زينون الرواقي (المشاء) من سيتيوم (333 ق.م-264 ق.م) كان فيلسوفا هيلينياً من مدينة سيتيوم في قبرص وكان ابناً لتاجر وتلميذاً لقراطيس الطيبي. وكان أشهر الشكاكين في عصره باليونان. وعمل زينون نفسه بالتجارة حتى بلغ 42 عاماً، عندما بدأ مدرسته الرواقية للفلسفة. سمي على اسم مكان تدريسه وهو الرواق المطلي (Stoa وتعني في اليونانية الرواق أو الشرفة، إلا أن الكتب الفلسفية العربية تستعمل "الرواق") وكان تدريسه بداية للفلسفة الرواقية. لم يصلنا أي من أعمال زينون، إلا أنه يُعتقد أنه علّم أن أفضل طريق للوصول إلى السكينة يكون عبر تجاهل المتعة والألم.
وكان زينون أيضاً أول طوباوي فوضوي في الغرب، وبالتالي ممهد هام للفوضوية المعاصرة. ويصف آيزيا برلين زينون كالتالي:
الرجال عقلانيون، ولا يحتاجوا أن يتحكم فيهم أحد، والكائنات العقلانية ليس لها حاجة إلى دولة أو نقود أو محاكم أو أي حياة مؤسساتية منظمة. وفي المجتمع الأمثل الرجال والنساء سيرتدون نفس الثياب وسيتناولون الطعام في مطاعم (مراعي) عامة
ديوجينس ليرتيوس مؤرخ الفلاسفة الإغريق ترك لنا أكثر التفاصيل عن حياة زينون في كتابه حياة الفلاسفة البارزين. وبالرغم من أن تلك الكتابات افتقرت إلى العمق وفحص الأفكار الفلسفية لزينون، فإن وصفه عبر سرد حكايات عنه تركت لنا صورة حية عن الشخصية التاريخية زينون.
فقد كان زينون شاحباً، لوحته الشمس، وكان يحيا عيشة متقشفة. وقد تماشى هذا الأسلوب في الحياة مع فلسفة الشك التي اتبعها أولاً ومع أجزاء من فلسفته الرواقية اللاحقة. وكان من حوارييه الرواقيين الملازمين له ملك مقدونيا أنتيجونوس.
لا يُعرف متى مات زينون، إلا أن ديوجينس أخبرنا التالي عن قصة وفاته:«ما أن غادر المدرسة ذات يوم حتى سقط وكسر اصبعاً لوقوعه على الأرض، وفي نفس الوقت كان يهتف بكلمات نيوبي: أنا آتٍ ، لماذا تنادين علي؟". ثم سرعان ما فارق الحياة»
سميت على اسمه فوهة بركانية على سطح القمر.