عبد الرحمن منيف (1933 - 24 يناير 2004) اسمه الكامل عبدالرحمن إبراهيم المنيف ينتمي إلى قرية قصيباء في بريدة وسط المملكة العربية السعودية يعود إلى قبيلة بني خالد العربية المعروفة ، كان والده من كبار تجار العقيلات الذين اشتهروا برحلات التجارة بين نجد و الشام واسم شهرته ((عبدالرحمن منيف )) و هو أحد أهم الروائيين العرب في القرن العشرين حيث استطاع في رواياته أن يعكس الواقع الاجتماعي و السياسي العربي ، و النقلات الثقافية العنيفة التي شهدتها الممجتمعات العربية خاصة في دول الخليج العربية أو ما يدعى بالدول النفطية . ربما ساعده في هذا أنه أساسا خبير بترول عمل في العديد من شركات النفط مما يجعله مدركا لاقتصاديات النفط ، لكن الجانب الأهم كان معايشته و إحساسه العميق بحجم التغيرات لاتي أحدثتها الثورة النفطية في صميم و بنية المجتمعات الخليجية العربية .
يعتبر منيف من اشد المفكرين المناوئين لأنظمة كثير من الدول العربية. من أشهر رواياته "مدن الملح" التي تحكي قصة إكتشاف النفط في السعودية وهي مؤلفة عن 5 أجزاء، ورواية شرق المتوسط التي تحكي قصة المخابرات العربية وتعذيب السجون.
فهرس
|
ولد عبدالرحمن منيف في عمان - الأردن عام 1933 عن أب سعودي ومن أم عراقية . درس في الأردن إلى أن حصل على الشهادة الثانوية ثم انتقل إلى بغداد والتحق بكلية الحقوق عام 1952 ثم انخرط في النشاط السياسي هناك انضم إلى حزب البعث إلى أن طُرِد من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب بعد التوقيع على حلف بغداد عام 1955 لينتقل بعدها إلى القاهرة لإكمال دراسته هناك. في عام 1958 انتقل إلى بلغراد لإكمال دراسته فحصل على الدكتوراه في اقتصاديات النفط لينتقل بعدها إلى دمشق عام 1962 ليعمل هناك في شركة السورية للنفط ثم انتقل إلى بيروت عام 1973 ليعمل هناك في مجلة البلاغ ثم عاد إلى العراق مرة اخرى عام 1975 ليعمل في مجلة النفط والتنمية. غادر العراق عام 1981 متجهاً إلى فرنسا حيث كرس حياته هناك لكتابة الروايات ليعود بعدها إلى دمشق عام 1986, تزوج منيف من سيدة سورية وأنجب منها ،عاش في دمشق حتى توفي عام 2004, و بقي إلى آخر أيامه معارضاً للإمبريالية العالمية ، كما اعترض دوماً على الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 رغم انه كان معارضا عنيفا لنظام صدام حسين.
ربما يكون عمله الأبرز هو رواية (مدن الملح) في خمسة أجزاء : يصف الجزء الأول التغيرات العميقة في بنية المجتمع البدوي الصحراوي بعد ظهور النفط ، في الأجزاء الثاني يبدأ بوصف رجال الأعمال الذين وفدوا على المنطقة الخليجية و دخولهم في تحالفات مع حكام المنطقة ، الأجزاء الثلاثة الخيرة تصف التحولات و التفاعلات السياسية في شبه واضح مع تاريخ حكام آل سعود ، هذه الرواية صنفته سريعا كمعارض لنظام الحكم السعودي و منعت رواياته من دخول المملكة العربية السعودية -سمح بنشرها مؤخرا في معرض الكتاب بالرياض- و كثير من الدول الخليجية .
الرواية الأخرى التي أحدثت ضجة في العالم العربي كانت (شرق المتوسط) ، التي تعتبر أول رواية عربية تصف بجرأة موضوع التعذيب في السجون خاصة التعذيب التي تمارسه الأنظمة الشمولية العربية التي تقع شرق المتوسط في إشارة واضحة للنظام السوري و العراقي .
لاحقا ألف منيف جزءا آخر من شرق المتوسط أسماه : (الآن ..هنا) أعاد به الحديث عن التعذيب في السجون لكنه صورها هنا في بيئة أقرب لبيئة مدن الملح الخليجية .
ارتبط منيف بصداقة عميقة مع روائي عربي آخر هو جبرا إبراهيم جبرا ، توجت هذه الصداقة مؤخرا برواية ثنائية ، قد تكون من الأعمال الأدبية النادرة التي تكتب من قبل شخصين ربما على مستوى العالم ، و النتيجة كانت (عالم بلا خرائط) ، التشابك و التناسق الفني لهذه الرواية كان على درجة عالية يستحيل معها التصديق بأن هذا العمل مؤلف من قبل شخصين اثنين .
من أواخر أعماله : (أرض السواد) التي أراد ان يتحدث فيها عن تاريخ و مجتمعات العراق .
هدم أجزاء من قبر الروائي عبدالرحمن منيف الواقع في مقبرة الدحداح في العاصمة السورية دمشق ، حدث ذلك في أواخر شهر مايو من عام 2007 ميلادية دون التعرض إلى رفاتة. أدت هذه الحادثة إلى نشوء العديد من التكهنات عن أهداف وغايات الفعلة وماهي طبيعتهم. [1]،