الرئيسيةبحث

طومان باي


مراحل تاريخ مصر
قدماء المصريين
تاريخ مصر الفارسية
تاريخ مصر اليونانية والرومانية
تاريخ مصر المسيحية
تاريخ مصر الإسلامية
تاريخ مصر المملوكية
تاريخ مصر العثمانية
تاريخ مصر تحت أسرة محمد علي
تاريخ الجمهورية المصرية

الأشرف طومان باى آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، فهو السلطان الوحيد الذي شنق على باب زويلة، استلم الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغوري بموقعة مرج دابق بعد أن عينه نائبا له قبل خروجه لقتال العثمانيين, وبعد قتله أجمع الأمراء على اختياره سلطانا لمصر, وقد امتنع ببداية الأمر بحجة ضعف الموقف العام وتشتت قلوب الأمراء وحصول فتنة من قبل بعض المماليك حيث تم نهب خان الخليلي وقتل جميع التجار الأورام بحجة اصولهم العثمانية, لكنه عاد بعد الحاح وبعد أن أقسم له الأمراء بالمصحف بالسمع والطاعة وعدم الخيانة له وقد حضر البيعة المستمسك بالله يعقوب الخليفة المعزول وذلك لوجود ابنه الخليفة العباسي المتوكل على الله الثالث اسيرا بأيدي العثمانيين بحلب[1].

فهرس

معركة الريدانية

جمع طومان باي من الجند المماليك والأهالي وأراد الخروج لقتال العثمانيين ولكنه واجه تخاذل المماليك واستهانتهم بخطورة الموقف, وخلال تلك الفترة أرسل السلطان سليم رسالة إليه يعرض عليه تبعيته للسلطنة مقابل ابقائه حاكما لمصر, غير أنه رفض العرض. وخرج طومان باي إلى الريدانية وتحصن بها وحفر خندقا على طول الخطوط الأمامية. لكن عندما علم العثمانيين بخطة المماليك تحاشوا عنهم واتجهوا صوب القاهرة فتبعهم طومان باي والتحموا بمعركة هائلة قتل فيها سنان باشا الصدر الأعظم بيده ظنا بأنه السلطان لكن مع ذلك فكثرة العثمانيين وقوتهم لم يتمكن المماليك من وقف زحفهم وهرب العسكر الذين حول طومان باي فخاف أن يقبضوا عليه العثمانيين فهرب واختفى.

دخول القاهرة

حرب الشوارع

تحاشى السلطان سليم دخول القاهرة بعد المعركة بسبب وجود طومان باي طليقا وايضا وجود جيوب للمماليك فيها, ودخلها بعد ثلاث أيام يوم الإثنين الموافق 3 محرم923 الموافق 26 يناير 1517 في موكب حافل يتقدمه الخليفة العباسي والقضاة واحاط به جنده يحملون الرايات العثمانية الحمراء. ثم حدث ماكان يتخوف منه فقد باغتهم طومان باي في ليلة 5 محرم الموافق 28 يناير في البولاق, وجرت معركة طاحنة في أزقة المدينة بين الجنود العثمانيون والمماليك واشترك معهم الأهالي المصريون في تلك الحملة المفاجئة بمن فيهم النساء فقد كانوا يقدمون المساعدة لطومان باي, حتى ظن الناس أن النصر آت لامحالة واستمرت المعركة من ثلاث إلى 4 أيام وليال وظهروا فيها على العثمانيين, حتى أنه خطب لطومان باي في خطبة الجمعة وقد كان خطب للسلطان سليم بالجمعة التي سبقتها, وكلفت الفريقين الكثير من القتلى إلى أن تمكن العثمانيون من إنهائها لصالحهم وذلك عندما لجئوا إلى سلاح البنادق وامطروا به من فوق المآذن الأهالي والمماليك فأجبروهم على الفرار وهرب طومان باي إلى البهنا جنوب القاهرة بعدما رأى عدم تمكنه من الإستمرار بالمقاومة. أما الأمراء بمن فيهم جانبردي الغزالي فقد استسلموا للقوات العثمانية. وبتاريخ 7 محرم استسلمت المدينة مرة أخرى للعثمانيين بعد أن طلب الأهالي الأمان فأعلن عفوا عاما عن جميع الذين استسلموا من جراء انفسهم وكما أمر بمعاقبة كل من رفض الإستسلام.

محاولات طومان باي

رغم ذلك إلا أن طومان باي لم يستسلم وراح ينظم الصفوف وصار هناك الكر والفر لكلا الطرفين حتى كاد أن يقتل السلطان نفسه بإحدى الغارات في بولاق, مع ذلك فالمعركة من حي إلى آخر حتى المعركة الأخيرة بمنطقة وردان (امبابة حاليا) حيث انكسرت شجاعة المقاومة أمام القوة الهائلة والعتاد الضخم, فهرب طومان باي ولجأ إلى الشيخ حسن بن مرعي الذي أخرجه من السجن كان قد دخله ايام عمه السلطان غوري ولكن الشيخ وشي به وابلغ عنه السلطان سليم فقبض عليه, وقد أعجب السلطان بشجاعته وبحواره الصلب أمامه ومع ذلك فقد امر بشنقه.

اعدامه

يقول المؤرخ ابن إياس وهو شاهد عيان على ماحدث:

عند باب زويلة توقف ركب السلطان الأسير طومان باي.. كان في حراسة 400 جندي من الانكشارية.. وكان مكبلا فوق فرسه.. وكان الناس في القاهرة قد خرجوا ليلقوا نظرة الوداع على سلطان مصر..وتطلع طومان باي إلى (قبو البوابة) فرأى حبلا يتدلى, فأدرك أن نهايته قد حانت.. فترجل.. وتقدم نحو الباب بخطى ثابتة.. ثم توقف وتلفت إلى الناس الذين احتشدوا من حول باب زويلة.. وتطلع اليهم طويلا.. وطلب من الجميع أن يقرأوا له الفاتحة ثلاث مرات.. ثم التفت إلى الجلاد, وطلب منه أن يقوم بمهمته.

وقد ظلت جثته معلقة ثلاثة أيام ثم دفنت في قبة السلطان الغوري، وبموته انتهت دولة المماليك وسقطت الخلافة العباسية، واستتب الأمر للسلطان سليم بمصر والشام, وأصبحت مصر ولاية عثمانية.

المصادر

  1. ^ كتاب بلاد الشام ابان العهد العثماني, الدكتور محمد التونجي ص: 37

المراجع

انظر أيضا