علم الآثار (Archaeology) يطلق عليه علم السجلات الصامتة وهي مصطلح لاتيني مكون من مقطعين archeos و logos ونعني علم القديم. وهو دراسة مسيرة الإنسان الحضارية من خلال تحليل وتفسير البقايا المادية المستخرجة من المواقع الأثرية، حيث يقوم علماء الآ ثار من خلال المسوحات والتنقيبات الميدانية بالكشف عن هذه البقايا وتحليلها وبالتالي اعادة تركيب حياة وانجازات الشعوب في الماضي . ويتطلب العمل الميداني دقة متناهية من خلال استخدام اساليب العلم الحديث مثل التصوير الجوي أو المسح الجيوفيزيائي والحفر في التربة ، والاجهزة المخبرية من اجل القيام بتحاليل علمية لاحقة لمعرفة التأريخ والاصول الجغرافية من خلال قواعد وطرق تحليلية علمية كالكربون المشع والاشعة السينية.
علم الآثار هو دراسةُ الحضارة الإنسانية من خلال الكشف عن وتوثيقِ وتحليلِ البقايا الماديةِ والبياناتِ البيئيةِ، بما فيها المنشآت المعمارية، و المصنوعات اليدوية و حقائق حيوية ، البقايا البشرية. يدرس علماء آثار المصنوعات اليدوية التي تظهرُ أيّ شئَ من علامات الإستعمال أَو التعديلَ البشري. كما يبدون اهتماما بكُلّ أعضاء و أنواع الجنس البشري، (انظر نشوء إنسان). إنّ أهدافَ عِلْمِ الآثار أَنْ تُوثّقَ وتُوضّحَ الاصولَ وتطويرَ ثقافة الإنسانِية،و فْهمُ تاريخ الثقافةِ، و تسجيل التطورات الثقافية، و دراسةِ سلوك الإنساني والبيئة الإنسانية.
فهرس
|
و الأ ثريون يفتشون عن آثار أو علا مات ،قد يكون إندثر معظمها بسبب القدم أو الأحوال الجوية أو التخريب. وغالبا مايبحث الأ ثري عن معلوماته في أقل الأ شياء القديمة كشقفة خزف أو فخار أو زجاج .أومن خلال المخلفات والتلال والكيمان الأ ثرية التي يصنع منها الأ ثريون الأزمان والتاريخ والحضارات الإ نسانية. وعلم الآثار هو دراسة المواد والآثار التي خلفها السابقون . ويهتم بإكتشاف ودراسة المواقع الأثرية في كل أنحاء العالم . ويجمع الأثريون المعلومات للتعرف علي حياة البشر منذ وجود الخليقة .
وفي العصور القديمة أعجب الرومان بالتحف الاغريقية ،واحتفظوا بها لقيمتها الجميلة .واعتبرت نموذجا لذوق العصر وقوالب لصياغة التماثيل. وفي عصر النهضة الأوروبية أصبحت المخلفات المادية رموزا لحياة مثالية يهدف المجتمع إلى إحيائها والعيش فيها. أما المخلفات مجهولة الهوية فقديما كانت تنسب إلى الشيطان أوتعتبر أنها صواعق وشظايا سقطت من السماء. وفي عصر التنوير تخلص علم الأثريات من النظريتين الخرافية والمثالية، وأصبح ذات دلالة تاريخية. أما العرب فقد كانوا يطلقون على المخلفات القديمة التي لا يعرفون أصلها لفظ (العاديات) نسبة إلى قبيلة عاد البائدة.
وكان قد بدأ علم الآثار كهواية لدى المولعين بتجميع التحف وخزنها. فأقاموا لها المتاحف الخاصة . وأخيرا أصبح من شؤون الدول والمؤسسات والدراسات الأثرية العناية بالكشف عن معلومات تتعلق بالماضي وتساعد في فهم نشاط الانسان وتفاعله مع بيئته ومعرفة الاتجاهات الفكرية والاجتماعية السائدة في فترة معينة من الزمن...........فمثلا...... استخدم القدماء صور معينه للدلاله على اشياء اخرى مثل المقابر او الكنوز التي قاموا بدفنهاومن هذه الرموز او الاشارات قامو برسم صورة العقرب على الصخر وهي دلاله على وجود مال في المنطقه وله قياسات خاصه فيه موجوده في الموسوعه العالميه للغات القديمه ورسومها وايضا نلاحظ هناك صور للافاعي على الصخور وهي ذات معنيين لا ثالث لهما ..الاول..اذا كانت صورة الافعى قصيره فهي تدل على كنز ..اما الثاني..اي اذا كانت طويلة فهي تدل على مجرى ماء او وادي او نهر ..كما نلاحظ صور لحيوانات اخرى مثل السلحفاة او العنكبوت او البط او حيوانات اخرى غيرها فكل صورة لها معنى خاص بها وتدل على شي خاص بها ايضا ..وهناك صور هندسيه رسمت على الصخور مثل المثلث او المربع او المستطيل او الدائره او دوائر صغيره مثل المنقله...وهكذا ...........................................يتبع
ويعتبر علم الآثار علما واسعا وتخصصاته متداخلة ومتشابكة بدرجة كبيرة .وهذا العلم بالنسبة لعالمنا العربي حديث نسبيا إلا أنه بالنسبة للدول الأخرى وخاصة الغربية فقد قطع شوطا كبيرا واهتمت به المؤسسات العلمية والجامعات منذ فترة طويلة .
