ولد في مدينة الطفيلة - جنوب الأردن عام 1916 وتوفي في عام 1979 وهو من أصل كردي. كان مفكرا وكاتبا وأديبا وله إصدارات عديدة. أنهى دراسته الثانوية في مدرسة السلط ثم درس الحقوق في جامعة دمشق وتخرج منها عام 1947
فهرس
|
كان سعد جمعة من الرموز الأردنية التي لها ثقل في الدولة وقد عمل في مؤسساتها منذ أن أنهى دراسته. كانت فترة عصيبة والأمور آخذة في التصاعد واحتاج الملك إلى من يقف معه في هذه الفترة الحرجة فوقع اختياره على سعد جمعة. كلفه الملك حسين بن طلال برئاسة الوزارة وتشكيل الحكومة خلفا لرئيس الوزراء الشريف حسين بن ناصر عام 1967. وقد شكل سعد جمعة الحكومة مرتين خلال هذا العام.
شكَّل الأولى يوم 23 ابريل 1967 وحازت ولأول مرة في تاريخ الأردن على الثقة بالاجماع من مجلس النواب الأردني بسبب توقيع الأردن إتفاقية دفاع مشترك مع مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في 30 مايو 1967 ومع العراق في 4 يونيو 1967. استقالت هذه الحكومة بعد حرب حزيران/ حرب الأيام الستة وتحديدا في 1 آب 1967.
كلف الملك سعد جمعة ثانية بتشكيل حكومة جديدة في اليوم نفسه وشكلها في اليوم التالي أي في 2 أغسطس 1967 واستمرت حتى 7 أكتوبر 1967 ليشكلها بعده بهجت التلهوني للمرة الرابعة له كرئيس وزراء.
من الملاحظ أنه تم تكليف أربعة حكومات متتابعة خلال عام واحد.
عين بعدها سعد جمعة عضوا في مجلس الأعيان ثم سفيرا في الخارجية استعدادا لتعيينه سفيرا للأردن في المملكة المتحدة. وبقي عضوا في الهيئة الاستشارية حتى توفي.
كان مفكرا واسع البحث والاطلاع، عرف عنه الصدق والصراحة في جميع كتاباته. وفي حياته نشر عدة مقالات وكُتب صدر منها:
نشرت مجلة الحوادث اللبنانية آخر مقال كتبه المرحوم سعد جمعه تحت عنوان(الثورة الأسلامية في أيران مرة أخرى) وذلك في عددها(1190)الصادر يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر آب لسنة(1979)ميلاديه وفي الصفحات(57)و(58)و(59)من ذلك العدد حيث سوقته المجلة تحت عنوان جديد هو(هذه وصيتي إلى الثورة الأسلامية في أيران) وهو مقال على شكل رسالة وجهها عبر البريد إلى رئيس تحرير مجلة الحوادث المرحوم سليم اللوزي قبيل وفاة سعد جمعه في أحد مستشفيات لندن بيوم واحد كما جاء في المقدمة التي سبقت الرسالة فمن خلال أقامته في طهران كسفير للأردن لدى بلاط الشاه الأيراني كان قد أكتسب خبرة ومعرفة بشؤون المجتمع الأيراني جعلاه يقيم علاقات واسعة مع مختلف الأوساط الرسمية والشعبية من شتى التيارات الفكرية والسياسية والدينية ولم تضعف هذه العلاقات التي أقامها في أيران حتى عندما أصبح فيما بعد رئيسا للحكومة في الأردن.ومن خلال هذا الخزين المعرفي الواسع تبلورت لديه القدرة على فرز جوانب الضعف والقوة في بلدان العالم العربي والأسلامي من خلال معطيات الواقع السياسي والأجتماعي والثقافي الذي أعتبره نتيجة طبيعية مؤلمة للمقدمات الخاطئة والأسس غير السليمة التي تشكل من خلالها هذا الواقع المليء بالأنحرافات والذي أصبحت سماته تهيمن على صورة المشهد الميداني للبلدان العربية والأسلامية وشعوبها ومن هنا جاءت دعوته في هذه الرسالة لتصحيح هذا الأنحراف والتمسك بأسباب القوة التي تنتشل الشعوب العربية والأسلامية من غفلتها وضعفها و أنهاء تكالب أعدائها عليها من أجل السيطرة على مقدرات تلك الشعوب ونهب خيراتها وأغراقها في مستنقعات التناحر والتخلف والتشتت والضياع والفناء. وعندما انتصرت حركة الأمام الخميني وسقط الشاه وقامت الجمهورية الأسلامية في أيران أرسل سعد جمعة أول مقال له إلى مجلة الحوادث معبرا فيه عن تأييده لقيام الثورة الأسلامية والذي يمكن اعتباره دراسة عن نوعية الحكم الجديد فجاءت الردود له وعليه على حد وصف المجلة إلى أن ختم دوره بآخر مقال له على شكل الرسالة -الدراسة التي نشرتها الحوادث واعتبرتها صوت أحد السياسيين العرب من الذين اندفعوا في تأييد الثورة الأسلامية في أيران بوصفها أهم حدث في القرن المنصرم وقد حلل في هذه الرسالة جميع جوانب الضعف التي أدت إلى هزيمة العرب في مواجهتهم لأسرائيل وأكد على ضرورة الأستفادة من دروس الثورة الأسلامية في حشد الجهود والطاقات من أجل مواجهة المخططات الأسرائيلية الرامية إلى تكريس عوامل التخلف والأنحطاط والتشتت في بلدان العالم العربي وشعوب المنطقة حفاظا على أمن أسرائيل وبقائها كأقوى قوة تثير عدم الأستقرار في بلدان العالم العربي مع حليفها الستراتيجي الولايات المتحدة الامريكيه.
توفي عام 1979 إثر نوبة قلبية في لندن، ودفن في عمان.
|
|
سبقه: الشريف حسين بن ناصر |
سعد جمعة | خلفه: بهجت التلهوني |