الرئيسيةبحث

عاموس يدلين

عاموس يدلين ، هو رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) أجرت صحيفة هآارتس حواراً شاملاً مع رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية اللواء عاموس يدلين ، تطرق خلاله للحديث عما وصلت إليه إيران حتى الآن في برنامجها النووي واحتمالات حصولها على قدرة عسكرية نووية بداية العقد القادم ، وموقف إسرائيل من طهران وكيفية مواجهتها وتحدث فيه كذلك عن القدرات العسكرية التي وصلت إليها حركة المقاومة الإسلامية حماس واحتمالات أن تحصل على صواريخ يطال مداها مدن إسرائيلية بعيدة خلال عام 2010, وتطرق للحديث عن المفاوضات السياسة مع السلطة الفلسطينية ، معرباً عن اعتقاده بأن رئيسها محمود عباس أبو مازن قد يضطر لترك السلطة إذا ما فشلت تلك المفاوضات ، وتناول كذلك القدرات العسكرية التي وصل إليها حزب الله وتحسينه من قدرته على استهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية ، وبلوغه القدرة على الانقلاب على الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة. وأجرى الحوار مراسل الصحيفة للشئون السياسية آرية شابيط الذي قسم حواره مع رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية اللواء عاموس يدلين لعدة محاور أهمها المحور الإيراني والسوري واللبناني والفلسطيني. ووجه مراسل الصحيفة سؤالاً حول إمكانية اندلاع حرب إقليمية خلال عام 2008 ؟ فقال أن تقديرات جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية ( أمان ) تؤكد أن هناك توقعات منخفضة بل منخفضة للغاية بشأن قيام "الأعداء" بأخذ زمام المبادرة وشن حرب ضد إسرائيل خلال عام 2008 ، ولكن التقديرات ذاتها تؤكد أنه على الرغم من أن العدو لن يبادر بشن حرب إلا إنه يستعد للحرب ، وذلك من خلال إحساس بالخوف من قيام إسرائيل بشن هجوم عليه ، ولهذا فأن الخطاء في التقديرات من شأنها أن تفضي إلي اندلاع حرب ، مشيراً إلي أن الوضع قابل للانفجار لأن الجانبين يستعدان للحرب وجاهزين لها على الرغم من عدم رغبة كلاهما فيها ، وقال أن الخوف من سوء التقدير في قرار شن الحرب ، وهو ما شهدته إسرائيل خلال الصيف الماضي حينما نشب مع سوريا توتر وهو ما يمكن لإسرائيل أن تشهده خلال هذا الصيف. لماذا التوقعات بشأن قيام العدو بشن حرب منخفضة ومنخفضة للغاية ، قال لأن العدو يرى أن عام 2008 لم يكن ميزان القوى في صالحة ، كما أن الردع الإسرائيلي كان قوياً بل أكثر مما كان عليه خلال حرب لبنان الثانية ، ولدى العدو أمل في أن تساهم الظروف خلال عامي 2009 و 2010 في أن يشن تلك الحرب ، ومنها أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لن يكون في منصبه كما أن العدو سيكون قد استكمل بناء قوته ولهذا فأن كافة التقديرات تقول أن العدو لن يقدم على شن حرب خلال عام 2008 . وفيما يتعلق باحتمالات اندلاع حرب ، والتقديرات التي ترجح ذلك ، قال أن العدو متأكد أن الظروف الآن أفضل بالنسبة لإسرائيل وللإدارة الأمريكية التي تستعد لمغادرة البيت الأبيض ، وهم متأكدون من أن إسرائيل تريد الانتقام بعد ما جرى خلال حرب لبنان الثانية ، ويدركون كيف تفكر الإدارة الأمريكية وكيف تتعامل مع الدول المحيطة ، ولهذا فأن كافة استعداداتهم للحرب تأتي من خلال