الرواية الثانية للكاتبة العراقية بتول الخضيري، صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات و النشر في العام 2004، تدور أحداث الرواية في فترة الحصار و العقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق جراء غزو صدام للكويت عام 1990، و هي تتناول أحوال عائلات عراقية شاءت أقدارها أن تعيش في شقق سكنية بعمارة وسط بغداد، تتولى دلال سرد الأحداث، و كأنها تعيش لتوثق ما تراه بعينيها بطريقة ساخرة.. و تقارن بين بغداد السبعينات في زمن الخير، و ما آلت إليه بعد الحروب و الحصار.. دلال.. فتاة عراقية ولدت يتيمة الأبوين.. لتعيش حياتها في كنف وطن يحتضر، فتتيتم بين جنباته كل يوم..! و لأن يتمها يجعلها تبدو للجميع خاوية جدا، يحاول كل من حولها أن يحشوها بذكريات ماضيه.. أفكار حاضره.. و توقعات مستقبله.. كل يتبرع بأن يختار لها مهنتها التي يجب أن تكون، و يرسم لها خريطة الطريق التي يجب أن تسير عليها.. و هي لا ترفض شيئا.! تستمع للكل.. تتعلم من الكل.. و تساعد الكل.. و عندها يأتي الخذلان، من القريبين.. الذين تسللوا خفية إلى القلب.!
حكايات عائلات صغيرة، كانت ضحية طغيان حاكم.. و جور حصار.. فُرض قسرا.. ليمتص دماء العراق و يستنزف خيراته، من يسيل لعابهم حقدا و طمعا.. كتاب يمنحك إذنا لدخول حدود العراق، و التجول في طرقاتها.. و ممارسة دور المشاهد فقط لبعض مما يحدث في إطار بلاد الرافدين.. لترى بنفسك معاناة شعب.. اكتفينا بمتابعة أخباره على شاشات الأخبار.. و إرسال فضلات غذائنا و لباسنا و دوائنا له عبر طائرات الهلال الأحمر..
عندما يتحول الوطن أمام عينيها لركام، و يختفي أولئك الذين يشكلون ملامح حياتها تدريجيا.. تبقى وحدها أمام الزمن، إما أن تهزمه.. أو يهزمها.. دلال اختارت أن تواصل طريقها... . ألف، باء، تاء . . . . .