الزولو (بالإنجليزية: Zulu) هي مجموعة من القبائل الإفريقية اشتهرت بخصائصها القتالية الباسلة وولعها بالحرب، وخلال عشرينات القرن الثامن عشر بدأت بقيادة زعيمها الشهير تشاكا (بالإنجليزية: Chaka) بمهاجمة الشعوب المجاورة بوحشية ضارية. وكان المقاتلون مدربين تدريبا عاليا وملتزمين بالنظام، وسرعان ما أصبح الزولو أقوى جماعة بين مواطني جنوب إفريقيا. ولكن حملاتهم الحربية ما لبثت أن جعلتهم يصطدمون بالأوروبيين. وييبلغ تعداد الزلو حاليا حوالي 10 ملايين نسمة يستوطن معظمهم جنوب إفريقيا وينتشر يعضهم في زيمبابوي وزامبيا وموزمبيق، ويتكلم الزولو لغة البانتو.
فهرس
|
يحكم الزولو زعيم سام يتمتع بسلطة مطلقة، ولكل عشيرة _أي المجموعة الأسرية- رئيس ينتقل إليه المنصب بالوراثة، وقد جرت العادة بأن لا يقيم الزولو في القرى، وإنما يعيشون في جماعات صغيرة تربط بينهم صلة القربى، ويطلق على هذه المستوطنات اسم الكرآل (بالإنجليزية: Kraals) وهي عبارة عن عدد من الأكواخ ترص في ما يشبه دائرة غير منتظمة وتضم الماشية ويحوطها سياج، أما الكرال الرئيسي فيتخذها الزعيم مقاما وتكون أكبر من غيرها وتشبه معسكرا حربيا، ومساكن الزولو تشيد بأسلوب بسيط، لأن من عاداتهم أنهم كثيرة الترحال، وأكواخهم دائرية ولسقوفها شكل القبة، وهي مجردة من النوافذ وبابها عبارة عن فجوة صغيرة عرضها حوالي ستون سنتيمترا وارتفاعها حوالي خمسة وسبعون سنتيمترا، وليس في الكوخ إلا غرفة واحدة، ويقوم الرجال ببناء الهيكل الخشبي من الأغصان الطرية اللينة وبعدئذ تتولى النساء إكمال بناء الكوخ بتسقيفه بعناية بالأعشاب والقش حتى لا ينفذ منه المطر.
يستغل الزولو أرضهم في الزراعة ورعي الماشية كما هو الشأن في العديد من الجهات في جنوب إفريقيا، ويتولى الرجال العناية بالحيوان فيم تقوم النساء بجميع الأعمال الزراعية إذ ينظرون إليها على أنها من الأعمال الدنيا، ونادرا ما يذبح الزولو الماشية ولا يتناولون اللحم البقري إلا في مناسبات معينة كاحتفالات العرس أو المأتم، وللماشية شأن هام في حياة الزولو إذ ينظر إليها على أنها مصدر الثروة ومعيارها، وعلى الشاب قبل أن يتزوج أن يدفع إلى أسرة زوجته المستقبلية اللوبولو (بالإنجليزية: Lobolo) أي ثمن العروس ويدفعه بالماشية لا نقدا، وديانة الزولو تحرم على المرأة أن تكون لها أي علاقة بالماشية فهي تختص فقط بالزراعة.
يعتمد الزولو بصفة أساسية في ردائهم على جلود الحيوانات كالثيران والوعول، ورداء الزولو خال من التعقيد فهو للرجل مجرد ستر للعورة أما المرأة فتلبس قميصا صغيرا من الجلد، أما السحرة الأطباء ورؤساء العشائر فيمكن أن يميزهم المرء عن سواهم بمظهرهم، فثياب الساحر الطبيب تحلى بالريش، بينما يرتدي رؤساء العشائر جلود الفهود.
للصيد أهمية كبيرة عند الزولو فيتدربون عليه منذ الطفولة، ولما كان من النادر أن يذبحوا مواشيهم ويقتاتوا بها، فأنهم يحصلون على مؤونتهم من اللحم عن طريق اصطياد الحيوانات البرية وخاصة الوعول والظباء، غير أن صيد هذه الحيوانات محظور في الوقت الحاضر لذا زاد اعتمادهم على الحيوانات المنزلية، وقد كان السلاح الرئيسي للزولو هو الرمح والنبوت المعقد، وهذا النبوت عبارة عن عصى تنتهي بعقدة سميكة، وعندما يقذف به الغزال الهارب بقوة كافية فإنه يكسر قائمته، وهو وإن كان سلاحا بدائيا إلا أنه فعال جدا، وتضم رحلات الصيد في بعض الأحيان مئات الصيادين، وفي هذه الحالات يضرب الصيادون طوقا حول طرائدهم ثم يضيقون حلقة الحصار تدريجيا حتى لا يكون للطريدة فرصة للإفلات وعندما يطبقون عليها ويقتربون منها بمسافة كافية فإنهم يرمونها بالرماح ومن النادر جدا أن يتمكن الحيوان من الهرب.
بغض النظر عن رؤساء العشائر فإن السحرة الأطباء هم أصحاب النفوذ الأكبر بين الزولو، فإنهم يعتقدون أن في وسع السحرة الأطباء أن يشفوا الأمراض وأن يتسببوا في موت إنسان يبدو صحيح البدن، وهم يستدعون في كثير من الأحيان لممارسة سحرهم، فهم الذين ينزلون المطر بعد نوبة طويلة من الجفاف، وهم الذين يجعلون المحاصيل تنمو ويصونونها من التلف من فعل عناصر الطبيعة كالرياح والصقيع، اما القرارات ذات الأهمية فلا تتخذ إلا بعد استشارتهم، إذ أن المعتقد أنهم قادرون على التنبؤ بالمستقبل. ومهنة السحرة الأطباء يكتنفها الغموض، والقوم هناك يخافونهم خوفا شديدا، ويتزين السحرة الأطباء بالعديد من الحلي ذات الرموز السحرية، مما يبث الخةف والرعب في نفوس من يراهم، ويتقلدون حول أعناقهم خيطا يعلقون فيه قرون ظباء محشوة بمساحيق وأعشاب ذات منفعة سحرية وطبية.
في وقت من الأوقات كان الرؤساء وكبار القوم دون سواهم هم الذين يدفنون بأسلوب لائق أما غيرهم فكانوا يتركون طريحين على الأرض في الغابة والأدغال اما اليوم فالموات جميعا يدفنون، وعادة ما يتم ذلك بعد غروب الشمس. وعقب الوفاة تطوى الجثة وتكتف وتثنى الركبتان وتضمان إلى الصدر ويحفر قبر مستو عمقه حوالي 135 سم، توضع الجثة في القبر بوضع رأسي وتحاط بالأحجار من كل ناحية بحيث لا تلمس جدران الحفرة. ويدفن الميت بحيث يكون وجهه متجها ناحية الكوخ الذي سكنه طوال حياته، والأماكن التي تدفن فيها الموتى تختلف من مستوطنة إلى أخرى، والزولو بشكل عام شديدو التكتم بشأن مواضع هذه المقابر.
يؤمن الزولو بوجود إله يطلق عليه اسم إنكولانكولو (بالإنجليزية: Unkulunkulu) أي "إله قديم جدا"، وهو الذي خلق جميع الحيوانات والطيور والمياه والجبال والشمس والقمر، كما يعبد الزولو أسلافهم، فيعقدون أن الأحياء يعتمدون في رفاهيتهم وسعادتهم على الأموات، ولذلك يعبدون أسلافهم ويقدمون لهم القرابين من الماشية.