الرئيسيةبحث

عبد الله بن زيد آل محمود

عبدالله بن زيد آل محمود (1327-1417 هـ) عالم دين سني وقاضي شرعي، انتقل من السعودية إلى دولة قطر سنة 1360 هـ وشغل بها منصب رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية.

الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود


الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود
الاسم: الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود
الصفة: عالم دين وقاضي و مفتي دولة قطر
تاريخ الميلاد: في عام ١٣٢٧ هـ
مكان الميلاد: حوطة بني تميم
تاريخ الوفاة: في عام ١٤١٧هـ
مكان الوفاة: الدوحة ، قطر

فهرس

نسبه

هو العالم العامل الشريف عبد الله بن زيد بن عبد الله بن محمد بن راشد بن حمد بن إبراهيم بن محمود بن منصور بن عبد القادر بن محمد بن علي بن حامد. وآل محمود ، وآل حامد – أهل سيح الأفلاج – هما قبيلة واحدة ويرتقي نسبهما إلى الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب .

فهو من أشراف أهل نجد المنسوبين إلى ( اليمامة ) التي هي مسكن الأشراف القدماء الذين ذكرهم ابن عنبة في كتاب عمدة الطالب في نسب أبي طالب ، ومساكنهم هي (( الرياض )) عاصمة المملكة العربية السعودية ، و (( الدرعية )) ، وبلد (( الخرج )) ، وبلد (( المزاحمية )) و(( حوطة بني تميم )) وبلد (( الأفلاج )) وخاصة (( سيح آل حامد )) ثم (( مفيجر )) وهي قرية من بلد (( نعام )) المجاورة لحوطة بني تميم ويسكنها الأشراف آل حسين .

وبعض قبائل الأشراف من سكنة نجد واليمامة يُعرفون مما يلي : أولهم آل محمود ، ثم آل حامد ، وهي قبيلة كثيرة وأميرهم محمد بن سعود الجايز ، ومنهم نسل الشيخ عبد العزيز بن بشر أحد علماء الرياض الأجلاء و المتوفى في عام 1359هـ حيث أنهم من آل حامد و آل شرف و آل خلف و آل درعان بن محمد . وآل محمود هم من آل حامد قبيلة واحدة النسب لكون محمود بن منصور بن عبد القادر بن محمد بن علي بن حامد ، وبين آل محمود وآل حامد قبيلة يُسمون آل منصور ، وهم أمراء السيح من قديم ، وقد إنقرضوا على إثر تقاطع وتقاتل وقع بينهم ، ومن الأشراف آل حسين المفيجر بجوار بلدة نعام بالقرب من حوطة بني تميم و آل شيبان و الرواتع أهل الخرج و منهم الشيخ صالح الرويتع -رحمه الله .

وبداية وجودهم في نجد كان في القرن العاشر هجري عندما توسع ملك شريف مكة حسن بن أبي نمي وحكم الأفلاج و وادي الدواسر ، وقد أمر عليها علي بن حامد بن عون الشريف الذي بقي في إمارته عليها إلى أن توفي في القرن العاشر الهجري ، و لما زار أحد أبنائه الأفلاج و هو (محمد) أعجب بخصوبة أرضها ووفرة مائها فانتقل إليها و سكن السيح الذي يسمى الآن بسيح آل حامد نسبة اليه . وقد قام أحفاده ببناء العديد من القصور و القلاع كقصر البطرة و الذي بناه فهاد بن دخيل الله آل حامد المشهور بالكرم و المتوفى سنة 1306هـ . وقد ناصروا - أشراف نجد- و أيدوا دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب السلفية و اصبح منهم الكثير من الدعاة اليها و المناصرين لها و المدافعين عنها .