والدليل أن هذه الجامعات قامت بدراسات ميدانية ونظرية ومخبرية في منطقتنا العربية منذ القرن الثامن عشر، وكثفت جهودها في القرنين التاسع عشر والعشرين. بينما المؤسسات العربية طوال تلك الفترة بعيدة كانت عن هذا الميدان . الا أنها بدأت بتطوير برامج واعداد الكوادر اللازمة للبحث عن الآثار ونشر نتائجها وعرضها على الجمهور. ويفيد علم الآثار في توضيح الهوية الحضارية لأي شعب من الشعوب لأن المقياس الحضاري لأية أمة في وقتنا الحاضر ليس التقدم التكنولوجي فقط. لكن بمدى اهتمامها بحضارتها وتراثها.
وكان المفتاح ا لمعرفي هو الأحافير Fossils التي يطلق عليها متحجرات أومستحثات أو حفائر . والأحفورة بقايا حيوان أو نبات محفوظة في الصخور أو مطمورة تحت التربة .او متحجرات تحجرت وتحولت الي أحجار بعد تحللها خلال الأحقاب الزمنية المتلاحقة.. ويطلق علي علم الحفائر للإتسان والحيوان باليونتولوجي حيث الحفائر تظهر لنا أشكال الحياة بالأزمنة السحيقة, وظروف معيشتها وحفظها خلال الحقب الجيولوجية المختلفة .ومعظم الحفائر للحيوانات والنباتات عاشت في الماء أو دفنت في الرمل أو الجليد . ويعتبر الفحم الحجري حفائر للنباتات المتحجرة .
لكن الأسماك عادة لاتصبح حفائر ، لأنها عندما تموت وتكون صيدا للأسماك الأخرى . و هذا ما يجعل حفائر الأسماك نادرة فقد تظهر علي الشواطيء نتيجة الجزر والمد.
لا يبقي من الأسماك سوي الهيكل العظمي والأسنان وعظام الرأس . والإنسان والحيوانات لا يبقي منهم سوي العظام والأسنان والجماجم .. وقد تبقي لمدة ملايين السنين كالماموث المنقرض والفيلة التي عثر علي هياكلها بضفة نهر التيمس . وقد تترك النباتات والحيوانات الرخوة بصماتها كالأعشاب والرخويات.
وقد تحتفظ الثمار والبذور وحبوب اللقاح بهيئتها كثمار البلح التي وجدت في الطين بلندن . وأوراق النباتات قد تترك بصمات شكلها وعروقها مطبوعة ، لو سقطت فوق الطين الذي يجف بعدها . ووجدت متحجرات في حمم البراكين أو في الصخور أو تحت طبقات الجبال والتلال والجليد . ومن الأحافير يمكن تحديد أصول وعمر الإ نسان والحيوان والنبات خلال الحقب التاريخية والجيولوجية التي تعاقبت فوق الأرض . وظهر علم الإكنولوجيا Ichonology وهو علم جيولوجي يهتم بدراسة آثار الأحياء في الرسوبيات ، وأي مجموعة أثرية في التكوينات الجيولوجية المختلفة .وهناك علم الآثار الحيوية القديمةPalichonology .وهو فرع من علم الحفريات .ويهتم بدراسة الآثار الإحيائية الحفرية .
وعلم إبيجرافيا Epigraphia .وهو علم دراسة الآثار من خلال المباني والعملة والتماثيل والأواني والأدوات التي خلفها الأولون.وعلم إستراتوجرافي Stratography ،وهو علم طبقات الأرض وعلاقة كل طبقة ببعضها من حيث موقعها وعمرها الجيولوجي وتركيبها وحفرياتها وحفائرها .
في الولايات المتّحدة،يعتبر علم الآثار حقل ثانوي من حقول علم الإنسان. أما بقية فروع علم الإنسان فهي التي تُكملُ نتائجَ علم الآثار بطريقةٍ شمولية. هذه الحقول الفرعية تَتضمّنُ علم الإنسان الثقافي، الذي يَدْرسُ الأبعادَ الماديةَ والرمزيةَ والسلوكيةَ مِنْ الثقافةِ؛ علم لغة، الذي يَدْرسُ اللغةَ، بضمن ذلك اصولِ مجموعاتِ اللغةَ واللغةَ؛
وعلم الإنسان الطبيعي، الذي يَتضمّنُ دراسةَ نشوء الإنسان الطبيعيِ والوراثي . تُكملُ المجالاتُ الأخرى عِلْمَ الآثار أيضاً، مثل علم الدراسات القديمة، paleozoology، paleoethnobotany، paleobotany، جغرافية، علم طبقات أرض، التاريخ، تاريخ الفن، .
يوصف علم الآثار كحرفة مدونة لتاريخ الثقافة لإنارة العلوم الانسانية.
كما يشكل عِلْم الآثار نظرةُ لفَهْم الثقافة الإنسانية من خلال مادّتِها التي تَبْقى بغض النظر عن تأريخِ الأحداث. في إنجلترا، كَشفَ علماءَ آثار المخططاتَ المفقودة منذ زمن طويلَ للقُرى تعود للقرون الوسطى و هجرت بعد أزماتِ القرن الرابع عشر .
في قلب مدينة نيويورك نَبشَ علماءَ آثار القرن الثامن عشر بقايا المقبرةِ السوداء. ينظر إلى عِلْم الآثار التقليدي ُ كدراسة الثقافاتِ الإنسانيةِ الما قبل التّاريخِ؛ تلك الثقافات التي وَجدتْ قبل تطويرِ كتابة لتلك الثقافة.