الرئيسيةبحث

علي شلق

د.علي شلق
د.علي شلق

الدكتور علي محمد شلق أديب لبناني ولد في كفريا بطرابلس لبنان عام 1915 وتلقى تعليمه في كفريا وطرابلس .تخرج من الأزهر بالقاهرة ، ثم نال الدكتوراه في الأدب العربي من باريس عمل مدرّساً في سوريا ولبنان، وأسهم في العديد من البرامج الإذاعية والصحفية والمسرحية.

عضو "جمعية النقد الأدبي".

أسّس صالوناً أدبياً أسبوعياً في بلدته كفريا، حيث استقبل العديد من الشعراء والمفكرين، منهم:

الشاعر سعيد عقل، العلامة محمد حسن الأمين، الشاعرة باسمة بطولي، الشاعرة مهى بيرقدار الخال، الشاعر شوقي بزيع،الشاعرة صالحة غابش، الشاعرة خلود معلا...

يتميز بثقافته الموسوعية، وتعمقه في اللغة العربية ، وبلاغة أسلوبه الكتابي.

من أصدقاء العلامة عبد الله العلايلي.


مؤلفاته:

1- أبو نواس بين التخطي والالتزام- أطروحة الدكتوراه - دراسة.

2- ابن الرومي في الصورة والوجود- دراسة.

3- ابن الرومي ملامح وأبعاد- دراسة.

4- القبلة في الشعر العربي- دراسة.

5- الأدب العربي الحديث- دراسة.

6- جميل بثينة- دراسة.

7- ذات الشعر الأحمر- قصص.

8- هارب من باريس- قصص.

9- تلفت الغمام- شعر.

10- محمد- ملحمة شعرية.

11- الحرب يا عرب.

12- وادي النمل- مسرحية.

13- جابر بن حيان- مسرحية.

14- أبو بكر الرازي- مسرحية.

15- بيتهوفن (بالاعتماد على مؤلفي- رومان رولاند- وادوار).

-من مقالاته:

ما حدث في جزر تامايا» لإميلي نصر الله

اقتـران الفاخـر بالفاجـع

د.علي شلق

مدخل لا بد منه: أن تكتب ما تعي، ويكتبك وعي آخر، له زمن فوق المدار لامرين: الأول انك حبّرت قلمك ليسجل انطباعك عن مقروء ادبي في زمن مألوف فهذا له زمنه وأسلوبه، والثاني ان يأخذك الأثر الفني من أفق الجمال إلى رفرف الجلال فأنت حملت العبارة من قبل وأنت الآن تحـــملك رياح الرهبة إلى زمن آخر، يجتاز المرموز، إلى الملـــغوز، فتجد جناحي الموهـــبة يحملانك إلى رفرف فردوسي يعسر على زخمك ان تتخلى عن عجائبه. للسيدة اميلي نصر الله ما يزيد على الستة والثلاثين مؤلفا في آفاق مختلفة حديثها الراهن عن أسرة لبنانية معروفة، شأنها شأن الكثيرين من أبناء هذا الوطن المحدود، ينفتح على عالم الازمنة في مطافات غير محدودة. من هؤلاء أسرة أبو مراد، ربانها الشيخ إبراهيم منطلقا بذويه من «حورة السنديان» قريته، تحيط به الاسرة من الجنسين وخاصة يوسف ومايــك. والمميز فيهم سعد الصهر الماكر، أحبه عمه وزوجه ابنته، وأشركه في ثروته بالمساواة. ربان السفين اللــــبناني يتوطن جزيرة تامايا، ويصادق ملكها، ويغنم الكثير. فيمــــجد المال، والســياسة، وصداقة الحكام، ومد المدى الفسيح في الاجتماع، والدهاء في نيل المراتب العليا لدى الحكام. اما الشعب الملون، الكادح فهو يدرج في دروب الكدح والتعب في سبيل لقمة العيش، والذل يهبط عليهم مريرا، والمنال صعبا عسيرا. هذه الحوادث والأحداث تجري في الاميركتين، وأفريقيا ومعظم مدن العالم، يصنعها البشري منه، وترتد اليه. من لبنان، من قرية «جورة السنديان» عبر البحار مصحوبا بعائلته إبراهيم أبو مراد «واستقر في جزيرة تامايا» فزرع جذوره، وطاقته في تلك الجزيرة، ومد براعته في الألفة والألاف إلى حكامها، منهمرا بالهــــدايا، والمؤانسة حتــــى ان الملـــكة في هــذه الجزيرة رغبت في سكن قصرها الفخم جارة لآل مراد. انهمرت الثروة، وامتدت مسافات الأطيان والاملاك، إلى درجة عالية. ذات مدى فسيح. وتكاتف الرصيد في المصارف راسما غنى متمادي الاخضرار، والازدهار، واصبح للسيد «أبو مراد» جاه سلطان طويل عريض. وفي مدى النصر الجمهوري. من أفراد العائلة شاب حاد الذكاء واسع الحيلة اسمه «سعد» دخل جوانية قلب عمه فعشقه العم وأشركه في تجارته وماله. فلعب سعد دور الذكي الداهية، فأخذ يكيد للخلصاء الأوفياء لعمه أبي زوجته، وشريكه، فاستبد، «والعاجز من لا يستبد». وبدلا من ان يسود العائلة اللبنانية المهاجرة سلام، وتوافق وطيب رخاء خيم عليها القلق والرعب. وظفر سعد بكل ما جمع عمه من الاموال، الباذخة. وهرب بها سرا إلى لبنان، فتملك جاها عريضا بالمال، والسطوة، والرخاء، تاركا وراءه عمه المفجوع، وولدي عمه «مايك ويوسف» في حالة من يسقط في هوة الموت بالتدريج وذلك بسبب السم الذي بثه لهما سعد في منزلهما. ولم يكتف بذلك بل بعث من اغتال سند إبراهيم «شون( الخادم الحارس الوفي الامين لعمه. هذه الحوادث الاحداث بلبلت أمر العائلة فقضى ربها إبراهيم صريعا، وتمزق شمل العائلة، ولعب القدر لعبة المفاجأة والحدث. وكما يقول الملاحون: «ينبت عصف الريح من تحت المجذاف» فإن السياسة تبدلت في الجزيرة، وانهار الثوار، وتمكنت الملكية في كرسيها فنجت العائلة اللبنانية تلك من الاندثار والهلاك وألقى الانتربول يده على المجرم الخائن «سعد» الصهر الوفي، والقريب الابعد...!

أسلوب الرواية ـ براعة عرض للحوادث والاحداث، بأسلوب كلاسي واضح، وبراعة قلم فنان صناع تجريه اديبة ساطعة في العرض ورسم الهيكل الروائي ببراعة: ـ بتوالي المفاجآت ـ باقتران الفاخر بالفاجع ـ باضافة جدار لماع براق، متين الحبكة، مشرق الاناقات يغري بقراءة الرواية بنهم، وشوق، وحبور مقرون باشمئزاز من نهايتها، ذات العقدة الجهنمية. وإن كان لها قدر حلها بعد فوات الأوان. ـ ما أضافته الاديبة الساطعة السيرة اميلي إلى مؤلفاتها التي ترجم معظمها إلى لغات عدة من لغات العالم المعاصر، بزيادة توافرها على الترجمة، وسطوع كوكبها في العصر لبنانيا وعربيا، وعالميا. ـ اقتـــران الدعابة بالرصــانة، كما في الغـيث على المحل الذابـــل!

ختاما أرسم صدى عبد القاهر الجرجاني: «أشعر الناس من انت في مناخه حتى يتبدل الأفق». ورواية السيدة نصر الله قريبة من الشعر الملحمي لما فيها من صراع، ومن المسرحي لما ضجت به من حوار وتراكم حوادث وأحداث إلى مفاجآت عدة يصير فيها قدر الانسان لعبة المصير الفاجع!

-نشرت المقالة في صحيفة السفير اللبنانية بتاريخ 24/10/2007