ولادته

ولد الشيخ-رحمه الله- بحوطة بني تميم في شهر ذي القعدة من عام 1327هـ.، وهي بلدة تقع جنوباً من الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ، بينها وبين العاصمة مائة وستون كيلو متراً ، ويتوسط بينها بلدان الخرج على حد منتصف المسافة ، فنشأ يتيماً لكون والده توفى وهو صغير ، فصار يلي أمره والدتُه نورة بنت عبد العزيز أبو سعود الشثري ، وهي امرأة صالحة صوامة قوامة كثيرة الصدقة وكثيرة الدعاء والتضرع إلى الله في سجودها وكل حالاتها . وحُفظ من دعائها (( اللهم أحفظ عبد الله بن زيد في دينه ودنياه وانشر فضله على خلقه كما نشرت شمسك على العباد ، وأمده بالمال والبنين ، واجعله يعطي بيمينه ما لا تعلم شماله )) ، هذه بعض من دعواتها ، وهو تمتع ببركة استجابتها ، عفا الله عنهم وغفر لهم . وأخواله من قبيلة الشثور ، ومنهم الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري أبو حبيب المشهور بالعلم والتقوى ، وقد توفى رحمه الله بالرياض وبقى أولاده ، ومنهم الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري مستشار الملك ، و زيد بن علي الشثري-رحمه الله- .

طلبه للعلم

لقد نشأ الشيخ يتيماً ، وكان عاشقاً للعلم من صغره ، كما وأن أخواله الشثور الذين عاش بينهم أهل علم وصلاح ، وعندهم كتب من أجدادهم ، وبعد أن استكمل سبع عشرة سنة حفظ القرآن بإتقان عن ظهر غيب ، وقدموه في صلاح التراويح والقيام منذ حفظ القرآن ، فاستمر عمله سنين ، وبدأت دراسته عند الشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ وهو فقيه تقي . ثم لازم خاله الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري أبا حبيب ملازمة تامة ، فكان يقرأ عليه في الليل وفي النهار ويسافر معه متى سافر إلى أحد البلدان ، ولم يزل منقطعاً إلى عام ألف وثلاثمائة وخمسين للهجرة ، ثم إلتحق بالشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية رحمه الله ، فأخذ يتعلم عليه مع جملة الطلاب . وفي سنة 1355 هـ. سافر إلى قطر ليأخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع ، وكان مشهوراً بسعة العلم والإطلاع والاجتهاد التام . فمكث عنده سنتين وسبعة أشهر يتلقى عنه سائر العلوم والفنون ، وكانت سفرة مباركة حظي فيها الشيخ بحفظ كثير من العلوم والفنون ، فحفظ (( بلوغ المرام في الأحكام )) وكذلك حفظ (( مختصر المقنع )) ، وحفظ (( المفردات )) ، وحفظ (( نظم مختصر ابن عبد القوي )) إلى باب الزكاة ، وعمل شرحاً عليه وافياً في مجلد ضخم يمكن جعله في مجلدين ، ثم وقف عن مواصلة تكميله للعوارض التي شغلته ، وحفظ (( ألفية الحديث للأسيوطي )) ، (( وألفية ابن مالك )) في النحو ، وكتاب (( قطر الندى )) في النحو ، ثم رجع من سفره في شوال عام 1357 هـ.، وإلتحق بفضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مرة أخرى للأخذ عنه .

ثم إنه صدر أمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله بتعيين أشخاص من الراقين في العلم والصالحين للقضاء ، فيتوجهون إلى مكة ويلازمون الشيخ محمد بن مانع ، وكانوا قد عينوه رئيساً على المعارف ، ويدرس بالعصر وبالليل في الحرم الشريف . فوقع نظرهم على الشيخ عبد الله بن زيد ، وعلى الشيخ عبد العزيز بن رشيد رئيس هيئة التمييز سابقا بالرياض ، وعلى عبد اللطيف بن إبراهيم آل عبد اللطيف، وعلى الشيخ محمد البصيري رحمه الله ، وكلا الاثنين من أهل شقرة ، وعلى / عبد العزيز ابن مقرن وصالح بن طوسان ، وإبراهيم الزغيبي ، فكلف هؤلاء بالوعظ والإرشاد والتعليم في سائر المساجد . وكلف الشيخ عبد الله بن زيد بالوعظ والإرشاد في المسجد الحرام .