أسباب دفاعية وليس من خلال أسباب هجومية. وعن المخاوف من حالة سوء التقدير في مسألة الحرب ، قال يدلين "أن الجانبين لديهما خطوط حمراء ، والتقديرات تقول أن أي نشاط عسكري يستوجب الرد ، وهو ما قد يؤدي إلي تدهور الأمور وبلوغها درجة الخطر ، وأضاف أن المخاوف من اندلاع الحرب يأتي بسبب أن الطرف الآخر عليه أن يرد على الهجوم الذي شنته إسرائيل على شرق سوريا في سبتمبر 2007 وكذلك على عملية استهداف القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في فبراير 2008 ، مشيراً إلي أن تلك الحالة من شأنها أن تفضي لاندلاع حرب ، لكن هل سيبادر العدو لشن تلك الحرب ، والإجابة لا ، وهل هو يستعد لتلك الحرب والإجابة على ذلك بنعم ، وهل الحرب من شأنها أن تندلع إذا ما كان هناك خطاء في التقدير . وأشار مراسل الصحيفة إلي أن رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية اللواء عاموس يدلين ومنذ أن وصل لهذا المنصب في يناير من عام 2006 لم يدل بأي تصريحات لوسائل الإعلام ، وكذلك قائد الأركان العامة بالجيش الإسرائيلي ، ومنذ تلك الفترة حدثت بعض المستجدات التي دفعت يدلين لكسر حاجز الصمت وعرض ما لديه على الجمهور الإسرائيلي خاصة ما يتعلق بالتقديرات السنوية التي يصدرها جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية ( أمان ) ، من خلال وجهة نظر تقول أنه يجب على الجمهور أن يكون شريكاً وعليه أن يعرف التهديدات التي قد يتعرض إليها وما قد يحدث. ويشير آريه شابيط مراسل الصحيفة إلي أن عاموس يدلين كان طياراً في سلاح الجو الإسرائيلي وشارك في حرب 73 وكذلك في قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981 ووصل لمنصب قائد أركان سلاح الجو ثم لدرجة ملحق عسكري لإسرائيل في واشنطن ، لكنه يصف منصبه رئيساً للمخابرات بأنه من أخطر المناصب التي وصل إليها واعقدها. ويرى يدلين أن إسرائيل تواجه في الوقت الراهن خمسة تهديدات وهي على حد قوله:إيران وسوريا وحزب الله وحماس وتنظيمات الجهاد العالمية, مشيراً إلي أن الصورة المخابراتية الآن أفضل مما كانت عليه في السابق بل يعتبر أن المخابرات الإسرائيلية الآن من أفضل الأجهزة حول العالم ، على ضوء ما حققته من نجاحات. المحور الأول: إيران تقوم إيران بتطوير قدرة صاروخية قادرة على حمل رؤس نووية يمكنها الوصول لأوروبا ، بل أنها ذات قدرة مستقبلاً على الوصول إلي ما بعد المحيط الأطلنطي ، ولهذا فأن إيران تشكل أزمة عالمية ، لكن هل ستقف إسرائيل في مقدمة الدول التي تواجه إيران ، وفيما يتعلق بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية ما هي وجهة النظر بشأن تداعيات حصول إيران على سلاح نووي وتأثر إسرائيل والمنطقة بذلك؟ وقال يدلين سأتحدث عن الطرق الممكنة لمنع بلوغ إيران القدرة العسكرية النووية, مشيراً إلي أن إيران لا تشكل خطرا على إسرائيل فحسب، وإنما على عدة دول في الشرق الأوسط، وربما تتحول إلى تهديد عالمي، مشيرا إلى أن إيران تعمل على تطوير صواريخ بعيدة المدى وقادرة على حمل رؤوس نووية إلى أوروبا، وربما في المستقبل ستعبر المحيط الأطلسي، وبناء عليه فإن إيران هي مشكلة عالمية، على حد قوله. وقال أن إيران تقود معسكرا كاملا يهدد قيم المجتمع الغربي التي تكونت في القرن