأصبحن يتمتعن بحظوة عند بعض الرجال من أصحاب الجاه والسلطة.

الخلاف حول عمل الغيشا

إعتبر عمل الغيشا محورا للجدل منذ القرن الثامن عشر (الـ18 م)، حيث اقترن اسم نساء الغيشا بعمل المومسات، خصوصا في الأوساط الغربية، وحتى في بعض الأوساط اليابانية، مما كون إرتباكاً حول مفهوم عمل الغيشا. إلا أن نساء الغيشا بشكل عام يلتزمن بالأداء الفني وحده، والمفهوم نفسه لا يخرج عن ذلك الإطار.

مجتمع منبوذ

بسبب الجدل القائم حول طبيعة عمل الغيشا، تم إقصاءهن ووضعن في أحياء معزولة، على غرار حي "يوشيوارا" في "إيدو" (طوكيو اليوم)، والذي يقع في قلب المدينة القديمة (القصبة)، وعلى ضفاف نهر "سوميدا". يحتضن هذا العالم العائم (مصطلح ياباني يطلق على العالم الدنيوي، راجع: "أوكييو-إه")، النشاطات الليلية (الحانات، المسارح، بيوتات الشاي، المطاعم، بيوتات الغيشا)، سحرت الأضواء البراقة والغموض الذي يحيط بهذه الأماكن، العددي من الرسامين (مدرسة أوكييو-إه)، الكتاب، والشعراء.

الغيشا اليوم

رغم المنافسة الحادة التي تلقاها من قبل النساء المضيفات في الحانات (البارات)، استطاعت المهنة الصمود إلى أيامنا هذه -في نطاق ضيق جدا-. لا زالت بعض من نساء الغيشا التقليديات يقمن بعملهن اليومي، وأغلب زبائنهن هم من الرجال الذين يمكنهم أن يقدروا بحق مواهبهن الراقية! ساهمت بعض المؤلفات الغربية في اضفاء صورة قاتمة، مخملية على مجتمع نساء الغيشا، و لا شك أن الحياة اليومية لهؤلاء النسوة مغايرة تماما لما يتصوره البعض.

لم يعد الآباء يحضرون بناتهم إلى بيوتات الغيشا كما كانوا يفعلون في السابق. تحافظ بعض العائلات في المدن الكبرى (على غرار كيوتو) على التقاليد القديمة، وتقوم بارسال بناتها لتعلم هذه المهنة. تخضع النسوة من أوساط إجتماعية أخرى إلى عملية تدريب قاسية وطويلة، وغالبا ما ينخرطن في المهنة في سن متقدمة. لم تعد نساء الغيشا تقوم بواجب الـ"ميزوآغي" اليوم.

كومونز
هنالك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومنز حول :
غيشا