وفي آخر عام 1359 هـ.، قدم الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني حاكم قطر حاجًا ، ومعه ابنه الشيخ حمد بن عبد الله جد حاكم قطر حالياً ، ومعهما جمع كثير من أعيان آل ثاني ومن أهل البلاد ، فتقدم الشيخ عبد الله آل ثاني وابنه حمد رحمهما الله إلى الملك عبد العزيز يطلبان منه إرسال قاض معهما إلى بلدهما قطر ، لكونها في ذلك الزمان ليس بها أحد يصلح للقضاء ، وقد توفى الشيخ محمد بن جابر وكان هو الخلف بعد سفر الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع . وقال للملك إننا نعرف رجلاً يصلح لنا وهو الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود . وكان الذي أشار عليهما به هو الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع ، فعند ذلك أمر الملك الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة بمكة بأن يكلفه بالسفر مع الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني ، ولم يجد بداً من طاعته فسافر صحبتهما ، وفي أول المحرَم من عام 1360 هـ. جلس للقضاء في قطر ، واستمر دائباً في العلم والتعليم ، وفي الحفظ والكتابة ، بحيث لا يشغله عنها أهل ولا مال إلى أن توفاه الله.

ومما امتاز به الشيخ هو الصبر والمثابرة على القضاء ، والتسجيل والتأليف ، فكان يسابق الشمس في الذهاب إلى القضاء ، ثم ذاك مكانه حتى يؤذن المؤذن لصلاة الظهر . ومن عادته أنه لا يجعل على الأبواب حراساً ، بل كلٌ يتصل به لحاجته من كبير وصغير وذكر وأنثى .نـسـبـهُ ولادتــهُ طلـبه للـعلمُ أولاده وفاته

