الريسين هو بروتين توكسينى شديد السمية، يستخرج من بذور نبات الخروع و الجرعة السامة المتوسطة للانسان تقدر ب 0.2 مجم(1 من 5000 من الجرام)، ويعتبر أكثر سمية من سم الكوبرا بمرتين.
فهرس |
بروتين سام ، يقلل من تصنيع البروتين بالجسم وله مدي سام واسع بالجسم ولاسيما علي جهاز المناعة حيث يثبطه. ولايوجد لهذا السم مضاد له . مما يجعله سما شديد السمية . وأعراضه الأولية تعتمد علي طريقة التعرض له ومن بينها الحمي وتلبك معوي ومعدي والكحة . كما أن إستنشاقه عن طريق الجهاز التنفسي وإمتصاصه عن طريق الرئة يسبب تلفا وإحتجاز الماء بها نتيجة التعرض لبيروسول الريسين وإستنشاق رذاذه. كما أن تناوله بالجهاز الهضمي يسبب تهيجا به ولاسيما المعدة والأمعاء ويصاب الضحية بإسهال دموي وقيء. وله تأثير علي الجهاز العصبي المركزي حيث يسبب نوبات عصبية و هبوطا به . ولو تعرض الجلد لمادة الرايسين فإن تأثيره قد يتأخر عدة ساعات لأنه لن يكون سريع المفعول وهو أقل سمية .
الريسين يقوم بالإقلال من تصنيع البروتينات في الجسم .حيث تتحد سلسلة B (B chain) بالمستقبلات فوق سطح الخلية ليدخلها وسلسلة لها نشاط إنزيمي علي نواته اوأي كمية ولو قليلة تثبط تكوين البروتين وكثير من البروتينات السامة للخلايا أمكن التعرف عليها في عدة نباتات أخري غير نبات الخروع وكلها لها صلة بالريسين في التكوين والتأثير .فكلها تثبط تصنيع بروتينات("ribosome-inactivating proteins"(RIPs) والتي يطلق عليها (Type 1 RIPs ولايمكنها الدخول من سطح الخلية للوصول للريبوسومات Ribosomes إلا لو إتحدت مع وصلة disulfide bridge لتكوين (Type 2 RIPs).
وبعض النباتات كالقمح والشعير بها (Type 1 RIPs)الغير سام . وهو إنزيم يسمي أيضا A chain. بينما نباتات أخري كبذر نبات الخروع بها الريسين من نوع Type 2 RIPs)) السام. وهو إنزيم يسمي أيضا عندما تلتصق بها A chain برابطة disulfide bond.وجزيء RTB بالريسين يتحد مع الجلوكوبروتينات والجلوكو ليبيدات فوق سطح الخلية الذي ينتهي بالجلاكتوز. ويمكن لحوالي 106 – 108 جزيء ريسينالإتحادبكل خلية . ومجرد جزيء واحد ريسين يدخل الخلية يوقف نشاط 1500 ريبوسوم في الدقيقة ليقتل الخلية .
والتسمم بتناول بذور الخروع ليس بسبب مادة RCA بالريسين التي لاتسطيع النفاذ من جدار المعدة لداخل الجسم ولا تؤثر علي خلايا الدم الحمراء إلا لو أعطي السم عن طريق الحقن بالوريد فيجعل كراته الحمراء تلتصق مع بعضها لتنفجر وتتكسر.فجرعة مقدارها واحد ميلليجرام كافية لقتل شخص بالغ. لأنه يسبب الجفاف الشديد وقلة البول وإنخفاض ضغط الدم .ولو لم تحدث الوفاة خلال 3-5 أياوم غالبا المصاب يشفي .
ويعتبر سم الريسين من السموم الشائعة ويمكن تحضيره والحصول علي كميات ضخمة منه بسهولة لأن شجيرات الخروع تزرع في كل مكان .ولاسيما وأن مليون طن بذور خروع تعصر سنويا للحصول علي زيته . ومايتبقي منه بعد العصر به 5% من وزنه مادة ريسين. وهذا السم يحضر كسائل يمكن تجفيفه ليصبح مسحوقا يتطاير بالهواء .ويحتوي علي إثنين من hemagglutinins ونوعان من مواد سامة هما RCL III and RCL IV, وهذه السموم مكونة من polypeptide chains (an A chain and B chain chain,) وهما تتحدان برابطة disulfide bond).) والريسين لو إستنشق فإنه يسبب الوفاة في خلال 36- 48 ساعة نتبجة الهبوط في جهازي التنفس والدوري . ولو تناوله الشخص بالفم فيسبب غثيان وقيء ونزيفا بالمعدة والأمعاء ويتبع هذا فشل كبدي وكلوي وطحالي يفضي للموت بسبب هبوط في الدورة الدموية.ولو حقن فإنه بسرعة يدمر العضلات والعقد الليمفاوية . ويعقب الحقن هبوط في الأعضاء الكبري بالجسم عادة كالقلب والبنكرياس .
في حالة التعرض لسم الريسين يكون لكل حالة مرضية تظهر علي الشخص المصاب علاجها . ولاسيما وجود الماء بالرئة وعلاج التسمم الغذائي لو كان الريسين قد دخل الجهاز الهضمي عن طريق الأكل . ولايوجد تحصين ضد هذا السم للوقاية منه سوي استعمال الأقنعة الواقية وعدم تناوله بالفم . والمصاب بسم الريسين عن طريق الجلد يعزل ولايختلط بالآخرين ويغتسل الجلد المصاب بمحلول 10,% هيبوكلوريت الصوديوم والماء والصابون . وفي حالة التسمم الغذائي به يعطي المصاب جرعات من الفحم النشط يتبعه شربة شديدة كمحلول سترات الماغنسيوم أو سلفات الماغنيسيوم أو يجري غسيل المعدة .
