الرئيسيةبحث

عبد الحي حلمي

عبد الحي حلمي (1857 - 1912م) ولد وترعرع في مدينة بني سويف في صعيد مصر حيث تعلم تعليماً أولياً، ثم انتقل إلى الاسكندرية حيث عمل لدی إسماعيل باشا حافظ الذي كان من اعيان الاسكندرية واثريائها. في صالون إسماعيل باشا التقی عبد الحي بكبار المطربين في مصر في اواخر القرن التاسع عشر وعلی راسهم عبده الحامولي. في هذه البيئة الفنية حفظ عبد الحي الكثير من الألحان القديمة التي كان يغنيها المطربون القدامى، أمثال عبده الحامولي، ومحمد عثمان، والشيخ عبدالرحيم المسلوب. ومن خلال عمله مذهبجياً في تخت الحامولي تعلم اصول الغناء قبل ان يجيزه نقيب الموسيقيين في القاهرة ليكون مطرباً منفرداً يرافقه تخته الخاص.

كان عبدالحي حلمي من أوائل مشاهير المطربين الذين اقاموا حفلات عامة يحضرها الناس مقابل مالي في المحلات العامة والكازينوات والمقاهي، ومن تلك الأماكن حديقة الازبكية التي افتتحت رسمياً عام 1872. الا ان ذلك لم يمنعه من الغناء ايضاً في الصالونات وفي حضرة الامراء العثمانيين في اسطنبول سنة 1910.

وقد عرف عن عبد الحي انه كان شديد الاهتمام بمظهره متانقاً واشتهر بنزواته الغريبة حتی كان اذا ما جلس للغناء ولم يطب له محيا الحاضرين ترك المجلس وراح يقضي سهرته مغنياً لغرباء يسرون لناظره. وكان مقبلا على الكحول ويستعمل سائر المخدرات حتّى يبلغ مرحلة "السّلطنة" التي لا بدّ منها لاطلاق العنان لارتجالاته الموسيقية. وقد أدّى به شططه إلى أن يستهلك عمره قبل الأوان وقضى سنة 1912 بالإسكندريّة إثر افراطٍ في الكحول ووليمة على سلحفاة البحر.

ما عرف عن حياتة عرف ايضاً عن فنه اذ كانت طريقة ادائه للادوار الشائعة تتسم بالتحرر من القواعد المالوفة والجاهزة، فكان يغفل اجزاءً كاملة من اللحن ليصب كامل اهتمامه في مقطع او جملة او خلجة مقامية مخصوصة. كذلك عرف عنه استخفافه بالايقاع واللحن الجاهز، مما عرضه لانتقادات شتی في زمانه. لذلك وجد عبد الحي في الموال المبني علی الارتجال خير شكلٍ لابداعه ومن المواويل التي اداها "يا حادي العيس" و"الفجر اهو لاح" و"قاضي الغرام". كذلك اشتهر عبد الحي بالادوار مثل "على روحي أنا الجاني" لمحمد عثمان، و"بستان جمالك" لمحمد عثمان، و"قدك أمير الأغصان".

من العازفين الذين رافقوا تخت عبد الحي في ادائه يذكر القانوني محمد عقاد والكماني ابراهيم سهلون وكذلك الكماني الحلبي سامي الشوا. كان أول تسجيل له مع شركة زينوفون سنة 1906 تلاه تسجيلات مع شركات اسطوانات مختلفة في مصر مثل جراموفون البريطانية واوديون وبيضافون.

المصادر