كتبه

*الحكم الجامعة في شتى العلوم النافعة

*يسر الإسلام في جواز رمي الجمار قبل الزوال

*مباحث التحقيق مع الصاحب الصديق

*سنة الرسول شقيقة القرآن

*الدلائل العقلية والنقلية بتفضيل الصدقة عن الميت على الضحية

*حجر ثمود

*الجهاد المشروع في الإسلام

*إجتماع أهل الإسلام على عيد واحد لكل عام

*أحكام عقود التأمين ومكانها من شريعة الدين

*جواز الإقتطاف من المسجد والمقبرة في حالة الحاجة وعموم المصلحة

*رسالة الخليج في منع الاختلاط وما ينجم عنه من مساوئ الأخلاق

*الايمان بالقضاء والقدر على طريقة اهل السنة والاثر

*عقيدة الاسلام والمسلمين

*إنحراف الشباب عن الدين وإلتحاقهم بالمرتدين

*واجب المتعلمين والمسئولين في المحافظة على أمور الدين

*حكمة التفاضل في الميراث بين الذكور والإناث

*حكمة تعدد الزوجات

*كلمة الحق في الاحتفال بمولد سيد الخلق

*كراهية التزوج بأهل الكتاب وعموم ضرره على البنين والبنات

*إتحاف الأحفياء برسالة الأنبياء

*الأخلاق الحميدة للمرأة المسلمة

*القول السديد في تحقيق الأمر المفيد

*نهاية المرأة الغربية بداية المرأة العربية

*منع تصوير شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

*المسكرات وعموم ضررها على الدين وعلى العقل وعلى المال والأهل والنسل والمجتمع

*حماية الدين والوطن من أفلام الخلاعة والفتن

*جواز تحديد الصَداق وضعف معارضة المرأة في ذلك لعمر بن الخطاب

*الحكم الشرعي في اثبات رؤية الهلال

*كتاب الصيام

*الإيمان بالأنبياء بجملتهم ، وضعف حديث أبي ذر في عددهم

*تثقيف الأذهان بعقيدة الإسلام والإيمان

*الأحكام الشرعية ومنافاتها للقوانين الوضعية

*تحريم الربا بأنواعه

*محق التبايع بالحرام ومنه التبايع بما يسمى البورصة

*أحكام قصر الصلاة في السفر

*الحكم الشرعي في الطلاق السني والبدعي

*الملحق بالجهاد المشروع في الإسلام

*بطلان نكاح المتعة

*أحكام منسك حج بيت الله الحرام

*الإشتراكية الماركسية ومقاصدها السيئة

*الجندية عموم نفعها و حاجة المجتمع إليها

*الحكم الإقناعي في إبطال التلقيح الصناعي وما يسمى بشتل الجنين

*الحكم الشرعي في الطلاق السني والبدعي

*دعوة لحكام المسلمين للاهتمام بموضوع المبتعثين

*لا مهديَ يُنتظر بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر

من أهم فتاواه و آرائه

فتوى الرمي قبل الزوال

من أهم فتاوى الشيخ بن محمود رحمه الله هي فتوى الرمي قبل الزوال ، و الأصل من تلك فتوى هي حقن دماء المسلمين و التيسير عليهم. وفيما يلي دراسة من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب تلخص كتاب يسر الإسلام في أحكام حج بيت الله الحرام لفضيلة الشيخ بن محمود:

الف العلامة الشيخ عبد الله زيد ال محمود رحمه الله تعالى رسالة بعنوان "يسر الاسلام في احكام حج بيت الله الحرام، وفيه التحقيق لجواز رمي الجمار قبل الزوال". ناقش فيه موضوع رمي الجمرات قبل الزوال ايام التشريق مناقشة علمية موضوعية هادئة، ابرز فيها جوانب جديدة في الاستدلال للموضوع تستحق التنويه والعرض، يهتم البحث هنا بعرض اهمها بايجاز:

1- نفي وجود حديث صحيح، او حسن، او ضعيف يأمر بتحديد الرمي بين الزوال إلى الغروب حتى نلتزم العمل به طاعة لله ورسوله، ومع عدمه فلا يجوز، فانه لايجوز لنا ان نسمي ماقبل الزوال وقت نهي بدون ان ينهى عنه رسول الله(ص) وغاية الامر انه مسكوت عنه رحمة بالناس، كما في الحديث: ان النبي(ص) قال: "ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم اشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها".

2- الاستدلال بفعل النبي (ص) في رمي الجمرات ايام التشريق ينبغي ان يؤخذ نفس الحكم في نظائر افعاله (ص) في سواه، مثلا: طواف الافاضة يوم العيد، والنحر يوم عيد الاضحى، لم يقل أحد بوجوبها يوم العيد، وكذلك حلق رسول الله (ص) ضحى يوم العيد، لم يقل أحد بوجوبه في الوقت نفسه. العلماء متفقون بأن وقت هذه وقت موسع تفعل في اي ساعة، واي يوم من ايام التشريق من ليل او نهار. "كذلك الرمي اذ هو نظيرها في الحكم والوجوب، اذ ليس عندنا ان رميها فيما بين الزوال إلى الغروب كان على المؤمنين كتاباً موقوتاً. كيف والنبي (ص) خطب الناس يوم العيد، وخطبهم في أوسط ايام التشريق، وجعل الناس يسألونه فما سئل عن شيء من التقديم والتأخير الا قال: "افعل ولا حرج" وهذا النص قاطع للنزاع، ودافع للخلاف إلى مواقع الاجماع" . على ان هذا فعل، والفعل لا يقتضي تحديد المفعول فيه بمجرده، لكون الافعال الصادرة من رسول الله (ص) موقوفة على دلائلها، فما كان منها للوجوب، او الاستحباب، او الاباحة صيّر اليه" .

3- الاستدلال بحديث (لتأخذوا عني مناسككم) وان الرمي بعد الزوال من المناسك التي فعلها رسول الله( ص) والتي امر ان تؤخذ عنه. الجواب: ان هذه كلمة جامعة، فان المناسك التي نسكها رسول الله (ص) والتي امر ان تؤخذ عنه تشمل الواجبات، والمستحبات مثل: الاغتسال للاحرام، والتلبية، والاضطباع في الطواف، والرمل، وتقبيل الحجر، وصلاة ركعتي الطواف، وغير ذلك من العبادات التي نسكها رسول الله (ص) في حجه..". ففي هذه وغيرها المستحب والواجب، فلا يمكن تنزيل قول الرسول (ص) (لتأخذوا عني مناسككم) في جميع افعال الحج على حكم واحد.