الأخير، وفي حال امتلكت أسلحة نووية فإن هذا التهديد سيكون أشد، وأن المواجهة الثقافية الأيديولوجية سينضاف إليها رافعة عسكرية إستراتيجية تؤثر على "المعركة" على حد تعبيره. ويضيف يدلين أن دراسته لعملية تطوير الصواريخ في إيران توصله إلى نتيجة أنها ستشكل تهديدا لإسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة, وبحسبه فإن الصواريخ البالستية التي تطورها إيران ليست مهمة إلا إذا كانت قادرة على حمل رؤوس نووية، وأن كل من لديه الخبرة في تطوير الصورايخ بإمكانه رفع مداها من ألف كيلومتر إلى آلاف الكيلومترات. وقال إنه كان لدى إيران في البداية صاروخ "شهاب 3" الذي يصل مداه إلى 1300 كيلومتر، والآن تعمل على تطوير صاروخ "عاشوراء" ودراسة نماذج صاروخية حصلت عليها من كورية الشمالية بحيث يصل مداها إلى 2500-3500 كيلومتر، والقفزة ليست كبيرة من هذا المدى إلى مدى أبعد عابر للقارات. وقال إن مفاعل "نتنز" يعمل فيه منذ شهور 3000 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، ولا يعتقد أن إيران باتت قادرة على تفعيل 6000 جهاز طرد مركزي وفقا لما صرح به الرئيس الإيراني وبحسبه فإنه على المستوى النظري فإن 3000 جهاز طرد مركزي بإمكانها تخصيب يورانيوم بكميات تكفي لإنتاج قنبلة نووية خلال سنة، إلا أن إيران لم تصل بعد إلى هذه المرحلة، لكون أجهزة الطرد المركزية قديمة، ومن هنا فإن إيران تطمح إلى تفعيل عشرات آلاف أجهزة الطرد المركزي، بيد أنها تواجه مشاكل تكنولوجية لم تتغلب عليها بعد. وتابع أن الموضوع النووي الإيراني مركب جدا، وأن التقديرات الزمنية لتحول إيران إلى نووية مركبة أيضا، وتتأثر بثلاثة عوامل؛ العامل التكنولوجي والضغط الدولي والإستراتجية النووية الإيرانية. وتساءل إذا ما كان طموح إيران هو الوصول إلى مستوى اليابان وألمانيا، بمعنى أن تكون قاب قوسين أو أدنى من إنتاج القنبلة النووية ، وحسبما يرى فإن التقديرات الواقعية تشير إلى أن إيران ستصل هذه المرحلة في منتصف العقد القادم، وربما قبل ذلك (2010-2015). أما بالنسبة لاحتمالات وقف البرنامج النووي الإيراني سياسيا، فقال إن ذلك يتعلق بالكشف عن إيران وبحسبه فإنها تستخف بالعالم ولم يتم الكشف عن حقيقة الوضع ، وفي حال تكشف الوضع في السنوات القادمة وتبين أن إيران قد خدعت العالم بشأن برنامجها النووي فمن الممكن أن تثور المعركة السياسية ضدها. واعتبر يدلين هذه الفترة، التي يشغل فيها منصبه، مصيرية بوجه خاص، مشيرا إلى أنه "في العام 1981 واجهت إسرائيل دولة العراق بحجم مماثل، وعلى بعد مماثل، وبعدائية مماثلة وتهدد بإنتاج أسلحة نووية". أما بالنسبة لمدى جاهزية الغرب لاستخدام الحل العسكري مع إيران، فقال إن التناقض يكمن في أنه في حال عدم وجود خيارات القوة على الطاولة، فإن الخيارات الأخرى تكون أقل نفعا. وفي أوروبا فإن استخدام القوة العسكرية هو خارج الخيارات الإستراتيجية، وحتى في الولايات المتحدة، وبعد الحرب على العراق، هناك تردد في الهجوم الاستباقي ، وأضاف أن الغرب ليس كتلة واحدة، وأن هناك فوارق ثقافية بين جانبي الأطلسي. ففي الولايات المتحدة هناك مرشح واحد جون ماكين يقول إن "استخدام القوة ضد إيران هو إمكانية سيئة بيد أن تحول إيران إلى نووية هو إمكانية أسوأ". وردا