الشورى لغة مصدر من شار العسل : استخرجه من الخلية، و اشتار الفحل الناقة: كرفها فنظر إليها لاقح هي أم لا، كرف الفحل الناقة و شافها و استشارها بمعنى واحد {لسان العرب}هي أخذ آراء الآخرين في موضوع ما لتحقيق مصلحة معينة لفرد واحد أو مجموعة من الأفراد, و أيضا هي استخراج الرأي الأنسب بتداول الآراء حول مسألة ما.
توجد بعض الأقوال في القرآن الكريم تدل على الشورى مثل ((و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم و مما رزقناهم ينفقون))سورة الشورى-آية 38] و أيضا ((فأعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر)) سورة آل عمران -آية 159]
و حتى النبي المعصوم صلى الله عليه و سلم كان يستشير أصحابه, فعن أبي هريرة أنه قال: (ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله) رواه الترمذي
يوجد اختلاف بين الديمقراطية و الشورى, فالديمقراطية تستند على مبدأ أن الشعب هو صاحب السيادة و مصدر الشرعية, فالسلطة في النظام الديمقراطي هي للشعب, و بواسطة الشعب تتحقق سيادته و مصالحه ولو خافت الشريعة.
أما ما يفرق بين الشورى و الديمقراطية فهو مصدر السيادة في التشريع, فالديمقراطية تجعل السيادة في التشريع للشعب, أما الشورى فتجعل السيادة للشريعة الإسلامية ولو خالفت الأغلبية. الديمقراطية الحديثة اتجهت صوب الشورى، بحيث اصبحت مراكز الدراسات و معاهد استشراف المستقبل و العلم هم المسير الحقيقي لدفة الحكم في الدول الغربية، رأي العلم يأتي قبل رأي الشعب مما يدل ان الشورى مبدأ اشمل و اوسع و أفيد من الديمقراطية التي هي أفضل من الديكتاتورية و الاستبداد و حكم الفرد، و لكن الديمقراطية من دون شورى هي عبارة عن فوضى غوغائية و أصوات دهماء ويبرر المسلمون ذلك بأن الله هو خالق البشر وهو أعلم بما يصلحهم فما شرعه لهم في كتابه هو الصالح لهم وإن جهلوا ذلك. وأما ما لم يوج فيه نص شرعي فعليهم الاجتهاد في تحديد المصلحة والأخذ برأي الأغلبية.