4- السبب في اتفاق أئمة المذاهب على القول برمي أيام التشريق بعد الزوال: "أن مجموع الحجاج كان قليلا في الصدر الأول، وأن الخلفاء كانوا يختارون للرمي من الوقت أفضله، ويتمكنون من القيام بمشروعيته لقلتهم وسعة المكان، وقبل أن يوجد في منى شيء من البنيان، وعند ابتداء تدوين العلم والحديث والفقه قرر الفقهاء في كتبهم تحديد الرمي في أيام التشريق بما بين الزوال إلى الغروب اجتهادا منهم في ذلك، وأخذ بعضهم ينقل عن بعض القول به، والحكم بموجبه حتى انتشر في كتب الأصحاب من سائر المذاهب، وحتى صار عند كثير من الناس بمثابة الأمر الواجب ودليلهم في ذلك: "رمي النبي (ص) يوم النحر ضحى، وأما بعد ذلك فإذا زالت الشمس، وعن ابن عمر وعائشة بمعناه وكلها أحاديث صحيحة، لكنها ليست بصريحة في الدلالة على التحديد بما ذكروا. لهذا ظن من ظن أن هذا حكم عام لازم للناس في جميع الأحوال والأزمان، وأنه لو رمى قبل الزوال، أو بالليل لم يجزه" .

5- اختياره (ص) لما بعد الزوال للرمي في أيام التشريق أنه أراد أن لا يحرج أمته، بل يخرج بهم مخرجا واحداً لرمي الجمار، ولصلاة الظهر في مسجد الخيف: لكون حجه صادف شدة الحر. ثم أعقب وفي ثنايا ماتقدم من مناقشة لأدلة المانعين أن تحديد الفقهاء وقت الرمي أيام التشريق بمنى "ما بين الزوال إلى الغروب، وهو لا يسع الخلق الكثير، فصار من تكليف مالا يستطاع، إن القول به مستلزم للعجز عنه في هذا الزمان، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها". إن التحديد بهذا الزمن قد أفضى بالناس إلى الحرج والضيق حتى شغلهم شدة الزحام عن الذكر والتكبير، وعن الدعاء والتضرع عند هذا المقام، بل عن العلم بوقوع الجمار في موقعها المشروع من الأحواض، وهذا الزحام من المحتمل أن يزداد عاما بعد عام متى كان التحديد على هذه الحال، وذلك لعوامل تساعد على ذلك لم تكن معروفة في السنين السابقة.. حتى صارت الدنيا كلها كمدينة واحدة، وكأن عواصمها بيوت متقاربة.." .

6- يعد الفقهاء في المذهب الحنبلي أن أيام منى كلها كالوقت الواحد، وهو الظاهر من مذهب الشافعي. "فمتى كان الأمر بهذه الصفة، وأن أيام منى كالوقت الواحد حسبما ذكروا فلا وجه للإنكار على من رمى قبل الزوال والحالة هذه .." .

7- "الحالة الآن حالة ضرورة توجب على العلماء والحكام إعادة النظر فيما يزيل هذا الضرر، ويؤمن الناس من مخاوف الخطر الحاصل من شدة الزحام، والسقوط تحت الأقدام، إن شدة الزحام تزداد عاماً بعد عام.. هذه المشقة التي يعانيها الناس عند الجمار لا يجوز نسبة القول بها إلى الشرع، وهو لا دليل على هذا التحديد لا من الكتاب، ولا من السنة، ولا قياس، ولا أجماع.." . وبما أن الرمي من واجبات الحج فإنه يتمشى مع نظائره من الواجبات مثل النحر، والحلق ، والتقصير فيدخل بدخولها في الزمان، ويجاريها في الميدان: إذ لكل من واجبات الحج الذي يقاس بعضها على بعض عند عدم مايدل على الفرق، وقد دلت نصوص الشريعة السمحة على أن الصواب في مثل هذه المسأًلة هو وجوب التوسعة، وعدم التحديد بالزوال، بل يجوز قبله وبالليل، كما دلت عليه نصوص طائفة من العلماء، فلم تجمع الأمة، ولله الحمد، على المنع ولا على وجوب هذا التحديد...".