على سؤال عن وضع إسرائيل في حال عدم نجاح الضغوط السياسية على إيران وعدم تحرك الغرب ضدها، قال إن "إسرائيل قوية جدا، وتستطيع أن تواجه أي تهديد في الشرق الأوسط، بما في ذلك التهديد المشار إليه". المحور الثاني: سوريا ثم تطرق رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية اللواء عاموس يدلين للحديث عن الشأن السوري، وتطرق لما أسماه بمدى تعاظم سوريا عسكريا في السنوات الأخيرة، وقال إن السوريين يدركون الفارق في القوة العسكرية في المجال الجوي بالإضافة إلى التفوق التكنولوجي وأنظمة الأسلحة الموجودة لدى إسرائيل، ولذلك فهم يعملون على تطوير قدرات عسكرية لحرب أخرى، ليس في مجال الطائرات والدبابات، وإنما في الصواريخ المضادة للطائرات، والصواريخ المضادة للدروع والدبابات، والصواريخ البعيدة المدى. وقال إن ذلك جزءا من خطة تمتد على عدة سنوات، وتأتي في إطار استخلاص الدروس، بنظر سوريا، من نجاح حزب الله في الحرب في يوليو 2006 ، وأضاف أن سوريا تعزز من قوتها في مجال حرب العصابات والتزود بالأسلحة المضادة للدبابات وحتى الصواريخ البسيطة ، وأنه يتم تحويل سلاح المدرعات إلى سلاح مشاة، وسلاح الجو إلى صواريخ أرض – أرض ، وأن سوريا تعزز من قدراتها الدفاعية من جهة، ومن جهة أخرى تعزز من قدرتها على ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وردا على سؤال حول قدرة سوريا على ضرب أهداف في تل أبيب أو قواعد سلاح الجو، وقال يدلين إن سوريا لديها هذه القدرة منذ سنوات ، مشيراًَ إلي أن سوريا تعمل على زيادة الكتلة والدقة في الصواريخ القادرة على ضرب الجبهة الداخلية ، كما أشار إلى الفارق بين سوريا وحزب الله يكمن في أن الأولى دولة ولديها منشآتها الإستراتجية ، وقال إن السوريين تابعوا إعلام حزب الله خلال الحرب الثانية على لبنان ، وبعد الحرب تبين لهم أن ما يمكن لمقاتلي حزب الله أن يقوموا به، يستطيع أن يقوم به السوريون أيضا ، إلا أن التفكير الاستراتيجي السوري، والمثير على حد قوله، يدرك الفارق بين وضع سوريا وبين وضع حزب الله، من جهة الجيش وسلاح الجو والأسطول وبنية الدولة التحتية، ومن هنا فإن سوريا لا تسعى إلى حرب شاملة وصدام شامل على الجبهة، على حد قوله. وأضاف أنه يمنع على إسرائيل أن تفكر تفكيرا متجانسا في هذا السياق، لكون الأهداف السورية في الحرب ليست أهدافا كلاسيكية لحرب ،فسوريا لا تسعى إلى احتلال منطقة أو إلى حسم عسكري مطلق، وبالمنظار السوري فإن الصدام الذي لا تنتصر فيه إسرائيل ولا تنتصر فيه سوريا، يعتبر انتصارا بالنسبة لها ، وسوريا لا تعتقد أنها في حالة توازن استراتيجي مع إسرائيل، إلا أنها تشعر بأنها قادرة على جعل إسرائيل تدفع ثمنا ، و"تسعى إلى إجبار إسرائيل إلى الوصول إلى المكان المطلوب من الناحية السياسية بدون الوصول إلى حرب شاملة بالمعنى الكلاسيكي". ولدى سؤاله عن مدى اهتمام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلام مع إسرائيل، ادعى يدلين أن سلم الأولويات يتألف من الاستقرار أولا، ولبنان ثانيا، واستعادة الجولان ثالثا. وفي حال كان السلام يخدم هذه الأهداف فعندها تكون سوريا معنية به ، وربما قد يوافق الرئيس السوري على نوع معين من السلام بحسب شروطه، على حد قول يدلين. وردا على سؤال حول