وقد وجد علماء الأعصاب أن في إستطاعتهم إتلاف الخلايا العصبية بالذات بحقن مادة الريسين في الأعصاب فيصل السم لأجسام الخلية العصبية حيث تتركز الريبوسومات . ومن خلال الفحوصات والتحليلات وجد أن الريسين يقوم أولا بتشتيت البولي ريبوسومات ويجعل أجسام الخلية العصبية التي يحقن بها تنتفخ لتتحلل نواة الخلية وتتلاشي الخلية ذاتها. لأن الريسين كيماويا يتكون من a N-acetyl galactosamine-binding lectin فيمكن إستعماله مع اللكتيناتLectins المختلفة المتخصصة . فبعد حقن السم نجد بقايا N-acetyl galactosamine فوق سطج الخلية العصبية . ففي دراسة سطح الخلية العصبية الطرفية والحركية في البالغين.. وجد أنهم حساسون للريسين . فالخلايا العصبية لديهم بالجهاز العصبي تقاوم تخزين المعلومات عن الريسين بينما الأطفال في فترة النمو حساسون.لأنهم في فترة نمو المخ تحدث تغيرات في عملية glycosylationبالخلايا العصبية بالجهاز العصبي المركزي.
والسؤال البديهي. . لماذا زيت الخروع الطبي الذي نشربه كشربة ملينة ليس ساما ؟ . فالزيت يحضر من بذور النبات بالعصر . ولأن مادة الريسين تذوب في الماء فلا تكون لهذا السبب في الزيت الخالي تماما من الشوائب النباتية . وبعد العصر يظل سم الريسين في الثفل ليذوب منه في الماء بعد ذلك ليحضر الريسين وتجري عملية تبخير المحلول تماما بطريقة خاصة . فيبقي السم كمسحوق أبيض . وزيت الخروع يستخدم في تحضير المتفجرات وزيوت التشحيم للطائرات وكان يستخدم في تحضير الصابون وأحبار الطباعة والورنيش والبويات الزيتية . ويستعمل حاليا طبيا كشربة للإمساك. وهناك أنواع من نبات الخروع تزرع من أجل الزيت
تصنيع الريسين الغير مشروع يعاقب مرتكبه بالسجن 30 عاما في الولايات المتحدة الأمريكية
هناك عدة محاولات بحثية للعلاج بمادة الريسين السامة ولاسيما في مجال التقنية الحيوية والهندسة الوراثية. ولاسيما لخاصيته في إثباط إنتاج البروتينات بالخلايا الحية مما جعل العلماء يحاولون إستخدامه في علاج السرطان بإستخدام (deglycosylated) سم الريسين A chain(RTA) لتتحد مع الأجسام المضادة أو عوامل النمو growth factors مما يجعل إستهداف الخلايا الخاصة(كالخلايا السرطانية ) بالريسين ممكنا .فلقد وجد أنه مؤثر وآمن كعلاج معاون عندما يوصف للمرضي في حالة زراعة نخاع العظام (خلايا بيتا) مما يزيد معدل الحياة بشكل ملحوظ .وهذه التجارب نجحت مع حيوانات بالمعمل ولم تجر علي الإنسان بعد . وهناك محاولات طبية للتأكد من أن الريسين يمكن إستعماله لإثباط نمو الخلايا الصغيرة لسرطان الرئة . وهناك أيضا دلائل علي أنه يقوي التأثير الخلوي السام ل . TNF-alpha وتعتبر هذه المحاولات والتجارب المعملية واعدة في المستقبل .
لكن في حالة زراع النخاع العظمي في المعمل نجد أن سموم RTA- immunotoxins قد إستخدمت بنجاح في التجارب المعملية لإتلاف وتدمير الخلايا الليمفاويةالتائية (T lymphocytes) بالنخاع العظمي أخذت من متبرعين غير متوافقين مما جعله لايرفضه رغم عدم التوافق بسبب RTA-immunotoxin الذي يخفف هذه الحالة الرافضة . حتي في حالة أخذ نخاع عظمي ذاتي من نخاع سليم(anti-T cell immunotoxins) من المريض نفسه لإتلاف خلايا T السرطانية كما في اللوكيميا التائية والورم الليمفاوي. aymen وفي الأحياء وجد أن علاج الأورام المتصلبة قد يظهر مشاكل عديدة لقلة تشغيل االسم المناعي(immunotoxin (IT)) في كتلة الورم لقلته أو أن أنتيجينات تستبعده أو يتكسر أو يزال بسرعة أو أن الجرعة تسبب تأثيرا جانبيا. وأكثر هذه المشاكل ظهورا لدي الذين يعالجون بسموم الريسين المناعية ricin-immunotoxins ظهور حالة نزيف الأوعية "vascular leak syndrome" حيث تتسرب السوائل من الأوعية الدموية و حيث تتولد زيادة في الوزن وإديما(رشح ) بالرئة وإنخفاض الزلال albumin بالدم . لكن رغم هذا فالأبحاث مستمرة لعلاج السرطان والإيدز من خلال إستغلال تقنية الإتحاد الدنوي recombinant DNA .
وأخيرا .. دخول الريسين بعد عودته ليكون سلاحا بيلوجيا بايدي الضعفاء يقوي عزيمتهم. ويجعل المعارك الأخطبوطية تدور خفية وبلا صخب في أي مكان وزمان . لتهدد الدول الكبري وتؤرق أمنها وتلاحق مواطنيها . وهذا ماهو متوقع فيما يقال بالحملة الدولية ضد الإرهاب.