رأيه في تعدد الزوجات

ونقتبس فيما يلي بعضا مما كتبه الشيخ من علم نافع وفقه رشيد.. قال عن تعدد الزوجات: إننا لا نشك ولا ننكر أن الاقتناع بزوجة واحدة متى حصل المقصود منها أنه أفضل من التعدد لأن الله سبحانه حينما أباح تعدد الزوجات لم يبحه بطريق التوسع فيه على حسب التشهي والتنقل في اللذات، وتنوع المشتهيات، وإنما أباحه بشرط العدل بين الزوجات (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) لأن العدل قوام الدنيا والدين وصلاح المخلوقين، وله وضعت الموازين، وهو الإلف الذي تتألف به القلوب وتلتئم به الشعوب ويشملهم الصلاح وأسباب النجاح والفلاح. كما أن التعدد يترتب عليه الإرهاق في صحة الرجل بسبب المباضعة التي هي هدم في قوته، فإن ماءه يخرج من سلالة جسمه وقد وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه «مخ ساقيه ونور عينيه» فهو روح نشاطه وقوته كما قيل: أقلل نكاحك ما استطعت فإنه * ماء الحياة يصب في الأرحام سيما إذا كان شيخاً طعن في السن، وقد تزوج بكراً، فإنه إن وفاها حقها أنهك جسمه وإن قصر عنها أبغضته. والتعدد فيه محاسن ومساوئ. فبعض الخواص من الناس قد شارك في موضوع التعدد لسبب يقتضيه. لكنه دخل فيه بعدل واعتدال وحسن سيرة وسياسة في الأهل والعيال فصار قرير العين به سليماً من الأنكاد والأكدار وذلك ببركة العدل بين الزوجات. إذ أن حكمة الله فوق رأي كل حكيم. «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة».

قالوا عن الشيخ

مقالة جريدة العرب

أولاده

أما عن ذرية الشيخ ، فله من البنين ماشاءالله سبعة عشر ابناً ، أكبرهم محمد بن عبد الله ، ثم عبدالرحمن بن عبدالله آل محمود ، ثم أحمد بن عبد الله ، و علي بن عبد الله ، وعبد العزيز بن عبد الله ، وحسن بن عبد الله ، وعبد اللطيف بن عبد الله ، وخالد بن عبد الله ، وسعود بن عبد الله ، وعبد المحسن بن عبد الله ، وفيصل بن عبد الله ، ومحمود بن عبد الله ، وقاسم بن عبد الله ، وناصر بن عبد الله ، وخليفة بن عبد الله ، ومنصور بن عبد الله ، وتركي بن عبد الله .

وفاته

بعد حياة حافلة في خدمة الإسلام والمسلمين أدى فيها الشيخ دورًا مهمـًا وفاعـلاً في الحياة العلمية والاجتماعية على نحو مشرف وغاية سامية نبيلة . انتقل الشيخ إلى جوار ربه سبحانه وتعالى في حوالي الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس في أواخر العشر المباركة من الشهر الفضيل رمضان ، وذلك في اليوم الثامن والعشرين منه من عام 1417هـ الموافق للسادس من فبراير لعام 1997م عن عمر ناهز التسعين عامــًا .

وصلى عليه بالمسجد الكبير ، بعد صلاة عصر يوم الخميس ، وقد أم المصلين للصلاة عليه فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي ، وقد ازدحمت جنبات المقبرة وغصت بالناس وقد بكاه أهل قطر رجالاً ونساءً ، وقد رؤيت له رؤى حسنة قبل وفاته وبعدها . فجزاه الله خيرًا .. وأدخله فسيح جناته .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

المصدر

موقع الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود www.alshreef.com حقوق الطبع في هذا الموقع محفوظة لكل مسلم و طالب للعلم.