روبرت كوخ هو عالم بكتريا. روبرت كوخ أشهر العلماء في العالم، ولد الطبيب وعالم الجراثيم الألماني روبرت كوخ في 11 ديسمبر عام 1843 في مدينة كلاوس تال الألمانية المشهورة بالتعدين، نشأ العالم في عائلة متعددة الأفراد حيث كان ثالث ابن من عشرة أطفال، درس الطب وعمل كطبيب بالعديد من المستشفيات الألمانية. كرس العالم حياته للبحث العلمي، حيث بذل جهودا علمية جبارة خاصة في اكتشاف الميكروبات والجراثيم والأوبئة.
يعد روبرت كوخ أول من أثبت منذ حوالي مائة سنة أن الأمراض المُعدية، التي كانت تفتك بشعوب أوروبا، سببها عضويات حية مجهرية، ففي عام 1876 كلف العالم ببحث وباء الجمرة الخبيثة Anthrax للكشف عن مسببه، إذ كان حينذاك ذائع الانتشار في القارة الأوروبية، وعرف هذا الوباء بإصابة الآلاف من رؤوس الأغنام والماعز والخنازير وكذلك بقدرته على إمراض المزارعين الذين يقومون بتربية هذه الحيوانات.
وبدأ " كوخ " أولى تجاربه بتنمية بكتيريا الجمرة الخبيثة في خارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت مجهره، ثم حقنها في فئران فماتت وعندما فحص الفئران وجد فيها أعداداً كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بادئ الأمر في هذه الفئران، وازداد ثقة واطمئناناً بأن هذه البكتيريا هي بذاتها المسببة للداء.
باكيتريا الجمرة الخبيثةأعاد كوخ التجربة عدة مرات على حيوانات أخرى مثل الأبقار، وتوصل إلى النتيجة نفسها، وهكذا برهن على أن البكتيريا هي التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة، و بعد أن نشر كوخ اكتشافاته، قام العلماء بدراسة الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، و تم التوصل إلى أن البكتيريا تسبب عدداً من الأمراض للإنسان، مثل الدفتيريا، و الكوليرا، و الحمى التيفوئيدية.
اكتشف كوخ بنفسه البكتيريا المسببة لمرض السل، أو"التيوبركلوسيس" التسمية المعروفة للمرض، الذي يعتبر بكتريا هوائية تختار الجهاز التنفسي مأوى أساسيا لها، ولقد حيرت هذه البكتيريا العلماء قديما بسبب عجزهم عن معرفة أسبابها، حتى اكتشفها روبرت عام 1883 وأثبت أن هذا الميكروب يمكنه إحداث تغيرات مرضية في مختلف أعضاء الجسم مثل الحنجرة والأمعاء والجلد.
وفي عام 1883 اكتشف روبرت بمستشفى الإسكندرية الكوليرا، هذا الوباء الذي اجتاح مصر وأدى إلى حدوث أكثر من أربعين ألف حالة وفاة. ولا زال كبار السن في مصر يتذكرون وباء الكوليرا الشهير، الذي انتقل من الهند -موطنه الأصلي- عن طريق بعض جنود الاحتلال الإنجليزي وانتشر كالريح في جميع أنحاء مصر. وفي منتصف عام 1890 اكتشف مرض الملاريا الذي اجتاح القارة الإفريقية آنذاك، ولقد قضى روبرت فترة طويلة في إفريقيا بين البحث في أسباب المرض وإيجاد العلاج.
جائزة روبرت كوخ حاز كوخ على جائزة نوبل في الطب والفيزيولوحيا سنة 1905. واعترافا بخدماته المقتدرة منح لقب مواطن الشرف لمدينة كلاوس تال, هذه المدينة التي وهبت نفسها للعلوم افتخارا بعالمها المقتدر، حيث من الصعب أن تجد مؤسسة علمية لا تحمل اسم ابن المدينة، فهناك مدرسة روبرت كوخ، مستشفى روبرت كوخ، شارع روبرت كوخ، جائزة روبرت كوخ ومكتبة روبرت كوخ والقائمة لا زالت طويلة. وبحكم شغفه للمغامرة والسفر ربط روبرت بين هوايته واهتماماته العلمية حيث لم يتخلى يوما في معاينة الأوبئة والأمراض في البلد الذي انتشرت به مغتنما الفرصة لاكتشاف العالم في وقت لم يكن فيه السفر عبر العالم ممتعا كما هو الشأن اليوم.