إمكانية التوقيع على اتفاق سلام في حال انسحاب إسرائيل إلى خطوط الرابع من يونيو 1967 بدون أن تطلب تغييرات إستراتيجية في دمشق، قال يدلين إن هذه هي شروط الرئيس السوري ، وأن السوريين يتركون ثغرة حول مسألة الترتيبات الأمنية والمياه وجوهر السلام، والتي لن تتم مناقشتها إلا في إطار مفاوضات. وتابع حديثه بالقول" أنه قد مرت 8 سنوات منذ فشل المفاوضات في شبردزتاون، ومنذ ذلك الحين حصلت تغيرات مهمة وملموسة، من جهة علاقة سوريا بحزب الله، ومن جهة أخرى علاقتها مع إيران، حيث تعتبر الأخيرة بالنسبة لسوريا سند استراتيجي يزودها بالسلاح والتدريب والمال، ومن هنا فإن إمكانية الفصل بين سوريا من جهة، وبين حزب الله وإيران من جهة أخرى محدودة، وأن القضية معقدة جدا، على حد قوله ، وقال إنه بات التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا في العام 2008 أصعب بكثير مما كان عليه في العام 2000، إلا أن ذلك لا يعني عدم المحاولة، بحسبه. وحول المصاعب التي تواجه المفاوضات، عدا عن العلاقة مع إيران وحزب الله، قال يدلين إنه يجب إضافة تهديد صواريخ أرض - أرض إلى الترتيبات الأمنية التي تم التطرق إليها في العام 2000 حين جرت المفاوضات برعاية أمريكية لتعوض الطرفين عن التنازلات المتبادلة، إلا أن الوضع يختلف الآن. وردا على إيهود باراك في قوله للرئيس الأمريكي بيل كلينتون، في حينه، بأن سوريا معنية بالسلام مع الولايات المتحدة، وليس مع إسرائيل، قال يدلين إن هذا القول لا يزال صحيحا ، وبحسبه فإن السلام مع إسرائيل بالنسبة للسوريين هو شر لا بد منه، ووسيلة للوصول إلى أهداف أخرى ، وأن هناك رغبة سورية لاختراق الحصار السياسي المفروض عليها، ولذلك فإن سوريا تنتظر ذهاب الرئيس الأمريكي الحالي. وبناء عليه، فإن يدلين يعتقد أن احتمالات السلام مع سورية ليست قائمة الآن، وربما تكون في العام القادم ، أما بالنسبة لما نشر مؤخرا، فأشار إلى أن الرئيس السوري معني بالسلام مع إسرائيل ولكن بشروطه هو ، وخلافا لدول أخرى التي تعتقد بالخيار العسكري لوحده في مواجهة إسرائيل، فإن الرئيس السوري يحافظ على الإمكانيتين. وادعى يدلين أن الظروف الإستراتيجية هي التي جعلت سوريا في "محور الشر" الراديكالي طهران- حزب الله- حماس ، وبحسبه فإن "سوريا العلمانية ليست عضوا طبيعيا في هذا المحور"، وأن "أسبابا إستراتيجية نفعية تجعل مصالح سورية تفرض عليها الانتقال إلى محور السلام ، وردا على سؤال حول إمكانية موافقة الرئيس السوري على الانفصال عن إيران كشرط لاتفاق سلام، قال إنه من الممكن القول بشكل واضح أن الأسد لن ينفصل عن إيران وحزب لله قبل أي اتفاق سلام، أما ما بعد ذلك فمن الصعب الإجابة على هذا السؤال. وفي حال التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا في العام 2009، قال يدلين إن السوري يريد اتفاقا أفضل من اتفاق كامب ديفيد الموقع مع مصر من جهة ما يحصل عليه، وأقل من اتفاق مصر من جهة ما يقدمه ، أما بالنسبة لكون الحرب البديل الذي قد يقع في العام 2010، في حال عدم التوقيع على اتفاق سلام، قال يدلين إنه لا يوافق على ذلك، لأنه من وجهة نظر السوري فإن الحرب ليست بالضرورة دبابات تتحرك باتجاه الجولان، والرئيس السوري حذر جدا ويدرك جيدا حجم القوى العسكرية.